صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/173

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

170- الايضاح لأبى على وعروض الصاحب بن عباد وكان يحفظ فى المنطق أرجوزة الرئيس أبى على بن سينا وكان قيمها بمعرفة قانون الطب له وكان عارفا باللغة العبرانية ويناظر أهلها بها حتى لقد سمعت بعض رؤساء اليهود يقول له لو حلفت أن سيدنا كان حراً من أحبار اليهود لحلفت فانه لا يعرف هذه النصوص العبرانية الا من تدرب بهذه اللغة وكان الغالب عليه على الأدب حتى لقد رأيت الشيخ أبا الفتح عثمان بن عيسى النحوى البلطى وهو شيخ الناس يومئذ بالديار المصرية يسأله سؤال المستفيد عن حروف من حواشي اللغة وسأله يوما بمحضرى عما وقع في ألفاظ العرب على مثال شقخطب فقال هذا يسمى في الكلام المنحوت ومعناه أن الكلمة منحوتة من كلمتين كما ينحت النجار خشبتين ويجعلهما واحداً فشقحطب منحوت من شق وحطب فسأله البلطى أن يثبت له ما وقع من هذا المثال اليه ليعول في معرفتها عليه فأملاها عليه فى نحو عشرين ورقة من حفظه وسماها كتاب تنبيه البارعين على المنحوت من كلام العرب قال ورأيت السعيد أبا القاسم هبة الله بن الرشيد جعفر بن سناء الملك يسأله على وجه الامتحان عن كلمات من غريب كلام العرب وهو يجيب عنها بشواردها وكان القاضي الفاضل عبد الرحيم البيسانى قد وضعه على ذلك قال وحدثني عن نفسه قال لما دخلت خوزستان لقيت بها المجير البغدادى تلميذ الشهرستاني وكان مبرزاً في علوم النظر فأحب صاحب خوزستان أن يجمع بيننا للمناظرة في مجلسه وبلغنى ذلك فأشفقت من الانقطاع لمعرفتى بوفور بضاعة المجير من علم الكلام وعرفت أن بضاعته من اللغة نزرة فلما جلسنا للمناظرة و المجلس غاص بالعلماء فقلت له تعرض الكلام اذا أفرأيت العلة الى قرينها فارها فى وبصان أو الجساد اذا تأشب بي المغيث فاحتاج الى أن يستفسر ما قلت فشنّعت عليه وقلت انظر الى المدعى رتبة الامامة يجهل لغة العرب التى بها نزل كلام رب العالمين وجاء حديث سيد المرسلين والمناظرة انما اشتقت من النظير وليس هذا بنظيرى لجهله بأحد العلوم التي يلزم المجتهد القيام بها وكثر لغط أهل المجلس وانقسموا فريقين فرقة لى