انتقل إلى المحتوى

الفرق بين المراجعتين لصفحة: «معجم البلدان/الجزء الثاني»

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم حذف المحتوى تمت إضافة المحتوى
MenoBot (نقاش | مساهمات)
ط بوت: تعريب التصنيف
وسم: مسترجع
(أزيل ملخص التعديل)
وسوم: مسترجع تحرير من المحمول تعديل ويب محمول
سطر 1: سطر 1:
{{TextQuality|25%}}
{{TextQuality|25%}}
===حرف الباء===

===باب الباء مع الهمزة وما يليهما===
===باب الباء مع الهمزة وما يليهما===



مراجعة 17:02، 28 نوفمبر 2023

باب الباء مع الهمزة وما يليهما

البئر: مهموزة الوسط وهي. الجب معروفة وجمعها بئار وأبار وتقلب فيقال ابار وحافرها بئار ويقال، بأر وبأرت بئرا إذا حفرتها، واشتقاق ذلك من بأرت الشيء وابتأرته إذا ختأته وادخرته. قال الأموي ومنه قيل - للحفرة البؤرة. ويوم البئر من أيام العرب.

بئر أرما: بفتح الهمزة من أرما وسكون الراء وميم وألف مقصورة، بئر على ثلاثة أميال من المدينة عندها كانت غزاة ذات الرقاع.

بئر أريس: بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف وسين مهملة. بئر بالمدينة ثم بقبا مقابل مسجدها. قال أحمد بن يحيى بن جابر نسبت إلى أريس رجل من المدينة من اليهود عليها مال لعثمان بن عفان رضي الله عنه وفيها سقط خاتم النبي من يد عثمان في السنة السادسة من خلافته واجتهد في استخراجه بكل ما وجد إليه سبيلا فلم يوجد إلى هذه الغاية فاستدلوا بعده على حادث في الإسلام عظيم وقالوا إن عثمان لما مال عن سيرة من كان قبله كان أول ما عوقب به ذهاب خاتم رسول الله من يده وقد كان قبله في يد أبي بكر ثم في يد عمر ثم في يد عثمان رضي الله عنهم، والأريس في لغة أهل الشام الفلاح وهو الأكار وجمعه أريسون وأرارسة وأرارس في الأصل جمع أريس بتشديد الراء وأظنها لغة عبرانية وأحسب أن الرئيس مقدم القرية تعريبه.

بئر الأسود: قال محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة. بئر الأسود بمكة منسوبة إلى الأسود بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي وهي في الأصل ثنية أم قردان.

بئر ألية: بلفظ أليه الشاة. ذكرت في ألية.

بئر أنا: بفتح الهمزة وتشديد النون والقصر. هكذا ذكره ابن إسحاق، وقال عبد الملك بن هشام النحوي إنما هو بئر أني بشديد النون والياء، قال ابن إسحاق: لما أتى رسول الله بني قريظة نزل على بئر من ابارها وتلاحق به الناس.

بئر بضاعة: بالضم ويروى بالكسر. في دار بني ساعد وقد ذكرت في بضاعة.

بئر بني بريمة: بضم الباء الموحدة كأنه تصغير برمة. وبنو بريمة من بني عبد الله بن غطفان قرب معدن البئر بنجد.

بئر جشم: بضم الجيم وفتح الشين المعجمة. بالمدينة.

بئر جمل: بالجيم بلفظ الجمل من الإبل، موضع بالمدينة فيه مال من أموالها.

بئر حاء: بالحاء المهملة ويقال بيرحا بفتح الباء بغير همزة وبيرحاء بالمد وبيرحا بفتح الباء والراء والقصر وبريحا بفتح الباء وكسر الراء وياء ساكنة وحاء مقصورة. كل ذلك قد روي في اسم هذا الموضع، وهو أرض كانت لأبي طلحة بالمدينة قرب المسجد ويعرف بقصر بني جديلة. وسنذكره بمشيئة الله وعونه بوجوهه وروايته في آخر هذا الباب.

بئر حصن: منسوبة إلى حصن بن عوف بن معاوية الأكبر بن كليب، كانت ببطن المروت طمها بنو مرة بن حمان. وفيها يقول جرير:

وفي بئر حصن أدركتنا حفيظة ** وقد رد فيها مرتين حفيرها بئر الدريك: كأنه تصغير الدرك. بالمدينة قال قيس بن الخطيم:

كأنا وقد أحلوا لنا عن نسائهم ** أسود لها في غيل بيشة أشبل

ببئر الدريك فاستعدوا لمثلها ** وأصغوا لها اذانكم وتأملوا

وروى أبو عمرو ببئر الدريق: بئر ذروان: بفتح الذال المعجمة وسكون الراء. كذا يقوله رواة كتاب البخاري كافة وكذا روي عن ابن الحذاء، وفي كتاب الدعوات من كتاب البخاري هي. بئر في منازل بني زريق بالمدينة، وقال الجرجاني ورواة مسلم كافة هي بئر ذي أروان. وقال الأصيلي. ذو أروان موضع اخر على ساعة من المدينة وفيه بني مسجد الضرار. وقال الأصمعي وبعضهم يخطىء فيقول بئر ذروان، والذي صححه ابن قتيبة ذو أروان بالتحريك.

بئر رومة: بضم الراء وسكون الواو وفتح الميم. وهي في عقيق المدينة، روي عن النبي أنه قال نعم القليب قليب المزني وهي التي اشتراها عثمان بن عفان فتصدق بها، وروي عن موسى بن طلحة عن رسول الله أنه قال نعم الحفير حفير المزني يعني رومة فلما سمع عثمان ذلك ابتاع نصفها بمائة بكرة وتصدق بها على المسلمين فجعل الناس يسقون منها فلما رأى صاحبها أن قد امتنع منه ما كان يصيب منها باعها من عثمان بشيء يسير فتصدق بها كلها، وقال أبو عبد الله بن مندة رومة الغفاري صاحب بئر رومة روى حديثه عبد الله بن عمر بن أبان بن عبد الرحمن المحاربي عن ابن مسعود عن أبي سلمة عن بئر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكان لرجل من بني غفار بئر يقال لها رومة كان يبيع منها القربة بالمد فقال له رسول الله بعنيها بعين في الجنة فقال يا رسول الله ليس لي ولعيالي غيرها لا أستطيع ذلك فبلغ ذلك عثمان فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم الحديث. كذا قال رومة الغفاري، ثم قال عين يقال لها رومة، وقال مصعب بن عبد الله الزبيري يذكر رومة ويتشوقها وهو بالعراق:

أقول لثابت والعبن تهمي ** دموعا ما أنهنها انحدارا

أعرني نظرة بقرى دجيل ** تحايلها ظلاما أو نهارا

فقال أرى برومة أو بسلع ** منازلنا معطلة قفارا

وقال أهل السير لما قدم تبع المدينة وكان منزله بقبا واحتفر البئر التي يقال لها بئر الملك وبه سميت فاحتوى ماءها فدخلت عليه امرأة من بني زريق يقال لها فاكهة فشكا إليها وباء بئره فانطلقت واستقت له من ماء رومة ثم جاءته به فشربه فأعجبه فقال لها زيدي فكانت تصير إليه مقامه بالماء من رومة فلما ارتحل قال لها يافاكهة مامعنا من الصفراء ولا البيضاء شيء ولكن ما تركنا من أزوادنا ومتاعنا فهو لك فلما سار نقلت جميع ذلك فيقال أنها وأولادها أكثر بني زريق مالا حتى جاء الإسلام، وقال عبد الله بن الزبير الأسدي يرثي يعقوب بن طلحة بن عبيد الله ومن قتل معه بالحرة:

لعمري لقد جاء الكروس كاظما ** على خبر للمسلمين وجيع

شباب ليعقوب بن طلحة أقفرت ** منازلهم من رومة وبقيع

بئر رئاب: بالمدينة، قال الشاعر:

اسل عمن سلا وصالك عمدا ** وتصابى وما به من تصاب

ثم لا تنسها على ذاك حتى ** يسكن الحي عند بئر رئاب

بئر الشعوبي: بفتح الشين المعجمة، والشعوب قرية من نواحي اليمن في مخلاف سنحان..

بثر شوذب: الذال معجمة مفتوحة والباء موحدة. بئر بمكة تنسب إلى مولى معاوية بن أبي سفيان يقال له شوذب وقد دخلت في المسجد، ويقال إن شوذب كان مولى لطارق بن علقمة بن عريج بن جذيمة بن مالك بن سعد بن عوف بن الحارث بن عبد مناة بن كنانة، ويقال بل كان مولى لنافع بن علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن جمل بن شق الكناني خال مروان بن الحكم بن أبي العاص.

بئر عائشة: بالمدينة منسوب إلى عائشة بن نمير بن واقف رجل من الأؤس وليس هو اسم امرأة عن أحمد بن جيى بن جابر.

بئر عروة: بعقيق المدينة تنسب إلى عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنه، قال علي بن الجهم:

هذا العقيق فعد أيدي ** العيس من غلوائها

وإذا أطفت ببئر عر ** وة فاسقني من مائها

إنا وعيشك ماذمم ** نا العيش في أفنائها

قال الزبير بن بكار كان من يخرج من مكة و غيرها إذا مر بالعقيق تزود من ماء بئر عروة وكانوا يهدونه إلى أهاليهم ويشربونه في منازلهم قال الزبير ورأيت أبي يأمر به فيغلى ثم يجعله في القوارير ويهديه إلى الرشيد وهو بالرقة، قال السري بن عبد الرحمن الأنصاري:

كفنوني إن مت في درع أروى ** واجعلوا لي من بئر عروة مائي

سخنة في الشتاء باردة الصي ** ف سراج في الليلة الظلماء بئرعكرمة: بمكة تنسب إلى عكرمة بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

بئرعمرو: بمكة منسوبة إلى عمرو بن عبد الله بن صفوان بن أمية بن خلف الجمحي. وإليه أيضا ينسب شعب عمرو بمكة.

بئر أبي عنبة: بلفظ واحدة العنب. بئر بينها وبين مدينة رسول الله مقدار ميل وهناك اعترض رسول الله أصحابه عند مسيره إلى بدر، وفي حديث لقد ربيته حتى سقافي من بئر أبي عنبة أو لفظ هذا معناه، وقد جاء ذكرها في غير حديث.

بئر غدق: بالتحريك أوله غين معجمة واخره قاف غدقت العين والبئر فهي غدقة أي عذبة وماء غدق أي عذب، وهي بئر بالمدينة وعندها أطم البلويين الذي يقال له القاع.

بئر غرس: بسكون الراء وسين مهملة. بئر بالمدينة ذكرت في غرس.

بئر مرق: بفتح الميم وسكون الراء وقاف ويروى بفتح الراء، بئر بالمدينة ذكرها في حديث الهجرة.

بئر مطلب: بضم الميم وفتح الطاء وكسر اللام. قال أحمد بن يحيى بن جابر، بئر المطلب على طريق العراق وهي منسوبة إلى المطلب بن عبد الله بن حنظب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم هكذا يقول النسابون حنظب بضم الحاء المهملة والظاء المعجمة والمحدثون يفتحون الحاء ويهملون الطاء والحنظب الذكر من الجدي والحنظب لا أدري ما هو قيل قدم صخر بن الجعد الخضري المحاربي إلى المدينة فأتى تاجرا يقال له سيار فابتاع منه بزا وعطرا وقال له تأتيني غدوة فأقضيك وركب من تحت ليلته وخرج إلى البادية فلما أصبح سيار سأل عنه فعرف خبره فركب في جماعة من أصحابه في طلبه حتى أتوا بئر مطلب وهي على سبعة أميال من المدينة وقد جهدوا من الحر فنزلوا عليها وأكلوا تمرا كان معهم وأراحوا دوابهم وسقوها حتى إذا أراحوا انصرفوا راجعين وبلغ الخبر صخرا. فقال:

أهون علي بيسار وصفوته ** إذا جعلت سرارا دون سيار

إن القضاء سيأتي بعده زمن ** فاطوي الصحيفة واحفظها من الفار

يسائل الناس هل أحسستم أحدا ** محاربيا أتى من دون أظفار

وما جلبت إليهم غير راحلة ** وغير قوس وسيف جفنه عار

وما أريتهم إلا ليدفعهم ** عني ويخرجني نقضي وإمراري

حتى استغاثوا بألوى بئر مطلب ** وقد تحرق منهم كل تمار

وقال أولهم نصحا لآخرهم ** ألا ارجعو واتركوا الأعراب في النار بئر معاوية: بين عسفان ومكة. منسوبة إلى أبي عبيد الله معاوية بن عبد الله وزير المهدي كان المهدي أقطعه هذا الموضع فيما أقطعه لما استوزره فسيمت يه.

بئر معونة: بالنون، قال ابن اسحاق بئر معونة. بين أرض بني عامر وحرة بني سليم. وقال كلا البلدين منها قريب إلا أنها إلى حرة بني سليم أقرب، وقيل بئر معونة بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد من المدينة إلى مكة وهي لبني سليم، قاله عرام. وقال أبو عبيدة في كتاب مقاتل الفرسان بئر معونة ماء لبني عامر بن صعصعة، وقال الواقدي بئر معونة في أرض بني سليم وأرض بني كلاب وعندها كانت قصة الرجيع و الله أعلم.

بئر الملك: بالمدينة منسوبة إلى تبع وقد ذكرت في بئر رومة.

بئر أبي موسى: هو الأشعري، قال أبو عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي في كتاب مكة من تصنيفه شلقان وكيل بغا مولى المتوكل هو الذي بنى بئر أبي موسى الأشعري بالمعلاة في سنة 242 بعد أن كانت مدكوكة وهي قائمة إلى اليوم على باب شعب أبي دب بالحجون.

بئر ميمون: بمكة، منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر بن الحضرمي كذا وجدته بخط الحافظ أبي الفضل بن ناصر على ظهر كتاب، ووجدت في موضع آخر أن ميمون صاحب البئر هو أخو العلاء بن الحضرمي والي البحرين حفرها بأعلى مكة في الجاهلية وعندها قبر أبي جعفر المنصور وكان ميمون حليفا لحرب بن أمية بن عبد شمس واسم الحضرمي عبد الله بن عماد، قال الشاعر:

تأمل خليلي هل ترى قصر صالح ** وهل تعرف الأطلال من شعب واضح

إلى بئر ميمون إلى العيرة التي ** بها ازدحم الحجاج بين الأباطح

بئر يقظان: بالظاء المعجمة أوله ياء. ماء لبني نمير وأكثر ما يقال لها البئر غير مضافة. قال أبو زياد وكان يقظان قد اهترى أي ذهب عقله.

باب الباء والأف وما يليهما

با أيوب: هو تخفيف أبي أيوب هكذا جاء. قرية كبيرة بين قرميسين وهمذان عن يمين الطريق للقاصد من بغداد إلى همذان، منسوب فيما قيل إلى رجل من جرهم يقال له أبو أيوب وكانت بها أبنية نقضت وتعرف هذه القرية بالدكان وبالقرب منها بحيرة صغيرة في رأي العين يقال إنه غرق فيها بعض الملوك فبذلت أمه لمن يخرجه الرغائب فلما أعياها إخراجه عزمت على طمرها فحشرت الناس وجاؤا بالتراب وألقوه فيها فلم يؤثر شيئا فأيست من ذلك فجاءت آخرا بحملة من التراب واحدة فأمرت بصبها على شفير البحيرة فكانت تلا عظيما فهو إلى الآن باق وأرادت أن تعرف الناس أنها لم تعجز عن شيء ممكن وماء هذه البحيرة يصب في واد وحياض تحتها.

بابان: باآن وألف ونون بأي بابان. محلة بأسفل مرو، ينسب إليها أبو سعيد عبدة بن عبد الرحيم بن حبان الباباني المروزي سمع الكثير وسافر إلى الشام والعراق ومصر ومات بدمشق سنة 244.

الباب: ويعرف بباب بزاعة. بليدة من طرف وادي بطنان من أعمال حلب بينها وبين منبج نحو ميلين إلى حلب عشرة أميال وهي ذات أسواق يعمل فيها كرباس كثير ويحمل إلى مصر ودمشق وينسب إليها.

باب: جبل قزب هجر من أرض البحرين. وباب أيضا من قرى بخارى، حدث من أهلها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق الأسدي البابي روى عنه خلف الخيام ونسبه قاله ابن طاهر، وقال أبو سعد بابه بالهاء وستذكر إن شاء الله تعالى.

باب الأبواب: ويقال له الباب غير مضاف والباب والأبواب وهو الدربند دربند شروان. قال الإصطخري وأما باب الأبواب فإنها مدينة ربما أصاب ماء البحر حائطها وفي وسطها مرسى السفن وهذا المرسى من البحر قد بني على حافتي البحر سدين وجعل المدخل ملتويا وعلى هذا الفم سلسلة ممدودة فلا مخرج للمركب ولا مدخل إلا بإذن وهذان السدان من صخر ورصاص وباب الأبواب على بحر طبرستان وهو بحر الخزر وهي مدينة تكون أكبر من أردبيل نحو ميلين في ميلين ولهم زروع كثيرة وثمار قليلة إلا ما يحمل إليهم من النواحي وعلى المدينة سور من الحجارة ممتد من الجبل طولا في غير ذي عرض لا مسلك على جبلها إلى بلاد المسلمين لدروس الطرق وصعوبة المسالك من بلاد الكفر إلى بلاد المسلمين ومع طول السور فقد مد قطعة من السور في البحر شبه أنف طولاني ليمنع من تقارب السفن من السور وهي محكمة البناء موثقة الأساس من بناء أنوشروان وهي أحد الثغور الجليلة العظيمة لأنها كثيرة الأعداء الذين حلوا بها من أمم شتى وألسنة مختلفة وعدد كثير وإلى جنبها جبل عظيم يعرف بالذئب يجمع في رأسه في كل عام حطب كثير ليشعلوا فيه النار إن احتاجوا إليه ينذرون أهل أذربيجان وأزان وأرمينية بالعدو إن دهمهم، وقيل إن في أعلى جبلها الممتد المتصل بباب الأبواب نيفا وسبعين أمة لكل أمة لغة لا يعرفها مجاورهم وكانت الأكاسرة كثيرة الاهتمام بهذا الثغر لا يفترون عن النظر في مصالحه لعظم خطره وشدة خوفه وأقيمت لهذا المكان حفظة من ناقلة البلدان وأهل الثقة عندهم لحفظه وأطلق لهم عمارة ما قدروا عليه بلا كلفة للسلطان ولا مؤامرة فيه ولا مراجعة حرصا على صيانته من أصناف الترك والكفر والأعداء، فممن رتبوا هناك من الحفظة أمة يقال لهم طبرسران وأمة إلى جنبهم تعرف بفيلان وأمة يعرفون باللكز كثير عددهم عظيمة شوكتهم والليران وشروان وغيرهم وجعل لكل صنف من هؤلاء مركز يحفظه وهم أولوا عدد وشدة رجالة وفرسان، وباب الأبواب فرضة لذلك البحر يجتمع إليه الخزر والسرير وسندان وخيزان وكرج ورقلان وزرنكران وعميك هذه من جهة شماليها ويجتمع إليه أيضا من جرجان وطبرستان والديلم والجبل، وقد يقع بها شغل ثياب كتان وليس بأران وأرمينية وأذربيجان كتان إلا بها وبرساتيقها وبها زعفران ويقع بها من الرقيق من كل نوع، وبجنبها مما يلي بلاد الإسلام رستاق يقال له مسقط ويليه بلد اللكز وهم أمم كثيرة ذوو خلق وأجسام وضياع عامرة وكور مأهولة فيها أحرار يعرفون بالخماشرة وفوقهم الملوك ودونهم المشاق وبينهم وبين باب الأبواب بلد طبرسران شاه وهم بهذه الصفة من البأس والشدة والعمارة الكثيرة إلا أن اللكز أكثر عددا وأوسع بلدا وفوق ذلك فيلان وليس بكورة كبيرة وعلى ساحل هذا البحر دون المسقط مدينة الشابران صغيرة حصينة كثيرة الرساتيق، وأما المسافات فمن أتل مدينة الخزر إلى باب الأبواب اثنا عشر يوما ومن سمندر إلى باب الأبواب أربعة أيام وبين مملكة السرير إلى باب الأبواب ثلاثة أيام، وقال أبو بكر أحمد بن محمد الهمداني وباب الأبواب أفواه شعاب في جبل القبق فيها حصون كثيرة منها باب صول وباب اللأن وباب الشابران وباب لازقة وباب بارقة وباب سمسجن وباب صاحب السرير وباب فيلانشاه وباب طارونان وباب طبرسران شاة وباب إيران شاه، وكان السبب في بناء باب الأبواب على ما حدث به أبو العباس الطوسي قال هاجت الخزر مرة في أيام المنصور فقال لنا أتدرون كيف كان بناء أنوشروان الحائط الذي يقال له الباب قلنا لا قال كانت الخزر تغير في سلطان فارس حتى تبلغ همذان والموصل فلما ملك أنوشروان بعث إلى ملكهم فخطب إليه ابنته على أن يزوجه إياها ويعطيه هو أيضا ابنته ويتوادعا ثم يتفرغا لأعدائهما فلما أجابه إلى ذلك عمد أنوشروان إلى جارية من جواريه نفيسة فوجه بها إلى ملك الخزر على أنها ابنته وحمل معها ما يحمل مع بنات الملوك وأهدى خاقان إلى أنوشروان ابنته فلما وصلت إليه كتب إلى ملك الخزر لو التقينا فأوجبنا المودة بيننا فأجابه إلى ذلك وواعده إلى موضع سماه ثم التقيا فأقاما أياما ثم أن أنوشروان أمر قائدا من قواده أن يختار ثلاثمائة رجل من أشداء أصحابه فإذا هدأت العيون أغار في معسكر الخزر فحرق وعقر ورجع إلى العسكر في خفاء ففعل فلما أصبح بعث إليه خاقان ما هذا الذي بيت عسكري البارحة فبعث إليه أنوشروان لم تؤت من قبلنا فابحث وانظر ففعل فلم يقف على شيء ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى فعل ثلاث مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث فيبحث فلا يقف على شيء فلما أثقل ذلك على خاقان دعا قائدا من قواده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان فلما فعل أرسل إليه أنوشروان ما هذا أستبيح عسكري الليلة وفعل بي وصنع فأرسل إليه خاقان ما أسرع ما ضجرت قد فعل هذا بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرة واحدة فبعث إليه أنوشروان هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا فيما بيننا وعندي رأي لو قبلته رأيت ما تحب قال وما هو قال تدعني أن أبني حائطا بيني وبينك واجعل عليه بابا فلا يدخل بلدك إلا من تحب ولا يدخل بلدي إلا من أحب فأجابه إلى ذلك وانصرفى العسكر في خفاء ففعل فلما أصبح بعث إليه خاقان ما هذا الذي بيت عسكري البارحة فبعث إليه أنوشروان لم تؤت من قبلنا فابحث وانظر ففعل فلم يقف على شيء ثم أمهله أياما وعاد لمثلها حتى فعل ثلاث مرات وفي كلها يعتذر ويسأله البحث فيبحث فلا يقف على شيء فلما أثقل ذلك على خاقان دعا قائدا من قواده وأمره بمثل ما أمر به أنوشروان فلما فعل أرسل إليه أنوشروان ما هذا أستبيح عسكري الليلة وفعل بي وصنع فأرسل إليه خاقان ما أسرع ما ضجرت قد فعل هذا بعسكري ثلاث مرات وإنما فعل بك أنت مرة واحدة فبعث إليه أنوشروان هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا فيما بيننا وعندي رأي لو قبلته رأيت ما تحب قال وما هو قال تدعني أن أبني حائطا بيني وبينك واجعل عليه بابا فلا يدخل بلدك إلا من تحب ولا يدخل بلدي إلا من أحب فأجابه إلى ذلك وانصرف خاقان إلى مملكته وأقام أنوشروان يبني الحائط بالصخر والرصاص وجعل عرضه ثلاثمائة ذراع وعلوه حتى ألحقه برؤس الجبال ثم قاده في البحر فيقال إنه نفخ الزقاق وبنى عليها فأقبلت تنزل والبناء يصعد حتى استقرت الزقاق على الأرض ثم رفع البناء حتى استوى مع الذي على الأرض في عرضه وارتفاعه وجعل عليه بابا من حديد ووكل به مائة رجل يحرسونه بعد أن كان يحتاج إلى مائة ألف رجل ثم نصب سريره على الفند الذي صنعه على البحر وسجد سرورا بما هيأه الله على يده ثم استلقى على ظهره وقال الآن حين استرحت. قال ووصف بعضهم هذا السد الذي بناه أنوشروان فقال إنه جعل طرفا منه في البحر فأحكمه إلى حيث لا يتهيا سلوكه وهو مبني بالحجارة المنقورة المربعة المهندمة لا يقل أصغرها خمسون رجلا وقد أحكمت بالمسامير والرصاص وجعل في هذه السبعة فراسخ سبعة مسالك على كل مسلك مدينة ورتب فيها قوم من المقاتلة من الفرس يقال لهم الانشاستكين وكان على أرمينية وظائف رجال لحراسة ذلك السور مقدار ما يسير عليه عشرون رجلا بخيلهم لا يتزاحمون. وذكر أن بمدينة الباب على باب الجهاد فوق الحائط اسطوانتين من حجر على كل أسطوانة تمثال أسد من حجارة بيض وأسفل منهما حجرين على كل حجر تمثال لبوتين وبقرب الباب صورة رجل من حجر وبين رجليه صورة ثعلب في فمه عنقود عنب وإلى جانب المدينة صهريج معقود له درجة ينزل إلى الصهريج منها إذا قل ماؤه وعلى جنبي الدرجة أيضا صورتا أسد من حجارة يقولون أنهما طلسما السور، وأما حديثها أيام الفتوح فإن سلمان بن ربيعة الباهلي غزاها في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وتجاوز الحصنين وبلنجر ولقيه خاقان ملك الخزر في جيشه خلف نهر بلنجر فاستشهد سلمان بن ربيعة وأصحابه وكانوا أربعة آلاف فقال عبد الرحمن بن جمانة الباهلي يذكر سلمان بن ربيعة وقتيبة بن مسلم الباهليين يفتخر بهما:

وإن لنا قبرين قبر بلنجر ** وقبر بصين أستان يا لك من قبر

فهذا الذي بالصين عمت فتوحه ** وهذا الذي يسقى به سبل القطر

يريد أن الترك أو الخزر لما قتلوا سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا يبصرون في كل ليلة نورا عظيما على موضع مصارعهم فيقال إنهم دفنوهم وأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت وصيروه إلى بيت عبادتهم فإذا أجدبوا أو أقحطوا أخرجوا التابوت وكشفوا عنه فيسقون، ووجدت في موضع اخر أن أبا موسى الأشعري لما فرغ من غزو أصبهان في أيام عمر بن الخطاب في سنة 19 أنفذ سراقة بن عمرو وكان يدعى ذا النون إلى الباب وجعل في مقدمته عبد الرحمن بن ربيعة وكان أيضا يدعى ذا النون وسار في عسكره إلى الباب ففتحه بعد حروب جرت، فقال سراقة بن عمرو في ذلك:

من يك سائلا عني فإني ** بأرض لا يؤاتيها القرار

بباب الترك ذي الأبواب دار ** لها في كل ناحية مغار

تذود جموعهم عما حوينا ** ونقتلهم إذا باح السرار

صددنا كل فرج كان فيها ** مكابرة إذا سطع الغبار

وأفحمنا الجبال جبال قبج ** وجاور دورهم منا ديار

وبادرنا العدو بكل فج ** نناهبهم وقد طار الشرار

على خيل تعادى كل يوم ** عتادا ليس يتبعها المهار وقال نصيب يذكر الباب ولا أدري أي باب أراد.

ذكرت مقامي ليلة الباب قابضا ** على كف حوراء المدامع كالبدر

وكدت ولم أملك إليك صبابة ** أطير وفاض الدمع مني على نحري

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** كليلتنا حتى أرى وضح الفجر

أجود عليها بالحديث وتارة ** تجود علينا بالرضاب من الثغر

فليت إلهي قد قضي ذاك مرة ** فيعلم ربي عند ذلك ما شكري

وينسب إلى باب الأبواب جماعة، منهم زهير بن نعيم البابي. وإبراهيم بن جعفر البابي قال عبد الغني بن سعيد كان يفيد بمصر وقد أدركته وأظنهما يعني زهيرا وإبراهيم ينسبان إلى باب الأبواب وهي مدينة دربند، والحسن بن إبراهيم البابي حدث عن حميد الطويل عن أني عن النبي : تختموا بالعقيق فإنه ينفي الفقر روى عنه عيسى بن محمد بن محمد البغدادي، وهلال بن العلاء البابي روى عنه أبو نعيم الحافظ، وفي الفيصل زهير بن محمد البابي ومحمد بن هشام بن الوليد بن عبد الحميد أبو الحسن المعروف بابن أبي عمران البابي روى عن أبي سعيد عبد الله بن سعيد الأشج الكندي روى عنه مسعر بن علي البرذعي، وحبيب بن فهد بن عبد العزيز أبو الحسن البابي حدث عن محمد بن دوستي عن سليمان الأصبهاني عن بختويه عن عاصم بن إسماعيل عن عاصم الأحول حدث عنه أبو بكر الاسماعيلي وذكر أنه سمع قبل السبعين ومائتين على باب محمد بن أبي عمران المقابري، ومحمد بن أبي عمران البابي الثقفي واسم أبي عمران هشام أصله من باب الأبواب نزل ببزذعة روى عن إبراهيم بن مسلم الخوارزمي.

باب البريد: بفتح الباء الموحدة وكسر الراء بلفظ البريد وهو الرسول. اسم لأحد أبواب جامع دمشق وهو من أنزه المواضع، وقد كثرت الشعراء من ذكره ووصفه والتشوق إليه. فمن ذلك قول علي بن رضوان الساعاتي شاعر عصري.

ألمت سليمى والنسيم عليل ** فخيل لي أن الشمال شمول

كأن الخزامى صفقت منه قرقفا ** فللسكر أعناق المطي تميل

تلاقت جفون ما تلاقي قصيرة ** وليل مشوق بالغرام طويل

شديد إلى باب البريد حنينه ** وليس إلى باب البريد سبيل

ديار فأما ماؤها فمصفق ** زلال وأما ظلها فظليل

نحلت وما قولي نحلت تعجبا ** هل الحب إلا لوعة ونحول

باب التبن: بلفظ التبن الذي تأكله الدواب. اسم محلة كبيرة كانت ببغداد على الخندق بإزاء قطيعة أم جعفر وهي الآن خراب صحراء يزرع فيها، وبها قبر عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنه دفن هناك بوصية منه وذاك أنه قال قد صح عندي أن بالقطيعة نبيا مدفونا ولأن أكون في جوار نبي أحب إلي من أن أكون في جوار أبي ويلصق هذا الموضع في مقابر قريش التي فيها قبر موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهم ويعرف قبره بمشهد باب التبن مضاف إلى هذا الموضع وهو الان محلة عامرة ذات سور مفردة.

باب توماء: بضم التاء، أحد أبواب مدينة دمشق، لما حاصر المسلمون دمشق في أيام أبي بكر رضي الله عنه نزل أبو عبيدة من قبل باب الجابية ونزل خالد بن الوليد بدير يقال له دير خالد بالجانب الشرقي ونزل يزيد بن أبي سفيان بباب توماء، فقال عبد الرحمن بن أبي سرح وكان من أصحاب يزيد بن أبي سفيان:

ألا أبلغ أبا سفيان عنا بأننا ** على خير حال كان جيش يكونها

وأنا على باب لتوماء نرتمي ** قد حان من باب لتوما حيونها باب الجنان: جمع جنة وهي البستان، باب من أبواب مدينة الرقة. باب من أبواب مدينة حلب، ذكره عيسى بن سعدان الحلبي فلذلك ذكرناه، فقال:

يا لبرق كلما لاح على ** حلب مثلها نصب عياني

بات كالمذيوب في شاطىء قويق ** ناشر الطرة مسحوب الجران

كلما مرت به ناسمة ** مؤهنا جن علي باب الجنان

ليت شعري من ترى أرسله ** أنسيم البان أم رفع الدخان باب الحجرة: بضم الحاء. موضع بدار الخلافة المعظمة ببغداد حرسها الله تعالى وهي دار عظيمة الشأن عجيبة البنيان فيها يخلع على الوزراء وإليها يحضرون في أيام الموسم للهناء، وأول من أنشأها الإمام المسترشد بالله أبو منصور الفضل ابن الامام المستظهر بالله.

باب الحرب: يذكر في الحربية إن شاء الله تعالى. وهو حرب بن عبد الملك أحد قواد أبي جعفر المنصور. وفي مقبرة باب حرب أحمد بن حنبل وبشر الحافي وأبو بكر الخطيب ومن لا يحصى من العلماء والعباد والصالحين وأعلام المسلمين.

باب الخاصة: كان أحد أبواب دار الخلافة المعظمة ببغداد أحدثه الطائع لله تجاه دار الفيل وباب كلواذا واتخذ عليه منظرة تشرف على دار الفيل وبراح واسع واتفق إن كان الطائع يوما في هذه المنظرة فجوزت عليه جنازة أبي بكر عبد العزيز بن جعفر الزاهد المعروف بغلام الخلال فرأى الطائع منها ما أعجبه فتقدم بدفنه في ذلك البراح الذي تجاه المنظرة وجعل دار الفيل وقفا عليه ووسع به في تلك المقبرة وهي الان على ذلك إلا أن هذا الباب لا أثر له اليوم ويتلو هذا الباب من دار الخلافة باب المراتب ولهذه الأبواب ذكر في التواريخ.

باب دستان: بفتح الدال والسين مهملة والتاء فوقها نقطتان. موضع معروف بسمرقند. ينسب إليه أبو الحسن علي بن الحسن بن نصر بن خراسان بن عبد الله البابدستاني فقيه حنفي فاضل ثقة توفي بسمرقند في صفر سنة 368.

بابرتي: بفتح الباء الثانية وسكون الراء والتاء فوقها نقطتان مقصورة. قرية من أعمال دجيل بغداد. ينسب إليها أبو القاسم هبة الله محمد بن الحسن بن أبي الأصابع الحربي البابرتي ولد بقرية بابرتي ونشأ بالحربية من بغداد ذكره أبو سعد في شيوخه.

بابرت: بكسر الباء الثانية. قرية كبيرة ومدينة حسنة من نواحي أرزن الروم من نواحي أرمينية خبرني بها رجل من أهلها فقيه.

بابسير: بفتح الباء الثانية وكسر السين المهملة وياء ساكنة وراء. بلدة من نواحي الأهواز. منها أبو الحسن علي بن بحر بن بريء البابسيري روى عن ابن عيينة توفي سنة 234 قال أبو سعد: عقيب هذا البابسيري نسبة إلى بابسير وهي قرية من قرى واسط وقيل من قرى الأهواز. منها أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن موسى البابسيري. ومحمد بن كامل البابسيري روى عنه الحسن بن علي بن محمود بن شيرويه القاضي الشيرازي.

باب الشام: محلة كانت بالجانب الغربي من بغداد. منها أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي البابشامي روى عن أبي نواس الشاعر.

بابش: بكسر الباء والشين معجمة. من قرى بخارى في ظن أبي سعد. ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إسحاق بن عبد الله بن جدير البابشي مات باب الشعير: محلة ببغداد فوق مدينة المنصور. قالوا: كانت ترفأ إليها سفن الموصل والبصرة. والمحلة التي ببغداد اليوم وتعرف بباب الشعير هي بعيدة من دجلة بينها وبين دجلة خراب كثير والحريم وسوق المارستان، وقد نسب إليها بعض الرواة.

باب شورستان: بضم الشين المعجمة وسكون الواو وكسر الراء. محلة بمرو.

بابشير: الباء الثانية ساكنة والشين مكسورة وياء ساكنة وراء. قرية على مقدار فرسخ من مرو. منها إبراهيم بن أحمد بن علي البابشري مات سنة 306.

باب الطاق: محلة كبيرة ببغداد بالجانب الشرقي تعرف بطاق أسماء وقد ذكرت في موضعها. واجتاز عبد الله بن طاهر بها فرأى قمرية تنوح فأمر بشرائها وإطلاقها فامتنع صاحبها أن يبيعها بأقل من خمسمائة درهم فاشتراها بذلك وأطلقها. وأنشد يقول:

ناحت مطوقة بباب الطاق ** فجرت سوابق دمعي المهراق

كانت تغرد بالأراك وربما ** كانت تغرد في فروع الساق

فرمى الفراق بها العراق فأصبحت ** بعد الأراك تنوح في الأسواق

فجعت بأفرخها فأسبل دمعها ** إن الدموع تبوح بالمشتاق

تعس الفراق وبت حبل وتينه ** وسقاه من سم الأساود ساق

ماذا أراد بقصده قمرية ** لم تدر ما بغداد في الآفاق

بي مثل مابك ياحمامة فاسألي ** من فك أسرك أن يحل وثاقي وقد روي أن صاحب القصة في إطلاق القمرية هو اليمان بن أبي اليمان البندنيجي الشاعر الضرير مصنف كتاب التفقيه وقد ذكرته في كتاب معجم الأدباء.

بابغيش: الغين معجمة وياء ساكنة والشين معجمة. ناحية بين أذربيجان وأردبيل يمر بها الزاب الأعلى.

بابقران: بفتح القاف والراء وألف ونون. من قرى مرو. منها أبو الحسن أحمد بن محمد بن عيسى البابقراني سمع بالعراق الحسين بن إسماعيل المحاملي.

باب كس: بكسر الكاف والسين مهملة. محلة كبيرة بسمرقند يقال لها بالفارسية دروازه كش. ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن جعفر بن داود الزاهد البابكسي السمرقندي توفي في رمضان سنة 257 باب كوشك: بضم الكاف وسكون الواو والشين وكاف أخرى. محلة كبيرة بأصبهان. ينسب إليها أحمد بن إبراهيم البابكوشكي توفي في سنة 278.

بابلا: بكسر الباء وتشديد اللام مقصور. قرية كبيرة بظاهر حلب بينهما نحو ميل وهي عامرة آهلة في أيامنا هذه، وقد ذكرها البحتري فقال:

أقام كل ملث الودق رجاس ** على ديار بعلو الشام أدراس

فيها لعلوة مصطاف ومرتبع ** من بانقوسا وبابلا وبطياس

منازل أنكرتنا بعد معرفة ** وأوحشت من هوانا بعد إيناس وقال الوزير أبو القاسم بن المغربي:

حن قلبي إلى معالم بابلا ** حنين الموله المشعوف

مطلب اللهو والهوى وكناس ال ** خرد العين والظباء الهيف

حيث شطا قويق مسرح طرفي ** والأسامي مؤانسي وأليفي

ليس من لم يسل حنينا إلى الأو ** طان إن شتت النوى بظريف

ذاك من شيمة الكرام ومن عه ** د الوفاء المحبب الموصوف باب لت: بضم اللام وتشديد التاء المثناة. قرية بالجزيرة بين حران والرقة. ينسب إليها أبو سعيد يحيى عبد الله بن الضحاك البابلتي مولى بني أمية وأصله من الري وهو ابن امرأة الأوزاعي سكن حران وحدث الأوزاعي وابن أبي مريم ومالك بن أنس وجماعة كثيرة ومات فيما ذكره القاضي أبو بكر بن كامل سنة 218 وهو ابن تسعين سنة.

بابل: بكسر الباء. اسم ناحية منها الكوفة والحلة. ينسب إليها السحر والخمر قال الأخفش لا ينصرف لتأنيثه وذلك أن اسم كل شيء مؤنث إذا كان علما وكان على أكثر من ثلاثة أحرف فإنه لا ينصرف في المعرفة و ذكرت فيما يأتي من ترجمة بابليون معنى بابل عند أهل الكتاب، وقال المفسرون في قوله تعالى: وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، البقرة: 102 قيل بابل العراق وقيل بابل دنباوند، وقال أبو الحسن بابل الكوفة، وقاد أبو معشر الكلدانيون هم الذين كانوا ينزلون بابل في الزمن الأول، ويقال أن أول من سكنها نوح عليه السلام وهو أول من عمرها وكان قد نزلها بعقب الطوفان فسار هو ومن خرج معه من السفينة إليها لطلب الدفء فأقاموا بها وتناسلوا فيها وكثروا من بعد نوح وملكوا عليهم ملوكا وابتنوا بها المدائن واتصلت مساكنهم بدجلة والفرات إلى أن بلغوا من دجلة إلى أسفل كسكر ومن الفرات إلى ما وراء الكوفة وموضعهم هو الذي يقال له السواد وكانت ملوكهم تنزل بابل وكان الكلدانيون جنودهم فلم تزل مملكتهم قائمة إلى أن قتل دارا آخر ملوكهم ثم قتل منهم خلق كثير فذلوا وانقطع ملكهم، وقال يزدجرد بن مهبندار تقول العجم أن الضحاك الملك الذي كان له بزعهم ثلاثة أفواه وست أعين بنى مدينة بابل العظيمة وكان ملكه ألف سنة إلا يوما واحدا ونصفا وهو الذي أسره أفريدون الملك وصيره في جبل دنباوند واليوم الذي أسره فيه يعده المجوس عيدا وهو المهرجان. قال فأما الملوك الأوائل أعني ملوك النبط وفرعون إبراهيم فإنهم كانوا نزلا ببابل وكذللك بخت نصر الذي بزعم أهل السير أنه أحد ملوك الأرض بأسرها انصرف بعدما أحدث ببني إسرائيل ما أحدث إلى بابل فسكنها. قال أبو المنذر هشام بن محمد أن مدينة بابل كانت اثني عشر فرسخا في مثل ذلك وكان بابها مما يلي الكوفة وكان الفرات يجري ببابل حتى صرفه بخت نصر إلى موضعه الآن مخافة أن يهدم عليه سور المدينة لأنه كان يجري معه قال ومدينة بابل بناها بيوراسب الجبار واشتق اسمها من اسم المشتري لأن بابل باللسان البابلي الأول اسم للمشتري ولما استتم بناؤها جمع إليها كل من قدر عليه من العلماء وبنى لهم اثني عشر قصرا على عدد البروج وسماهم بأسمائهم فلم تزل عامرة حتى كان الاسكندر وهو الذي خربها، وحدث أبو بكر أحمد بن مروان المالكي الدينوري في كتاب المجالس من تصنيفه حدثنا إسماعيل بن يونس ومحمد بن مهران قالا حدثنا عمرو بن ناجية حدثنا نعيم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبي طالب عن أنس بن مالك قال لما حشر الله الخلائق إلى بابل بعث إليهم ريحا شرقية وغربية وقبلية وبحرية فجمعهم إلى بابل فاجتمعوا يومئذ ينظرون لما حشروا له إذ نادى مناد من جعل المغرب عن يمينه والمشرق عن يساره فاقتصد البيت الحرام، بوجهه فله كلام أهل السماء فقال يعرب بن قحطان فقيل له يا يعرب بن قحطان بن هود أنت هو فكان أول من تكلم بالعربية ولم يزل المنادي ينادي من فعل كذا وكذا فله كذا وكذا حتى افترقوا على اثنين وسبعين لسانا وانقطع الصوت وتبلبلت الألسن فسميت بابل وكان اللسان يومئذ بابليا وهبطت ملائكة الخير والشر وملائكة الحياء والايمان وملائكة الصحة والشقاء وملائكة الغنى وملائكة الشرف وملائكة المروءة وملائكة الجفاء وملائكة الجهل وملائكة السيف وملائكة البأس حتى انتهوا إلى العراق فقال بعضهم لبعض افترقوا قال ملك الإيمان أنا أسكن المدينة ومكة فقال ملك الحياء وأنا معك فاجتمعت الأمة على أن الإيمان والحياء ببلد رسول الله وقال ملك الشقاء أنا أسكن البادية فقال ملك الصحة وأنا معك فاجتمعت الأمة على أن الشقاء والصحة في الأعراب وقال ملك الجفاء أنا أسكن المغرب، فقال ملك الجهل وأنا معك فاجتمعت الأمة على أن الجفاء والجهل في البربر وقال ملك السيف أنا أسكن الشام، فقال ملك البأس وأنا معك وقال ملك الغنى أنا أقيم ها هنا فقال ملك المروءة وأنا معك وقال ملك الشرف وأنا معكما فاجتمع ملك الغنى والمروءة والشرف بالعراق. قلت هذا خبر نقلته على ما وجدته و الله المستعان عليه، وقد روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل دهقان الفلوجة عن عجائب بلادهم فقال كانت بابل سبع مدن في كل مدينة أعجوبة ليست في الأخرى فكان في المدينة التي نزلها الملك بيت فيه صورة الأرض كلها برساتيقها وقراها وأنهارها فمتى التوى أحد بحمل الخراج من جميع البلدان خرق أنهارهم فغرقهم وأتلف زروعهم وجميع ما في بلدهم حتى يرجعوا عن ما هم به فيسد بأصبعه تلك الأنهار فيسد في بلادهم، وفي المدينة الثانية حوض عظيم فإذا جمعهم الملك لحضور مائدته حمل كل رجل ممن يحضره من منزله شرابا يختاره ثم صبه في ذلك الحوض فإذا جلسوا للشراب ضرب كل واحد شرابه الذي حمله من منزله، وفي المدينة الثالثة طبل معلق على بابها فإذا غاب من أهلها إنسان وخفي أمره على أهله وأحبوا أن يعلموا أحي صاحبهم أم ميت ضربوا ذلك الطبل فإن سمعوا له صوتا فإن الرجل حي وإن لم يسمعوا له صوتا فإن الرجل قد مات، وفى المدينة الرابعة مرآة من حديد فإذا غاب الرجل عن أهله وأحبوا أن يعرفوا خبره على صحته أتوا تلك المرآة فنظروا فيها فرأوه على الحال التي هو فيها، وفي المدينة الخامسة إوزة من نحاس على عمود من نحاس منصوب على باب المدينة فإذا دخلها جاسوس صوت الأوزة بصوت سمعه جميع أهل المدينة يعلمون أنه قد دخلها جاسوس، وفي المدية السادسة قاضيان جالسان على الماء فإذا تقدم إليهما الخصمان وجلسا بين أيديهما غاص المبطل منهما في الماء، وفي المدينة السابعة شجرة من نحاس ضخمة كثيرة الغصون لا تظل ساقها فإن جلس تحتها واحد أظلته إلى ألف نفس فإن زادوا على الألف ولو بواحد صاروا كلهم في الشمس. قلت وهذه الحكاية كما ترى خارقة للعادات بعيدة من المعهودات ولو لم أجدها في كتب العلماء لما ذكرتها وجميع أخبار الأمم القديمة مثله و الله أعلم.دينة التي نزلها الملك بيت فيه صورة الأرض كلها برساتيقها وقراها وأنهارها فمتى التوى أحد بحمل الخراج من جميع البلدان خرق أنهارهم فغرقهم وأتلف زروعهم وجميع ما في بلدهم حتى يرجعوا عن ما هم به فيسد بأصبعه تلك الأنهار فيسد في بلادهم، وفي المدينة الثانية حوض عظيم فإذا جمعهم الملك لحضور مائدته حمل كل رجل ممن يحضره من منزله شرابا يختاره ثم صبه في ذلك الحوض فإذا جلسوا للشراب ضرب كل واحد شرابه الذي حمله من منزله، وفي المدينة الثالثة طبل معلق على بابها فإذا غاب من أهلها إنسان وخفي أمره على أهله وأحبوا أن يعلموا أحي صاحبهم أم ميت ضربوا ذلك الطبل فإن سمعوا له صوتا فإن الرجل حي وإن لم يسمعوا له صوتا فإن الرجل قد مات، وفى المدينة الرابعة مرآة من حديد فإذا غاب الرجل عن أهله وأحبوا أن يعرفوا خبره على صحته أتوا تلك المرآة فنظروا فيها فرأوه على الحال التي هو فيها، وفي المدينة الخامسة إوزة من نحاس على عمود من نحاس منصوب على باب المدينة فإذا دخلها جاسوس صوت الأوزة بصوت سمعه جميع أهل المدينة يعلمون أنه قد دخلها جاسوس، وفي المدية السادسة قاضيان جالسان على الماء فإذا تقدم إليهما الخصمان وجلسا بين أيديهما غاص المبطل منهما في الماء، وفي المدينة السابعة شجرة من نحاس ضخمة كثيرة الغصون لا تظل ساقها فإن جلس تحتها واحد أظلته إلى ألف نفس فإن زادوا على الألف ولو بواحد صاروا كلهم في الشمس. قلت وهذه الحكاية كما ترى خارقة للعادات بعيدة من المعهودات ولو لم أجدها في كتب العلماء لما ذكرتها وجميع أخبار الأمم القديمة مثله و الله أعلم.

بابليون: الباء الثانية مكسورة واللام ساكنة وياء مضمومة وواو ساكنة ونون.. وهو اسم عائم لديار مصر بلغة القدماء، وقيل هو اسم لموضع الفسطاط خاصة فذكر أهل التوراة أن مقام آدم عليه السلام كان ببابل فلما قتل قابيل هابيل مقت آدم قابيل فهرب قابيل بأهله إلى الجبال عن أرض بابل فسميت بابل يعني به الفرقة فلما مات آدم عليه السلام ونبى إدريس عليه السلام وكثر ولد قابيل في تلك الأرض وأفسدوا ونزلوا من جبالهم وخالطوا أهل الصلاح وفسدوا بهم دعا إدريس ربه أن ينقله إلى أرض ذات نهر مثل أرض بابل فأري الانتقال إلى أرض مصر فلما وردها وسكنها واستطابها اشتق لها اسما من معنى بابل وهو الفرقة فسماها بابليون ومعناها الفرقة الطيبة و الله أعلم، وذكر عبد الملك بن هشام صاحب السيرة في كتاب التيجان في النسب من تصنيفه بابليون كان ملكا من سبأ ومن ولده عمرو بن امرىء القيس كان ملكا على مصر في زمن إبراهيم الخليل عليه السلام، وقال أبو صخر الهذلي:

وماذا ترجي بعد ال محرق ** عفا منهم وادي رهاط إلى رحب

خلوا من تهامي أرضنا وتبدلوا ** بمكة بابليون والريط بالعصب

وقال كثير بن عبد الرحمن يرثي عبد العزيز بن مروان:

فلست طوال الدهر ماعشت ناسيا ** عظاما ولاها ما له قد أرمت

جرى بين بابليون والهضب دونه ** رياح أسفت بالنقا وأشمت

سقتها الغوادي والروائح خلفة ** تدلين علوا والضريحة لمت وقد أسقط عمران بن حطان منه الألف في قوله يذكر قوما من الأزد نفاهم زياد بني أبيه من البصرة كان قد اتهمهم بممالاة عدوه إلى مصر فنزلوا من الفسطاط بموضع. يقال له الظاهر فقال:

فساروا بحمد الله حتى أحلهم ** ببليون منها الموجفات السوابق

فأمسوا بحمد الله قد حال دونهم ** مهامه بيد والجبال الشواهق

وجلوا ولا رجوا سوى الله وحده ** بدار لهم فيها غنى ومرافق

فأمسوا بدار لايفزع أهلها ** وجيرانهم فيها تجيب وغافق

باب محول: بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الواو ولام. محلة كبيرة من محال بغداد كانت متصلة بالكرخ وهي الآن منفردة كالقرية المنفردة ذات جامع وسوق مستغنية بنفسها في غربي الكرخ مشرفة على السراة والله الموفق.

باب المراتب: هو أحد أبواب دار الخلافة ببغداد كان من أجل أبوابها وأشرفها وكان حاجبه عظيم القدر ونافذ الأمر فأما الآن فهو في طرف من البلد بعيد كالمهجور لم يبق فيه إلا دور قوم من أهل البيوتات القديمة وكانت الدور فيه غالية الأثمان عزيزة الوجود في أيام السلاطين ببغداد لأنه كان حرما لمن يأوي إليه فأما ألان فليس للمساكين فيه قيمة ورأيت به دورا كثيرة احتاج أهلها وأرادوا بيعها فلم تشتر منهم فباعوا أنقاضها وساحها على من يعمر به موضعا اخر والذي أوجب ذكر ذلك كثرة مجيء ذكرها في التواريخ والأخبار.

بابونيا: بضم الباء الثانية وسكون الواو وكسر النون وياء وألف. من قرى بغداد. منها أبو الفضل موسى بن سلطان بن علي المقري الضرير البابوني دخل بغداد فسمع بها وقرأ القرآن بالروايات روى عن أبي الوقت السجزي وغيره مات سنة 599.

بابه: من قرى بخارى. منها إبراهيم بن محمد بن إسحاق الأسدي البخاري البابي حدث عن نصر بن الحسن حدث عنه خلف بن محمد الخيام.

البابة: مثل الذي قبله. قال الأزهرى البابة. ثغر من ثغور الروم وما أظنه أراد إلا البابة الذي هو عند النصارى بمنزلة الخليفة الإمام يجب عليهم طاعته ومقامه بمدينة رومية وحكمه صار في جميع بلاد الفرنج ومن يقاربهم.

بابين: تثنية باب. موضع بالبحرين، وفيه قال قائلهم:

أنا ابن برد بين بابين وجم ** والخيل تنحاه إلى قطر الأجم

وضبة الدعمان في روس الأكم ** مخضرة أعينها مثل الرخم

باتكرو: قرأت بخط الحافظ أبي عبد الله محمد بن النخار صديقنا قرأت بخط أبي الفوارس الحسن بن عبد الله بن بركات بن شافع الدشقي قال أخبرنا القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن عبد العزيز الباتكروى والباتكرو. قلعة حصينة على شط جيحون بقراءتي عليه في جامعها الإمام محمود بن يوسف بن عطاء وذكر خبرا.

باجاخسرو: بالجيم ثم الخاء بعد الألف مضمومة. كورة من كور بغداد في شرقي دجلة منها النهروانات.

باجبارة: باء أخرى مشددة وألف وراء. قرية في شرقي مدينة الموصل على نحو ميل وهي كبيرة عامرة فيها سوق وكان نهر الخوسر قديما يمر بها تحت قناطرها باقية إلى هذه الغاية وجامعها مبني على هذه القناطر رأيتها غير مرة.

الباج: بالجيم. قال أحمد بن يحيى بن جابر مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالأنبار فخرج إليه أهلها بالهدايا إلى معسكره فقال اجمعوا الهدايا واجعلوها باجا واحدا ففعلوا فسمي موضع معسكره بالأنبار الباج إلى الآن.

باجخوست: بفتح الجيم وضم الخاء المعجمة وواو ساكنة وسين مهملة ساكنة أيضا وتاء مثناة. قرية كبيرة من قرى مرو على فرسخين من مرو. منها أبو سهل النعمان الأكار الباجخوستي كان صالحا عابدا ذكره أبو سعد في شيوخه وقال إنه مات في رمضان سنة 548 باجدا: بفتح الجيم وتشديد الدال والقصر. قرية كبيرة بين رأس عين والرقة. قال أحمد بن الطيب عليها سور وكان مسلمة بن عبد الملك أقطع موضعها رجلا من أصحابه يقال له أسيد السلمي فبناها وسورها وفيها بساتين تسقيها عين تنبع من وسطها يشرب منها الناس وما فضل يسقي زروعها وهي قرب حصن مسلمة بن عبد الملك. منها محمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد الحراني يعرف بابن تيمية وهو اسم لجدته وكانت واعظة البلد يعرف بالباجدي وكان شيخا معظما بحران وخطيبها وواعظها ومفتيها ولأهل حران فيه اعتقاد طاهر صالح وكان نافذ الأمر فيهم مطاعا سمع الحديث ورواه وليس منه إجازة ورأيته غير مرة ومات سنة 621 وقد أسن. وباجدا أيضا من قرى بغداد. ينسب إليها أبو الحسين سلامة بن سليمان بن أيوب بن هارون السلمي الباجداي حدث ببغداد عن أبي يعلى الموصلي وعلي بن عبد الحميد الغضائري وأبي عروبة الحراني روى عنه أبو الحسن بن رزقويه.

باجرا: بالراء. من قرى الجزيرة أيضا. ينسب إليها أبو شهاب عبد القدوس بن عبد القاهر الباجراي روى عن سفيان بن عيينة كذا ضبطه أبو سعد.

باجربق: بضم الجيم وسكون الراء وفتح الباء الموحدة وقاف. قرية من قرى بين النهرين كورة بين البقعاء ونصيين.

باجرما: بفتح الجيم وسكون الراء وميم وألف مقصورة. قرية من أعمال البليخ قرب الرقة من أرض الجزيرة.

باجرمق: بالقاف في كتاب الفتوح باجزمق. كورة قرب دقوقا.

باجروان: اخره نون. قرية من ديار مضر بالجزيرة من أعمال البليخ وباجروان أيضا مدينة من نواحي باب الأبواب قرب شروان عندها عين الحياة التي وجدها الخضر عليه السلام وقيل هي القرية التي استطعم موسى والخضر عليهما السلام أهلها.

باجسرى: بكسر الجيم وسكون السين وراء والقصر. بليدة في شرقي بغداد بينها وبين حلوان على عشرة فراسخ من بغداد وهي عامرة نزهة كثيرة النخل والأهل خرج منها جماعة من أهل العلم والرواية. منهم أبو القاسم عبد الغني بن محمد بن حنيفة الباجسراوي كان صالحا وله شعر حسن ورغبة في الأدب توفي سنة 531. وابنه أبو المعالي أحمد روى قطعة من كتب الأدب، وقال عبيد الله بن الحر يذكرها.

ويوم بباجسرى هزمت وغودرت ** جماعتهم صرعى لدى جانب الجسر

فولوا سراعا هاربين كأنهم ** رعيل نعام بالفلا شرد ذعر ووجد على حائط مكتوب:

أقول والنفس لهوف حسرى ** والعين من طول البكاء عبرى

وقد أنارت في الظلام الشعرى ** وانحدرت بنات نعش الكبرى

يارب خلصني من باجسرى ** وابدل بها يا رب دارا أخرى

باجميرى: بضم الجيم وفتح الميم وياء ساكنة وراء مقصورة. موضع دون تكريت. ذكر الأخباريون أن عبد الملك بن مروان كان إذا هم بقصد مصعب بن الزبير بالعراق يخرج في كل سنة إلى بطنان حبيب وهي من أدنى قنسرين إلى الجزيرة فيعسكر بها ويخرج مصعب بن الزبير إلى مسكن فيعسكر بباجميرى من أرض الموصل كل واحد منهما يرى صاحبه أنه يقصده ولا يتتم كل واحد منهما قصده فإذا اشتد الشتاء وارتج الثلج انصرف عبد الملك إلى دمشق ومصعب إلى الكوفة فكان يقول عبد الملك أن مصعبا قد أبى إلا جميراته و الله موقدهن عليه. فقال أبو الجهم الكناني:

كل عام لك با جميرا ** تغزو بنا ولا تفيد خيرا

باجنيس: بفتح النون والسين مهملة. كذا وجدته بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي المعروف بابن برد الخباز مضبوطا وهو بلد قديم يذكر مع أرجيش من أعمال خلاط وهو من أرمينية الرابعة. فتحها عياض بن غنم وهي في الإقليم الخامس طولها سبعون درجة ونصف وعرضها أربعون درجة وسدس. وقال مسعر بن مهلهل باجنيس بلد بني سليم بها معدن الملح الأندراني ومعدن مغنيسيا ومعدن نحاس وبها منبت الشيخ الذي يستخرج الدود والحيات من الجوف إلا أن التركي خير منه وبها أبسنتين وأستوخودوس.

باجوا: موضع ببابل من أرض العراق في ناحية القف.

باجة: في خمسة مواضع، منها باجة بلد بإفريقية تعرف بباجة القمح سميت بذلك لكثرة حنطتها بينها وبين تنيس يومان، وحدثني من أثق به أن الحنطة تباع فيها كل أربعمائة رطل برطل بغداد بدرهم واحد فضة. قال أبو عبيد البكري ومدينة باجة إفريقية مدينة كثيرة الأنهار وهي على جبل يقال له عين الشمس في هيئة الطيلسان يطرد حواليها وفيها عيون الماء العذب ومن تلك العيون عين تعرف بعين الشمس هي تحت سور المدينة والباب هناك ينسب إليها ولها أبواب غير هذا وفي داخل البلد عين أخرى عذبة وحصنها أزلي مبني بالصخر الجليل أتقن بناء يقال إنه من عهد عيسى عليه السلام وفيها حمامات ماؤها من العيون وفنادق كثيرة وهي دائمة الدجن والغيم كثيرة الأمطار والأنداء قلما نصح هواؤها وبها يضرب المثل في كثرة المطر ولها نهر من جهة المشرق يجيء من جهة الجنوب إلى القبلة على ثلاثة أميال منها وحولها بساتين عظيمة تطرد فيها المياه وأرضها سوداء مشققة تجود فيها جميع الزروع وبها حمص وفول قلما يوجد مثله وتسمى باجة هذه هزى إفريقية لريع زرعها وكثرة أنواعه فيها ورخصة فيها أمحلت البلاد أو أمرعت وإذا كان أسعار القيروان نازلة لم يكن للحنطة بها قيمة وربما اشترى وقر البعير بها من تمر بدرهمين ويردها في كل يوم من الدواب والإبل العدد العظيم الألف والأكثر لنقل الميرة منها فلا يزيد في سعرها ولا ينقص، وامتحن أهل باجة في أيام أبي يزيد مخلد بن يزيد بالقتل والسبي والحريق وقال الراجز في ذلك.

وبعدها باجة أيضا أفسدا ** وأهلها أجلى ومنها شردا

وهدم الأسوار والمعمورا ** والدور قد فتش والقصورا

ولم يزل الناس يتنافسون في ولاية باجة وكان المتداولون لذلك بني علي بن حميد الوزير فإذا عزل منهم أحد لم يزل يسعى ويتلطف ويهادي ويتاحف حتى يرجع إليها فقيل لبعضهم لم ترغبون في ولايتها فقال لأربعة أشياء قمح عندة وسفرجل زانة وعنب بلطة وحوت درنة، وبها حوت بوري ليى في الآفاق له نظير يخرج من الحوت الواحد عشرة أرطال شحم وكان يحمل إلى عبيد الله يعني الملقب بالمهدي جد ملوك مصر حوتها في العسل فيحفظه حتى يصل طريا وينسب إلى باجة هذه أبو محمد عبد الله بن محمد بن علي الباجي الأندلسي أصله من باجة إفريقية سكن إشبيلية كذا نسبه، ونسب ابنه أبا عمر أحمد بن عبد الله أبو موسى محمد بن عمر الحافظ الأصبهاني وأبو بكر الحازمي في الفيصل ونسبه أبو الفضل محمد بن طاهر إلى باجة الأندلس كذا قال أبو سعد، وقد رد ذلك عليه أبو محمد عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الحافظ الإشبيلي وقال إنه من باجة إفريقية فأما الحافظ عبد الغني بن سعيد فإنه قال في قرينة الناجي بالنون وأبو عمر أحمد بن عبد الله الباجي الأندلسي من أهل العلم كتبت عنه وكتب عني ووالد أبي عمر هذا من أجلة المحدثين كان يسكن إشبيلية ولم يزد وقال غيره روى عنه أبو عمر بن عبد البر وغيره مات قريبا من سنة أربعمائة، وأما أبو الوليد بن الفرضي فإنه قال عبد الله بن علي بن شريعة اللخمي المعروف بالباجي من أهل إشبيلية يكنى أبا محمد سمع بإشبيلية من محمد بن عبد الله بن الفوق وحسن بن عبد الله الزبيدي وسيد أبيه الزاهد وسمع بقرطبة من محمد بن عمر بن لبانة وذكر غيره ورحل إلى البيرة فسمع بما من محمد بن فطيس كثيرا وكان ضابطا لروايته صدوقا حافظا للحديث بصيرا بمعانيه لم ألق فيمن لقيته بالأندلس أحدا أفضله عليه في الضبط وأكثر في وصفه. ثم قال وحدث أكثر من خمسين سنة وسمع منه الشيوخ إسماعيل بن إسحاق وأحمد بن محمد الجزار الاشبيلي الزاهد وعبد الله بن إبراهيم الأصيلي وغيرهم قال وسألته عن مولده فقال ولدت في شهر رمضان سنة 291 ومات في سابع عشر شهر رمضان سنة 378. قال عبيد الله المستجير بعفوه فهذا الإمام ابن الفرضي ذكر أبا محمد هذا وهذا الإمام عبد الغني ذكر ابنه أبا عمر ولم ينسب واحد من الإمامين واحدا من الرجلين إلى باجة إفريقية وقد صرحا بأنهما من الأندلس وفي هذا تقوية لقول ابن طاهر و الله أعلم. والذي صحح لنا نسبته إلى باجة إفريقية فأبو حفص عمر بن محمود بن غلاب المقري الباجي. قال أبو طاهر السلفي هو من باجة إفريقية وكان رجلا من أهل القران صالحا قال وسألته عن مولده فقال في رجب سنة 434 بباجة القمح، بإفريقية لا باجة الأندلس وتوفي سنة 520 في صفر. قال وكتبت عنه أشياء كثيرة وصحب عبد الحق بن محمد بن هارون السبتي وعبد الجليل بن مخلوق و غيرهما. وباجة الزيت بإفريقية أيضا وقرأت بخط الحسن بن رشيق القيرواني الأزدي الشاعر الإفريقي. قال محمد بن أبي معتوج من أهل باجة الزيت بالساحل من كورة رصفة وبها نشأ وتأدب وكان من تلاميذ محمد بن سعيد الأبروطي وكان بديهيا هجاء لا يتقي دائرة. وهو القائل في أبي حاتم الزبني وكان مولعا بهجائه.

أبا حاتم شد من أسفلك ** بشيء هو الشطر من منزلك باحسيثا: بكسر السين المهملة وياء ساكنة وثاء مثقلة وألف.. محلة كبيرة من محال حلب في شماليها. ينسب إليها قوم وأهلها على مذهب السنة.

باحمشا: بسكون الميم والشين معجمة. قرية بين أوانا والحظيرة وكانت بها وقعة للمطلب في أيام الرشيد وهو المطلب بن عبد الله بن مالك الخزاعي. ينسب إليها من المتأخرين أحمد بن علي الضرير المقري الباحمشي سمع أبا محمد عبد الله بن هزارمرد الصريفيني وحدث عنه ومات في العشرين من ذي الحجة سنة 525، وروى محمد بن الجهم السمري عن الفراء أن أبا الحسن على بن حمزة الكسائي المقري النحوي الإمام كان أصله من باحمشا هذه وأنه رحل إلى الكوفة وهو غلام.

باخديدا: بضم الخاء المعجمة وفتح الدال وياء ساكنة ودال أخرى، مقصورة قرية كبيرة كالمدينة من أعمال نينوى في شرقي مدينة الموصل، والغالب على أهلها النصرانية.

باخزز: بفتح الخاء وسكون الراء وزاي. كورة ذات قرى كبيرة وأصلها بادهرزه لأنها مهب الرياح وهي باللغة البهلوية تشتمل على مائة وثمان وستين قرية قصبتها مالين. خرج منها جماعة كثيرة من أهل الأدب والفقه والشعر. منهم علي بن الحسن الباخرزي صاحب كتاب دمية القصر وأبوه كان أديبا فاضلا وهي بين نيسابور وهراة.

باخمرا: بالراء. موضع بين الكوفة وواسط وهو إلى الكوفة أقرب. قالوا بين باخمرا والكوفة سبعة عشر فرسخا بها كانت الوقعة بين أصحاب أبي جعفر المنصور وإبراهيم بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقتل إبراهيم هناك فقبره به إلى الان يزار وإياها عنى دعبل بن علي بقوله:

وقبر بأرض الجوزجان محله ** وقبر ببا خمرا لدى الغربات باخوخا: بخاءين. قلعة من أعمال زوزان لصاحب الموصل.

باخة: من قرى مصر من ناحية الشرقية.

باداما: الدال مهملة. قرية من قرى حلب من ناحية إعزاز. ذكرها في حديث ادم عليه السلام بادران: بالراء وألف ونون. من قرى أصبهان ثم من أعمال نائين. منها أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد البادراني مات في ذي الحجة سنة 516.

بادرايا: ياء بين الألفين. طسوج بالنهروان وهي بليدة بقرب باكسايا بين البندنيجين ونواحي واسط منها يكون التمر القسب اليابس الغاية في الجودة واليبس، ويقال إنها أول قرية جمع منها الحطب لنار إبراهيم عليه السلام، وينسب إليها أبو المكارم المبارك بن محمد المعمر البادرايي حدث عن أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبي الحسن علي بن محمد بن العلاف و غيرهما شيخ صالح صحيح السماع مات سنة 522، ويوسف بن سهل البادرايي روى عنه أبو الفرج أحمد بن علي الحنوطي القاضي شيخ القاضي أبي يعلى الواسطي، وجميل بن يوسف بن إسماعيل أبو علي البادرايي نزيل أكواخ بانياس من أرض دمشق سمع بدمشق أبا القاسم بن أبي العلاء وطاهر بن بركات الخشوعي وحدث عن أبي الحسن محمد بن محمد بن حامد القاضي البادرايي وأبي بكر زكريا بن عبد الرحيم بن أحمد البخاري سمع منه غيث بن علي ببانياس وقدم دمشق سنة 465 ومات بالأكواخ في شهر ربيع الآخر سنة 484 قال غيت حدثنا جميل بن يوسف المادرايي حدثنا محمد بن محمد بن حامد بن بنبق بمادريا كذا في كتاب الحافظ تارة بالباء وتارة بالميم وليست مادرايا وبادرايا واحدا فلم يتحقق إلى أيهما ينسب هذا.

بادس: بكسر الدال المهملة وسين غير معجمة. اسم لموضعين بالمغرب. قال أبو طاهر أحمد بن محمد سمعت أبا الحجاج يوسف بن عبدون بن حفاظ الزناتي بالإسكندرية يقول سمعت أبا عبد الله البادس الفقية وهو من بادس فاس لا من بادس الزاب وبادس فاس على البحر قرب فاس. قال سألني أبو إسحاق الحبال بمصر أن أسمع عليه الحديث وقال إني كبير السن كثير السماع عالي الإسناد، وعبد الله بن خالد أبو محمد البادسي روى عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن بسطام المجالس التي أملاها عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عبدوس حدث عنه أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن شيخ لأبي عبد الله محمد بن سعدون بن علي القروي.

بادن: بفتح الدال ونون. من قرى سمرقند وقيل من قرى بخارى. منها أبو عبد الله محمد بن الحسن بن جعفر بن غزوان البادني البخاري توفي في صفر سنة 267.

