دعني أقاسي لوعة وهموما

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

دعني أقاسي لوعةً وهموماً

​دعني أقاسي لوعةً وهموماً​ المؤلف ابن شيخان السالمي


دعني أقاسي لوعةً وهموماً
وأظل أندب أربُعاً ورسوما
إنَّ الأُلى طال الكرى معهم قضوا
في البعد أن أرعى دجىً ونجوما
تركوا البصائر والمنازل بعدهم
صنفَيْ بلاً متمزقاً وهشيما
وكذا الزمان يُري بنيه تارةً
فرحاً وطوراً إثر ذاك غموما
ولمن أقام الفكر في أحداثه
يشهد عجيباً بالخلاف عظيما
أفدي الذين نأوا وكانت أدمعي
وكلامهم لي لؤلؤاً منظوما
قد صرتُ بعدهم طريح صبابة
لو كان يرحم ظاعنون مقيما
ساروا وداروا في حدائق وردهم
وبقيتُ أرعى الشيحَ والقيصوما
كرعوا مليّاً في مناهل وردهم
ومضوا ولم يُطفوا القلوبَ الهِيَما
بعثوا إلينا من سواد شعورهم
ليلاً ومن نار البعاد جحيمَا
وإذا الفتى علقت به أيدي الهوى
أبدى وأخفى واستلام ولِيما
بالله يا ريحَ الصَّبا مري بهم
ثم ارجعي مسكاً يفوح شميما
فعسى شذاكِ الرطب يبرد مهجتي
ويُصِحّ جسماً بالفراق سقيما
والقلب مضطرم الحشى لم يُسْلِهِ
إلا لِقا حمد بن إبراهيما
هو ذلك الشيخ الرئيس المرتجى
عمت مكارمه الديار عميما
ولمن تخصص مجده وتعرفت
علياه أوجب فضله التعميما
مَنْ شأنه جمع العلا وقضى على
أمواله التفريق والتقسيما
بطل إذا التقت الكُماةُ بجحفل
فإليه حقاً أوجبوا التسليما
حكم أقام العدل في أقطاره
ردّ الظلوم وأنصف المظلوما
وسع الأنام بجوده وبحلمه
فغدا كريماً في الأنام حليما
خُلُق لهُ كالروض باكَرَه الحيا
لا لغو فيه ولا ترى تأثيما
يهوى أولي التقوى ويوسع رفده
كرماً ويولي ذا الحجا تكريما
والمرء يُعرض عن أناس عِزّةً
إن لم يجد منهم له تكريما
شهم أديب يجمع الأدباء من
زلُه تراه بالذكا مرسوما
متوطن للنائبات مجرّب
لَزَباتِها متجشّم تجشيما
وحوادث الدُّنيا تعرّف أهلها
وتزيدهم في نكرها تعليما
إنَّ المجرّب لا يهاب صروفه
إذ ليس في حال يراهُ مقيما