صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/337

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

4 ل ـل س بن الشيخ غرس الدين بن ابراهيم بن الشيخ شهاب الدين احمد - نشأ في مدينة وتأخرت حلب ورغب في العلوم وتشبث بكل سبب وقرأ المختصرات على الشيخ حسن السيوفى وحصل طرفاً صالحاً من فنون الأدب ثم قصد إلى التحصيل التام فارتحل ماشياً إلى دمشق الشام وأخذ فيه الطب من مقدم الألباء ورئيس الأطباء العالم الذكى المشتهر بابن المسكة ثم انتقل من تلك العامرة ماشياً إلى القاهرة واشتغل فيها على العالم الجليل المقدار الشيخ المشتهر بابن عبد الغفار وأخذ منه الحكميات وعلوم الرياضيات وساير العلوم العقلية قاطبة بالدروس الراتبة وأخذ الحديث وساير علوم الدين من القاضي زكريا شيخ المفسرين أصبح وهو لناصية العلوم آخذ وحكمه فى ممالك الفنون نافذ وتنقلت به الأحوال رت عنه الأمثال وفاق على الأقران وسار بذكره الركبان ولما كانت فضائله ظاهرة عند سلطان القاهرة أحب رؤيته واستدعاه ورفع منزله وأكرم مثواه ثم جعله معلماً لابنه ومريباً لغصنه ولما وقع بين مخدومه و بين سلطان الروم من المنافسة حضر الوقعة المعروفة من جانب الجراكسة فلما التقى الجمعان وترائت الفئتان وتقدم الأبطال وتهمهم الرجال وهجم ليوث الأروام وأسود الأجام على ذئاب الأعادى وثعالب البوادى وكتبوا بأقلام السمر أحاديث الجرح والسقم وأوصلوا اليهم أخبار الموت برسل السهام وأرسلوا عليهم شواظاً من نار وأحلوا أكثر هم دار البوار وأخذ الصواعق والبروق في اللمعان والشروق وأمطر السماء عليهم الحديد والحجارة وضيق عليهم هذه الدارة وسالت بدمائهم الأباطح وشبعت من لحومهم الجوارح لم يثبت الجراكسة الاساعة من النهار ثم بدلوا الفرار من القرار وجعلوا أمام عسكر الروم يتوانبون وهم من ورأتهم بهذا القول يتخاطبون : جعلنا ظهور القوم في الحرب أوجها رقمنا بها ثغراً وعيناً وحاجباً وقتل الغورى في المعركة ولم يعرف له قاتل وأسر ابنه والمولى المرحوم ولما جيء بهما إلى السلطان سليم خان عفى عنهما وقابل جرمهما بالاحسان ثم