صفحة:معجم الأطباء (1942) -أحمد عيسى.pdf/128

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

العلماء والصلحاء حريصاً على الافادة بما عنده قليل الكلام جداً لا يتكلم بهذر ولا بما يخرج عن مسائل العلم وإذا تكلم فى مجلس سكت لكلامه جميع من فيه محققاً في كلامه قليل الخطأ . وقال ابن شاطر كان ينظر في النجوم وعلوم السنة مشتغلا بها أخذ فى الطريقتين بالحظ الوافر يلازم الولى أبا زيد الهزميرى ودخل في طريقته فأعطاه ذكراً من الأذكار ودخل به الخلوة نحو سنة ودعا له وقال له مكنك الله من علوم السماء كما مكنك من علوم الأرض فأراه ليلة وهو متيقظ دائرة الفلك مشاهدة حتى عاين مجرى الشمس فوجد في نفسه هو لا عظيما فسمع الشيخ أبا زيد يقول أثبت يا ابن البنا حتى رأى ما رأى مستوفياً قال له الهزميرى ان الله تعالى قد فتح لك فيما أراك فأخذ من وقته في علم الهيئة والنجوم حتى أدرك منه الغاية ، وكان يستعمل الصوم والحلوة طلباً لتصفح أمر الفلك يدوم فيها أياماً فرأى بين يديه في صلاة يصليها صورة قبة نحاس مصنوعة لم ير مثلها في عالم الحس والقبة محبوسة فى الهواء وفى داخلها شخص يتعبد فهاله ذلك ولم يثبت لما رأى من صور مفزعة حفت بها وأصوات هائلة تناديه أن ادن منا يا ابن البنا فلم يقدر على الثبات فأغمى عليه وبلغ خبره الشيخ أبا زيد فجاء ومسح على صدره ورأسه وأزال عنه ما صنعوا له من الدواء ورجع في الحين إلى حسه فقال له الشيخ أبو زيد أنا كنت ذلك الرجل الذي في القبة وأمرت أن أخبرك فى ذلك فلم تقدر وها أنا أمرت أن أخبرك به في عالم الحس ثم أخبره بما طلب قال ابن شاطر كنت قاعداً معه بمراكش فاذا رجل جاء اليه وقال له ياسيدي توفى والدى وهو متهم بالمال ولم يترك لى شيئاً وقيل لى ماله مدفون بداره فنحب خاطرك معى لوجه الله تعالى فنظر الشيخ برهة في نفسه فقال للرجل صور لى صورة الدار فى الرمل قصورها ثم أمره أن يزيل صورتها فأزالها فأمره باعادتها ثانياً ففعل ثم هكذا ثلاثاً فقال له ان مالك في هذا الموضع منها فانصرف الرجل ويحث فى الموضع فوجد به المال كما ذكر . ويذكر أن السلطان سعيد المريني سأله عن زمن موته فأجابه ان موته عند اشتغاله ببناء في قبلة أبا