صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/139

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ١٢٥–


في الخفاء - حركات التبشير فى البلاد ... إلى آخر ما ذكر من أسباب كان فيها صريحاً مخلصاً يقول ما يعتقد

***

على كل حال إنما يهمنا منه دعوته إلى الإصلاح وعمله في سبيله .

لقد نظر فرأى أن بالهند نحو سبعين مليوناً من المسلمين فشا فيهم الفقر والجهل والبؤس والقلق ، من تعلم منهم فتعلم ديني عقيم لا يفتح نظراً ولا يبعث حياة . وهم خاضعون لرجال دين لا يفهمون من الدين إلا رسمه ؛ يريدون أن يخضعوا المدنية الواسعة لمعقليتهم الضيقة ، ولا يعترفون بتغير زمان وتلون حياة ، وتقدم علم ، يعيشون في ركود والعالم حولهم مائج ، يرون أن المدنية الحديثة بعملها ونظمها ووسائلها ومقاصدها مدنية كفر لا يصلح للمسلم أن يستمد منها ولا أن يتعاون مع أهلها ، وأنهم إذا فتحوا صدورهم لها أطاحت عقائدهم وأخرجتهم من دينهم . في كل بلد أو إقليم « ملا » ، وهذا الملا أو العالم الديني يتسلط على عقول أهله ، فإذا فتح المبشرون مدارس حَرَّم هؤلاء العلماء على المسلمين أن يرسلوا أبناءهم إليها ، ثم لا يفتحون هم مدارس مثلها ، بل إذا فتحت الحكومة مدارس فكذلك يحرمونها على أبناء المسلمين ؛ والهندوس يرسلون أبناءهم إلى هذه وتلك فيتثقفون ويصلحون للحياة ويشغلون المناصب الحكومية ، والمسلمون بمعزل عن الوظائف لأنهم في مدارسهم الدينية البدائية بمعزل عن الحياة . فالمدارس مملوءة بالنصارى والوثنيين ، وفيها القليل النادر من المسلمين ؛ وكانت نتيجة هذا أن أعمال الحكومة المتنوعة - وخصوصاً المناصب الكبرى منها - أصبحت وليس في يد المسلمين منها ما إلا ما ندر.

وحركات الإصلاح الدينى التي قام بها بعض رجال الدين كانت دعوات