بادوريا: بالواو والراء وياء وألف. طسوج من كورة الإستان بالجانب الغربي من بغداد وهو اليوم محسوب من كورة نهر عيسى بن علي منها النحاسية والحارثية ونهر أرما وفي طرفه بنيت بعض بغداد منه القرية والنجمى والرقة. قالوا كل ما كان من شرقي السراة فهو بادوريا وما كان في غربيها فهو قطربل. قال أبو العباس أحمد بن محمد بن موسى بن الفرات من استقل من الكتاب ببادوريا استقل بديوان الخراج و من اسقل بديوان الخراج استقل بالوزارة وذاك لأن معاملاتها مختلفة وقصبتها الحضرة والمعاملة فيها مع الأمراء والوزراء والقواد والكتاب والأشراف ووجوه الناس فإذا ضبط اختلاف المعاملات واستوفى علي هذه الطبقات صلح للأمور الكبار، وقال يذكر بادوريا فعربها بتغييرين كسر الراء ومد الألف. فقال:

فداء أبي إسحاق نفسي وأسرتي ** وقلت له نفسي فدا: ومعشري

أطبت وأكثرت العطاء مسمحا ** فطب ناميا في نصرة العيش وأكثر

وأديت في بادورياء ومسكن ** خراجي وفي جنبي كنار ويعمر

وقد نسب المحدثون إليها أبا الحسن علي بن أحمد بن سعيد البادوري حدث عن مقاتل عن ذي النون المصري روى عنه أبو جهضم وكان قد كتب عنه ببادوريا.

بادولي: روي بفتح الدال وضمها. موضع في سواد بغداد ذكره الأعشى. فقال:

حل أهلي ما بين در تافبادو ** لي وحلت علوية بالسخال وقيل بادولي موضع ببطن فلج من أرض اليمامة فمن قال هذا روى بيت الأعشى درنا بالنون لأنه موضع باليمامة.

البادية: ضد الحاضرة. من قرى اليمامة، ولتسميتها بذلك سبب ذكرته في حجر اليمامة، وسميت البادية في أصل الوضع بادية لبروزها وظهورها وهو من بدا لي كذا بدوا إذا ظهر.

باذان فيروز: بالذال المعجمة وألف ونون. وهو اسم أردبيل المدينة المشهورة بأذربيجان أنشأها فيروز أحد ملوك الفرس الأولى.

باذبين: بكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ونون. قرية كبيرة كالبلدة تحت واسط على ضفة دجلة. منها جماعة من التجار المثرين. ومنها جماعة من رواة العلم منهم أبو الرضا أحمد بن مسعود بن الزقطر الباذبيني سمع من أبي البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبش الفارقي قاضي المارستان توفي سنة 592، والزقطر بالزاى والقاف والطاء المهملة والراء مشددة.

باذ: من قرى أصبهان، وقيل من قرى جرباذقان. ينسب إليها الحسن بن أبي سعد بن الحسن الفقيه الباذي مات بعد سنة ثلاث وستمائة.

باذفغيس: بفتح الذال وكسر الغين المعجمة وياء ساكنة وسين مهملة. ناحية تشتمل على قرى من أعمال هراة ومرو الروذ. قصبتها بون وباميين بلدتان متقاربتان رأيتهما غير مرة وهي ذات خير ورخص يكثر فيها شجر الفستق، وقيل إنها كانت دار مملكة الهياطلة، وقيل أصلها بالفارسية باذخيز معناه قيام الريح أو هبوب الريح لكثرة الرياح بها. نسب إليها جماعة من أهل الذكر منهم أحمد بن عمرو الباذغيسي قاضيها يروى عنه ابن عيينة.

باذن: بالنون. من قرى خابران من أعمال سرخس. منها أبو عبد الله الباذني شاعر مجود كان يمدح البلعمي الوزير وغيره وكان ضريرا. ذكره الحاكم أبو عبد الله في تاربخ نيسابور.

الباذنجانية: بلفظ الباذنجان الذي يطبخ. قرية من قري مصر من كورة قوسنيا. وإليها فيما أحسب ينسب محمد بن الحسن الباذنجاني النحوي المصري كان في أيام كافور.

باذورد: بفتح الذال والواو وسكون الراء ودال مهملة، اسم مدينة كانت قرب واسط بينها وبين البصرة وقد خربت وإلى هذه الغاية يسمون دجلة البصرة العظمى باذورد تسمية بهذا الموضع و الله أعلم.

باراب: بالراء وألف وباء موحدة. اسم لناحية كبيرة واسعة وراء نهر جيحون، ويقال فاراب أيضا بالفاء وقد ذكر في موضعه، وإليها ينسب أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري صاحب كتاب الصحاح في اللغة، وخاله إسحاق بن إبراهيم صاحب ديوان الأدب اللغويان، وأبو زكريا يحيى بن أحمد الأديب الفارابي أحد أئمة اللغة. كذا قال أبو سعد ولا أعرفه أنا.

باران: بالنون. من قرى مرو ويقال لها دزه باران. منها حاتم بن محمد بن حاتم الباراني.

بارجاخ: قيل: تل بينه وبين الشاش بما وراء النهر في أطراف بلاد الترك أربعون فرسخا حوله ألف عين تجيء من المشرق إلى المغرب وتسمى بركوب اب أي الماء المغلوب تصاد فيه الدارج السود.

بارجان: بسكون الراء. من قرى خانلنجان من أعمال أصبهان.

بارديزه.: بكسر الدال المهملة وياء ساكنة وزاي. من قري بخارى. منها أبو علي الحسن بن الضحاك بن مطر بن هناد البارديزي البخاري مات في شعبان سنة 326.

بار: من قرى نيسابور. ينسب إليها الحسن بن نصر النيسابوري أبو علي الباري حدث عن الفضل بن أحمد الرازي حدث عنه أبو بكر بن أبي الحسين الحيري ومات بعد سنة 330 وسوق البار بلد باليمن بين صعدة وعثر وهو على التحديد بين الخصوف والمينا، وقيل البار بلد قبلي توراب وشرقيها شامي يسكنها بنو رازح من خولان قضاعة. وقال الأمير أبو نصر بن ماكولا عبد الله بن محمد بن حباب بن الهيثم بن محمد بن الربيع بن خالد بن سعدان يعرف بالباري وليس من بار نيسابور وهو قرابة قحطبة بن شبيب.

بارسكث: بكسر الراء وسكون السين المهملة. وفتح الكاف والثاء مثلثة. من مدن الشاش. منها أبو أحمد بن حماد الشاشي البارسكثي.

بارق: بالقاف. ماء بالعراق وهو الحد بين القادسية والبصرة وهو من أعمال الكوفة، وقد ذكره الشعراء فأكثروا. قال الأسود بن يعفر.

أهل الخورنق والسدير وبارق ** والقصر ذي الشرفات من سنداد وبارق أيضا في قول مؤرج السدوسي جبل نزله سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن أمرىء القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وهم إخوة الأنصار وليسوا من غسان وهو بتهامة أو اليمن، وقال ابن عبد البر بارق ماء بالسراة فمن نزله أيام سيل العرم كان بارقيا ونزله سعد بن عدي بن حارثة وابنا أخيه مالك وشبيب ابنا عمرو بن عدي فسموا بارقا، وقال أبو المنذر. كان غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن نديما لربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم فشربا يوما فعدا ربيعة على غزية فقتله فسألت قيس خندف الدية فأبت خندف فاقتتلوا فهزمت قيس فتفزقت. فقال فراس بن غنم بن ثعلبة بن مالك ابن كنانة بن خزيمة.

أقمنا على قيس عشية بارق ** ببيض حديثات الصقال بواتك

ضربناهم حتى تولوا وخليت ** منازل حيزت يوم ذاك لمالك قال فظعنت قيس من تهامة طالعين إلى نجد فهذا دليل على أن بارق موضع بتهامة نص، وقال هشام في موضع آخر وأقامت خثعم بن أنمار في منازلهم من جبال السراة وما والاها أو قاربها من البلاد في جبل يقال له شن وجبل يقال له بارق وجبال معهما حتى مرت بهم الأزد في مسيرها من أرض سبأ وتفرقهم في البلدان فقاتلوا خثعما فأنزلوهم من جبالهم وأجلوهم عن مساكنهم، ونزلها أزد شنوأة غامد وبارق ودوس وتلك القبائل من الأزد فظهر الإسلام وهم أهلها وسكانها. وبارق الكوفة أراد أبو الطيب بقوله:

تذكرت ما بين العذيب وبارق ** مجر عوالينا ومجرى السوابق وبارق ركن من أركان عرض اليمامة وهو جبل. وبارق نهر بباب الجنة في حديث ابن عباس رضي الله عنه ذكره أبو حاتم في التقاسيم والأنواع في حديث الشهداء.

باركث: بسكون الراء وفتح الكاف والثاء مثلثة. قرية من قرى أشروسنة ثم حولت إلى سمرقند. منها أبو سعيد أحيد بن الحكم بن خداش بن عرفج المعلم الباركثي سمع موسى بن هارون القروي.

بارما: بكسر الراء وتشديد الميم. جبل بين تكريت والموصل وهو الذي يعرف بجبل حمرين يزعمون أنه محيط بالدنيا. قال أبو زيد وجبل بارمئا تشقه دجلة عند السن والسن في شرقي دجلة فتجري بحافتيه وفي الماء منه عيون للقار والنفط. وجبل بارما يمتد على وسط الجزيرة مما يلي المغرب والمشرق حتى يتصل بكرمان وهو جبل ما سبذان. وبارقا أيضا قرية في شرقي دجلة الموصل وإليها نسب السن فيقال سن بارما.

بارناباذ: بسكون الراء ونون وبين الألفين باء موحدة وذال معجمة في اخره. محلة بمرو عند باب شارستان. منها أبو الهيثم وقيل أبو القاسم بزيع بن الهيثم البارناباذي كان إمام محلته وكان مولى الضحاك بن مزاحم يروي عن عكرمة وعمرو بن دينار.

بارنبار: الباء موحدة وألف وراء. هكذا يتلقظ به عوام مصر ويكتب في الدواوين بيورنبارة. وهي بليدة قرب دمياط على خليج أشموم والبسراط.

بارنجان: بكسر الراء وسكون النون وجيم وألف ونون. بلد بالبحرين فتحه العلاء بن الحضرمي سنة 13 أو 14 في أيام عمر بن الخطاب. وبارنجان قرية وبها خان وعين قرب سنجار.

باروا: بفتح الراء وتشديد الواو. وهو اسم مدينة حلب بالسريانية، وقد ذكر في حلب.

باروذ: بضم الراء وسكون الواو والذال معجمة. من قرى فلسطين عند الرملة. منها أبو بكر أحمد بن محمد بن محمد بن بكر الباروذي الأزدي.

باروس: بالسين المهملة. من قرى نيسابور على بابها. ينسب إليها أبو الحسن سلم بن الحسن الباروسي ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في تاريخ الصوفية وقال من قدماء الصوفية بنيسابور مجاب الدعوة أستاذ حمدون القصاب.

باروسما: الواو والسين ساكنتان. ناحيتان من سواد بغداد يقال لهما باروسما الأعلى. وباروسما الأسفل من كورة الأستان الأوسط.

باروشة: الشين معجمة. مدينة من غربي سرقسطة من نواحي الأندلس شرقي قرطبة بقرب من أرض الفرنج. وهي اليوم في أيديهم ولها بسيط وحصون.

البارة: بليدة وكورة من نواحي حلب. وفيها حصن وهي ذات بساتين ويسمونها زاوية البارة. والبارة أيضا إقليم من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس فيه جبال شامخة وثارت من أهله فتن قديما وحديثا وهو بلد ثمر لا بلد زرع.

بارين: بكسر الراء وياء ساكنة والنون، والعامة تقول بعرين. مدينة حسنة بين حلب وحماه من جهة الغرب.

باري: بكسر الراء. قرية من أعمال كلواذا من نواحي بغداد وكان بها بساتين ومنتزهات يقصدها أهل البطالة. قال الحسين بن الضحاك الخليع.

أحب الفيء من نخلات باري ** وجوسقها المشيد بالصفيح

ويعجبني تناوح أركتيها ** إلي بريح حوذان وشيح

ولن أنسى مصارع للسكارى ** ونادبة الحمام على الطلوح

وكأسا في يمين عقيد ملك ** تزين صفاته غرر المديح

بازبدى: بفتح الزاي وسكون الباء الموحدة مقصور. كورة قرب باقردى من ناحية جزيرة ابن عمر. وبازبدى في غربي دجلة وباقردى في شرقيه كورتان متقابلتان. وبازبدى هو اسم قرية في قبالة جزيرة ابن عمر سميت الكورة بأسرها بها، وبالقرب منها جبل الجودي وقرية ثمانين وهما في قصة سفينة نوح عليه السلام ينسب إليها أبو علي المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي يعرف بالبازبداي جد أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى ببغداد وحدث بها وتوفي في سنة 223، وقال بعض الشعراء يفضلها على بغداد:

بقردى وبازبدى مصيف ومربع ** وعذب يحاكي السلسبيل برود

وبغداد ما بغداد أما ترابها ** فحمى وأما بردها فشديد

باز: من قرى مرو على ستة فراسخ منها. ينسب إليها غير واحد. منهم أبو إبراهيم زياد بن إبراهيم البازي الدهلي المروزي. وباز أيضا قرية بين طوس ونيسابور خرج منها جماعة أخرى وتعرب فيقال فاز بالفاء. منها أبو بكر محمد بن وكيع بن دواس البازي. وباز الحمراء قلعة من نواحي الزوزان التي للأكراد البختية والزوزان ناحية ذكرت.

بازة: بزيادة هاء في اخرها. بلد بأرض السودان وراء سواكن يذكر مع نافة يجلب منه الحمام البازي إلى مكة شرفها الله.

بازفت: بكسر الزاي وسكون الفاء والتاء فوقها نقطتان. من قرى أصبهان وهو اليوم متصيف سلطان إيذج ينتقل إليها بعساكره ويقيم هناك أشهرا في بيوت مبنية وأكواخ.

. بازكل: الزاي ساكنة والكاف مضمومة واللام مشددة. قال أبو سعد. بلدة على البحر بأسفل البصرة ولا أعرفها أنا. ونسب إليها أبا الحسن محمد بن يحيى البازكلي المعروف بهلال الصيرفي مات بعد سنة 420، ومحمد بن عبد الرزاق البازكلي وأخوه علي من تلاميذ أبي إسحاق الشيرازي فقيهان.

بازكند: بسكون الزاي وفتح الكاف وسكون النون. بلدة بين كاشغر وختن من بلاد الترك. منها أحمد بن محمد بن علي أبو نصر الأسترسني البازكندي ذكره ابن الدبيثي وذكر ما تقدم ذكره في استرسن.

بازوغى: بضم الزاي والغين معجمة وهي بزوغى في شعر بعضهم. وهي من قرى بغداد عند المزرقة ذكرت في بزوغى.

باسبيان: بكسر السين وباء موحدة ساكنة وياء وألف ونون. من قرى بلخ. ينسب إليها أبو القاسم الحسين بن محمد بن الحسين الباسبياني يروي عن إبراهيم بن عبد الله الكجي البصري ببغداد.

الباسرة: بكسر السين وراء ماء لبني أبي بكر بن كلاب بأعالي نجد عن الأصمعي.

باسلامة: من قرى بغداد كانت بها وقعة بين الحسن بن سهل وابن أبي خالد وأبي الشوك أيام المأمون.

باسند: بفتح السين وسكون النون ودال. مدينة. منها أبو المؤيد مفتي بن محمد بن عبد الله الباسندي روى عن أبي الحسين محمد بن الحسن الأهوازي الكاتب روى عنه أبو سعد أحمد بن محمد الماليني.

باسورين: ناحية من أعمال الموصل في شرقي دجلتها. لها ذكر في أخبار حمدان.

باسيان: بكسر السين وياء وألف ونون. قرية بخوزستان. قال الاصطخري: من أرجان إلى آسك مرحلتان ثم إلى دبران مرحلة ودبران قرية وإلى الدورق مرحلة ومن الدورق إلى خان مردويه مرحلة وهو خان تنزله السابلة ومنه إلى باسيان مدينة وسطة في الكبر عامرة يشق النهر فيها فتصير نصفين مرحلة ومن باسيان إلى حصن مهدي مرحلتان ويسلك من باسيان إلى الدورق في الماء وكذلك إلى حصن مهدي وهو أيسر من البر.

باسين: حدثني الفقيه محمد بن صديق الباسيني ثم الخانقاهي قال باسين العليا وباسين السفلي كورتان قصبتهما أرزن الروم.

باشان: الشين معجمة. من قرى هراة. منها أبو عبيد أحمد بن محمد الهروي صاحب كتاب الغريبين، وأبو سعيد إبراهيم بن طهمان الخراساني من أهل هراة من قرية باشان لقي جماعة من التابعين منهم عمرو بن دينار و غيره ومات بمكة سنة 163. وفاشان من قرى مرو بالفاء.

باشتان: بسكون الشين والتاء فوقها نقطتان. موضع بإسفرايين.

باشزى: بفتح الشين وتشديد الزاء مقصورة. بليدة من كورة بقعاء الموصل قرب برقعيد فيها سوق وبازار بين جزيرة ابن عمر ونصيبين تنزلها القوافل وسوقها يقام في كل يوم خميس واثنين وهي في جنب تل وفيها نهر جار.

باشغرد: بسكون الشين والغين معجمة، وبعضهم يقول باشجرد بالجيم. وبعضهم يقول باش قرد بالقاف. بلاد بين القسطنطينية وبلغار. وكان المقتدر بالله قد أرسل أحمد بن فصلان بن العباس بن راشد بن حماد مولى أمير المؤمنين ثم مولى محمد بن سليمان إلى ملك الصقالبة وكان قد أسلم هو وأهل بلاده ليفيض عليهم الخلع ويعلمهم الشرائع الإسلامية فحكى جميع ما شاهد منذ خرج من بغداد إلى أن عاد وكان انفصاله في صفر سنة 309. فقال عند ذكر الباشغرد ووقعنا في بلاد قوم من الأتراك يقال لهم الباشقرد فحذرناهم أشد الحذر وذاك لأنهم شر الأتراك وأقدرهم وأشدهم إقداما على القتل يلقى الرجل الرجل فيفرز هامته فيأخذها ويتركه وهم يحلقون لحاهم ويأكلون القمل يتتبع الواحد منهم دروز قزطقة فيقرص القمل بأسنانه ولقد كان معنا رجل منهم قد أسلم وكان يخدمنا فرأيته يوما وقد أخذ قملة من ثوبه فقصعها بظفره ثم لحسها وقال لما رآني جيد، وكل واحد منهم قد نحت خشبة على قدر الاكليل ويعلقها عليه فإذا أراد سفرا أو لقاء عدو قبلها وسجد لها وقال يا رب افعل بي كذا وكذا فقلت للترجمان سل بعضهم ما حجتهم في هذا ولم جعله ربه فقال لأني خرجت من مثله فلست أعرف لنفسي موجدا غيره. ومنهم من يزعم أن له اثني عشر ربا للشتاء رب وللصيف رب وللمطر رب وللريح رب وللشجر رب وللناس رب وللدواب رب وللماء رب ولليل رب وللنهار رب وللموت رب وللحياة رب وللأرض رب والرب الذي في السماء هو أكبرهم إلا أنه يجتمع مع هؤلاء باتفاق ويرضى كل واحد منهم ما يعمل شريكه جل ربنا عما يقول الظالمون والجاحدون علوا كبيرا. قال ورأينا طائفة منهم تعبد الحيات وطائفة تعبد السمك وطائفة تعبد الكراكي فعرفوني أنهم كانوا يحاربون قوم من أعدائهم فهزموهم وأن الكراكي صاحت وراءهم فانهزموا بعد ما هزموا فعبدوا الكراكي لذلك وقالو هذه ربنا لأنها هزمت أعداءنا فعبدوها لذلك. هذا ما حكاه عن هؤلاء. وأما أنا فإن وجدت بمدينة حلب طائفة كثيرة يقال لهم الباشغردية شقر الشعور والوجوه جدا يتفقهون على مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه فسألت رجلا منهم استعقلته عن بلادهم وحالهم فقال أما بلادنا فمن وراء القسطنطينية في مملكة أمة من الأفرنج يقال لهم الهنكر ونحن مسلمون رعية لملكهم في طرف بلاده نحو ثلاثين قرية كل واحدة تكاد أن تكون بليدة إلا أن ملك الهنكر لا يمكننا أن نعمل على شيء منها صورا خوفا من أن نعصى عليه ونحن في وسط بلاد النصرانية فشمالينا بلاد الصقالبة وقبلينا بلاد البابا يعني رومية والبابا رئيس الأفرنج هو عندهم نائب المسيح كما هو أمير المؤمنين عند المسلمين ينفذ أمره في جميع ما يتعلق بالدين في جميعهم. قال وفي غربينا الأندلس وفي شرقينا بلاد الروم قسطنطيية وأعمالها قال ولساننا لسان الأفرنج وزينا زيهم ونخدم معهم في الجندية ونغزوا معهم كل طائفة لأنهم لا يقاتلون إلا مخالفي الاسلام. فسألته عن سبب إسلامهم مع كونهم في وسط بلاد الكفر فقال سمعت جماعة من أسلافنا يتحدثون أنه قدم إلى بلادنا منذ دهر طويل سبعة نفر من المسلمين من بلاد بلغار وسكنوا بيننا وتلطفوا في تعريفنا وما نحن عليه من الضلال وأرشدونا إلى الصواب من دين الاسلام فهدانا الله والحمد لله فأسلمنا جميعا وشرح الله صدرنا للإيمان ونحن نقدم إلى هذه البلاد ونتفقه فإذا رجعنا إلى بلادنا أكرمنا أهلها وولونا أمور دينهم. فسألته لم تحلقون لحاكم كما تفعل الأفرنج فقال يحلقها منا المتجندون ويلبسون لبسة السلاح مثل الأفرنج أما غيرهم فلا. قلت فكم مسافة ما بيننا وبين بلادكم فقال من ها هنا إلى القسطنطينية نحو شهرين ونصف ومن القسطنطينية إلى بلادنا نحو ذلك، وأما الاصطخري فقد ذكر في كتابه من باشجرد إلى بلغار خمس وعشرون مرحلة ومن بانجرد إلى البجناك وهم صنف من الأتراك عشرة أيام.

باشك: شين مفتوحة وكاف. ناحية بالأندلس من أعمال طلبيرة.

باشمنايا: الشين مضومة والميم ساكنة ونون وألف وياء وألف. من قرى الموصل من أعمال نينوى في الجانب الشرقي. منها عثمان بن معلى الباشمناني سمع أبا بكر محمد بن علي الحناي بالموصل سنة 557 باشو: الشين مشددة مضمومة والواو ساكنة قال ابن حوقل وجزيرة شريك إقليم له. مدينة تعرف بمنزل باشو واسعة العمل خصيبة حصينة، ومنها إلى القيروان مرحلة.

باشيا: بفتح الشين وتشديد الياء مقصور. قرية في شعر البحترى.

باشينان: من قرى مالين من نواحي هراة. سكنها عبد المعز بن علي بن عبد الله بن يحيى بن أبي ثابت الفارسي أبو الفتح الهروي سمع القاضي أبا العلاء صاعد بن سناربن يحيى الكناني سمع منه أبوسعد حديثا واحدا بقريته ومات في جمادى الأولى سنة 549.

باصر: من قرى ذمار باليمن.

باصفرا: قرية كبيرة في شرقي الموصل في لحف الجبل كثيرة البساتين والكروم يجيء عنبها في وسط الشتاء.

باصلوخان: بالخاء المعجمة واللام مفتوحة وآخره نون. مدينة قديمة كانت بين المدائن والنعمانية خربت منذ زمان طويل إلا أن بعض آثارها باقية.

باضع: الضاد معجمة والعين مهملة. جزيرة في بحر اليمن. لها ذكر في حديث عبد الله وعبيد الله ابني مروان بن محمد الحمار اخر ملوك بني مروان لما دخلا النوبة، ونساء أهل باضع يخرقن آذانهن خروقا كثيرة وربما خرقت إحداهن عشرين خرقا وكلامهم بالحبشية وتأتيهم الحبشة بأنياب الفيلة وبيض النعام وغير ذلك مما يكون في بلادهم فيبيعونه منهم ويشترون من أهل باضع القسط والأظفار والأمشاط وأكثر ما في بلادهم من الظرائف تأتيهم من باضع وباضع اليوم خراب. ذكرها أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الاسكندري في قصيدته التي وصف فيها مراسي ما بين عدن وعيذاب. فقال:

فنقا مشاتيري فصهريجي دسا ** فخراب باضع وهي كالمعمورة باطرقان: بسكون الراء وقاف وألف ونون. من قرى أصبهان أكثر أهلها نساجون. ينسب إليها جماعة. منهم أبوبكر عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عباس الباطرقاني كان إماما فى القراءة وروى الحديث وقتل بأصبهان في فتنة الخراسانية أيام مسعود بن محمود بن سبكتكين في سنة 421 وجماعة من الأئمة سواه.

باطرنجى: بضم الطاء والراء وسكون النون وجيم والقصر. قرية قرب القفص من نواحي بغداد ذكرها أبو نواس. فقال:

وباطرنجى فالقفص ثم إلى ** قطربل مرجعي ومنقلبي

في أبيات ذكرت في القفص.

باعث: الثاء مثلثة. جفر باعث في بلاد بكر بن وائل منسوب إلى باعث بن حنظلة بن هانىء الشيباني.

باعجة: ويقال باعجة القردان. موضع معروف.

باعذرا: بالذال معجمة. من قرى الموصل.

باعربايا: بالراء الساكنة والباء الموحدة وبين الألفين ياء. بلد من أعمال حلب من مصافات أفامية. وباعربايا أيضا من قرى الموصل.

باعشيقا: الشين معجمة مكسورة وياء ساكنة وقاف مقصورة. من قرى الموصل وهي مدينة من نواحي نينوى في شرقي دجلة لها نهر جار يسقي بساتينها وتدار به عدة أرحاء وبها دار إمارة وشق النهر في وسط البلد والغالب على شجر بساتينها الزيتون والنخل والنارنج ولها سوق كبير وفيه حمامات وقيسارية يباع فيها البز وبها جامع كبير حسن له منارة وبها قبر الشيخ أبي محمد الرذاني الزاهد وبينها وبين الموصل ثلاثة فراسخ أو أربعة وأكثر أهلها نصارى وإلى جنبها قرية، أخرى كبيرة ذات أسواق وبساتين متصلة.

باعقوبا: قال أبو سعد. قرية بأعلى النهروان وكذا قال الخطيب قال وظني أنها غير بعقوبا القرية المشهورة التي على عشرة فراسخ من بغداد فإن كانت تلك فلعله ألحق فيها الألف. نسب إليها أبو هشام الباعقوبي روى عن عبد الله بن داود الخريبي.

باعيناثا: ياء ساكنة ونون وألف وثاء مثلثة وألف أخرى. قرية كبيرة كالمدينة فوق جزيرة ابن عمر لها نهر كبير يصب في دجلة، وفيها بساتين كثيرة وهي من أنزه المواضع تشبه بدمشق ذكرها أبو تمام في شعره فقال:

لولا اعتمادك كنت ذا مندوحة ** عن برقعيد وأرض باعيناثا باغاية: الغين معجمة وألف وياء. مدينة كبيرة في أقصي إفريقية بين مجانة وقسنطينة الهواء. ينسب إليها أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الربعي الباغايي المقري يكنى أبا العباس دخل الأندلس سنة 376 وقدم للإقراء بالمسجد الجامع بقرطبة واستأدبه المنصور محمد بن أبي عامر لابنه عبد الرحمن ثم عتب عليه فأقصاه ثم رقاه المؤيد بالله هشام بن الحكم في دولته الثانية إلى خطة الشورى بقرطبة مكان أبي عمر الإشبيلي الفقيه وكان من أهل العلم والفهم والذكاء وكان لا نظير له في علوم القرآن والفقه على مذهب مالك روى بمصر عن أبي الطيب بن عليون وأبي بكر الأدفويي وتوفي لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة 401 ومولده بباغاية سنة 345، وقرأت في كتاب لأبي بكر الخطيب بإسناده إلى أبي بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجاني أنشدني الحسن بن علي الباغايي من أهل المغرب قال أنشدني ابن حماد المغربي متنقصا لأصحاب الحديث.

أرى الخير في الدنيا يقل كثيره ** وينقص نقصا والحديث يزيد

فلو كان خيرا كان كالخير كله ** ولكن شيطان الحديث مريد

ولابن معين في الرجال مقالة ** سيسأل عنها والمليك شهيد

فإن تك حقا فهي في الحكم عيبة ** وإن تك زورا فالقصاص شديد

باغز: بكسر الغين المعجمة والزاي. موضع.

باغش: بالشين المعجمة. من قرى جرجان في حسبان أبي سعد. منها أبو العباس أحمد بن موسى بن عمران المستملى الباغشي الجرجاني يروي عن أبي نعيم الإستراباذي.

باغ: قرية بينها وبين مرو فرسخان يقال لها باغ وبرزن. منها إسماعيل الباغي يروي عن الفضل بن موسى.

باغك: بفتح الغين وكاف من محال نيسابور. ينسب إليها أبو علي الحسين بن عبد الله بن محمد بن مخلد الباغكي الحافظ النيسابوري سمع أبا سعيد الأشج.

باغناباذ: الغين ساكنة والنون وبين الألفين باء موحدة أحسبها. من قرى مرو. منها أبو عمرو محمد بن عبد العزيز بن محمد الباغناباذي الزاهد.

باغند: بفتح الغين وسكون النون. قال تاج الإسلام أظنها من قرى واسط. ينسب إليها أبو بكر أحمد بن محمد بن سليمان الأزدي المعروف بالباغندي كان عارفا حافظا للحديث توفي في ذي الحجة سنة 312، وأخوه أبو عبد الله محمد بن محمد حدث عن شعيب بن أيوب الصريفيني روى عنه أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ وذكر أنه سمع منه بالموصل.

باغون: بضم الغين. بلدة من عمل بوشنج من نواحي هراة ذكرها في الفتوح فتحها المسلمون عنوة سنة 31.

باغة: مدينة بالأندلس من كورة البيرة بين المغرب والقبلة منها وفي قبلى قرطبة منحرفة عنها يسيرا، ولمائها خاصية عجيبة فإنه ينعقد حجرا في حافات جداوله التي يكثر فيها جزيه ويجود فيها الزعفران ويحمل منها إلى البلدان وبين باغة وقرطبة خمسون ميلا. منها عبد الرحمن بن أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمن قاضي الجماعة بقرطبة. قال ابن بشكوال أصله من باغة أقضاه الخليفة هشام بن الحكم بقرطبة في دولته الثانية سنة 402 وكان من أفاضل الرجال وكان قد عمل القضاء على عدة كور من كور الأندلس وكان محمود السيرة جميل الطريقة وكان الأغلب عليه الأدب والرواية وكان قليل الفقه ثم واصل الاستعفاء حتى أعفاه السلطان في رجب سنة 403 ولزم العبادة حتى مات للنصف من صفر سنة 407.

بافخارى: بالفاء والخاء المعجمة مشددة. قرية من أعمال نينوى في شرقي الموصل.

بافد: بسكون الفاء. بلدة بكرمان على طريق شيراز من البلاد الحارة. روى أبو عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي عن جماعة من أهلها.

باف: من قرى خوارزم. منها أبو محمد عبد الله بن محمد البافي الأديب الفقيه الشافعي. وقال الخطيب هو بخاري وله أدب وشعر مأثور مات ببغداد سنة 398 وهو القائل.

على بغداد معدن كل طيب ** ومغنى نزهة المتنرهينا

مسلام كلما جرحت بلحظ ** عيون المشتهين المشتهينا

دخلنا كارهين لها فلما ** ألفناها خرجنا مكرهينا

وما حب الديار بها ولكن ** أمر العيش فرقة من هوينا

وهو القائل أيضا:

ثلاثة ما اجتمعن في أحد ** إلا وأسلمنه إلى الأجل

ذل اغتراب وفاقة وهوى ** وكلها سابق على عجل

يا عاذل العاشقين إنك لو ** أنصفت رفهتهم من العذل

فإنهم لو عرفت صورتهم ** عن عذل العاذلين في شغل

بافكى: بفتح الفاء وتشديد الكاف المفتوحة مقصور. ناحية بالموصل من أرض نينوى قرب الخازر تشتمل على قرى يجمعها هذا الاسم، ومن قراها تل عيسى وهي قرية كبيرة وبيت رثم والقادسية والزراعة والسعدية.

باقدارى: بكسر القاف ودال مهملة وألف وراء مفتوحة مقصور. من قرى بغداد قرب أوانا بينها وبين بغداد أربعون ميلا وتعمل بها ثياب من القطن غلاظ صفاق يضرب أهل بغداد بها المثل. ينسب إليها أبو بكر محمد بن أبي غالب بن أحمد الباقداري الضرير أحد الحفاظ قدم بغداد في صباه واستوطنها إلى أن مات بها سمع أبا محمد سبط أبي منصور الخياط المقري وأبا الفضل بن ناصر وأبا المعالي الفضل بن سهل الحلبي وأبا الوقت وجماعة غيرهم وكان حريصا ذا همة في الطلب سمع منه أقرانه لحفظه وثقته ومعرفته ومات في ذي الحجة سنة 575 ودفن في مقبرة باب البصرة قرب رباط الزوزني، وابنه أبو عبد الله بن محمد بن محمد الباقداري سمع الكثير بإفادة والده قيل إن ثبت مسموعاته كانت أربعة عشر جزأ سمع ابن الخشاب ويحيى بن ثابت البقال وأبا زرعة بن المقدسي وكان خياطا يسكن القرية بدار الخلافة ولم يرزق الرواية وتوفي في جمادى الأولى سنة 604.

باقدرا: بفتح القاف وسكون الدال وراء مقصور. من قرى بغداد من نواحي طريق خراسان منها الحسين بن علي بن مهجل أبو عبد الله الضرير الباقدراي المقري سمع الحديث من البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد الدباس وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وغيرهما وروى عنهما وكان صالحا ومات في شهر ربيع الأول سنة 582.

باقرحا: بفتح القاف وسكون الراء والحاء مهملة. من قرى بغداد من نواحي النهروان. نسب إليها جماعة من رواة الحديث و غيرهم منهم أبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي الناقد الصيرفي البغدادي كان من أهل بيت علم وحديث وقضاء وعدالة مات في شهر رمضان سنة 481 عن أربع وثمانين سنة.

باقردى: بكسر القاف وفتح الدال وياء ممال الألف. كذا جاء اسمها في الكتب، وأهلها يقولون قردى وينشدون.

بقردى وبازبدى مصيف ومربع وقد وصفت في بازبدى.

الباقرة: من قرى اليمامة وهما باقرتان.

باقسياثا: بضم القاف وسكون السين وياء وألف وثاء مثلثة وألف أخرى. ناحية بأرض السواد من عمل باروسما أوقع عندها أبو عبيد الثقفي بالجالينوس صاحب جيش الفرس فهزمه وذلك في سنة 13 للهجرة في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

باقطايا: ويقال باقطيا. من قرى بغداد على ثلاثة فراسخ من ناحية قطربل. ينسب إليها الحسين بن علي الكاتب الأديب ذكرته في كتاب معجم الأدباء.

باقطنايا: بضم القاف وسكون الطاء ونون وياء بين ألفين.. أكبر محلة بالبندنيجين وقد وصف في البندنيجين.

باكسايا: بضم الكاف وبين الألفين ياء. بلدة قرب البندنيجين وبادرايا بين بغداد وواسط من الجانب الشرقي في أقصى النهروان. قالوا: لما عمر قباذ بلاده نقل الناس وكان من نقله إلى بادرايا وباكسايا الحاكة والحجامين. وإليها ينسب أبو محمد عباس بن عبد الله بن أبي عيسى الباكسائي ويعرف بالترفقي أحد أئمة الحديث توفي سنة 268.

باكلبا: من قرى أربل. منها صديقنا الفقيه أبو عبد الله الحسين بن شرون بن أبي بشر الجلالي الباكلبي تفقه للشافعي وأعاد في عدة مدارس في الموصل وحلب وسمع الحديث من جماعة وهو شاب فاضل مناظر والجلالي نسبة إلى قبيلة من الأكراد.

باكويه: بضم الكاف وسكون الواو وياء مفتوحة. بلد من نواحي الدربند من نواحي الشروان فيه عين نفط عظيمة تبلغ قبالتها في كل يوم ألف درهم وإلى جانبها عين أخرى تسيل بنفط أبيض كدهن الزيبق لاتنقطع ليلا ولا نهارا تبلغ قبالته مثل الأول، وحدثني من اثق به من التجار أنه رأى هناك أرضا لا تزال تضطرم نارا وأحسب أن نارا سقطت فيه من بعض الناس فهي لا تنطفىء لأن مادتها معدنية.

باكة: بتشديد الكاف. حصن بالأندلس من نواحي بربشتر وهو اليوم بيد الأفرنج.

بالا: من قرى مرو. والعجم يسمونها كوالا والمشهور بالنسبة إليها. أبو الحسن عمارة بن عتاب البالاي صحب ابن المبارك.

البالدية: نخل لبني غبر باليمامة عن الحفصي.

بالس: بلدة بالشام بين حلب والرقة. سميت فيما ذكر ببالس بن الروم بن اليقن بن سام بن نوح عليه السلام وكانت على ضفة الفرات الغربية فلم يزل الفرات يشرق عنها قليلا قليلا حتى صار بينهما في أيامنا هذه أربعة أميال. قال المنجمون طول بالس خمس وستون درجة وعرضها ست وثلاثون درجة وهي في الإقليم الرابع. قال البلاذري سار أبو عبيدة حتى نزل عراجين وقدم مقدمته إلى بالس وبعث جيشا عليه حبيب بن مسلمة إلى قاصرين وكانت بالس وقاصرين لأخوين من أشراف الروم أقطعا القرى التي بالقرب منهما وجعلا حافظين لما بينهما من مدن الروم فصالحهم أهلها على الجزية أو الجلاء فجلا أكثرهم إلى بلاد الروم وأرض الجزيرة وقرية جسر منبج ولم يكن الجسر يومئذ وإنما اتخذ في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه للصوائف ويقال بل كان له رسم قديم وأسكن بالس وقاصرين قوما من العرب والبوادي ثم رفضوا قاصرين وبلغ أبو عبيدة إلى الفرات ثم رجع إلى فلسطين فكانت بالس والقرى المنسوبة إليها في حدها الأعلى والأوسط والأسفل أعذاء عشرية فلما كان مسلمة بن عبد الملك توجه غازيا إلى الروم من نحو الثغور الجزرية عسكر ببالس فأتاه أهلها وأهل بويلس وقاصرين وعابدين وصفين وهي قرى منسوبة إليها فسألوه جميعا أن يحفر لهم نهرا من الفرات يسقي أرضهم على أن يجعلوا له الثلث من غلاتهم بعد عشر السلطان الذي كان يأخذه فحفر النهر المعروف بنهر مسلمة ووفوا له بالشرط ورم سور المدينة وأحكمه فلما مات مسلمة صارت بالس وقراها لورثته فلم تزل في أيديهم حتى جاءت الدولة العباسية وقبض عبد الله بن علي أموال بني أمية فدخلت فيها فأقطعها السفاح محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس فلما مات صارت للرشيد فأقطعها ابنه المأمون فصارت لولده من بعده، وقال مكحول كل عشري بالشام فهو مما جلا عنه أهله فأقطعه المسلمون فأحيوه وكان مواتا لاحق فيه لأحد فأحيوه بإذن الولاة. قال ابن غسان السكوني.

أمن الله بالمبارك يحيى ** خوف مصر إلى دمشق فبالس وينسب إليها جماعة منهم أبو المجد معدان بن كثير بن علي البالسي الفقيه الشافعي كان تفقه على أبى بكر بن أحمد بن الحسين الشاشي ومدحه. فقال:

قد قلت للمتكلفين لحاقه ** كفوا فما كل البحور يعام

غلست في طلب الرشاد وهجروا ** وسهرت في طلب المراد وناموا

يا كعبة الفضل أفتنا لم لم يجب ** شرعا على قصادك الإحرام

ولمه يضمخ زائروك بطيب ما ** تلقيه وهي على الحجيج حرام وكان لمعدان معرفة جيدة بالأدب واللغة، ومما ينسب إلى بالس أيضا الحسن بن عبد الله بن منصور بن حبيب بن إبراهيم أبو علي الأنطاكي يعرف بالبالسي حدث بدمشق ومصر عن الهيثم بن جميل وإسحاق بن إبراهيم الحنيني و غيرهم وروى عنه جماعة منهم أبو العباس بن ملاس وأبو الجهم بن طلاب ومكحول البيروتي، وإسماعيل بن أحمد بن أيوب بن الوليد بن هارون أبو الحسن البالسي الخيزراني سمع خيثمة بن سليمان بأطرابلس وبالرقة أبا الفضل محمد بن علي بن الحسين بن حرب قاضي الرقة وببالس أبا القاسم جعفر بن سهل بن الحسن القاضي وأباه أحمد بن أيوب الزيات وأبا العباس أحمد بن إبراهيم بن محمد بن بكر البالسي وجماعة وافرة سواهم ببلدان شتى روى عنه أبو الفرج عبيد الله بن محمد بن يوسف المراغي النحوي وأبو بكر محمد بن الحسن الشيرازي وأحمد بن إبراهيم بن فيل أبو الحسن البالسي ثم الأنطاكي نزل أنطاكية روى عن هشام بن عمار والمسيب بن واضح وطبقتهما كثيرا روى عنه أبو عبد الرحمن النسائي في سننه وخيثمة وأبو عوانة الإسفرائيني وسليمان الطبراني وخلق كثير ومات بأنطاكية سنة 284.

بالعة: من قرى البلقاء من أرض دمشق كان ينزلها بلعام بن باعورا المنسلخ الذي نزل فيه قوله تعالى: واتل عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها الأعراف: 175 بالقان: بفتح اللام والقاف وألف ونون. من قرى مرو وخربت الآن وبقي النهر مضافا إليها فيقال نهر بالقان. منها أبو الفتح محمد بن أبي حنيفة النعمان بن محمد بن أبي عاصم البالقاني المعروف بأبي حنيفة كان عالما متفننأ إلا أنه كان يشرب المسكر حدثنا عنه أبو المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد السمعاني.

بالك: آخره كاف. قال أبو سعد أظنها. من قرى هراة أو نواحيها. منها أبو معمر أحمد بن عبد الواحد البالكي الهروي الفقيه وغيره.

بالوان: بفتح اللام. قرية من نواحي الدينور. قال السلفي بينها وبين بالوانة أربعة فراسخ قال وهما من أعمال الدينور قال سمعت أبا زرعة عمر بن محمد بن عمر بن صالح الأنصاري ببالوان وذكر خبرا.

بالوجوزجان: بضم الجيم وسكون الواو وفتح الزاي وجيم وألف ونون. من قرى سرخس على طريق هراة. ينسب إليها بالوجي. منها أبو الحجاج خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي البالوجي شهد أبوه مصعب صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأدرك خارجة قتادة بن دعامة فلم يكتب عنه وروى عن يونس بن يزيد الأيلي وغيره.

بالوز: بالزاي. من قرى نسا على ثلاثة فراسخ منها، ومنها كان أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني النسوي ويقال النسائي كان إمام عصره في الحديث غير مدافع مات في سنة 303 وقبره ببالوز يزار.

بالو: قلعة حصينة وبلدة من نواحي أرمينية بين أرزن الروم وخلاط بها معدن الحديد.

بالة: موضع بالحجاز ويعده بعضهم في الحرم. وروي عن بعضهم بالنون أي ما ناله وقرب منه ومن تخومه.

باماورد: بفتح الواو. ناحية بفارس. ينسب إليها عبيد الله وعبد الرحيم ابنا المبارك بن الحسن بن طراد الباماوردي يكنى عبيد الله أبا القاسم بن أبي النجم ويعرفان بابني القابلة من ساكني قطيعة العجم بباب الأزج من بغداد سمعا أبا القاسم يحيى بن ثابت بن بندار وغيره وكان مولد عبيد الله في سنة 539 تقريبا وتوفي سنة 615.

بامردنى: بفتح الميم والراء ساكنة ودال مفتوحة ونون مقصور. قرية من ناحية نينوى من أعمال الموصل بالجانب الشرقي وإليها و الله أعلم. ينسب القاضي أبو يحيى أحمد بن محمد بن عبد المجيب البامردني سمع من أبي زكرياء يحيى بن علي التبريزي كتاب تهذيب إصلاح المنطق وكتبه بخط حسن مضبوط وقرأه عليه.

بامردى: بغير نون. قرية من أعمال البليخ من نواحي ديار مضر بين الرقة وحران بالجزيرة.

بامنج: هي بامئين المذكورة بعد هذا. ينسب إليها البامنجي فلذلك أفردت.

بامهر: بكسر الميم. قرية بينها وبين الري مرحلة على طريق طبرستان.

باميان: بكسر الميم وياء وألف ونون. بلدة وكورة في الجبال بين بلخ وهراة وغزنة. بها قلعة حصينة والقصبة صغيرة والمملكة واسعة بينها وبين بلخ عشر مراحل وإلى غزنة ثمان مراحل وبها بيت ذاهب في الهواء بأساطين مرفرعة منقوش فيه كل طير خلقه الله تعالى على وجه الأرض ينتابه الذعار وفيه صنمان عظيمان نقرا في الجبل من أسفله إلى أعلاه يسمى أحدهما سرخبد والآخر خنكبد وقيل ليس لهما في الدنيا نظير. خرج من هذه المدينة جماعة من أهل العلم. منهم أبو محمد أحيد بن الحسين بن علي بن سليمان السلمي البامياني يروي عن مكي بن إبراهيم، وأبو بكر محمد بن علي بن أحمد البامياني محدث مكثر ثقة روى عن أبي بكر الخطيب وغيره مات سنة 390 في سلخ رجب.

بامئين: بعد الميم همزة وياء ساكنة ونون والنسبة إليها بامنجي. مدينة من أعمال هراة وهي قصبة ناحية باذغيس رأيتها غير مرة. نسب إليها جماعة. منهم أبو الغنائم أسعد بن أحمد بن يوسف البامنجي الخطيب سمع منه أبو سعد ومات في صفر سنة 548، وأبو نصر إلياس بن أحمد بن محمود الصوفي البامنجي سمع منه أبو سعد أيضا ومات سنة 542وكان مولده سنة 460 أو قريبا منها.

باناس: من أنهار دمشق وصفه في بردى. قال الحسن بن عبد الله بن أبي حصينة:

يا صاحبي سقى منازل جلق ** غيث يروي ممحلات طساسها

فرواق جامعها فباب بريدها ** فمشارب القنوات من باناسها

بانب: بفتح النوق والباء موحدة. من قرى بخارى. ينسب إليها حلوان بن سمرة بن ماهان بن خاقان بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية أبو الطيب البانبي البخاري يروي عن القعنبي وأبي مقتل عصام النحوي وغيرهما وروى عنه سهل بن شاذويه وكان من العتاد، وأبو سفيان وكيع ابن أحمد بن المنذر الهمداني البانبي البخاري حدث عن إسرائيل بن السميدع روى عنه خلف الخيام. في جماعة نسبوا إليها ذكرهم الأمير.

بانبورا: بالراء. ناحية بالحيرة من أرض العراق. صالح عليها خالد بن الوليد سنة 12 وكتب لأهلها كتابا وأرسل إليها عاملا من قبله قالوا أرسل خالد عماله فأنفذ بشير بن الخصاصية على النهرين فنزل الكويفة ببانبورا.

بانقوسا: بالقاف. جبل في ظاهر مدينة حلب من جهة الشمال. قال البحتري.

أقام كل ملث القطر رجاس ** على ديار بعلو الشام أدراس

فيها لعلوة مصطاف ومرتبع ** من بانقوسا وبابلى وبطياس

منازل أنكرتنا بعد معرفة ** وأوحشت من هوانا بعد إيناس

يا علو لو شئت أبدلت الصدود لنا ** وصلا ولان لصب قلبك القاسي

هل من سبيل إلى الظهران من حلب ** ونشوة بين ذاك الورد والآس بانقيا: بكسر النون. ناحية من نواحي الكوفة ذكرها في الفتوح. وفي أخبار إبراهيم الخليل عليه السلام خرج من بابل على حمار له ومعه ابن أخيه لوط يسوق غنما ويحمل دلوأ على عاتقه حتى نزل بانقيا وكان طولها اثني عشر فرسخا وكانوا يزلزلون في كل ليلة فلما بات إبراهيم عندهم لم يزلزلوا فقال لهم شيخ بات عنده إبراهيم عليه السلام والله مادفع عنكم إلا بشيخ بات عندي فإني رأيته كثير الصلاة فجاؤه وعرضوا عليه المقام عندهم وبذلوا له البذول فقال إنما خرجت مهاجرا إلى ربي وخرج حتى أتى النجف فلما رآه رجع أدراجه أي من حيث مضى فتباشروا وظنوا أنه رغب فيما بذلوا له فقال لهم لمن تلك الأرض يعني النجف قالوا هي لنا قال فتبيعونيها قالوا هي لك فو الله ما تنبت شيئا فقال لا أحبها إلا شراء فدفع إليهم غنيمات كن معه بها والغنم يقال لها بالنبطية نقيا فقال أكره أن آخذها بغير ثمن فصنعوا ما صنع أهل بيت المقدس بصاحبهم وهبوا له أرضهم فلما نزلت بها البركة رجعوا عليه وذكر إبراهيم عليه السلام أنه يحشر من ولده من ذلك الموضع سبعون ألف شهيد فاليهود تنقل موتاها إلى هذا المكان لهذا السبب لما رأى عليه السلام غدرهم به تركهم ومضى نحو مكة في قصبة فيها طول وقد ذكرها الأعشى. فقال:

فما نيل مصر إذ تسامى عبابه ** ولا بحر بانقيا إذا راح مفعما

بأجود منه نائلا إن بعضهم ** إذا سئل المعروف صد وجمجما وقال أيضا:

قد سرت ما بين بانقيا إلى عدن ** وطال في العجم تكراري وتسياري وأما ذكرها في الفتوح فقال أحمد بن يحيى لما قدم خالد بن الوليد رضي الله عنه العراق بعث بشير بن سعد أبا النعمان بن بشير الأنصاري إلى بانقيا فخرج عليه فرخبنداذ في جيش فهزمهم بشير وقتل فرخبنداذ وانصرف بشير وبه جراحة فمات بعين التمر ثم بعث خالد جرير بن عبد الله إلى بانقيا فخرج إليه بصبهري بن صلوبا فاعتذر إليه وصالحه على ألف درهم وطيلسان وقال ليس لأحد من أهل السواد عهد إلا لأهل الحيرة وأليس وبانقيا فلذلك قالوا لا يصلح بيع أرض دون الجبل إلا أرض بني صلوبا وأرض الحيرة، وذكر إسحاق بن بشير أبو حذيفة فيما قرأته بخط أبي عامر العبدري بإسناده إلى الشعبي أن خالد بن الوليد سار من الحيرة حتى نزل بصلوبا صاحب بانقيا وسميا على ألف درهم وزن ستة وكتب لهم كتابا فهو عندهم إلى اليوم معروف. قال فلما نزل بانقيا على شاطئ الفرات قاتلوه ليلة حتى الصباح. فقال في ذلك ضرار بن الأزور الأسدي:

أرقت ببانقيا ومن يلق مثل ما ** لقيت ببانقيا من الحرب يأرق

فلما رأوا أنه لا طاقة لهم بحربه طلبوا منه الصلح فصالحهم وكتب لهم كتابا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن بصبهري ومنزله بشاطئ الفرات إنك امن بأمان الله على حقن دمك في إعطاء الجزية عن نفسك وجيرتك وأهل قريتك بانقيا وسميا على ألف درهم جزية وقد قبلنا منك ورضي من معي من المسلمين بذلك فلك ذمة الله وذمة النبي محمد وذمة المسلمين على ذلك شهد هشام بن الوليد وجرير بن عبد الله بن أبي عوف وسعيد بن عمرو وكتب سنة 13 والسلام. ويروى ذلك أنه كان سنة 12. وبانقيا أيضا من رستاق منبج على أميال من المدينة.

بانك: بضم النون وكاف. من قرى الري. نسبوا إليها بعض أهل العلم.

البان: قال الكندي أسفل من صفينة في صحراء مستوية عمودان طويلان لا يرقاهما أحد إلا أن يكون طائرا فيقال لأحدهما عمود البان. والبان موضع والآخر عمود السفح وهو من عن يمين طريق المصعد من الكوفة على ميل من أفيعية وأفاعية. وذو البان جبل في ديار بني كلاب بحذاء مليحة ماء هناك. وذو البان أيضا في مصادر وادي المياه لبني نفيل بن عمرو بن كلاب. وذو البان أيضا بأطراف الرقق لبني عمرو بن كلاب. وذو البان أيضا جبل من إقبال هضب النخل وراء ذلك. قاله ابن السكيت، وفي رواية ذو البان من ديار بني البكاء وقال أبو زياد. وذو البان هضبة تنبت ألبان. وقال الطويق بن عاصم النميري.

عرفت لحبي بين منعرج اللوى ** وأسفل ذات البان مبدا ومحضرا

إلى حيث فاض المذنبان وواجها ** من الرمل ذي الأرطى قواعد عقرا

بها كن أسباب الهوى مطمئنة ** ومات الهوى ذاك الزمان وأقصرا

قال- المذنبان- واديان بذات ألبان، وبان من قرى مصر، وبان من قرى نيسابور ثم من قرى أرغيان. منها سهل بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن الباني الأرغياني وابنه أبو بكر أحمد بن سهل.

بانوب: بضم النون وسكون الواو والباء موحدة. اسم لثلاث قرى بمصر في الشرقية والغربية والأشمونين.

باوجان: بكسر الواو. من قرى أصبهان وهي غير بارجان ذكرهما الحافظ ابن النجار في معجمه.

باور: بفتح الواو وراء. موضع باليمن. ينسب إليه الحسين بن يوحن بن أبونة بن النعمان الباوري أبو عبد الله اليمني خرج من بلده يطلب العلم فطاف البلدان ثم استقر بأصبهان روى عن جماعة منهم الفضل بن محمد النيلي وأبو الفضل الأرموي وابن ناصر السلامي وغيرهم كتب عنه محمد بن سعيد الدبيثي الحافظ وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري وغيرهما ومات بأصبهان في شهر ربيع الأول سنة 587.

باورد: بفتح الواو وسكون الراء وهي أبيورد. بلد بخراسان بين سرخس ونسا. ينسب إليها بهذا اللفظ أبو محمد عبد الله بن محمد بن عقيل الباوردي كان معتزليا غاليا سكن أصبهان وروى بها الحديث ومات بعد سنة 420 باوري وملندى: بكسر الراء. مدينتان مقاربتان من بلاد الزنج. يجلب منها العنبر.

باوشنايا: الشين معجمة ساكنة ونون وبين الألفين ياء. قرية كبيرة من قرى الموصل قرب بلد من أعمال البقعاء. خرج منها قوم من أهل العلم والذكر.

باول: نهر كبير بطبرستان.

بايان: سكة بنسف معروفة نزلها محمد بن إسماعيل البخاري. ينسب إليها أبو يعلى محمد بن أبي الطيب أحمد بن ناصر الباياني كان إماما في الأدب توفي 367 باي بابان: ذكر في بابان لأن النسبة إليها باباني.

بايات: آخره تاء فوقها نقطتان. من حصون صنعاء اليمن.

باب الباء والباء أيضا وما يليهما

ببا: بالفتح. مدينة بمصر من جهة الصعيد على غربي النيل وبمصر عدة قرى تشتبه في الخط وتختلف في اللفظ لا بأس بذكرها ههنا ليفرق بينها ثم نذكر كل واحدة في موضعها وهي ببا بالفتح وهي المذكورة في هذا الباب من كورة البهنسا، وبنا بفتح الباء ونون من كورة السمنود، وتتا بتاءين مثناتين من فوقهما من كورة المنوفية، وننا بنونين مفتوحتين من كورة البهنسا أيضا، وبيا بياء موحدة وياء في كورة حوف رمسيس ويقال لها بياء الحمراء.

ببز: بالفتح ثم الضم مشدد وزاي، قرية كبيرة على نهر عيسى بن علي دون السندية وفوق الفارسية، وهي وقف على ورثة الوزير رئيس الرؤساء وكان لأهله بها حصة رأيتها مرارا ذكرها نصر في كتابه.

ببشتر: بالضم ثم الفتح وسكون الشين المعجمة وفتح التاء فوقها نقطتان وراء. حصن منفرد بالامتناع من أعمال رية بالأندلس بينه وبين قرطبة ثلاثون فرسخا وربما أشبعوا الباء الثانية فنشأت ألفا فقالوا بباشتر.

ببشى: بالفتح ثم السكون والشين مفتوحة مقصور ممال، بلد في كورة الأسيوطية بمصر.

ببق: قال ألرهني وذكر خبيصا من بلاد كرمان ثم قال وبناحيتها. خبق وببق ولا أدري ما هما.

ببليون: هي بابليون وقد تقدم ذكرها جاءت بهذا اللفظ في قول عمران بن حطان حيث قال:

فساروا بحمد الله حتى أحلهم ** ببليون منها الموجفات السوابق ببمبم: بفتحتين بوزن غشمشم. موضع أو جبل، وكذا ذكره الأزهري والخارزنجي ولم تجتمع الباء والميم في كلمة اجتماعهما في هذه الكلمة، ورواه بعضهم يبمبم وقد روي على اللغتين قول حميد بن ثور حيث قال:

إذا شئت غنتني بأجزاع بيشة ** وبالرزن من تثليث أو من ببمبما ببنة: بالفتح ثم السكون ونون، مدينة عند بامئين من أعمال باذغيس قرب هراة، افتتحها سالم مولى شريك بن الأعور من قبل عبد الله بن عامر في سنة 31 عنوة، قال أبو سعد ببنة هي بون غير أنهم قد نسبوا إليها ببني واشتهر بالنسبة هكذا جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن بشر بن علي البنني حدث عن أبي بكر أحمد بن محمد البزديجي الحافظ حدث عنه محمد بن أحمد بن الفضل.

ببة: بتشديد الثانية، دار ببة بمكة على رأس ردم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

بيج: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وجيم، سبع قرى بمصر وهي في جزيرة بني نصر، وببيج قمن في البوصيرية، وفي الفيوم خمسة ببيج أندير وببيج أنقاش وببيج أنثو وببيج غيلان وببيج فرح.

باب الباء والتاء وما يليهما

بتا: بالفتح وتشديد الثاني مقصور وقد يكتب بالياء أيضا، من قرى النهروان من نواحي بغداد، وقيل هي قرية لبني شيبان وراء حولايا كذا وجدته مقيدا بخط أبي محمد عبد لله بن الخشاب النحوي، قال عبيد الله بن قيس الرقيات:

أنزلاني فأكرماني ببتا ** إنما يكرم الكريم الكريم

بتان: من نواحي حران، ينسب إليها محمد بن جابر البتاني صاحب الزيج، ذكره ابن الأكفاني بكسر الباء. بتان: بالضم والتخفيف. من قرى نيسابور من أعمال طريثيث، منها أبو الفضل البتاني ساكن طريثيث أحد الزهاد الفضلاء من أصحاب الشافعي، ومحمد بن عبد الرحمن البتاني من آل يحيى بن أكثم يروي عن علي بن إبراهيم البتاني من أصحاب ابن المبارك وقد ذكرنا في بنان ما قيل في علي بن إبراهيم البتاني.

البت: بالفتح ثم التشديد، قرية كالمدينة من أعمال بغداد قريبة من راذان، وكان أهلها قد تظلموا قديما إلى الوزير محمد بن عبد الملك بن الزيات من آفة لحقتهم فولى عليهم رجلا ضعيف البصر، فقال شاعر منهم:

أتيت أمرا يا أبا جعفر ** لم يأته بر ولا فاجر

أغثت أهل البت إذ أهلكوا ** بناظر ليس له ناظر

وإليها ينسب أبوالحسن أحمد بن علي الكاتب البتي أديب كيس له نوادر حسنة مات سنة 405، وكان قد كتب للقادر بالله مدة، والبت أيضا قرية بين بعقوبا وبوهرز كبيرة وبتة بالهاء قرية من أعمال بلنسية، منها أبو جعفر البتي له أدب وشعر.

بنخذان: بالضم ثم السكون وفتح الخاء المعجمة وذال معجمة وألف ونون من قرى نسف، منها أبو علي الحسن بن عبد الله محمد بن الحسن البتخذاني المقري النسفي توفي بعد سنة 551.

البتراء: كأنه تأنيث الأبتر، موضع ذكره في غزوة النبي لبني حيان، قال ابن هشام سلك النبي على غراب ثم على مخيض ثم على البتراء، وذكر ابن إسحاق في مساجد النبي في طريقه إلى تبوك فقال ومسجد بطرف البتراء من ذنب الكواكب.

بتران: بالضم، موضع، في بلاد بني عامر، قال المجنون أنشده أبو زياد:

وأشرفت من بتران أنظر هل أرى ** خيالا لليلى راية وترانيا

فلم يترك الأشراف في كل مرقب ** ولا الدمع من عينيك إلا المآقيا

المآقيا: جمع ماق بتر: أجبل من الشقيق مطلات على زبالة، قال الشاعر:

رعين بين لينة والقهر ** فالنجفات فأميل البتر

فغرفتي صارة بعد العصر وقال مالك بن الصمصامة الجعدي واجتازت به صاحبته التي يهواها وأخوها حاضر فأغمي عليه فلما أفاق، قال:

ألمت وما حيت وعاجت فأسرعت ** إلى جرعة بين المخارم فالنحر

خليلي إن حانت وفاتي فأحفروا ** برابية بين المحاصر فالبتر

لكيما تقول العندلية كلما ** رأت جدثي حييت يا قبر من قبر

وقيل البتر أكثر من سبعة فراسخ عرضا وطولا أكثر من عشرين فرسخا من بلاد بني عمرو بن كلاب، قال القتال الكلابي.

عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر ** فبرق نعاج من أميمة فالحجر

إلى صفرات المنح ليس بجوها ** أنيس ولا ممن يحل بها شفر

شفر: أي إنسان يقال ما بها شفر ولا كتيع ولا دبيج، والبتر أيضا موضع بالأندلس، ينسب إليه أبو محمد مسلمة بن محمد البتري الأندلسي روى عنه يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي الإمام.

بترير: بالكسر ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وراء أخرى. حصن من أعمال مرسية بالأندلس.

بتسابور: بالضم والسين مهملة، صقع من سواد واسط الحجاج بالعراق.

بتعة: قال الأصمعي، وبجلدان موضع قرب الطائف هضبة سوداء يقال لها بتعة وفيها نقب كل نقب قدر ساعة كان يلتقط فيها السيوف العادية والخرز ويزعمون أن فيها قبورا لعاد وكانوا يعظمون ذلك الجبل.

بتمار: بالفتح ثم التشديد والكسر، قرية من قرى بغداد، ينسب إليها أبو إبراهيم نصر الله بن أبي غالب بن أبي الحسن البتماري ذكره أبو سعد في شيوخة وقال سمعت منه سنة 537، ومحمد بن مرجا بن أبي العز بن مرجا البتماري أبو الوليد روى شيئا من الحديث عن أبي علي الحسن بن إسحاق الباقرحي البتم: بالضم ثم الفتح والتشديد، اسم حصن ببلاد فرغانة، وفيه قال الكميت:

أباحت حمى الصين والبتم وقيل البتم حصن منيع جدا وفيه معدن الذهب والفضة والزاج والنوشاذر الذي يحمل إلى الافاق وهو جبل فيه مثل الغارقد بني عليه بيت يستوثق من بابه وكوائه يرتفع من هذا الموضع بخار يشبه بالنهار الدخان وبالليل النار فإذا تلبد هذا البخار كان منه مثل النوشاذر فلا يتهيأ لأحد أن يدخل هذا البيت لشدة حره إلا أن يلبس لبودا يرطبها بالماء ثم يدخله كالمختلس فيأخذ ما يقدر من ذلك ويسرع الخروج، وهذا البخار ينتقل من مكان إلى مكان فيحفر عليه حتى يظهر وإذا لم يكن عليه بخار يمنع البخار من التفرق لم يضر من قاربه حتى إذا احتمن ومنع من التفرق أحرق من يدخله من شدة الحر، والبتم جبال يقال لها البتم الأول والبتم الأوسط والبتم الداخل ومياه بخارى وسمرقند وجميع الصغد من البتم الأوسط يجري هذا الماء إلى برغر ثم إلى منجيكث ثم إلى سمرقند ونهر الصغانيان أيضا منه.

بتنين: بالضم ثم الفتح وكسر النون وياء ساكنة ونون أخرى. من قرى صغد سمرقند من ناحية دبوسية، منها جعفر بن محمد بن بحر البتنيني روى عنه ابنه القاسم قاله أبو سعد ثم قال، بتيتن بتاءين مثناتين من فوق من قرى دبوسية ونسب إليها القاسم بن جعفر بن محمد، ولا أدري ما الصواب منهما.

بتيل: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام، جبل بنجد منقطع عن الجبال وقيل جبل يناوح دمخا، وقال الحارثي بتيل واد لبني ذبيان وجبل أحمر يناوح دمخا من ورائه في ديار كلاب وهناك قليب يقال له البتيلة، وبتيل حجر بناء هناك عادي مرتفع مربع الأسفل محدد الأعلى يرتفع نحو ثمانين ذراعا. وقيل بتيل اليمامة جبل فارد في فضاء سمي بذلك لانقطاعه عن غيره، وقال موهوب بن رشيد:

مقيم ما أقام ذرى سواج ** وما بقي الأخارج والبتيل وقال سلمة بن الخرشب الأنماري:

إذا ما غدوتم عامدين لأرضنا ** بني عامر فاستظهروا بالمرائر

فإن بني ذبيان حيث عهدتم ** بجزع البتيل بين باد وحاضر

يسدون أبواب القباب بضمر ** إلى عنن مستوثقات الموائر

وقال أبو زياد الكلابي، وفي دماخ وهي بلاد بني عمرو بن كلاب بتيل وأنشد:

لعمري لقد هام الفؤاد لجاجة ** بقطاعة الأعناق أم خليل

فمن أجلها أحببت عونا وجابرا ** وأحببت ورد الماء دون بتيل بتيلة: مثل الذي قبله وزيادة هاء،ماء: لبني عمرو بن ربيعة بن عبد الله رواء ببطن السر وهو إلى جنب بتيل المذكور قبله، وفي كتاب نصر بتيلة قليب عند بتيل في ديار بني كلاب، وقال ابن دريد البتيلة ماء لهم رواء ببطن السر إلى جنب بتيل وبتيل جبل أحمر يناوح دمخا من ورائه، وقال أبو زياد خاصم عبيد الله بن ربيع قوم من بني أبي بكر في ماء لهم يقال له بتيل فأطالوا لهم الخصومة وعلى المدينة رجل من قريش يقال له خالد واستعمل خالد رجلا يقال له عثمان على ضرية فكان عبيد الله وأصحابه يختصمون إلى عثمان فجعل البكريون لعثمان مالا على أني يقضي لهم على عبيد الله فلما تخوف عبيد الله ذلك ارتحل حتى وقع بين يدي خالد بالمدينة. فقال:

إلى الله أشكو إن عثمان جائر ** علي ولم يعلم بذلك خالد

أبيت كأني من حذار قضائه ** بحرة عباد سليم الأساود

تكلفت أجواز الفيافي وبعدها ** إليك وعظمي خشية الظلم بارد

وبيضاء إمليس إذا بت ليلة ** بها زارني عاري الذراعين مارد

عوى عند نضوي يستغيث أليفة ** بمنزلة لا تعتفيها العوائد

فلما رآني قد خنست لقتله ** مبارزة واشتد بالسيف ساعد

فولى فتى شاكي السلاح لو أنه ** أخي لم أبعه من معد بواحد

فتى يكسب المعدوم حتى رقيقه ** مدل بشدات الكمي المناجد

إلى خالد إما أموت فهين ** وإما طريد مستجير بخالد

فهل أنت من أهل البتيلة منقذي ** فقد كدت عن لحمي بسيفي أجالد

أرادوا جلائي عن بلاد ورثتها ** أبي وإمام الناس والدين واحد

أما بعد أن يرموا بدلوي عن التي ** ضربت برومي حديد الحدائد

فأمكنتها من منحر غير قاطع ** له نفيان طيب الطعم بارد

فإنكما يا بني علية كنتما ** يدا وأخي يرجى قليل الفوائد

وقال ذروة بن جحفة الكلابي:

شهد البتيل على البتيلة أنها ** زوراء فانية على الأوراد

منع البتيلة لا يجوز بمائها ** قمر تثور جحاشها بسراد

قبح الإله وخصهم بملامة ** نفرا قال لهم بنو رواد

نفرا يقيم اللؤم وسط بيوتهم ** والمخزيات كما يقيم نضاد

بتنيق: بالفتح ثم التشديد والكسر وياء ساكنة ونون مفتوحة وقاف. مدينة في ساحل جزيرة صقلية.

باب الباء والثاء وما يليهما

البثاء: بالفتح والمد، موضع في بلاد بني سليم، قال أبو ذؤيب يصف عيرا تحملت:

رفعت لها طرفي وقد حال دونها ** رجال وخيل بالبثاء تغبر وقال أبو بكر: البثاء: الأرض السهلة واحدتها بثاءة، وأنشد:

بميث بثاء تبطنته ** دميث به الرفث والحيهل قال الأزهري، ولعل بثاء لماء في ديار بني سعد أخذ من هذا قال وهو عين ماء عذب تسقي نخلا قال ورأيتها في ديار بني سعد بالستارين فتوهمت أنه سمي بذلك لأنه قليل ترشح فكأنه عرق يسيل، وقال مالك بن نويرة وكان نزل بهذا الماء على بني سعد فسابقهم على فرس له يقال له نصاب فسبقهم فظلموه، فقال:

قلت لهم والشنؤ منى باد ** ما غركم بسابق جواد

يا رب أنت العون في الجهاد ** إذ غاب عني ناصر الأرفاد

واجتمعت معاشر الأعادي ** على بثاء باهظ الأوراد البثراء: بالفتح ثم السكون وراء وألف ممدوة. اسم جبل وقيل شجر ذكر في غزوة الرجيع.

البثر: قال الأزهري البثر القليل والبثر الكثير، وأنشد لأبي ذؤيب:

فافتنهن من الشواء وماؤه ** بثر وعانده طريق مهيع وجعله السكري موضحا بعينه فإنه قال، بثر هو ماء معروف بذات عرق وقال ذلك غيره، وأنشد لأبي جندب الهذلي:

فأبلغ معقلا عني رسولا ** مغلغلة وواثلة بن عمرو

إلى أي نساق وقد بلغنا ** ظماء عن سميحة ماء بثر بثرون: بالتحريك والراء، حصن بين جبيل وأنفة على ساحل بحر الشام.

البثنون: بالتحريك وبين النونين واو ساكنة، بليدة س نواحي مصر في كورة الغربية.

البثنة: بفتح ثم السكون ونون، قال ثعلب البثنة الزبدة والبثنة النعمة والبثنة الرملة اللينة والبثنة المرأة الحسناء الغضة الناعمة، وهو اسم ناحية من نواحي دمشق وهي البثنية، وقيل هي قرية بين دمشق وأذرعات الأزهري، وكان أيوب النبي عليه السلام منها.

