صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/148

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
–١٣٤ –


ليكون هناك شيء من التكافؤ بيننا وبينهم ، حيث لا حافظ لنا من الهلاك في هذا المزدحم الشديد إلا التكافؤ » .

هذه أقوال من أقوال أصحابه وأتباعه الذين حملوا الراية بعده في المؤتمر الهندى الإسلامى ، وكلها من روحه ومستمدة من تعاليمه 1.

لقد ظل حياته يكافح فى سبيل المسلمين فى الهند كفاحاً شديداً ، وهو صابر على رميه بأشنع التهم من كفر والحاد وفقدان وطنية ، وأنه آلة إنجليزية ، شجاع في مقابلة كل ما يقف فى سبيله يجتاحه اجتياحاً ، يرى أن المسلمين مرضى لا يشعرون بمرضهم إلا إذا ذاقوا طعم العافية ؛ فقراء لا يشعرون بفقرهم وسوء مسكنهم وغذائهم إلا إذا أكلوا الطعام الهني ، وناموا على الفراش الوثير 2 في المسكن الفسيح ، فعمل على أن يذوقوا العافية والغنى ليدركوا ما كانوا عليه من مرض وفقر ؛ وكذلك كان .

فقد رأى مسلمو الهند ناشئة جديدة عاقلة مفكرة مهذبة تصلح للحياة ، ورأوا كلية عليكرة تنتج فى البلاد حركة فكرية بديعة ، وتؤلف الكتب القيمة في أسلوب جديد قويم ، وأخذت الحياة تدب بين المسلمين بعد خمودها ، فآمنوا إذ ذاك بأن «السيد أحمد» مصدر نعمة وبركة ، لا كارثة ونقمة ؛ وإن اختلفوا معه فى بعض آرائه .

ثم كانت له جولة إصلاح عظيمة في اللغة الأردية ؛ لقد كانت هذه اللغة قبله كاللغة العربية فى عهد الظلام : عشق وغرام ومديح ، وأسلوب مزركش الظاهر فارغ الباطن ، فنقلها إلى آفاق واسعة ، وأصبح من موضوعاتها السياسة والاجتماع

  1. انظر طائفة كبيرة من خطب المؤتمر نشرت فى جريدة المؤيد سنة ١٩٠١ وسنة ١٩٠٢
  2. الوثير : اللين