صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/147

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ۱۳۳–


اتخذ شكلا جديداً ، فلم تعد طبيعيات أرسطو ، ولا نظريات ابن سينا ، ولا جبر الخيام ، ولا كيمياء جابر بكافية ، وهى لا تصلح للدراسة إلا من الناحية التاريخية » .

واهتم المؤتمر بالتربية وشؤونها ، ينتقد التعليم ومناهجه و يقترح الإصلاح، ويضع نصب عينه كلية عليـكرة « حتى تصل إلى درجة تساعد على ترقية النشء وتهذيبه ، وحتى تصل إلى درجة تكون فيها منبع العلوم ومحط الرحال للطلبة من جميع الأقطار الإسلامية ؛ وليس من البعيد عند ذلك أن ينبغ فيها أمثال ابن سينا وابن رشد وغيرها من العلماء السابقين ينشأون في مهد العلوم الحديثة ، ويبحثون فيها وينهضون بها ، فإن هؤلاء الناشئين بمساعدة المباحث والتجارب الكيمياوية والطبيعية والفنون العصرية والقواعد الطبيعية يعيدون لنــا سالف مجدنا القديم، فيكون فيهم ابن موسى جديد يخترع آلات جديدة ، وطوسى آخر يكتشف كواكب ويحدد دوائرها ويضع كتباً في علم الهيئة الحديثة وهكذا .»

«والذى نريده أن ينشأ أولادنا في عالم من الحرية بعيدين عن المضار والأوهام الفاسدة والعادات السخيفة التى تُحيط بهم من كل جانب»

عليكم بالعلم ، فإذا شئتم أن تتعلموا وتستفيدوا فانسلخوا من كثير من عاداتكم القديمة وأخلاقكم الوخيمة ، واهتدوا بنور العلم في طريق حياتكم التي تسيرون فيها .

يجب علينا أن نشارك الأمم الغربية فى معارفهم وأن نزاحمهم في مساعيهم بالمناكب والأقدام في كل خطوة يخطونها لكسب علم أو اختراع عمل ، ولا منقذ لنا من براثن 1 الفقر ومخالب الجهل إلا اقتطاف علومهم وإدخال مدنيتهم

  1. البراثن : هى للسباع والطير بمنزلة الأصابع للانسان .