البثنية: بالتحريك وكسر النون وياء مشددة، وهي التي قبلها بعينها يقال بثنة وبثنية، وفي حديث خالد بن الوليد أنه خطب فقال: إن عمر استعملني على الشام وهو له مهم فلما ألقى الشام بوانيه وصار بثنية وعسلا عزلني واستعمل غيري، يقال إن البثنية حنطة منسوبة إلى بلدة معروفة بالشام يقال لها البثنية، ويقال أن البثنية اللينة وذلك أن الرملة اللينة يقال لها بثنة وتصغيرها بثينة، قال الغنوي بثنية الشام حنطة أو حبة مدحرجة، قال ابن رويد الهذلي:

فأدخلتها لا حنطة بثنية ** يقابل أطراف البيوت ولا خرفا

وقد نسب إليها قوم منهم النضر بن محرز بن بعيث أبو الفرج الأزدي البثني من أهل البثنية من نواحي دمشق حدث عن محمد بن المنكدر وأبي الزعيزعة وثام بن عروة روى عنه الوليد بن سلمة الطبراني وأبو بكر عبد الرحمن بن عبد العزيز ويقال ابن عبد الله الفارسي وأبو العباس الوليد بن المهلب الأزدي وسهيل بن عبد الرحمن العكي وأحمد بن سليمان، قال ابن حيان هو منكر الحديث جدا لا يجوز الاحتجاج به.

بثينة: مصغرا بلفظ صاحبة جميل وقد تقدم اشتقاقه، هضبة على طريق السفر بين البحرين والبصرة.

باب الباء والجيم وما يليهما

البجادة: بالكسر، من مياه أبي بكر بن كلاب ثم لبني كعب بن عبد بن أبي بكر وفيها، قال السري بن حاتم:

دعاني الهوى يوم البجادة قادني ** وقد كان يدعوني الهوى فأجيب في أبيات ذكرت في العوقبين بجان: بالفتح ثم التشديد وآخره نون، موضع بين فارس وأصبهان واللفظ بجيمه على مذهب الفرس بين الجيم والشين.

بجانة: بالفتح ثم التشديد وألف ونون، مدينة بالأندلس من أعمال كورة البيرة خربت وقد انتقل أهلها إلى المرية وبينها وبين المرية فرسخان وبينها وبين غرناطة مائة ميل وهي ثلاثة وثلاثون فرسخا، منها أبو الفضل مسعود بن علي بن الفضل البجاني روى عن أبي القاسم أحمد بن عبيدة، وأبو الحسن علي بن معاذ بن سمعان بن موسى الرعيني البجاني سمع ببجانة من سعيد بن قحلون وعلي بن الحسن المري ومسعود بن علي سمع بقرطبة من قاسم بن أصبغ بن أبي دليم محمد بن عيسى الفلأس ومحمد بن معاوية القرشي وغيرهم وكان فصيحا شاعرا عالما بالنسب طويل اللسان مفوها كثير الأذكار سمع منه الناس ببجانة وقرطبة، قال ابن الفرضي وسمعت منه وكان يكذب وقفت على ذلك وعلمته قال لي ولدت سنة 307.

بجاوة: بفتح الواو، قال الزمخشري بجاوة، أرض بالنوبة بها إبل فرهة واليها تنسب الإبل البجاوية منسوبة إلى البجاء وهم أمم عظيمة بين العرب والحبش والنوبة مر ذكرهم قبل هذا.

بجاية: بالكسر وتخفيف الجيم وألف وياء وهاء، مدينة على ساحل البحر بين إفريقية والمغرب، كان أول من اختطها الناصر بن علناس بن حماد بن زيري بن مناد بن بلكين في حدود سنة 457 بينها وبين جزيرة بني مزغناي أربعة أيام كانت قديما ميناء فقط ثم بنيت المدينة وهي لحف جبل شاهق وفي قبلتها جبال كانت. قاعدة ملك بني حماد وتسمى الناصرية أيضا باسم بانيها وهي مفترقة إلى جميع البلاد لا يخصها من المنافع شيء إنما هي دار مملكة تركب منها السفن وتسافر إلى جميع الجهات وبينها وبين ميلة ثلاثة أيام، وكان السبب في اختطاطها أن تميم بن المعز بن باديس صاحب إفريقية أنفذ إلى ابن عمه الناصر بن علناس محمد بن البعبع رسولا لإصلاح حال كانت بينهما فاسدة فمر ابن البعبع بموضع بجاية وفيه أبيات من البربر قليلة فتأملها حق التأمل فلما قدم على الناصر غدر بصاحبه واستخلا الناصر ودله على عورة تميم وقرر بينه وبين الناصر الهرب من تميم والرجوع إليه وأشار عليه ببناء بجاية واستركبه وأراه المصلحة في ذلك والفائدة التي تحصل له من الصناعة بها وكيد العدو فأمر من وقته بوضع الأساس وبناها ونزلها بعسكره ونمى الخبر إلى تميم فأرصد لابن البعبع العيون فلما أراد الهرب قبض عليه وقتله وألحق به عاقبة الغدر.

بج حوران: الجيم مشددة، من أعمال دمشق، قال الحافظ أبو القاسم العساكري، محمد بن عبد الله أبو عبد الله البجي من بج حوران قرية كانت على باب دمشق حكى عن الأوزاعي روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد، ومنها أبو عبد الله جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب بن عبد الله بن عبد الغفار وقيل ابن شعيب بن ذكوان بن أبي أمية العبدري مولى بني عبد الدار، قال الحافظ أبو القاسم من أهل بج حوران من إقليم باناس حدث عن الفضل بن العباس وأبي علي الحسين بن محمد بن جعفر الحلبي المعروف بابن البطناني وأبي محمد عبد الرحيم بن علي بن محمد الأنصاري المؤذن وأحمد بن عبد الوهاب بن نجدة وأبي عبد الملك بن البسري وزكرياء بن يحيى السجزي وأحمد بن أنس بن مالك وأبي زرعة الدمشقي روى عنه أبو مسلم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن مهران وأبو العباس محمد بن موسى السمسار وأحمد بن عبد الله البرامي وإبراهيم بن محمد بن سنان وأبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد وأبو الحسين الكلابي مات في ربيع الأول سنة 329، وعبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله ويقال عبد الرحمن بن يزيد بن تميم السلمي الحوراني ويقال البج حوراني من بج حوران روى عن أبيه والوليد بن مسلم ومحمد بن شعيب ومروان الفزاري روى عنه القاسم بن عيسى العطار وأبو الحسن بن حوصا وأحمد بن عامر البرقعيدي وأبو بشر الدولابي وجماعة غير هؤلاء.

بجدان: بالضم ثم السكون، اسم جبل في طريق مكة من المدينة روي عن النبي أنه كان على بجدان فقال. هذا بجدان سبق المفردون قالوا ومن المفردون قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات كذا رواه الأزهري، بالضم ثم السكون والدال مهملة وأكثر الناس يرويه جمدان وقد ذكر في موضعه.

البجرات: بالتحريك وقيل البجيرات بالتصغير، مياه كثيرة، من مياه. السماء في جبل شوران المطل على عقيق المدينة يجوز أن يكون جمع بجرة وهو عظم البطن.

بجستان: بكسر أوله وثانيه وسكون السين المهملة وتاء - فوقها نقطتان وألف ونون، من قرى نيسابور، منها أبو القاسم موفق بن محمد بن أحمد البجستاني الميداني من أهل نيسابور من أصحاب محمد بن كرام كان له قبول عند العامة سمع من أبي القاسم بن الحصين نحو سنة. 0520 البجسة: بالكسر، موضع باليمامة.

بجمزى: بالفتح ثم الكسر وسكون الميم والزاي وألف مقصورة، قرية من طريق خراسان، كانت بها وقعة بين المقتفي لأمر الله وكون خر ومسعود البلال أصحاب السلطان محمد بن محمود في سنة 549ويقال لهذه القرية بكمزا وقد ذكرت.

بجوار: بالفتح محلة كبيرة بمرو بأسفل البلد وإنما قيل لها بجوار لأن على رأس السكة بجورا للماء أي مقسما للماء نسبت السكة إليها، منها أبو علي الحسن بن محمد بن سهلان الخياط البجواري الشيخ الصالح.

البجوم: بالضم بلد يضاف إليه كورة من كور أسفل الأرض بمصر فيقال كورة الأوسية والبجوم.

بجة: بالفتح والتشديد. مدينة بين فارس وأصبهان و الله الموفق.

باب الباء والحاء وما يليهما

بحار: بكسر أوله كأنه جمع بحر، قال الأصمعي، البحار كل أرض سهلة تحفها جبال، وأنشد للنمر بن تولب:

كأنها دقرى تخيل نبتها ** أنف يغم الضال نبت بحارها الدقرى: الروضة الكثيرة الماء والندى، وذو بحار جبلان في ظهر حرة بني سليم قاله إسماعيل بن حماد، وقال نصر، ذو بحار ماء لغني في شرقي النير وقيل في بلاد اليمن، وأنشد غيره للنابغة الجعدي في يوم شعب جبلة.

ونحن حبسنا الحي عبسا وعامرأ ** بحسان وأبي الجون إذ قيل أقبلا

وقد صعدت عن ذي بحار نساؤهم ** كأصعاد نسر لا يرومون منزلا

عطفنا لهم عطف الضروس فصادفوا ** من الهضبة الحمراء عزا ومعقلا وقال أبو زياد: ذو بحار واد بأعلى التسرير يصب في التسرير لعمرو بن كلاب، وأنشد.

عفا ذو بحار من أميمة فالهضب ** وأقفر إلا أن يلم به ركب ورواه الغوري بفتح الباء، وأنشد لبشر بن أبي خازم.

لليلى على بعد المزار تذكر ** ومن دون ليلى ذو بحار فمنور بحار: بالضم، كذا رواه السكري في قول البريق الهذلي:

ومر على القرائن من بحار ** فكاد الوبل لا يبقي بحارا وقال بشامة بن الغدير:

لمن الديار عفون بالجزع ** بالدوم بين بحار فالشرع

درست وقد بقيت على حجج ** بعد الأنيس عفونها سبع

إلا بقايا خيمة درست ** دارت قواعدها على الربع بحت: بالضم ثم السكون والتاء مثناة، وادي البحت قريب من العذيب يطؤه الطريق بين الكوفة والبصرة، قال الحازمي:ولا أحقه.

بحتر: بالضم، روضة في وسط أجإ أحد جبلي طيء قرب جو كأنها مسماة بالقبيلة وهو بحتر بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طييء.

بحران: بالضم، موضع بناحية الفرع، قال الواقدي: بين الفرع والمدينة ثمانية برد، وقال ابن إسحاق: هو معدن بالحجاز في ناحية الفرع وذلك المعدن للحجاج بن علاط البهزي، قال ابن إسحاق: في سيرة عبد الله بن جحش فسلك على طريق الحجاز حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له: بحران أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه وذكر القصة، كذا قيده ابن الفرات بفتح الباء ههنا وقد قيده في مواضع بضمها وهو المشهور وذكره العمراني والزمخشري وضبطاه بالفتح والله أعلم.

بحثر: بلد باليمن كانت لسبأ بن سليمان الخولاني، سكن بها الفقيه أحمد بن مقبل الدثني صنف كتابا في شرح اللمع لأبي إسحاق سماه المصباح وهو من مخلاف جعفر.

ذكر البحار أما اشتقاق البحر فقال صاحب كتاب العين: سمي البحر بحرا لاستبحاره وهو سعته وانبساطه ويقال: استبحر فلان في العلم وتبحر الراعي في رعي كثير وتبحر في المال إذا كثر ماله، والماء البحر هو الملح وقد أبحر الماء إذا صار ملحا، قال نصيب:

وقد عاد ماء البحر ملحا فزادني ** إلى مرضي أن أبحر المشرب العذب وأما ماء البحر فذكر مقاتل أنه فضلة ماء السماء المنهمر منها في الطوفان واحتج بقوله تعالى: وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغبض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى هود 440، فلما بلعت الأرض ماءها بقي ماء السماء على وجهها وهو ماء البحر قال: وإنما كان ملحا لأنه ماء سخط كذا نزل ولم يذكر أحد عن المفسرين في هذا شيئا وهو قول حسن يتقبله القلب وكذا قيل في الماء الذي تبديه الأرض إلينا وهو نبع من ماء السماء أيضا واحتج بقوله تعالى: وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض المؤمنون: 18، وقوله تعالى: ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض الزمر: 21، واذكر ما يضاف إليه على حروف المعجم.

بحر بنطس: كذا وجدته بخط أبي الريحان بالباء الموحدة ثم النون الساكنة وضم الطاء والسين مهملة، قال: وفي وسط المعمورة بأرض الصقالبة والروس، بحر يعرف ببنطس عند اليونانيين ويرف عندنا ببحر طرابزندة لأنها فرضة عليه يخرج منه خليج يمز بسور القسطنطينية ولا يزال مضايقا حتى يقع في بحر الشام الذي في ساحله الجنوبي بلاد الشام ومصر والاسكندرية لإفريقية.

بحر تولية: من البحار العظام وأظنه يستمد من المحيط، قال الكندي: في طرف العمارة من ناحية الشمال، بحر عظيم تحت قطب الشمالي وبقربها مدينة يقال لها: تولية ليس بعدها عمارة وأهلها أشقى خلق الله ولم تقرب منها سفينة.

بخر الخزر: بالتحريك، وهو بحر طبرستان وجرجان وآبسكون كلها واحد، وهو بحر واسع عظيم لا اتصال له بغيره ويسمى أيضا الخراساني والجيلي وربما سماه بعضهم الدوارة الخرسانية، وقال حمزة: اسمه بالفارسية زراه أكفودة ويسمى أيضا أكفودة درياو وسماه أرسطاطاليس أرقانيا وربما سماه بعضهم الخوارزمي وليس به لأن بحيرة خوارزم غير هذا تذكر في موضعها إن شاء الله وعليه باب الأبواب وهو الدربند كما وصفناه في موضعه وعليه من جهة الشرق جبال موقان وطبرستان وجبل جرجان ويمتد إلى قبالة دهستان وهناك آبسكون ثم يدور مشرقا إلى بلاد الترك وكذلك في جهة شماله إلى بلاد الخزر وتصب إليه أنهار كثيرة عظام منها الكر والرس وإتل، وقال: الإصطخري وأما بحر الخزر ففي شرقيه بعض الديلم وطبرستان وجرجان وبعض المفازة التي بين جرجان وخوارزم وفي غربيه اللان من جبال القبق إلى حدود السرير وبلاد الخزر وبعض المفازة الغزية وشماليه مفازة الغزية وهم صنف من الترك بناحية سياه كوه، وجنوبيه الجيل وبعض الديلم، قال: وبحر الخزر ليس له اتصال بشيء من البحور على وجه الأرض فلو أن رجلا طاف بهذا البحر لرجع إلى الموضع الذي ابتدأ منه لا يمنعه مانع إلا أن يكون نهر يصب فيه، وهو بحر ملح لا مد فيه ولا جزر وهو بحر مظلم قعره طين بخلاف بحر القلزم وبحر فارس فإن في بعض المواضع من بحر فارس ربما يرى قعره لصفاء ما تحته من الحجارة البيض ولا يرتفع من هذا البحر شيء من الجواهر لا لؤلؤ ولا مرجان ولا غيرهما ولا ينتفع بشيء مما يخرج منه سوى السمك ويركب فيه التجار من أراضي المسلمين إلى أرض الخزر وما بين أران والجيل وجرجان وطبرستان وليس في هذا البحر جزيرة مسكونة فيها عمارة كما في بحر فارس والروم و غيرهما بل فيه جزائر فيها غياض ومياه وأشجار وليس بها أنيس، منها جزيرة سياه كوه وقد ذكرت وبحذاء نهر الكر جزيرة أخرى بها غياض وأشجار ومياه يرتفع منها الفوه. ويحملون إليها في السفن دواب فتسرح فيها حتى تسمن وجزيرة تعرف بجزيرة الروسية وجزائر صغار وليس من آبسكون إلى الخزر للآخذ على يمنى يديه على شاطىء البحر قرية ولا مدينة سوى موضع من آبسكون على نحو خمسين فرسخا يسمى دهستان وبناء داخل البحر تستتر فيه المراكب في هيجان البحر ويقصد هذا الموضع خلق كثير من النواحي فيقيمون به للصيد وبه مياه ولا أعلم غير ذلك، فأما عن يسار آبسكون إلى الخزر فإنه عمارة متصلة لأنك إذا أخذت من آبسكون يسارا مررت على حدود جرجان وطبرستان والديلم والجيل وموقان وشروان والمسقط وباب الأبواب ثم إلى سمندر أربعة أيام ومن سمندر إلى نهر أتل سبعة أيام مفاوز ولهذا البحر من ناحية سياه كوه رنقة يخاف على المراكب إذا أخذتها الريح إليها أن تنكسر فإذا انكسرت هناك لم يتهيأ جمع شيء منها من الأتراك لأنهم يأخذونه ويحيلون بين صاحبه وبينه ويقال: إن دوران هذا البحر ألف وخمسمائة فرسخ وقطره مائة فرسخ والله أعلم.

بحر الزنج: هو بحر الهند بعينه وبلاد الزنج منه في نحو الجنوب تحت سهيل وله بر وجزائر كثيرة كبار واسعة فيها غياض كثيرة وأشجار لكنها غير ذات أثمار وإنما هي نحو شجر الابنوس والصندل والساج والقنا ومن سواحلهم يلتقط العنبر ولا يوجد في غير سواحلهم،وهم أضيق الناس عيشا وحدثني غير واحد ممن شاهد تلك البلاد أنهم يرون القطب الجنوبي عاليا يقارب أن يتوسط السماء وسهيل كذلك ولا يرون الجدي قط ولا القطب الشمالي أبدا ولا بنات نعش وإنهم يرون في السماء شينا في مقدار جرم القمر كأنه طاقة في السماء أو شبه قطعة غيم بيضاء لايغيب قط ولا يبرح مكانه وسألت عنه غير واحد فاتفقوا على ما حكيته بلفظه ومعناه وله عندهم اسم لم يحضرني الآن وأنهم لا يدرون إيش هو ولهم هناك مدن أجلها مقدشو وسكانها غرباء واستوطنوا تلك البلاد وهم مسلمون طوائف لا سلطان لهم لكل طائفة شيخ يأتمرون له وهي على بر البربر وهم طائفة من العربان غير الذين هم في المغرب بلادهم بين الحبشة والزنج وسنذكرهم بعد إن شاء الله تعالى ثم يمتد بر البربر على ساحل بحر الزنج إلى قرابة عدن وأقصى هذا البحر يتصل بالبحر المحيط.

بحر فارس هو شعبة من بحر الهند الأعظم واسمه بالفارسية كما ذكره حمزة زراه كامسير وحده من التيز من نواحي مكران على سواحل بحر فارس إلى عبادان وهو فوه دجلة التي تصب فيه، وأول سواحله من جهة البصرة وعبادان أنك تنحدر في دجلة من البصرة إلى بليدة تسمى المحرزة في طرف جريرة عبادان تتفرق دجلة عنده فرقتين إحداهما تأخذ ذات اليمين فتصب في هذا البحر عند سواحل أرض البحرين وفيه تسافر المراكب إلى البحرين وبر العرب وتمتد سواحله نحو الجنوب إلى قطر وعمان والشحر ومرباط إلى حضرموت إلى عدن وتأخذ الفرقة الأخرى ذات الشمال وتصب في البحر من جهة بر فارس وتصير عبادان لانصباب هاتين الشعبتين في البحر جزيرة بينهما وعلى سواحل بحر فارس من جهة عبادان من مشهورات المدن مهروبان، قال حمزة: وههنا يسمى هذا البحر بالفارسية زراه أفرنك قال: وهو خليج منخلج من بحر فارس متوجها من جهة الجنوب صعدا إلى جهة الشمال حتى يجاوز جانب الأبلة فيمتزج بماء البطيحة آخر كلامه، ثم يمر من مهروبان نحو الجنوب إلى جنابة بلدة القرامطة ومقابلها في وسط البحر جزيرة خارك ثم يمر في سواحل فارس بسينيز وبوشهر ونجيرم وسيراف ثم بجزيرة اللار إلى قلعة هزو ومقابلها في البحر جزيرة قيس بن عميرة تظهر من بر فارس وهي في أيامنا هذه أعمر موضع في بحر فارس وبها مقام سلطان البحر والملك المستولي على تلك النواحي ثم هرموز في بر فارس ومقابلها في اللجة جزيرة عظيمة تعرف بجزيرة الجاسك ثم تيز مكران على الساحل فبحر فارس وبحر البحرين وعمان واحد على ساحله الشرقي بلاد الفرس وعلى ساحله الغربي بلاد العرب وطوله من الشمال إلى الجنوب.

بحر القلزم وهو أيضا شعبة من بحر الهند أوله من بلاد البربر والسودان الذين ذكرنا في بحر الزنج وعدن ثم يمتد مغربا وفي أقصاه مدينة القلزم قرب مصر وبذلك سمي بحر القلزم ويسمى في كل موضع يمر به باسم ذلك الموضع فعلى ساحله الجنوبي بلاد البربر والحبش وعلى ساحله الشرقي بلاد العرب فالداخل إليه يكون على يساره أواخر بلاد البربر ثم الزيلع ثم الحبشة ومنتهاه من هذه الجهة بلاد البجاء الذي قدمنا ذكرهم وعلى يمينه عدن ثم المندب وهو مضيق في جبل كان في أرض اليمن يحول بين البحر وامتداده في أرض اليمن فيقال: إن بعض الملوك القدماء قد ذلك الجبل بالمعاول ليدخل منه خليجا صغيرا يهلك به بعض أعدائه فقد من ذلك الجبل نحو رمية سهمين أو ثلاث ثم أطلق البحر في أراضي اليمن فطفا ولم يكن تداركه فأهلك أمما كثيرة واستولى على بلدان لا تحصى وصار بحرا عظيما فهو يمر بساحله الشرقي على بلاد اليمن وجدة والجار وينبع ومدين مدينة شعيب النبي وأيلة إلى القلزم في منتهاه وهو الموضع الذي غرق فيه قوم فرعون وفرعون أيضا. وبين هذا الموضع وفسطاط مصر سبعة أيام، ثم يدور تلقاء الجنوب إلى القصير وهو مرسى للمراكب مقابل قوص بينهما خمسة أيام ثم يدور في شبه الدائرة إلى عيذاب وأرض البجاء ثم يتصل ببلاد الحبش، فإذا تخيل الخليج الضارب إلى البصرة والخليج الداخل إلى القلزم كانت جزيرة العرب بين الخليجين يحيطان بثلاثة أرباع بلاد العرب.

البحر المحيط ومنها مادة سائر البحور المذكورة ها هنا غير بحر الخزر وقد سماه أرسطاطاليس في رسالته الموسومة ببيت الذهب، أوقيانوس وسماه آخرون البحر الأخضر وهو محيط بالدنيا جميعها كإحاطة الهالة بالقمر ويخرج منه شعبتان إحداهما بالمغرب والأخرى بالمشرق فأما التي بالشرق فهي بحر الهند والصين وفارس واليمن والزنج وقد مر ذكر ذلك. والشعبة الأخرى في المغرب تخرج من عند سلا فيمر بالزقاق الذي بين البر الأعظم من بلاد بربر المغرب وجزيرة الأندلس ويمر بإفريقية إلى أرض مصر والشام إلى القسطنطينية كما نذكره، وهذا البحر المحيط لا يسلك شرقا ولا غربا إنما المسلك في خليجيه فقط، واختلفوا هل الخليجان ينصبان في المحيط أم يستمدان منه فالأكثر أن الخليجين يستمدان من المحيط وليس في الأرض نهر إلا وفضلته تصب إما في الشرقي أو في الغربي إلا في مواضع تصب في بحيرات منقطعة نحو جيحون وسيحون فإنهما يصبان في بحرية تخصهما والأردن يصب في البحيرة المنتنة كما نذكره إن شاء الله تعالى.

بحر المغرب وهو بحر الشام والقسطنطينية مأخذه من البحر المحيط ثم يمتد مشرقا فيمر من شماليه بالأندلس كما ذكرنا ثم ببلاد الأفرنج إلى القسطنطينية فيمر ببنطس المذكور آنفا ويمتد من جهة الجنوب على بلاد كثيرة أولها سلا ثم سبتة وطنجة وبجاية ومهدية وتونس وطرابلس والإسكندرية ثم سواحل الشام إلى أنطاكية حتى يتصل بالقسطنطينية وفيه من الجزائر المذكورة الأندلس وميورقة وصقلية وأقريطش وقبرص ورودس وغير ذلك كثيرة، وقرأت في غير كتاب من أخبار مصر والمغرب أنه ملك بعد هلاك الفراعنة ملوك بني دلوكة. منهم دركون بن ملوطس وزمطرة وكانا من ذوي الرأي والكيد والسحر والقوة فأراد الروم مغالبتهم على أرضهم وانتزاع الملك منهم فاحتالا أن فتقا البحر المحيط من المغرب وهو بحر الظلمات فغلب على كثير من البلدان العامرة والممالك العظيمة وامتد إلى الشام وبلاد الروم وصار حاجزا بين بلاد الروم وبلاد مصر وهذا هو البحر الذي وصفناه قبل، وعلى هذا فبحر الأندلس وبحر المغرب وبحر الاسكندرية وبحر الشام وبحر القسطنطينية وبحر الأفرنج وبحر الروم جميعه واحد ليس لهذا اتصال ببحر الهند إلا أن يكون من جهة المحيط وأقرب موضع بين البحر الهندي وهذا البحر عند الفرما وهي على ساحل بحر المغرب والقلزم وهو على ساحل بحر اليمن سوى أربعة أيام، ولو أراد مريد أن يسير من سلا إلى إفريقية ثم سواحل مصر والشام ثم الثغور إلى طرابزندة ويقطع جبل القبق ويدير من أطراف بلاد الترك إلى القسطنطينة فيصير البحر على جهته الجنوبية بعد أن كان من جهته الشمالية ويمر بسواحل الأفرنج حتى يدخل الأندلس فيقابل سلا التي بدأ بها من غير أن يقطع بحرا أو يركب مركبا ويمكنه ذلك إلا أن المسافة بعيدة والمشقة في سلوكه صعبة ولمروره بين أمم مختلفة الأديان والألسنة وجبال مشقة وبواد موحشة.

بحر الهند وهو أعظم هذه البحار وأوسعها وأكثرها جزائر وأبسطها على سواحله مدن ولا علم لأحد بموضع اتصاله المحيط محدودا لعظم اتصاله به وسعته وامتزاجه به وليس كالمغربي لأن اتصال المغربي من المحيط ظاهر في موضع يقال له: الزقاق بين ساحله الجنوبي الذي عليه بلاد البربر وساحله الشمالي الذي هو بلاد الأندلس أربعة فراسخ بين كل ساحل من الآخر وليس كذلك الهندي ويتشعب من الهندي خلجان كثيرة إلا أن أكبرها وأعظمها بحر فارس والقلزم اللذين تقدم ذكرهما، وقد كنا ذكرنا أن أول بحر فارس التيز آخذا نحو الشمال فأما أخذه نحو الجنوب في بلاد الزنج وينعطف من تيز الساحل مشرقا متسعا فتمر سواحله بالديبل والقس وسومنات وهو أعظم بيوت العبادات التي بالهند جميعه وهو عندهم بمنزلة مكة عند المسلين ثم كنباية ثم خور تدخل منه إلى بروص وهي من أعظم مدنهم ثم ينعطف أشد من ذلك حتى يمر ببلاد مليبار التي يجلب منها الفلفل، ومن أشهر مدنهم منجرور وفاكنور ثم خور فوفل ثم المعبر وهو آخر بلاد الهند ثم بلاد الصين فأولها الجاوة يركب إليها من بحر صعب المسلك سريع المهلك ثم إلى صريح بلاد الصين، وقد أكثر الناس في وصف هذا البحر وطوله وعرضه وقالوا فيه أقوالا مفاوتة يقدح في عقل ذاكرها، وفيه من الجزائر العظام مالا يحصيه إلا الله، ومن أعظمها وأشهرها جزيرة سيلان وفيها مدن كثيرة وجزيرة الزانج كذلك وجزيرة سرنديب كذلك وجزيرة سقطرى، وجزيرة كولم وغير ذلك وإنما أرسم لك صورة المحيط وكيف تشعب البحار منه في الصورة السادسة المقابلة لتعرفه إن شاء الله تعالى.

بحرة: موضع من أعمال الطائف قرب لية. قال ابن إسحاق: انصرف رسول الله من حنين على نخلة اليمانية ثم على قرن ثم على المليح ثم على بحرة الرغاء من لية فابتنى بها مسجدا فصلى فيه فأقاد ببحرة الرغاء بدم وهو أول دم أقيد به في الإسلام رجل من بني ليث قتل رجلا من هذيل فقتله به، والبحرة أيضا من أسماء مدينة الرسول ، والبحيرة أيضا من أسمائها، والبحرة أيضا من قرى البحرين لعبد القيس واشتقاقها يذكر في البحيرة.

البحرين هكذا يتلفظ بها في حال الرفع والنصب والجر ولم يسمع على لفظ المرفوع من أحد منهم إلا أن الزمخشري قد حكى أنه بلفظ التثنية فيقولون هذه البحران وانتهينا إلى البحرين ولم يبلغنيمن جهة أخرى، وقال صاحب الزيج: البحرين في الاقليم الثاني وطولها أربع وسبعون درجة وعشرون دقيقة من المغرب وعرضها أربع وعشرون درجة وخمس وأربعون دقيقة، وقال قوم: هي من الإقليم الثالث وعرضها أربع وثلاثون درجة، وهو اسم جامع لبلاد على ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان قيل هي قصبة هجر وقيل هجر قصبة البحرين وقد عدها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها، وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة وربما عد بعضهم اليمامة من أعمالها والصحيح أن اليمامة عمل برأسه في وسط الطريق بين مكة والبحرين روى ابن عباس: البحرين من أعمال العراق وحده من عمان ناحية جرفار واليمامة على جبالها وربما ضمت اليمامة إلى المدينة وربما أفردت هذا كان في أيام بني أمية فلما ولى بنو العباس صيروا عمان والبحرين واليمامة عملا واحدا قاله ابن الفقيه، وقال أبو عبيدة: بين البحرين واليمامة مسيرة عشرة أيام وبين هجر مدينة البحرين والبصرة مسيرة خمسة عشر يوما على الإبل وبينها وبين عمان مسيرة شهر. قال: والبحرين هي الخط والقطيف والآرة وهجر وبينونة والزارة وجواثا والسابور ودارين والغابة قال: وقصبة هجر الضفا والمشقر، وقال أبو بكر محمد بن القاسم: في اشتقاق البحرين وجهان يجوز أن يكون مأخوذا من قول العرب بحرت الناقة إذا شقفت أذنها والبحيرة المشقوقة الأذن من قول الله تعالى: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام، المائدة: 103، والسائبة معناها أن الرجل فى الجاهلية كان يسيب من ماله فيذهب به إلى سدنة الآلهة ويقال: السائبة الناقة التي كانت إذا ولدت عشرة أبطن كلهن أناث سيبت فلم تركب ولم يجز لها وبر وبحرت أذن ابنتها أي خرقت، والبحيرة هي ابنة السائبة وهي تجري عندهم مجرى أمها في التحريم، قال: ويجوز أن يكون البحرين من قول العرب قد بحر البعير بحرا إذا أولع بالماء فأصابه منه داء ويقال: قد أبحرت الروضة إبحارا إذا كثر إنقاع الماء فيها فأنبت النبات ويقال للروضة: البحرة ويقال: الذي ليست فيه صفرة دم باحري وبحراني. قلت هذا كله تعسف لا يشبه أن يكون اشتقاقا للبحرين والصحيح عندنا ما ذكره أبو منصور الأزهري قال: إنما سموا البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ قال: وقدرت هذه البحيرة ثلاثة أميال في مثلها ولا يفيض ماؤها وماؤها راكد زعاق، وقال أبو محمد اليزيدي: سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة الى البحرين وإلى حصنين لم قالوا حصني وبحراني فقال الكسائي: كرهوا أن يقولوا حصناني لاجتماع النونين وإنما قلت كرهوا أن يقولوا بحري فتشبه النسبة إلي البحر، وفي قصتها طول ذكرتها في أخبار اليزيدي من كتابي في أخبار الأدباء، وينسب إلى البحرين قوم من أهل العلم، منهم محمد بن معمر البحراني بصري ثقة حدث عنه البخاري، والعباس بن يزيد بن أبي حبيب البحراني يعرف بعباسويه حدث عن خالد بن الحارث وابن عيينة ويزيد بن زريع وغيرهم، روى عنه الباغندي وابن صاعد وابن مخلد وهو من الثقات مات سنة 258، وزكرياء بن عطية والبحيراني وغيرهم، وأما فتحها فإنها كانت في مملكة الفرس وكان بها خلق كثير من عبد القيس وبكربن وائل وتميم مقيمين في باديتها وكان بها من قبل الفرس المنذر بن ساوي بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وعبد الله بن زيد هذا هو الأسبذي، نسب إلى قرية بهجر وقد ذكر في موضعه فلما كانت سنة ثمان للهجرة وجه رسول الله العلاء بن عبد الله بن عماد الحضرمي حليف بني عبد شمس إلى البحرين ليدعو أهلها إلى الاسلام أو إلى الجزية وكتب معه إلى المنذر بن ساوي وإلى سيبخت مرزبان هجر يدعوهما إلى الإسلام أو إلى الجزية فأسلما وأسلم معهما جميع العرب هناك وبعض العجم فأما أهل الأرض من المجوس واليهود والنصارى فإنهم صالحوا العلاء وكتب بينهم وبينه كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما صالح عليه العلاء بن الحضرمي أهل البحرين صالحهم على أن يكفونا العمل ويقاسمونا الثمر فمن لا يفي بهذا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، وأما جزية الرؤوس فإنه أخذ لها من كل حالم دينارا، وقد قيل أن رسول الله وجه العلاء حين وجه رسله إلى الملوك في سنة ست وروي عن العلاء أنه قال: بعثني رسول الله إلى البحرين أو قال: هجر وكنت آتي الحائط بين الإخوة قد أسلم بعضهم فآخذ من المسلم العشر ومن المشرك الخراج وقال قتادة: لم يكن بالبحرين قتال ولكن بعضهم أسلم وبعضهم صالح العلاء على أنصاف الحب والتمر وقال سعيد بن المسيب: أخذ رسول الله الجزية من مجوس هجر وأخذها عمر من مجوس فارس وأخذها عثمان من بربر، وبعث العلاء بن الحضرمى إلى رسول الله مالا من البحرين يكون ثمانين ألفا ما أتاه أكثر منه قبله ولا بعده أعطى منه العباس عمه، قالوا وعزل رسول الله العلاء وولى البحرين أبان بن سعيد بن العاصي بن أمية وقيل أن العلاء كان على ناحية من البحرين منها القطيف وأبان على ناحية فيها الخط والأول أثبت، فلما توفي رسول الله أخرج أبان من البحرين فأتى المدينة فسأل أهل البحرين أبا بكر أن يرد العلاء عليهم ففعل فيقال: إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنة 20 فولى عمر مكانه أبا هريرة الدوسي ويقال: أن عمر ولى أبا هريرة قبل موت العلاء فأتى العلاء توج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع إلى البحرين فأقام هناك حتى مات فكان أبو هريرة يقول دفنا العلاء ثم احتجنا إلى رفع لبنة فرفعناها فلم نجد العلاء في اللحد، وقال أبو مخنف: كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى عثمان بن أبي العاصي البحرين مكانه وعمان فلما قدم العلاء المدينة ولاه البصرة مكان عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حتى مات ودفن في طريق البصرة في سنة 14 أو في أول سنة 15 ثم إن عمر ولى قدامة بن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة الصلاة والاحداث ثم عزل قدامة وحده على شرب الخمر وولي أبا هريرة الجباية مع الأحداث ثم عزله وقاسمه ماله ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين فمات عمر وهو واليها وسار عثمان إلى فارس ففتحها وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه مغيرة بن أبي العاصي وروى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عنسر ألفا فلما قدمت على عمر قال لي: ياعدو الله والمسلمين أو قال: عدو كتابه سرقت مال الله قال: قلت: لست بعدو الله ولا المسلمين أو قال لكتابه. ولكني عدو من عاداهما قال: فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال قلت خيل لك تناتجت وسهام اجتمعت قال: فأخذ مني اثني عشر ألفا فلما صليت الغداة قلت اللهم اغفر لعمر قال: وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك حتى إذا كان بعد ذلك قال: ألا تعمل يا أبا هريرة قلت لا، قال: ولم وقد عمل من هو خير منك يوسف: قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم يوسف: 55، قلت: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة وأخاف منكم ثلاثا واثنتين فقال: هلا قلت خمسا قلت أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم، ومات المنذر بن ساوي بعد وفاة النبي بقليل وارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة وارتد كل من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له: المنذر فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت إليه ربيعة فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب والعجم فقاتلهم قتالا شديدا ثم إن المسلمين لجؤا إلى حصن جواثا فحاصرهم فيه عدوهم ففي ذلك، يقول عبد الله بن حدف الكلابي:عزل رسول الله العلاء وولى البحرين أبان بن سعيد بن العاصي بن أمية وقيل أن العلاء كان على ناحية من البحرين منها القطيف وأبان على ناحية فيها الخط والأول أثبت، فلما توفي رسول الله أخرج أبان من البحرين فأتى المدينة فسأل أهل البحرين أبا بكر أن يرد العلاء عليهم ففعل فيقال: إن العلاء لم يزل واليا عليهم حتى توفي سنة 20 فولى عمر مكانه أبا هريرة الدوسي ويقال: أن عمر ولى أبا هريرة قبل موت العلاء فأتى العلاء توج من أرض فارس وعزم على المقام بها ثم رجع إلى البحرين فأقام هناك حتى مات فكان أبو هريرة يقول دفنا العلاء ثم احتجنا إلى رفع لبنة فرفعناها فلم نجد العلاء في اللحد، وقال أبو مخنف: كتب عمر بن الخطاب إلى العلاء بن الحضرمي يستقدمه وولى عثمان بن أبي العاصي البحرين مكانه وعمان فلما قدم العلاء المدينة ولاه البصرة مكان عتبة بن غزوان فلم يصل إليها حتى مات ودفن في طريق البصرة في سنة 14 أو في أول سنة 15 ثم إن عمر ولى قدامة بن مظعون الجمحي جباية البحرين وولى أبا هريرة الصلاة والاحداث ثم عزل قدامة وحده على شرب الخمر وولي أبا هريرة الجباية مع الأحداث ثم عزله وقاسمه ماله ثم ولى عثمان بن أبي العاصي عمان والبحرين فمات عمر وهو واليها وسار عثمان إلى فارس ففتحها وكان خليفته على عمان والبحرين وهو بفارس أخاه مغيرة بن أبي العاصي وروى محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: استعملني عمر بن الخطاب على البحرين فاجتمعت لي اثنا عنسر ألفا فلما قدمت على عمر قال لي: ياعدو الله والمسلمين أو قال: عدو كتابه سرقت مال الله قال: قلت: لست بعدو الله ولا المسلمين أو قال لكتابه. ولكني عدو من عاداهما قال: فمن أين اجتمعت لك هذه الأموال قلت خيل لك تناتجت وسهام اجتمعت قال: فأخذ مني اثني عشر ألفا فلما صليت الغداة قلت اللهم اغفر لعمر قال: وكان يأخذ منهم ويعطيهم أفضل من ذلك حتى إذا كان بعد ذلك قال: ألا تعمل يا أبا هريرة قلت لا، قال: ولم وقد عمل من هو خير منك يوسف: قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم يوسف: 55، قلت: يوسف نبي ابن نبي وأنا أبو هريرة بن أميمة وأخاف منكم ثلاثا واثنتين فقال: هلا قلت خمسا قلت أخشى أن تضربوا ظهري وتشتموا عرضي وتأخذوا مالي وأكره أن أقول بغير علم وأحكم بغير حلم، ومات المنذر بن ساوي بعد وفاة النبي بقليل وارتد من بالبحرين من ولد قيس بن ثعلبة بن عكابة مع الحطم وهو شريح بن ضبيعة بن عمرو بن مرثد أحد بني قيس بن ثعلبة وارتد كل من بالبحرين من ربيعة خلا الجارود بن بشر العبدي ومن تابعه من قومه وأمروا عليهم ابنا للنعمان بن المنذر يقال له: المنذر فسار الحطم حتى لحق بربيعة فانضمت إليه ربيعة فخرج العلاء عليهم بمن انضم إليه من العرب والعجم فقاتلهم قتالا شديدا ثم إن المسلمين لجؤا إلى حصن جواثا فحاصرهم فيه عدوهم ففي ذلك، يقول عبد الله بن حدف الكلابي:

ألا أبلغ أبا بكر ألوكا ** وفتيان المدينة أجمعينا

فهل لك في شباب منك أمسوا ** أسارى في جواث محاصرينا

ثم إن العلاء عني بالحطم ومن معه وصابره وهما متناصفان فسمع في ليلة في عسكر الحطم ضوضاء فأرسل إليه من يأتيه بالخبر فرجع الرسول فأخبره أن القوم قد شربوا وثملوا فخرج بالمسلمين فبيت ربيعة فقاتلوا قتالأ شديدا فقتل الحطم، قالوا وكان المنذر بن النعمان يسمى الغرور فلما ظهر المسلمون قال: لست بالغرور ولكني المغرور ولحق هو وفل ربيعة بالخط فأتاها العلاء وفتحها وقتل المنذر معه وقيل: بل قتل المنذر يوم جواثأ وقيل بل استأمن ثم هرب فلحق فقتل وكان العلاء كتب إلى أبي بكر يستمده فكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد وهما باليمامة يأمره بالنهوض إليه فقدم عليه وقد قتل الحطم ثم أتاه كتاب أبي بكر بالشخوص إلى العراق فشخص من البحرين وذلك في سنة 12 فقالوا وتحصن المكعبر الفارسي صاحب كسرى الذي وجهه لقتل بني تميم حين عرضوا لعيره بالزارة وانضم إليه مجوس كانوا تجمعوا بالقطيف وامتنعوا من أداء الجزية فأقام العلاء على الزارة فلم يفتحها في خلافة أبي بكر وفتحها في خلافة عمر وقتل المكعبر وإنما سمي المكعبر لأنه كان يكعبر الأيدي فلما قتل قيل مازال يكعبر حتى كغبر فسمي المكعبر بفتح الباء وكان الذي قتله البراء بن مالك الأنصارى أخو أنس بن مالك وفتح العلاء السابور ودارين في خلافة عمر عنوة.

بحطيط: بالفتح ثم السكون وكسر الطاء، قرية في جوف مصر بها قبة يقال: إن فيها ذبحت بقرة بني إسرائيل التي أمروا بذبحها.

بحير: بلفظ تصغير بحر، قال أبو الأشعث الكندي: في أسماء جبال تهامة البحير، عين غزيرة في يليل وادي ينبع تخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون وأشدها جريا تجري في رمل ولا يمكن الزارعين عليها إلا في مواضع يسيرة بين أحناء الرمل فيها نخيل يزرع عليها البقول والبطيخ، قال: ومنها شرب أهل الجار، والجار مدينة على ساحل بحر القلزم، قال كثير:

رمتك ابنة الضمري عزة بعد ما ** أمت الصبا مما تريش بأقطع

فإنك عمري هل أريك ظعائنا ** غدون افتراعا بالخليط المودع

ركبن اتضاعا فوق كل عذافر ** من العيس نضاج المعد بن مرفع

جعلن أراحي البحير مكانه ** إلى كل قر يستطيل مقتع

بحير: بالفتح ثم الكسر، جبل.

بحير أباذ: من قرى مرو، ينسب إليها أبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب البحيراباذي، حدثنا عنه أبو المظفر عبد الرحيم بن عبد الكريم السمعاني عن أبي العباس الفضل بن عبد الواحد بن الفضل بن عبد الصمد المليحي التاجر.

بحيراباذ: بالضم ثم الفتح، من قرى جوين من نواحي نيسابور، منها أبو الحسن علي بن محمد بن حمويه الجويني روى عن عمر بن أبي الحسن الرواسي الحافظ سمع منه أبو سعد السمعاني ومات سنة 530في نيسابور وحمل إلى جوين فدفن بها وهم أهل بيت فضل وتصوف ولهم عقب بمصر كالملوك يعرف أبوهم بشيخ الشيوخ.

ذكر البحيرات مرتبا ما أضيفت البحيرة إليه على حروف المعجم

والبحيرة تصغير بحرة وهو المتسع من الأرض قال الأموي: البحرة الأرض والبلدة ويقال: هذه بحرتنا ومنه الحديث المروي لما عاد رسول الله سعد بن عبادة في مرضه فوقف في مجلس فيه عبد الله بن أبي بن سلول فلما غشيت عجاجة الدابة خمر عبد الله بن أبي أنفه ثم قال: لا تغبروا علينا فوقف رسول الله ودعاهم إلى الله وقرأ القرآن فقال له عبد الله: أيها المرء إن كان ما تقول حقا فلا تؤذنا في مجلسنا وارجع إلى أهلك فمن جاءك منا فقص عليه ثم ركب دابته حتى وقف على سعد بن عبادة فقال: أي سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب قال: كذا قال سعد: اعف عنه واصفح فو الله لقد أعطاك الله الذي أعطاك ولقد اصطلح أهل هذه البحيرة على أن يتوجوه يعني يملكوه فيعصبوه بالعصابة فلما رد الله ذلك بالحق الذي جئت به شرق لذلك فذلك فعل به ما رأيت فعفا عنه النبي ، فبحيرة ليس بتصغير بحر ولوكان تصغيره لكان بحيرا ولكنهم أرادوا بالتصغير حقيقة الصغر ثم ألحقوا به التأنيث على معنى أن المؤنث أقل قدرا من المذكر أو شبهوه بالمتسع من الأرض والله أعلم، والمراد به كل مجتمع ماء عظيم لا اتصال له بالبحر الأعظم ويكون ملحا وعذبا.

بحيرة أرجيش وهي بحيرة خلاط التي يكون فيها الطريخ، قال ابن الكلبي: من عجائب أرمينية بحيرة خلاط فإنها عشرة أشهر لا يرى فيها ضفدع ولا سمكة وشهران في السنة يظهر بها حتى يقبض باليد ويحمل إلى جميع البلاد حتى إنه ليحمل إلى بلاد الهند وقيل إن قباذ الأكبر لما أرسل بليناس يطلسم بلاده طلسم هذه البحيرة فهي إلى الآن عشرة أشهر لا تظهر فيها سمكة، قلت وهذا من هذيان العجم وإنما هناك سر خفي، وفي كتاب الفتوح سار حبيب بن مسلمة الفهري من قبل عثمان بن عفان حتى نزل بأرجيش وأنفذ من غلب على نواحيها وجبى جزية رؤوس أهلها وقاطعهم على خراج أرضها وأما بحيرة الطريخ فلم يعرض لها ولم تزل مباحة حتى ولي محمد بن مروان بن الحكم الجزيرة وأرمينية فحوى صيدها وأباحه.

بحيرة أرمية أما أرمية فقد ذكرت وبينها وبين بحيرتها نحو فرسخين، وهو بحيرة مرة منتنة الرائحة لا يعيش فيها حيوان ولا سمك ولا غيره وفي وسطها جبل يقال له: كبوذان وجزيرة فيها أربع قرى أو نحو ذلك يسكنها ملأحو سفن هذا البحر وربما زرعوا في الجزيرة زرعا ضعيفا وفي جبلها قلعة حصينة مشهورة أهلها عصاة على ولاة أذربيجان في أكثر أوقاتها وربما خرجوا في سفنهم وقطعوا على السابلة وعادوا إلى حصنهم فلا يكون عليهم سبيل ولا لأحد إليهم طريق، وقد رأيت هذه القلعة من بعد عند اجتيازي بهذه البحيرة قاصدا إلى خراسان في سنة 617 وقيل إن استدارتها خمسون فرسخا وربما قطع عرضها في المراكب في ليلة، ويخرج منها ملح يشبه التوتيا بجلو وعلى ساحلها مما يلي الشرق عيون تنبع ويستحجر ماؤها إذا أصابه الهواء قال مسعر.

بحيرة أريغ بوزن أحمد بالراء وياء وغين معجمة. هذه تستمد من بحر المغرب وهي صغيرة ترسي فيها المراكب الواردة من الأندلس وغيرها. ومنها على مرحلة من جهة الجنوب وادي فاس ومن ورائه إلى ناحية المشرق برغواطة وعلى بريد منها وادي سلة.

بحيرة الاسكندرية هذه ليست بحيرة ماء إنما هي كورة معروفة من نواحي الاسكندرية بمصر تشتمل على قرى كثيرة ودخل وا سع.

بحيرة أنطاكية هذه بحيرة عذبة الماء بينها وبين أنطاكية ثلاثة أميال وطولها نحو عشرين ميلا في عرض سبعة أميال في موضع يعرف بالعمق.

بحيرة الحدث قرب مرعش من أطراف بلاد الروم أولها عند قرية تعرف بابن الشيعي على اثني عشر ميلا من الحدث نحو ملطية ثم تمتد إلى الحدث. والحدث قلعة حصينة هناك.

بحيرة خوارزم إليها يصب ماء جيحون في موضع يسكنه صيادون ليس فيه قرية ولا بناء وشئى هذا الموضع خلجان وعلى شطه من مقابل خلجان أرض الغزية من الترك ودور هذه البحيرة فيما بلغني نحو من مائة فرسخ وماؤها ملح وليس لها مغيض ظاهر وينصب إليها نهر جيحون وسيحون وبين الموضع الذي يقع فيه جيحون والموضع الذي يقع فيه سيحون سرى عدة أيام هذه البحيرة ويصب فيها أنهار أخر كثيرة ومع ذلك فماؤها ملح لا يعذب ولا يزيد فيها على صغرها ويشبه والله أعلم أن يكون بينها وبين بحر الخزر خروق ونزوز ويستمد ماؤها وبين البحرين نحو من عشر مراحل على السمت دونهما رمال وسيع لا يمنع من النز.

بحيرة زره: بالزاي وراء خفيفة. بأرض سجستان وهي بحيرة يتسع الماء فيها وينقص على تلر زيادة الماء ونقصانه وطولها نحو ثلاثين فرسخا من ناحية كرين على طريق قوهستان إلى قنطرة كريهان على طريق فارس وعرضها مقدار مرحلة وهي حلوة الماء يرتفع منها سمك كثير وقصب وحواليها قرى إلا الوجه الذي يلي المفازة فليس فيه شيء.

بحيرة طبرية: قال الأزهري. هي نحو من عشرة أميال في ستة أميال وغور مائها علامة لخروج الدجال. وروي أن عيسى عليه السلام إذا نزل بالبيت المقدس ليقتل الدجال عندها يظهر يأجوج ومأجوج وهم أربعة وعشرون أمة لا يجتازون بحي ولا ميت من إنسان إلا أكلوه ولا ماء إلا شربوه فيجتاز أولهم ببحيرة طبرية فيشربون جميع ما فيها ثم يجتاز بها الأخير منهم وهي ناشفة فيقول أظن أنه قد كان ههنا ماء ثم يجتمون بالبيت المقدس فيفزع عيسى ومن معه من المؤمنين فيعلو على الصخرة ويقوم فيهم خطيبا فيحمد الله ويثني عليه ثم يقول اللهم انصر القليل في طاعتك على الكثير في معصيتك فهل من منتدب فينتدب رجل من جرهم ورجل من غسان لقتالهم ومع كل واحد خلق من عشيرته فينصرهم الله عليهم حتى يبيدوهم، ولهذا الخبر مع استحالته في العقل نظائر جمة في كتب الناس والله أعلم. وأما بحيرة طبرية فقد رأيتها مرارا وهي كالبركة يحيط بها الجبل ويصب فيها فضلات أنهر كثيرة تجيء من جهة بانياس والساحل والأردن الأكبر وينفصل منها نهر عظيم فيسقي أرض الأردن الأصغر وهو بلاد الغور ويصب في البحيرة المنتنة قرب أريحا ومدينة طبرية في لحف الجبل مشرفة على البحيرة ماؤها عذب شروب ليس بصادق الحلاوة ثقيل وفي وسط هذه البحيرة حجر ناتيء يزعمون أنه قبر سليمان بن داود وبين البحيرة والبيت المقدس نحو من خمسين ميلا، وقد ذكرت من وصفها في الأردن أكثر من هذا، وإياها أراد المتنبي يصف الأسد:

أمعفر الليث الهزبر بسوطه ** لمن ادخرت الصارم المصقولا

وقعت على الأردن منه بلية ** نضدت لها هام الرفاق تلولا

ورد إذا ورد البحيرة شاربا ** ورد الفرات زنيره والنيلا

بحيرة قدس بفتح القاف والدال المهملة وسين مهملة أيضا. قرب حمص طولها اثنا عشر ميلا في عرض أربعة أميال وهي بين حمص وجبل لبنان تنصب إليها مياه تلك الجبال ثم تخرج منها فتصير نهرا عظيما وهو العاصي الذي عليه مدينة حماة وشيزر ثم يصب في البحر قرب أنطاكية.

بحيرة المرج: بسكون الراء والجيم. هي في شرقي النوطة. تنسب إلى مرج راهط بينها وبين دمشق خمسة فراسخ تنصب إليها فضلات مياه دمشق.

البحيرة المنتنه وهي بحيرة زغر ويقال لها المقلوبة أيضا وهي غربي الأردن قرب أريحا وهي بحيرة ملعونة لا ينتفع بها في شيء ولا يتولد فيها حيوان ورائحتها في غاية النتن وقد تهيج في بعض الأعوام فيهلك كل من يقاربها من الحيوان الإنسي وغيره حتي تخلو القرى المجاورة لها زمانا إلى أن يجيئها قوم آخرون لا رغبة لهم في الحياة فيسكنوها. وإن وقع في هذه البحيرة شيء: لم يتتفغ به كائنأ ما كان فإنها تفسده حتى الحطب فإن الرياح تلقيه على ساحلها فيؤخذ ويشعل فلاتعمل النار فيه. وذكر ابن الفقيه أن الغريق فيها لا يغوص ولكنه لا يزال طافيا حتى يموت.

بحيرة هجر قد ذكرت في البحرين، وفيها يقول الفرزدق:

كأن ديارا بين أسنمة الحمى ** وبين هذا ليل البحيرة مصحف

وأسنمة كما ذكرنا. موضع بنجد قرب اليمامة وفيه تأييد لقول الأزهري في البحرين.

بحيرة اليغرا: ياء مفتوحة وغين معجمة ساكنة وراء مقصور. بين أنطاكية والثغر تجتمع إليها مياه العاصي ونهر عفرين والنهر الأسود ومجيئهما من ناحية مرعش وتعرف ببحيرة السلور وهو السمك الجري لكثرة هذا النوع من السمك فيها.

البحيرة موضع من ناحية اليمامة عن الحفصي بالفتح ثم الكسر.

باب الباء والخاء وما يليهما

بخارى: بالضم. في أعظم مدن ما وراء النهر وأجلها يعبر إليها من آمل الشط وبينها وبين جيحون يومان من هذا الوجه وكانت قاعدة ملك السامانية. قال بطليموس: في كتاب الملحمة طولها سبع وثمانون درجة وعرضها. إحدى وأربعون درجة وهي في الإقليم الخامس طالعها الأسد تحت عشر درج منه لها قلب الأسد كامل تحت إحدى وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بيت العاقبة مثلها من الميزان ولها شركة في العيوق ثلاث درج ولها في الدب الأكبر سبع درج، وقال أبو عون: في زيجه عرضها ست وثلاثون درجة وخمسون دقيقة وهي في الإقليم الرابع، وأما اشتقاقها وسبب تسميتها بهذا الاسم فإني تطلبته فلم أظفر به، ولا شك أنها مدينة قديمة نزهة كثيرة البساتين واسعة الفواكه جيدتها عهدي بفواكهها تحمل إلى مرو وبينهما اثنتا عشرة مرحلة وإلى خوارزم وبينهما كئر من خمس عشرة يوما بينها وبين سمرقند سبعة أيام أو سبعة وثلاثون فرسخا بينهما بلاد الصغد، وقال صاحب كتاب الصور وأما نزهة بلاد ما وراء النهر فإني لم أر ولا بلغني في الإسلام بلدأ أحسن خارجا من بخارى لأنك إذا علوت قهندزها لم بقع بصرك من جميع النواحي إلا على خضرة متصلة خضرتها بخضرة السماء فكأن السماء بها مكبة خضراء مكبوبة على بساط أخضر تلوح القصور فيما بينها كالنواوير فيها وأراضي ضياعهم منعوتة بالإستواء كالمرآة وليس بما وراء النهر وخراسان بلدة أهلها أحسن قياما بالعمارة على ضياعهم من أهل بخارى ولا أكثر عددا على قدرها في المساحة وذلك مخصوص بهذا البلدة لأن منتزهات الدنيا صغد سمرقند ونهر الأبلة. وسنصف الصغد في موضعه إن شاء الله تعالى. قال: فأما بخارى واسمها بومجكث فهي مدينة على أرض مستوية وبناؤها خشب مشبك ويحيط بهذا البناء من القصور والبساتين والمحال والسكك المفترشة والقرى المتصلة سور يكون اثني عشر فرسخا في مثلها يجمع هذه القصور والأبنية والقرى والقصبة فلا ترى في خلال ذلك قفارا ولا خرابا ومن دون هذا السور على خاص القصبة وما يتصل بها من القصور والمساكن والمحال والبساتين التي تعد من القصبة ويسكنها أهل القصبة شتاء وصيفا سور آخر نحو فرسخ في مثله ولها مدينة داخل هذا السور يحيط بها سور حصين ولها قهندز خارج المدينة متصل بها ومقداره مدينة صغيرة وفيه قلعة بها مسكن ولاة خراسان آل سامان ولها ربض ومسجد الجامع على باب القهندز وليس بخراسان وما وراء النهر مدينة أشد اشتباكا من بخارى ولا أكثر أهلا على قدرها ولهم في الربض نهر الصغد يشق الربض وهو آخر نهر الصغد فيفضي إلى طواحين وضياع ومزارع ويسقط الفاضل منه في مجمع ماء بحذاء بيكند إلى قرب فربر يعرف بسام خاس ويتخللها أنهار أخر وداخل هذا السور مدن وقرى كثيرة. منها الطواويس وهي مدينة بومجكث وزندنة وغير ذلك. أخبرنا الشريف أبو هاشم عبد المطلب حدثنا الإمام العدل أبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر الحكمي حدثنا أبو اليسر املاء حدثنا أبو يعقوب يوسف بن منصور السياري الحافظ املاء وذكر إسنادا رفعه إلى حذيفة بن اليمان. قال قال رسول الله :ستفتح مدينة بخراسان خلف نهر يقال له جيحون تسمى بخارى محفوفة بالرحمة ملفوفة بالملائكة منصور أهلها النائم فيها على الفراش كالشاهر سيفه في سبيل الله وخلفها مدينة يقال لها سمرقند فيها عين من عيون الجنة وقبر من قبور الأنبياء وروضة من رياض الجنة تحشر موتاها يوم القيامة مع الشهداء من خلفها تربة يقال لها قطوان يبعث منها سبعون ألف شهيد يشفع كل شهيد في سبعين ألفا من أهل بيته وعترته. قال فقال حذيفة: لوددت أن أوافق ذلك الزمان فكان أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر في أحد المسجدين مسجد الرسول أو مسجد الحرام، وكانت معاملة أهل بخارى في أيام السامانية بالدراهم ولا يتعاملون بالدنانير فيما بينهم فكان الذهب كالسلع والعروض وكان لهم دراهم يسمونها الغطريفية من حديد وصفر وآنك وغير ذلك من جواهر مختلفة وقد ركبت فلا تجوز هذه الدراهم إلا في بخارى ونواحيها وحدها وكانت سكتها تصاوير وهي من ضرب الإسلام وكانت لهم دراهم أخر تسمى المسيبية والمحمدية جميعها من ضرب الاسلام، ومع ما وصفنا من فضل هذه المدينة فقد ذمها الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النجس في أزقتها لأنهم لا كنف لهم. فقال لهم أبو الطيب طاهر بن محمد بن عبد الله بن طاهر الطاهري:ا من فضل هذه المدينة فقد ذمها الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النجس في أزقتها لأنهم لا كنف لهم. فقال لهم أبو الطيب طاهر بن محمد بن عبد الله بن طاهر الطاهري:

بخارى من خرا لا شك فيه ** يعز بربعها الشيء النظيف

فإن قلت الأمير بها مقيم ** فذا من فخر مفتخر ضعيف

إذا كان الأمير خرا فقل لي ** أليس الخرء موضعه الكنيف وقال آخر:

أقمنا في بخارى كارهينا ** ونخرج إن خرجنا طائعينا

فأخرجنا إله الناس منها ** فإن عدنا فإنا ظالمونا

وقال محمود بن داود البخاري وقد تلوث بالسرجين:

باء بخارى فاعلمن زائده ** والألف الوسطى بلا فائدة

فهي خرا محض وسكانها ** كالطير في أقفاصها راكدة وقال أيضا:

ما بلدة مبنية من خرا ** وأهلها في وسطها دود

تلك بخارى من بخار الخرا ** يضيع فيها الند والعود

وقال أبو أحمد بن أبي بكر الكاتب:

فقحة الذنيا بخارى ** ولنا فيها اقتحام

ليتها تفسو بنا الآ ** ن فقد طال المقام

وأما حديث فتحها فإنه لما مات زياد بن أبيه في سنة ثلاث وخمسين في أيام معاوية فوفد عبيد الله بن زياد على معاوية فقال له معاوية من استخلف أخي على عمله فقال استخلف خالد بن أسيد على الكوفة وسمرة بن جندب على البصرة فقال له معاوية استعملك أبوك لاستعملتك فقال له أنشدك الله أن لا يقولها أحد بعدك لو ولاك أبوك أو عمك لوليتك فعهد إليه وولاه ثغر خراسان وقيل: إن الذي ولي خراسان بعد موت زياد من ولده عبد الرحمن. قال البلاذري لما مات زياد استعمل معاوية عبيد الله زياد على خراسان وهو ابن خمس وعشرين سنة فقطع النهر في أربعة وعشرين ألفا وكان ملك بخارى قد أفض يومئذ إلى امرأة يسمونها خاتون فأتى عبيد بيكند وكانت خاتون بمدينة بخارى فأرسلت إلى الترك تستمدهم فجاءها منهم دهم فلقيهم المسلون فهزموهم وحووا عسكرهم وأقبل المسلمون يخربون ويحرقون فبعثت إليهم خاتون تطلب منهم الصلح والأمان فصالحها على ألف ألف ودخل المدينة وفتح زامين وبيكند وبينهما فرسخان وزامين تنسب إلى بيكند ويقال: إنه فتح الصغانيان وعاد إلى البصرة في ألفين من سبي بخارى كلهم جيد الرمي بالنشاب ففرض لهم العطاء. ثم استعمل معاوية على خراسان سعيد بن عثمان بن عفان سنة 55فقطع النهر وقيل: إنه أول من قطعه بجنده وكان معه رفيع أبو العالية الرياحي وهو مولى لامرأة من بني رياح فقال رفيع وأبو العالية رفعة وعلو فلما بلغ خاتون عبوره حملت إليه الصلح وأقبل أهل الصغد والترك وأهل كش ونسف إلى سعيد في مائة ألف وعشرين ألفا فالتقوا ببخارى فندمت خاتون على إدائها الإتاوة ونقضت العهد فحضر عبد لبعض أهل تلك الجموع فانصرف بمن معه فانكسر الباقون فلما رأت خاتون ذلك أعطته الرهن وأعادت الصلح ودخل سعيد مدينة بخارى ثم غزا سمرقند كما نذكره في صمرقند. ثم لم يبلغني من خبرها شيء إلى سنة 87 في ولاية قتيبة بن مسلم خراسان فإنه عبر النهر إلى بخارى فحاصرها فاجتمعت الصغد وفرغانة والشاش وبخارى فأحدقوا به أربعة أشهر ثم هزمهم وقتلهم قتلا ذريعا وسبى منهم خمسين ألف رأس وفتحها فأصاب بها قدورا يصعد إليها بالسلاليم ثم مضى منها إلى سمرقند وهي غزوته الأولى وصفت بخارى للمسلمين. وينسب إلى بخارى خلق كنير من أئمة المسلمين في فنون شتى. منهم إمام أهل الحديث أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة بن بردزبه، وبردزبه مجوسي أسلم على يد يمان البخاري والي بخارى ويمان هذا هو أبو جد عبد الله بن محمد المسندي الجعفي ولذلك قيل للبخاري الجعفي نسبة إلى ولائهم صاحب الجامع الصحيح والتاريخ رحل في طلب العلم إلى محدثي الأمصار وكتب بخراسان والعراق والشام والحجاز ومصر ومولده سنة 194 ومات ليلة عيد الفطر سنة 256 وامتحن وتعضب عليه حتى أخرج من بخارى إلى خزتنك فمات بها، ومنهم أبو زكرياء عبد الرحيم بن أحمد بن نصر بن إسحاق بن عمرو بن مزاحم بن غياث التميمي البخاري الحافظ سمع بما وراء النهر والعراق والشام ومصر و إفريقية والأندلس ثم سكن مصر وحدث عن عبد الغني بن سعيد الحافظ وتمام بن محمد الرازي وعمن يطول ذكرهم، وحكى عنه الفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي أنه قال: لي ببخارى أربعة عشر ألف جزء أريد أن أمضي وأجيء بها، وقال أبو عبد الله محمد بن أحمد الخطاب سمع أبو زكرياء البخاري ببخارى محمد بن أحمد بن سليمان الغنجار البخاري وأبا الفضل أحمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي وذكر جماعة بعدة بلاد وقال: سمع عبد الغني بن سعيد بمصر ودخل الأندلس وبلاد المغرب وكتب بها عن شيوخها ولم يزل يكتب إلى أن مات وكتب عمن هو دونه وفي مشايخه كثرة وكان من الحفاظ الأثبات عندي عنه مشثتبه النسبة لعبد الغني، وقال أبو الفضل بن طاهر المقدسي في كتابه تكملة الكامل في معرفة الضعفاء قال عبد الرحيم أبو زكرياء البخاري حدث عن عبد الغني بن سعيد بكتاب مشتبه النسبة قراءة عليه وأنا اسمع قال ابن طاهر وفي هذا نظر فإني سمعت الإمام أبا القاسم سعد بن علي الزنجاني الحافظ يقول لم يرو هذا الكتاب عن عبد الغني غير ابن ابنته أبي الحسن بن بقاء الخشاب قال الحافظ أبو القاسم الدمشقي وفي قول الزنجاني هذا نظر فإنه شهادة على نفي وقد وجدنا ما يبطلها وهو أنه قد روى هذا الكتاب عن عبد الغني أيضا أبو الحسن رشاء بن نظيف المقري وكان من الثقات، وأبو زكرياء عبد الرحيم ثقة ما سمعنا أن أحدا تكلم فيه. وذكر أبو محمد الأكفاني أن أبا زكرياء البخاري مات بالحوراء سنة 461 وقال غيره سئل عن مولده فقال في شهر ربيع الأول سنة 382، ومنهم أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا الحكيم البخاري المشهور أمره المقدور قدره صاحب التصانيف تقلبت به أحوال أقدمته إلى الجبال فولي الوزارة لشمس الدولة أبي طاهر بن فخر الدولة بن ركن الدولة ابن بويه صاحب همذان وجرت له أمور وتقلبت به نكبات حتى مات في يوم السبت سادس شعبان سنة 428 عن ثمان وخمسين سنة. وأما الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن حمدون بن بخار البخاري وأبوه أبو بكر من أهل نيسابور فمنسوبان إلى جدهما وأما أبو المعالي أحمد بن محمد بن على بن أحمد البغدادي البخاري فإنه كان يحرق البخور في جامع المنصور احتسابا فجعل أهل بغداد البخوري بخاريا وعرف بيته في بغداد ببيت ابن البخاري. قالهما أبو سعد. عن عبد الغني أيضا أبو الحسن رشاء بن نظيف المقري وكان من الثقات، وأبو زكرياء عبد الرحيم ثقة ما سمعنا أن أحدا تكلم فيه. وذكر أبو محمد الأكفاني أن أبا زكرياء البخاري مات بالحوراء سنة 461 وقال غيره سئل عن مولده فقال في شهر ربيع الأول سنة 382، ومنهم أبو علي الحسين بن عبد الله بن سينا الحكيم البخاري المشهور أمره المقدور قدره صاحب التصانيف تقلبت به أحوال أقدمته إلى الجبال فولي الوزارة لشمس الدولة أبي طاهر بن فخر الدولة بن ركن الدولة ابن بويه صاحب همذان وجرت له أمور وتقلبت به نكبات حتى مات في يوم السبت سادس شعبان سنة 428 عن ثمان وخمسين سنة. وأما الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن حمدون بن بخار البخاري وأبوه أبو بكر من أهل نيسابور فمنسوبان إلى جدهما وأما أبو المعالي أحمد بن محمد بن على بن أحمد البغدادي البخاري فإنه كان يحرق البخور في جامع المنصور احتسابا فجعل أهل بغداد البخوري بخاريا وعرف بيته في بغداد ببيت ابن البخاري. قالهما أبو سعد.

البخارية: سكة بالبصرة أسكنها عبيد الله بن زياد أهل بخارى الذين نقلهم كما ذكرنا من بخارى إلى البصرة وبنى لهم هذه السكة فعرفت بهم ولم تعرف به.

بخجرميان: بالفتح ثم السكون وفتح الجيم وسكون الراء وكسر الميم وياء وألف ونون. من قرى مرو قرب أندرابة كان ينزلها عسكر بلخ. كان يسكنها حفص بن عبد الحليم البخجرمياني رحل إلى الحجاز والعراق، وذكر أبو زرعة السنجي هذه القرية فقال بغجرميان بالغين معجمة رواه حفص عن المقري.

البخراء: مدودة كأنها تأنيث الأبخر وهو نتن الفم وهي كذلك. ماءة منتنة على ميلين من القليعة في طرف الحجاز. قرأت بخط أبي الفضل العباس بن علي الصولي يعرف بابن برد الخيار عن حكم الوادي. قال بينما نحن مع الوليد بن يزيد بن عبد الملك بالبخراء وهو يشرب إذ دخل عليه مولى له مخرق ثيابه فقال هذه الخيل قد أقبلت فقال هاتوا المصحف حتى أقتل كما قتل عمي عثمان فدخل عليه فقتل فرأيت رأسه في طشت ملقى ويده في فم الكلب ثم بعث برأسه إلى دمشق.

