صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/143

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
- ۱۲۹ -


لغة العلم حتى يتحدا ، وحينئذ فقط يكون التفكير الصحيح والرقى الشعبي » .

وكنت مرة أقدم أديباً مصرياً كبيراً لشرقي كبير ، فسألني سؤالا غريباً : هل هو يكتب للخاصة أو للعامة ؟ فقلت : للخاصة ؟ قال : ومَن من الأدباء يكتب للشعب ؟ قلت : لا أحد ، قال : وا أسفاه !

واهتم « السيد أحمد » بدراسة نظام التربية في المدارس الشعبية وفي الجامعات الإنجليزية، وكان مما قاله : ( «إن الطفل فى مدارس إنجلترا يتربى ويتثقف ، وأما في مدارس الهند فيتعلم ، وشتان بين التربية والتعليم ، وإن الشاب في الجامعات الهندية يفقد أخلاقه بسكناه في أوساط المدن مع المغريات المتعددة ، كما أنه ليس في هذه الجامعات عناية بالأخلاق والآداب والدين، وأساتذتها ومدرسوها يعتقدون أن واجباتهم تنتهى بانتهاء دروسهم ؛ وآمال الشبان ومطامحهم محصورة في وظائف حكومية ، من غير تفكير فى واجب لأنفسهم ولا لأمتهم »» . يجب تغيير كل ذلك ، ووضع منهج لمسلمى الهنـد غير المنهج الذي يسيرون عليه

-٢-

عاد « السيد أحمد » من إنجلترا وهو عاقد العزم على إصلاح حال المسلمين في الهند عقلا ودينا ولغة وخلقاً واجتماعاً، سواء في ذلك خاصتهم وعامتهم ، مصمم على أن يغزو الجهل والجمود بكل ما يستطيع من قوة ، وأن يحمل المسلمين بكل الوسائل على أن يتقبلوا المدنية الحديثة فى علومها وفنونها قبولا حسناً ، ويستخدموها فى ترقية حياتهم ؛ وأن يبذل الجهد في التوفيق بين الإسلام والمدنية ، فالإسلام في جوهره وأصله معقول واسع الصدر لأحكام العقل غير مناهض لما يثبته العلم ، فإذا نقى مما لحقه ، وليس منه ، أمكن أن يقبل المسلمون على العلم الحديث من غير حرج .زعماء الإصلاح - م ٩