صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/197

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۸۹ - رأى منى ما رأى منى استخبر من هناك عنى فأجبته ولم يكن هناك غير الدمع سائلا وبجيبا فعند ذلك اصطنع لى دهنا مستدنى به في حر الشمس ولفنى بلفافة من فرقى إلى قدمى حتى كدت أفقد عنده الحس وتكرر ذلك منه مراراً من غير فاصل فتمشت الحرارة الغريزية كالحميا في المفاصل فبعدها شد من وثاقي وفصدني في عضدي وساقى فقمت بقدرة الواحد الأحد بنفسى لا بمعونة أحد ودخلت المنزل على والدى فلم يتمالك سروراً وانقلب إلى أهله فرحا مسروراً وضمنى الى صدره وسألني عن حاله فحدثته بحقيقة ما جرى لى فمشى من وقته الى الأستاذ ودخل حجرته وشكر سعيه وأجزل عطيته فقبل منه شكره و استعفاه بره وقال إنما فعلت ذلك لما رأيت فيه من الهيئة الاستعدادية لقبول ما يلقى اليه من العلوم الحقيقية فابتدأت عليه بقراءة المنطق ثم أتبعته بالرياضي فلما تم شرعت في الطبيعي فلما أكملت اشرأبت نفسى لتعلم اللغة الفارسية فقال يا بني انها سهلة لكل أحد ولكني أفيدك اللغة اليونانية فانى لا أعلم الآن على وجه الأرض من يعرفها أحداً غيرى فأخذتها عنه وأنا بحمد الله تعالى الآن فيها كهو إذ ذاك ثم ما برح أن سار كالبدر يطوى المنازل لدياره وانقطعت عنى بعد ذلك سيارة أخباره ثم جرت الأقدار بما جرت وخلت الديار من أهلها وأقفرت بتنكرها على لانتقال والدى واعتقال ما أحرزته يدى من طريفى وتالدى فكان ذلك داعية المهاجرة الديار مصر والقاهرة خرجت عن الوطن في رفقة كرام توم بعض المدن من سواحل الشام حتى اذا صرت في بعض ثغورها المحمية دعتنى همة علية أو علوية أن أصعد منه جبل عامله فصعدته منصوبا على المدح وكنت عامله وأخذت من مشايخها ما أخذت وبحثت مع فضلاتها فيما بحثت ثم ساقتني العناية الالهية إلى أن دخلت حمى دمشق المحمية فاجتمعت ببعض مشايخها من مشايخ الاسلام كأبي الفتح بن عبد السلام وكشمس علومها البدر الغزى العامرى ذلك الامام والشيخ علاء الدين العمادى ثم لم ألبث أن هبطت مصر هبوط آدم من الجنة لما وجدتها كما قال أبو الطيب ملاعب جنّة فكأنها مغانى الشعب وأنا المغنى محمد بن محمد