باب الباء والدال وما يليهما

بدا: بالفتح والقصر. واد قرب أيلة من ساحل البحر وقيل بوادي القرى وقيل: بوادي عذرة قرب الشام. قال بعضهم:

وأنت التي حببت شغبا إلى بدا ** إلي وأوطاني بلاد سواهما

حللت بهذا حلة ثم حلة ** بهذا فطاب الواديان كلاهما وقال جميل العذري:

ألا قد أرى ألا بثينة ترتجي ** بوادي بداء لا بحسمى ولا شغب

ولا ببصاق لا بثينة فاعترف ** لما أنت لاق أو تنكب عن الركب بداكر: بالفتح وأخره راء. من قرى بخارى. منها أبو جعفر رضوان بن سالم البداكري البخاري وغيره.

بدالة: بالضم. موضع في شعر عبد مناف بن ربع الهذلي:

إني أصادف مثل يوم بدالة ** ولقاء مثل غداة أمس بعيد البدائع: بالفتح وياء. موضع في. قول كثير:

بكى سائب لما رأى رمل عالج ** أتى دونه والهضب هضب متالع

بكى إنه سهل الدموع كما بكى ** عشية جاوزنا بحارا البدائع

بدبد: بالفتح والتكرير. ماء في طرف أبان الأبيض الشمالي قال. كثير:

إذا أصبحت بالجلس في أهل قرية ** وأصبح أهلي بين شطب فبدبد وقال قيس بن زهير يخاطب عروة بن الورد:

أذنب علينا شتم عروة حاله ** بقرة أحساء يوما ببدبد

رأيتك الأفا بيوت معاشر ** تزال يد في فضل قعب ومرفد بدخكث: بالضم ثم الفتح وخاء معجمة ساكنة وكاف مفتوحة وثاء مثلثة. من قرى اسفيجاب أو الشاش. منها أبو سعيد ميكائيل بن حنيفة البدخكثي قتل شهيدا في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.

بدر: بالفتح ثم السكون. قال الزجاج بدر أصله الامتلاء. يقال غلام: بدر إذا كان ممتلئا شابا لحما وعين بدرة: ويقال قد بدر فلان إلى الشيء وبادر إليه إذا سبق وهو غير خارج عن الأصل لأن معناه استعمل غاية قوته وقدرته على السرعة أي استعمل ملء طاقته وسمي بيدر الطعام بيدرا لأنه أعظم الأمكنة التي يجتمع فيها الطعام، ويقال بدرت من فلان بادرة أي سبقت فعلة عند حدة منه في غضب بلغت الغاية في الإسراع وقوله تعالى: ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا النساء: 6، أي مسابقة لكبرهم وسس القمر ليلة الأربعة عشر بدرا لتمامه وعظمه. وبدر ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء بينه وبين الجار وهو ساحل البحر ليلة، ويقال: إنه ينسب إلى بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، وقيل: بل هو رجل من بني ضمرة سكن هذا الموضع فنسب إليه ثم غلب اسمه عليه، وقال الزبير بن بكار: قريش بن الحارث بن يخلد، ويقال مخلد بن النضر بن كنانة به سميت قريش فغلب عليها لأنه كان دليلها وصاحب ميرتها فكانوا يقولون جاءت عير قريش وخرجت عير قريش قال: وابنه بدر بن قريش به سميت بدر التي كانت بها الوقعة المباركة لأنه كان احتفرها وبهذا الماء كانت الوقعة المشهورة التي أظهر الله بها الإسلام وفرق بين الحق والباطل في شهر رمضان سنة اثنتين للهجرة، ولما قتل من قتل من المشركين ببدر وجاء الخبر إلى مكة ناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا لاتفعلوا فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم، وكان الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعة بن الأسود وعقيل بن الأسود والحارث بن زمعة وكان يحب أن يبكي على بنيه. قال: فبينما هو كذلك إذ سمع نائحة بالليل فقال: لغلام له وقد ذهب بصره انظر هل أحل النحيب وقد بكت قريش على قتلاهم لعلي أبكي على أبي حكيمة يعني زمعة فإن جوفي قد احترق فلما رجع الغلام إليه قال: إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته. فقال حينئذ:

أتبكي أن يضل لها بعير ** ويمنعها من النوم السهود

فلا تبكي على بكر ولكن ** على بدر تقاصرت الجدود

على بدر سراة بني هصيص ** ومخزوم ورهط أبي الوليد

وبكي إن بكيت على عقيل ** وبكي حارثا أسد الأسود

وبكيهم ولا تسمى جميعا ** وما لأبي حكيمة من نديد

ألا قد ساد بعدهم رجال ** ولولا يوم بدر لم يسودوا

وبين بدر والمدينة سبعة برد بريد بذات الجيش وبريد عبود وبريد المرغة وبريد المنصرف وبريد ذات أجذال وبريد المغلاة وبريد الأثيل ثم بدر وبدر الموعد وبدر القتال وبدر الأولى والثانية كله موضع واحد، وقد نسب إلى بدر جميع من شهدها من الصحابة الكرام. ونسب إلى سكنى الموضع أبو مسعود البدري واسمه عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج شهد العقبة الثانية وكان أصغر من شهدها. وفي كتاب الفيصل أنه لم يشهد بدرأ، وقال ابن الكلبي شهد بدرا والعقبة وولاه علي الكوفة حين سار إلى صفين. وبدر جبل في بلاد باهلة بن أعصر وهناك أرمام الجبل المعروف وأحد جبلين يقال لهما بدران في أرض بين الحريش و اسم الحريش معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وبدر أيضا مخلاف باليمن وهو غير الأول.

بدس: بالفتح وتشديد ثانية وفتحه وبدس. من قرى اليمن.

بدلان: بوزن قطران ويقال بدلان. موضع في قول امرىء القيس:

لمن طلل أبصرته فشجاني ** كخط زبور أو عسيب يمان

ديار لهند والرباب وفرتنا ** ليالينا بالنعف من بدلان

ليالي يدعوني الهوى فأجيبه ** وأعين من أهوى إلي روان

بدليس: بالفتح ثم السكون وكسر اللام وياء ساكنة وسين مهملة ولا أعلم نظيرا لهذا الوزن في كلام العرب غير وهبيل اسم بطن من النخع، وأما في العجم ففيه تفليس وتبريز. بلدة من نواحي أرمينية قرب خلاط ذات بساتين كثيرة وتفاحها يضرب به المثل في الجودة والكثرة والرخص ويحمل إلى بلدان كثيرة وطولها خمس وستون درجة وعرضها ثمان وثلاثون درجة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر لما فرغ عياض بن غنم من الجزيرة دخل الدرب فبلغ بدليس فجازها إلى خلاط وصالح بطريقها وانتهى الى العين الحامضة فلم يتجاوزها وعاد فضمن صاحب بدليس خراج خلاط وجماجمها ثم انصرف إلى الرقة ومضى إلى حمص ومات بها سنة 26 للهجرة، وفي بدليس يقول أبو الرضا الفضل بن منصور الظريف.

بدليس قد جددت لي صبوة ** بعد التقى والنسك والسمت

هتكت ستري في هوى شادن ** وما تحرجت ولا خفت

وكنت مطويا على عفة ** مظنونة يمشي بها وقتي

وإن تحاسبنا فقولي لنا ** من أنت يا بدليس من أنت

وأين ذا الشخص النفيس الذي ** يزيد في الوصف على النعت

من طبعك الجافي ومن أهله ** قد صرت بغداد على بخت بدن: بالتحريك. لهيم البدن يذكر في اللام.

بدن: بالضم. موضع في أشعار بني فزارة عن نصر.

بدوتان: بفتح الواو وتاء فوقها نقطتان وألف ونون بلفظ التثنية. دارة بدوتين لبني ربيعة بن عقيل وهما هضبتان بينهما ماء.

بدوة: واحدة الذي قبله. جبل بنجد لبني العجلان. قال عامر بن الطفيل: يرثي ابن أخيه عبد عمرو بن حنظلة بن طفيل:

وهل داع فيسمع عبد عمرو ** لأخرى الخيل تصرعها الرماح

فلا وأبيك لا أنسى خليلي ** ببدوة ما تحركت الرياح

وكنت صفي نفسي دون قومي ** وودي دون حامله السلاح

وقال تميم بن أبي بن مقبل:

هل أنت محيي الربع أم أنت سائله ** بحيث أفاضت في الركاء مسائله

وكيف تحيي الربع قد بان أهله ** فلم يبق إلا أسه وجنادله

وقد قلت من فرط الأسى إذ رأيته ** وأسبل دمعي مستهلا أوائله

ألا يا لقومي للديار ببدوة ** وأني مراح المرء والشيب شامله بدهة: ناحية بالسند وقد كتبت بالنون مشروحة وأنا شاك فيها فليحقق.

بديانا: بعد الدال ياء وألف ونون. من قرى نسف. ينسب إليها بديانوى. منها أبو سلمة البديانوي الزاهد له كلام في الرقائق.

بديع: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وعين مهملة. قال الحازمي: بديع. اسم بناء عظيم للمتوكل بسر من رأى، وقال السكوني: بديع ماء عليه نخل وعيون جارية بقرب وادي القرى، وقال الحازمي: أوله ياء وسنذكره في موضعه.

البديعة: بزيادة هاء. ماءة بحسمي وحسمي جبل بالشام.

بدين: تصغير بدن. اسم ماء.

البدية: بالفتح ثم الكسر وياء مشددة. ماء على مرحلتين من حلب بينها ويين سلمية. قال أبو الطيب.

وأمست بالبدية شفرتاه ** وأمسى خلف قائمه الحيار البدي: قال أبو زياد كل ما كان في الجاهلية من الركي ينسب عاديا وأما ما حفر منذ كان الإسلام محدثا جديد الأرض فإنه ينسب إسلاميا واحدته البدي وجماعته البديان. واد لبني عامر بنجد. والبدي أيضا قرية من قرى هجر بين الزرائب والحوضى. قال لبيد:

غلب تشذر بالذحول كأنها ** جن البدي رواسيا أقدامها وقيل البدي في هذا البيت البادية. وقد ذكر لبيد البدي في شعر آخر له. فقال:

جعلن جراح القرنتين وعالجا ** يمينا ونكبن البدي شمائلا فهذا موضع بعينه. ويقويه قول امرىء القيس:

أصاب قطاتين فسال لواهما ** فوادي البدي فانتحي للاريض باب الباء والذال وما يليهما

بذان: بالكسر والنون. ناحية من أعمال الأهواز.

البذان: بالفتح وتشديد الذال تثنية البذ المذكور بعد هذا، وقد يجيء في الشعر هكذا. قال أبو تمام:

كأن بابك بالبذين بعدهم ** نؤي أقام خلاف الحي أو وتد بذخشان: بفتحتين والخاء معجمة ساكنة وشين معجمة محركة وألف ونون والعامة يسمونها بلخشان باللام وهو الموضع الذي فيه معدن البلخش المقاوم للياقوت وهو فيما حدثني من شاهده عروق في جبلهم يكثر لكن الجيد منه قليل رأيت مع هذا المخبر منه مخلاة ملأى لا ينتفع به وفي جبلهم هذا أيضا معدن اللازورد الذي يزوق ويعمل منه فصوص الخواتم ومن هذا الموضع يدخل التجار أرض التبت. وبذخشان بلدة في أعلا طخارستان متاخمة لبلاد الترك بينها وبين بلخ ما حكاه البشاري والأصطخري ثلاث عشرة مرحلة ومثلها بينها وبين ترمذ وبها رباط بنته زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم محمد الأمين زوجة الرشيد وبها حصن عجيب من بنائها قل مارأى الناس مثله وفيها أيضا معدن البجادي حجر كالياقوت غير البلخش والبلور الخالص كل ذلك عروق في جبالها وفيها أيضا حجر الفتيلة وهو شيء يشبه البردي والعامة تظنه ريش طائر يقال له الطلق لا تحرقه بالنار يوضع في الدهن ثم يشعل بالنار فيقد كما تقد الفتيلة فإذا اشتعل الدهن بقي على ما كان لم يتغير شيء من صفته وكذلك أبدا كلما وضع في الدهن واشتعل وإذا ألقي في النار المتأججة لا تحرقه وينسج منه مناديل غلاظ للجوان فإذا اتسخت وأريد غسلها ألقيت في النار فيحترق ما عليها من الدرن وتخلص وتطلع نقية كأن لم يكن بها درن قط وهناك حجر يجعل في البيت المظلم فيضيء شيئا يسيرا كل ذلك ذكره البشاري.

بذخش: هي التي قبلها بعينها، وقد نسب إليها بهذا اللفظ أبو إسحاق إبراهيم بن هارون البذخشي البنخي حدث عن سليمان بن عيسى السجزي بمناكير روى عنه علي بن سعيد بن سنان قاله يحيى بن مندة.

بذ: بتشديد الذال المعجمة. كورة بين أذربيجان وأران بها كان مخرج بابك الخرمي في أيام المعتصم. قال الحسين بن الضحاك:

لم يدع بالبذ من ساكنه ** غير أمثال كأمثال إرم وقال أبو تمام:

فالبذ أغبر دارس الأطلال ** ليد الردى أكل من الآكال وقال أيضا:

وكم خيل بالبذ منهم هددته ** وغاو غوى حلمته لو تحلما وقال البحتري:

لله درك يوم بابك فارسا ** بطلا لأبواب الحتوف قروعا

حتى ظفرت ببذهم فتركته ** للذل جانبه وكان منيعا وقال مسعر الشاعر بالبذ موضع تكسيره ثلانة أجربة يقال: إن فيه موقف رجل لا يقوم فيه أحد يدعوا الله إلا استجيب له وفيه تعقد أعلام المحمرة المعروفين بالخرمية، ومنه خرج بابك وفيه يتوقعون المهدي وتحته نهر عظيم إن اغتسل فيه صاحب الحميات العتيقة قلعها وإلى جانبه نهر الرس وبها رمان عجيب ليس في جميع الدنيا مثله وبها تين عجيب وزبيبها يجفف في التنانير لأنه لا شمس عندهم لكثرة الضباب ولم تصح السماء عندهم قط وعندهم كبريت قليل يجدونه قطعا على الماء ويسمن النساء إذا شربنه مع الفتيت.

بذر: بفتح الذال وراء بوزن فئل وهو وزن عزيز لم تستعمل العرب منه في الأسماء إلا عشرة ألفاظ وهي بذر موضع وبقم للخشب الذي يصبغ به وشلم اسم للبيت المقدس وعثر موضع باليمن وخضم اسم موضع واسم العنبر بن عمرو بن تميم وخود اسم موضع وشمر اسم فرس واسم قبيلة من طيء ونطح اسم موضع أيضا. فأما بذر فهو من التبذير وهو التفريق وهو اسم بئر فلعل ماءها قد كان يخرج متفرقا من غير مكان وهي. بئر بمكة لبني عبد الدار قال الشاعر:

سقى الله أمواها عرفت مكانها ** جرابا وملكوما وبذر والغمر

وذكر أبو عبيدة في كتاب الآبار: وحفر هاشم بن عبد مناف بذر وهي البئر التي عند خطم الخندمه جبل على فم شعب أبي طالب، وقال حين حفرها.

أنبطت بذرا بماء قلاس ** جعلت ماءها بلاغا للناس

البذرمان: الذال ساكنة والراء مفتوحة قرية كبيرة في غربي نيل الصعيد.

بذش: بالتحريك وشين معجمة. قرية على فرسخين من بسطام من أرض قومس منها الامام أبو محمد نوح بن حبيب البذشي يروي عن أبي بكر بن عياش مات في رجب سنة 242. وعلي بن محمد بن حاتم البذشي روى عن أبي زرعة الرازي سمع منه أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر الأزهري.

بذقون: بالتحريك وضم القاف. كورة بمصر لها ذكر في الفتوح وهي من كورة الجوف الغربي.

بذندون: بفتحتين وسكون النون ودال مهملة وواو ساكنة ونون قرية بينها وبين طرسوس يوم من بلاد الثغر مات بها المأمون فنقل إلى طرسوس ودفن بها ولطرسوس باب يقال له باب بذندون عنده في وسط السور قبر أمير المؤمنين المأمون عبد الله بن هارون كان خرج غازيا فأدركته وفاته هناك وذلك في سنة 218.

بذيحون: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وخاء معجمة. من قرى بخارى ينسب إليها أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن محمد المكتب البذيخوني.

بذيس: السين مهملة. من قرى مرو. منها أبو عبد الله عبد الصمد بن أحمد بن محمد البذيسي إمام مسجد الصاغة بمرو وتوفي في شعبان سنة 533.

باب الباء والراء وما يليهما

بران: بالفتح وألف وهمزة وألف أخرى ونون قرية من نواحي أصبهان منها أبو بكر ذاكر بن محمد بن عمر بن سهل الجاري البرآاني والجار أيضا من قرى أصبهان.

البرابي: بالفتح وبعد الألف باء أخرى. وهو جمع بربا كلمة قبطتة وأظنه إسما لموضع العبادة أو البناء المحكم أو موضع السحر قيل لما فرغت دلوكة ملكة مصر بعد فرعون من بناء حائطها كما ذكرته في حائط العجوز كانت بمصر عجوز يقال لها تدورة ساحرة وكان السحرة يقدمونها في العلم والسحر فبعثت إليها دلوكة الملكة وقالت إنا قد احتجنا إلى سحرك وفزعنا إليك في شيء تصنعيه يكون حرزا لبلدنا ممن يرومه من الملوك إذ كنا بغير رجال فأجابتها إلى ما أرادت وصنعت البربا بنته بحجارة في وسط مدينة منف وجعلت له أربعة أبواب إلى أربع جهات وصورت فيه الخيل والبغال والحمير والسفن والرجال وقالت قد عملت شيئا يهلك به كل من أراد البلد بسوء وهو يغنيكم عن الحصون والسلاح ويقطع عنكم مؤونة من أتاكم من أي جهة كان فإنهم إن كانوا من البر راكبين خيلا أو بغالا أو حميرا أو إبلا أو كانوا رجالة أو كانوا في السفن تحركت الصور التي تشاكلهم وأومأت إلى الجهة التي يجيئون منها فما فعلتم بالصور أصابهم مثل ذلك في أنفسهم على ما تفعلونه بالصور، ولما بلغ الملوك الذين حولهم أن أمرهم قد صار إلى النساء طمعوا فيهم وتوجهوا إليهم فلما قربوا منهم تحركت تلك الصور التي في البرابي وأومأت إلى الجهات التي كان منها من يريدهم فلما رأوا ذلك أقبلوا يقطعون رؤوس الدواب وسوقها وأقفاءها وعيونها وبقروا بطونها وفعلوا بالرجال أيضا ذلك فلم يفعلوا بتلك الصور شيئا إلا نال مثله القاصدين لهم فلما تسامعت الأمم بذلك تركوا قصدهم والتعرض لهم. قلت وبيوت هذه البرابي في عدة مواضع من صعيد مصر في إخميم وأنصنا وغيرهما باقية إلى الآن والصور الثابتة في الحجارة موجودة وهذه القصة المذكورة قل أن يخلو منها كتاب في أخبار مصر فلذلك ذكرت وإن كانت بالخرافة أشبه وقد ذكر في إخميم ما فيها من ذلك و الله أعلم.

براثا: بالثاء المثلثة والقصر. محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول وكان لها جامع مفرد تصلي فيه الشيعة وقد خرب عن آخره وكذلك المحلة لم يبق لها أثر فأما الجامع فأدركت أنا بقايا من حيطانه وقد خربت في عصرنا واستعملت في الأبنية وفي سنة 329 فرغ من جامع براثا وأقيمت فيه الخطبة وكان قبل مسجدا يجتمع فيه قوم من الشيعة يسبون الصحابة فكبسه الراضي بالله وأخذ من وجده وحبسهم وهدمه حتى سوى به الأرض وأنهى الشيعة خبره إلى بجكم الماكاني أمير الأمراء ببغداد فأمر بإعادة بنائه وتوسيعه وإحكامه وكتب في صدره اسم الراضي ولم تزل الصلاة تقام فيه إلى بعد الخمسين وأربعمائة ثم تعطلت إلى الآن، وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون أن عليا مر بها لما خرج لقتال الحرورية بالنهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور وذكر أنه دخل حماما كان في هذه القرية وقيل بل الحمام التي دخلها كانت بالعتيقة محلة ببغداد خربت أيضا، وينسب إلى براثا هذه أبو شعيب البراثي العابد كان أول من سكن براثا في كوخ يتعبد فيه فمرت بكوخه جارية من أبناء الكتاب الكبار وأبناء الدنيا كانت ربيت في القصور فنظرت الى أبي شعيب فاستحسنت حاله وما كان عليه فصارت كالأسير له فجاءت إلى أبي شعيب وقالت أريد أن أكون لك خادمة فقال لها إن أردت ذلك فتعري من هيئتك وتجردي عما أنت فيه حتى تصلحي لما أردت فتجردت عن كل ماتملكه ولبست لبسة النساك وحضرته فتزوجها. فلما دخلت الكوخ رأت قطعة خصاف كانت في مجلس أبي شعيب تقيه من الندى فقالت ما أنا بمقيمة عندك حتى تخرج ما تحتك لأني سمعتك تقول أن الأرض تقول: يا ابن آدم تجعل بيني وبينك حجابا وأنت غدا في بطني فرماها أبو شعيب ومكثت عنده سنين يتعبدان أحسن عبادة وتوفيا على ذلك، وأبو عبد الله بن أبي جعفر البراثي الزاهد أستاذ أبي جعفر الكريني الصوفي وله خبر مع زوجته يشبه الذي قبله وهو ما قال حليم بن جحفر كنا نأتي أبا عبد الله بن أبي جعفر الزاهد وكان يسكن براثا وكان له امرأة متعبدة يقال لها جوهرة وكان أبو عبد الله يجلس على جلة خوص بحرانية وجوهرة جالسة حذاءه على جلة أخرى مستقبلي القبة في بيت واحد قال فأتيناه يوما وهو جالس على الأرض وليست الجلة تحته فقلنا يا أبا عبد الله ما فعلت الجلة التي كنت تجلى عليها فقال: إن جوهرة أيقظتني البارحة فقالت أليس يقال في الحديث أن الأرض تقول يا ابن آدم تجعل بيي وبينك سترا وأنت غدا في بطني قال قلت نعم قالت فاخرج هذه الجلال لا حاجة لنا فيها فقمت والله وأخرجتها. قلت وقد ذكر الرجلين والقصتين الحافظ أبو بكر في تاريخه، ومحمد بن خالد بن يزيد بن غزوان أبو عبد الله البراثي والد أبي العباس كان من أهل الدين والفضل والجلالة والنبل ذا حال من الدنيا حسنة معروفا بالبر واصطناع الخير وكان صديقا لبشر بن الحارث الحافي يأنس إليه في أموره ويقبل صلته قال أبو محمد الزهري سمعت إبراهيم الحربي يقول والك يقع على أحد شيء من السماء ولكن كان لبشر صديق أشار إلى أنه كان يقبل منه الصلة ونحوها روى الحديث عن هاشم بن بشير روى عنه ابنه أبو العباس، وابنه أحمد بن محمد بن خالد أبو العباس البراثي سمع علي بن الجعد وعبد الله بن عون الخراز وكامل بن طلحة ويحيى الحماني وأحمد بن إبراهيم الموصلي وشريح بن يونس والحسن بن حماد وسجادة وأبا محمد بن خالد وإسماعيل بن علي الخطبي ومحمد بن عمر الجعابي وأحمد بن جعفر بن مسلم وهو ثقة مأمون قاله الدارقطني، وقال ابن قانع مات في سنة 300 وقيل سنة 302، وجعفر بن محمد بن عبد بقية أبو عبد الله المعروف بالبراثي مروزى الأصل حدث عن أبي عمر حفص الربالي ومحمد بن الوليد البسري وإسماعيل بن أبي الحارث وزيد بن إسماعيل الصائغ وإبراهيم بن صالح الأدمي وإبراهيم بن هانىء النيسابوري. روى عنه أبو حفص بن شاهين والمعافا بن زكرياء الجريري وأحمد بن منصور النوشري وعبد الله بن عثمان الصفار وكان ثقة مات في سلخ جمادى الاخرة سنة 325 قاله ابن قانع، وبراثا أيضا قال أبو بكر الحافظ. قرية من سواد نهر الملك. منها أحمد بن المبارك بن أحمد أبو بكر البراثي براثا نهر الملك يعرف بأبي الرجال سمع بالبصرة من علي بن محمد بن موسى التمار البصري سمع منه أبو بكر الخطيب وقال كتبت عنه في قريته وكان صالحا من أهل القرآن كثير التعبد ومات سنة 430.

برارجان: بالفتح وبعد الألف راء أخرى وجيم وألف ونون. معناه بالفارسية روح الأخ وربما قيل برارقان بالقاف. وهي سكة كبيرة بأعلى الماجان من مرو كان فيها جماعة من العلماء. منهم أبومحمد القاسم بن محمد بن علي بن حمزة البرارجاني كان إماما حافظا عارفا بالحديث وأبوه أيضا من مشاهير المحدثين توفي القاسم سنة 292.

براز الروز: بالراء ثم ألف ولام وراء مضمومة وواو ساكنة وزاي. من طساسيج السواد ببغداد من الجانب الشرقي من أستان شاذقباذ وكان للمعتضد به أبنية جليلة.

براش: الشين معجمة. حصن باليمن من نواحي أبين لابن العليم. وبراش أيضا حصن مطل على مدينة صنعاءعلى جبل نقم..

براعيم: جمع برعوم وهو الزهر قبل أن ينفتح وكذلك البرعم. قال أبو بكر براعيم الجبال شماريخها قيل: هو جبل في شعر ابن مقبل، وقيل: هو أعلام صغار قريبة من أبان الأسود في شعر ذي الرمة حيث. قال:

بئس المناخ رفيغ عند أخبية ** مثل الكلى عند أطراف البراعيم برافيل: أمواه تقرب من البحر الواحدة برغيل.

براقش: بالقاف والشين المعجمة، والبرقشة اختلاف اللون والبرقشة التفرق تركت البلاد براقش أي ممتلئة زهرا مختلفة من كل لون وتبرقش الرجل أي تزين بألوان مختلفة. قال الأصمعي: عن أبي عمرو بن العلاء في قول عمرو بن معدي كرب:

ينادي من براقش أو معين ** فأسمع فاتلألب بنا مليع براقش ومعين حصنان باليمن كان بعض التبابعة أمر ببناء سلحين فبيني في ثمانين عاما بني براقش ومعين بغسالة أيدي صناع سلحين. قال: ولا ترى لسلحين أثرا وهاتان قائمتان، وقال الجعدي:

تستن بالضرو من براقش أو ** هيلان أو يانع من العتم يصف بقرا تستن بالشوك- والضرو- شجر يستاك به - والعتم- شجر الزيتون، وقال فروة بن مسيك المرادي:

أحل بحاجر جدي غطيف ** معين الملك من بين البنينا

وملكنا براقش دون أعلى ** وأنعم إخوتي وبني أبينا وفيهما يقول علقمة:

وهل أسوى براقش حين أسوى ** ببلقعة ومنبسط أنيق

وحلوا من معين يوم حلوا ** لعزهم لدى الفج العميق ذكر البراق البراق جمع برقة وقد مر ذكره في أبراق براق بدر: ذكرها كثير. فقال:

فقلت وقد جعلن براق بدر ** يمينا والعنابة عن شمال براق جبابراق: موضع بالجزيرة قتل عنده عمير بن ا الحباب السلمي. وجبابراق أيضأ موضع بالشام عن أبي عبيدة ذكرهما معا نصر.

براق التين: بلفظ التين من الفواكه. جبل.قال أبو محمد الخدامي:

ترعى إلى جد لها مكين ** أكناف خؤ فبراق التين براق ثخر: قرب وادي القرى. قال عبد الله بن سلمة:

ولم أر مثل بنت أبي وفاء ** غداة براق ثخر أو أجوب براق حورة: بفتح الحاء المهملة والراء. موضع من ناحية القبلية. قال الأحوص:

فذو السرح أقوى فالبراق كأنها ** بحورة لم يحلل بهن عريب براق خبت: بفتح الخاء المعجمة وسكون الباء وتاء فوقها نقطتان. وخبت صحراء بين مكة والمدينة وقيل خبت ماء: لبني كلب. قال بشر:

فأودية الفوى فبراق خبت ** عفتها العاصفات من الرياح وقال أيضا:

أتعرف من هنيدة رسم دار ** بأعلى ذروة وإلى لواها

ومنها منزل ببراق خبت ** عفت حقبا وغيرها بلاها براق الخيل: بلفظ الخيل التي تركب. اسم موضع قرب راكس. قال ضبعان بن عباد النميري:

أل حبذا البرق اليماني وحبذا ** جنوب أتانا بالغبيط نسيمها

أتتنا بريح من خزامى غريبة ** تمتع بيتا فاسمكبن عميمها

هي المسك أوأشهى من المسك نشوة ** إذا هي شمت لو ينال شميمها

بدور براق الخيل أو بطن راكس ** سقاها بجود بعد عقر غيومها براق سلمى: قال المفضل النكري:

صبحنا عامرا ببراق سلمى ** طعانا مثل أفواه المزاد براق غضور: بفتح الغين المعجمة وسكون الضاد المعجمة. موضع كان فيه يوم من أيام العرب.

براق غول: بفتح الغين وسكون الواو ولام. قال بعضهم:

فربا السلو طح فالكثيب فعاقل ** فبراق غول فاللوى المتحلل براق اللوى: اللوى منقطع الرمل وقد ذكر في موضعه.

غنينا زمانا باللوى ثم أصبحت ** براق اللوى من أهلها قد تخلت براق لوى سعيد: قال الطرماخ:

بأبرق من براق لوى سعيد ** تأزر وارتدى بالأقحوان براق النعاف: بكسر النون. قال المرقش الأكبر:

لمن الظغن بالضحى طافيات ** شبهها الدوم أو خلايا سفين

جاعلات بطن الضباع شمالا ** وبراق النعاف ذات اليمين البراق: مضاف إليها ذات. في بلاد كلاب. قال حكيم بن عياش:

فهل تبلغنيها على نأي دارها ** بذات البراق اليغملات العرامس البراق: يضاف إليها ذو. قال حميد:

أربت رياح الأخرجين عليهما ** ومستجلب من ذي البراق غريب براق: بالضم. من قرى حلب بينهما نحو فرسخ. حدثني غير واحد من أهل حلب أن بها معبدا يقصده المرضى والزمنى فيبيتون فيه فيرى المريض من يقول له شفاؤك في كذا وكذا أو يرى شخصا كمسح بيده على مرضه فيبرأ وهذا مستفاض في أهل حلب و الله أعلم، ولعل الاخطل إياه عنى بقوله:

وماء تصبح القلصات منه ** كخمر براق قد فرط الأجونا براق: بالفتح وتشديد الراء. جبل بين سميراء والحاجر وعنده المشرق كذا قالوا: براقة: قرية عن يمين بلاد من أرض اليمامة.

براكد: بالفتح والتخفيف وفتح الكاف. من قرى بخارى. منها أبو العباس الفضل بن محمد بن سون البراكدي يروي عن بحير بن النضر.

برام: يروى بكسر أوله وفتحه والفتح أكثر. قال نصر. جبل في بلاد بني سليم عند الحرة من ناحية البقيع. وقيل هو على عشرين فرسخا من المدينة وذكر الزبير أودية العقيق فقال ثم قلعة برام. وفيها يقول المحرق المزني وهو ابن أخت معن بن أوس المزني:

وإني لأهوى من هوى بعض أهله ** براما وأجزاعا بهن برام وكان أوس بن حارثة بن لام الطائي قد أغار على هوازن في بلادهم فسبى منهم سبيا فقصده أبو براء عامربن مالك فيهم فأطلقهم له وكساهم. فقال أبو براء.

ألم ترني رحلت العيس يوما ** الى أوس بن حارثة بن لام

إلى ضخم الدسيعة مذحجي ** نماه من جديلة خير نام

وفي أسرى هوازن أدركتهم ** فوارس طيىء بلوى برام

تقرب ما استطاع أبو بجير ** وفك القوم من قبل الكلام

فما أوس بن حارثة بن لام ** بغمر في الحروب ولا كهام وكان عبد الله بن الزبير قد نفا من المدينة من كان بها من بني أمية وكان فيهم أبو قطيفة عمرو بن الوليد بن ضبة بن أبي معيط بن عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف فلحق بالشام فحن إلى أوطانه. فقال أشعارا بتشوقه. منها:

ليت شعري وأين مني ليت ** أعلى العهد يلبن فبرام

أم كعهدي العقيق أم غيرته ** بعدي الحادثات والأيام

وبقومي بدلت لخما وعكا ** وجذاما وأين مني جذام

وتبدلت من مساكن قومي ** والقصور التي بها الآطام

كل قصرمشيد ذي أواسي ** يتغنى عن ذراه الحمام

أقرمني السلام إن جئت قومي ** وقليل لهم لدي السلام

أقطع الليل كله باكتئاب ** وزفير فما أكاد أنام

نحو قومي إذ فرقت بيننا الدا ** ر وحادت عن قصدها الأحلام

خشية أن يصيبهم عنت الده وحرب يشيب فيها الغلام

ولقد حان أن يكون لهذا ال ** بعد عنا تباعد وانصرام فبلغت هذه الأبيات وغيرها من شعره إلى عبد الله بن الزبير فقال حن أبو قطيفة ألا من رآه فليبلغه عني أني قد أمنته فليرجع فرجع فمات قبل أن يبلغ المدينة.

البرامكة: كأنه نسبة إلى ال برمك الوزراء كالمهالبة والمرازبة. اسم محلة ببغداد وقرية قال أبو سعد. منها أبوحفص عمربن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل البرمكي سمع أحمد بن عثمان بن يحيى الأدمي وإسماعيل الخطبي وغيرهما روى عنه ابنه علي وكان ثقة صالحا مات في جمادى الأولى سنة 389، وأبو إسحاق إبراهيم بن عصر بن أحمد البرمكي البغدادي. قال أبو سعد كان أسلافه يسكنون محلة ببغداد تعرف بالبرامكة وقيل بل كانوا يسكنون قرية يقال لها البرمكية وكان صدوقا أديبا فقيها على مذهب أحمد بن حنبل وله حلقة للفتوى بجامع المنصور روى عنه القاضي أبوبكر محمدبن عبدالباقي قاضي البيمارستان وأبو بكر الخطيب وغيرهما ومات في سنة 441 وقيل: سنة 445 ومولده سنة 361، وأخوه علي بن عمر أبو الحسن البرمكي وهو الأصغر سنا سمع أبا القاسم بن حبابة ويوسف بن عمر القواس والمعافا بن زكرياء الجريري وكان ثقة درس فقه الشافعي على أبي حامد الاسفرايني روى عنه الخطيب ومن بعده وكان مولده سنة 373 ومات في ذي الحجة سنة 450، وأخوهما أبو العباس أحمد بن عمر البرمكي سمع أبا حفص بن شاهين وغيره روى عنه الخطيب، وقال كان صدوقا ومات في سنة 441، وأحمد بن إبراهيم بن عمرو أبو الحسين بن أبي إسحاق بقية بيت البرامكة المحدثين سمع أبا الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الحافظ وغيره روى عنه القاضي محمد بن عبد الباقي وغيره.

بران: بتشديد الراء وآخره نون. من قرى بخارى ويقال لها فوران على خمسة فراسخ من بخارى. منها أبو بكر محمد بن اسماعيل البراني الفقيه وابنه أبو سهل محمود وابنه أبو المعالي سهل بن محمود بن محمد البراني كان إماما فاضلا واعظا اشتغل بالعلم وحصل منه الكثير ثم انقطع إلى العبادة وتلاوة القرآن وسمع أباه أبا سهل البراني وأبا الفرج المظفر بن إسماعيل الجرجاني وغيرهما روى عنه ابنه وحمزة بن إبراهيم الخداباذي وغيرهما ومات ببخارى في جمادى الأولى سنة 524كله عن أبي سعد.

براوستان: من قرى قم. منها الوزير مجد الملك أبو الفضل أسعد بن محمد البراوستاني وزير السلطان بركيارق بن ملكشاه كان غالبا عليه واتهمه عسكره بفساد حالهم وشغبوا حتى سلمه إليهم بشرط أن يحفظوا مهجته فلم يطيعوه وقتلوه وذلك في سنة 472.

براهان: بتخفيف الراء. قلعة من نواحي همذان ويقال لها فزدجان أيضا.

البراهق: بالضم والهاء مكسورة وقاف. جبل حوله رمل من جبال عبد الله بن كلاب في مجتاف الرمل - المجتاف- الداخل في الأرض. قاله أبو زياد. وأنشد لامرىء القيس:

تخطف حزان البراهق بالضحى ** وقد جحرت منه ثعالب أورال برباط: بالفتح ثم السكون ثم باء موحدة وألف وطاء مهملة. واد بالأندلس من أعمال شذونة. قال ابن حوقل وفي المغرب في أقصاه إذا عطفت على البحر المحيط مدن كثيرة منها مدينة يقال: لها برباط على شاطىء نهرسبة من شماليه: بربخ: الخاء معجمة. موضع في قول الشاعر حيث. قال:

وقبر بأعلى مسحلان مكانه ** وقبرا سقى صوب السحاب ببربخا البربر: هو اسم يشمل قبائل كثيرة في جبال المغرب أولها برقة ثم إلى آخر المغرب والبحر المحيط وفي الجنوب إلى بلاد السودان وهم أمم وقبائل لا تحصى ينسب كل موضع إلى القبيلة التي تنزله ويقال لمجموع بلادهم بلاد البربر، وقد اختلف في أصل نسبهم فأكثر البربر تزعم أن أصلهم من العرب وهو بهتان منهم وكذب، وأما أبو المنذر فإنه قال البربر من ولد فاران بن عمليق، وقال الشرقي هو عمليق بن بلعم بن عامر بن اشليخ بن لاوذ بن سام بن نوح، وقال غيره عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام، والأكثر والأشهر في نسبهم أنهم بقية قوم جالوت لما قتله طالوت هربوا إلى المغرب فتحصنوا في جبالها وقاتلوا أهل بلادها ثم صالحوهم على شيء يأخذونه من أهل البلاد وأقاموا هم في الجبال الحصينة، وقال أحمد بن يحيى بن جابر حدثني بكربن الهيثم قال سألت عبد الله بن صالح عن البربر فقال هم يزعمون أنهم من ولد بر بن قيس بن عيلان وما جعل الله لقيس من ولد اسمه بر

وإنما هم من الجبارين الذين قاتلهم داود وطالوت وكانت منازلهم على الدهر ناحية فلسطين وهم أهل عمود فلما أخرجوا من أرض فلسطين أتوا المغرب فتناسلوا به وأقاموا في جباله وهذه من أسماء قبائلهم التي سميت بهم الأماكن التي نزلوا بها وهي. هوارة. أمتاهة. ضريسة. مغيلة. ورفجومة. و لطية. مطما طة. صنها جة. نفرة كتا مة.

لواتة. مزاتة. ربوحة. نفوسة. لمطة. صد ينة. مصمود ة. غمارة. مكنا سة. قالبة. وارية. اتينة. كومية. سخور. أمكنة. ضرربا نة. قططة. حبير. يراثن واكلان. قصدران، زر نجى. برغواطة. لواطة. زواوة. كزولة، وذكر هشام بن محمد أن جميع هؤلاء عمالقة إلا صنهاجة وكتامة فإنهم بنوا إفريقس بن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر كانوا معه لما قدم المغرب وبنى إفريقية فلما رجع إلى بلاده تخلفوا عنه عمالا له على تلك البلاد فبقوا إلى الآن وتناسلوا، والبربر أجفا خلق الله وأكثرهم طيشا وأسرعهم إلى الفتنة وأطوعهم لداعية الضلالة وأصغاهم لنمق الجهالة ولم تخل جبالهم من الفتن وسفك الدماء قط ولهم أحوال عجيبة واصطلاحات غريبة وقد حسن لهم الشيطان الغوايات وزين لهم الضلالات حتى صارت طبائعهم إلى الباطل مائلة وغرائزهم في ضد الحق حائلة فكم من ادعى فيهم النبوة فقبلوا وكم زاعم فيهم أنه المهدي الموعود به فأجابوا داعيه ولمذهبه انتحلوا وكم ادعى فيهم مذاهب الخوارج فإلى مذهبه بعد الإسلام انتقلوا ثم سفكوا الدماء المحرمة واستباحوا الفروج بغير حق ونهبوا الأموال واستباحوا الرجال لا شجاعة فيهم معروفة ولكن بكثرة العدد وتواتر المدد وتحكى عنهم عجائب. منها ما ذكره ابن حوقل التاجر الموصلي وكان قد طاف تلك البلاد وأثبت ما شاهد منهم ومن غيرهم. قال وأكثر بربر المغرب من سجلماسة إلى السوس وأغمات وفاس إلى نواحي تاهرت وإلى تونس والمسيلة وطبنة وباغاية إلى اكزبال وارفود ونواحي بونة إلى مدينة قسطنطينة الهوارة وكتا مة وميلة وسطيف يضيفون المارة ويطعمون الطعام ويكرمون الضيف حتى بأولادهم الذكور لا يمتنعون من طالب ألبته بل لو طلب الضيف هذا المعنى من أكبرهم قدرا وأكثرهم حمية وشجاعة لم يمتنع عليه. وقد جاهدهم عبد الله الشيعي على ذلك حتى بلغ بهم أشد مبلغ فما تركوه. قال: وسمعت أبا علي بن أبي سعيد يقول: إنه ليبلغ بهم فرط المحبة في إكرام الضيف أن يؤمر الصبي الجليل الأب والأصل الخطير في نفسه وماله بمضاجعة الضيف ليقضي منه وطره ويرون ذلك كرما والإباء عنه عارا ونقصا. ولهم من هذا فضائح ذكر بعضا منها إمام أهل المغرب أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي في كتاب له سماه الفضائح فيه تصديق لقول ابن حوقل وقد ذكرت ذلك في كتابي الذي رسمته بأخبار أهل الملل وقصص أهل النحل في مقالات أهل الاسلام، وذكر محمد بن أحمد الهمذاني في كتابه مرفوعا إلى أنس بن مالك قال جئت إلى النبي ومعي وصيف بربري فقال يا أنس ما جنس هذا الغلام فقلت بربري يا رسول الله فقال يا أنس بعه ولو بدينار فقلت له ولم يا رسول الله قال: إنهم أمة بعث الله إليهم نبيا فذبحوه وطبخوه. وأكلوا لحمه وبعثوا من المرق إلى النساء فلم يتحسوه فقال الله تعالى: لا اتخذت منكم نبيا ولا بعثت فيكم رسولا، وكان يقال تزوجوا في نسانهم ولا تؤاخوا رجالهم ويقال: إن الحدة والطيش عشرة أجزاء تسعة في البربر وجزء في سائر الخلق. ويروى عن النبي أنه قال: ما تحت أديم السماء ولا على الأرض خلق شر من البربر ولئن أتصدق بعلاقة سوطي في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق رقبة بربري. قلت: هكذا وردت هذه الآثار ولا أدري ما المراد بها السود أم البيض. أنشدني أبو القاسم النحوي الأندلسي الملقب بالعلم لبعض المغاربة يهجو البربر فقال:

رأيت آدم في نومي فقلت له ** أبا البرية إن الناس قد حكموا

أن البرابر نسل منك قال أنا ** حواء طالقة إن كان ما زعموا

. بربرة: هذه بلاد أخرى بين بلاد الحبش والزنج واليمن على ساحل بحر اليمن وبحر الزنج وأهلها سودان جدا ولهم لغة برأسها لا يفهمها غيرهم وهم بواد معيشتهم من صيد الوحش وفي بلادهم وحوش غريبة لا توجد في غيرها منها الزرافة والببر والكركدن والنمر والفيل و غير ذلك وربما وجد في سواحلهم العنبر وهم الذين يقطعون مذاكير بعضهم بعضا وقد ذكرت ذلك وسنتهم فيه في الزيلع، وذكر الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني فقال ومن الجزائر التي تجاور سواحل اليمن جزيرة بربرة وهي قاطعة من حد سواحل أبين ملتحقة في البحر بعدن من نحومطلع سهيل إلى ما شرق عنها وفيما حاذى منها عدن وقابله جبل الذخان وهي جريرة سقوطرا سا يقطع أمن عدن ثابتا على السمت. وأما صفة صيدهم فحدثني غير واحد ممن دخل بلادهم أن عندهم نوعا من النبت يشبه الخباز يجمعونه ويطبخونه ويستخرجون ماءه ثم يطبخونه حتر ينعقد ويصير كالزفت فإذا أرادوا اختبار إحكامه جرح أحدهم ساقه فإذا سال دمه أخذ من ذلك السم قليلا وقربه من الدم في اخر سيلانه فإن كان قد أحكم طبخه تراجع الدم يطلب الجرح فيبادر ويقطعه قبل أن يصل إلى الجرح فإنه إن دخل في الجرح أهلك صاحبه وإن لم يتراجع الدم عاود طبخه إلى أن يرضاه ثم يجعل منه شيئا في حق ويعلقه في وسطه ويكمن للوحش في شجر أو غيره فإذا رأى الوحش جعل على رأس نصله منه قليلا ثم يرمي الوحش فكما يخالط هذا السم دمه يموت فيجيء إليه فيأخذ جلده أو قرنه أو نابه فيبيعه ويأكل لحمه فلا يضره ويقال: لبلاد هؤلاء سواحل بربرة بربروس: وبعضهم يقول بربريس. موضع في شعر جرير:

طال النهار ببربروس وقد نرى ** أيامنا بقشاوتين قصارا بربسما: بكسر الباء الثانية وسكون السين المهملة. طسوج من كورة الأستان الأوسط من غربي سواد بغداد. قال ابن كناسة: لقي عمر بن أبي ربيعة مالك بن اسماء بن خارجة الفزاري فأنشده مالك من شعره فقال ما زلت أحبك من يوم بلغني. قولك:

إن لي عند كل نفحة ريحا ** ن من الجل أو من الياسمينا

نظرة والتفاتة أترجى ** أن تكوني حللت فيما يلينا إلا أن أسماء القرى التي تذكرها في شعرك قبيحة قال له مثل ماذا. قال مثل. قولك:

إن في الرفقة التي شيعتنا ** نحو بريسما لزين الرفاق أشبع الكسرة فنشأت منها ياء ويروى بربسميا والصحيح هو المترجم به. قال: ومثل قولك:

أشهدتنا أم كنت غانبة ** عن ليلتي بحديثة القسب ومثل قولك:

حبذا ليلتي بتل بونا ** حيث نسقى شرابنا ونغنى بربشتر: بضم الباء الثانية وسكون الشين المعجمة وفتح التاء المثناة من فوق. مدينة عظيمة في شرقي الأندلس من أعمال بربطانية وقد صارت للروم في صدر سنة 452 حمل منها لصاحب القسطنطينية في جملة الهدايا سبعة آلاف بكر منتخبة ثم استعادها المسلمون في إمارة أحمد بن سليمان بن هود في سنة 57. بعد ذلك بخمسة أعوام فغنموا فيما غنموا عشرة آلاف امرأة ثم عادت إليهم خذلهم الله. ولها حصون كثيرة منها حصن القصر وحصن الباكة وحصن قصر مينوقش وغير ذلك، وينسب إليها خلف بن يوسف المقري البربشتري أبو القاسم روى عن أبي عمرو المقري وأجاز له وكان من أهل القرآن والحديث والبراعة والفهم وتوفي في شهررمضان سنة 451، ويوسف بن عمر بن أيوب بن زكرياء التجيبي الثغري البربشتري أبوعمرو وله رحلة سمع فيها بمصر من الحسن بن رشيق وغيره وكان يسكن الإسكندرية وبها حدث وسمع من أبي صخر بمكة قاله السلفي: بربطانية: بفتح الباء الثانية وطاء وألف ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء. مدينة كبيرة بالأندلس أيضا يتصل عملها بعمل لاردة وكانت سدا بين المسلمين والروم ولها مدن وحصون وفي أهلها جلادة وممانعة للعدو وهي في شرقي الأندلس اغتصبها الأفرنج فهي اليوم في أيديهم بربعيص: العين مهملة مكسورة وياء ساكنة وصاد مهملة. في قول امرىء القيس:

يذكرها أوطانها تل ماسح ** منازلها من بربعيص وميسرا

قال ابن السكيت في شرح هذا البيت- تل ماسح- موضع. قلت أنا هو من أعمال حلب بالشام وميسر مكان. قال وقال أبو عمرو كانت بربعيص وميسر وقعة قديمة فإني سألت عنها من لقيت من العلماء فما أخبرني عنها أحد بشيء.

بربغ: اسم موضع.

بربيطياء: بكسر الباء الثانية وياء ساكنة وكسر الطاء وياء أخرى وألف ممدودة. موضع. ينسب إليه الوشي ذكره ابن مقبل في شعره. فقال:

خزامى وسعدان كأن رياضها ** مهدن بذي البربيطياء المهذب

وقال أبو عمرو- البربيطياء ثياب.

البرتان: الراء مشددة مفتوحة تثنية برة. هضبتان في ديار بني سليم يجوز أن يكون من البر ضد العقوق كأن هذا الموضع يبر أهله بالخصيب والربع، وقال طهمان بن عمرو الكلابي:

لقد سرني ما جرف السيف هائنا ** وما لقيت من حد سيفى أنامله

ومتركه بالبرتين مجدلا ** تنوح عليه أمه وحلائله وقال ابن حبيب البرتان جبيلان بالمطلى أرض لبني أبي بكر بن كلاب وهي مختلطة فيها. والبرتان هضبتان حميراوان مقترنتان بأعلى خنثل من ديار بني كلاب. والبرتان أيضا رابيتان بالحجاز على ستة أميال من الجار والجار فرضة على البحر بين ينبع وجدة، وقال مطير بن الأشيم الأسدي يرثي قرة وعلقمة ابني عمه:

أحقا أن قرة لا أراه ** فما أنا بعده بقرير عين

وعلقمة الذي قد كان عزي ** وإن حفل المجالس كان زيني

إذا قال الخليل تعز عنهم ** ذكرت رئيس يوم البرتين

ألا لاخلد بعدكما ولكن ** ضحاء الورد بينكما وبيني والبرتان البرة العليا والبرة السفلى بالعارض من أرض اليمامة وهي التي ذكرها يحيى بن طالب في شعره، وقد ذكرنا في البرة.

برت: بالكسر ثم السكون والتاء فوقها نقطتان. بليدة في سواد بغداد قريبة من المزرفة. ينسب إليها القاضي أبو العباس أحمد بن محمد بن عبسى بن الأزهر البرتي ولي قضاء بغداد وكان عراقي المذهب من أصحاب يحيى بن أكثم وتقلد قبل ذلك قضاء واسط وقطعة من أعمال السواد وكان دينا صالحا عفيفا روى الحديث وصنف المسند حدث عن أبي الوليد الطيالسي وأبي عمر الحوضي وأبي نعيمالفضل بن دكين وغيرهم روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ويحيى بن محمد بن صاعد ومات سنة 280. وابنه أبو حبيب العباس بن أحمد البرتي. والقاسم بن محمد البرتي أبو الفضل حدث ببغداد عن حميد بن مسعدة حدث عنه الطبراني، وزيدان بن محمد بن زيدان البرتي حدث عن إبراهيم بن هانىء وزياد بن أيوب دلوية حدث عنه عمر بن أحمد بن شاهين في معجمه. وأبو جعفر محمد بن إبراهيم البرتي الاطروش حدث عن أبي زيد عمر بن شبة النميري حدث عنه أبو الحسن علي بن عمر الحارثي السكري، وأحمد بن القاسم البرتي حدث عن محمد بن عباد المكي حدث عنه سليمان بن أحمد الطبراني، وقال الخطيب أحمد بن القاسم بن محمد بن سليمان أبو الحسين الطائي البرتي حدث عن بشر بن الوليد ومحمد وعثمان ابني أبي شيبة وداود بن رشيد وعبيد بن جناد حدث عنه ابن قانع وأبو عمرو بن السماك وعبد الصمد بن علي الطبسي، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن مكرم بن خالد البرتي حدث عن علي بن المديني حدث عنه أبو الشيخ عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الحافظ الأصبهاني في معجمه.

برثان: بالفتح ثم السكون والثاء المثلثة وألف ونون. واد بين ملل وأولات الجيش كان عليه طريق النبي إلى بدر وبه كان أحد منازله.

برث: موضع ذكر في حديث نزول عيسى بن مريم عليه السلام.

برثم: بضم أوله وثاء مثلثة وميم. قال عرام بن الأصبغ وبين ابلى من قبل القبلة. جبل يقال له برثم وجبل يقال له تعار وهما جبلان عاليان لا ينبتان شيئا فيهما النمران كثيرة وفي أصل برثم ماء يقال له ذنبان العيص، وقال في موضع اخر يرثم أوله ياء تحتها نقطتان جبل شامخ كثير النمور والأروي قليل النبات إلا ما كان من ثمام وغضور وما أشبهه، وقال آدم بن عمرو بن عبد العزيز وكان قدم الري فكرهها.

هل تعرف الأطلال من مريم ** بين سواس فلوى برثم

فذات أكناف فقيعانها ** فجزع مذفوراء فالأحزم

مالي وللري وأكنافها ** يا قوم بين الترك والديلم

أرض بها الأعجم ذو منطق ** والمرء ذو منطق كالأعجم

وقال ابن السلاماني:

فلو شئت إذ بالأمر يسر لقلصت ** برحلي فتلاء الذراعين عيهم

إذا ما انتحت ما بين لحج وبرثم ** وأين لابراهيم لحج وبرثم يريد إبراهيم بن العربي والي اليمامة لبني مرود.

برثة: بالفتح. موضع بنواحي الكوفة له ذكر في الأخبار برجان: بالجيم. بلد من نواحي الخزر. قال المنجمون هو في الاقليم السادس وطوله أربعون درجة وعرضه خمس وأربعون درجة وكان المسلمون غزوه في أيام عثمان رضي الله عنه. فقال أبو تجيد التميمي.

بدأنا بجيلان فزلزل عرشهم ** كتائب تزجى في الملاحم فرسانا

وعذنا لأشيان بمثل عداتهم ** فعادوا جوالي بين روم وبرجانا البرج: من قرى أصبهان أو ناحيته وهي إحدى الإيغارين ينسب إليها جماعة. منهم أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق بن بندار الكاتب البرجي الأصبهاني حدث عن محمد بن عمر بن حفص الجورجيري وأبي عمرو بن حكيم وعلي بن محمد بن أبان روى، عنه أبو الربيع الاستراباذي وأحمد بن جعفر الفقيه وأبوالقاسم بن أبي بكربن علي وسهل بن محمد البرجي وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم الرزاق مات يوم عيد الفطر سنة 406، وشيبان بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن شيبان بن محمد بن سمرة بن الفضل بن قيس بن عدنان بن نزار بن حرب بن ربيعة بن الحسين بن المفضل الأسدي المحتسب أبو المعمر البرجي شيخ صالح صاحب سنة يعظ الناس في نواحي أصبهان سمع من أبي عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ إملاء وأخذا وكتب عن أبي بكر بن مردويه الحافظ وأبي سعد أحمد بن محمد الماليني وأبي عبد الله الجرجاني وأبي بكر بن أبي علي وغيرهم روى عنه يحيى بن مندة وغيره، وسهل بن محمد بن سهل الرجي حدث عن جده أبي الفرج البرجي روى عنه الأصبهانيون ذكره يحيى بن مندة وروى عنه إجازة، ومحمد بن الحسن البرجي الأديب الأصبهاني توفي في محرم سنة 488 سمع وحدث ذكره يحيى بن مندة ومنصور أبو سهل العروضي من أصحاب أبي نعيم الحافظ وكان يسمع الحديث إلى أن مات في نصف جمادى الآخرة سنة 488 وكان كثير السماع قليل الرواية، وأبو القاسم غانم بن أبي نصر البرجي سمع أبا نعيم و غيره، وأحمد بن سهل بن محمد بن عبدالعزيزبن سهل البرجي روى عن أبي منصور عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله الصحاف وغيره روى عنه من أدركناه. وعبيد الله بن محمد بن عبيد بن قمن بن فيل البرجي أبو القاسم الصوفي من أهل أصبهان روى عن أبي الحسن على بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إبراهيم الخرجاني روى عنه أبو علي الحداد وغيره، وعدنان بن عبد الله أحمد بن محمد بن شيبان المؤدب أبو الحسن البرجي روى عن أبي بكر أحمد بن محمد بن موسى بن مردويه روى عنه أبو علي أيضا، وأبو الفضل محمد بن الحسين بن عبيد الله بن محمد بن حامد بن يوسف البرجي المؤدب روى عن أبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقري روى عنه أبو علي الحداد وغير هؤلاء كثير. والبرج أيضا موضع بدمشق هكذا قال خليفة بن قاسم وليس يعرف الان ولعله قد كان ودرس. ينسب إليه أبو محمد عبد الله بن سلمة البرجي الدمشقي يروي عن محمد بن علي بن مروان و غيره. روى عنه محمد بن الورد وجماعة من الدمشقيين.

برج الرصاص: قلعة ولها رساتيق من أعمال حلب قرب إنطاكية وإياها عنى أبو فراس. بقوله:

فأوقع في جلباط بالروم وقعة ** بها العمق واللكام والبرج فاخر برج ابن قرط: بين بلنياس ومرقية قتل عنده عبد الله بن قرط الثمالي وكان والياعلى حمص وكان قد خرج يعس على شاطىء البحر فقتله الروم فهذا الموضع يسمى به ولعله الذي ذكره خليفة بن القاسم.

برج: بفتحتين. أطم من اطام المدينة لبني النضير لبني القمعة منهم.

برجد: بضم أوله والجيم والراء ساكنة. طريق بين اليمامة والبحرين ولعل قيس بن الخطيم الأنصاري أراده بقوله:

فذق غب ما قدمت إني أنا الذي ** صبحتكم كأس الحمام ببرجد

برجلان: قال أبو سعد: من قرى واسط. منها محمد بن الحسين البرجلاني سكن بغداد يروي الزهد والرقائق. قال وقال الخطيب: أبو بكر محمد بن الحسين البرجلاني. ينسب إلى محلة البرجلانية وهو صاحب كتب الزهد والرقائق سمع الحسين بن علي الجعفي وزيد بن الحباب و غيره روى عنه ابن أبي الدنيا وغيره. سئل أحمد بن حنبل عن شيء من الزهد فقال عليك بمحمد بن الحسين البرجلاني وسئل عنه إبراهيم الحربي فقال ما علمت إلا خيرا توفي سنة 238. قال: وأما أبو جعفر أحمد بن الخليل بن ثابت البرجلاني كان يسكن محلة البرجلانية فنسب إليها. توفي في شهر ربيع الأول سنة 277.

البرجلانية: ذكرت قبلها.

برجمة: حصن للروم في شعر جرير.

برجمين: بكسر الميم وياء: ساكنة ونون. من قرى بلخ في ظن أبي سعد. منها أبو محمد الأزهر بن بلخ البرجميني سافر الى العراق والحجاز في طلب العلم روى عن وكيع وله إخوة ثلاثة إلياس ومكتوم وسعيد بنو بلخ البرجميني.

برجونية: بالفتح والواو ساكنة ونون مكسورة وياء خفيفة وهاء. قرية من شرقي واسط قبالتها وهي نزهة ذات أشجار ونخل كثيرة عندها عمر النصارى الذي ذكره ابن الحجاج في قوله:

بالعمر من واسط والليل ما انبسطت ** فيه النجوم وضؤء الصبح لم يلح وبها قبر يزعمون أنه قبر سعيد بن جبير الذي قتله الحجاج. ومنها أبو العباس أحمد بن سالم البرجوني روى عن أبي الفضل محمد بن أحمد بن عبد الله بن ماذويه البزاز المعروف بابن العجمي الواسطي.

برجة: مدينة بالأندلس من أعمال البيرة. ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله الجذامي المقري. قال أبو الوليد يوسف بن عبد العزيز الأندي هو منسوب إلىبرجة بلدة من أعمال المرية سمع من شيخنا أبي علي وقرأ القران على أصحاب أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني المقري توفي بالمرية برحايا: بالضم ثم الفتح والحاء مهملة وألفان بينهما ياء. اسم واد في قول تميم بن أبي بن مقبل حيث. قال:

رآها فؤادي أم خشف خلالها ** بقور الوراقين السراء المصنف

رعت برحايا في الخريف وعادة ** لها برحايا كل شعبان تخرف هكذا رواه ابن المعلى الأزدي بكسر أوله على أن اسم الموضع رحايا والباء للخبر ثم قال وكان خالد يروي برحايا يجعل الباء أصلا ويضمها.

برخوار: بالضم ثم السكون وخاء معجمة مضمومة وواو وألف وراء. من نواحي أ صبهان تشتمل على عدة قرى. منها أبوسعيد عصام بن يوسف بن عجلان البرخواري البلومي.

برخشان: بالفتح وخاء معجمة مضمومة وشين معجمة. من قرى ما وراء النهر. منها عبد الله بن علي الفرغاني المرغيناني ولد ببرخشان.

برخو: بالفتح: قلعة من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل.

بر داد: بالدالين المهملتين. من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها. ينسب إليها أبو سلمه النضر بن رسول البردادي السمرقندي يروي عن أبي عيسى الترمذي وغيره.

البردان: بالتحريك. مواضع كثيرة. قال أبو الحسن العمراني أنشدني جار الله العلامة يعني أبا القاسم الزمخشري وكنت أناوله الجمد المدقوق فيشربه إذ دخل عليه بعض الكبراء فقال لي إن ذلك يضره فذكرت له ذلك. فقال:

ألا إن في قلبي جوى لا يبله ** قويق ولا العاصي ولا البردان قال: هذا اخر ما سمعته من كلامه وإنشاده وهذه أسماء أنهار بالشام تذكر إن شاء الله تعالى. والبردان أيضا عين بأعلى نخلة الشامية من أرض تهامة وبها عينان البردان وتنضب، وقال نصر. البردان جبل مشرف على وادي نخلة قرب مكة وفيها قال ابن ميادة:

ظلت بروض البردان تغتسل ** تشرب منها نهلات وتعل وقال الأصمعي: البردان ماء بنجد لبني عقيل بن عامر بينهم وبين هلال بن عامر، وقال أبو زياد البردان في أقصى بلاد بني عقيل وأول بلاد مهرة وأنشد.

ظلت بروض البردان تغتسل والبردان أيضا ماء: لبني نصر بن معاوية بالحجاز لبني جشم فيه شيءقليل لبطن منهم يقال لهم بنوعصيمة يزعمون أنهم من اليمن وأنهم ناقلة في بني جشم، وقال عميرة بن جعيل بن عمرو بن مالك بن الحارث بن حبيب بن عمرو بن غنم بن تغلب.

ألا يا ديار الحيئ بالبردان ** خلت حجج بعدي لهن ثمان

فلم يبق منها غير نؤي مهدم ** وغير أوار كالركي دفان والبردان أيضا ماء بالسماوة دون الجناب وبعد الحنى من جهة العراق. والبردان أيضا ماء للضباب قرب دارة جلجل عن ابن دريد. والبردان أيضا قال الأصمعي من جبال الحمى الذهلول ثم البردان وهو ماء ملح كثير النخل. والبردان أيضا من قرى بغداد على سبعة فراسخ منها قرب صريفين وهي من نواحي دجيل، وقال أبو المنذر: هشام بن محمد سميت البردان التي فوق بغداد بردانا لأن ملوك الفرس كانوا إذا أتوا بالسبي فنفوا منه شيئا قالوا برده أي اذهبوا به إلى القرية وكانت القرية بردان فسميت بذلك كذا قال. قلت أنا وتحقيق هذا أن برده بالفارسية هو الرقيق المجلوب في أول إخراجه من بلاد الكفر ولعل هذه القرية كانت منزل الرقيق فسميت بذلك لأنهم يلحقون الدال والألف والنون في بعض ما يجعلونه وعاء للشيء كقولهم لوعاء الثياب جامه دان ولوعاء الملح نمكدان وما أشبه ذلك. ثم وقفت على كتاب الموازنة لحمزة فوجدته قد ذكر قريبا مما قلته فإنه قال البردان تعريب برده دان وكان بخت نصر لما سبى اليهود أنزلهم هناك إلى أن ورد عليه أمر الملك لهراسف من بلخ بما يصنع بهم. وفيه يقول جحظة.

إدفع ورود الهم عنك بقهوة ** مخزونة في حانة الخمار

جازت مدى الأعمار فهي كأنها ** عند المذاق تزيد في الأعمار

يسعى بها خنث الجفون منعم ** في خده ماء النضارة جار

في رقة البردان بين مزارع ** محفوفة ببنفسج وبهار

بلد يشبه صيفه بخريفه ** رطب الأصائل بارد الأسحار وينسب إليها جماعة. منهم أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن علي البرداني توفي في ذي القعدة سنة 469، وابنه أبو علي كان فاضلا توفي سنة 498. والبردان أيضا بالكوفة وكان منزل وبرة بن رومانس، وقال هشام: هو وبرة الأصغر ابن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة أخو النعمان بن المننر لأمه فمات ودفن بهذا الموضع فلذلك. يقول مكحول بن حرثة يرثيه:

ألا يا عين جودي باندفاق ** على مردي قضاعة بالعراق

فما الدنيا بباقية لحي ** ولا حي على الدنيا بباق

لقد تركوا على البردان قبرا ** وهموا للتفرق بانطلاق وقال ابن الكلبي مات في طريقه إلى الشام فيجوز أن يكون البردان الذي بالسماوة وقد ذكر. والبردان أيضا نهر بثغر طرسوس مجيئه من بلاد الروم ويصب في البحر على ستة أميال من طرسوس ولا أعرف بالشام موضعا أو نهرا يقال له البردان غيره فهو الذي عناه الزمخشري. والبردان أيضا نهر يسقي بساتين مرعش وضياعها مخرجه من أصل جبل مرعش وسمي هذا الجبل الأقرع وذكر هذين النهرين أحمد بن الطيب السرخسي. والبردان أيضا سيح البردان موضع باليمامة فيه نخل عن ابن أبي حفصة.

البردان: بالضم ثم السكون تثنية برد. غديران بنخد بينهما حاجز يبقى ماؤها شهرين وثلاثة وقيل هما ضفيرتان من رمل. قال القتال الكلابي:

سمعت وأصحابي بذي النخل نازلا ** وقد يشعف النفس الشعاع حبيبها

دعاء بذي البردين من أم طارق ** فيا عمرو هل تبدو لنا فتجيبها ويوم البردين من أيام العرب وهو يوم الغبيط ظفرت به بنو يربوع ببني شيبان. فقال مالك بن نويرة:

فأقررت عيني يوم ظلوا كأنهم ** ببطن الغبيط خشب أثل مسند

صريع عليه الالنر تنقر عينه ** وآخر مكبول بمال مقيد

لدن غذوة حتى أتى الليل دونهم ** ولاتنتهي عن ملئها منهم يد

وأصبح منهم بعد فل لقاؤنا ** بفيفاءة البردين فل مطرد

برد: بفتحتين. موضع في قول بدر بن حزان الفزاري:

ما اضطرك الحرز من ليلى إلى برد ** يختاره معقلا عن جش أعيار

وقال الفضل بن العباس اللهبي:

عوجاعلي ربع سعدي كي نسائله ** عوجا فما بكما غي ولا بعد

إني إذا حل أهلي من ديارهم ** بطن العقيق وأمست دارها برد

تجمعنا نية لا الخل واصلة ** سعدى ولا دارنا من دارهم صدد

ووجدت في أشعار بني أسد المقروء تصنيفها على أبي عمرو الشيباني يروى بالفتح ثم الكسر في قول المغترف المالكي حيث. قال:

سائلوا عن خيلنا ما فعلت ** ببني القين عن جنب برد وقال نصر برد جبل في أرض غطفان يلي الجناب. وقبل هو ماء: لبني القين ولعلهما موضعان.

برد: بالضم والسكون. قال نصر. برد صريمة من صرائم رمل الدهناء في ديار تميم كان لهم فيه يوم.

برد: بالفتح ثم السكون، جبل يناوح رؤافا وهما جبلان مستديران بينهما فجوة في سهل من الأرض غير متصلة بغيرهما من الجبال بين تيماء وجفر عنزة وجفر عنزة في قبليهما، وقال نصر: برد صقع يمان أحسب أنه أحد أبنيتهم، وبرد أيضا ماء قرب صفينة من مياه بني سليم ثم لبني الحارث منهم.

بردرايا: بفتح الدال والراء وبين الألفين ياء، موضع أظنه بالنهروان من أعمال بغداد.

بردسير: بكسر السين وباء ساكنة وراء، أعظم مدينة بكرمان مما يلي المفازة التي بين كرمان وخراسان، وقال الرهني الكرماني: يقال: إنها من بناء أردشير بن بابكان، وقال حمزة الأصبهاني: بردسير تعريب أردشير وأهل كرمان يسمونها كواشير وفيها قلعة حصينة وكان أول من اختار سكناها أبو علي بن الياس كان ملكا بكرمان في أيام عضد الدولة بن بويه وبينها وبين السيرجان مرحلتان وبينها وبين زرند مرحلتان، وقيل لي إن فيها قلعتين إحداهما في طرف البلد والأخرى في وسطه وشربهم من الآبار وحولها بساتين تسقى بالقني وفيها نخل كثير، وينسب إليها جماعة، منهم من المتأخرين أبو غانم أحمد بن رضوان بن عبيد الله بن الحسن الشافعي الكرماني البردسيري كان فاضلا دينا سمع أبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الرازي المقري وأبا الحسن علي بن أحمد محمد الواحدي المفسر وغيره ذكره في التحبير ومات ببردسير في صفر سنة 521، وأبو بكر عبد الرزاق علي بن الحسن بن عبد الرزاق البردسيري ذكره التحبير أيضا، وقال: كان حيا في سنة 537، وقال أبو يعلى محمد بن محمد البغدادي:

كم قد أردت مسيرا ** من بردسير البغيضة

فرد عزمي عنها ** هوى الجفون المريضة بردنيس: بكسر النون وياء ساكنة وسين مهملة، ناحية من أعمال صعيد مصر قرب أبويط في شرقي النيل في كورة الأسيوطية.

بردون: بفتحتين وتشديد الدال وسكون الواو ونون، قرية من قرى ذمار من أرض اليمن.

برديا: بفتح الدال وياء مشددة وألف وفي كتاب التكملة للخارزنجي بكسر الدال وهو من أغلاطه، قيل هو. دمشق وقيل غير ذلك، وقال أحمد بن يحيى في قول الراعي النميري:

وملن كالتين واري القطن أسوقه ** واعتم من برديا بين أفلاج برديا، نهر دمشق ويقال: له بردا أيضا ولها نهر آخر يقال له: باناس.

