صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/194

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ١٨٦ - الشيخ الامام المميز على من له بها المزية المتوحد بأنواع الفضائل والمتفرد بعلوم الأوائل شيخ العلوم الرياضية سيما الفلسفة والعلوم الحكمية وعلم الأبدان القسيم لعلم الأديان فانه بلغ فيه الغاية التى لا تدرك وانتهى منه إلى الرتبة التي لا تكاد تملك مع فضل فى جميع العلوم ليس لأحد وراءه فضلة وعلم لم يحو أحد في عصره مثله وأدب يغض منه الناظر ويحار فى وصفه الفكر والخاطر مولده بفوعة ثم انتقل به والده إلى انطاكيه فنشأ بها ثم منها إلى الشام ثم منها إلى مصر فقطن بها وكانت له خلوة بالمدرسة الظاهرية تجاه البيمارستان يجلس بها نهاراً قال تلميذه الفاضل الخفاجي في ريحانته في ترجمته ضرير بالفضل بصير كأنما ينظر ما خلف ستارة الغيب بعين فكر خبير لم تر العين مثله بل لم تسمع الآذان ولم تحدث بأعجب منه مسائل الركبان إذا جس نبضا لتشخيص مرض عرض أظهر من أعراض الجواهر كل غرض فيفتن الأسماع والأبصار ويطرب بحس النبض ما لا يطربه جس الأوتار يكاد من رقة أفكاره يحول بين الدم واللحم لو غضبت روح على جسمها ألف بين الروح والجسم فسبحان من أطفأ نور بصره و جعل صدره مشكاة نور فانها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وله فى كل علم سهم مصيب ومنطق محلى بتذهيب التهذيب وكنت قرأت عليه الطب وغيره في سن الصغر فسمعت ما يغار له نسيم السحر ويطرب من لطفه نغمات الوتر ينثر فيه نار العلوم على عرايس المنثور والمنظوم وكان يقول لو رآني ابن سينا لوقف بيابي أو ابن دنيال لا كتحل بتراب أعتابي إلا أنه على مذهب الحكماء ومشرب الندماء ولذا كثر كلام الناس في اعتقاده و نقل عنه رشح قطرات من خفى الحاده ثم لما كثر اللغط فيه ارتحل إلى البيت العتيق فطافت به المنية من كل فج عميق فقضى نحبه ولقى ربه انتهى كلام الشباب ومما يدل على أنه شيعي قوله في شرحه لمنظومة ابن سينا بعد كلام طويل ناقلا ما في التنزيل عن سيدنا موسى لأخيه هارون عليهما الصلاة والسلام فقال اخلفني في قوى وأصلح وهذا قال يعنى النبي صلى الله عليه وسلم لسيدنا على أما ترضى