صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/462

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

-10%- الطبية وغيره فاصطف أمامه التلامذة وميزهم إلى ثلاث فرق بحسب أعمارهم فصغار السن طردوا من المدرسة والمتوسطون ألحقوا بالشوشخانة السعيدية ( أورطة عسكرية ) والمتقدمون فى السن ألحقهم بالمدرسة العسكرية الحربية في بلدة طره وكان صاحب الترجمة من المتوسطين فى السن فألحق بالعسكرية وألبسوا ملابسها وأقفلت مدرسة الطب وخلت البلاد من تعليم علم الطب وبعد حين أصدر سعيد باشا أمره بالعفو عنهم وجعلهم تمورجية ( ممرضين) في الجيش واستمر صاحب الترجمة يعمل فى خدمة المرضى بالجيش حتى نال رتبة الجاويش ثم جاءت هيضة سنة ۱۲۷۲ هـ - ١٨٥٥م فاشتغل في معالجة المرضى والعناية بهم ووضع بعد ذلك رسالة فى هذا المرض دون فيها مشاهداته وخبرته به وفى سنة ١٢٧٣ هـ - ١٨٥٦ م عاد إلى مصر الدكتور كلوت بك الشهير مؤسس المدارس الطبية بمصر والتمس من سعيد باشا الوالى إعادة المدرسة الطبية إلى ما كانت عليه فأجيب إلى ذلك وصدر الأمر يجمع تلامذتها من آلايات الجيش وإرجاعهم إلى المدرسة فعادوا اليها وما زال صاحب الترجمة فيها حتى أتم دراسة الطب وخرج طبيباً وعين فيها مساعداً ومعيداً لعلم الجراحة بمرتب شهرى قدره ثلاث جنيهات فى الشهر وفى سنة ١٣٧٩ هـ ـ ١٨٦٢م بعث سعيد باشا إرسالية إلى أور بالاتقان فن الطب وفيها صاحب الترجمة وكان أصغر هم سناً ورتبة وبعد وفاة سعيد باشا وتولى اسماعيل باشامكانه استرجعت الارسالية من أوربا الاصاحب الترجمة فانه استمر بها حتى أتم دروسه فى المدرسة وعلى أيدى أشهر الجراحين في ذلك الوقت كالدكتور نيلاتون ونال إجازة الدكتورية وفى تلك الأثناء كان الخديوى اسماعيل قد توجه إلى فرنسة فلقيه الدكتور نيلاتون أستاذ محمد الدرى وأطنب له كثيراً فى صاحب الترجمة وأثنى على أعماله واجتهاده فأمر الخديوى بأن يعطى الدكتور محمد الدرى عدة كتب وبعض الآلات الجراحية ومائة بنتو فأخذ صاحب الترجمة هذا المال المنعم عليه به وأضاف اليه ما كان معه من واشترى بالكل القطع التشريحية التي أحضرها معه إلى مصر وبقيت أثراً خالداً المال