برديج: بسكون الراء وكسر الدال وياء ساكنة وجيم، مدينة بأقصى أذربيجان بينها وبين برذعة أربعة عشر فرسخا والماء يحيط بها في نهريقارب دجلة في العظم يقال له: الكر، ينسب إليها الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي سمع نصر بن علي الجهضمي وبكار بن قتيبة وسعيد بن أيوب الواسطي وغيرهم روى عنه جعفر بن أحمد بن سنان القطان، وسليمان الطبراني وابن عدي وغيره، وقال حمزة بن يوسف السهمي: سألت الدارقطني عن أبي بكر البرديجي فقال: ثقة مأمون جبل مات في شهر رمضان، سنة 351 وهو أحد أركان الحديث.

برديس: السين مهملة، قرية بصعيد مصر من كورة قوص على غربي النيل.

بردى: بثلاث فتحات بوزن جمزى وبشكى، قال جرير:

لا ورد للقوم إن لم يعرفوا بردى ** إذا تجوب عن أعناقها السدف

أعظم نهر دمشق، وقال نفطويه: هو بردى ممال يكتب بالياء مخرجه من قرية يقال: لها قتوا من كورة الزبداني على خمسة فراسخ من دمشق مما يلي بعلبك يظهر الماء من عيون هناك ثم يصب إلى قرية تغرف بالفيجة على فرسخين من دمشق وتنضم إليه عين أخرى ثم يخرج الجميع إلى قرية تعرف بجمرايا فيفترق حينئذ فيصير أكثره في بردى ويحمل الباقي نهر يزيد وهو نهر حفره يزيد بن معاوية في لحف جبل قاسيون فإذا صار ماء بردى إلى قرية يقال لها: دمر افترق على ثلاثة أقسام لبردى منه نحو النصف ويفترق الباقي نهرين يقال لأحدهما: ثورا في شمالي بردى وللآخر باناس في قبلية وتمتزج هذه الأنهر الثلاثة بالوادي ثم بالغوطة حتى يمر بردى بمدينة دمشق في ظاهرها فيشق ما بينها وبين العقيبة حتى يصب في بحيرة المرج في شرقي دمشق وهو أهبط أنهار دمشق وإليه تنصب فضلات أنهرها ويساوقه من الجهة الشمالية نهر ثورا وفي شمال ثورا نهر يزيد إلى أن ينفصل عن دمشق وبساتينها ومهما فضل من ذلك كله صب في بحيرة المرج، وأما باناس فإنه يدخل إلى وسط مدينة دمشق فيكون منه بعض مياه قنواتها وقساطلها وينفصل باقيه فيسقي زروعها من جهة الباب الصغير والشرقي، وقد أكثر الشعراء في وصف بردى في شعرهم وحق لهم فإنه بلا شك أنزه نهر في الدنيا، فمن ذلك قول ذي القرنين أبي المطاع بن حمدان:

سسقى الله أرض الغوطتين وأهلها ** فلي بجنوب الغوطتين شجون

وما ذقت طعم الماء إلا استخفني ** إلى بردى والنير بين حنين

وقد كان شكي في الفراق يروعني ** فكيف يكون اليوم وهو يقين

فوالله ما فارقتكم قاليا لكم ** ولكن ما يقضى فسوف يكون وقال العماد أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني الكاتب يذكر هذه الأنهر من قصيدة:

إلى ناس باناس لي صبوة ** لها الوجد داع وذكري مثير

يزيد اشتياقي وينمو كما ** يزيد يزيد وثورا يثور

ومن بردى برد قلبي المشوق ** فها أنا من حره مستجير وبردي أيضا جبل بالحجاز في قول النعمان بن بشير:

يا عمرو لو كنت أرقى الهضب من بردى ** أو العلى من ذرى نعمان أو جردا وكل هذه مواضع بالحجاز.

بما رقيتك لاستهويت مانعها ** فهل تكونن إلاصخرة صلدا وبردى أيضا في قرى حلب من ناحية السهول، وبردى أيضا نهر بثغر طرسوس.

برذاور: بسكون الراء والذال معجمة والواو مفتوحة وراء، موضع بهمذان ولا أدري قرية أو محلة.

برذعة: وقد رواه أبو سعد بالدال المهملة والعين مهملة عند الجميع، بلد في أقصى أذربيجان، قال حمزة: برذعة معرب برده دار ومعناه بالفارسية موضع السبي وذلك أن بعض ملوك الفرس سبى سبيا من وراء أرمينية وأنزلهم هناك، وقال هلال بن المحسن: برذعة قصبة أذربيجان، وذكر ابن الفقيه أن برذعة هي مدينة أران وهي آخر حدود أذربيجان كان أول من أنشأ عمارتها قباذ الملك وهي في سهل من الأرض عمارتها بالآجر والجمى، وقال صاحب كتاب الملحمة: مدينة برذعة طولها تسع وسبعون درجة وثلاثون دقيقة وعرضها خمس وأربعون درجة في الإقليم السادس طالعها الحوت ثلاث عشرة درجة كف الخضيب في درجة طالعها وقلب العقرب في خامسها ويد الجوزاء في رابعها وسرة الجوزاء في رابعها بالحقيقة، وذكر أبو عون في زيجه برذعة في الاقليم الخامس طولها ثلاث وسبعون درجة وعرضها ثلاث وأربعون درجة، وقال الإصطخري: برذعة مدينة كبيرة جدا أكثر من فرسخ في فرسخ وهي نزهة خصبة كثيرة الزرع والثمار جدا وليس ما بين العراق وخراسان بعد الري وأصبهان مدينة أكبر ولا أخصب ولا أحسن موضعا من أفق برذعة ومنها على أقل من فرسخ موضع يسمى الأندراب ما بين كره ولصوب ونفطان أكثر من مسيرة يوم مشتبكة البساتين والباغات كلها فواكه وفيها الفندق الجيد أجود من فندق سمرقند وبها شاه بلوط أجود من شاه بلوط الشام ولهم فواكه تسمى الدرقال في تقدير الغبيراء: حلو الطعم إذا أدرك وفيه مرارة قبل أن يدرك وببرذعة تين يحمل من لصوب يفضل على جميع أجناسه ويرتفع منها من الإبريسم شيء كثير مستحدث من توت مباح لا مالك له يجهز منه إلى فارس وخوزستان جهازا واسعا وعلى ثلاثة فراسخ من برذعة نهر الكر فيه الشور ما هي الذي يحمل إلى الآفاق ملحا وهو نوع من السم ويرتفع من نهر الكر سمك أيضا يقال له الدواقن والعشب وهما سمكان يفضلان على أجناس السمك بتلك النواحي، وببرذعة باب يسمى باب الأكراد تقوم عنده سوق يسمى الكركي في يوم الأحد يكون مقداره فرسخا في فرسخ يجتمع فيها الناس كل يوم الأحد من كل أسبوع من كل وجه وأوب حتى من العراق وهو أكبر من سوق كورسره وقد غلب على هذا اليوم اسم الكركي حتى أن كثيرا منهم إذا عد أيام الأسبوع قال: الجمعة والسبت والكركي والاثنين والثلاثاء حتى يعد أيام الأسبوع، وبيت مالهم في مساجد الجامع على رسم الشام فإن بيوت الأموال بالشام في مساجدها وهو بيت مال مرصص السطح وعليه باب حديد وهو على تسع أساطين ودار الإمارة بجنب الجامع في المدينة والأسواق في ربضها، قلت هذه صفة قديمة فأما الآن فليس من ذلك كله شيء وقد لقيت من أهل برذعة بأذربجان من سألته عن بلده فذكر أن آثار الخراب بها كثيرة وليس بها الآن إلا كما يكون في القرى ناس قليل وحال مضطرب وصعلكة ظاهرة وضر باد ودور متهدمة وخراب مستول عليهم فسبحان من يحيل ولا يحول ويزيل ولا يزول وله في خلقه تدبير لا يظهر لأحد من خلقه سر المصلحة، ومن برذعة إلى جنزة وهي كنجة تسعة فراسخ، وقال مسلم بن الوليد يرثي يزيد بن مزيد وكان قد مات ببرذعة سنة 135:

قبر ببرذعة استسر ضريحه ** خطرا تقاصر دونه الأخطار

أجل تنافست الحمام وحفرة ** نفست عليها وجهك الأحجار

أبقى الزمان على معد بعده ** حزنا لعمر الدهر ليس يعار

نفضت بك الآمال أحلاس الغنى ** واسترجعت نزاعها الأمصار

سلكت بك العرب السبيل إلى العلى ** حتى إذا بلغ المدى بك حاروا

فاذهب كما ذهبت غوادي مزنة ** أثنى عليها السهل والأوعار

وأما فتحها فقد قالوا سار سلمان بن ربيعة الباهلي في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد فتح بيلقان إلى برذعة فعسكر على الثرثور وهو نهر منها على أقل. من فرسخ فاغلق أهلها دونه أبوابها فشن الغارات في قراها وكانت زروعها مستحصدة فصالحوه على مثل صلح البيلقان فدخلها وأقام بها ووجه خيله ففتحت بلادا أخر، وينسب إلى برذعة جماعة من الأئمة، منهم مكي بن أحمد بن سعدويه البزذعي أحد المحدثين المكثرين والرحالين المحصلين سمع بدمشق أحمد بن عمير ومحمد بن يوسف الهروي وبأطرابلس أبا القاسم عبد الله بن الحسن بن عبد الرحمن البزاز وببغد اد أبا القاسم البغوي وأبا محمد صاعدا وبغيرها أبا يعلى محمد بن الفضل بن زهير وأبا عروبة وأبا جعفر الطحاوي وعبد الحكم بن أحمد المصري ومحمد بن أحمد بن رجاء الحنفي ومحمد بن عمير الحنفي بمصر وعرس بن فهد الموصلي روى عنه الأستاذ أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه والحاكم أبو عبد الله وأبو الفضل نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب العطار الرسى وكان نزل نيسابور سنة 330 فأقام بها ثم خرج إلى ما وراء النهر سنة 350 وكتب بخراسان ما يتحير فيه الإنسان كثرة وتوفي بالشاش سنة 354، وسعيد بن عمرو بن عمار أبو عثمان الأزدي سمع بدمشق أبا زرعة الدمشقي وأبا يعقوب الجوزجاني وأبا سعيد الأشج ومسلم بن الحجاج الحافظ ومحمد بن يحيى الذهلي وأبا زرعة وأبا حاتم الرازيين ومحمد بن إسحاق الصغاني وغيرهم روى عنه محمد بن يوسف بن إبراهيم وأبو عبد الله أحمد بن طاهر بن النجم الميانجي وغيرهما، وقال حفص بن عمر الأردبيلي: جلس سعيد بن عمر البرذعي في منزله وأغلق بابه وقال: ما أحدث الناس فإن الناس قد تغيروا فاستعان عليه أصحاب الحديث بمحمد بن مسلم بن واره الرازي فدخل عليه وسأله أن يحدثهم فقال: ما أفعل فقال: بحقي عليك إلا حدثتهم فقال: وأي حق لك علي فقال: أخذت يوما بركابك فقال: قضيت حقا لله عليك وليس لك علي حق فقال: إن قوما اغتابوك فرددت عنك فقال: هذا أيضا يلزمك لجماعة المسلمين قال: فإني عبرت بك يوما في ضيعتك فتعلقت بي إلى طعامك فأدخلت على قلبك سرورا فقال: أما هذه فنعم فأجابه إلى ما أراد، وعبد العزيز بن الحسن البرذعي الحافظ العابد أبو بكر من الرحالة سمع بدمشق محمد بن العباس بن الدرفس وبمصر محمد بن أحمد الحافظ وأبا يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي المنجنيقي وبالموصل أحمد بن عمر الموصلي وأظنه أبا يعلى لأنه يروي عن غسان بن الربيع روى عنه أبو علي الحسين بن علي بن يزيد الحافظ وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي وأبو محمد. عبد الله بن سعيد الحافظ، وقال الحاكم أبو عبد الله في تاريخه: عبد العزيز بن الحسن أبو بكر البرذعي العابد وهو من الغرباء الرحالة الذين وردوا على أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فأتمنه أبو بكر على حديثه لزهده وورعه وصار المفيد بنيسابور في حياة أبي بكر وبعد وفاته ثم خرج سنة 318 من نيسابور إلى رباط فراوة فأقام به مدة ثم سكن نسا إلى أن توفى بها سنة 323، وجو برذعة أرض لبني نمير باليمامة في جوف الرمل فيها نخل.

بزذون: بكسر الباء وسكون الراء وفتح الذال المعجمة وواو ساكنة ونون، بليدة من نواحي خوذستان قرب بصنى تعمل فيها الستور البصنية وتدلس بعمل بصنى.

برذيش: بالذال المعجمة مكسورة وياء ساكنة وشين معجمة، من مدن قرمونة بالأندلس.

بززباذان: بالضم والسكون وزاي وألف وباء موحدة وألف وذال معجمة وألف ونون، من قرى أصبهان، منها أبو العباس الفضل بن أحمد القرشي، قال ابن مردويه: هو ضعيف.

برزاط: بالطاء المهملة، من قرى بغداد في ظن أبي سعد، منها أبو عبد الله محمد بن أحمد البرزاطي البغدادي حدث عن الحسن بن عرفة.

برزبين: بالفتح وكسر الباء الثانية وباء ساكنة ونون، قرية كبيرة من قرى بغداد على خمسة فراسخ منها، إليها ينسب القاضي أبو علي يعقوب بن إبراهيم العكبري البرزبيني الحنبلي قاضي باب الأزج توفي في شعبان سنة 486 عن ثمانين سنة.

برز: بالضم، من قرى مرو قرب كمسان على خمسة فراسخ من مرو، ينسب إليها سليمان بن عامر بن عمير الكندي البرزي حدث عن الربيع بن أنس روى عنه إسحاق بن راهويه وأبو يحيى القصير وأبو حجر عمرو بن رافع، قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: هو مستوي الحديث صدوق لو أدرك شعبة هذا لكان يكتب كلامه ألا ترى كيف يتوقى لا يتجاوز ربيع بن أنس.

البرزمان: بالفتح، قعلة من العو اصم من نواحي حلب. برزمهران: بالضم بلد قرب جزيرة ابن عمر، وفيه ديرأبون، يقول الشاعر:

سقى الله ذاك الدير غيثا وخصه ** وما قد حواه من قلال ورهبان

وإني إلى الثرثار والحضر حلتي ** ودارك دير أبون أو برز مهران بززنج: بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وسكون النون وجيم، مدينة من نواحي أران بينها وبين برذعة ثمانية عشر فرسخا في طريق باب الأبواب، وفي برزنج المعبر الذي على نهر الكر يعبر فيه إلى شماخي مدينة شروان.

برزند: الدال مهملة، بلد من نواحي تفليس من أعمال جرزان من أرمينية الأولى كان أول من عمرها الأفشين وجعلها معسكرا له بعد أن كانت خرابة، وقال الأصطخري: بين برزند وأردبيل خمسة عشر فرسخا، وقال أبو سعد: برزند من نواحي أذربيجان وقد ذكرنا أنها من أعمال تفليس وعمارة الأفشين وأظن أن الموضع الذي عمره الأفشين برزنج أو موضخ اخر يوافق اسمه اسم هذا والله أعلم فليحقق، منها أبو منصورصالح بن بديل بن علي البرزندي روى عن أبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبي منصور بكر بن حيدر سمع منه أبو القاسم الرويدشتي مات ببغداد في شعبان سنة 493، وبديل بن علي بن بديل البرزندي أبو القاسم الفقيه روى عن أبي طالب العشاري وأبي إسحاق البرمكي وكان صدوقا قاله شيرويه: برزماهن: هو موضع قصر شيرين بأرض الجبل، قال الشاعر:

يا طالبي غرر الأماكن ** حيوا الديار ببر زماهن

وسلوا السحاب تجودها ** وتسح في تلك الأماكن برزن: من قرى مرو متصلة ببرماقان، منها أبو إبراهيم أحمد بن عبد الواحد الكاتب البرزني، وبرزن قرية أخرى بمرو أيضا يقال لها: باغ وبرزن وهما قريتان متصلتان على فرسخين من مرو، منها إسماعيل البرزني يروي عن الفضل بن موسى الشيباني.

برزه.: بالهاء الصريحة، قرية من أعمال بيهق من نواحي نيسابور، ينسب إليها أبو القاسم حمزة بن الحسين البرزهي ثم البيهقي له تصانيف في الأدب منها كتاب الفصول وكتاب محامد من يقال له: محمد وكتاب محاسن من يقال له: أبو الحسن ذكره الباخرزي في كتاب دمية القصر مات في شهر ربيع الأول سنة 488 قاله عبد الغافر.

برزة: بتاء التأنيث، قرية من غوطة دمشق، ينسب إليها عبد العزيزبن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن علي أبو القاسم البرزي المعيوفي المقري سمع أبا محمد بن أبي نصر روى عنه طاهر الخشوعي وعمر الدهستاني وعبد الله السمرقندي وغيرهم مات في شوال سنة 462، ومنهم أيضا عبد الله بن محمود بن أحمد الخشبي البرزي أبو علي سمع أبا محمد بن أبي نصر وأبا القاسم عبد العزيز بن عثمان القرقسياني وأبا الحسن محمد بن عوف بن أحمد المزني وأبا بكر محمد بن عبد الرحمن القطان قاله الحافظ أبو القاسم وقال: سمع منه شيخنا أبو محمد بن الأكفاني وأبو الحسن علي بن أحمد بن عبد العزيز الأنصاري الأندلسي قال لنا ابن الأكفاني وفيها يعني سنة 466 توفي أبو علي البرزي يوم. الثلاثاء السادس عشر من شوال وكان شافعي المذهب يحفظ جميع مختصر المزني، ومحمد بن أحمد بن إسماعيل بن علي ويقال: إن إسماعيل بن محمد البرزي المقري الصوفي روى عن أبي سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زيد روى عنه أبو سعد إسماعيل بن علي السمان وعبد العزيز الكناني وعلي بن الخضر وكنوه أبا عبد الله وعلي الجبائي وكناه أبا بكر توفي في نصف المحرم سنة 415، وإياها عنى ابن منير بقوله:

سقاها وروى من النيربين ** إلى الغيضتين وحموريه

إلى بيت لهيا إلى بزرة ** دلاح مكفكفة الأوعية وذكر بعضهم أن مولد إبراهيم الخليل عليه السلام ببرزة وهو غلط أجمعوا على أن مولده كان ببابل من أرض العراق، وبرزة أيضا رستاق بأذربيجان في كتاب البلاذري في أيدي الأوديين.

برزة: بالضم، موضع كانت به وقعة تذكر في أيام العرب، قال عبد الله بن جذل الطعان:

فدى لهم نفسي وأمي فدى لهم ** ببرزة إذ يخبطنهم بالسنابك وفي يوم برزة قتل مالك بن خالد بن صخربن الشريد وهو ذو التاج كان بنو سليم بن منصور توجوه ثم ملكوه عليهم فغزى بني كنانة وأغار على بني فراس بن مالك بموضع يقال له: برزة ورئيس بني فراس عبد الله بن جذل الطعان فقتله عبد الله وهو يوم مشهور من أيام العرب ووجدته بخط بعض الأدباء بفتح الباء، قال: وقال ابن حبيب برزة شعبة: تدفع على بير الرويثة العذبة، وقال ابن السكيت: هما بززتان وهما شعبتان قريب من الرويثة تصبان في درج المضيق من يليل، وقال كثير:

يعاندن في الأرسان أجواز برزة ** عتاق المطايا مسنفات جبالها وبرزة أيضا والعامة تقول برزي ممال قرية من نواحي واسط في أوائل نهر الغراف، وبرزة أيضا من قرى بغداد من نواحي طريق خراسان.

برزويه: بالفتح وضم الزاي وسكون الواو وفتح الياء والعامة تقول برزبه، حصن قرب السواحل الشامية على سن جبل شاهق يضرب بها المثل في جميع بلاد الأفرنج بالحصانة تحيط بها أودية من جميع جوانبها وذرع علو قلعتها خمسمائة وسبعون ذراعا كانت بيد الأفرنج حتى فتحها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 584.

برسانجرد: بالضم والسين مهملة وألف ونون ساكنان وجيم مكسورة وراء ودال، من قرى مرو على ثلاثة فراسخ منها، ينسب إليها خالد بن أبي برزة الأسلمي البرسانجردي من علماء التابعين سكن هذه القرية فنسب إليها.

برسان: من قرى سمرقند، ينسب إليها أحمد بن خلف بن حسين البرساني روى عن أحمد بن محمد بن شاهويه البلخي روى عنه أبوعبد الله محمد بن الفضل بن سليمان العدوي.

برسحور: بالفتح والسين مفتوحة والحاء مهملة والواو ساكنة وراء من قرى الرها، منها إبراهيم بن بديع أبو إسحاق البرسحوري كان يقال: إنه من الأبدال ذكره أبو إسحاق علي بن الحسن بن علان الحافظ في تاريخ الجزريين.

برسحان: بالفتح وضم السين المهملة وخاء معجمة، والنسبة إليها برسخي، قرية من قرى بخارى على فرسخين، منها أبو بكر منصور البرسخي صاحب تاريخ بخارى، وابنه أبو رافع العلاء الفقيه الشافعي الأصم.

برس: بالضم، موضع بأرض بابل به آثار لبخت نصر وتل مفرط العلو يسمى صرح البرس، وإليه ينسب عبد الله بن الحسن البرسي كان من أجلة الكتاب وعظمائهم ولي ديوان باذوريا في أيام المعتضد وغيره وعاش إلى صد ر أيام المقتدر ولا أدري هل أدرك غيره من الخلفاءأم لا.

برسف: بضم السين، قرية في طريق خراسان من سواد بغداد بالجانب الشرقي، نسب إليها أبو الحسن محمد بن بعار بن الحسن بن صالح بن يوسف الضرير البرسفي سمع أبي القاسم علي بن السيد بن الصباغ وأبا الوقت السجزي ومحمد بن ناصر سمع منه جماعة من أقراننا وكان شيخا صالحا سئل عن مولده فقال: في سنة 528 ببرسف ومات سنة 605 برسيم:بالفتح وكسر السين وياء ساكنة وميم، زقاق بمصر ينسب إليه عبد الله بن الحسن وفي كتاب أبي سعد عبد العزيز بن قيس بن حفص البرسيمي حدث عنيزيد بن سنان وبكار بن قتيبة وغيرهما توفي في سنة 332 وكان ثقة.

برشاعة: بالكسر وشين معجمة وعين مهملة، منهل بين الدهناء واليمامة عن الحفصي.

برشانة: بالفتح وبعد الألف نون من قرى إشبيلية بالأندلس، منها أبوعمرو أحمد بن محمد بن هشام بن جمهور بن إدريس بن أبي عمرو البرشاني روى عن أبيه وعمرو بن القاسم بن سليمان الجبلي وأبي الحسن علي بن عمر بن موسى الإيذجي وأبي بكر إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن غرزة وأبي القاسم السقطي وغيرهم روى عن محمد بن عبد الله الخولا ني.

برشليانة: بسكون اللام وياء وألف ونون، بلدة بالأندلس من أقاليم لبلة.

البرشلية: موضع بأران له ذكر في أخبار ملوك الفرس.

برشهر: الهاء ساكنة وراء. اسم لمدينة نيسابور بخراسان وهي أبرشهر وقد ذكرت هناك، قال الشاعر:

كفى حزنا أنا جميعا ببلدة ** ويجمعنا في أرض برشهر مشهد

وكل لكل مخلص الود وامق ** ولكننا في جانب عنه نفرد

نروح ونغدوا لأ تزاور بيننا ** وليس بمضروب لنا فيه موعد

فأبداننا في بلدة والتقاؤنا ** عسير كأنا ثعلب والمبرد برطاس: بالضم، اسم لأمة لهم ولاية واسعة تعرف بهم، تنسب إليها الفراء البرطاسي وهم متاخمون للخزر وليس بينهما أمة أخرى وهم قوم مفترشون على وادي إتل وبرطاس اسم للناحية والمدينة وهم مسلمون ولهم مسجد جامع وبالقرب منها مدينة تسمى سوارا فيها أيضا مسجد جامع ولأهل برطاس لسان مفرد ليس بتركي ولا خزري ولا بلغاري، قال الاصطخري: وأخبرني من كان يخطب بها أن مقدار الناس من المدينتين نحو عشرة آلاف رجل لهم أبنية خشب يأوون إليها في الشتاء وأما في الصيف فإنهم يفترشون في الخركاهات قال الخاطب: وإن الليل عندهم لا يتهيا أن يسار فيه في الصيف أكثر من فرسخ ومن إتل مدينة الخزر إلى برطاس مسيرة عشرين يوما ومن أول مملكة برطاس إلي آخرها نحو خمسة عشر يوما.

برطلى: بالفتح وضم الطاء وتشديد اللام وفتحها بالقصر والإمالة، قرية كالمدينة في شرقي دجلة الموصل من أعمال نينوى كثيرة الخيرات والأسواق والبيع والشراء يبلغ دخلها كل سنة عشرين ألف دينار حمراء والغالب على أهلها النصرانية وبها جامع للمسلمين وأقوام من أهل العبادة والتزهد ولهم بقول وخس جيد يضرب به المثل وشربهم من الآبار.

برطؤبة: بعد الواو الساكنة باء موحدة، بيلدة على الفرات مقابل رحبة مالك بن طوق من أعمال الخابور قرب قرقيسياء كان بها رغيبة المتزهد له اتباع ولفيف وهو في أيامنا هذه حي.

برعش: العين مهملة مفتوحة والشين معجمة، قرية قرب طليطلة بالأندلس. قال ابن بشكوال: سكنها صادق بن خلف بن صادق بن كتيل الأنصاري الطليطلي له رحلة الى الشرق وسمع وروى ومات بعد سنة 470.

برع: بوزن زفر، جبل بناحية زبيد باليمن فيه قلعة يقال لها: حلبة وهي قرب سهام ويسكنه الصنابر من حمير وله سوق وتفرق بين برع وبين ضلع ريمة.

برع: بالفتح ثم السكون، حصن من حصون ذمار باليمن. برعة: من مخاليف الطائف.

برغث: بالغين المعجمة والثاء المثلثة، موضع.

برغر: بالغين المعجمة المفتوحة والراء، قال علي بن الحسين المسعودي: مدينة البرغر على ساحل بحر مانطس وهو بحر متصل بخليج القسطنطينية وأرى أنهم في الإقليم السابع وهم نوع من الترك والقوافل متصل منهم إلى بلاد خوارزم وأرض خراسان ومن بلاد خوارزم إليهم إلا أن ذلك بين بوادي غيرهم من الترك، قال: وملك البرغر في وقتنا هذا وهو سنة 332، مسلم أسلم أيام المقتدر بعد العشر والثلاثمائة لرؤيا رآها وقد كان حج ولد له فورد بغداد وحمل معه المقتدر لواء وسوادا ومالا ولهم جامع وهذا الملك يغزو بلاد القسطنطينية في نحو خمسين ألف فارس فصاعدا ويشن الغارات حولها إلى بلاد رومية والأندلس وأرض برجان والجلالقة وأفرنجة ومنه إلى القسطنطينية نحو شهرين بين عمائروغمائر، والبرغر أمة عظيمة شديدة البأس ينقاد إليها من جاورها من الأمم ولا تمتنع القسطنطينية منهم إلا بأسوار وكذلك ما جاورها من البلدان والليل في بلادهم في غاية القصر في الصيف حتى أن أحدهم لايفرغ من طبخه حتى يأتيه الصبح، قلت أنا هذه الصفة جميعها صفة بلغار وما أظنهما إلا واحدا وأنهما لغتان فيه لسانين وليس فيه ما أنكرته إلا قوله أن البرغر على ساحل بحر مانطس وما أظن بينه وبين ساحل بحرمانطس إلا مسافة بعيدة والله أعلم.

برغوث: بلفظ البرغوث من الحيوان، بلد بالروم قريب من عمورية.

بزفشخ: بالفتح ثم السكون وفتح الفاء والشين معجمة ساكنة وخاء معجمة من قرى بخارى، منها أبو حاتم فرينام بن جماهر البرفشخي البخاري روى عن علي بن خشرم.

ذكر البرقاء مرتب على ما أضيفت إليه على حروف المعجم.

والبرقاء: تأنيث الأبرق وهو اختلاف اللون وقد ذكر أبراق فيما سلف.

برقاء: غير مضاف، قرية على شرقي النيل في الصعيد الأدنى قرب أنصنا.

البرقاء: أيضا، في البادية، قال الراجز: يترك بالبرقاء شيخا قد ثلب، أي ساء جسمه وهزل، وقال الحسين بن مطير في البرقاء وهي هذه:

ألا لا أبالي أي حي تفرقوا ** إذا ثمد البرقاء لم يخل حاضره

وبالبرق أطلال كأن رسومها ** قراطيس خط الحبر فيهن ساطره

أبت سرحة الأثماد الأملاحة ** وطيبا إذا ما نبتها اهتز ناضره وقال أيضا:

يا صاح هل أنت بالتعريج تنفعنا ** على منازل بالبرقاء منعرج

على منازل للطاووس قد درست ** تسدي الجنوب عليها ثم تنتسج برقاء الأجدين: قال عمرو بن معدي كرب:

ويوما ببرقا الأجلأين لو أتى ** أبيا مقامي لانتهى أو لجربا برقاء أعامق: قد ذكر أعامق في موضعه عن الأخطل. برقاء جندب: قال الكميت:

وقد فاض غرب عند برقاء جندب ** لعينيك من عرفان ماكنت تعرف برقاء شمليل: قال الملك النعمان بن المنذر يخاطب الربيع بن زباد العبسي:

شرد برحلك عني حيث شئت ولا ** تكثر علي ودع عنك الأقاويلا

فقد رميت بداء لست غاسله ** ما جاوز النيل يوما أهل إبليلا

قد قيل ذلك إن حقا وإن كذبا ** فما اعتذارك من قول إذا قيلا

وما اعتذارك منه بعد ما جزعت ** أيدي المطايا به برقاء شمليلا برقاء ذي ضال: قال جميل:-

ومن كان في حبي بثينة يمتري ** فبرقاء ذي ضال علي شهيد برقاء قرمد: قال البريق:

وقد هاجني منها ببرقاء قرمد ** وأجراع ذي اللهباء منزلة قفر برقاء اللهيم: قال النابغة:

ظللنا ببرقاء اللهيم تلفنا ** قبول تكاد من ظلالتها تمسي برقاء مطرف: قال ذو الرمة:

لعمرك إني يوم برقاء مطرف ** لشوقي منقاد الجنيبة تابع برقاء النطاع: قال الحارث بن حلزة:

لم يحلوا بني رزاح ببرقا ** ء نطاع لهم عليهم دعاء برقاء هيج: قال العجير السلولي:

خليلي عوجا أسعفاني وحييا ** ببرقاء هيج منزلا ورسوما برقان: بفتح أوله وبعضهم يقول بكسره، من قرى كاث شرقي جيحون على شاطئه بينها وبين الجرجانية مدية خوارزم يومان خربت برقان، منها الحافظ الامام أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن غالب الخوارزمي البرقاني سمع ببلده وورد بغداد فسمع أبا علي الصواف وأبا بكر القطيعي وسمع ببلاد كثيرة مثل جرجان وخراسان وغيرهما ثم استوطن بغداد وكتب عنه أبو بكر الخطيب الحافظ وغيره من الأئمة قال الخطيب: وكان ثقة ورعا متقنا مثبتا لم نر في شيوخنا أثبت منه وصنف تصانيف كثيرة وكان له كتب كثيرة نقل من الكرج إلى قرب باب الشعير وكان عدد أسفاط كتبه ثلانة وستين سفطا وصندوقين وكان مولده في اخر سنة 336 ومات سنة 425 ببغداد، وبرقان أيضا من قرى جرجان، نسب إليها حمزة بن يوسف السهمي بعض الرواة ولست منها على ثقة.

برقان: موضع بالبحرين قتل فيه مسعود بن أبي زينب الخارجي وكان غلب على البحرين وناحية اليمامة بضع عشرة سنة حتى قتله سفيان بن عمرو العقيلي سار إليه ببني حنيفة، فقال الفرزدق:

ولولا سيوف من حنيفة جردت ** ببرقان أمسى كاهل الدين أزورا

تركن لمسعود وزينب أخته ** رداء وجلبابا من الموت أحمرا البرقانية: بالضم، ماء لبني أبي بكر بن كلاب ثم لبني كعب بن أبي بكر يقال لهم: بنو برقان بقرب حفيرة خالد.

برقتان: تثنية برقة، موضع، قال حؤاس بن نعيم الضبي:

لتقارب الشعب المحاول شعبه ** ولما استحل ببرقتين حريم البرقعة: ماء لبني نمير ببطن الشريف.

برقعيد: بالفتح وكسر العين وياء ساكنة ودال، بليدة في طرف بقعاء الموصل من جهة نصيبين مقابل باشزى، قال أحمد بن الطيب السرخسي: برقعيد بلدة كبيرة من أعمال الموصل من كورة البقعاء وبها ابار كثيرة عذبة وهي واسعة وعليها سور ولها ثلاثة أبواب باب بلد وباب الجزيرة وباب نصيبين وعلى باب الجزيرة بناء لأيوب بن أحمد وفيها مائتا حانوت، قلت: أنا كانت هذه صفتها في قرابة سنة 300 بعد الهجرة وكان حينئذ ممر القوافل من الموصل إلى نصيبين عليها فأما الآن فهي خراب صغيرة حقيرة وأهلها يضرب بهم المثل في اللصوصية يقال: لص برقعيدي وكانت القوافل إذا نزلت بهم لقيت منهم الأمرين، حدثني بعض مجاوريها من أهل القرى أن قفلا نزل تحت بعض جدرانها احترازا وربط رجل من أهل القفل حمارا له تحت ذلك الجدار خوفا عليه من السراق وجعل الأمتعة دونه واشتغلوا بالعس وحراسة ما تباعد عن الجدار لأنهم أمنوا ذلك الوجه فصعد البرقعيديون على الجدار وألقوا على الحمار الكلاليب وأنشبوها في برذعته واستاقوه إليهم وذهبوا به ولم يدر به صاحبه إلى وقت الرحيل فلما كثرت منهم هذه الأفاعيل تجنبتهم القوافل وجعلوا طريقهم على باشزى وانتقلت الأسواق إلى باشزى، وبين برقعيد والموصل أربعة أيام وبينها وبين نصيبين عشرة فراسخ، ومن برقعيد هذه كان بنوا حمدان التغلبيون سيف الدولة وأهله، وقال شاعر يهجو سليمان بن فهد الموصلي مستطردا ويمدح قرواش بن المقلد أمير بني عقيل:

وليل كوجه البرقعيدي ظلمة ** وبرد أغانيه وطول قرونه

سريت ونومي فيه نوم مشرد ** كعقل سليمان بن فهد ودينه

على أؤلق فيه الهباب كأنه ** أبو جابر في خبطه وجنونه

إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه ** سنا وجه قرواش وضوء جبينه وقال الصولي: دخل رجل على أيوب بن أحمد ببرقعيد فأنشده شعرا فجعل يخاطب جارية ولا يسمع له فخرج، وهو يقول:

أدب لعمرك فاسد ** مما تؤدب برقعيد

من ليس يدري ما يرب ** فكيف يدري ما نريد

من ليس يضبطه الحدي ** فكيف يضبطه القصيد

علم هنالك مخلق ** والجهل مقتبل جديد وقد نسب إليها قوم من الرواة، منهم الحسن بن علي بن موسى بن الخليل البرقعيدي سمع ببيروت أحمد بن محمد بن مكحول البيروتي وبأطرابلس خيثمة بن سليمان وعبد الله بن إسماعيل وبالرملة زيد بن الهيثم الرملي وبقيسارية أحمد بن عبد الرحمن القيسراني وبالموصل عبد الله بن أبي سفيان وأبا جابر زيد بن عبد العزيز وببلد أبا القاسم النعمان بن هارون وبحران أبا عروبة وبرأس عين أبا عبد الله الحسين بن موسى بن خلف الرسعني وغير هؤلاء، وأحمد بن عامر بن عبد الواحد بن العباس الربعي البرقعيدي سمع بدمشق أحمد بن عبد الواحد بن عبود ومحمد بن حفص صاحب واثلة وشعيب بن شعيب بن إسحاق والهيثم بن مروان العبسي وبغيرها معروف بن أبي معروف البلخي ومحمد بن حماد بن مالك ومؤمل بن هاب وغيرهم روى عنه أبو أحمد بن عدي ومحمد بن أحمد بن حمدان المروروذي وأبو محمد الحسين بن علي البرقعيدي وغيرهم وكان يسكن نصيبين، وقال أبو أحمد بن علي: وكان شيخا صالحا برق: بلفظ البرق الذي يلمع من خلل السحاب، وهي قرية قرب خيبر وأظن أن ابن ارطاة إياها عنى بقوله:

لا تبعدن إداوة مطروحة ** كانت حديثا للشراب العاتق

حنت إلى برق فقلت لها قرى ** بعض الحنين فإن وجدك شائقي

بأبي الوليد وأم نفسي كلما ** بدت النجوم وذر قرن الشارق ويوم برق من أيامهم وهو يوم للضب.

برقولش: بضم أوله والقاف والواو ساكنة واللام مكسورة والشين معجمة، حصن من أعمال سرقسطة بالأندلس.

برقة: بفتح أوله والقاف. اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الاسكندرية وإفريقية واسم مدينتها انطابلس وتفسيره الخمس مدن، قال بطليموس: طول مدينة برقة ثلاث وستون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وعشر دقائق تحت تسع درج من السرطان وست وخمسون دقيقة يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان وهي في الإقليم الثالث وقيل في الرابع، وقال صاحب الزيج: طولها ثلاث وأربعون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة، وأرض برقة أرض خلوقية بحيث ثياب أهلها أبدا محمرة لذلك ويحيط بها البرابر من كل جانب وفي برقة فواكه كثيرة وخيرات واسعة مثل جوز ولوز وأترج وسفرجل وفي مدينة برقة قبر رويفع صاحب النبي وأهلها يشربون من ماء السماء يجري في أودية ويفيض إلى برك بناها لهم الملوك ولها ابار يرتفق بها النامى ولها ساحل يقال له: أجية وهي مدينة بها سوق ومنبر وعدة محارس على ستة أميال من برقة وساحل آخر يقال له: طلموية وبين الإسكندرية وبرقة مسيرة شهر. وقال أحمد بن محمد الهمداني: من الفسطاط إلى برقة مائتان وعشرون فرسخا وهي مما افتتح صلحا صالحهم عليها عمرو بن العاص وألزم أهلها من الجزية ثلاثة عشر ألف دينار وأن يبيحوا أولادهم في عطاء جزيتهم وأسلم أكثر من بها فصولحوا على العشر ونصف العشر في سنة إحدى وعشرين للهجرة وكان في شرطهم أن لا يدخلها صاحب خراج بل يوجهوا بخراجهم في وقته إلى مصر إلى أن استولى المسلمون على البلاد التي تجاورها فانتقض ذلك الرسم فكانوا لهذه الحال على خصب ودعة وأمن وسلامة: وكان عبد الله بن عمرو ابن العاص يقول: ما أعلم منزلا لرجل له عيال أسلم ولا أعزل من برقة ولولا أموالي بالحجاز لنزلت برقة.. ومن برقة إلى القيروان مدينة إفريقية مائتان وخمسة عشر فرسخا.. وقد نسب إلى برقة جماعة من أهل العلم.. منهم أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيد بن زرعة الزهري البرقي أبو بكر مولى بني زهرة حدث بالمغازي، عن عبد الملك بن هشام وكان ثقة ثبتا وله تاريخ.. وأخواه محمد وعبد الرحيم ابنا عبد الله رووا جميعا كتاب السيرة عن ابن هشام قاله ابن ماكولا وذكر ابن يونس أحمد بن عبد الله في البرقيين وذكر محمدا في المصريين وقال إنه كان يتجر هو وإخوته إلى برقة فعرف بالبرقي وهو من أهل مصر.. وفي كتاب الجنان لابن الزبير أبو الحسن بن عبد الله البرقي.. القائل في الحاكم وقد حدثت بمصر زلزلة

بالحاكم العدل أضحى الدين معتليا ** نجل الهدى وسليل السادة الصلحا

ما زلزلت مصر من كيد يراد بها ** وإنما رقصت من عدله فرحا.. قال وقد رأيت هذا البيت منسوبا إلا أنه قيل في كافور الإخشيدي. قال: وقال البرقي في الحاكم وقد غاب وجاء في عقيب ذلك مطر:

أذرى لفقدك يوم العيد أدمعه ** من بعدما كان يبدي البشر والضحكا

لأنه جاء يطوي الأرض من بعد ** شوقا إليك فلما لم يجدك بكا برقة: أيضا من قرى قم من نواحي الجبل. قال أبو جعفر فقيه الشيعة أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي البرقي أصله من الكوفة وكان جده خالد قد هرب من عيسى بن عمر مع أبيه عبد الرحمن إلى برقة قم فأقاموا بها ونسبوا إليها ولأحمد بن أبي عبد الله هذا تصانيف على مذهب الإمامية وكتاب في السير تقارب تصانيفه أن تبلغ مائة تصنيف ذكرته في كتاب الأدباء وذكرت تصانيفه، وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني في تاريخ أصبهان أحمد بن عبد الله البرقي: كان من رستاق برق روذ قال: وهو أحد رواة اللغة والشعر واستوطن قم فخزج ابن اخته أبا عبد الله البرقي هناك ثم قدم أبو عبد الله إلى أصبهان واستوطنها والله الموفق.

برقة حوز: محلة أو قرية مقابل مدينة واسط ذكرت في حوز ذكر برقة كذا في بلاد العرب. قد ذكرنا أن أصل البرقة في كلامهم الأرض ذات الحجارة المختلفة الألوان وقد أشبع القول في تفسيره في إبراق فأغنى وقد اجتمع لي من براق العرب مائة برقة ما أظنها اجتمعت لغيري وقد أضيفت كل برقة منها إلى موضع وقد ذكر ذلك في مواضعه من الكتاب وأنا أذكر ههنا ما اضيفت إليه على حروف المعجم بشواهده، فمما جاء من ذلك غير مضاف.

برقة: بالضم، من نواحي اليمامة، وبرقة أيضا موضع بالمدينة من الأموال التي كانت صدقات رسول الله وبعض نفقاته على أهله منها وقيل: إن ذلك من أموال بني النضير وقد رواه بعضهم بفتح أوله، وبرقة أيضا موضع كان فيه يوم من أيام العرب أسر فيه شهاب فارس هبود من بني تميم أسره يزيد بن حرثة أو برد اليشكري فمن عليه وفي ذلك. قال شاعرهم:

وفارس طرفه هباد نلنا ** ببرقة بعد عز واقتدار برقة أثماد: والأثماد جمع ثمد وهوالماء القليل الذي لا مادة له، قال رديح بن الحارث التميمي:

لمن الديار ببرقة الأثماد ** فالجلهتين إلى قلات الوادي برقة الأجاول: جمع أجوال وأجوال جمع جول وجال وهو جدار البئر وكل ناحية من البئر أعلاها وأسفلها جول، قال ابن أحمر:

رماني بأمر كنت منه ووالدي ** بريا ومن جول الطوي رماني وبرقة الأجاول ذكرها نصنب، فقال:

عفا الحبج الأعلى فبرق الأجاول وقال كثير:

عفا ميت كلفى بعدنا فالأجاول ** فأثماد حسنى فالبراق القوابل برقة الأجداد: جمع جد أب الأب أو جمع جدد، وهي أرض صلبة، قال بعضهم:

لمن الديار ببرقة الأجداد ** عفت سوار رسومها وعوادي برقة أجول: أفعل من الجولان أي الطواف، قال المنتخل الهذلي:

هل هاجك الليل كليل على ** أسماء من ذي صبرمخيل

إن شاء في الفيقة يرمي له ** جوف رباب وبرة مثقل

فالتط بالبرقة شؤبوبه ** فالرعد حتى برقة الأجول برقة أحجار: جمع حجر، قال بعضهم:

ذكرتك والعيس العتاق كأنها ** ببرقة أحجار قياس من القضب برقة أحدب: قال زبان بن سيار:

تنح إليكم يا ابن كوز فإنه ** وإن زدتنا راعون برقة أحدبا برقة أحواذ: جمع حاذ، وهو شجر تألفه بقر الوحشي وقيل: هو من شجر الجنبة، قال ابن مقبل:

وهن جنوح إلى حاذة ** ضوارب غزلانها بالجرن وقال شاعر:

طربت إلى الحي الذين تحملوا ** ببرقة أحواذ وأنت طروب برقة أخرم: وقد ذكر أخرم خيم في موضعه، قال ابن هرمة:

بلوى كفافة أو ببرقة أخرم ** خيم على آلاتهن. وشيع في أبيات ذكرت في كفافة: برقة أروى: واحدة الأراوي وأروى كبش، جبل في بلاد بني تميم، قال حامية بن نصر الفقيمي:

لقد زعمت ظمياء إن بشاشتي ** لستة أحوال سريع نقوضها

ذكرت وبعض الذكر داءعلى الفتى ** خيال الصبا والعير تجري عروضها

ببرقة أروى والمطي كأنها ** قداح نحاها باليدين مفيضها

ألم تر للفتيان قد ودعوا الصبا ** وللوحش لا يرمي بسهم مريضها برقة أظلم: قال حسان:

ألم تسأل الربع الجديد التكلما ** بمدفع أشداخ فبرقة أظلما برقة أعيار: جمع عير وهو الحمار الوحشي، قال عمر بن أبي ربيعة:

ببرقة أعيار فخبر إن نطق برقة أفعى: قال زيد الخيل الطائي:

عفت أبضة من أهلها فالأجاول ** فجنبي بضيض فالصعيد المقابل

فبرقة أفعى قد تقادم عهدها ** فما إن بها إلا النعاج المطافل برقة الأمالح: كأنه جمع أملح وهو الذي فيه سواد وبياض، وقيل: هو البياض الخالص ومنه ضحى النبي بكبشين أملحين، قال كثير:

وقفت بها مستعجما لبيانها ** سفاها كحبسي يوم برق الأمالح برقة الأمهار: قال ابن مقبل:

ولاح ببرقة الأمهار منها ** لعينك ساطع من ضوء نار

إذا ما قلت زهتها عصي ** عصي الزند والعصف السواري وقال ابن مقبل أيضا:

لمن الديار بجانب الأحفار ** فبتيل دمخ أو بسنع جرار

خلدت ولم يخلد بها من حلها ** ذات النطاق فبرقة الأمهار برقة أنقد: الأنقد والأنقد بالدال والذال القنفذ، ومنه بات فلان بليلة أنقد إذا بات ساهرا، قال الحفصي: أنقد، جبل باليمامة وأنشد للأعشى:

إن الغواني لا يواصلن امرأ ** فقد الشباب وقد يصلن الأمردا

يا ليت شعري هل أعودن ثانيا ** مثلي زمين هنا ببرقة أنقدا هنا: بمعنى أنا، وزعم أبر عبيدة أنه أراد برقة القنفذ الذي يدرج فكنى عنه للقافية إذ كان معناهما واحدا والقنفذ لا ينام الليل بل يرعى.

برقة الأوجر:، قال الشاعر:

بالشعب من نعمان مبدا لنا ** والبرق من حضرة ذي الأوجر بزقة الأودات: جمع أودة وهو الثقل، قال جرير:

عرفت ببرقة الأودات رسمأ ** محيلا طال عهدك من رسوم برقة إير: بالكسر، قال بعضهم:

عفت أطلال مية من حفير ** فهضب الواديين فبرق إير برقة بارق: وبارق، جبل لبعض الأزد بالحجاز وقد ذكر، وبارق أيضا بالكوفة، قال:

ولقتله أؤدى أبوه وجده ** وقتيل برقة بارق لي أوجع برقة ثادق: بالثاء المثلثة وقد ذكر في موضعه، قال الحطيئة:

وكأن رحلي فوق أحقب قارح ** بالشيطين نهاقه التعشير

جون يطارد سمحجا حملت به ** بعوازب القفرات فهي نزور

ينحو بها من برق عيهم ظامئا ** زرق الجمام رشاؤهن قصير

وكأن نقعهما ببرقة ثادق ** ولوى الكثيب سرادق منشور برقة ثمثم: يقال: ثمثم الرجل إذا غطى رأس إنائه، قال بشر.

برقة الثور: قال أبو زياد: برقة الثور جانب الصمان وأنشد لذي الرمة:

خليلي عوجا بارك الله فيكما ** على دار مي من صدور الركائب

تكن عوجة يجزيكما الله عندها ** بها الخير أو نقضي بذمة صاحب

بصلب المعا أو برقة الثور لم يدع ** لها جدة نسج الصبا والجنائب قال الأصمعي: أسفل الوتدات أبارق إلى سندها رمل يسمى الأثوار، ذكرها عقبة بن مضرب من بني سليم، فقال:

متى تشرف الثور الأغر فإنما ** لك اليوم من إشرافه أن تذكر قال: إنما جعل الثور أغر لبياض كان في أعلاه. برقة ثهمد: لبني دارم، قال طرفة بن العبد:

لخولة أطلال ببرقة ثهمد ** تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليد برقة الجبا: ذكر الجبا في موضعه، قال كثير:

أيا ليت شعري هل تغير بعدنا ** أرال فصرما قادم فتناضب

فبرق الجبا أم لا فهن كعهدنا ** تنزى على آرامهن الثعالب برقة الجنينة: تصغير الجنه وهي البستان، قال جبلة بن الحارث:

كأنه فرز أقوت مراتعه ** برق الجنينة فالاخرات فالدور جمع برقة برق مثل نقبة ونقب لأول مايبدو من الخرت ومنه يضع الهناء موضع النقب: برقة حارب: قال التنوخي:

لعمري لنعم الحي من آل ضجعم ** ثوى بين أحجار ببرقة حارب برقة الحرض: قال النميري:

ظغنا وكانوا جيرة خلطا ** سوم الربيع ببرقة الحرض برقة حسلة: موضع، في قول القتال الكلابي:

عفا من آل خرقاء الستار ** فبرقة حسلة منها قفار

لعمرك إنني لأحب أرضا ** بها خرقاء لوكانت تزار برقة حسمى: قد ذكرت حسمي بكسر الحاء في موضعها، وقال كثير:

عفت غيقة من أهلها فحريمها ** فبرقة حسمى قاعها فصريمها ويروى فبرقة حسنى وفيه كلام ذكر في حسنى.

برقة الحصاء: في ديار أبي بكر بن كلاب، قال عطاء بن مسحل:

فياحبذا الحضا فالبرق والعلى ** وريح أتانا من هناك نسيمها

برقة حليت: قد ذكر حليت في موضعه قال فذ بن مالك الوالبي:

تركت ابن معتم كأن فناءه ** ببرقة حليت مناة مجرب وقال عامر بن الطفيل وكان قد سابق على فرس له يقال له كليب فسبق فقال:

أظن كليبا خانني أو ظلمته ** ببرقة حليت وما كان خائنا

وأعنره إني خرقت مورعا ** لقيت أخا خف وصودفت بادنا برقة الحمى: قد ذكر الحمى، قال الشاعر:

أضاءت له نار ببرقة الحمى ** وعرض الصليب دونه فالأماثل برقة حورة: بالحجاز قال الأحوص:

فذو السرح أقوى فالبراق كأنها ** بحورة لم يحلل بهن عريب برقة خاخ: قال الأحوص: وقيل: السري بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويمر بن ساعدة الأنصاري

كفنوني إن مت في درع أروى ** واجعلوا لي من بير عروة مائي

سخنة في الشتاء باردة الصي ** ف سراج في الليلة الظلماء

ولها مربع ببرقة خاخ ** ومصيف بالقصر قصر قباء برقة الخال: قال القتال الكلابي:

يا صاحبي أقلا بعض أملالي ** لا تعذلاني فإني غير عذال

واستحييا أن تلوما أو ألومكما ** إن الحياء جميل أيما حال

إني اهتديت ابنة البكري من أمم ** من أهل عدوة أو من برقة الخال برقة الخرجاء: تأنيث الأخرج وهو السواد والبياض كالأبلق، قال أبو زياد: الأخرج من الرماد والجبال يكون مغطى أسفل الجبل بالرمل وأعلاه خارج ليس عليه رمل أسود، قال كثير:

فأصبح يرتاد الجميم برابغ ** إلى برقة الخرجاء من ضحوة الغد وقال السري بن حاتم الكلابي:

كأن لم يكن من أهل علياء باللوى ** حلول ولم يصبح صوام مروح

لوى برقة الخرجاء ثم تيامنت ** بهم نية عنا تشب فتنزح

تبصرتهم حتى إذا حال دونهم ** يحامم من سود الأحاسن جنح برقة الخنزير: وقد ذكرت في الدارات أيضا، وقال الأعشى:

فالسفح يجري فخنزيز فبرقته ** حتى تدافع منه السهل والجبل برقة خؤ: في ديار أبي بكر بن كلاب، أنشد أبو زياد:

ماأنس في الأيام لا أنس نسوة ** ببرقة خو والعصور الخواليا

رددن جمال الحي مخيس ** جلال ترى في مرفقيه تجافيا

سقى دار أهلينا بمنعرج اللوى ** أغر سماكي يسح العزاليا

تروح غوريا وأصبح منجدا ** يغادر ماء طيب الطعم صافيا برقة خينف: وقد ذكرت في خينف قال الأخطل:

وقد أقول لثور هل ترى ظعنا ** يحدو بهن حذارى مشنق شنق

كأنها بالرحا سفن ملججة ** أو حائش من جؤاثا ناعم سحق

يرفعها الآل للتالي فيدركهم ** طرف حديد وطرف دونهم غرق

حتى لحقن وقد زال النهار وقد ** مالت لهن بأعلى خينف البرق برقة الدآث: وقد ذكر الله الدآث في موضعه، قال أبو محمد:

أصدرها من برقة الله الدآث ** فينفذ ليل أخرس التبعات برقة دمخ: ودمخ، اسم جبل ودمخه أي شدخه، قال سعيد بن البراء الخثعمي:

وفرت فلما انتهى فرها ** ببرقة دمخ فأوطانها برافة الرامتين: ذكرت الرامتان في موضعهما، قال جرير:

لا يبعدن قوم تقادم عهدهم ** طلل ببرقة رامتين محيل

ولقد تكون إذا تحل بغبطة ** أيام أهلك بالديار حلول

ولقد تساعفنا الديار وعيشنا ** لو دام ذاك بما نحب ظليل برقة رحرحان: ذكر رحرحان أيضا في موضعه، قال مالك بن نويرة:

أراني الله ذا النعم المندي ** ببرقة رحرحان وقد أراني

حويت جميعه بالسيف صلتا ** ولم ترعد يداي ولا جناني وقال آخر:

بحمد أبي جبيلة كل شيء ** ببرقة رحرحان رخى بال

برقة رعم: الرعم الشحم، قال يزيد بن أبان:

ظعن الحي يوم برقة رعم ** بغزال مزين مربوب وقال مرقش:

وفيهن حور كمثل الظباء ** تقروا بأعلى السليل الهدالا

جعلن قديسا واعناءه ** يمينا وبرقة رعم شمالا برقة الركاء: قال الراعي:

بميثاء سابت من عسيب فخالطت ** ببطن الركاء برقة وأجارعا برقة رواوة: من جبال جهينة، قال كثير:

وغير آيات ببرق رواوة ** تنائي الليالي والمدى المتطاول برقة الروحان: روضة تنبت الرمث باليمامة عن الحفصي، قال عبيد بن الأبرص:

لمن الديار ببرقة الروحان ** درست لطول تقادم الأزمان

فوقفت فيها ناقتي لسؤالها ** وصرفت والعينان تبتدران وقال أوفى المازني:

أبلغ أسيد والهجيم ومازنا ** ما أحدثت عكل من الحدثان

إن الذي يحمي ذمار أبيكم ** أمسى يميد ببرقة الروحان

يا قوم إني لوخشيت مجمعا ** رويت منه صعدتي وسناني برقة سعد: قال:

أبت دمن بكراع الغميم ** فبرقة سعد فذات العشر برقة سعر: قال مالك بن الصمصامة:

أتوعدني ودونك برق سعر ** ودوني بطن شمطة فالغيام برقة سلمانين: ذكر سلمانان، قال جرير:

قفا نعرف الربعين بين مليحة ** وبرقة سلمانين ذات الأجارع

سقى الغيث سلمانين فالبرق العلى ** إلى كل واد من مليحة دافع برقة سمنان: ذكر سمنان في موضعه، قال أربد بن ضابي بن رجاء الكلابي يهجو ربيعة الجوع:

بسمنان بول الجوع مستنقعا به ** قد اصفر من طول الإقامة حائله

ببرقائه ثلث وبالخرب ثلثه ** وبالحائط الأعلى أقامت عيائله برقة شماء: هضبة، قال الحارث بن حلزة اليشكري:

بعد عهد لنا ببرقة شما ** ء فأدنى ديارها الخلصاء برقة الشواجن: الشواجن واد في ديارضبة، قال ذو الرمة.

برقة صادر: من منازل بني عذرة، قال النابغة يمدحهم:

وقد قلت للنعمان يوم لقيته ** يريد بني حن ببرقة صادر برقة الصراة: قال الحجاج العذري:

أحبك ما طاب الشراب لشارب ** وما دام في برق الضراة وعور برقة الصفا: قال بديل بن قطيط:

ومشتا بذي الغراء أو برقة الصفا ** على همل أخطاره قد ترجعا برقة ضاحك: باليمامة لبني عدي، قال أبو جويرية:

ولقد تركن غداة برقة ضاحك ** في الصدر صدع زجاجة لاتشعب وقال الأفوه الأودي:

فسائل حاجرا عنا وعنهم ** ببرقة ضاحك يوم الجناب برقة ضارج: قال:

أتنسون أياما ببرقة ضارج ** سقيناكم فيها حراقا من الشرب برقة طحال: وطحال: بلد وبه ماء يقال له: بدر، قال:

وكانت بها حينا كعاب خريدة ** لبرق طحال أو لبدر مصيرها برقة عاذب: قال الخطيم: العكلي اللص:

أمن عهد ذي عهد بحومانة اللوى ** ومن طلل عاف ببرقة عاذب

ومصرع خيم في مقام ومنتأى ** ورمد كسحق المرنباني كائب المرنباني، الفرو وجلود الثعالب، وكائب أراد كائب اللون.

برقة عاقل: قال جرير:

إن الظعائن يوم برقة عاقل ** قد هجن ذا خبل فزذن خبالا برقة عالج: ذكر عالج في موضعه، قال المسيب بن علس الضبعي:

بكثيب خربة أو بحومل ** من دونه من عالج برق برقة عسعس: ذكر، قال جميل:

جعلوا أقارح كلها بيمينهم ** وهضاب برقة عسعس بشمال برقة ذي العلقى: قال العجير السلولي:

حي الإله وبياها ونعمها ** دارا ببرقة ذي العلقى وقد فعلا برقة العناب: والعناب، جبل في طريق مكة، قال كثير:

ليالي منها الواديان مظنة ** فبرق العناب دارها فالأمالح برقة عوهق: قال ابن هرمة:

قفا واستنطق الرسم ينطق ** بسوقة أهوى أو ببرقة عوهق برقة العيرات: قال امرؤ القيس المشهور:

غشيت ديار الحي بالبكرات ** فعارمة فبرقة العيرات برقة عنهل: ويروى برقة عيهم، قال بشر:

فإن الجزع بين عريتنات ** وبرقة عيهل منكم حرام

سنمنعها لان كانت بلادا ** بها تربو الخواصر والسنام

بها قرت لبون الناس عينا ** وحل بها عزاليه الغمام أي هي حرام عليكم لا ترعوها ولا تنزلوها - والعيهل- السريعة من الإبل وامرأة عيهل لا تستقر نزقا تردد إقبالا وإدبارا، ويقال للناقة: عيهل وعيهلة ولا يقال للمرأة إلا عيهل.

وأنشد بعضهم:

ليبك أبا الجرعاء ضيف معيل ** أو امرأة تغشى الدواجن عيهل وقال آخر:

فنعم مناخ ضيفان وثجر ** وملقى زفر عيهلة مجال برقة عيهم: قال جواس بن نعيم للقعقاع بن معبد بن زرارة:

فما ردكم بقيا ببرقة عيهم ** علينا ولكن لم نجد متقدما وقال أبو عبيدة: يقال: ناقة عيهم وعيهل للسريعة وقال غيره عيهم، موضع بالغور من يهامة ويقال للفيل الذكر: عيهم، وقال الحطيئة:

ينجو بها من برق عيهم ظامئا ** زرق الجمام رشاؤهن قصير برقة ذي غان الغان والغينة، الشجر الملتف في الجبل وفي السهل بلا ماء فإذا كان بماء فهي الغيضة قال أبو دواد:

نحن أنزلنا ببرقة ذي غان برقة الغضا: الغضا، موضع بعينه وهو شجر يشبه الأثل إلا أن الأثل أعظم منه وأكبر وحطبه من أجود الحطب وناره كذلك وأكثر ما ينبت في الرمال، قال حميد الأرقط:

غداة قال الركب أربع أربع ** ببرقة بين الغضا ولعلع برقة غضور: ببلاد فزارة، قال نخبة بن ربيعة الفزاري:

وباتوا على مثل الذي حكموا لنا ** غداة تلاقينا ببرقة غضورا والغضور: نبت يشبه السبط.

برقة قادم: قال العلاء بن قرظة خال الفرزدق:

ونحن سقينا يوم برقة قادم ** مصاد نفيل بالزعاف المسمم برقة ذي قار: قال بعضهم:

لقد خبرت عيناك يوما بحبها ** ببرقة ذي قار وقد كتم الصدر برقة القلاخ: فعال من القلخ وهو الضرب باليابس على اليابس، قال أبو وجزة السعدي:

أجراع لينة فالقلإخ فبرقها ** فشواحط فرياضه فالمقسم برقة الكبوان: بالتحريك في شعر لبيد حيث، قال:

حتى إذا أفد العشي تروحا ** لمبيت ربعي النتاج هجان

طالت إقامته وغير عهده ** رهم الربيع ببرقة الكبوان برقة لفلف: بين الحجاز والشام، قال حجربن عقبة الفزا ري:

باتت مجللة ببرقة لفلف ** ليل التمام قليلة الاطعام برقة اللكاك: قد ذكر اللكاك، قال الراعي:

إذا هبطت روض اللكاك تجاوبت ** به ودعاها رؤضه وأبارقه برقة اللوى: قال مصعب بن الطفيل القشيري:

ألا حبذا يا جفن أطلال دمنة ** بحيث سقى ذات السلام رقيبها

بناصفة العمقين أو برقة اللوى ** على الناي والهجران شب شبوبها

بكى لي خلان الصفاء ومسني ** بلوم رجال لم تقطع قلوبها برقة ماسل: قال الراعي:

تناهى المزن وامتزجت عراه ** ببرقة ماسل ذات الأفان برقة مجول: قال جميل العذري:

عجل الفراق وليته لم يعجل ** وجرت بوادر دمعك المتهلل

طربا وشاقك مالقيت ولم تخف ** بين الحبيب غداة برقة مجول برقة المرورات: قال الطرماح:

ولست براء من مرورات برقة ** بها آل ليلى والجناب مريع برقة مكتل: قال أبو زياد: برقة مكتل. جبل، وأنشد لرجل يرجز بركيه.

أحمي لها من برقتي مكتل ** والرمث من بطن الحريم الهيكل

ضرب رياح قائما بالمعول ** بذي شباه من قساس مفصل

في مثل ساق الحبشي الأعصل برقة ملحوب: قال ابن مقبل:

ولما ولجنا أمكنت من عنانها ** وأمسكت عن بعض الخلاط عناني

عشية قالت لي وقالت لصاحبي ** ببرقة ملحوب ألا تلجان برقة منشد: ماء لبني تميم وبني أسد، قال كثير:

وقال خليلي قد وقعت بما ترى ** وأبلغت عذرا في البغاية فاقصد

فقلت له لم تقض ما عمدت له ** ولم آت إصراما ببرقة منشد برقة النجد: من نواحي اليمامة، قال توبة: واسمه عبد الملك بن عبد العزيز السلولي اليمامي:

ما تزال الديار في برقة النج ** د لسعدى بقرقرى تبكيني

قد تحيلت أن أرى وجه سعدى ** فإذا كل حيلة تعييني

قلت لما وقفت في سدة البا ** ب لسعدى مقالة المسكين

فافعلي بي يا ربة الخدر خيرا ** ومن الماء شربة فاسقيني

قالت الماء في الركي كثير ** قلت ماء الركي لايرويني

طرحت دوني الستور وقالت ** كل يوم بعلة تأتيني برقة نعاج: جمع نعجة، قال القتال:

عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر ** فبرق نعاج من أميمة فالحجر برقة نعمي: قال الزمخشري: واد بتهامة، وقال النابغة:

أهاجك من أسماء ربع المنازل ** ببرقة نعمي فروض الأجاول برقة النير: قال:

تربعت في السر من أوطانها ** بين قطيات إلى دعمانها

فبرقة النير إلى جريانها برقة واحف: قال لبيد:

وكنت إذ الهموم تحضرتني ** وصدت خلة بعد الوصال

صرنت حبالها وصددت عنها ** بناجية تجل عن الكلال

كأخنس ناشط جادت عليه ** ببرقة واحف إحدى الليالي برقة واسط: لم يحضرني شاهدها.

برقة واكف: قال الأفوه الأودي:

فسائل حاجرا عنا وعنهم ** ببرقة واكف يوم الجناب ويروى ببرقة ضاحك وقد تقدم.

برقة الوداء: والوداء: واد أعلاه لبني العدوية والتيم وأسفله لبني كليب وضبة قاله السكري في شرح شعر جرير حيث قال:

عرفت ببرقة الوداء رسما ** محيلا طال عهدك من رسوم

عفا الرسم المحيل بذي العلندى ** مساحج كل مرتجز هزيم

فليت الظاعنين به أقاموا ** وفارق بعض ذا الأنس المقيم

فما العهد الذي عهدت إلينا ** بمنسي البلاء ولا ذميم برقة هارب: قال النابغة الذبياني في بعض الروايات:

لعمري لنعم المرء من آل ضجعم ** نزور ببصرى أو ببرقة هارب

فتى لم تلده بنت أم قريبة ** فيضوي وقد يضوى رديد الأقارب برقة هجين: كأنها، بين الحجاز والشام، قال جميل:

قرضن شمالا ذا العشيرة كلها ** وذات اليمين البرق برق هجين برقة هولى: قال العجير:

أبلغ كليبا بأن الفج بين صدى ** وبين برقة هولى غير مسدود برقة يثرب: قال: النمر بن تولب برقة اليمامة: قال مضرس بن ربعي وقيل طليحة:

ولو أن عفرا في ذرى متمنع ** من الضمر أو برق اليمامة أو خيم

ترقى إليه الموت حتى يحطه ** إلى السهل أو يلقى المنية في العلم بركاوان: ناحية بفارس بالفتح والسكون.

بركد: من قرى بخارى، ينسب إليها أبو جعفر محمد بن أحمد بن موسى بن سلام البركدي القاضي مات في ذي الحجة سنة تع وثمانين وثلاثمائة.

برك الغماد: بكسر الغين المعجمة، وقال ابن دريد: بالضم والكسر أشهر، وهو موضع وراء مكة بخمس ليال مما يلي البحر، وقيل: بلد باليمن دفن عنده عبد الله بن جدعان التيمي القرشي، قال الشاعر:

سقى الأمطار قبر أبي زهير ** إلى سقف إلى برك الغماد وقال ابن خالويه أنثدنا ابن دريد لنفسه، فقال:

لست ابن عم القاطنين ** ولا ابن أم للبلاد

فاجعل مقامك أو مقر ** ك جانبي برك الغماد

وانظر إلى الشمس التي ** طلعت على إرم وعاد

هل تؤنسن بقية ** من حاضر منهم وباد وفي حديث عمار لو ضربونا حتى بلغوا بنا برك الغماد لعلمنا أننا على الحق وأنهم على الباطل، وفي كتاب عياض برك الغماد بفتح الباء عن الأكثرين وقد كسرها بعضهم وقال: هو موضع في أقاصي أرض هجر، قال الراجز:

جارية من أشعر أو عك ** بين غمادى نبة وبرك

هفهافة الأعلى رداح الورك ** ترج ودكا رجرجان الرك

في قطن مثل مداك الرهك ** تجلو بحماوين عند الضحك

أبرد من كافورة ومسك ** كأن بين فكها والفك

فأرة مسك ذبحت في سك وقال ابن الدمينة: في الحديث أن سعد بن معاذ والمقداد بن عمرو قالا لرسول الله لو اعترضت بنا البحر لخضناه ولو قصدت بنا برك الغماد لقصدناه، وفي حديث اخر عن أبي الدرداء لو أعيتني اية من كتاب الله فلم أجد أحدا يفتحها علي إلا رجل ببرك الغماد لرحلت إليه وهو أقصى حجر باليمن، قال: وقد ذكر برك الغماد محمد بن أبان بن جرير الخنفري وهو في بلد الخنفريين في ناحية جنوبي منعج، فقال:

فدع عنك من أمسى يغور محلها ** ببرك الغماد بين هضبة بارح قال: وهذه مواضع في منقطع الدمينة وعرارة ء سفلى المغافر، قال: والبرك حجارة مثل حجارة الحرة خشنة يصعب المسلك عليها وعرة، وقال الحارث بن عمرو الجزلي من جزلان:

فأجلوا مفرقا وبني شهاب ** وجلوا في السهول وفي النجاد

ونحو الخنفرين وآل عوف ** لقصوى الطوق أو برك الغماد البرك: جمع بركة،سكة معروفة بالبصرة، ينسب إليها يحيى بن إبراهيم البركي كان ينزل سكة بالبصرة روى عنه أبو داود السجستاني وغيره.

برك: بوزن قرد. ناحية باليمن هو بين ذهبان وحلي وهو نصف الطريق بين حلي ومكة، وإياه أراد أبو دهبل الجمحي بقوله يصف ناقته:

خرجت بها من بطن مكة بعدما ** أصات المنادي للصلاة وأعتما

فما نام من راع ولا ارتد سامر ** من الحي حتى جاوزت بي يلملما

ومرت ببطن الليث تهوي كأنما ** تبادر بالأصباح نهبا مقسما

وجازت على البزواء والليل كاسر ** جناحيه بالبزواء وردا وأدهما

فما ذر قرن الشمس حتى تبينت ** بعليب نخلا مشرفا ومخيما

ومرت على أشطان روقة بالضحى ** فما جررت للماء عينا ولا فما

وما شربت حتى ثنيت زمامها ** وخفت عليها أن تجن وتكلما

فقلت لها قد بعت غيرذميمة ** وأصبح وادي البرك غيثا مديما وبرد أيضا ماء لبني عقيل بنجد، وبرك أيضا قرب المدينة، قال عرام بن الأصبغ: بحذاء شواحط من نواحي المدينة والسوارقية واد يقال له: برك كثير النبات من السلم والعرفط وبه مياه، قال ابن السكيت في تفسير قول كثير:

فقد جعلت أشجان برك يمينا ** وذات الشمال من مريخة أشأما قال:- الأشجان- مسايل الماء وبرك ههنا نقب يخرج من ينبع إلى المدينة عرضه نحو من أربعة أميال أو خمسة وكان يسمى مبركا فدعا له النبي ، وبرك أيضا ويروى بفتح أوله واد لبني قشير بأرض اليمامة يصب في المجازة وقيل: هو لهزان ويلتقي هو والمجازة بموضع يقال له: إجلة وحضوضى فأما برك فيصب في مهب الجنوب، قال الشاعر:

ألاحبذا من حب عفراء ملتقى ** نعام وبرك حيث يلتقيان قال نصر: برك ونعام واديان وهما البركان أهلهما هزان وجرم، وبرك الترياع موضع اخر، وبرك النخل موضع آخر عن نصر.

