دعني فما طاعة العذال من ديني

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

دعني فما طاعة ُ العذالِ من ديني

​دعني فما طاعة ُ العذالِ من ديني​ المؤلف ابن المعتز


دعني فما طاعةُ العذالِ من ديني،
ما السّالمُ القلبِ في الدّنيا كمَحزُونِ
لا تسمعِ النصحَ غلاّ القلبُ يقلبهُ،
يكفيكَ رأيكَ لي رأيٌ سيكفيني
أقَررتُ أنّيَ مَجنونٌ بحبّكُمُ،
و ليسَ لي عنكم عذرُ المجانينِ
وصاحبٍ بَعدَ سَنّ النّومِ مُقلَتُهُ،
دعوتهُ، ولسانُ الصبحِ يدعوني
نَبّهتُهُ ونجُومُ اللّيلِ راكِعَةٌ،
في مَحفِلِ من بَقايا لَيلِها جُونِ
ركوعَ رُهبانِ ديرٍ في صَلاتهِمُ،
سودٍ مدارعهم شمَّ العرانينِ
فَقَامَ يَمسَحُ عَينِيهِ وسُنّتَهُ
بقَعدَةِ النّومِ مِن فيهِ يُلَبّيني
و طافَ بالدنّ ساقٍ وجههُ قمرٌ،
وطَرفُهُ بسِريعِ الحَدّ مَسنُونِ
كانّ خطّ عذارٍ، شقّ عارضهُ،
ميدانُ آسٍ على وردٍ ونسرينِ
وخَطّ فَوقَ حجابِ الدُّرّ شارِبُه،
بنِصفِ صادٍ ودالُ الصُّدغِ كالنّونِ
فَجاءَ بالرّاحِ يَحكي وَردَ وَجنَتهِ،
مُقرطَقٌ من بَني كِسرى وشِيرينِ
علَيهِ إكليلُ آسٍ فوقَ مَفرِقِهِ،
قد رَصّعُوهُ بأنواعِ الرّياحينِ
لا أتقي الراحَ بالندمانِ من يدهِ،
وإن سقَتنيَ حَولاً، قلتُ: زيدِيني
قُولُوا لمَكتومَ: يا نُورَ البَساتينِ،
الحَمدُ لله، حتى أنتِ تَجفُوني
قد كنتُ مُنتَظراً هذا، فجئتِ بهِ،
ولَيسَ خَلقٌ على غَدرٍ بمأمُونِ
ذكرتُ من خوفِ أهلي من بليتُ بهِ
من بينهم، واحتملتُ العارَ في ديني
صرَفتُ معنى حَديثي عن ظُنونِهمُ،
عَمداً، كمن فَرّ من ماءٍ إلى طينِ