بركوت: بالفتح وضم الكاف وسكون الواو وآخره تاء مثناة، من قرى مصرينسب إليها رياح بن قصير اللخمي البركوتي من أزدة بن حجر بن جزيلة بن لخم وأبو الحسن علي بن محمد بن عبد الرحمن بن سلمة الخولاني البركوتي المصري يروي عن يونس بن عبد الأعلى مات في رجب سنة 339.

بركة أم جعفر: إنما سميت البركة بركة لإقامة الماء فيها من بروك البعير يقال: ما أحسن بركة هذا البعير كما يقال: ركبة وجلسة، وأم جعفر هذه هي زبيدة بنت جعفر بن المنصور أم محمد الأمين وهذه. البركة، في طريق مكة بين المغيثة والعذيب.

بركة الحبش: هي أرض في وهدة من الأرض واسعة طولها نحو ميل مشرفة على نيل مصر خلف القرافة وقف على الأشراف تزرع فتكون نزهة خضرة لزكاء أرضها واستفالها واستضحائها وريها وهي من أجل منتزهات مصررأيتها وليست ببركة للماء وإنما شبهت بها وكانت تعرف ببركة المعافر وبركة حمير وعندها بساتين تعرف بالحبش والبركة منسوبة إليها، قال القضاعي: ورأيت في شرط هذه البركة إنها محبسة على البثرين اللتين استنبطهما أبو بكر المارداني في بني وائل بحضرة الخليج والقنطرة المعروفة إحداهما بالعذق والأخرى بالعقيق، وقال علي بن محمد بن أحمد بن حبيب التميمي الكاتب:

أقمت بالبركة الغراء مرهقة ** والماء مجتمع فيها ومسفوح

إذا النسم جرت في مائها اضطربت ** كأنما ريحها في جسمها روح وهذا معنى غريب أظنه سبق إليه يصفها إذا امتلأت بماء النيل وقت زيادته، لأن أكثر ما يحيط بها عال عليه فإذا امتلات بالماء أشبهت البركة، وقال أمية بن أبي الصلت المغربي يصفها ويتشوقها:

لله يومي ببركة الحبش ** والأفق بين الضياء والغبش

والنيل تحت الرياض مضطرب ** كصارم في يمين مرتعش

ونحن في روضة مفوفة ** دبج بالنور عطفها ووشي

قد نسجتها يد الغمام لنا ** فنحن من نسجها على فرش

فعاطني الراح أن تاركها ** من سورة الهم غير منتعش

وأثقل الناس كلهم رجل ** دعاه داعي الهوى فلم يطش بركة الخيزران: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين.

بركة زلزل: ببغداد بين الكرخ والشراة وباب المحول وسويقة أبي الورد وكان زلزل هذا ضرابا بالعود يضرب به المثل بحسن ضربه وكان من الأجواد وكان في أياه المهدي والهادي والرشيد وكان غلاما لعيسى بن جعفر بن المنصور وكان في موضع البركة قرية يقال لها: سال بقباء إلى قصر الوضاح فحفر هناك بركة ووقفها على المسلمين ونسبت المحلة بأسرها إليه، فقال نفطويه النحوي في ذلك:

لو أن زهيرا وامرأ القيس أبصرا ** ملاحة ما تحويه بركة زلزل

لما وصفا سلمى ولا أم جندب ** ولا أكثرا ذكر الدخول وحومل قال إسحاق بن إبراهيم الموصلي: كان برصوما الزامر وزلزل الضارب من سواد الكوفة قدم بهما أبي معهما ستة حجج ووقفهما على الغناء العربي وأراهما وجوه النغم وثففهما حتى بلغا المبلغ الذي بلغاه في خدمة الخلفاء وكان الرشيد قد وجد على زلزل فحبسه سنين وكانت أخت زلزل تحت إبراهيم الموصلي، فقال فيه في قصة ذكرتها في أخبار إبراهيم من كتاب أخبار الشعراء الذي جمعته واسم زلزل منصور:

هل دهرنا بك عائد يا زلزل ** أيام يبغينا العدو المبطل

أيام أنت من المكاره آمن ** والخير متسع علينا مقبل

برلس: بفتحتين وضم اللام وتشديدها، بليدة على شاطىء نيل مصر قرب البحر من جهة الإسكندرية: قال المنجمون: هي في الاقليم الثالث طولها اثنتان وخمسون درجة وأربع وعشرون دقيقة وعرضها إحدى وعشرون درجة وثلاثون دقيقة: وذكر أبو بكر الهروي صاحب المدرسة والقبر بظاهر حلب أن بالبرلس اثني عشر رجلا من الصحابة لا يعرف اسم أسماؤهم: وينسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم أبو إسحاق إبراهيم بن أبي داود سليمان بن داود البرلسي الأسدي حدث عن أبي اليمان الحكم بن نافع وعبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي البصري روى عنه أحمد بن محمد بن سلامة أبو جعفر الطحاوي وكان حافظا ثقة مات بمصر سنة 272 ويعرف بابن أبي داود أسدي من أسد بن خزيمة وكان سكن البرلس ومولده بصور من بلاد السواحل وأبوه أبو داود من أهل الكوفة ذكره ابن يونس فقال: كان أبوه كوفيا ولزم هو البرلس ماخور من مواخير مصر ومولده بصور وكان ثقة من حفاظ الحديث وذكر وفاته.

برماقان: بالفتح ثم السكون وقاف، من قرى مرو الشاهجان.

برمس: بضم أوله والميم، من نواحي إسفرايين من أعمال نيسابور.

البرمكية: محلة ببغداد وقيل: قرية من قراها يقال: هي المعروفة بالبرامكة وقد ذكرت فيما تقدم وذكر من نسب إليها برملاحة. بالفتح والحاء مهملة، موضع في أرص بابل قرب حلة دبيس بن مزيد شرقي قرية يقال لها: القسونات بها قبر باروخ أستاذ حزقيل وقبر يوسف الربان وقبر يوشع وليس يوشع بابن نون وقبر عزرة وليس عزرة بناقل التوراة الكاتب والجميع يزوره اليهود وفيها أيضا قبر حزقيل المعروف بذي الكفل يقصده اليهود من البلاد الشاسعة للزيارة.

برم: بالضم، جبل بنعمان، قال أبو صخر الهذلي:

لوأن ما حملت حمله ** شعفات رضوى أو ذرى برم

لكللن حتى يختشعن له ** والخفق من عرب ومن عجم وقال الكناني:

تبغين الحقاب وبطن برم ** وقنع من عجاجتهن صار ومعدن البرم بين ضرية والمدينة وهناك أضاخ موضع مشهور.

برم: هكذا صورته في كتاب الإصطخري فليحقق،وقال هو رستاق بسمرقند زروعه مباخس غير أن قراها أعمر وأكثر عددا من رستاق سمرقند وأموالهم المواشي وبلغني أن القفيز الواحد ربما أخرج زيادة على مائة قفيز وأهلها أصح الناس أجساما وطول رستاق البرم نحو من مرحلتين وربما كان للقرية الواحدة من الحدود نحو الفرسخين أو أكثر.

برمنش: بتشديد النون والشين معجمة، إقليم من أعمال بطليوس من نواحي الأندلس.

برمة: بكسر أوله، من بلاد سليم، قال ابن حبيب: برمة عرض من أعراض المدينة قرب بلاكث بين خيبر ووادي القرى وسيأتي في بلاكث بأتم من هذا، قال الراجز:

ببطن وادي برمة المستنجل برمة: أيضا، بليدة ذات أسواق في كورة الغربية من أرض مصر في طريق الاسكندرية من الفسطاط رأيتها.

برتدق: بالتحريك وسكون النون وفتح الدال وقاف، قرية كبيرة من واد بين قزوين وخلخال من أعمال أذربيجان.

بزنوذ: بضم أوله وسكون الراء وفتح النون وواو وذال معجمة، من قرى نيسابور، ينسب إليها أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر البرنوذي الواعظ روى عنه الحاكم أبو عبد الله، وقال: إنه روى عن جماعة من مشايخ أبيه لم يدركهم وذكر جماعة لا أحفظ منهم غير عتيق بن محمد الحرثي، قال: وحملنا الشدة على السماع منه عنهم وعمر طويلا مائة وست سنين ومات في رمضان سنة 337 أو كما قال: فإني كتبت من حفظي وكان أبوه أيضا محدثا ثقة.

برنوه.: بضم النون وسكون الواو، من قرى نيسابور، منها بكر بن أحمد بن بابلوس البرنوي الحاكم أبو بكر روى عنه أبو بكر بن زكرياء.

برنيق: بالفتح ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وقاف، مدينة بين الإسكندرية وبرقة على الساحل، منها علي بن البرنيقي الأديب كان بمصر وله خط مضبوط متعا رف.

برنيل: باللام، كورة من شرقي مصر، منها أبو زرعة بلال التجيبي البرنيلي قتل في فتنة القراء بمصرسنة 217.

بروج: بفتح الواو وجيم ويقال: بروص بالصاد المهملة، من أشهر مدن الهند البحرية وأكبرها وأطيبها يجلب منها النيل واللك، نسب إليها السلفي أبا محمد هارون بن محمد بن المهلب البروجي الهندي لقيه بالإسكندرية، قال: وكان شيخا صالحا لا يتمكن من تعبير ما في قلبه لا بالعربية ولا بالفارسية إلا بعد جهد جهيد وكان يؤذن في مسجد من مساجد الإسكندرية وكان قد حج.

بروجراد: بالفتح ثم الضم ثم السكون وكسر الجيم وسكون الراء ودال، بلدة بين همذان وبين الكرج بينها وبين همذان ثمانية عشر فرسخا وبينها وبين الكرج عشرة فراسخ وبروجرد بينهما وكانت تعد من القرى إلى أن اتخذ حمولة وزير ال أبي دلف بها منبرا اتخذها منزلا لما عظم أمره واستبد بالجبال وهي مدينة حصينة كثيرة الخيرات تحمل فواكهها إلى الكرج وغيرها وطولها مقدار نصف فرسخ وهي قليلة العرض ينبت بها الزعفران، وقال بعضهم يهجو أهلها:

بروجزد في طيبها جنة ** وما عيبها غير سكانها

ولكن يغطي على لؤمهم ** وبخلهم جود نسوانها وقال أبوالحسن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن نعيم النعيمي:

ودع بروجرد توديعا إلى الأبد ** واضرط عليها فما بالربع من أحد

فما بها أحد يرجى لنائبة ** ولا لجبران كسر من سماح يد وقال المظفر الأموي:

ببروجرد نزلنا ** منزلا غير أنيق

وطوى دون قراها ** كشحه كل صديق

وتوارى بحجاب ** يوحش الضيف وثيق

والبروجردي إن ص ** احبته شر رفيق

وا لنهاوندي أيضا ** من بنيات الطريق

وكلا الجنسين لا ** يصلح إلا للحريق ينسب إليهامحمد بن هبة الله بن العلاء بن عبد الغفار البروجردي أبو الفضل الحافظ من أهل بروجرد شيخ صالح عالم صحب أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي وكان من المتميزين الفهيمين سمع أبا محمد عبد الرحمن بن أحمد الدوني وأبا محمد مكي بن بحير الشعار ويحيى بن عبد الوهاب بن مندة ومحمد بن طاهر المقدسي، قال أبو سعد: أول ما لقيته إني كنت قاعدا في جامع بروجرد أنسخ شيئا من الحديث فدخل شيخ ذو هيئة رثة فسلم وقعد فبعد ساعة قال لي: أيش تكتب فكرهت جوابه وقلت في نفسي ماله ولهذا السؤال ثم قلت متبرما: الحديث فقال: كأنك تطلب الحديث قلت: نعم، قال: من أين أنت? قلت: من مرو قال: عمن يروي البخاري الحديث من مرو قلت: عن عبدان وصدقة وعلي بن حجر وجماعة من هذه الطبقة قال: ما اسم عبدان قلت: عبد الله بن عثمان بن جبلة قال لي: لم قيل له: عبدان فوقفت فتبسم فنظرت إليه بعين أخرى وقلت: يذكره الشيخ فقال: كنيته أبوعبدالرحمن و اسمه عبد الله فاجتمع في اسمه وكنيته العبدان فقيل له: عبدان ففرحت بهذه الفائدة فقلت: عمن سمعت هذا فقال: عن محمد بن طاهر المقدسي ثم بعد ذلك كتبت عنه أحاديث من أجزاء انتخبتها عليه.

البرود: بالفتح ثم الضم وسكون الواو ودال مهملة، قال يعقوب: البرود، فيما بين ملل وبين طرف جبل جهينة، قال، والبرود أيضا بطرف حرة النار أودية يقال لهن: البوارد، والبرود واد فيه بئر بطرف حرة ليلى، قال: والبرود قرب رابغ ورابغ بين الجحفة وودان، قال كثير:

غشيت لليلى بالبرود منازلا ** تقادمن واستنت بهن الأعاصر

وأوحشن بعد الحي إلا معالما ** يرين حديثات وهن دوائر بروقة: بالفتح وتشديد الراء وضمها وسكون الواو وقاف. قال نصر: ناحية كوفية فيما أحسب.

بروقان: بالقاف والنون. قرية من نواحي بلخ. ينسب إليها محمد بن خاقان البروقاني.

برونجرد: بالفتح ثم السكون وفتح الواو وسكون النون وكسر الجيم وسكون الراء ودال مهملة. قرية كبيرة بمرو عند الرمل وقد خربت الآن. منها أبو محمد بن طاهر بن العباس البرونجردي.

برونداس: بضم أوله وثانيه. اسم مقبرة بأوانا دفن فيها بعض المحدثين لها ذكر.

برونس: بفتحتين وسكون الواو وتشديد النون وسين مهملة. جزيرة كبيرة في بحر الروم يحيط بها مائتا ميل وأظنها اليوم للروم.

برووقتان: هكذا وجدته بخط بعض أئمة الأدب بواوين الأولى مضمومة وهو موضع قرب الكوفة وهوفي شعرطخيم بن طخماء الأسدي حيث قال:

كأن لم يكن يوم بزورة صالح ** وبالقصر ظل دائم وصديق

ولم أرد البطحاء يمزج ماءها ** شراب من البرووقتين عتيق البروية: بفتحتين. ناحية باليمن تشتمل على قرى كثيرة و مزارع.

برهوت: بضم الهاء وسكون الواو وتاء فوقها نقطتان. واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفار، وقيل: برهوت بئر بحضرموت، وقيل: هو اسم للبلد الذي فيه هذه البئر. ورواه ابن دريد برهوت بضم الباء وسكون الراء: وقيل: هو واد معروف: وقال محمد بن أحمد: وبقرب حضرموت وادي برهوت وهو الذي قال فيه النيي إن فيه أرواح الكفار والمنافقين وهي بئر عادية في فلاة واد مظلم. وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: أبغض بقعة في الأرض إلى الله عز وجل وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار وفيه بئر ماؤها أسود منتن تأوي إليه أرواح الكفار، وعنه أنه قال: شر بئر في الأرض بئر بلهوت في برهوت تجتمع فيه أرواح الكفار، وحكى الأصمعي عن رجل من حضرموت قال: إنا نجد من ناحية برهوت الرانحة المتتنة الفظيعة جذا فيأتينا بعد ذلك أن عظيما من عظماء الكفار مات فنرى أن تلك الرائحة منه، وعن ابن عباس رضي الله عنه أن أرواح المؤمنين بالجابية من أرض الشام وأرواح الكفار ببرهوت من حضرموت. وقال ابن عيينة: أخبرني رجل أنه أمسى ببرهوت. قال: فسمعت منه أصوات الحاج وضجيجهم، وذكر أبان بن تغلب أن رجلا آواه المبيت إلى وادي برهوت قال: فكنت أسمع طول الليل يادومة يادومة فذكرت ذلك لرجل من أهل الكتاب فقال: إن الملك الذي على أرواح الكفار يقال له دومة، وقال النعمان بن بشير في بنت هانئ الكندية أم ولده وكان النعمان قد ولي اليمن:

إني لعمر أبيك يا ابنة هانىء ** لو تصحبين ركائبي لشقيت

وتسر أمك أننا لم نصطحب ** فدعي التبسط للشفار نسيت

واقني حياءك واقعدي مكفية ** ان كنت للرشد المصيب هديت

ولعل ذلك أن يراد فتكرهي ** وهناك إن عفت السفار عصيت

أنى تذكرها وغمرة دونها ** هيهات بطن قناة من برهوت البرة: بلفظ مؤنث البر. وامرأة برة إذا كانت بارة بأهلها حسنة العشرة لهم، وهو اسم الموضع الذي قتل فيه قابيل أخاه هابيل. وبرة من أسماء. زمزم. والبرة العليا والبرة السفلى، ويقال لهما البرتان قريتان باليمامة وكانت البرة العليا منزل يحيى بن طالب الحنفي وكان قد أثقله الدين فهرب وقال أشعارا كثيرة يتشوق وطنه وقد ذكرت خبره في قرقرى، وقال يذكر البرة:

خليلي عوجا بارك الله فيكما ** على البرة العليا صدور الركائب

وقولا إذا ما نوه القوم للقرى ** ألا في سبيل الله يحيى بن طالب بريانة: بالضم ثم الكسر وياء شديدة ونون. مدينة بالأندلس في شرقي قرطبة عن أعمال بلنسية.

بريث: كأنه تصغير برث وهي الأرض السهلة اللينة. موضع بالسواد.

بريث: بفتح أوله وكسر ثانيه. موضع آخر من السواد أيضا كلاهما عن نصر.

البريت: بكسرتين بوزن خريت. مكان بالبادية كثير الرمل، وقال شمر: يقال الخريت والبريت أرضان بناحية البصرة، وقال نصر: البريت من مياه كلب بالشام.

البريدان: بالضم ثم الفتح بلفظ التثنية. قال الشماخ. بريدة: تصغير بردة. ماء لبني ضبينة وهم ولد جعدة بن غني بن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان عبس وسعد أمهما ضبيعة بفتح الضاد وكسر الباء بنت سعد بن غامد من الأزد غلبت عليهم، ويوم بريدة من أيامهم.

البريراء: براءين والمد. من أسماء جبال بني سليم بن منصور.

بريش: بفتحتين وياء ساكنة وشين معجمة. حصن باليمن من أعمال صنعاء.

بريشوا: بالفتح ئم الكسر والتشديد. اسم لنهر الخازر الذي بين الموصل وأربل.

البريص: بالصاد المهملة. اسم نهر دمشق. قال أبو إسحاق النجيرمي في أماليه: العرب تقول لا أبرح بريصي هذا أي مقامي هذا. قال: ومنه سمي باب البريص بدمشق لأنه مقام قوم يروون. قال حسان بن ثابت الأنصاري:

لله در عصابة نادمتهم ** يوما بجلق في الزمان الأول

أولاد جفنة حول قبر أبيهم ** قبر ابن مارية الكريم المفضل

يسقون من ورد البريص عليهم ** بردى يصفق بالرحيق السلسل وقال: وعلة الجرمي:

ولا سرطان أنهار البريص وهذان الشعران يدلان على أن البريص اسم الغوطة بأجمعها. ألا تراه نسب الأنهار إلى البريص وكذلك حسان فإنه يقول: يسقون ماء بردى وهو نهر دمشق من ورد البريص فأما البريض بالضاد المعجمة في شعر امرىء القيس فهو بالياء آخر الحروف.

البريقان: تثنية البريق بالضم ثم الفتح. قال ابن دريد في كتاب المجتنى، أنشدنا الرياشي:

ألا قاتل الله الحمامة غدوة ** على الفرع ماذا هيجت حين غنت

تغنت غناء أعجميا فهيجت ** جواي الذي كانت ضلوعي أجنت

نظرت بصحراء البريقين نظرة ** حجازية لو جن طرف لجنت البريقة: بالقاف. قرية بالصعيد قرب أدرنكة وبوتيج البريكان: تصغير تثنية. بريك. يوم البريكين من أيام العرب.

بريك: بلد بالبمامة يذكر مع برك بلد آخر هناك وهما من أعمال الخضرمة ولهما ذكر في أيام العرب وأشعارهم، وبريك أيضا موضع في طريق عدن وهو بين المنزل التاسع عشر والعشرين لحاج عدن كذا ذكر في كتاب نصر.

بريل: بالكسر ثم السكون وياء خفيقة ولام مشددة أحسبها. مدينة بالأندلس. ينسب إليها خلف مولى يوسف بن البهلول سكن بلنسية. يكنى أبا القاسم وكان فقيها. له كتاب اختصر فيه المدونة وقربه على طالبه فقيل: من أراد أن يكون فقيها من ليلته فعليه بكتاب البريلي. توفي سنة 443، ومحمد بن عيسى البريلي من تطيلة رحل إلى المشرق وسمع وقتل بعقبة البقر في سنة 400.

بريم: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة. قال الأصمعي: لبني عامربن ربيعة بنجد بريم وهم شركاء بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن فيه. قال ابن مقبل:

وأمست بأكناف المراح وأعجلت ** بريما حجاب الشمس أن يترجلا وقال الراجز:

تذكرت مشربها عن تصلبا ** ومن بريم قصبا مثقبا بريم: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة. واد بالحجاز قرب مكة، وقيل: بريم بالفتح أيضا.

برية: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وهاء. نهر برية بالبصرة من شرقي دجلة.

باب الباء والزاي وما يليهما

بزاخة: بالضم والخاء معجمة. قال الأصمعي: بزاخة. ماء لطيء بأرض نجد. وقال أبو عمرو الشيباني ماء لبني أسد كانت به وقعة عظيمة في أيام أبي بكر الصديق مع طليحة بن خويلد الأسدي وكان قد تنبأ بعد النبي واجتمع إليه أسد وغطفان فقوي أمره فبعث إليه أبو بكر خالد بن الوليد فقدم خالد أمامه عكاشة بن محصن الأسدي وحليف الأنصار فلقيه ببزاخة ماء لبني أسد فقتل عكاشة وكان عيينة بن حصن مع طليحة في سبعمائة من بني فزارة وجاء خالد على الأثر فلما رأى عيينة أن سيوف المسلمين قد استلحمت الشركين. قال لطليحة: أما ترى ما يصنع جيش أبي الفضل يعني خالد بن الوليد فهل جاءك ذو النون بشيء قال: نعم قد جاءفي وقال لي إن لك يوما ستلقاه ليس لك أوله ولكن لك آخره ورحا كرحاه. حدشا لا تنساه فقال: أرى والله أن لك حديث لا تنساه يا بني فزارة هذا كذاب وولى عن عسكره فانهزم الناس وظهر المسلمون وأسر عيينة بن حصن وقدم به المدينة فحقن أبو بكر دمه وخلى سبيله وهرب طليحة فدخل جبا له فاغتسل وخرج فركب فرسه وأهل بعمرة ومضى إلى مكة وأتى مسلما. وقيل: بل أتى الشام فأخذه غزاة المسلمين وبعثوا به إلى المدينة فأسلم وأبلى بعده في فتوح العراق وقيل: بل هو قدم على عمر بعد وفاة أبي بكر مسلما فقبله. وقال له عمر: أقتلت الرجل الصالح عكاشة بن محصن، فقال: إن عكاشة سعد بي وأنا شقيت به وأنا أستغفر الله فقال له عمر: أنت الكاذب على الله حين زعمت أنه أنزل عليك أن الله لا يصنع بتعفير وجوهكم وقبح أدباركم شيئا فاذكروا الله قياما فإن الرغوة فوق الصريح فقال: يا أمير المؤمنين ذلك من فتن الكفر الذي هدمه الاسلام كله فلا تعنيف علي ببعضه فأسكت عمر، وقال القعقاع بن عمرو يذكر يوم بزاخة:

وأفلتهن المسحلان وقد رأى ** بعينيه نقعا ساطعا قد تكوثرا

ويوما على ماء البزاخة خالد ** أثار بها في هبوة الموت عثيرا

ومثل في حافاتها كل مثلة ** كفعل كلاب هارشت ثم شمرا وقال ربيعة بن مقروم الضبي:

وقومي فإن أنت كذبتني ** بقولي فاسأل بقومي عليما

بنو الحرب يوما إذا استلأموا ** حسبتهم في الحديد القروما

فدى ببزاخة أهلي لهم ** إذا ملؤوا بالجموع الحريما وقال جحدر بن معاوية المحرزي اللص:

يا دار بين بزاخة فكثيبها ** فلوى غبير سهلها أو لوبها

سقت الصبا أطلال ربعك مغدقا ** ينهل عارضها بلبس جيوبها

أيام أرعى العين في زهر الصبا ** وثمار جنات النساء وطيبا - الجيوب- الأرض ذات الحجارة والغلظ.

بزار: بالضم وآخره راء. قال أبو سعد البزاري: هذه النسبة إلى أبزار وهي قرية على فرسخين من نيسابور تقول لها العامة بزار، والمنتسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجا ء الأبزاري الذي يقال له: البزاري. من هذه القرية رحل إلى العراق والجزيرة والشام وسمع الحديث الكثير وكان ثقة. توفي في سنة 364 في خامس رجب وهو ابن ست أو سبع وتسعين سنة.

البزاز: بزايين الأولى مشددة. بليدة بين المذار والبصرة على شاطىء نهر ميسان رأيتها غير مرة.

بزاعة: سمعت من أهل حلب من يقوله بالضم والكسر ومنهم من يقول: بزاعا بالقصر، وعليه قول شاعرهم:

لو أن بزاعا جنة الخلد ما وفى ** رحيلي اليها بالترحل عنكم وهي بلدة من أعمال حلب في وادي بطنان بين منبج وحلب بينها وبين كل واحدة منهما مرحلة وفيها عيون ومياه جارية وأسواق حسنة، وقد خرج منها بعض أهل الأدب. منهم أبو خليفة يحيى بن خليفة بن علي بن عيسى بن عامربن أحمد بن المحسن بن المغيث التنوخي البزاعي يعرف بابن الفرس له شعر جيد منه:

حبيب جفاني لا لذنب أتيته ** على هجره أفديه بالمال والنفس

رضيت به فليهجر العام كله ** ويجعل لي يوما من الوصل والأنس وأبو فراس بن أبي الفرج البزاعي ذكرنا له شعرا في دير سمعان ودير عمان، وحماد البزاعي شاعر عصري وكان من المجيدين، ومن شعره في غلام اسم أبيه عبد القاهر:

نفر نومي ظبي الحمى النافر ** ونام عما يكابد الساهر

يا ليلة بتها وأولها ** كأول الحب ماله آخر

أرعى نجوما ونت وسائرها ** أجير منه فليس بالسائر

مغرى بظبي المواصل من بني ** الموصلي وهو القاطع الهاجر

صرت له أول اسم والده الأو ** ل إذ كان نصفه الآخر بزاق: بالفتح وتشديد الزاي. موضع قرب تل فخار من أعمال واسط، وقد ذكر في بساق.

بزان: بالضم. من قرى أصبهان. ينسب اليها أبو الفرج عبد الوهاب بن محمد بن عبد الله الأصبهاني البزاني. روى عنه أبو بكر الخطيب.

بزانة: من قرى إسفرايين و الله الموفق.

بزدان: بسكون الزاي. من قرى الصغد.

بزدة: بالفتح ثم السكون وفتح الدال المهملة ويقال: بزدوه والنسبة إليها بزدى. قلعة حصينة على ستة فراسخ من نسف ينسب إليها أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين ين عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد النسفي البزدي، ويقال: البزدوي الفقيه بما وراء النهر صاحب الطريقة على مذهب أبي حنيفة. روى عنه صاحبه أبو المعالي محمد بن نصربن منصور المديني الخطيب بسمرقند، وابنه القاضي أبو ثابت الحسن بن علي البزدي. كان أبوه من هذه القرية وولي القضاء بسمرقند وكذلك ولي القضاء ببخارى، ثم عزل فانصرف إلى بزدة فسكنها وسمع الحديث، ورواه ومات بسمرقند سنة 557، ومولده سنة نيف وسبعين وأربعمائة، وينسب إليها من المتقدمين عزيز بن سليم بن منصور من أهل البصرة قدم خراسان مع قتيبة بن مسلم فسكن بزدة فنسب إليها.

بزديغرة: بضم الباء وسكون الزاي وكسر الدال وياء ساكنة وغين معجمة مفتوحة وراء. من قرى نيسابور. منها الفقيه أبو عبد الله محمد بن زياد بن يزيد النيسابوري البزديغري كان زاهدا. مات سنة 295.

بزرجسابور: بضمتين وراء ساكنة وجيم مفتوحة. من طساسيج بغداد وحده في أعلى بغداد العلث قرب حربى من شرقي دجلة. قال البحتري:

صنعة للزمان عندي وعكس ** إذ تولي بزرجسابور حبس بزرة: بالضم. ناحية على ثلاثة أيام من المدينة بينها وبين الرويثة، عن نصر.

البز: بالفتح والتشديد. من قرى العراق وبز النهر بكلام أهل السواد آخره. ينسب إليها عبد السلام بن أبي بكر بن عبد الملك الجماجمي البزي شيخ صالح حدث عن أبي طالب المبارك بن خضير الصيرفي.

بزغام: بالضم ثم السكون والغين معجمة. من قرى نسف بما وراء النهر. ينسب إليها أبو طاهر حمزة بن محمد بن أسد البزغامي. توفي في شهر رمضان سنة 412 شابا.

بزقتاذ: هي أبزقباذ وقد ذكرت.

بزكوار: اسم بيت بناه المتوكل في قصر له بسر من رأى. فقال بعضهم يذكره بعد خرابه وكتب على حائطه:

هذي ديار ملوك دبروا زمنا ** أمر البلاد وكانوا سادة العرب

عصى الزمان عليهم بعد طاعته ** فانظر إلى فعله بالجوسق الخرب

وبزكوار وبالمختار قد خليا ** من ذلك العز والسلطان والرتب بزليانة: بكسرتين وسكون اللام وياء وألف ونون. بليدة قريبة من مالقة بالأندلس. ينسب إليها أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن الحسن بن مسعود الجذامي البزلياني يكنى أبا عمرو كان مخلفا للقضاء بالبيرة وبجاية وصحب أبا بكر بن زرب وابن مفرج والزبيدي وابن أبي زمين ونظائرهم، وكان من أهل العلم والفضل. حدث عنه أبو محمد بن خزرج، وقال: توفي مستهل جمادى الأولى سنة 461 ومولده سنة 360 قاله ابن بشكوال.

بزماقان: بالضم والقاف. من قرى مرو، منها إبراهيم بن أحمد بن عبد الواحد الكاتب البزماقاني مات بعد سنة ثلاثمائة.

بزنان: بالنون. من قرى مرو قريبة من البلد حتى صارت محلة منها خربت الآن. ينسب إليها جماعة: منهم أحمد بن بندون بن سليمان البزناني. روى الحديث وكان الأدب غالبا عليه. يروي عن الأصمعي.

بزنر: بالفتح ثم السكون ونون مفتوحة وراء. من ناحية الإقليم من قرى غرناطة بالأندلس. ينسب إليها أبو الحسن هانىء بن عبد الرحمن بن هانىء الغرناطي. قال السلفي: قدم علينا حاجا سنة 515وسمع مني كثيرا وعلقت عنه يسيرا، وكان قد سمع بالأندلس، وكان من كبارها.

بزنيروذ: بالضم ثم السكون وكسر النون وياء ساكنة وراء. مضمومة وواو ساكنة وذال معجمة. من نواحي همذان ذات قرى، منها وليداباذ التي ينسب إليها عبد الرحمن بن حمدان الجلاب الهمذاني.

البزواء: بالفتح والمد. والبزا: خروج الصدر ودخول الظهر يقال: رجل أبزى وامرأة بزواء وهو موضع في طريق مكة قريب من الجحفة، وقيل: البزواء قرب المدينة بلدة بيضاء مرتفعة من الساحل بين الجار وودان وغيقة من أشد بلاد الله حرا يسكنها بنو ضمرة من بني بكر بن عبد مناة بن كنانة رهط عزة صاحبة كثير. قال كثير يهجو بني ضمرة:

ولا بأس بالبزوا ء أرضأ لو أنها ** تطهر من آثارهم فتطيب

إذا مدح البكري عندك نفسه ** فقل كذب البكري وهو كذوب

هو التيس لؤما وهو إن راء غفلة ** من الجار أو بعض الصحابة ذيب وأما قول أبي دهبل الجمحي:

وجازت على البزواء الليل كاسر ** جناحيه بالبزواء وردا وأدهما فما أراه أراد غير الأولى لأنه وصف مسيره إلى اليمن في أبيات ذكرت في ألملم.

بزوغى: بالفتح ثم الضم وسكون الواو والغين معجمة وألف ممالة. من قرى بغداد قرب المرزفة بينها وبين بغداد نحو فرسخين وقد أكثر شعراء بغداد من ذكرها. قال جحظة وهو أحمد بن جعفر البرمكي:

وردنا بزوغى والغروب كأنها ** أهاضيب سود في جوانبها زمر

فقام إلينا البائعون كأنهم ** نجوم تهاوت من مطالعها زهر

فمن ماثل عندي شراب معتق ** ومن تائه بالخمر أسكره الفكر وأنشد جحظة لنفسه في أماليه يذكر بزوغى:

شبيهك يا مولاي قد حان أن يبدو ** فهل لك أن تغدو وفي الحزم أن تغدو

على قهوة مسكية بابلية ** لها في أعالي الكأس من مزجها عقد

فقد أزعج الناقوس من كان وادعا ** وأهدى إلينا طيب أنفاسه الورد

وهذي بزوغى والغروب وطائر ** على الغصن لا يدري أيندب أم يشدو

فقام وفضلات الكرى في جفونه ** وفي برده غصن يتيه به البرد

فناولته كأسا فأسرع شربها ** ولم يك لي من أن أساعده بد

فغنى وقد غابت سمادير سكره ** ألا من لصب قد تحيفه الوجد

سقى الله أيامي برحبة هاشم ** إلى دار شرشير وإن قدم العهد

فقصر ابن حمدون إلى الشارع الذي ** غنينا به والعيش مقتبل رغد

منازل كانت بالملاح أنيسة ** فأضحت وما فيهن دعد ولا هند

فسبحان من أضحى الجميع بأمره ** وتقديره أيدي سبا وله الحمد وينسب إلى بزوغى جماعة. منهم أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن حاتم بن إسماعيل البزوغاني وهو ابن بنت أبي موسى محمد بن المثنى. حدث عن جده لأمه و غيره.

بزوفر: بفتحتين وسكون الواو وفتح الفاء. قرية كبيرة من أعمال قوسان قرب واسط وبغداد على النهر الموفقي. في غربي دجلة.

بزيان: بالضم ثم السكون وياء وألف ونون. من قرى هراة. ينسب إليها أبو بكر عبد الله بن محمد البرياني كرامي المذهب توفي سنة 526.

بزيذى: بالفتم ثم الكسر وذال معجمة. من قرى بغداد. نزلها أبومسلم جعفربن باي الجيلي فنسب إليها. يروي عن أبي بكر محمد بن إبراهيم المقري وأبي عبد الله بن بطة وأقام بقرية بزيذى إلى أن مات سنة 414 بزيقيا: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وكسر القاف وياء وألف. قرية قرب حلة بني مزيد من أعمال الكوفة.

بزي: بالضم ثم الفتح وتشديد الياء. جبل على شط الجريب وهو واد عريض يفرغ في الرمة.

===باب الباء والسين وما يليهما

بسا: بالفتح ويعربونها فيقولون فسا. مدينة بفارس ذكرت في فسا. وذكر الأديب أبو العباس أحمد بن علي بن بابه القاشي أن أرسلان البساسيري منسوب إليها قال: هكذا ينسب أهل فارس إلى بسا بساسيري وكان مولاه منها وكان من مماليك بهاء الدولة بن عضد الدولة فلما ملك جلال الدين أبو طاهر وابنه الملك الرحيم أبو نصر قوي أمر البساسيري وتقدم على أتراك بغداد وكثرت أمواله وأتباعه فلما قدم طغرل بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد خرج الملك الرحيم إليه وهرب البساسيري إلى رحبة مالك. وكان كاتب المستنصر صاحب مصر وانتسب إليه فقبله وأقطعه واتفق أن إبراهيم إينال أخا طغرل بك جمع جموعا وعصى على أخيه بنواحي همذان فجمع طغرل بك عساكره وقصده فخلت بغداد من مدافع عنها فرجع إليه أرسلان البساسيري ومعه قريش بن بدران بن المقلد أمير بني عقيل فملكا بغداد ودار الخلافة واستذم الوزير رئيس الرؤساء إلى قريش للخليفة القائم بأمر الله ولنفسه وانتقل الخليفة إلى خيمة قريش وحمله إلى قلعة عانة على الفرات وبها ابن عمه مهارش وسلم رئيس الرؤساء إلى البساسيري فصلبه ومثل به وملك دار الخلافة واستولى على ذخائرها وأقام الخطبة ببغداد ونواحيها سنة كاملة لصاحب مصر أولها سادس عشر ذي القعدة سنة 450 وأعيدت خطبة القائم في سادس عشر ذي القعدة من سنة 451 الى أن أوقع طغرل بك بأخيه ورجع إلى بغداد وأوقع بالبساسيري فقتله ورد القائم إلى مقر عزه ودار خلافته والقصة في ذلك طويلة وهذا مختصرها، وببغداد من ناحية باب الأزج محلة كبيرة يقال لها دار البساسيري نسب إليها بعض الرواة.

بساء: بالضم والتشديد والمد. بيت بنته غطفان وسمته بساء مضاهاة للكعبة وهو من قولهم لا أفعل ذلك ما أبس عبد بناقة وهو طوفانه حولها ليحلبها وأ بس بالإبل عند الحلب إذا دعا الفصيل إلى الناقة يستدرها به فكأنهم كانوا يستحلبون الرزق في الطواف حوله.

بساسة: بالفتح ثم التشديد. من أسماء مكة في الجاهلية لأنها كانت تبس من لا يتقي فيها والبس أن تقول في زجر الناقة بس بس إذا أردت سوقها وزجرها. قال الشاعر:

بساسة تبس كل منكر ** بالبلد المحفوظ ثم المعشر بساق: بالضم وآخره قاف ويقال: بصاق بالصاد. جبل بعرفات. وقيل: واد بين المدينة والجار وكان لأمية بن حرثان بن الأسكر ابن اسمه كلاب اكتتب نفسه في الجند الغازي مع أبي موسى الأشعري في خلافة عمر فاشتاقه أبوه وكان قد أضر فأخذ بيد قائده ودخل على عمر وهو في المسجد فأنشده:

أعاذل قد عذلت بغير قدر ** ولا تدرين عاذل ما ألاقي

فإما كنت عاذلتي فردي ** كلابا إذ توجه للعراق

فتى الفتيان في عسر ويسر ** شديد الركن في يوم التلاقي

فلا وأبيك ما باليت وجدي ** ولا شغفي عليك ولا اشتياقي

وإيقادي عليك إذا شتونا ** وضمك تحت نحري واعتناقي

فلو فلق الفؤاد شديد وجد ** لهم سواد قلبي بانفلاق

سأستعدي على الفاروق ربا ** له عمد الحجيج إلى بساق

وأدعوالله محتسبا عليه ** ببطن الأخشبين إلى دفاق

إن الفاروق لم يردد كلابا ** على شيخين هامهما زواق

فبكى عمر وكتب إلى أبي موسى الأشعري في رد كلاب إلى المدينة فلما قدم دخل عليه فقال له عمر: ما بلغ من برك بأبيك فقال: كنت أوثره وأكفيه أمره وكنت أعتمد إذا أردت أن أحلب له لبنا إلى أغزر ناقة في إبله فأسمنها وأريحها وأتركها حتى تستقر، ثم أغسل أخلافها حتى تبرد ثم احتلب له فأسقيه، فبعث عمر إلى أبيه فجاءه فدخل عليه وهو يتهادى وقد انحنى فقال له: كيف أنت يا أبا كلاب فقال: كما ترى يا أمير المؤمنين فقال: هل لك من حاجة قال: نعم كنت أشتهي أن أرى كلابا فأشمه شمة وأضمه ضمة قبل أن أموت فبكى عمر وقال: ستبلغ في هذا ما تحب إن شاء الله تعالى، ثم أمر كلابا أن يحتلب لأبيه ناقة كما كان يفعل ويبعث بلبنها إليه ففعل وناوله عمر الإناء وقال: اشرب هذا يا أبا كلاب فأخذه فلما أدناه من فمه قال: و الله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب فبكى عمر وقال: هذا كلاب عندك حاضر وقد جئناك به فوثب إلى ابنه وضمه إليه وقبله فجعل عمر والحاضرون يبكون وقالوا لكلاب إلزم أبويك فلم يزل مقيما عندهما إلى أن مات وهذا الخبر وإن كان لا تعلق له بالبلدان فإني كتبته استحسانا له وتبعا لشعره.

بساق: أيضا. عقبة بين التيه وإيلة. قال أبو عمر الكندي التقى زهير بن قيس البلوي وعبد العزيز بن مروان وقد تقدم إلى مصر مع أبيه إلى عمال عبد الله بن الزبير ببساق وهو سطح عقبة أيلة فانهزم زهير ومن معه.

ملكت بساقا والبطاح فلم ترم ** بطاحك لما أن حميت ذماركا

فساء الأولى ولوا عن الأمر بعدما ** أرادوا عليه فاعلمن اقتساركا بساق: بالفتح وتشديد السين وآخره قاف. اسم بالعراق يسمونه البزاق بالزاي وكانوا يدعونه بالنبطية بساق معناه بكلامهم الذي يقطع الماء عما يليه ويجتزه إلى نفسه وهو نهر يجتمع إليه فضول مياه السيب وما فضل من ماء الفرات فقال الناس لذلك البزاق.

بسان: بالنون. محلة بهراة.

بسبط: بالفتح ثم السكون وضم الباء الثانية. جبل من جبال السراة أو تهامة عن نصر.

بسبة: بالفتح ثم السكون وباء أخرى. من قرى بخارى. ينسب إليها أحمد بن محمد بن أبي نصر البسيي حكاه السمعاني عن أبي كامل البصيري. وقال الإصطخري بسبة العليا وبسبة السفلى من أعمال فرغانة. فإما بسبة العليا فهي أول كورة من كور فرغانة إذا دخلت إليها من ناحية خجندة.

بستان إبراهيم:. في بلاد بني أسد. وأنشد الأبيوردي لبعضهم.

ومن بستان إبراهيم غنت ** حمائم تحتها فنن رطيب بستان ابن عامر: هو بستان ابن معمر المذكور فيما بعد.

بستان الغمير: بالتصغير كان يقال له في الجاهلية غمر ذي كندة فاتخذ فيه ناس من بني مخزوم أرضا. فيقال له بستان الغمير.

بستان ابن معمر: مجتمع النخلتين النخلة اليمانية والنخلة الشامية وهما واديان والعامة يسمونه بستان ابن عامر وهو غلط. قال الأصمعي: وأبو عبيدة وغيرهما بستان ابن عامر إنما هو لعمر بن عبيد الله بن معمربن عثمان بن عمروبن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ولكن الناس غلطوا فقالوا: بستان ابن عامر وبستان بني عامروإنما هو بستان ابن معمر. وقوم يقولون نسب إلى حضرمي بن عامر واخرون يقولون نسب إلى عبد الله بن عامر بن كريز وكل ذلك ظن وترجيم. وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد البطليوسي في شرح كتاب أدب الكاتب فقال وقال يعني ابن قتيبة ويقولون بستان ابن عامر وإنما هو بستان ابن معمر، وقال البطليوسي بستان ابن معمر غير بستان ابن عامر وليس أحدهما الآخر فأما بستان ابن معمر فهو الذي يعرف ببطن نخلة وابن معمر هو عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي وأما بستان ابن عامر فهو موضع اخر قريب من الجحفة وابن عامر هذا هو عبد الله بن عامر بن كريز استعمله عثمان على البصرة وكان لا يعالج أرضا إلا أنبط بها إلى الماء ويقال: إن أباه أتى به النبي وهو صغير فعوذه وتفل في فيه فجعل يمتص ريق رسول الله فقال رسول الله إنه لمسقي فكان لا يعالج أرضا إلا أنبط فيها الماء.

بست: آخره تاء مثناة. واد بأرض أربل من ناحية أذربيجان في الجبال.

بست: بالضم. مدينة بين سجستان وغزنين وهراة وأظنها من أعمال كابل فإن قياس ما نجده من أخبارها في الأخبار والفتوح كذا يقتضي. وهي من البلاد الحارة المزاج وهي كبيرة ويقال لناحيتها اليوم كرم سير معناه النواحي الحارة المزاج وهي كثيرة الأنهار والبساتين إلا أن الخراب فيها ظاهر، وسئل عنها بعض الفضلاء فقال هي كتثنيتها يعني بستان، وقد خرج منها جماعة من أعيان الفضلاء. منهم الخطابي أبو سليمان أحمد بن محمد البستي صاحب معالم السنن وغريب الحديث وغير ذلك وكان من الأئمة الأعيان ذكرت أخباره وأشعاره في كتاب الأدباء من جمعي فأغنى، وإسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل أبو محمد القاضي البستي سمع هشام بن عمار وهشام بن خالد الأزرق وقتيبة بن سعيد وغيرهم روى عنه أبو جعفر محمد بن حيان وأبو حاتم أحمد بن عبد الله بن سهل بن هثمام البستيان و غيرهما مات سنة 307، وأبو الفتح علي بن محمد ويقال ابن أحمد بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز البستي الشاعر الكاتب صاحب التجنيس سمع أبا حاتم بن حبان روى عنه الحاكم أبو عبد الله مات ببخارى في سنة 400، وقال عمران بن موسى بن محمد بن عمران الطولقي في أبي الفتح البستي.

إذا قيل أي الأرض في الناس زينة ** أجبنا وقلنا أبهج الأرض بستها

فلو أنني ألركت يوما عميدها ** لزمت يد البستي دهرا وبستها وقال كافور بن عبد الله الإخشيدي الخصي الليثي الصوري:

ضيعت أيامي ببست وهمتي ** تأبى المقام بها على الخسران

وإذا الفتى في البؤس أنفق عمره ** فمن الكفيل له بعمر ثان وأبوحاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد بن سعيد بن شهيد التميمي كذا نسبه أبو عبد الله محمد.

أحمد بن محمد البخاري المعروف بغنجار ووافقه غيره إلى معبد ثم قال ابن هدبة بن مرة بن سعد بن يزيد بن مرة بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر الإمام العلامة الفاضل المتقن كان مكثرا من الحديث والرحلة والشيوخ عالما بالمتون والأسانيد أخرج من علوم الحديث ما عجز عنه غيره ومن تأمل تصانيفه تأمل منصف علم أن الرجل كان بحرا في العلوم سافر ما بين الشاش والاسكندرية وأدرك الأئمة والعلماء والأسانيد العالية وأخذ فقه الحديث والفرض على معانيه عن إمام الأئمة أبي بكر بن خزيمة ولازمه وتلمذ له وصارت تصانيفه عدة لأصحاب الحديث غير أنها عزيزة الوجود سمع ببلده بست أبا أحمد إسحاق بن إبراهيم القاضي وأبا الحسن محمد بن عبد الله بن الجنيد البستي وبهراة أبا بكر محمد بن عثمان بن سعد الدارمي وبمرو أبا عبد الله وأباعبد الرحمن عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي وأبا يحيى محمد بن يحيى بن خالد المديني وبقرية سنج أباعلي الحسين بن محمد بن مصعب السنجي وأبا عبد الله محمد بن نصر بن ترقل الهورقاني وبالصغد بما وراء النهر أبا حفص عمر بن محمد بن يحيى الهمداني وبنسا أبا العباس الحسن بن سفيان الشيباني ومحمد بن عمر بن يوسف ومحمد بن محمود بن عدي النسويين وبنيسابور أبا العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم السراج الثقفي وأبا محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن شيرويه الأزدي وبأرغيان أبا عبد الله محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني وبجرجان عمران بن موسى بن مجاشع وأحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان الجرجانيين وبالري أبا القاسم العباس بن الفضل بن عاذان المقري وعلي بن الحسن بن مسلم الرازي وبالكرج أبا عمارة أحمد بن عمارة بن الحجاج الحافظ والحسين بن إسحاق الأصبهاني وبعسكر مكرم أبا محمد عبد الله بن محمد بن موسى الجواليقي المعروف بعبدان الأهوازي وبتستر أبا جعفر محمد بن محمد بن يحيى بن زهير الحافظ وبالأهواز أبا العباس محمد بن يعقوب الخطيب وبالأبلة أبا يعلى، محمد بن زهير والحسين بن محمد بن بسطام الأبليين وبالبصرة أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي وأبا يعلى زكرياء بن يحيى الساجي وأبا سعيد عبد الكريم بن عمر الخطابي وبواسط أبا محمد جعفر بن أحمد سنان القطان والخليل بن محمد الواسطي ابن بنت تميم بن المنتصر وبقم الصلح عبد الله بن قحطبة مرزوق الصلحي وبنهر سابس قرية من قرى واسط. خلاد بن محمد بن خالد الواسطي وببغداد أبا العباس حامد بن محمد بن شعيب البلخي وأبا أحمد الهيثم بن خلف الد وري وأبا القا سم عبد الله بن محمد عبد العزيز البغوي وبالكوفة أبا محمد عبد الله زيدان البجلي وبمكة أبا بكر محمد بن إبراهيم المنذر النيسابوري الفقيه صاحب كتاب الأشراف اختلاف الفقهاء وأبا سعيد المفضل بن محمد إبراهيم الجندي وبسامرا علي بن سعيد العسكري عسكر سامرا وبالموصل أبا يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي وهارون بن المسكين البلدي وأبا جابرزيد بن علي بن عبد العزيز بن حيان الموصلي وروح بن عبد المجيب الموصلي وببلد سنجار علي بن إبراهيم بن الهيثم الموصلي وبنصبين أبا السري هاشم بن يحيى النصيبيني ومسدد يعقوب بن إسحاق الفلوسي وبكفر توثا من ديار ربيعة محمد بن الحسين بن أبي معشر السلمي وبسرغامرطا من ديار مضر أبا بدر أحمد بن خالد بن عبد الملك عبد الله بن مسرح الحراني وبالرافقة محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ البغدادي وبالرقة الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان وبمنبج عمر بن سعيد بن سنان الحافظ وصالح بن الأصبغ بن عامر التنوخي وبحلب علي بن أحمد بن عمران الجرجاني وبالمصيصة أبا طالب أحمد بن داود بن محسن بن هلال المصيصي وبأنطاكية أبا علي وصيف بن عبد الحافظ وبطرسوس محمد بن يزيد الدرقي وإبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي وبأذنة محمد بن علان الأذني وبصيداء محمد بن أبي المعافي بن سليمان الصيدا وي وببيروت محمد بن عبد الله بن عبد السلام البيروتي المعروف بمكحول وبحمص محمد بن عبد الله الفضل الكلاعي الراهب وبدمشق أبا الحس أحمد بن عمير بن جوصاء الحافظ وجعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري وأبا العباس حاجب بن أركين الفرغاني الحافظ وبالبيت المقدس عبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي الخطيب وبالرملة أبا بكر محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني وبمصر أبا عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي النسائي وسعيد بن داود بن وردان المصري وعلى بن الحسين بن سليمان المعدل وجماعة كثيرة من أهل هذه الطبقة سوى من ذكرناهم. روى عنه الحاكم أبو عبد الله الحافظ وأبو عبد الله بن مندة الأصبهاني وأبو عبد الله محمد بن أحمد الغنجار الحافظ البخاري وأبو علي منصور بن عبد الله بن خالد الذهلي الهروي وأبو مسلمة محمد بن محمد بن داود الشافعي وجعفر بن شعيب بن محمد السمرقندي والحسن بن منصور الأسفيجابي والحسن بن محمد بن سهل الفارسي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن هارون الزوزني وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن خنشام الشروطي وجماعة كثيرة لا تحصى. أخبرنا القاضي الإمام أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني اذنا عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي عن أبي عثمان سعيد البحتري قال سمعت الحاكم أبا عبد الله الحافظ يقول أبو حاتم البستي القاضي كان من أوعية العلم في اللغة والفقه والحديث والوعظ ومن عقلاء الرجإل صنف فخرج له من التصنيف في الحديث ما لم يسبق إليه وولي القضاء بسمرقند وغيرها من المدن ثم ورد نيسابور سنة 334 وحضرناه يوم جمعة بعد الصلاة فلما سألناه الحديث نظر إلى الناس وأنا أصغرهم سنا فقال استمل فقلت نعم فاستمليت عليه ثم أقام عندنا وخرج إلى القضاء بنيسابور و غيرها وانصرف إلى وطنه وكانت الرحلة بخراسان إلى مصنفاته. أخبرنا أبواليمن زيد بن الحسن الكندي شفاها قال أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي اذنا عن أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت كتابة قال ومن الكتب التي تكثر منافعها إن كانت على قدر ماترجمها به واضعها مصنفات أبي حاتم محمد بن حبان البستي التي ذكرها لي مسعود بن ناصر السجزي ووقفني على تذكرة باسمائها ولم يقدر لي الوصول الى النظر فيها لأنها غير موجودة بيننا ولا معروفة عندنا وأنا أذكر منها ما استحسنته سوى ما عدلت عنه وأطرحته. فمن ذلك كتاب الصحابة خمسة أجزاء وكتاب التابعين اثنا عشر جزأ وكتاب اتباع التابعين خمسة عشر جزأ وكتاب تبع الاتباع سبعة عشر جزأ وكتاب تباع التبع عشرون جزأ وكتاب الفصل بن النقلة عشرة أجزاء وكتاب علل أوهام أصحاب التواريخ عشرة أجزاء وكتاب علل حديث الزهري عشرون جزأ وكتاب علل حديث مالك عشرة أجزاء وكتاب علل مناقب أبي حنيفة ومثالبه عشرة أجزاء وكتاب علل ما استند إليه أبو حنيفة عشرة أجزاء وكتاب ماخالف الثوري شعبة ثلاثة أجزاء وكتاب ما انفرد فيه أهل المدينة من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما انفرد به أهل مكة من السنن عشرة أجزاء وكتاب ما عند شعبة عن قتادة وليس عند سعيد عن قتادة جزآن وكتاب غرائب الأخبار عشرون جزأ وكتاب ما أغرب الكوفيون عن البصريين عشرة أجزاء وكتاب ما أغرب البصريون عن الكوفيين ثمانية أجزاء وكتاب أسامي من يعرف بالكنى ثلاثة أجزاء وكتاب كنى من يعرف بالأسامي ثلاثة أجزاء وكتاب الفصل والوصل عشرة أجزاء وكتاب التمييز بين حديث النضر الحداني والنضر الحزاز جزآن وكتاب الفصل بين حديث أشعث بن مالك وأشعث بن سوار جزآن وكتاب الفصل بين حديث منصور بن المعتمر ومنصور بن راذان ثلاثة أجزاء وكتاب الفصل بين مكحول الشامي ومكحول الأزدي جزء وكتاب موقوف ما رفع عشرة أجزاء وكتاب آداب الرجالة جزان وكتاب ما أسند جنادة عن عبادة جزء وكتاب الفصل بين حديث نور بن يزيد ونور بن زيد جزء وكتاب ما جعل عبد الله بن عمرعبيد الله بن عمر جزآن وكتاب ما جعل شيبان سفيان أو شيبان ثلاثة أجزاء وكتاب مناقب مالك بن أنس جزآن وكتاب مناقب الشافعي جزآن وكتاب المعجم على المدن عشرة أجزاء وكتاب المقلين من الحجازيين عشرة أجزاء وكتاب المقلين من العراقيين عشرون جزأ وكتاب الأبواب المتفرقة ثلاثون جزأ وكتاب الجمع بين الأخبار المتضادة جزآن وكتاب وصف المعدل والمعدل جزآن وكتاب الفصل بين حدثنا وأخبرنا جزء وكتاب وصف العلوم وأنواعها ثلاثون جزأ وكتاب الهداية إلى علم السنن قصد فيه إظهار الصناعتين اللتين هما صناعة الحديث والفقه يذكر حديثا ويترجم له ثم يذكر من يتفرد بذلك الحديث ومن مفاريد أي بلد هو ثم يذكر كل اسم في إسناده من الصحابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته ومولده وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه ثم يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة فإن عارضه خبر ذكره وجمع بينهما وإن تضاد لفظه في خبر آخر تلطف للجمع بينهما حتى يعلم ما في كل خبر من صناعة الفقه والحديث معا وهذا من أنبل كتبه وأعزها. قال أبو بكر الخطيب: سألت مسعود بن ناصر يعني السجزي فقلت له في هذه الكتب موجود عندكم ومقدور عليها ببلادكم فقال إنما يوجد منها الشيء اليسير والنزر الحقير.ك الحديث ومن مفاريد أي بلد هو ثم يذكر كل اسم في إسناده من الصحابة إلى شيخه بما يعرف من نسبته ومولده وموته وكنيته وقبيلته وفضله وتيقظه ثم يذكر ما في ذلك الحديث من الفقه والحكمة فإن عارضه خبر ذكره وجمع بينهما وإن تضاد لفظه في خبر آخر تلطف للجمع بينهما حتى يعلم ما في كل خبر من صناعة الفقه والحديث معا وهذا من أنبل كتبه وأعزها. قال أبو بكر الخطيب: سألت مسعود بن ناصر يعني السجزي فقلت له في هذه الكتب موجود عندكم ومقدور عليها ببلادكم فقال إنما يوجد منها الشيء اليسير والنزر الحقير.

قال وقد كان أبو حاتم بن حبان سبل كتبه ووقفها وجمعها في دار رسمها بها فكان السبب في ذهابها مع تطاول الزمان وضعف السلطان واستيلاء ذوي العبث والفساد على أهل تلك البلاد. قال الخطيب: ومثل هذه الكتب الجليلة كان يجب أن يكثر بها النسخ فيتنافس فيها أهل العلم ويكتبونها ويجلدونها احرازا لها ولا أحسب المانع من ذلك كان إلا قلة معرفة أهل تلك البلاد بمحل العلم وفضله وزهدهم فيه ورغبتهم عنه وعدم بصيرتهم به و الله أعلم. قال الإمام: تاج الإسلام وحصل عندي من كتبه بالإسناد المتصل سماعا كتاب التقاسيم والأنواع خمس مجلدات قرأتها على أبي القاسم الشحامي عن أبي الحسن البجاني عن أبي هارون الزوزني عنه وكتاب روضة العقلاء قرأته على حنبل السجزي عن أبي محمد النوني عن أبي عبد الله الشروطي عنه وحصل عندي من تصانيفه غير مسندة عدة كتب مثل كتاب الهداية إلى علم السنن من أوله قدر مجلدين وله وهو أشهر من هذه كلها كتاب الثقات وكتاب الجرح والتعديل وكتاب شعب الإيمان وكتاب صفة الصلاة أدرك عليه في كتاب التقاسيم فقال في أربع ركعات يصليها الانسان ستمائة سنة عن النبي أخرجناها بفصولها في كتاب صفة الصلاة فأغنى ذلك عن نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب. قال أبو سعد: سمعت أبا بكر وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح سمعت أبا محمد الحسن بن أحمد السمرقندي سمعت أبا بشر عبد الله بن محمد بن هارون سمعت عبد الله بن محمد الاستراباذي يقول أبو حاتم بن حبان البستي كان على قضاء سمرقند مدة طويلة وكان من فقهاء الدير وحفاظ الآثار والمشهورين في الأمصار والأقطار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم ألف كتاب المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء والكتب الكثيرة من كل فن. أخبرتني الحرة زينب الشعرية اذنا عن زاهر بن طاهر عن أحمد بن الحسين الإمام سمعت الحافظ أبا عبد الله الحاكم يقول أبو حاتم بن حبان داره التي هي اليوم مدرسة لأصحابه ومسكن للغرباء الذين يقيمون بها من أهل الحديث والمتفقهة ولهم جرايات يستنفقونها داره وفيها خزانة كتبه في يدي وصي سلمها إليه ليبذلها لمن يريد نسخ شيء منها في الصفة من غير أن يخرجه منها شكر الله له عنايته في تصنيفها وأحسن مثوبته على جميل نيته في أمرها بفضله ورأفته، وأخبرني القاضي أبو القاسم الحرستاني في كتابه قال أخبرني وجيه بن طاهر الخطيب بقصر الريح اذنا سمعت الحسن بن أحمد الحافظ سمعت أبا بشر النيسابوري يقول سمعت أبا سعيد الإدريسي يقول سمعت أبا حامد أحمد بن محمد بن سعيد النيسابوري الرجل الصالح بسمرقند يقول كنا مع أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في بعض الطريق من نيسابور وكان معنا أبو حاتم البستي وكان يسأله ويؤذيه فقال له محمد بن إسحاق بن خزيمة يابارد تنح عني لا تؤذيني أوكلمة نحوها فكتب أبوحاتم مقالته فقيل له تكتب هذا فقال نعم أكتب كل شيء يقوله. أخبرني الخطيب أبو الحسن السديدي مشافهة بمرو قال أخبرني أبو سعد اذنا أخبرنا أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي إجازة سمعت والدي سمعت الحاكم أباعبد الله يقول سمعت أباعلي الحسين بن علي الحافظ وذكر كتاب المجروحين لأبي حاتم البستي فقال كان لعمر بن سعيد بن سنان المنبجي ابن رحل في طلب الحديث وأدرك هؤلاء الشيوخ وهذا تصنيفه وأساء القول فى أبي حاتم قال الحاكم أبو حاتم كبير في العلوم وكان يحسد لفضله وتقدمه. ونقلت من خط صديقنا الإمام الحافظ أبي نصر عبد الرحيم بن النفيس بن هبة الله بن وهبان السلمي الحديثي وذكر أنه نقله من خط أبي الفضل احمد بن علي بن عمرو السليماني البيكندي الحافظ من كتاب شيوخه وكان قد ذكر فيه ألف شيخ في باب الكذابين. قال وأبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد البستي قدم علينا من سمرقند سنة 230 أو 329 فقال لي أبو حاتم سهل بن السري الحافظ لا تكتب عنه فإنه كذاب وقد صنف لأبي الطيب المصعبي كتابا في القرامطة حتى قلده قضاء سمرقند فلما أخبر أهل سمرقند بذلك أرادوا أن يقتلوه فهرب ودخل بخارى وأقام دلألا في البزازين حتى اشترى له ثيابا بخمسة آلاف درهم إلى شهرين وهرب في الليل وذهب بأموال الناس. قال: وسمعت السليماني الحافظ بنيسابور قال لي كتبت عن أبي حاتم البستي فقلت نعم فقال إياك أن تروي عنه فإنه جاءني فكتب مصنفاتي وروى عن مشايخي ثم إنه خرج إلى سجستان بكتابه في القرامطة إلى ابن بابو حتى قبله وقلده أعمال سجستان فمات به. قال: السليماني فرأيت وجهه وجه الكذابين وكلامه كلام الكذابين وكان يقول يا بني اكتب أبو حاتم محمد بن حبان البستي إمام الأئمة حتى كتبت بين يديه ثم محوته. قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب سمعت أحمد بن محمد بن صالح السجستاني يقول توفي أبو حاتم محمد بن أحمد بن حبان سنة 354 وعن شيخنا أبي القاسم الحرستاني عن أبي القاسم الشحامي عن أبي عثمان سعيد بن محمد البحتري سمعت محمد بن عبد الله الضبي يقول توفي أبو حاتم البستي ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوال سنة 354 ودفن بعد صلاة الجمعة في الصفة التي ابتناها بمدينة بست بقرب داره. وذكر أبو عبد الله الغنجار الحافظ في تاريخ بخارى أنه مات بسجستان سنة 354 وقبره ببست معروف يزار إلى الان فإن لم يكن نقل من سجستان إليها بعد الموت وإلا فالصواب أنه مات ببست.ه فإنه جاءني فكتب مصنفاتي وروى عن مشايخي ثم إنه خرج إلى سجستان بكتابه في القرامطة إلى ابن بابو حتى قبله وقلده أعمال سجستان فمات به. قال: السليماني فرأيت وجهه وجه الكذابين وكلامه كلام الكذابين وكان يقول يا بني اكتب أبو حاتم محمد بن حبان البستي إمام الأئمة حتى كتبت بين يديه ثم محوته. قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب سمعت أحمد بن محمد بن صالح السجستاني يقول توفي أبو حاتم محمد بن أحمد بن حبان سنة 354 وعن شيخنا أبي القاسم الحرستاني عن أبي القاسم الشحامي عن أبي عثمان سعيد بن محمد البحتري سمعت محمد بن عبد الله الضبي يقول توفي أبو حاتم البستي ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوال سنة 354 ودفن بعد صلاة الجمعة في الصفة التي ابتناها بمدينة بست بقرب داره. وذكر أبو عبد الله الغنجار الحافظ في تاريخ بخارى أنه مات بسجستان سنة 354 وقبره ببست معروف يزار إلى الان فإن لم يكن نقل من سجستان إليها بعد الموت وإلا فالصواب أنه مات ببست.

بسترة: بالفتح. وهي مدينة ويقال بستيرة.

بستيغ: بكسر التاء المثناة وياء ساكنة والغين معجمة. قرية من قرى نيسابور. ينسب إليها أبوسعد شبيب بن أحمد بن محمد بن خنشام البستيغي. روى عنه الأمير أبو نصر بن ماكولا وكان كراميا غاليا وسمع الحديث ورواه. وكان مولده سنة 393، وقال عبد الغافر الفارسي: روى عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايني وأبي الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي توفي سنة نيف وستين وأربعمائة، وأخوه أبو الحسن علي بن أحمد البستيغي حدث عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محسن الزيادي حدث عنه عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي. وقال كان شيخا معروفأ صالحا معتمدا سمع الحديث غاليا وهو من جملة الأمناء مات في المحرم سنة 488.

البسراط: بكسر أوله. بلد التماسيح بمصر قرب دمياط من كورة الدقهلية.

بسر: بالضم. اسم قرية من أعمال حوران من أراضي دمشق بموضع يقال له اللحا وهو صعب المسلك إلى جنب زرة التي تسميها العامة زرع ويقال: إن بهذه القرية قبر اليسع النبي عليه السلام، وينسب إليها أبو عبيد محمد بن حسان البسري الحساني الزاهد له كلام في الطريقة وكرامات حدث عن سعيد بن منصور الخراساني وعبد الغفار بن نجيح وآدم بن أبي إياس وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي وذكر ابن نافع الأرسوفي وعمرو بن عبد الله بن صفوان والد أبي زرعة وذكر غير ه وروى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي ومحمد بن عثمان الأذرعي وأبو بكر محمد بن عمار الأسدي وأبو زرعة عبد الرحمن بن واصل الحاجب وابناه عبيد ونجيب وغيرهم. وابنه نجيب بن أبي عبيد البسري حكى عن أبيه روى عنه أبو بكر الهلالي وأبو العباس أحمد بن معز الصوري الجلودي وأبو زرعة الحسيني ومعاذ بن أحمد الصوري وأبو بكر محمد بن منصور بن بطيش الغساني وأبو بكر بن معمر الطبراني وحدث عن أبيه بكتاب قوام الإسلام وبكتاب الطبيب ذكره ابن ماكولا في كتاب نجيب، ومحمد بن منصور بن بطيش أبو بكر الغساني البسري من أهل قرية بسر من حوران قدم دمشق وحدث بهاعن نجيب بن أبي عبيد كتب عنه أبو الحسين الرازي.

__

عنه فإنه جاءني فكتب مصنفاتي وروى عن مشايخي ثم إنه خرج إلى سجستان بكتابه في القرامطة إلى ابن بابو حتى قبله وقلده أعمال سجستان فمات به. قال: السليماني فرأيت وجهه وجه الكذابين وكلامه كلام الكذابين وكان يقول يا بني اكتب أبو حاتم محمد بن حبان البستي إمام الأئمة حتى كتبت بين يديه ثم محوته. قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب سمعت أحمد بن محمد بن صالح السجستاني يقول توفي أبو حاتم محمد بن أحمد بن حبان سنة 354 وعن شيخنا أبي القاسم الحرستاني عن أبي القاسم الشحامي عن أبي عثمان سعيد بن محمد البحتري سمعت محمد بن عبد الله الضبي يقول توفي أبو حاتم البستي ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوال سنة 354 ودفن بعد صلاة الجمعة في الصفة التي ابتناها بمدينة بست بقرب داره. وذكر أبو عبد الله الغنجار الحافظ في تاريخ بخارى أنه مات بسجستان سنة 354 وقبره ببست معروف يزار إلى الان فإن لم يكن نقل من سجستان إليها بعد الموت وإلا فالصواب أنه مات ببست.ه فإنه جاءني فكتب مصنفاتي وروى عن مشايخي ثم إنه خرج إلى سجستان بكتابه في القرامطة إلى ابن بابو حتى قبله وقلده أعمال سجستان فمات به. قال: السليماني فرأيت وجهه وجه الكذابين وكلامه كلام الكذابين وكان يقول يا بني اكتب أبو حاتم محمد بن حبان البستي إمام الأئمة حتى كتبت بين يديه ثم محوته. قال أبو يعقوب إسحاق بن أبي إسحاق القراب سمعت أحمد بن محمد بن صالح السجستاني يقول توفي أبو حاتم محمد بن أحمد بن حبان سنة 354 وعن شيخنا أبي القاسم الحرستاني عن أبي القاسم الشحامي عن أبي عثمان سعيد بن محمد البحتري سمعت محمد بن عبد الله الضبي يقول توفي أبو حاتم البستي ليلة الجمعة لثمان ليال بقين من شوال سنة 354 ودفن بعد صلاة الجمعة في الصفة التي ابتناها بمدينة بست بقرب داره. وذكر أبو عبد الله الغنجار الحافظ في تاريخ بخارى أنه مات بسجستان سنة 354 وقبره ببست معروف يزار إلى الان فإن لم يكن نقل من سجستان إليها بعد الموت وإلا فالصواب أنه مات ببست.

بسترة: بالفتح. وهي مدينة ويقال بستيرة.

بستيغ: بكسر التاء المثناة وياء ساكنة والغين معجمة. قرية من قرى نيسابور. ينسب إليها أبوسعد شبيب بن أحمد بن محمد بن خنشام البستيغي. روى عنه الأمير أبو نصر بن ماكولا وكان كراميا غاليا وسمع الحديث ورواه. وكان مولده سنة 393، وقال عبد الغافر الفارسي: روى عن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفرايني وأبي الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي توفي سنة نيف وستين وأربعمائة، وأخوه أبو الحسن علي بن أحمد البستيغي حدث عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محسن الزيادي حدث عنه عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي. وقال كان شيخا معروفأ صالحا معتمدا سمع الحديث غاليا وهو من جملة الأمناء مات في المحرم سنة 488.

البسراط: بكسر أوله. بلد التماسيح بمصر قرب دمياط من كورة الدقهلية.

بسر: بالضم. اسم قرية من أعمال حوران من أراضي دمشق بموضع يقال له اللحا وهو صعب المسلك إلى جنب زرة التي تسميها العامة زرع ويقال: إن بهذه القرية قبر اليسع النبي عليه السلام، وينسب إليها أبو عبيد محمد بن حسان البسري الحساني الزاهد له كلام في الطريقة وكرامات حدث عن سعيد بن منصور الخراساني وعبد الغفار بن نجيح وآدم بن أبي إياس وأبي صفوان القاسم بن يزيد بن عوانة الكلابي وذكر ابن نافع الأرسوفي وعمرو بن عبد الله بن صفوان والد أبي زرعة وذكر غير ه وروى عنه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن مروان الدمشقي ومحمد بن عثمان الأذرعي وأبو بكر محمد بن عمار الأسدي وأبو زرعة عبد الرحمن بن واصل الحاجب وابناه عبيد ونجيب وغيرهم. وابنه نجيب بن أبي عبيد البسري حكى عن أبيه روى عنه أبو بكر الهلالي وأبو العباس أحمد بن معز الصوري الجلودي وأبو زرعة الحسيني ومعاذ بن أحمد الصوري وأبو بكر محمد بن منصور بن بطيش الغساني وأبو بكر بن معمر الطبراني وحدث عن أبيه بكتاب قوام الإسلام وبكتاب الطبيب ذكره ابن ماكولا في كتاب نجيب، ومحمد بن منصور بن بطيش أبو بكر الغساني البسري من أهل قرية بسر من حوران قدم دمشق وحدث بهاعن نجيب بن أبي عبيد كتب عنه أبو الحسين الرازي.

بسرفوث: حصن من أعمال حلب في جبال بني عليم له ذكر في فتوح الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي وقد خرب وهو الآن قرية وهو بالتحريك وسكون الراء وضم الفاء وسكون الواو والثاء المثلثة.

البسرة: بسكون السين. من مياه بني عقيل بنجد بالأعراف أعراف غمرة فإذا شرب الإنسان من مائها شيئا لم يرو حتى يرسل ذنبه وليست ملحة جدا ولكنها غليظة. قال أبو زياد الكلابي وأخبرني غير واحد أنهم يردونها فيستقبل أحدهم فرغ الدلو فلا يروى حتى يرسل ذنبه ولا يملكه أي أنها تسهل البطن. قال وهي وهط من عرفط والوهط جماعة العرفط وهو محتضر لحياضها قريبا وتشربه الإبل والماشية فلا يضرها ولا يغيرها فوردها قوم وهم لا يدرون كنه مائها وهم عطاش فوقعوا في الماء يسقون ويشربون فنزل بهم أمر عظيم فجعلوا لربون ولا يقر في بطونهم فظلوا بيوم لم يظلوا بيوم مثله قط ثم راحوا واستقوا منها في أسقيتهم. فقال أحدهم حين راحوا.

أسوق عيرا تحمل المشيا ** ماء من البسرة أحوزيا

تعجل ذا القباضة الوحيا ** أن يرفع المبرز عنه شيا - المشي والمشو- الدواء الذي يسهل- والأحوزي - السريع وأهل ذلك الماء من أصح بني عقيل وأحسنهم أجساما وقد مرنوا عليه مرونا إلا أن أحدهم إذا فقده أياما ثم عاد إليه فشرب منه أرسل ذنبه مرة، وأهل هذا الماء بنو عبادة بن عقيل رهط ليلى الأخيلية.

بس: بالضم والتشديد. جبل في بلاد محارب بن خصفة. وقيل بس ماء لغطفان، وقيل بس موضع في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر. وبس أيضا بيت بنته غطفان مضاهاة للكعبة، وقيل اسمه بساء. وقيل بس جبل قريب من ذات عرق. قال الغوري بس موضع كثير النخل، وأنشد للعاهان:

بنون وهجمة كأشاء بس ** صفايا كنة الآبار كوم وقيل بس أرض لبني نصر بن معاوية، وقال فيها رجل من بني سعد بن بكر:

أبت صحف الغرقي أن يقرب اللوى ** وأجراع بس وهي عم خصيبها

أرى إبلي بعد اشتمات ورتعة ** ترجع سجعا آخر الليل نيبها

وإن تهبطي من أرض مصر لغائط ** لها بهرة بيضاء ريا قليبها

وإن تسمعي صوت المكاكي بالضحى ** بغناءمن نجد يساميك طيبها الغرقي- رجل كان على الصدقات- والاشتمات. أول السمن وإبل مشتمتة إذا كانت كذلك- والبهرة. مكان في الوادي دمث ليس بحول أي ليس فيه حجارة ولا دمث- والغناء- الروضة الملتفة، وقال الحصين بن الحمام المري في ذلك:

فإن دياركم بجنوب بس ** إلى ثقف إلى ذات العظوم

بسطام: بالكسر ثم السكون. بلدة كبيرة بقومس على جادة الطريق إلى نيسابور بعد دامغان بمرحلتين. قال مسعربن مهلهل بسطام قرية كبيرة شبيهة بالمدينة الصغيرة. منها أبو يزيد البسطامي الزاهد وبها تفاح حسن الصبغ مشرق اللون يحمل إلى العراق يعرف بالبسطامي. وبها خاصيتان عجيبتان إحداهما أنه لم ير بها عاشق من أهلها قط ومتى دخلها إنسان في قلبه هوى وشرب من مائها زال العشق عنه والأخرى أنه لم ير بها رمد قط ولها ماء مرينفع إذا شرب منه على الريق من البخر وإذا احتقن به أبرأ البواسير الباطنة وتنقطع بها رائحة العود ولو أنه من أجود الهندي وتذكو بها رائحة المسك والعنبر وسائر أصناف الطيب إلا العود وبها حيات صغار وثابات وذباب كثير مؤذ وعلى تل بإزائها قصر مفرط السعة على السور كثير الأبنية والمقاصير ويقال إنه من بناء سابور ذي الأكتاف ودجاجها لا يأكل العذرة. قلت أنا وقد رأيت بسطام هذه وهي مدينة كبيرة ذات أسواق إلا أن أبنيتها مقتصدة ليست من أبنية الأغنياء وهي في فضاء من الأرض وبالقرب منها جبال عظام مشرفة عليها ولها نهر كبير جار ورأيت قبر أبي يزيد البسطامي-رحمه الله في وسط البلد في طرف السوق وهو أبو يزيد طيفور بن عيسى بن شروسان الزاهد البسطامي، ومنها أبو يزيد طيفور بن عيسى بن آدم بن عيسى بن علي الزاهد البسطامي الأصغر. ومن المتأخرين أحمد بن الحسن بن محمد الشعيري أبو المظفر بن أبي العباس البسطامي المعروف بالكافي سبط أبي الفضل محمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن سهل السهلكي البسطامي سمع جده لأمه وأجاز لأبي سعد ومات في حدود سنة 530، وكان عمر أنفذ إلى الري وقومس نعيم بن مقرن وعلى مقدمته سويد بن مقرن وعلى مجنبته عيينة بن النحاس وذلك في سنة 19 أو 18 فلم يقم له أحد وصالحهم وكتب لهم كتابا، وقال أبو نجيد.

فنحن لعمري غير شك قرارنا ** أحق وأملى بالحروب وأنجب

إذا ما دعا داعي الصباح أجابه ** فوارس منا كل يوم مجرب

ويوم ببسطام العريضة إذ حوت ** شددنا لهم ازارنا بالتلبب

ونقلبها زورا كأن صدورها ** من الطعن تطلى بالسنى المخضب بسطة: بالفتح. مدينة بالأندلس من أعمال جيان. ينسب إليها المصليات البسطية. وبسطة أيضا بمصر كورة من أسفل الأرض يقال لها بسطة وبعضهم يقول بسطة بالضم.

بسفرجان: بضم الفاء وسكون الراء وجيم وألف ونون. كورة بأرض أران ومدينتها النشوى وهي نقجوان عمر ذلك كله أنوشروان حيث عمر باب الأبواب وقد عدوه في أرمينية الثالثة.

بسكاس: من قرى بخارى. منها أبو أحمد نبهان بن إسحاق بن مقداس البسكاسي البخاري سمع الربيع بن سليمان توفي سنة 310.

بسكاير: بعد الألف ياء وراء، من قرى بخارى. منها أبوالمشهر أحمد بن علي بن طاهربن محمد بن طاهر بن عبد الله من ولد يزد جرد بن بهرام البسكايري كان أديبا فاضلا رحل إلى خراسان والعراق والحجاز وسمع الحديث ولم تكن أصوله صحيحة روى عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن رزق البزار وغيره البسكت: بالكسر والتاء فوقها نقطتان. بلدة من بلاد الشاش. خرج منها جماعة من العلماء. منهم أبو إبراهيم إسماعيل بن أحمد بن سعيد بن النجم بن ولاثة البسكتي الشاشي كانت وفاته بعد الأربعمائة. بسكرة: بكسر الكاف وراء. بلدة بالمغرب من نواحي الزاب بينها وبين قلعة بني حماد مرحلتان فيها نخل وشجر وقسب جيد بينها وبين طبنة مرحلة كذا ضبطها الحازمي وغيره يقول بسكرة بفتح أوله وكافه. قال وهي مدينة مسورة ذات أسواق وحمامات وأهلها علماء على مذهب أهل المدينة وبها جبل ملح يقطع منه كالصخر الجليل وتعرف ببسكرة النخيل. قال أحمد بن محمد المروذي.

ثم أتى بسكرة النخيل ** قد اغتدى في زيه الجميل وإليها ينسب أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة بن محمد بن عقيل بن سوادة بن مكناس بن وربليس بن هديد بن جمح بن حيان بن مستملح بن عكرمة بن خالد وهو أبو ذؤيب الهذلي ابن خويلد البسكري سافر إلى بلاد الشرق وسمع أبا نعيم الأصبهاني وجماعة من الخراسانيين وكان يفهم الكلام والنحو وله اختيار في القراءة وكان يدرس النحو بسكونس:

بسل: بالتحريك ولام. واد من أودية الطائف أعلاه لفهم وأسفله لنصر بن معاوية بينه وبين لية بلد يقال له جلذان يسكنه بنو نصر بن معاوية، وعن أبي محمد الأسود بسل بسكون السين وضبطه بعضهم بالنون وذكر في موضعه.

بسلة: بسكون السين. رباط يرابط به المسلمون.

بسوسا: موضع قرب الكوفة نزله مهران أيام الفتوح فسأل المثنى بن حارثة رجلا من أهل السواد ما يقال للبقعة التي فيها مهران وعسكره فقال بسوسا فقال المثنىأكد مهران وهلك نزل منزلا هو البسوس.

بسومة: بتخفيف السين. ناحية بين الموصل وبلد يجلب منها حجارة الأرحاء العظام عن نصر.

بسوى: بالفتح ثم السكون وفتح الواو والقصر. بليدة في أوائل أذربيجان بين أشنو ومراغة قرب خان خاصبك رأيتها أكثر أهلها حرامية.

بسيان: بالضم. قال الأصمعي بس وبسيان. جبلان في أرض بني جشم ونصر ابني معاوية بن بكر بن هوازن. قال ذو الرمة:

سرت من منى جنح الظلام فأصبحت ** ببسيان أيديها مع الفجر تلمع وحكى أبو بكر ومحمد بن موسى ثم وجدته في كتاب نصر أن بسيان موضع فيه برك وأنهار على أحد وعشرين ميلا من الشبيكة بينها وبين وجرة. وكانت بها وقعة مشهورة. قال المساور بن هند.

ونحن قتلنا ابني طمية بالعصا ** ونحن قتلنا يوم بسيان مسهرا وأنشد السكري عن أبي محلم لسليمان بن عياش وكان لصا.

تقر لعيني أن ترى بين عصبة ** عراقية قد جز عنها كتابها

وأن أسمع الطراق يلقون رفقة ** مخيمة بالسبي ضاعت ركابها

أتيح لها بالصحن بين عنيزة ** وبسيان أطلاس جرود ثيابها

ذئاب تعاوت من سليم وعامر ** وعبس وما يلقى هناك ذيابها

ألا بأبي أهل العراق وريحهم ** إذا فتشت بعد الطراد عيابها وقال امرؤ القيس يصف سحابا:

علا قطنا بالثيم أيمن صوبه ** وأيسره عليا الستار فيذبل

وألقى ببسيان مع الليل بركه ** فأنزل منه العصم من كل منزل بسيطة: بلفظ تصغير بسطة. أرض في البادية بين الشام والعراق حدها من جهة الشمال ماء يقال له أمر ومن جهة القبلة موضع يقال له قعبة العلم وهي أرض مستوية فيها حصى منقوش أحسن ما يكون وليس بها ماء ولا مرعى أبعد أرض الله من السكان سلكها أبو الطيب المتنبي لما هرب من مصر إلى العراق فلما توسطها قال بعض عبيده وقد رأى ثورا وحشيا هذه منارة الجامع وقال آخر منهم وقد رأى نعامة وهذه نخلة فضحكوا. فقال المتنبي

بسيطة مهلا سقيت القطارا ** تركت عيون عبيدي حيارى

فظنوا النعام عليك النخيل ** وظنوا الصوار عليك المنارا

فأمسك صحبي بكوارهم ** وقد قصد الضحك منهم وجارا وقال الراجز:

أأنت يا بسيطة التي التي ** قد هيبتك في المقيل صحبتي وقال نصر بسيطة فلاة بين أرض كلب وبلقين بقفا عفر أو أعفر وقيل على طريق طيىء إلى الشام وقد جاء في الشعر بسيطة وبسيط.

البسيطة: بفتح أوله وكسر ثانيه. موضع في قول الأخطل يصف سحابا حيث يقول:

وعلا البسيطة والشقيق بريق ** فالضوج بين روية وطحال قالوا البسيطة موضع بين الكوفة وحزن بني يربوع وقيل: أرض بين العذيب والقاع وهناك البيضة وهي العذيب. وقال عدي بن عمرو الطائي.

لولا توقد ما ينفيه خطوهما ** على البسيطة لم تدركهما الحدق بسينة: بعد الياء نون. من قرى مرو على فرسخين منها ينسب إليها أبو داود سليمان بن إياس البسيني المروزي رحل إلى العراق وسمع الحديث.

بسي: بالضم ثم الفتح وتشديد الياء. من جبال بني نصر والجمد أيضا.

باب الباء والشين وما يليهما

بشاءة: بالفتح وبعد الألف همزة بوزن جماعة. موضع في شعر خالد بن زهير الهذلي.

رويدا رويدا اشربوا ببشاءة ** إذا الجوف راحت ليلة بعذوب بشار: بتشديد ثانية. نهر بشار بالبصرة ينزع من الأبلة ذكر في بعض الاثار.

بشام: بتخفيف ثانيه. جبل بين اليمامة واليمن ذات البشام. قال السكري: واد من نبط من بلاد هذيل. قال الجموح.

وحاولت النكوص بهم فضاقت ** علي برحبها ذات البشام بشان: بالضم وآخر. نون. من قرى مرو. منها إسحاق بن إبراهيم بن جرير البشاني كان شيخا صالحا توفي قبل الثمانين والمائتين.

بشائم: بالفتح وبعد الألف ياء. واد يصب في بشبمى. وبشمى أيضا واد أسفله لكنانة.

بشبراط: بالكسر والباء موحدة بعد الشين. حصن بالأندلس من أعمال شنتبرية فى غرب الأندلس.

بشبق: بالفتح ثم السكون وباء موحدة وقاف وربما سموها بشبه. والنسبة إليها بشبقى. من قرى مرو. منها أبوالحسن علي بن محمد بن العباس بن أحمد بن علي البشبقي التعاويذي كان شيخا مسنا تفقه في شبابه وكان يكتب التعاويذ سمع أبا القاسم محمود بن محمد بن أحمد التميمي وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن جعفر الخرقي وأبا الفضل محمد بن أحمد بن أبي الحسن العارف النوقاني. قال أبو سعد: كتبت عنه وكانت ولادته سنة 453 بقرية بشبق وتوفي بها يوم الأحد ثاني عشر شوال سنة 544.

بشتان: بالفتح ثم السكون وتاء مثناة من فوق وألف ونون. من قرى نسف. خرج منها جماعة من العلماء. منهم بشر بن عمران البشتاني يروي عن مكي بن إ براهيم.

بشت: بالضم. بلد بنواحي نيسابور. قال أبو الحسن بن زيد البيهقي سميت بذلك لأن بشتاسف الملك أنشأها وهي كورة قصبتها طريثيث، وقيل سميت بذلك لأنها كالظهر لنيسابور والظهر باللغة الفارسية يقال له بشت تشتمل على مائتين وست وعشرين قرية منها كندر التي منها الوزير أبو نصر الكندري وزير طغرلبك السلجوقي كان قبل نظام الملك فقام نظام الملك مقام الكندري وقد ذكرت وقد يقال لها أيضا بشت العرب لكثرة أدبائها وفضلاثها، وقد ينسب إليها جماعة كثيرة في. فنون من العلم. منهم إسحاق بن إبراهيم بن نصر أبويعقوب البشتي سمع قتيبة بن سعيد وإبراهيم بن المستمر وأبا كريب محمد بن العلاء ومحمد بن أبي عمرو ومحمد بن المصطفى وهشام بن عمرو وحميد بن مسعدة وإسحاق بن ابراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وغيرهم روى عنه أبو جعفر محمد بن هانيء بن صالح وأبو الفضل محمد بن إبراهيم الموصلي وجماعة من الخراسانيين. وحسان بن مخلد البشتي سمع عبد الله بن يزيد المقري وسعيد بن منصور ويحيى بن يحيى روى عنه جعفر بن محمد بن سوار وإبراهيم بن محمد المروزي مات في شعبان سنة 259، وسعيد بن شاذان بن محمد النيسابوري وهو سعيد بن أبي سعيد البشتي سمع محمد بن رافع وإسحاق بن منصور وحم بن نوح وعيسى بن أحمد العسقلاني وغيرهم روى عنه أبو القاسم يعقوب. وأبو سعيد بن أبي بكر بن أبي عثمان موسى بن عبد الرحمن البشتي حدث عن الحسن بن علي الحلواني روى عنه بشر بن أحمد الاسفراييني، وأبو سعيد أحمد بن شاذان البشتي حدث عن الحسن بن سفيان وأحمد بن نصر الخفاف وابن أبي كيلان حدث عنه أبو سعد الإدريسي. وأحمد بن الخليل بن أحمد البشتي روى عن الليث بن محمد روى عنه أبو زكرياء يحيى بن محمد العنبري، ومحمد بن يحيى بن سعيد البشتي أبو بكر المؤدب حدث عن عبد الله بن الحارث الصنعاني روى عنه الحاكم أبو عبد الله ومحمد بن إبراهيم بن عبد الله أبو سعيد البشتي حدث عن محمد ابن المؤمل، ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو صالح البشتي النيسابوري كان كثير الصلاة والعبادة سمع أبا زكرياء النيسابوري وأبا بكر الجيزي مات بأصبهان سنة 483، وأبوعلي الحسن بن علي بن العلاء بن عبدويه البشتي روى عن أبي طاهر محمد بن محمد بن محمش وغيره، وعبيد الله بن محمد بن نافع البشتي الزاهد، وأحمد بن محمد البشتي الخارزنجي اللغوي ذكرته في كتاب الأدباء وغيرهم وبشت. أيضا من قرى باذغيس من نواحي هراة منها. أحمد بن صاحب البشتي حدث عن أبي عبد الله المحاملي روى عنه أبو سعد الماليني وأخوه محمد بن صاحب البشتي الباذغيسي.

بشترى: بالفتح ثم السكون وفتح التاء المثناة والقصر. مدينة بإفريقية.

بشتنقان: بالضم ثم السكون وفتح التاء المثناة وكسر النون وقاف. من قرى نيسابور وإحدى منتزهاتها بينهما فرسخ. منها أبو يعقوب إسماعيل بن قتيبة بن عبد الرحمن السلمي الزاهد البشتنقاني سمع أحمد بن حنبل وغيره ومات في رجب سنة 284 بقريته. وبهذه القرية كانت وقعة يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وعمرو بن زرارة والي نيسابور من قبل نصر بن سيار وأظن أبا نصر إسماعيل بن حماد الجوهري إياها أراد بقوله وأسقط النون. فقال:

يا ضائع العمر بالأمان ** أما ترى رونق الزمان

فقم بنا يا أخا الملاهي ** نخرج إلى نهر بشتقان

لعلنا نجتني سرورا ** حيث جنى الجنتين دان

كأننا والقصور فيها ** بحافتي كوثر الجنان

والطير فوق الغصون تحكي ** بحسن أصواتها الأغاني

وراسل الورق عندليب ** كالزير والبم والمثاني

وبركة حولها أناخت ** عشر من الدلب واثنتان

فرصتك اليوم فاغتنمها ** فكل وقت سواه فان بشتنفروش: بالضم ثم السكون وفتح التاء المثناة وسكون النون وضم الفاء والراء وسكون الواو وشين أخرى ويقال بشتفروش بغير نون. كورة من أعمال نيسابور أحدثها بشتاسف الملك بها مائة وست وعشرون قرية ذكرها البيهقي.

بشتن: بالفتح وتشديد النون. من قرى قرطبة بالأندلس. ينسب إليها هشام بن محمد بن عثمان البشتني من آل الوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي يروي حكاية عن الوزير أحمد بن سعيد بن حزم رواها عنه أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الظاهري.

بشتير: بالضم والتاء المثناة المكسورة وياء ساكنة. موضع في بلاد جيلان. ينسب إليه الشيخ الزاهد الصالح عبد القادر بن أبي صالح الحنبلي البشتيرى قدم بغداد وتفقه على أبي سعد المخرمي في مدرسته بباب الأزج فلما مات قام عبد القادر ووسع المدرسة وكان قد أظهر من النسك والورع ما ينفق به على عامة بغداد وخواصها نفاقا عظيما وكان يعظ الناس ثم مات في ثامن عشر ربيع الأول سنة 561ودفن بمدرسته ولم يخرج منها خوفا من فتنة تجري وكان مولده سنة 470 عن إحدى وتسعين سنة.

البشر: بكسر أوله ثم السكون وهو في الأصل حسن الملقى وطلاقة الوجه وهو اسم جبل يمتد من عرض إلى الفرات من أرض الشام من جهة البادية وفيه أربعة معادن معدن القار والمغرة والطين الذي يعمل منه البواتق التي يسبك فيها الحديد رالرمل الذي في حلب يعمل منه الزجاج وهو رمل أبيض كالاسفيدإج وهو من منازل بني تغلب بن وائل. قال عبيد الله بن قيس الرقيات.

أضحت رقية دونها البشر ** فالرقة السوداء فالغمر

بل ليت شعري كيف مر بها ** وبأهلها الأيام والدهر قال أبو المنذر هشام سمي بالبشر بن هلال بن عقبة رجل من النمر بن قاسط وكان خفيرا لفارس قتله خالد بن الوليد في طريقه إلى الشام، وكان من حديث ذلك أن خالد بن الوليد لما وقع بالفرس بأرض العراق وكاتبه أبو بكر بالمسير إلى الشام نجدة لأبي عبيدة سار إلى عين التمر فتجمعت قبائل من ربيعة نصارى لحرب خالد ومنعه من النفوذ وكان الرئيس عليهم عفة بن أبي عفة قيس بن البشر بن هلال بن البشر بن قيس بن زهيربن عفة بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط فأوقع بهم خالد وأسر عفة وقتله وصلبه فغضبت له ربيعة وتجمعت إلى الهذيل بن عمران فنهاهم حرقوص بن النعمان عن مكاشفته فعصوه فرجع- إلى أهله وهو يقول:

ألايا اسقياني قبل جش أبي بكر ** لعل منايانا قريب ولا ندري

ألا يا اسقياني بالزجاج وكررا ** علينا كميت اللون صافية تجري

أظن خيول المسلمين وخالدا ** ستطرقكم عند الصباح على البشر

فهل لكم بالسير قبل قتالهم ** وقبل خروج المعصرات من الخدر

أريني سلاحي يا أميمة إنني ** أخاف بيات القوم أو مطلع الفجر

فيقال إن خالدا طرقهم وأعجلهم عن أخذ السلاح وضرب عنق حرقوص فوقع رأسه في جفنة الخمر والله أعلم، وكان بنو تغلب قد قتلت عمير بن الحباب السلمي فاتفق أن قدم الأخطل على عبد الملك بن مروان والجحاف بن حكيم السلمي جالس عنده فأنشده:

ألا سائل الجحاف هل هو ثائر ** بقتلى أصيبت من سليم وعامر فخرج الجحاف مغضبا يجر مطرافه فقال عبد الملك للأخطل ويحك أغضبته وأخلق به أن يجلب عليك وعلى قومك شرا فكتب الجحاف عهدا لنفسه بن عبد الملك ودعا قومه للخروج معه فلما حصل بالبشر قال لقومه قصتي كذا فقاتلوا عن أحسابكم أو موتوا فأغاروا على بني تغلب بالبشر وقتلوا منهم مقتلة عظيمة ثم قال الجحاف يجيب الأخطل.

أيا مالك هل لمتني إذ حضضتني ** على الثار أم هل لامني فيك لائمي

متى تدعني أخرى أجبك بمثلها ** وأنت امرؤ بالحق لست بقائم فقدم الأخطل على عبد الملك فلما مثل بين يديه. أنشأ يقول:

لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ** إلى الله منها المشتكى والمعول

فإن لم تغيرها قريش بعدلها ** يكن عن قريش مستماز ومزحل فقال له عبد الملك إلى أين يا ابن النصرانية فقال إلى النار فتبسم عبد الملك وقال: أولى لك، لو قلت غير ذلك لقتلتك والبشر أيضا جبل في أطراف نجد من جهة الشام. قال عطارد بن قران أحد اللصوص.

ولما رأيت البشر أعرض وانثنت ** لأعرافهم من دون نجد مناكب

كتمت الهوى من رهبة أن يلومني ** رفيقاي وانهلت دموع سواكب

وفي القلب من أروى هوى كلما نأت ** وقد جعلت دارا بأروى تجانب وكان الصمة بن عبد الله القشيري يهوى ابنة عمه فتماكس أبوه وعمه في المهر ولج كل واحد منهما فتركها الصمة وانصرف إلى الشام وكتب نفسه في الجند، وقال:

ألا يا خليلاي اللذان تواصيا ** بلومي إلا أن أطيع وأتبعا

قفا ودعا نجدا ومن حل بالحمى ** وقل لنجد عندنا أن يودعا

ولما رأيت البشر قد حال دونها ** وحالت بنات الشؤق يحنن نزعا

تلفت نحو الحي حتى وجدتني ** وجعت من الإصغاء ليتا وأخدعا

وأذكر أيام الحمى ثم أنثني ** على كبدي من خشية أن تصدعا

فليست عشيات الحمى برواجع ** عليك ولكن خل عينيك تذمعا وقال عبد الله بن الصمة:

ولما رأينا قلة البشر أعرضت ** لنا وطوال الرمل غيبها البعد

وأعرض ركن من سواج كأنه ** لعينيك في ال الضحى فرس ورد

أصاب سقيم القلب تتئيم ما به ** فخر ولم يملك أخو القوة الجلد البشرود: بالتحريك وضم الراء وسكون الواو والدال مهملة. كورة من كور بطن الريف بمصر من كور أسفل الأرض.

بشرى: بوزن حملى. اسم قرية.

بشكان: بالكسر. من قرى هراة. منها القاضي أبو سعد محمد بن نصر بن منصور الهروي البشكاني كان فقيها اتصل بدار الخلافة وصار رسولا إلى ملوك الأطراف وولي قضاء عدة ممالك ثم قتل بجامع همذان في شعبان سنة 518وقد روى الحديث.

بشكلاز: بالضم. قال خلف بن عبد الملك بن بشكوال عبد الله بن محمد بن سعيد الأموي يعرف بالبشكلاري وهي. من قرى جيان سكن قرطبة يكنى أبا محمد روى عن الأصيلي وجماعة سواه ومات بقرطبة في شهر رمضان سنة 1 6 4 ومولده سنة 377 وكان شافعي المذهب.

بشلاو: بالفتح والواو معربة. قرية قبالة قوص في غربي النيل من أعلى الصعيد.

بشمى: بالتحريك والقصر بوزن جمزى. واد بتهامة يصب إليه بشائم واد أيضا. قال ابن الأعرابي بشمى يروى بالشين والسين واد يصب في عسفان أو أمج وله نظائر خمس ذكرت في قلهى.

بشم: بالفتح وسكون الشين. موضع بين الري وطبرستان شديد البرد قد بني على كل صيحة كن يلجأ إليه يسمى جانبوذه. وبشم أيضا موضع ببلاد هذيل. قال أبو المورق الهذلي:

وكنت إذا سلكت نجاد بشم ** رأيت على مراقبها الذيابا

البشمور: بالضم. كورة بمصر قرب دمياط وفيها قرى وريف وغياض وفيها كباش ليس في الدنيا مثلها عظما وحسنا وعظم الإلياء وذلك أن الكبش لا يستطيع حمل أليته فيعمل له عجلة تحمل عليها أليته وتشد تلك العجلة بحبل إلى عنقه فيظل يرعى وهو يجر العجلة التي تحمل أليته وهي ألية فيها طول تشبه ألياء الكباش الكردية فإذا نزعت العجلة أو انقطعت وسقطت أليته على الأرض ربض الكبش ولم يمكنه القيام لثقلها فإذا كان أيام السفاد رفع الراعي ألية الأنثى حتى يضربها الفحل ضربة خفيفة ولا يوجد هذا النوع من الضأن في موضع آخر من الدنيا أخبرني بذلك جماعة من أهل مصر والبشمور باتفاق لم يختلفوا في شيء منه.

بشواذق: بالضم والذال المعجمة وقاف. قرية بأعلى مرو على خمسة فراسخ كان فيها جماعة من العلماء. منهم سلمة بن بشار البشوذقي أخو القاضي محمد بن بشار و غيرهما.

بشيت بالفتح ثم الكسروياء ساكنة وتاء فوقها نقطتان. من قرى فلسطين بظاهر الرملة. منها أبو القاسم خلف بن هبة الله بن قاسم بن سماح البشيتي المكي مات سنة 463 بمكة. وابنه أبو علي الحسن بن خلف روى عن أبيه خلف عن أبي محمد الحسن بن أحمد بن فراس العبقسي كتب عنه السلفي بمكة وأبو بكر محمد بن منصور السمعاني ومحمد بن أبي بكر السبخي في محرم سنة 498.

بشير: بالراء جبل أحمر من جبال سلمى أحد جبلي طيء وقلعة بشير من قلاع البشنوية الأكراد من نواحي الزوزان.

بشيلة: باللام. قرية من قرى نهر عيسى بينها وبين بغداد نحو أربعة أميال أو خمسة رأيتها غير مرة. منها الشيخ محمد البشيلي شيخ صالح صحب الشيخ عبد القادر الجيلي وكان يتبرك به ويحسن الظن فيه وكان حسن السمت جميل الطريقة مات في شعبان سنة 594. وبشيلة أيضا من أقاليم أكشونية بالأندلس.

بشينى: بالنون. من قرى بغداد. قال شجاع بن فارس الذهلي: قال لنا أبو البركات بن أبي الضوء العلوي كنت في قرية يقال لها بشينى وبها أبو محمد الباقر وهناك ناعورتان للزروع. فقال فيهما وأنا حاضر:

أناعورتي شطي بشينة إنني ** نظير كما في الوجد والهيمان

أنينكما يحكي أنيني وعبرتي ** كمائكما من شدة الجريان

فلا زلتما في ظل عيش يمده ** أمان من التفريق والحدثان قال الشريف أبو البركات فعملت أنا في الحال:

بشينى بها ناعورتان كلاهما ** تسح بدمع دائم الهملان

مخافة دهر أن يصيب بعينه ** لإحداهما يوما فيفترقان باب الباء والصاد وما يليهما

بصاق: بالضم. موضع قريب من مكة. يقال بساق بالسين أيضا وقد ذكر في تفسير شعر كثير عزة حيث. قال:

فياطول ما شوقي إذا حال بيننا ** بصاق ومن أعلام صندد منكب

كأن لم يؤلف حج عزة حجنا ** ولم يلق ركبا بالمحصب أركب إن بصاق جبل قرب أيلة فيه نقب.

البصر: بوزن الجرذ. قال السكري. هي جرعات من أسفل واد بأعلى الشيحة من بلاد الحزن في قول جرير حيث. قاله:

إن الفؤاد مع الظعن التي بكرت ** من ذي طلوح وحالت دونها البصر

البصرة: وهما بصرتان العظمى. بالعراق وأخرى بالمغرب وأنا أبدأ أولا بالعظمى التي بالعراق وأما البصرتان فالكوفة والبصرة. قال المنجمون البصرة طولها أربع وسبعون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وهي في الاقليم الثالث. قال ابن الأنباري البصرة في كلام العرب الأرض الغليظة، وقال قطرب البصرة الأرض الغليظة التي فيها حجارة تقلع وتقطع حوافر الدواب. قال ويقال بصرة للأرض الغليظة. وقال غيره البصرة حجارة رخوة فيها بياض، وقال ابن الأعرابي البصرة حجارة صلاب. قال وإنما سميت بصرة لغلظها وشدتها كما تقول ثوب ذو بصر وسقاء ذو بصر إذا كان شديدا جيدا. قال ورأيت في تلك الحجارة في أعلا المزبد بيضا صلابا وذكر الشرقي بن القطامي أن المسلمين حين وافوا مكان البصرة للنزول بها نظروا إليها من بعيد وأبصروا الحصا عليها فقالوا: إن هذه أرض بصرة يعنون حصبة فسميت بذلك، وذكر بعض المغاربة أن البصرة الطين العلك وقيل: الأرض الطيبة الحمراء، وذكر أحمد بن محمد الهمداني حكاية عن محمد بن شرحبيل بن حسنة أنه قال: إنما سميت البصرة لأن فيها حجارة سوداء صلبة وهي البصرة. وأنشد لخفاف بن ندبة.

إن كنت جلمود بصر لا أؤيسه ** أوقد عليه وأحميه فينصدع وقال الطرماح بن حكيم:

مؤلفة تهوي جميعا كما هوى ** من النيق فوق البصرة المتطحطح

وهذان البيتان يدلان على الصلابة لا الرخاوة، وقال حمزة بن الحسن الأصبهاني سمعت موبذ بن اسوهشت يقول البصرة تعريب بس راه لأنها كانت ذات طرق كثيرة انشعبت منها إلى أماكن مختلفة. وقال قوم البصر والبصر الكذان وهي الحجارة التي ليست بصلبة سميت بها البصرة كانت ببقعتها عند اختطاطها واحده بصرة وبصرة، وقال الأزهري البصر الحجارة إلى البياض بالكسر فإذا جاؤا بالهاء قالوا بصرة وأنشد بيت خفاف. إن كنت جلمود بصر، وأما النسب إليها فقال: بعض أهل اللغة إنما قيل: في النسب إليها بصري بكسر الباء لاسقاط الهاء فوجب كسر الباء في البصرى مما غير في النسب كما قيل: في النسب إلى اليمن يمان وإلى تهامة تهام وإلى الري رازي وما أشبه ذلك من المغير، وأما فتحها وتمصيرها فقد روى أهل الأثر عن نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وغيره أن عمر بن الخطاب أراد أن يتخذ للمسلمين مصرا وكان المسلمون قد غزوا من قبل البحرين توج ونوبندجان وطاسان فلما فتحوها كتبوا إليه إنا وجدنا بطاسان مكانا لا بأس به فكتب إليهم إن بيني وبينكم دجلة لا حاجة في شيء بيني وبينه دجلة أن تتخذوه مصرا ثم قدم عليه رجل من بني سدوس يقال له ثابت، فقال: يا أمير المؤمنين إني مررت بمكان دون دجلة فيه قصر وفيه مسالح للعجم يقال له الخريبة ويسمى أيضا البصيرة بينه وبين دجلة أربعة فراسخ له خليج بحري فيه الماء الى أجمة قصب. فأعجب ذلك عمر وكانت قد جاءته أخبار الفتوح من ناحية الحيرة وكان سويد بن قطبة الذهلي وبعضهم يقول قطبة بن قتادة يغير في ناحية الخريبة من البصرة على العجم كما كان المثنى بن حارثة يغير بناحية الحيرة فلما قدم خالد بن الوليد البصرة من اليمامة والبحرين مجتازا إلى الكوفة بالحيرة سنة اثنتي عشرة أعانه على حرب من هنالك وخلف سويدا ويقال: إن خالدا لم يرحل من البصرة حتى فتح الخريبة وكانت مسلحة للأعاجم وقتل وسبى وخلف بها رجلا من بني سعد بن بكر بن هوازن يقال له شريح بن عامر ويقال إنه أتى نهر المرأة ففتح القصر صلحا. وكان الواقدي ينكرأن خالدا مز بالبصرة ويقول إنه حين فرغ من أمر اليمامة والبحرين قدم المدينة ثمصسار منها إلى العراق على طريق فيد والثعلبية والله أعلم، ولما بلغ عمر بن الخطاب خبر سويد بن قطبة وما يصنع بالبصرة رأى أن يوليها رجلا من قبله فولاها عقبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب أحد بني مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة حليف بني نوفل بن عبد مناف وكان من المهاجرين الأولين أقبل في أربعين رجلا منهم نافع بن الحارث بن كلدة الثقفي وأبو بكرة وزياد بن أبيه وأخت لهم، وقال له عمر: إن الحيرة قد فتحت فائت أنت ناحية البصرة واشغل من هناك من أهل فارس والأهواز وميسان عن إمداد إخوانهم فأتاها عتبة وانضم إليه سويد بن قطبة فيمن معه من بكر بن وائل وتميم. قال نافع بن الحارث فلما أبصرتنا الدبادبة خرجوا هرابا وجئنا القصرفنزلناه فقال عتبة ارتادوا لنا شيئا نأكله قال فدخلنا الأجمة فإذا زنبيلان في أحدهما تمر وفي الاخر أرز بقشره فجذبناهما حتى أدنيناهما من القصر وأخرجنا ما فيهما فقال عتبة هذا سم أعده لكم العدو يعني الأرز فلا تقربنه فأخرجنا التمر وجعلنا نأكل منه فإننا لكذلك فإذا بفرس قد قطع قيادة وأتى ذلك الأرز يأكل منه فلقد رأيتنا نسعى بشفارنا نريد ذبحه قبل أن يموت فقال صاحبه امسكوا عنه أحرسه الليلة فإن أحسست بموته ذبحته فلما أصبحنا إذا الفرس يروث لا بأس عليه فقالت أختي يا أخي إني سمعت أبي يقول: إن السم لا يضر إذا نضج فأخذت من الأرز توقد تحته ثم نادت إلا أنه يتفصى من حبيبة حمراء ثم قالت قد جعلت تكون بيضاء فما زالت تطبخه حتى أنماط قشره فألقيناه في الجفنة فقال عتبة اذكروا اسم الله عليه وكلوه فأكلوه منه فإذا هو طيب قال فجعلنا بعد نميط عنه قشره ونطبخه فلقد رأيتني بعد ذلك وأنا أعده لولدي ثم قال إنا التأمنا فبلغنا ستمائة رجل وست نسوة إحداهن أختي. وأمد عمر عتبة بهرثمة بن عرفجة وكان بالبحرين فشهد بعض هذه الحروب ثم سار إلى الموصل. قال وبنى المسلمون بالبصرة سبعة دساكر اثنتان بالخريبة واثنتان بالزابوقة وثلاث في موضع دار الأزد اليوم وفي غير هذه الرواية أنهم بنوها بلبن في الخريبة اثنتان وفي الأزد اثنتان وفي الزابوقة واحدة وفي بني تميم اثنتان ففرق أصحابه فيها ونزل هو الخريبة..قال نافع: ولما بلغنا ستمائة قلنا ألا نسير إلى الأبلة فإنها مدينة حصينة فسرنا إليها ومعنا العنز وهي جمع عنزة وهي أطول من العصا وأقصر من الرمح وفي رأسها زج وسيوفنا وجعلنا للنساء رايات على قصب وأمرناهن أن يثرن التراب وراءنا حين يرون أنا قد دنونا من المدينة فلما دنونا منها صففنا أصحابنا قال وفيها دبادبتهم رقد أعدوا السفن في دجلة فخرجوا إلينا في الحديد مسومين لا نرى منهم إلا الحدق قال فو الله ما خرج أحدهم حتى رجع بعضهم إلى بعض قتلا وكان الأكثر قد قتل بعضهم بعضا ونزلوا السفن وعبروا إلى الجانب الاخر وانتهى إلينا النساء وقد فتح الله علينا ودخلنا المدينة وحوينا متاعهم وأموالهم وسألناهم ما الذي هزمكم من غير قتال فقالوا عرفتنا الدبادبة إن كمينا لكم قد ظهر وعلا رهجه يريدون النساء في آثارهن التراب. وذكر البلاذري لما دخل المسلمون الأبلة وجدوا خبز الحوارى فقالوا هذا الذي كانوا يقولون: إنه يسمن فلما أكلوا منه جعلوا ينظرون إلى سواعدهم ويقولون: ما نرى سمنا، وقال عوانة بن الحكم: كانت مع عتبة بن غزوان لما قدم البصرة زوجته أزدة بنت الحارث بن كلدة ونافع وأبو بكرة وزياد فلما قاتل عتبة أهل مدينة الفرات جعلت امرأته أزدة تحرض المؤمنين على القتال وهي تقول: إن يهزموكم يولجوا فينا الغلف ففتح الله على المسلمين تلك المدينة وأصابوا غنائم كثيرة ولم يكن فيهم أحد يحسب ويكتب إلا زياد فولاه قسم ذلك الغنم وجعل له في كل يوم درهمين وهو غلام في رأسه ذؤابة. ثم إن عتبة كتب إلى عمر يستأذنه في تمصير البصرة وقال: إنه لا بد للمسلمين من منزل إذا أشتا شتوا فيه وإذا رجعوا من غزوهم لجأوا إليه فكتب إليه عمر أن ارتد لهم منزلا قريبا من المراعي والماء واكتب إلي بصفته فكتب إلى عمر أني قد وجدت أرضا كثيرة القضة في طرف البر إلى الريف ودونها مناقع فيها ماء وفيها قصباء والقضة من المضاعف الحجارة المجتمعة المتشققة وقيل: أرض قضة ذات حصى وأما القضة بالكسر والتخفيف ففي كتاب العين أنها أرض منخفضة ترابها رمل، وقال الأزهري: الأرض التي ترابها رمل يقال لها قضة بكسر القاف وتشديد الضاد وأما القضة بالتخفيف فهو شجر من شجر الحمض ويجمم على قضين وليس من. المضاعف وقد يجمع على القضى مثل البرزى. وقال أبو نصر الجوهري القضة بكسر القاف والتشديد الحصى الصغار والقضة أيضا أرض ذات حصى. قال ولما وصلت الرسالة إلى عمر قال هذه أرض بصرة قريبة من المشارب والمرعى والمحتطب فكتب إليه أن انزنها فنزلها وبنى مسجدها من قصب وبنى دار إمارتها دون المسجد في الرحبة التي يقال لها رحبة بني هاشم وكانت تسمى الدهناء وفيها السجن والديوان وحمام الأمراء بعد ذلك لقربها من الماء فكانوا إذا غزوا نزعوا ذلك القصب ثم حزموه ووضعوه حتى يعودوا من الغزو فيعيدوا بناءها كما كان، وقال الأصمعي: لما نزل عتبة بن غزوان الخريبة ولد بها عبد الرحمن بن أبي بكرة وهو أول مولود ولد بالبصرة فنحر أبوه جزورا أشبع منها أهل البصرة وكان تمصير البصرة في سنة أربع عشرة قبل الكوفة بستة أشهر وكان أبو بكرة أول من غرس النخل بالبصرة وقال هذه أرض نخل ثم غرس الناس بعده، وقال أبو المنذر أول دار بنيت بالبصرة دار نافع بن الحارث ثم دار معقل بن يسار المزني. وقد روي من غير هذا الوجه أن الله عز وجل لما أظفر سعد بن أبي وقاص بأرض الحيرة وما قاربها كتب إليه عمر بن الخطاب أن ابعث عتبة بن غزوان إلى أرض الهند فإن له من الإسلام مكانا وقد شهد بدرا وكانت الأبلة يومئذ تسمى أرض الهند فلينزلها ويجعلها قيروانا للمسلمين ولا يجعل بيني وبينهم بحرا. فخرج عتبة من الجرة في ثمانمائة رجل حتى نزل موضع البصرة فلما افتتح الأبلة ضرب قيروانه وضرب للمسلمين أخبيتهم وكانت خيمة عتبة من أكسية، ورماه عمر بالرجال فلما كثروا بنى رهط منهم فيها سبعة دساكر من لبن منها في الخريبة اثنتان وفي الزابوقة واحدة وفي بني تميم اثنتان، وكان سعد بن أبي وقاص يكاتب عتبة بأمره ونهيه فأنف عتبة من ذلك واستأذن عمر في الشخوص إليه فأذن له فاستخلف مجاشع بن مسعود السلمي على جنده وكان عتبة قد سيره. في جيش إلى فرات البصرة ليفتحها فأمر المغيرة بن شعبة أن يقيم مقامه إلى أن يرجع قال ولما أراد عتبة الإنصراف إلى المدينة خطب الناس وقال كلاما في آخره وستجربون الأمراء من بعدي قال الحسن فلقد جربناهم فوجدنا له الفضل عليهم. قال وشكا عتبه الى عمر تسلط سعد عليه فقال له وما عليك إذا أقررت بالإمارة لرجل من قريش له صحبة وشرف فامتنع من الرجوع فأبى عمر إلا رده فسقط عن راحلته في الطريق فمات وذلك في سنة ست عشرة. قال ولما سار عتبة عن البصرة بلغ المغيرة إن دهقان ميسان كفر ورجع عن الإسلام وأقبل نحو البصرة وكان عتبة قد غزاها وفتحها فسار إليه المغيرة فلقيه بالمنعرج فهزمه وقتله وكتب المغيرة إلى عمر بالفتح منه فدعا عمر عتبة وقال له ألم تعلمني أنك استخلفت مجاشعا قال نعم قال فإن المغيرة كتب إلي بكذا فقال: إن مجاشعا كان غائبا فأمرت المغيرة بالصلاة إلى أن يرجع مجاشع فقال عمر لعمري إن أهل المدر لأولى أن يستعملوا من أهل الوبر يعني بأهل المدر المغيرة لأنه من أهل الطائف وهي مدينة وبأهل الوبر مجاشعا لأنه من أهل البادية وأقر المغيرة على البصرة. فلما كان مع أم جميلة وشهد القوم عليه بالزنا كما ذكرناه في كتاب المبدأ والمآل من جمعنا استعمل عمر على البصرة أبا موسى الأشعري أرسله إليها وأمره بإنفاذ المغيرة إليه وقيل كان أبو موسى بالبصرة فكاتبه عمر بولايتها وذلك في سنة ست عشرة وقيل في سنة سبع عشرة. وولي أبو موسى والجامع بحاله وحيطانه قصب فبناه أبو موسى باللبن وكذلك دار الإمارة وكان المنبر في وسطه وكان الإمام إذا جاء للصلاة بالناس تخطى رقابهم إلى القبلة فخرج عبد الله بن عامر بن كريز وهو أمير لعثمان على البصرة ذات يوم من دار الإمارة يريد القبلة وعليه جبة خز دكناء فجعل الأعراب يقولون: على الأمير جلد دب. فلما استعمل معاوية زيادا على البصرة قال زياد: لا ينبغي للأمير أن يتخطى رقاب الناس فحول دار الإمارة من الدهناء إلى قبل المسجد وحول المنبر الى صدره فكان الإمام يخرج من الدار من الباب الذي في حائط القبلة إلى القبلة ولا يتخطى أحدا وزاد في حائط المسجد زيادات كثيرة وبنى دار الإمارة باللبن وبنى المسجد بالجص وسقفه بالساج فلما فرغ من بنائه جعل يطوف فيه 5وينظر إليه ومعه وجوه البصرة فلم يعب فيه إلا دقة الأساطين قال ولم يؤت منها قط صدع ولا ميل ولا عيب. وفيه يقول حارثة بن بدر الغداني. فأنف عتبة من ذلك واستأذن عمر في الشخوص إليه فأذن له فاستخلف مجاشع بن مسعود السلمي على جنده وكان عتبة قد سيره. في جيش إلى فرات البصرة ليفتحها فأمر المغيرة بن شعبة أن يقيم مقامه إلى أن يرجع قال ولما أراد عتبة الإنصراف إلى المدينة خطب الناس وقال كلاما في آخره وستجربون الأمراء من بعدي قال الحسن فلقد جربناهم فوجدنا له الفضل عليهم. قال وشكا عتبه الى عمر تسلط سعد عليه فقال له وما عليك إذا أقررت بالإمارة لرجل من قريش له صحبة وشرف فامتنع من الرجوع فأبى عمر إلا رده فسقط عن راحلته في الطريق فمات وذلك في سنة ست عشرة. قال ولما سار عتبة عن البصرة بلغ المغيرة إن دهقان ميسان كفر ورجع عن الإسلام وأقبل نحو البصرة وكان عتبة قد غزاها وفتحها فسار إليه المغيرة فلقيه بالمنعرج فهزمه وقتله وكتب المغيرة إلى عمر بالفتح منه فدعا عمر عتبة وقال له ألم تعلمني أنك استخلفت مجاشعا قال نعم قال فإن المغيرة كتب إلي بكذا فقال: إن مجاشعا كان غائبا فأمرت المغيرة بالصلاة إلى أن يرجع مجاشع فقال عمر لعمري إن أهل المدر لأولى أن يستعملوا من أهل الوبر يعني بأهل المدر المغيرة لأنه من أهل الطائف وهي مدينة وبأهل الوبر مجاشعا لأنه من أهل البادية وأقر المغيرة على البصرة. فلما كان مع أم جميلة وشهد القوم عليه بالزنا كما ذكرناه في كتاب المبدأ والمآل من جمعنا استعمل عمر على البصرة أبا موسى الأشعري أرسله إليها وأمره بإنفاذ المغيرة إليه وقيل كان أبو موسى بالبصرة فكاتبه عمر بولايتها وذلك في سنة ست عشرة وقيل في سنة سبع عشرة. وولي أبو موسى والجامع بحاله وحيطانه قصب فبناه أبو موسى باللبن وكذلك دار الإمارة وكان المنبر في وسطه وكان الإمام إذا جاء للصلاة بالناس تخطى رقابهم إلى القبلة فخرج عبد الله بن عامر بن كريز وهو أمير لعثمان على البصرة ذات يوم من دار الإمارة يريد القبلة وعليه جبة خز دكناء فجعل الأعراب يقولون: على الأمير جلد دب. فلما استعمل معاوية زيادا على البصرة قال زياد: لا ينبغي للأمير أن يتخطى رقاب الناس فحول دار الإمارة من الدهناء إلى قبل المسجد وحول المنبر الى صدره فكان الإمام يخرج من الدار من الباب الذي في حائط القبلة إلى القبلة ولا يتخطى أحدا وزاد في حائط المسجد زيادات كثيرة وبنى دار الإمارة باللبن وبنى المسجد بالجص وسقفه بالساج فلما فرغ من بنائه جعل يطوف فيه 5وينظر إليه ومعه وجوه البصرة فلم يعب فيه إلا دقة الأساطين قال ولم يؤت منها قط صدع ولا ميل ولا عيب. وفيه يقول حارثة بن بدر الغداني.

بنى زياد لذكر الله مصنعه ** بالصخر والجص لم يخلط من الطين

لولا تعاون أيدي الرافعين له ** إذا ظنناه أعمال الشياطين وجاء بسواريه من الأهواز وكان قد ولى بناءه الحجاج بن عتيك الثقفي فظهرت له أموال لم تكن قبل قيل:

يا حبذا الإمارة ** ولو على الحجارة وقيل إن أرض المسجد كانت تربة فكانوا إذا فرغوا من الصلاة نفضوا أيديهم من التراب فلما رأى زياد ذلك قال لا آمن أن يظن الناس على طول الأيام أن نفض اليد في الصلاة سنة فأمر بجمع الحصى وإلقائه في المسجد الجامع ووظف ذلك على الناس فاشتد الموكلون بذلك على الناس وأروهم حصا انتقوه فقالوا إئتونا بمثله على قدره وألوانه وارتشوا على ذلك. فقال:

يا حبذا الإمارة ** ولو على الحجارة فذهبت مثلا وكان جانب الجامع الشمالي منزويا لأنه كان دارا لنافع بن الحارث أخي زياد فأبى أن يبيعها فلم يزل على تلك الحال حتى ولى معاوية عبيد الله بن زياد على البصرة فقال عبيد الله بن زياد إذا شخص عبد الله بن نافع إلى أقصى ضيعة فاعلمني فشخص إلى قصر الأبيض فبعث فهدم الدار وأخذ في بناء الحائط الذي يستوي به ترابيع المسجد وقدم عبد الله بن نافع فضج فقال له إني أثمن لك وأعطيك مكان كل ذراع خمسة أذرع وأدع لك خوخة في حائطك إلى المسجد وأخرى في غرفتك فرضي فلم يزل الخوختان في حائطه حتى زاد المهدي فيه ما زاد فدخلت الدار كلها في المسجد. ثم دخلت دار الإمارة كلها في المسجد وقد أمر بذلك الرشيد ولما قدم الحجاج خبر أن زيادا بنى دار الإمارة فأراد أن يذهب ذكر زياد منها فقال أريد أن أبنيها بالآجر فهدمها فقيل له: إنما غرضك أن تذهب ذكر زياد منها فما حاجتك أن تعظم النفقة وليس يزول ذكره عنها فتركها مهدومة فلم يكن للأمراء دار ينزلونها حتى قام سليمان بن عبد الملك فاستعمل صالح بن عبد الرحمن على خراج العراقين فقال له صالح: إنه ليس بالبصرة دار إمار وخبره خبر الحجاج فقال له سليمان: أعدها فأعادها بالجص والآجر على أساسها الذي كان ورفع سمكهافلما أعاد أبوابها عليها قصرت فلما مات سليمان وقام عمر بن عبد العزيز استعمل عدي بن أرطاة على البصرة فبنى فوقها غرفا فبلغ ذلك عمر فكتب إليه هبلتك أمك يا ابن عم عدي أتعجز عنك مساكن وسعت زيادا وابنه فأمسك عدي عن بنائها. فلما قدم سليمان بن علي البصرة عاملا للسفاح أنشأ فوق البناء الذي كان لعدي بناء بالطين ثم تحول إلى المزبد فلما ولي الرشيد هدمها وأدخلها في قبلة مسجد الجامع فلم يبق للأمراء بالبصرة دار إمارة. وقال يزيد الرشك قست البصرة ة ولاية خالد بن عبد الله القسري فوجدت طول فرسخين وعرضها فرسخين إلا دانقا وعن الوليد بن هشام أخبرني أبي عن أبيه وكان يوسف بن عمر قد ولها ديوان جند البصرة قال نظرت في جماعة مقاتلة العرب بالبصرة أيام زياد فوجدتهم ثمانين ألفا ووجدت عيالاتهم مائة ألف وعشرين ألف عيل ووجدت مقاتلة الكوفة ستين ألفا وعيالاتهم ثمانين ألفا.

ذكر خطط البصرة وقراها

وقد ذكرت بعض ذلك في أبوابه وذكرت بعضه ها هنا. قال أحمد بن يحيى بن جابر كان حمران بن أبان للمسيب بن بحتة الفزاري أصابه بعين التمر فابتاعه منه عثمان بن عفان وعلمه الكتابة واتخذه كاتبا ثم و- جد عليه لأنه كان وجهه للمسألة عما رفع على الوليد بن عقبة بن أبي معيط فارتشى منه وكذب ما قيل فيه ثم تيقن عثمان صحة ذلك فوجد عليه وقاد لا تساكني أبدا وخيره بلدا يسكنه غير المدينة فاختار البصرة وسأله أن يقطعه بها دارا وذكر ذرعا كثيرا استكثره عثمان وقال لابن عامر اعطه دارا مثل بعض دورك فأقطعه دار حمران التي بالبصرة في سكة بني سمرة بالبصرة كان صاحبها عتبة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف المدايني.قال أبو بكرة لابنه يا بني والله ما تلى عملا قط وما أراك تقصر عن إخوته في النفقه فقال: إن كتمت علي أخبرتك قال فإني أفعل قال فإني أغتل من حمامي هذا في كل يوم ألف درهم وطعاما كثيرا ثم إن مسلما مرض فأوصى إلى أخيه عبد الرحمن بن أبي بكرة وأخبره بغلة حمامه فأفشى ذلك واستأذن السلطان في بناء حمام وكانت الحمامات لا تبنى بالبصرة إلا بإذن الولاة فأذن له واستأذن غيره فأذن له وكثرت الحمامات. فأفاق مسلم بن أبي بكرة من مرضه وقد فسدت عليه حمامه فجعل يلعن عبد الرحمن ويقول ماله قطع الله رحمه. وكان لزياد مولى يقال له: فيل وكان حاجبه فكان يضرب المثل بحمامه بالبصرة وقد ذكرته في حمام فيل. نهر عمرو ينسب إلى عمرو بن عتبة بن أبي سفيان. نهر ابن عمير منسوب إلى عبد الله بن عمير بن عمرو بن مالك الليثي كان عبد الله بن عامر بن كريز أقطعه ثمانية ألف جريب فحفر عليها هذا النهر. ومن اصطلاح أهل البصرة أن يزيدوا في اسم الرجل الذي تنسب إليه القرية ألفا ونونا نحو قولهم طلحتان نهر ينسب إلى طلحة بن أبي رافع مولى طلحة بن عبيد الله. خيرتان منسوب إلى خيرة بنت ضمرة القشيرية امرأة المهلب بن أبي صفرة. مهلبان منسوب إلى المهلب بن أبي صفرة ويقال: بل كان لزوجته خيرة فغلب عليه اسم المهلب وهي أم أبي عيينة ابنه. وجبيران قرية لجبير بن حية. وخلفان قطيعة لعبد الله بن خلف الخزاعي والد طلحة الطلحات. طليقان لولد خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين الخزاعي وكان خالد ولي قضاء البصرة. روادان لرواد بن أبي بكرة. شط عثمان ينسب إلى عثمان بن أبي العاصي الثقفي وقد ذكرته فأقطع عثمان أخاه حفصا حفصان وأخاه أمية أميان وأخاه الحكم حكمان وأخاه المغيرة مغيرتان. أزرقان ينسب إلى الأزرق بن مسلم مولى بني حنيفة، محمدان منسوب إلى محمد بن علي بن عثمان الحنفي زيادان منسوب إلى زياد مولى بني الهجيم جد مونس بن عمران بن جميع بن يسار بن زياد وجد عيسى بن عمر النحوي لأمهما، عميران منسوب الى عبد الله بن عمير الليثي، نهر مقاتل بن حارثة بن قدامة السعدي. وحصينان لحصين بن أبي الحر العنبري. عبد الليان لعبد الله بن أبي بكرة،عبيدان لعبند بن كعب النميري.منقذان لمنقذ بن علاج السلمي. عبد الرحمانان لعبد الرحمن بن زياد. نافعان لنافع بن الحارث الثقفي. أسلمان لأسلم بن زرعة الكلابي. حمرانان لحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان. قتيبتان لقتيبة بن مسلم. خشخشان لآل الخشخاش العنبري. نهر البنات لبنات زياد أقطع كل بنت ستين جريبا وكذلك كان يقطع العامة. سعيدان لآل سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد. سليمانان قطيعة لعبيد بن نشيط صاحب الطرف أيام الحجاج فرابط به رجل من الزهاد يقال له سليمان بن جابر فنسب إليه. عمران لعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي. فيلان لفيل مولى زياد. خالدان لخالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. المسمارية قطيعة مسمار مولى زياد بن أبيه وله بالكوفة أيضا. سويدان كانت لعبيد الله بن أبي بكرة قطيعة مبلغها أربعمائة جريب فوهبها لسويد بن منجوف السدوسي وذلك أن سويدا مرض فعاده عبيد الله بن أبي بكرة فقال له كيف تجدك فقال صالحا إن شئت فقال قد شئت وما ذلك قال إن أعطيتني مثل الذي أعطيت ابن معمر فليس علي بأس فأعطاه سويدان فنسب إليه. جبيران لآل كلثوم بن جبير. نهر أبي برذعة بن عبيد الله بن أبي بكرة. كثيران لكثير بن سيار. بلالان لبلال بن أبي بردة كانت قطيعة لعباد بن زياد فاشتراه. شبلان لشبل بن عميرة بن تيري الضبي. بن أبي بكرة. كثيران لكثير بن سيار. بلالان لبلال بن أبي بردة كانت قطيعة لعباد بن زياد فاشتراه. شبلان لشبل بن عميرة بن تيري الضبي.

ذكر ماجاء فى ذم البصرة لما قدم أمير المؤمنين البصرة بعد وقعة الجمل ارتقى منبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال يا أهل البصرة يا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة يا جند المرأة رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم أما إني ما أقول ما أقول: رغبة ولا رهبة منكم غير أني سمعت رسول الله يقول تفتح أرض يقال لها البصرة أقوم أرض الله قبلة قارئها أقرأ الناس وعابدها أعبد الناس وعالمها أعلم الناس ومتصدقها أعظم الناس صدقة منها إلى قرية يقال لها الأبلة أربعة فراسخ يستشهد عند مسجد جامعها وموضع عشورها ثمانون ألف شهيد الشهيد يومئذ كالشهيد يوم بدر معي. وهذا الخبر بالمدح أشبه. وفي رواية أخرى أنه رقى المنبر فقال يا أهل البصرة ويا بقايا ثمود يا أتباع البهيمة ويا جند المرأة رغا فاتبعتم وعقر فانهزمتم دينكم نفاق وأحلامكم دقاق وماؤكم زعاق يا أهل البصرة والبصيرة والسبخة والخريبة أرضكم أبعد أرض من السماء وأقربها من الماء وأسرعها خرابا وغرقا ألا وإني سمعت رسول الله يقول أما علمت أن جبريل حمل جميع الأرض على منكبه الأيمن فأتاني بها ألا وإني وجدت البصرة أبعد بلاد الله من السماء وأقربها من الماء وأخبثها ترابا وأسرعها خرابا ليأتين عليها يوم لا يرى منها إلا شرافات جامعها كجوجؤ السفينة في لجة البحر. ثم قال: ويحك يا بصرة ويلك من جيش لا غبار له فقيل يا أمير المؤمنين: ما الويح وما الويل فقال الويح والويل بابان فالويح رحمة والويل عذاب، وفي رواية أن عليا رضي الله عنه لما فرغ من وقعة الجمل دخل البصرة فأتى مسجدها الجامع فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ثم قال أما بعد فإن الله ذو رحمة واسعة فما ظنكم يا أهل البصرة يا أهل السبخة يا أهل المؤتفكة ائتفكت بأهلها ثلاثا وعلى الله الرابعة يا جند المرأة ثم ذكر الذي قبله ثم قال: انصرفوا إلى منازلكم وأطيعوا الله وسلطانكم وخرج حتى صار إلى المربد والتفت وقال الحمد لله الذي أخرجني من شر البقاع ترابا وأسرعها خرابا. ودخل فتى من أهل المدينة البصرة فلما انصرف قال له أصحابه: كيف رأيت البصرة قال: خير بلاد الله للجائع والغريب والمفلس أما الجائع فيأكل خبز الأرز والصحناءة فلا ينفق في شهر إلا درهمين وأما الغريب فيتزوج بشق درهم وأما المحتاج فلا عليه غائلة ما بقيت له أسته يخرأ ويبيع. وقال الجاحظ من عيوب البصرة اختلاف هوائها في يوم واحد لأنهم يلبسون القمص مرة والمبطنات مرة لاختلاف جواهر الساعات ولذلك سنيت الرعناء. قال الفرزدق.

لولا أبو مالك المرجو نائله ** ماكانت البصرة الرعناء لي وطنا وقد وصف هذه الحال ابن لنكك فقال:

نحن بالبصرة في لؤ ** ن من العيش ظريف

نحن ما هبت شمال ** بين جنات وريف

فإذا هبت جنوب ** فكأنا في كنيف وللحشوش بالبصرة أثمان وافرة ولها فيما زعموا تجار يجمعونها فإذا كثرت جمع عليها أصحاب البساتين ووقفهم تحت الريح لتحمل إليهم نتنها فإنه كلما كانت أنتن كان ثمنها أكثر ثم ينادي عليها فيزداد. الناس فيها وقد قص هذه القصة صريع الدلاء البصري في شعر له ولم يحضرني الآن، وقد ذمتها الشعراء فقال محمد بن حازم الباهلي:

ترى البصري ليس به خفاء ** لمنخره من البثر انتشار

ربا بين الحشوش وشب فيها ** فمن ريح الحشوش به اصفرار

يعتق سنحه كيما يغالي ** به عند المبايعة التجار وقال أبو إسحاق إبراهيم بن هلال الصابي:

لهف نفسي على المقام ببغدا ** د وشربي من ماء كوز بثلج

نحن بالبصرة الذميمة نسقى ** شر سقيا من مائها الأترنجي

أصفر منكر ثقيل غليظ ** خاثر مثل حقنة القولنج

كيف ترضى بمائها وبخير ** منه في كنف أرضنا نستنجي وقال أيضا:

ليس يغنيك في الطهارة بالبص ** رة إن حانت الصلاة اجتهاد

أن تطهرت فالمياه سلاح ** أو تيممت فالصعيد سماد وقال شاعر آخر يصف أهل البصرة بالبخل وكذب عليهم:

أبغضت بالبصرة أهل الغنى ** إني لأمثالهم باغض

قد دثروا في الشمس أعذاقها ** كأن حمى بخلهم نافض ذكر ماجاء في مدح البصرة كان ابن أبي ليلى يقول ما رأيت بلدا أبكر إلى ذكر الله من أهل البصرة. وقال شعيب بن صخر تذاكروا عند زياد البصرة والكوفة فقال زياد لو ضلت البصرة لجعلت الكوفة لمن دلني عليها. وقال ابن سيرين كان الرجل من أهل البصرة يقول لصاحبه إذا بالغ في الدعاء عليه غضب الله عليك كما غضب على المغيرة وعزله عن البصرة وولاه الكوفة، وقال ابن أبي عيينة المهلبي يصف البصرة:

يا جنة فاقت الجنان فما ** يعدلها قيمة ولا ثمن

ألفتها فاتخذتها وطنا ** إن فؤادي لمثلها وطن

زوج حيتانها الضباب بها ** فهذه كنة وذا ختن

فانظر وفكر لما نطقت به ** إن الأديب المفكر الفطن

من سفن كالنعام مقبلة ** ومن نعام كأنها سفن وقال المدائني: وفد خالد بن صفوان على عبد الملك بن مروان فوافق عنده رفود جميع الأمصار وقد اتخذ مسلمة مصانع له فسأل عبد الملك أن يأذن للوفود في الخروج معه إلى تلك المصانع فأذن لهم فلما نظر إليها مسلمة أعجب بها فأقبل على وفد أهل مكة فقال: يا أهل مكة هل فيكم مثل هذه المصانع فقالوا: لا إلا أن فينا بيت الله المستقبل ثم أقبل على وفد أهل المدينة فقال: يا أهل المدينة هل فيكم مثل هذه المصانع فقالوا: لا إلا أن فينا قبر نبي الله المرمل ثم أقبل على وفد أهل الكوفة فقال: يا أهل الكوفة هل فيكم مثل هذه المصانع فقالوا: لا إلا أن فينا تلاوة كتاب الله المرسل ثم أقبل على وفد أهل البصرة فقال: يا أهل البصرة هل فيكم مثل هذه المصانع فتكلم خالد بن صفوان وقال: أصلح الله الأمير إن هؤلاء أقروا على بلادهم ولو أن عندك من له ببلادهم خبرة لأجاب عنهم قال: أفعندك في بلادك غير ما قالوه في بلادهم قال: نعم أصلح الله الأمير أصف لك بلادنا فقال: هات قال: يغدو قانصنا فيجيء هذا بالشبوط والشيم ويجيء هذا بالظبي والظليم ونحن أكثر الناس عاجا وساجا وخزا وديباجا وبرذونا هملاجا وخريدة مغناجا بيوتنا الذهب ونهرنا العجب أوله الرطب وأوسطه العنب وآخره القصب فأما الرطب عندنا فمن النخل في مباركه كالزيتون عندكم في منابته هذا على أفنانه كذاك على أغصانه هذا في زمانه كذاك في إبانه من الراسخات في الوحل المطعمات في المحل الملقحات بالفحل يخرجن أسفاطا عظاما وأوساطا ضخاما، وفي رواية يخرجن أصفاطا وأوساطا كإنما ملئت رياطا ثم ينفلقن عن قضبان الفضة منظومة باللؤلؤ الأبيض ثم تتبدل قضبان الذهب منظومة بالزبرجد الأخضر ثم تصير ياقوتا أحمر وأصفر ثم تصير عسلا في شنة من سحاء ليست بقربة ولا إناء حولها المذاب ودونها الحراب لا يقربها الذباب مرفوعة عن التراب ثم تصير ذهبا في كيسة الرجال يستعان به على العيال وأما نهرنا العجب فإن الماء يقبل عنقا يفيض مندفقا فيغسل غثها ويبدي مبثها يأتينا في أوان عطشنا ويذهب في زمان رينا فنأخذ منه حاجتنا ونحن نيام على فرشنا فيقبل الماء وله عباب وازدياد ولا يحجبنا عنه حجاب ولا نغلق دونه الأبواب ولا يتنافس فيه من قلة ولا يحبس عنا من علة وأما بيوتنا الذهب فإن لنا عليهم خرجا في السنين والشهور نأخذه في أوقاته ويسلمه الله تعالى من آفاته وننفقه في مرضاته، فقال له مسلمة: أنى لهم هذه يا ابن صفوان ولم تغلبوا عليها ولم تسبقوا إليها فقال: ورثناها عن الاباء ونعمرها للأبناء ويدفع لنا عنها ربد السماء ومثلنا فيها كما قال معن بن أوس:

إذا ما بحر خندف جاش يوما ** يغطمط موجه المتعرضينا

فمهما كان من خير فإنا ** ورثناها أوائل أولينا

وإنا مورثون كما ورثنا ** عن الآباء إن متنابنينا وقال الأصمعي: سمعت الرشيد يقول نظرنا فإذا كل ذهب وفضة على وجه الأرض لا يبلغ ثمن نخل البصرة، وقال أبو حاتم: ومن العجائب وهو مما كرم الله به الإسلام أن النخل لا يوجد إلا في بلاد الإسلام ألبتة مع أن بلاد الهند والحبش والنوبة بلاد حارة خليقة بوجود النخل فيها، وقال ابن أبي عيينة يتشوق البصرة:

فإن أشك من ليلى بجرجان طوله ** فقد كنت أشكو منه بالبصرة القصر

فيا نفس قد بدلت بؤسا بنغمة ** ويا عين قد بدلت من قرة عبر

ويا حبذاك السائلي فيم فكرتي ** وهمي ألا في البصرة الهم والفكر

فيا حبذا ظهر الحزيز وبطنه ** ويا حسن واديه إذا ماؤه زخر

ويا حبذا نهر الأبلة منظرا ** إذا مد في إبانه الماء أو جزر

ويا حسن تلك الجاريات إذا غدت ** مع الماء تجري مصعدات وتنحدر

فيا ندمي إذ ليس تغني ندامتي ** ويا حنري إذ ليس ينفعني الحنر

وقائلة ماذا نبا بك عنهم ** فقلت لها لاعلم لي فاسألي القدر

وقال الجاحظ: بالبصرة ثلاث أعجوبات ليست في غيرها من البلدان منها أن عدد المد والجزر في جميع الدهر شيء واحد فيقبل عند حاجتهم إليه ويرتد عند استغنائهم عنه ثم لا يبطىءعنها إلابقدرهضمها واستمرائها وجمامها واستراحتها لا يقتلها عطشا ولا غرقا ولا يغبها ظمأ ولا عطشا يجيء على حساب معلوم وتدبير منظوم وحدود ثابتة وعادة قائمة يزيدها القمر في امتلائه كما يزيدها في نقصانه فلا يخفى على أهل الغلات متى يتخلفون ومتى يذهبون ويرجعون بعد أن يعرفوا موضع القمر وكم مضى من الشهر فهي آية وأعجوبة ومفخر وأحدوثة لا يخافون المحل ولا يخشون الحطمة، قلت: أنا كلام الجاحظ هذا لا يفهمه إلا من شاهد الجزر والمد وقد شاهدته في ثمان سفرات لي إلى البصرة ثم إلى كيش ذاهبا وراجعا ويحتاج إلى بيان يعرفه من لم يشاهده وهو أن دجلة والفرات يختلطان قرب البصرة ويصيران نهرا عظيما يجري من ناحية الشمال إلى ناحية الجنوب فهذا يسمونه جزرا ثم يرجع من الجنوب إلى الشمال ويسمونه مدا يفعل ذلك في كل يوم وليلة مرتين فإذا جزر نقص نقصانا كثيرا بينا بحيث لو قيس لكان الذي نقص مقدار ما يبقى وأكثر وليست زيادته متناسبة بل يزيد في أول كل شهر ووسطه أكثر من سائره وذاك أنه إذا انتهى في أول الشهر إلى غايته في الزيادة وسقى المواضع العالية الأراضي القاصية أخذ يمد كل يوم وليلة أنقص من اليوم الذي قبله وينتهي غاية نقص زيادته في اخر يوم من الأسبوع الأول من الشهر ثم يمد في كل يوم أكثر من مده في اليوم الذي قبله حتى ينتهي غاية زيادة مده في نصف الشهر ثم يأخذ في النقص إلى آخر الأسبوع ثم في الزيادة في آخر الشهر هكذا أبدا لا يختلف ولا يخل بهذا القانون ولا يتغير عن هذا الإستمرار، قال الجاحظ: والأعجوبة الثانية ادعاء أهل أنطاكية وأهل حمص وجميع بلاد الفراعنة الطلسمات وهي بدون ما لأهل البصرة وذاك أن لو التمست في جميع بيادرها وربطها المعودة وغيرها على نخلها في جميع معاصر دبسها أن تصيب ذبابة واحدة لما وجدتها إلا في الفرط ولو أن معصرة دون الغيط أو تمرة منبوذة دون المسناة لما استبقتها من كثرة الذبان: والأعجوبة الثالثة الغربان القواطع في الخريف يجيء منها ما يسود جميع نخل البصرة وأشجارها حتى لا يرى غضن واحد وقد تأطر بكثرة ما عليه منها ولا كربة غليظة إلا وقد كادت أن تندق لكثرة ما ركبها منها ثم لم يوجد في جميع الدهر غراب واحد ساقط إلا على نخلة مصرومة ولم يبق منها عذق واحد ومناقير الغربان معاول وتمر الأعذاق في ذلك الأبان غير متماسكة فلو خلاها الله تعالى ولم يمسكها بلطفه لاكتفى كل عذق منها بنقرة واحدة حتى لم يبق عليها إلا اليسير ثم هي في ذلك تنتظر أن تصرم فإذا أتى الصرام على آخرها عذقار رأيتها- سوادء ثم تخللت أصول الكرب فلا تدع حشفة إلا استخرجتها فسبحان من قدر لهم ذلك وأراهم هذه الأعجوبة: وبين البصرة والمدينة نحو عشرين مرحلة ويلتقي مع طريق الكوفة قرب معدن النقرة: وأخبار البصرة كثيرة والمنسوبون إليها من أهل العلم لا يحصون وقد صنف عمر بن شبة وأبو يعلى زكرياء الساجي وغيرهما في فضائلها كتابا في مجلدات والذي ذكرناه كاف.

والبصرة:: أيضا، بلد في المغرب في أقصاه قرب السوس خربت، قال ابن حوقل وهو يذ كر مدن المغرب من بلاد البربر: والبصرة مدينة مقتصدة عليها سور ليس بالمنيع ولها عيون خارجها عليها بساتين يسيرة وأهلها ينسبون إلى السلامة والخير والجمال وطول القامة واعتدال الخلق وبينها وبين المدينة المعروفة بالأقلام أقل من مرحلة وبيها وبين مدينة يقال لها: تسمس أقل من مرحلة أيضا ولما ذكر المدن التي على البحر قال: ثم تعطف على البحر المحيط يسارا وعليه من المدن قريبة منه وبعيدة جرماية وساوران والحجا على نحر البحر ودونها في البر مشرقا الأقلام ثم البصرة، وقال البشاري: البصرة مدينة بالمغرب كبيرة كانت عامرة وقد خربت وكانت جليلة وكان قول البشاري هذا في سنة 378، وقرأت في كتاب المسالك والممالك لأبي عبيد البكري الأندلسي بين فاس والبصرة أربعة أيام، قال: والبصرة مدينة كبيرة وهي أوسع تلك البلاد مرعى وأكثرها ضرعا ولكثرة ألبانها تعرف ببصرة الذبان وتعرف ببصرة الكتان كانوا يتبايعون في بدء أمرها في جميع تجاراتهم بالكتان وتعرف أيضا بالحمراء لأنها حمراء التربة وسورها مبني بالحجارة والطوب وهي بين شرفين ولها عشرة أبواب وماؤها زعاق وشرب أهلها من بئر عذبة على باب المدينة وفي بساتينها آبار عذبة ونساء هذه البصرة مخصوصات بالجمال الفائق والحسن الرائق ليس بأرض المغرب أجمل منهن، قال أحمد بن فتح المعروف بابن الخزاز التيهرتي يمدح أبا العيش عيسى بن إبراهيم بن القاسم::

قبح الإله الدهر إلا قينة ** بصرية في حمرة وبياض

الخمر في لحظاتها والورد في ** وجناتها والكشح غير مفاض

في شكل مرجي ونسك مهاجر ** وعفاف سني وسمت إباض

تيهرت أنت خلية وبرقة ** عوضت منك ببصرة فاعتاض

لا عذر للحمراء في كلفي بها ** أو تستفيض بأبحر وحياض قال: ومدينة البصرة مستحدثة أسست في الوقت الذي أسست فيه أصيلة أو قريبا منه.

بصرى: في موضعين بالضم والقصر، إحداهما بالشام، من أعمال دمشق وهي قصبة كورة حوران مشهورة عند العرب قديما وحديثا ذكرها كثير في أشعارهم، قال أعرابي:

أيا رفقة من آل بصرى تحملوا ** رسالتنا لقيت من رفقة رشدا

إذا ما وصلتم سالمين فبلغوا ** تحية من قد ظن أن لا يرى نجدا

وقولا لهم ليسى الضلال أجازنا ** ولكننا جزنا لنلقاكم عمدا

وإنا تركنا الحارثي مكبلا ** بكبل الهوى من ذكركم مضمرا وجدا وقال الصمة بن عبد الله القشيري:

نظرت وطرف العين يتبع الهوى ** بشرقي بصرى نظرة المتطاول

لأبصر نارا أوقدت بعد هجعة ** لريا بذات الرمث من بطن حائل وقال الرماح بن ميادة:

ألا لا تلطي الستر يا أم جحدر ** كفى بذرى الإعلام من دوننا سترا

إذا هبطت بصرى تقالع وصلها ** وأغلق بوابان من دونها قصرا

فلا وصل إلا أن تقارب بيننا ** قلائص يحسرن المطي بنا حسرا

فيا ليت شعري هل يحلن أهلها ** وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا

وهل تأتيني الريح تدرج موهنا ** برياك تعروري بها عقدا عفرا ولما سار خالد بن الوليد من العراق لمدد أهل الشام قدم على المسلمين وهم نزول ببصرى فضايقوا أهلها حتى صالحوهم على أن يؤدوا عن كل حالم دينارا وجريب حنطة وافتتح المسلمون جميع أرض حوران وغلبوا عليها وقتئذ وذلك في سنة 13، وبصرى أبضا من قرى بغداد قرب عكبراء وإياها عنى ابن الحجاج، بقوله:

ولعمر الشباب ما كان عني ** أول الراحلين من أحبابي

إن تولى الصباء عني فإني ** قد تعزيت بعده بالتصابي

أيظن الشباب أني مخل ** بعده بالسماع أو بالشراب

حاش لي حانتي أوانا وبصرى ** للدنان التي أرى والخوابي

إن تلك الظروف أمست خدورا ** لبنات الكروم والأعناب

بشمول كأنما اعتصروها ** من معاني شمائل الكتاب

والمعاني إذا تشابهت الأجن ** اس تجري مجاري الأنساب وإليها ينسب أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن خلف البصروي الشاعر قرأ الكلام على المرتضى الموسوي كتب عنه أبو بكر الخطيب من شعره أقطاعا، منها:

ترى الدنيا وزهرتها فتصبو ** ولا يخلو من الشهوات قلب

ولكن في خلائقها نفار ** ومطلبها بغير الحظ صعب

كثيرا ما نلوم الدهر مما ** يمر بنا وما للدهمر ذنب

ويعتب بعضنا بعضا ولولا ** تعذر حاجة ما كان عتب

فضول العيش أكثرها هموم ** وأكثر ما يضرك ما تحب

فلا يغررك زخرف ما تراه ** وعيش لين الأعطاف رطب

فتحت ثياب قوم أنت فيهم ** صحيح الرأي داء لا يطب

إذا ما بلغة جاءتك عفوا ** فخذها فالغنى مرعى وشرب

إذا اتفق القليل وفيه سلم ** فلا ترد الكثير وفيه حرب ومات البصروي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

البصل: بلفظ البصل من الخضر الذي يؤكل ويطبخ، إقليم البصل من إشبيلية من جزيرة الأندلس، وكفر بصل من قرى الشام.

البصلية:: منسوب، محلة في طرف بغداد الجنوبي ومن الجانب الشرقي متصلة بباب كلواذي، ينسب إليها قوم، منهم أبو بكر محمد بن إسماعيل بن علي بن النعمان بن راشد البندار البصلاني كان شيخا ثقة مات في شعبان سنة 311.

بصنا: بالفتح ثم الكسر وتشديد النون، مدينة من نواحي الأهواز صغيرة وجميع رجالهم ونسائهم يغزلون الصوف وينسجون الأنماط والستور البصنية - ويكتبون عليها بصنى وقد تعمل ببرذون وكليوان وغيرهما من المدن المجاورة لبصنا وتدلس بستور بصنى والمعدن بصنى ولهم نهر يسمونه دجلة بصنى فيه سبعة أرحية في السفن والنهر منها على رمية سهم.

بصيدا: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ودال مهملة مقصور، من قرى بغداد ينسب إليها أبو محمد الحسن- عبد الله بن الحسن البصيداي من أهل باب الأزج توفي في جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وخمسمائة.

بصير الجيدور: آخره راء والجيدور بالجيم وياء ساكنة ودال مهملة مضمومة وواو ساكنة وراء، قرية من نواحي دمشق، منها ضحاك بن أحمد بن محمد البصيري كتب عنه أبو عبد الله محمد بن حمزة بن أحمد بن أبي الصقر القرشي الدمشقي بيتي شعر لغيره وأورده في معجمه ونسبه كذلك: باب الباء والضاد وما يليهما

بضاعة: بالضم وقد كسره بعضهم والأول أكثر، وهي دار بني ساعدة بالمدينة وبئرها معروفة، فيها أفتى النبي بأن الماء طهور ما لم يتغير وبها مال لأهل المدينة من أموالهم، وفي كتاب البخاري تفسير القعنيي لبضاعة نخل بالمدينة وفي الخبر أن النبي أتى بئر بضاعة فتوضأ من الدلو وردها إلى البئر وبصق فيها وشربمن مائها وكان إذا مرض المريض في أيامه يقول اغسلوني، من ماء لضاعة فيغسل، فكأنما نشط من عقال، وقالت أسماء بنت أبي بكر: كنا نغسل المرضى من بئربضاعة ثلاثة أيام فيعافون، وقال أبو الحسن الماوردي في كتاب الحاوي: من تصنيفه ومن الدليل على أبي حنيفة مارواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد بن سفيط بن أبي أيوب عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري أن النيي قيل له: إنك تتوضأ من بئر بضاعة وهي تطرح فيها المحائض ولحوم الكلاب وما ينحى الناس فقال: الماء لاينجسه شيء فلم يجعل لاختلاط النجاسة بالماء تأثيرا في نجاسته وهذا نص يدفع قول أبي حنيفة، اعترضوا على هذا الحديث بسؤالين، أحدهما أن بئر بضاعة عين جارية إلى بساتين يثرب منها والماء الجاري لا تثبت فيه النجاسة، والجواب عنه أن بئر بضاعة أشهر حالا من أن يعترضوا عليها بهذا السؤال وهي بئر في بني ساعدة، قال أبو داود في سننه: قدرت بئر بضاعة بردائي مددته عليها ثم ذرعته فإذا عرضه ستة أذرع وسألت الذي فتح لي البستان فأدخلني إليها هل غير بناؤها عما كانت عليه فقال:لا ورأيت فيها ماء متغير اللون ومعلوم أن الماء الجاري لا يبقى متغير اللون، قال أبو داود: وسمعت قتيبة بن سعيد يقول سألت قيم بئر بضاعة عن عمقها فقال: أكثر ما يكون الماء فيها إلى العانة قلت إذا نقص قال: دون العورة، والسؤال الثاني إن قالوا لا يجوز أن يضاف إلى الصحابة أن يلقوا في بئر ماء يتوضأ فيه رسول الله المحائض ولحوم الكلاب بل ذلك مستحيل عليهم وذلك بصيانة وضوء رسول الله أولى فدل على ضغف هذا الحديث ووهائه، والجواب عنه أن الصحابة لا يصح إضافة ذلك إليهم ولا روينا أنهم فعلوا وإنما كانت بئر بضاعة قرب مواضع الجيف والأنجاس وكانت تحت الريح وكانت الريح تلقي ذلك فيها، قال: ثم الدليل عليه من طريق المعنى أنه ماء كثير فوجب أن لا ينجس بوقوع نجاسة لا تغيره قياسا على البعرة.

بضة:: بالفتح والتشديد، من أسماء زمزم، قال الأصمعي: البض الرخص الجسد وليس من البياض خاصة ولكن من الرخوصة والمرأة بضة وبض الماء يبض بضيضا إذا سال قليلا قليلا والبضض الماء القليل وركية بضوض قليلة الماء.

البضيض:: بلفظ التصغير والبضيض الماء القليل كما ذكر قبل هذه الترجمة وأظنه، موضعا في أرض طيئ، قال زيد الخيل الطائي:

عفت أبضة من أهلها فالأجاول ** فجنبا بضيض فالصعيد المقابل

فبرقة أفعى قد تقادم عهدها ** فليس بها إلا النعاج المطافل

يذكرنيها بعد ما قد نسيتها ** رماد ورسم بالثتانة ماثل وقال النبهاني:

أرادوا جلائي يوم فيد وقربوا ** لحى ورؤوسا للشهادة ترعس

سيعلم من ينوي جلائي أنني ** أريب بأكناف البضيض حبلبس الحبلبس: المقيم الذي لا يكاد يبرح المنزل: البضيع: مصغر، ويروى بالفتح في شعر حسان بن ثابت:

أسألت رسم الدار أم لم تسأل ** بين الجوابي فالبضيع فحومل ورواه الأثرم البصيع بالصاد المهملة، وقال: هو جبل بالشم أسود عن سعيد بن عبد العزيز عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: إن عيسى ابن مريم عليه السلام أشرف من جبل البضيع يعني جبل الكسوة على الغوطة فلما رآها قال عيسى للغوطة: إن يعجز الغني أن يجمع بها كنزا فلن يعجز المسكين أن يشبع فيها خبزا، قال سعيد بن عبد العزيز: فليس يموت أحد في الغوطة من الجوع، وقال السكري في شرح قول كثير:

منازل من أسماء لم يعف رسمها ** رياح الثريا خلفة فضريبها

تلوح بأطراف البضيع كأنها ** كتاب زبور خط لدنا عسيبها

قال البضيع: ظريب عن يسار الجار أسفل من عين الغفاريين و اسم العين النجح.

البضيع: بالفتح ثم الكسر، جزيرة في البحر، قال ساعدة بن جوية الهذلي يصف سحابا:

أفعنك لا برق كأن وميضه ** غاب تشيبه ضرام مثقب

ساد تخرم في البضيع ثمانيا ** يلوي بعيقات البحار ويجنب قال الأزهري: - ساد - أي مهمل: وقال أبو عمرو السادي: الذي يبيت حيث يمسي - تخرم - أي قطع ثمانيا بالبضيع وهي جزيرة في البحر يلوي بماء البحر أي يحمله ليمطره ببلد.

باب الباء والطاء وما يليهما

البطاح: بكسر أوله جمع بطحاء، وهي بطاح مكة ويقال لقريش: الداخلة البطاح، وقال ابن الأعرابي: قريش البطاح الذين ينزلون الشعب بين أخشبي مكة وقريش الظواهر الذين ينزلون خارج الشعب وأكرمهما قريش البطاح والبطحاء في اللغة مسيل فيه دقاق الحصى والجمع الأباطح والبطاح على غير قياس، وقال الزبير بن أبي بكر: قريش البطاح بنو كعب بن لؤي وقريش الظواهر ما فوق ذلك سكنوا البطحاء والظواهر روقبائل بني كعب هم عدي وجمح وتيم وسهم ومخزوم وأسد وزهرة وعبد مناف وأمية وهاشم كل هؤلاء قريش البطاح وقريش الظواهر بنو عامر بن لؤي يخلد بن النضر والحارث ومالك وقد درجا والحارث ومحارب ابنا فهر وتيم الأدرم بن غالب بن فهر وقيس بن فهر درج وإنما سموا بذلك لأن قريشا اقتسموا فأصابت بنو كعب بن لؤي البطحاء وأصابت هؤلاء الظواهر فهذا تعريف للقبائل لا للمواضع فإن البطحاويين لو سكنوا بالظواهر كانوا بطحاويين وكذلك الظواهر لو كانوا سكنوا البطحاء كانوا ظواهر وأشرفهم البطحاويون، وقال أبو خالد ذكوان مولى مالك الدار:

فلو شهدتني من قريش عصابة ** قريش البطاح لا قريش الظواهر

ولكنهم غابوا وأصبحت شاهدا ** فقبحت من مولى حفاظ وناصر وبلغت معاوية فقال: أنا ابن سداد البطحاء والله إياي نادى اكتبوا إلى الضحاك أنه لا سبيل لك عليه واكتبوا إلى مالك واشتروا لي ولاءه فلما جاء الكتاب مالكا سأل عنه عبد الله بن عمر فقال: إن رسول الله نهى عن بيع الولاء وهبته، وقال أبو الحسن محمد بن علي بن نصر الكاتب قال: سمعت عوادة تغني في أبيات طريح بن إسماعيل الثقفي في الوليد بن يزيد بن عبد الملك وكان من أخواله:

أنت ابن مسلنطح البطاح ولم ** تطرق عليك الحني والولج الحني: ما انخفض من الأرض - والولج - ما اتسع من الأودية أي لم تكن بينهما فيخفى حسبك فقال بعض الحاضرين. ليس غير بطحاء مكة فما معنى هذا الجمع فثار البطحاوي العلوي فقال: بطحاء المدينة وهو أجل من بطحاء مكة وجدي منه، وأنشد له:

وبطحاء المدينة لي منزل ** فيا حبذا ذاك من منزل فقال: فهذان بطحاوان فما معنى الجمع قلنا العرب تنوسع في كلامها وشعرها فتجعل الاثنين جمعا وقد قال بعض الناس: إن أقل الجمع اثنان وربما ثنوا الواحد في الشعر وينقلون الألقاب ويغيرونها لتستقم لهم الأوزان، وهذا أبو تمام يقول في مدحه للواثق:

يسمو بك السفاح والمنصور والمأمون والمعصوم فنقل المعتصم إلى المعصوم حتى استقام له الشعر وبالأمس، قال أبو نصر بن نباتة:

فأقام باللورين حولا كاملا ** يترقب القدر الذي لم يقدر وما في البلاد إلا اللور المعروفة وهذا كثير وما زادنا على الصحيح والحزر ولو كان من أهل الجهل لهان ولكنه قد جس الأدب ومسه، ومما يؤكد أنها بطحاوان قول الفرزدق:

وأنت ابن بطحاوي قريش فإن تشأ ** تكن في ثقيف سيل ذي أدب عفر قلت: أنا وهذا كله تعسف وإذا صح بإجماع أهل اللغة أن البطحاء الأرض ذات الحصى فكل قطعة من تلك الأرض بطحاء وقد سميت قريش قريش البطحاء وقريش الظواهر في صدر الجاهلية ولم يكن بالمدينة منهم أحد، وأما قول الفرزدق وابن نباتة فقد قالت العرب: الرقمتان ورامتان وأمثال ذلك كثيرا تمر في هذا الكتاب قصدهم بها إقامة الوزن فلا اعتبار به والله أعلم.

البطاح: بالضم، قال أبو منصور: البطاح مرض يأخذ من الحمى والبطاحي مأخوذ من البطاح، وهو منزل لبني يربوع وقد ذكره لبيد، فقال:

تربعت الأشراف ثم تصيفت ** حساء البطاح وانتجعن السلائلا وقيل: البطاح ماء في ديار بني أصد بن خزيمة وهناك كانت الحرب بين المسلمين وأميرهم خالد بن الوليد وأهل الردة وكان ضرار بن الأزور الأسدي قد خرج طليعة لخالد بن الوليد وخرج مالك بن نويرة طليعة لأصحابه فالتقيا بالبطاح فقتل ضرار مالكا، فقال أخوه متمم بن نويرة يرثيه:

تطاول هذا الليل ما كاد ينجلي ** كليل تمام ما يريد صراما

سأبكي أخي ما دام صوت حمامة ** تؤرق في واد البطاح حماما

وأبعث أنواحاعليه بسخرة ** وتذرف عيناي الدموع سجاما وقال وكيع بن مالك يذكر يوم البطاح:

فلا تحسبا أني رجعت وإنني ** منعت وقد تحنى إلي الأصابع

ولكنني حاميت عن جل مالك ** ولاحظت حتى أكلحتني الأخادع

فلما أتانا خالد بلوائه ** تخطت إليه بالبطاح الودائع بطان: بكسر أوله، منزل بطريق الكوفة بعد الشقوق من جهة مكة دون الثعلبية وهو لبني ناشرة من بني أسد، قال الشاعر:

أقول لصاحبي من التأسي ** وقد بلغت نفوسهما الحلوقا

إذا بلغ المطي بنا بطانا ** وجزنا الثعلبية والشقوقا

وخلفنا زبالة ثم رحنا ** فقد وأبيك خلقنا الطريقا وبطان أيضابلد باليمن من مخلاف سنحان.

البطانة: بزيادة الهاء، بئر بجنب قرانين وهما جبلان بين ربيعة والأضبط ابني كلاب وعبد الله بن أبي بكر بن كلاب.

البطائح: نذكر حالها في البطيحة.

البطحاء: أصله المسيل الواسع فيه دقاق الحصى، وقال النضر: الأبطح والبطحاء بطن الميثاء والتلعة والوادي وهو التراب السهل في بطونها مما قد جرته السيول يقال: أتينا أبطح الوادي وبطحاءه مثله وهو ترابه وحصاه والسهل اللين والجمع الأباطح وقال بعضهم: البطحاء كل موضع متسع وقول عمر رضي الله عنه بطحوا المسجد أي ألقوا فيه الحصى الصغار وهو. موضع بعينه قريب من ذي قار وبطحاء مكة وأبطحها ممدود وكذلك بطحاء ذي الحليفة، وقال ابن إسحاق: خرج النبي غازيا فسلك نقب بني دينار من بني النجار على فيفاء الخبار فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها: ذات الساق فصلى تحتها فثم مسجده وآثار أثفية قدره، وبطحاء أيضا مدينة بالمغرب قرب تلمسان بينهما نحو ثلاثة أيام أو أربعة بطحان: بالضم ثم السكون كذا يقوله المحدثون أجمعون، وحكى أهل اللغة بطحان بفتح أوله وكسر ثانيه وكذلك قيده أبو علي القالي في كتاب البارع وأبو حاتم والبكري وقال: لا يجوز غيره، وقرأت بخط أبي الطيب أحمد ابن أخي محمد الشافعي وخطه حجة بطحان بفتح أوله وسكون ثانيه وهو، واد بالمدينة وهو أحد أوديتها الثلاثة وهي العقيق وبطحان وقناة، قال غير واحد من أهل السير: لما قدم اليهود المدينة نزلوا السافلة فاستوخموها فأتوا العالية فنزل بنو النضير بطحان ونزلت بنو قريظة مهزورا وهما واديان يهبطان من حرة هناك تنصب منها مياه عذبة فاتخذ بها بنو النضير الحدائق والآطام وأقاموا بها إلى أن غزاهم النبي وأخرجه منها كما نذكره في النضير، قال الشاعر وهو يقوي رواية من سكن الطاء:

أيا سعيد لم أزل بعدكم ** في كرب للشوق تغشاني

كم مجلس ولي بلذاته ** لم يهنني إذ غاب ندماني

سقيا لسلع ولساحاتها ** والعيش في أكناف بطحان

أمسيت من شوقي إلى أهلها ** أدفع أحزانا بأحزاني وقال ابن مقبل في قول من كسر الطاء:

عفى بطحان من سليمى فيشرب ** فملقى الرحال من منى فالمحصب وقال أبو زياد: بطحان من مياه الضباب.

البطحة: بالفتح ثم السكون، ماء بواد يقال له: الخنوقة، وقال أبو زياد: من مياه غني البطحة.

بطروح: بضم أوله والراء، حصن من أعمال فحص البلوط من بلاد الأندلس.

بطروش:: بالكسر ثم السكون وفتح الراء وسكون الواو وشين معجمة، بلدة بالأندلس وهي مدينة فحص البلوط فيما حكاه عنهم السلفي، منها أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروشي فقيه كبير حافظ لمذهب مالك قرأ على أبي الحسن أحمد بن محمد وغيره الفقه وروى الحديث عن محمد بن فروخ بن الطلاع وطبقت وأخذ كتب ابن حزم عن ابنه أبي رافع أسامة بن علي بن حزم الظاهري كان يوما في مقبرة قزطبة فقال: أخبرني صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر أبي الوليد يونس بن عبد الله بن الصفار عن صاحب هذا القبر وأشار الى قبر أبي عيسى عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر عبد الله عن صاحب هذا القبر وأشار إلى قبر أبيه يحيى بن يحيى عن مالك بن أنس المديني قال: فاستحسن ذلك منه كل من حضر.

بطروش: مثل الذي قبله إلا أن أوله وراءه مضمومتان، بلد من أعمال دانية بالأندلس، منها أبو مروان عبد الملك بن محمد بن أمية بن سعيد بن عتال الداني البطروشي سمع ابن سكرة السرقسطي وشيوخ قرطبة وولى قضاء دانية وكان من أهل العلم والفهم ذكرها والذي قبلها السلفي.

بطلس: بفتح أوله واللام، جبل.

بطليوس: بفتحتين وسكون اللام وياء مضمومة و مهملة، مدينة كبيرة بالأندلس من أعمال ماردة على نهر انة غربي قرطبة ولها عمل واسع يذكر في مواضعه ينسب إليها خلق كثير، منهم أبومحمد عبد الله محمد بن السيد البطليوسي النحوي اللغوي صاحب التصانيف والشعر مات في سنة 521، وأبو الوليد هشام بن يحيى بن حجاج البطليوسي سمع بقرطبة ورحل إلى المشرق فسمع بمكة والشام ومصر وإفريقية وغير ذلك وعاد إلى الأندلس فامتحن ببلده بسعاية سعيت به فأسكن قرطبة فسمع منه بها الكثير، وقال ابن الفرضي: وسمعت منه قبل المحنة وبعدها، في شوال سنة 385.

بطنان: بالضم ثم السكون ونونان بينهما ألف، وبطنان الأودية المواضع التي يستريض فيها الماء ماء السيل فيكرم نباتها واحدتها بطن، عن أبي منصور، وهو واد بين منبج وحلب بينه وبين كل واحد من البلدين مرحلة خفيفة فيه أنهار جارية وقرى متصلة قصبتها بزاعة، وقد ذكر امرؤ القيس في شعره بعض قراه فقال:

ألا رب يوم صالح قد شهدته ** بتاذف ذات التل من بطن طرطرا وفي كتاب اللصوص، بطنان حبيب بقنسرين، إلى حبيب بن مسلمة الفهري وذلك أن عياض بن غنم وجهه أبو عبيدة من حلب ففتح حصنا هناك فنسب وفي الحماسة قطعة شعر ذكرتها في الجابية منها:

فلو طاوعوني يوم بطنان أسلمت ** لقيس فروج منكم ومقاتل وقال ابن السكيت في تفسير، قول كثير:

ومالست من نصحي أخاك بمنكر ** ببطنان إذ أهل القباب عماعم بطنانان حبيب بأرض الشام كان عبد الملك يشتو فيه في حرب مصعب بن الزبير ومصعب يشتو بمسكن، قال: وقال غيره: ولم يذكر القائل الأول بطنان بأسفل قنسرين وبطنان حبيب، وبطنان بني وبر بن الأضبط بن كلاب بينهما روحة للماثي وأنشد ابن الأعرابي:

سقا الله حيا دون بطنان دارهم ** وبورك في مرد هناك وشيب

وإني وإياهم على بعد دارهم ** كخمر بماء في الزجاج مشوب وإلى بطنان، ينسب أبوعلي الحسن بن محمد بن جعفر الحلبي يعرف بابن البطناني روى عنه جعفر بن محمد بن سعيد بن شعيب بن النج حوراني العبدري.

بطن أعدا: البطن الغامض من الأرض وجمعه بطنان مثل عبد وعبدان وهو موضع له ذكر في حديث الهجرة أنه سلك منه إلى مدلجة تعهن.

بطن أنف: من منازل هذيل نزل به قوم على أبي خراش فخرج ليجيئهم بالماء فنهشته حية فمات، وقال قبل موته:

لعمرك والمنايا غالبات ** على الإنسان تطلع كل نجد

لقد أهلكت حية بطن أنف ** على الأصحاب ساقا ذات فقد وقال أيضا:

لقد أهلكتحية بطن أنف ** على الأصحاب ساقا ذات فضل

فما تركت عدوا بين بصرى ** إلى صنعاء يطلبه بذحل بطن الأياد: في بلاد بني يربوع عن بعضهم.

بطن التين: بلفظ التين من الفواكه، في بلاد بني ذبيان، قال شتيم بن خويلد الفزاري:

حلت أمامة بطن التين فالرقما ** واحتل أهلك أرضا تنبت الرتما بطن الحر: ضد العبد، واد بنجد، قالت امرأة زوجت في طيء:

لعمري لقد أشرفت أطول ما أرى ** وكلفت نفسي منظرا متعاليا

وقلت أنارا تؤنسين وأهلها ** أم الشوق أدني منك يا لبن دانيا

وقلت لبطن الحر حيث لقيته ** سقى الله أعلاك الذهاب الغواديا بطن الحريم: بفتح الحاء وكسر الراء. في بلا أبي بكر بن كلاب وفيه روضة ذكرت في الرياض.

بطن حليات: بضم الحاء المهملة وفتح اللام، في شعر عمر بن أبي ربيعة:

ألم تسأل الأطلال والمتربعا ** ببطن حليات دوارس بلقعا

لهند وأتراب لهند إذ الهوى ** جميع وإذا لم نخش أن يتصدعا بطن الذهاب: يروى بفتح الذال وضمها، لبني الحارث بن كعب كان فيه يوم من أيامهم.

بطن الرمة: بضم الراء وتشديد الميم وقد يقال بالتخفيف وقد ذكر في الرمة، وهو واد معروف بعالية نجد، وقال ابن دريد: الرمة قاع عظيم بنجد تنصب إليه أودية.

بطن رهاط: بالضم، في بلاد هذيل بن مدركة وقد ذكر رهاط.

بطن ساق: موضع في، قول زهير:

عفا من آل ليلى بطن ساق ** فأكتبه العجالز فالقصيم بطن السر: واد بين هجر ونجد كان لهم فيه يوم، قال جرير:

أستقبل الحي بطن السر أم عسفوا ** فالقلب فيهم رهين أينما انصرفوا بطن شاغر: الشين والغين معجمتان، قال الشاعر:

فإن على الأحشاء من بطن شاغر ** نساء يشبهن الضراء الغواديا

إذا كان يوم ذو خروج ورية ** يشبهن ذكران الكلاب المقاعيا الضراء: الضارية، والغوادي: التي تغدوا على الصيد بطن الضباع: قال المرقش:

لمن الظعن بالضحى طافيات ** شبهها الدوم أو خلايا سفين

جاعلات بطن الضباع شمالا ** وبراق النعاف ذات اليمين بطن ظبي: أرض لكلب، قال امرؤ القيس:

سما لك شوق بعدما كان أقصرا ** وحلت سليمى بطن ظني فعرعرا بطن العتك: بفتح العين وسكون التاء فوقها نقطتان وكاف، من نواحي اليمامة.

بطن عرنة: ذكر في عرنة فأغنى.

بطن عنان: واد ذكر في عنان.

بطن اللوى: قال الأصمعي: وقد ذكر بلاد أبي بكر بن كلاب فقال لهم: أريكتان ثم بطن اللوى صدره لهم وأسفله لبني الأضبط وأسفل ذلك لفزارة، وهو واد ضخم إذا سال سال أياما، قال ابن ميادة:

ألا ليت شعري هل يحلن أهلها ** وأهلي روضات ببطن اللوى خضرا بطن محسر: بضم الميم وفتح الحاء وتشديد السين وكسرها، هو وادي المزدلفة، وفي كتاب مسلم أنه من منى وفي الحديث المزدلفة كلها موقف إلا وادي محشر، قال ابن أبي نجيح: ما صب من محسر فهو منها وماصب منها في منى فهومن منى وهذا هو الصواب إن شاء الله.

بطن مر: بفتح الميم وتشديد الراء، من نواحي مكة عنده يجتمع وادي النخلتين فيصيران واديا واحدا وقد ذكر في نخلة وفي مر، وقال أبو ذؤيب الهذلي:

صوح من أم عمرو بطن مر فأك ** ناف الرجيع فذو سدر فأملاح

وحشا سوى أن فراد السباع بها ** كأنها من تبغى الناس أطلاح بطن نخل: جمع نخلة، قرية قريبة من المدينة على طريق البصرة بينهما الطرف على الطريق وهو بعد أبرق العزاف للقاصد إلى مكة.

بطياس: بكسر الباء وسكون الطاء وياء وأهل حلب كالمجمعين على أن بطياس قرية من باب حلب بين النيرب وبابلى كان بها قصر لعلي بن عبد الملك بن صالح أمير حلب وقد خربت القرية والقصر، وقال الخالديان في كتاب الديرة: الصالحية قرية قرب الرقة وعندها بطياس ودير زكى وقد ذكرته الشعراء، قال أبو بكر الصنوبري:

إني طربت إلى زيتون بطياس ** بالصالحية ذات الورد والاس

من ينس عهدهما يوما فلست له ** وإن تطاولت الأيام بالناسي

ياموطنا كان من خير المواطن لي ** لما خلوت به ما بين جلاسي

وقائل لي أفق يوما فقلت له ** من سكرة الحب أو من سكرة الكاس

لا أشرب الكاس إلا من يدي رشإ ** مهفهف كقضيب البان مياس

مورد الخد في قمص موردة ** له من الآس إكليل على الراس

قل للذي لام فيه هل ترى خلفا ** يا أملح الروض بل يا أملح الناس وقال البحتري وهو يدل على أنها بحلب

يا برق أسفر عن قويق فطرتي ** حلب فأعلى القصرمن بطياس

عن منبت الورد المعصفر صبغه ** في كل ضاحية ومجنى الاس

أرض إذا استؤحشت ثم أتيتها ** حشدت علي فأكثرت إيناسي وقال أيضا:

نظرت وضمت جانبي التفاتة ** وما التفت المشتاق إلا لينظرا

إلى أرجواني من البرق كلما ** تنمر علوي السحاب تعصفرا

يضيء غماما فوق بطياس واضحا ** يبض وروضا تحت بطياس أخضرا

وقد كان محبوبا إلي لو أنه ** أضاء غزالا عند بطياس أحورا البطيحاء: تصغير البطحاء، رحبة مرتفعة نحو الذراع بناها عمر خارج المسجد بالمدينة.

البطيحة: بالفتح ثم الكسر وجمعها البطائح والبطيحة والبطحاء واحد وتبطح السيل إذا اتسع في الأرض وبذلك سميت بطائح واسط لأن المياه تبطحت فيها أي سالت واتسعت في الأرض، وهي أرض واسعة بين واسط والبصرة وكانت قديما ترى متصلة وأرضا عامرة فاتفق في أيام كسرى أبرويز أن زادت دجلة زيادة مفرطة وزاد الفرات أيضا بخلاف العادة فعجز عن سدها فتبطح الماء في تلك الديار والعمارات والمزارع فطرد أهلها عنها فلما نقص الماء وأراد العمارة أدركته المنية وولى بعده ابنه شيرويه فلم تطل مدته ثم ولى نساء لم تكن فيهن كفاية ثم جاء الاسلام فاشتغلوا بالحروب والجلاء ولم يكن للمسلمين دراية بعمارة الأرضين فلما ألقت الحروب أوزارها واستقرت الدولة الإسلامية قرارها استفحل أمر البطائح وانفسدت مواضع البثوق وتغلب الماء على النواحي ودخلها العمال بالسفن فرأوا فيها مواضع عالية لم يصل الماء إليها فبنوا فيها قرى وسكنها قوم وزرعوها الأرز، وتغلب عليها في أوائل أيام بني بويه أقوام من أهلها وتحصنوا بالمياه والسفن وجيرة تلك الأرض عن طاعة السلطان وصارت تلك المياه لهم كالمعاقل الحصينة إلى أن انقضت دولة الديلم ثم دولة السلجوقية فلما استبذ بنو العباس بملكهم ورجع الحق إلى نصابه رجعت البطائح إلى أحسن النظام وجباها عمالهم كما كانت في قديم الأيام، وقال حمدان بن السحت الجرجاني: حضرت الحسين بن عمرو الرستمي وكان من أعيان قواد المأمون وهو يسأل الموبذان من خراسان ونحن في دار ذي الرياستين عن النوروز المهرجان وكيف جعلا عيدا وكيف سميا فقال الموبذان: أنا أنبئك عنهما أن واسطا كانت في أيام دارا بن دارا تسمى أفرونية ولم تكن على شاطىء دجلة وكانت دجلة تجري على سننها في ناحية بطن جوخا فانبثقت في أيام بهرام جور وزالت على مجراها إلى المذار وصارت تجري إلى جانب واسط منصبة فغرقت القرى والعمارات التي كانت موضع البطائح وكانت متصلة بالبادية ولم تكن البصرة ولا ما حولها إلا الأبلة فإنها من بناء ذي القرنين وكان موضع البصرة قرى عادية مخوفا بها لا ينزلها أحد ولا يجري بها نهر إلا دجلة الأبلة فأصاب القرى والمدن التي كانت في موضع البطائح وهم بشر كثير وباء فخرجوا هاربين على وجوههم وتبعهم أهاليهم بالأغذية والعلاجات فأصابوهم موتى فرجعوا فلما كان أول يوم من فروردين ماه من شهور الفرس أمطر الله تعالى عليهم مطرا فأحياهم فرجعوا إلى أهاليهم فقال: ملك ذلك الزمان هذا نوروز أي هذا يوم جديد فسمى به فقال الملك: هذا يوم مبارك فإن جاء الله عزوجل فيه بمطر وإلا فليصب الماء بعضهم على بعض وتبركوا به وصيروه عيدا، فبلغ المأمون هذا الخبر فقال: إنه لموجود في كتاب الله تعالى وهو قوله: ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم الآية البقرة: 243، باب الباء والعين وما يليهما

بعاث: بالضم وآخره ثاء مثلثة، موضع في نواحي المدينة كانت به وقائع بين الأوس والخزرج في الجاهلية وحكاه صاحب كتاب العين بالغين المعجمة ولم يسمع في غيره، وقال أبو أحمد السكري: هو تصحيف، وقال صاحب كتاب المطالع والمشارق: بعاث بضم أوله وعين مهملة وهو المشهور فيه ورواه صاحب كتاب العين بالغين وقيده الأصيلي بالوجهين وهو عند القابسي بغين معجمة واخره ثاء مثلثة بلا خلاف، وهو موضع من المدينة على ليلتين، وقال قيس بن الخطيم:

ويوم بعاث أسلمتنا سيوفنا ** إلى نسب من جذم غسان ثاقب وكان الرئيس في بعض حروب بعاث حضير الكتائب أبو أسيد بن حضير، فقال خفاف بن ندبة يرثي حضيرا وكان قد مات من جراحه:

فلو كان حي ناجبا من حمامه ** لكان حضير يوم أغلق واقما

أطاف به حتى إذا الليل جنه ** تبوأ منه منزلا متناعما وقال بعضهم: بعاث من أموال بني قريظة فيها مزرعة يقال لها قورا، قال كثير عزة ابن عبد الرحمن:

كأن حدائج أظعاننا ** بغيقة لما هبطن البراثا

نواعم عم على ميثب ** عظام الجذوع أحلت بعاثا

كدهم الركاب بأثقالها ** غدت من مساهيج أو من جواثا وقال آخر:

أرقت فلم تتنم عيني حثاثا ** ولم أهجع بها إلا امتلاثا

فإن يك بالحجاز هوى دعاني ** وأرقني ببطن منى ثلاثا

فلا أنسى العراق وساكنيه ** ولو جاوزت سلعا أو بعاثا بعاذين: بالفتح والذال معجمة مكسورة وياء ساكنة ونون، من قرى حلب لها ذكر في الشعر، قال أبو العباس: الصفري من شعراء سيف الدولة بن حمدان:

يا لأيامنا بمرج بعاذي ** ن وقد أضحك الربا نواره

وحكى الوشي بل أبر على الوش ** ي بهاء منثوره وبهاره

وكأن الشقيق والريح تنفي الظ ** ل عنه جمر يطير شراره

أذكرتني عناق من بان عني ** شخصه باعتناقها أشجاره وقال الصنوبري:

شربنا في بعاذين ** على تلك الميادين بعال: بالفتح، أرض لبني غفار قرب عسفان تتصل بغيقة، قاله الحازمي ثم وجدته لنصر وزاد أنه موضع بالحجاز قرب عسفان وهي شعبة لبني غفار تتصل بغيقة، وقيل: جبل بين الأبواء وجبل جهينة في واديه خلص، وأنشد لكثير:

عرفت الدار كالحلل البوالي ** بفيف الخايعان إلى بعال وقال العمراني: هو بعال بوزن غراب، موضع بالقصيبة، وأنشد:

ويسأل البعال أن يموجا بعال: بالضم قاله الحازمي ثم وجدته لنصر بعال بالضم أيضا، وهو جبل ضخم بأطراف أرمينية.

بعانيق: بالفتح وبعد الألف نون وياء ساكنة وقاف، واد بين البصرة واليمامة عن نصر جاه به في قرينة التعانيق.

بعدان: بالفتح ثم السكون ودال مهملة وألف ونون، مخلاف باليمن يقال لها: البعدانية من مخلاف السحول، قال الأعشى يمدح ذا فايش اليحصبي:

ببعدان أو ريمان أو راس سلبة ** شفاء لمن يشكو السمائم بارد

وبالقصر من أرياب لو بت ليلة ** لجاءك مثلوج من الماءجامد بعر: جفر البعر بين مكة واليمامة على الجادة، ماء لبني ربيعة بن عبد الله بن كلاب عن نصر.

بعرين: بوزن خمسين، بليد بين حمص والساحل هكذا تتلفظ به العامة وهو خطأ هانما هو بارين.

بعطان: بالضم، واد لخثعم.

بعق: بالقاف، واد بالأبواء يقال له: البعق قاله أبو الأشعث الكندي، قال الشاعر:

كأنك مردوغ بشس مطرد ** يفارقه من عقدة البعق هيهما بعقوبا: بالفتح ثم السكون وضم القاف وسكون الواو والباء موحدة ويقال لها: باعقوبا أيضا، قرية كبيرة كالمدينة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من أعمال طريق خراسان وهي كثيرة الأنهار والبساتين واسعة الفواكه متكاثفة النخل وبها رطب وليمون يضرب بحسنها وجودتها المثل وهي راكبة على نهر ديالى من جانبه الغربي ونهر جلولاء يجري في وسطها وعلى جنبي النهر سوقان وعليه قنطرة وعلى ظهر القنطرة يتصل بين السوقين والسفن تجري تحت القنطرة إلى باجسرا وغيرها من القرى وبها عدة حمامات ومساجد وينسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم أبو الحسن محمد بن الحسين بن حمدون البعقوبي قاضيها روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب وقتل بحلوان في شهر ربيع الأول سنة 430 وبعقوبا هذه هي التي ذكرها سعد بن محمد الصيفي وهو الحيص بيص في رسائله السبع يسأل المسترشد أن يهبها منه وعوض عنها بمال فلم يقبله، وقرأت بخط أبي محمد بن الخشاب النحوي أنشدني أبو المظفر بن قزما الاسكافي، قال: أنشدني المهدي البصري لنفسه يهجو أهل بعقوبا:

ألا قل لمرتاد النوال تطوفا ** يقلقله هم عليه حريص

تخاف ببعقوبا إذا جنت معشرا ** لهم يبيت الضيف وهو خميص

أبو الشيص لو وافاهم بمجاعة ** لأعوره بين الحدائق شيص

ولو خوصة من نخلها قيل قد هوت ** لقيل عشار قد هوين وخوص

بعلبك: بالفتح ثم السكون وفتح اللام والباء الموحدة والكاف مشددة، مدينة قديمة فيها أبنية عجيبة وآثار عظيمة وقصور على أساطين الرخام لا نظير لها في الدنيا بينها وبين دمشق ثلاثة أيام وقيل: اثنا عشر فرسخا من جهة الساحل، قال بطليموس: مدينة بعلبك طولها ثمان وستون درجة وعشرون دقيقة في الإقليم الرابع تحت ثلاث درج من الحوت لها شركة في كف الخضيب طالعها القوس تحت عشر درج من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل بين عاقبتها مثلها من الميزان، قال صاحب الزيج: بعلبك طولها اثتان وستون درجة وثلث وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث، وهو اسم مركب من بعل اسم صنم وبك أصله من بك عنقه أي دقها وتباك القوم أي ازدحموا فإما أن يكون نسب الصنم إلى بك وهو اسم رجل أو جعلوه يبك الأعناق هذا إن كان عربيا وإن كان عجميا فلا اشتقاق ولهذا الاسم ونظائره من المركبات أحكام فإن شئت جعلت آخر الأول والثاني مفتوحا بكل حال كقولك هذا بعلبك ورأيت بعلبك وجئت من بعلبك فهذا تركيب يقتضي بناءه فكأنك قلت بعل وبك فلما حذفت الواو أقمت البناء مقامه ففتحت الاسمين كما قلت: خمسة عشر وإن شئت أضفت الأول إلى الثاني فقلت: هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك أعربت بعلا وخفضت بكا بالإضافة وإن شئت بنيت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني بإعراب مالا ينصرف فقلت هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك وهذا هو التركيب الداخل في باب ما لا ينصرف الذي عدوه سببا من أسباب منع الصرف فإنهم أجروا الاسم الثاني من الاسمين اللذين ركبا مجرى تاء التأنيث في أن آخر حرف قبلها مفتوح أبدا ومنزل تنزيل الفتحة كالألف في نواة وقطاة وآخر الثاني حرف إعراب إلا أن الاسم غير مصروف للتعريف والتركيب لأن التركيب فرد عن الأفراد وثان له كما أن التعريف ثان للتنكير فعلى هذا الوجه تقول هذا بعلبك ورأيت بعلبك ومررت ببعلبك فلو نكرته صرفته لبقاء علة واحدة فيه هي التركيب ويدلك على أن الاسم الثاني في هذا الوجه بمنزلة التاء تصغيرهم الأول من الاسمين المركبين وتسليمهم لفظ الثاني فتقول هذه بعيلبك كما تقول في طلحة طليحة وتقول في ترخيمه لو رخمته يا بعل كما تقول ياطلح وتقول في النسب إليه بعلي كما تقول طلحي وأما من قال: بعلبكي فليس بعلبك عنده مركبة ولكنه من أبنية العرب فأما حضرمي وعبدري وعبقسي فإنهم خلطوا الاسمين واشتقوا منهما اسما نسبوا إليه، وببعلبك دبس وجبن وزيت ولبن ليس فى الدنيا مثلها يضرب بها المثل، قال أعرابي:

قلت لذات الكعثب المصك ** ولم أكن من قولها في شك

إذ لبست ثوبا دقيق السلك ** وعقد در ونظام سك

غطي الذي افتن قلبي منك ** قالت فما هو قلت غطي حرك

فكشفت عن أبيض مدك ** كأنه قعب نضار مكي

أو جبنة من جبن بغلبك ** يسمع منه خفقان الدك

مثل صرير القتب المنفك وقد ذكرها امرؤ القيس، فقال:

لقد أنكرتني بعلبك وأهلها ** ولابن جريج كان في حمص أنكرا

وقيل: إن بعلبك كانت مهر بلقيس وبها قصر سليمان بن داودعليه السلام وهو مبني على أساطين الرخام وبها قبر يزعمون أنه قبر مالك الأشتر النخعي وليس بصحيح فإن الأشتر مات بالقلزم في طريقه الى مصر وكان علي رضى الله عنه وجهه أميرا فيقال: إن معاوية دس إليه عسلا مسموما فأكله فمات بالقلزم فقال معاوية: إن لله جنودا من عسل فيقال: إنه نقل إلى المدينة فدفن بها وقبره بالمدينة معروف، وبها قبر يقولون إنه قبر حفصة بنت عمر زوجة النبي والصحيح أنه قبر حفصة أخت معاذ بن جبل لأن قبر حفصة زوج النبي بالمدينة معروف، وبها قبر إلياس النبي عليه السلام وبقلعتها مقام إبراهيم الخليل عليه السلام وبها قبر أسباط ولما فرغ أبو عبيدة بن الجراح من فتح دمشق في سنة أربع عشرة سار إلى حمص فمر ببعلبك فطلب أهلها إليه الأمان والصلح فصالحهم على أن أمنهم على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم وكتب لهم كتابا أجلهم فيه إلى شهر ربيع الآخر وجمادى الأولى فمن جلا سار إلى حيث شاء ومن أقام فعليه الجزية، وقد نسب إلى بعلبك جماعة من أهل العلم، منهم محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبو المضاء البعلبكي المعروف بالشيخ الدين سمع بدمشق أبا بكر الخطيب وأبا الحسن بن أبي الحديد وأبا محمد الكتاني وببعلبك عمه القاضي أبا علي الحسن بن علي بن محمد بن أبي المضاء سمع منه أبو الحسين بن عساكر وأجاز لأخيه أبي القاسم الحافظ وكان مولده سنة 425 ومات في شعبان سنة 509، وعبد الرحمن بن الضحاك بن مسلم أبو مسلم البعلبكي القاري ويعرف بابن كسرى روى عن سويد بن عبد العزيز والوليد بن مسلم ومسروق بن معاوية وبقية ومبشر بن إسماعيل وسفيان بن عيينة وعبد الرحمن بن مهدي روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو جعفر أحمد بن عمر بن إسماعيل الفارسي الوراق وغيرهما، ومحمد بن هاشم بن سعيد البعلبكي روى عنه أحمد بن عمير بن جوصا الدمشقي وغيره.

بعل: شرف البعل، جبل في طريق الشام من المدينة، وأما بعل في قوله تعالى: أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين الصافات: 125، فهو صنم كان لقوم إلياس النبي عليه السلام وبه سمي بعلبك وهو معظم عند اليونانيين كان بمدينة بعلبك من أعمال دمشق ثم من كورة سنير وقد كانت يونان اختارت لهذا الهيكل قطعة من الأرض في جبل لبنان ثم في جبل سنير فاتخذته بيتا للأصنام وهما بيتان عظيمان أحدهما أعظم من الاخر وصنعوا فيهما من النقوش العجيبة المحفورة في الحجر الذي لا يتأتى حفر مثله في الخشب هذا مع علو سمكها وعظم أحجارها وطول أساطينها.

البعوضة: بالفتح بلفظ واحدة البعوض بالضاد المعجمة، ماءة لبني أسد بنجد قريبة القعر، قال الأزهري البعوضة ماءة معروفة بالبادية، قال ابن مقبل:

أإحدى بني عبس ذكرت ودونها ** سنيح ومن رمل البعوضة منكب وبهذا الموضع كان مقتل مالك بن نويرة لأن خالد بن الوليد رضي الله عنه بعث إليهم وهم بالبطاح فأقروا فيما قيل بالإسلام فاستدعاهم إليه وهو نازل على البعوضة فاختلفوا فيهم فمن المسلمين من شهد أنهم أذنوا ومنهم من شهد أنهم لم يؤذنوا فأمر خالد بالاحتياط وكانت ليلة باردة فقال خالد: ادفئوا أسراكم وادفئوا في لغة كنانة اقتلوا فقتلوهم عن آخرهم فنقم عمررضي الله عنه على خالد في قصة طويلة وكان فيمن قتل مالك بن نويرة اليربوعي، فقال أخوه متمم بن نويرة:

لعمري وما عمري بتأبين هالك ** ولا جزع والدهر يعثر بالفتى

لئن مالك خلى علي مكانه ** فلي أسوة إن كان ينفعني الأسى

كهول ومرد من بني عم مالك ** وأيفاع صدق قد تمليتهم رضى

على مثل أصحاب البعوضة فاخمشي ** لك الويل حر الوجه أو يبك من بكى

على بشر منهم أسود وذادة ** إذا ارتدف الشر الحوادث والردى

رجال أراهم من ملوك وسوقة ** جنوا بعد ما نالوا السلامة والغنى بعيقبة: تصغير بعقوبا، قرية بينها وبين بعقوبا فرسخان وهي التي أنعم بها فيما ذكر بعضهم المسترشد بالله على الحيص بيص فلم يرضها وبها كانت الوقعة بين البقش كون خر والمقتفي لأمر الله.

باب الباء والغين وما يليهما

بغاث: بالكسر وآخره ثاء مثلثة، برق بيض في أقصى بلاد أبي بكر بن كلاب.

بغانخذ: بالضم والنون مكسورة والخاء معجمة مفتوحة والذال معجمة، قال أبو سعد: أظنها من قرى نيسابور، منها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هاشم البغانخذي النيسابوري سمع الزبير بن بكار.

بغاوزجان: الواو مكسورة والزاي ساكنة وجيم وألف ونون، من قرى سرخس على أربعة فراسخ ويقال لها: غاوزجان خرج منها جماعة، منهم أبو الحسن علي بن علي البغاوزجاني.

بغث: بالفتح ثم السكون والثاء المثلثة، اسم واد عند خيبر بقرب بغيث.

بغد خزرقند: هذا اسم مركب من ثلاثة بلاد، ينسب إليه أبو روح عبد الحي بن عبد الله بن موسى بن الحسين بن إبراهيم السلامي البغدخزز قندي وكان أبوه يقول إنما قيل لابني: البغدخزر قندي لأن أباه بغدادي وأمه خزرية وولد بسمرقند سمع أباه وتوفي بنسف في تاسع صفر سنة 421.

بغدل: أصلها باغ عبد الله، محلة بأصبهان، يشب إليها أبو عبد الله محمد بن سعيد بن إسحاق القطان البغدلي الأصبهاني روى عن يحيى بن أبي طالب و غيره روى عنه أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ.

بغداد: أم الدنيا وسيدة البلاد، قال ابن الأنباري: أصل بغداد للأعاجم والعرب تختلف في لفظها إذ لم يكن أصلها من كلامهم ولا اشتقاقها من لغاتهم، قال بعض الأعاجم: تفسيره بستان رجل فباغ بستان وداد اسم رجل وبعضهم يقول بغ اسم للصنم فذكر أنه أهدي إلى كسرى خصي من المشرق فأقطعه إياها وكان الخصي من عباد الأصنام ببلده فقال: بغ دادي أي الصنم أعطاني وقيل: بغ هو البستان وداد أعطى وكان كسرى قد وهب لهذا الخصي هذا البستان فقال: بغ داد فسميت به، وقال حمزة بن الحسن: بغداد اسم فارسي معرب عن باغ داذويه لأن بعض رقعة مدينة المنصور كان باغا لرجل من الفرس اسمه داذويه وبعضها أثر مدينة دارسة كان بعض ملوك الفرس اختطها فاعتل فقالوا: ما الذي يأمر الملك أن تسمى به هذه المدينة فقال: هليدوه وروز أي خلوها بسلام فحكي ذلك للمنصور فقال: سميتها مدينة السلام، وفي بغداد سبع لغات بغداد وبغدان ويأبى أهل البصرة ولا يجيزون بغداد في آخره الذال المعجمة وقالوا: لأنه ليس في كلام العرب كلمة فيها دال بعدها ذال، قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق: فقلت لأبي إسحاق إبراهيم بن السري: فما تقول في قولهم? خزداذ فقال: هو فارس ليس من كلام العرب قلت أنا وهذا حجة من قال: بغداذ فإنه ليس من كلام العرب وأجاز الكسائي بغداد على الأصل وحكى أيضا مغداذ ومغداد ومغدان وحكى الخارزنجي بغداد بدالين مهملتين وهي في اللغات كلها تذكر وتؤنث وتسمى مدينة السلام أيضا، فأما الزوراء فمدينة المنصور خاصة وسميت مدينة السلام لأن دجلة يقال لها: وادي السلام، وقال موسى بن عبد الحميد النسائي: كنت جالسا عند عبد العزيز بن أبي رواد فأتاه رجل فقال له: من أين أنت فقال له: من بغداد فقال: لا تقل بغداد فإن بغ صنم وداد أعطي ولكن قل مدينة السلام فإن الله هو السلام والمدن كلها له وقيل: إن بغداد كانت قبل سوقا يقصدها تجار أهل الصين بتجاراتهم فيربحون الربح الواسع وكان اسم ملك الصين بغ فكانوا إذا انصرفوا إلى بلادهم قالوا بغ داد أي أن هذا الربح الذي ربحناه من عطية الملك وقيل: إنما سميت مدينة السلام لأن السلام هو الله فأرادوا مدينة الله، وأما طولها فذكر بطليموس في كتاب الملحمة المنسوب إليه أن مدينة بغداد طولها خمس وسبعون درجة وعرضها أربع وثلاثون درجة داخلة في الإقليم الرابع، وقال أبو عون وغيره: إنها في الاقليم الثالث، قال: وطالعها السماك الأغزل بيت حياتها القوس لها شركة في الكف الخضيب ولها أربعة أجزاء من سرة الجوزاء تحت عشر درج من السرطان يقابلها مثلها من الجدي عاشرها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، قلت: أنا ولا شك أن بغداد أحدثت بعد بطليموس بأكثر من ألف سنة ولكني أظن أن مفسري كلامه قاسوا وقالوا، وقال صاحب الزيج: طول بغداد سبعون درجة وعرضها ثلاث وثلاثون درجة وثلث وتعديل نهارها ست عشرة درجة وثلثا درجة وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وخمس دقائق وغاية ارتفاع الشمس، بها ثمانون درجة وثلث وظل الظهر بها درجتان وظل العصر أربع عشرة درجة وسمت القبلة ثلاث عشرة درجة ونصف وجهها عن مكة مائة وسبع عشرة درجة في الوجود ثلاثمائة درجة هذا كله نقلته من كتب المنجمين ولا أعرفه ولا هو من صناعتي، وقال أحمد بن حنبل: بغداد من الصراة إلى باب التبن وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن الامام علي بن أبي طالب ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرم وقطربل، قال أهل السير: ولما أهلك الله مهران بأرض الحيرة ومن كان معه من العجم استمكن المسلمون من الغارة على السواد وانتقضت مسالح الفرس وتشتت أمرهم واجترأ المسلمون عليهم وشنوا الغارات ما بين سورا وكسكر والصراة والفلاليج والأستانات، قال أهل الحيرة للمثنى: إن بالقرب منا قرية تقوم فيها سوق عظيمة في كل شهر مرة فيأتيها تجار فارس والأهواز وسائر البلاد يقال لها: بغداد وكذا كانت إذ ذاك فأخذ المثنى على البر حتى أتى الأنبار فتحصن فيها أهلها منه فأرسل إلى سفروخ مرزبانها ليسير إليه فيكلمه بما يريد وجعل له الأمان فعبر المرزبان إليه فخلا به المثنى وقال له: إني أريد أن أغير على سوق بغداد وأريد أن تبعث أدلاء فيدلوني الطريق وتعقد لي الجسر لأعبر عليه الفرات ففعل المرزبان ذلك وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء فسار حتى وافى السوق ضحوة فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار ووافى معسكره غانما موفورا وذلك في سنة 13 للهجرة فهذا خبر بغداد قبل أن يمصرها المنصور لم يبلغني غير ذلك. الفرات ففعل المرزبان ذلك وقد كان قطع الجسر قبل ذلك لئلا تعبر العرب عليه فعبر المثنى مع أصحابه وبعث معه المرزبان الأدلاء فسار حتى وافى السوق ضحوة فهرب الناس وتركوا أموالهم فأخذ المسلمون من الذهب والفضة وسائر الأمتعة ما قدروا على حمله ثم رجعوا إلى الأنبار ووافى معسكره غانما موفورا وذلك في سنة 13 للهجرة فهذا خبر بغداد قبل أن يمصرها المنصور لم يبلغني غير ذلك.

فصل في بدء عمارة بغداد. كان أول من مصرها وجعلها مدينة المنصور بالله أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب ثاني الخلفاء وانقتل إليها من الهاشمية، وهي مدينة كان قد اختطها أخوه أبو العباس السفاح قرب الكوفة وشرع في عمارتها سنة 145 ونزلها سنة 149، وكان سبب عمارتها أن أهل الكوفة كانوا يفسدون جنده فبلغه ذلك من فعلهم فانقل عنهم يرتاد موضعا، وقال ابن عياش: بعث المنصور روادا وهو بالهاشمية يرتادوا له موضعا يبني فيه مدينة ويكون الموضع واصطا رافقا بالعامة والجند فنعت له موضع قريب من بارما وذكر له غذاء وطيب هواء فخرج إليه بنفسه حتى نظر إليه وبات فيه فرأى موضعا طيبا فقال لجماعة منهم سليمان بن مجالد وأبو أيوب المورياني وعبد الملك بن حميد الكاتب: مارأيكم في هذا الموضع قالوا: طيب موافق فقال: صدقتم ولكن لا مرفق فيه للرعية وقد مررت في طريقي بموضع تجلب إليه الميرة والأمتعة في البر والبحر وأنا راجع إليه وبائت فيه فإن اجتمع لي ما أريد من طيب الليل فهو موافق لما أريده لي وللناس، قال: فأتى موضع بغداد وعبر موضع قصر السلام ثم صلى العصر وذلك في صيف وحر شديد وكان في ذلك الموضع بيعة فبات أغيب مبيت وأقام يومه فلم ير إلا خيرا فقال: هذا موضع صالح للبناء فإن المادة تأتيه من الفرات ودجلة وجماعة الأنهار ولا يحمل الجند والرعية إلا مثله فخط البناء وقدر المدينة ووضع أول لبنة بيده قال: بسم الله والحمد لله والأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ثم قال: ابنو على بركة الله، وذكر سليمان بن مختار أن المنصوراستشار دهقان بغداد وكانت قرية في المربعة المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي وما زالت داره قائمة على بنائها إلى أن خرب كثير مما يجاورها في البناء فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد فإنك تصير بين أربعة طساسيج طسوجان في الجانب الغربي وطسوجان في الجانب الشرقي فاللذان في الغربي قطربل وبادوريا واللذان في الشرقي نهر بوق وكلواذي فإن تأخر عمارة طسوج منها كان الآخر عامرا وأنت يا أمير المؤمنين على الصراة ودجلة تجيئك بالميرة من القرب وفي الفرات من الشام والجزيرة ومصر وتلك البلدان وتحمل إليك طرائف الهند والسند والصين والبصرة وواسط في دجلة وتجيئك ميرة أرمينية وأذربيجان وما يتصل بها في تامرا وتجيئك ميرة الموصل وديار بكر وربيعة وأنت بين أنهار لا يصل إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة فإذا قطعت الجسر والقنطرة لم يصل إليك عدوك وأنت قريب من البر والبحر والجبل، فأعجب المنصور هذا القول وشرع في البناء ووجه المنصور في حشر الصناع والفعلة من الشام والموصل والجبل والكوفة وواسط فأحضروا وأمر باختيار قوم من أهل الفضل والعدالة والفقه والأمانة والمعرفة بالهندسة فجمعهم وتقدم إليهم أن يشرفوا على البناء وكان ممن حضر الحجاج بن أرطاة وأبو حنيفة الامام وكان أول العمل في سنة 145 وأمر أن يجعل عرض السور من أسفله خمسين ذراعا ومن أعلاه عشرين ذراعا وأن يجعل في البناء جرز القصب مكان الخشب فلما بلغ السور مقدار قامة اتصل به خروج محمد بن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب فقطع البناء حتى فرغ من أمره وأمر أخيه إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن، وعن علي بن يقطين قال: كنت في عسكرأبي جعفر المنصور حين سار إلى الصراة يلتمس موضعا لبناء مدينة، قال: فنزل الدير الذي على الصراة في العتيقة فما زال على دابته ذاهبا جائيا منفردا عن الناس يفكر قال: وكان في الدير راهب عالم فقال لي: كم يذهب الملك ويجيء قلت: إنه يريد أن يبني مدينة، قال: فما اسمه قلت: عبد الله بن محمد، قال: أبو من? قلت: أبو جعفر قال: هل يلقب بشيء قلت: المنصور قال: ليس هذا الذي يبنيها قلت: ولم قال: لأنا قد وجدنا في كتاب عندنا نتوارثه قرنا عن قرن أن الذي يبني هذا المكان رجل يقال له: مقلاص، قال: فركبت من وقتي حتى دخلت على المنصور ودنوت منه فقال لي: ما وراءك قلت: خير ألقيه إلى أمير المؤمنين وأريحه من هذا العناء فقال: قل، قلت: أمير المؤمنين يعلم أن هؤلاء معهم علم وقد أخبرني راهب هذا الدير بكذا وكذا فلما ذكرت له مقلاص ضحك واستبشر ونزل عن دابته فسجد وأخذ سوطه وأقبل يذرع به فقلت: في نفسي لحقه اللجاج ثم دعا المهندسين من وقته وأمرهم بخط الرماد فقلت له: أظنك يا أمير المؤمنين أردت معاندة الراهب وتكذيبه فقال: لا، والله ولكني كنت ملقبا بمقلاص وما ظننت أن أحدا عرف ذلك غيري وذاك أننا كنا بناحية السراة في زمان بني أمية على الحال التي تعلم فكنت أنا ومن كان في مقدار سني من عمومتي وإخوتي نتداعى ونتعاشر فبلغت النوبة إلي يوما من الأيام وماأملك درهما واحدا فلم أزل أفكر وأعمل الحيلة إلى أن أصبت غزلا لداية كانت لهم فسرقته ثم وجهت به فبيع لي واشترى لي بثمنه ما احتجت إليه وجئت الى الداية وقلت لها: افعلي كذا واصنعي كذا قالت: من أين لك ما أرى قلت: اقترضت دراهم من بعض أهلي، ففعلت ما أمرتها به فلما فرغنا من الأكل وجلسنا للحديث طلبت الداية الغزل فلم تجده فعلمت أني صاحبه وكان في تلك الناحية لص يقال له: مقلاص مشهور بالسرقة فجاءت إلى باب البيت الذي كنا فيه فدعتني فلم أخرج إليها لعلمي أنها وقفت على ماصنعت فلما ألحت وأنا لا أخرج قالت اخرج يا مقلاص الناس يتحذرون من مقلاصهم وأنا مقلاصي معي في البيت فمزح معي إخوتي وعمومتي بهذا اللقب ساعة ثم لم أسمع به إلا منك الساعة فعلمت أن أمر هذه المدينة يتم على يدي لصحة ما وقفت عليه، ثم وضع أساس المدينة مدورا وجعل قصره في وسطها وجعل لها أربعة أبواب وأحكم سورها وتفصيلها فكان القاصد إليها من الشرق يدخل من باب خراسان والقاصد من الحجاز يدخل من باب الكوفة والقاصد من المغرب يدخل من باب الشام والقاصد من فارس والأهواز وواسط والبصرة واليمامة والبحرين يدخل من باب البصرة، قالوا: فأنفق المنصور على عمارة بغداد ثمانية عشر ألف ألف دينار، وقال الخطيب في رواية: أنه أنفق على مدينته وجامعها وقصر الذهب فيها والأبواب والأسواق إلى أن فرغ من بنائها أربعة ألاف ألف وثمانمائة وثلاثة وثمانين ألف درهم وذاك أن الأستاذ من الصناع كان يعمل في كل يوم بقيراط إلى خمس حبات والروزجاري بحبتين إلى ثلاث حبات وكان الكبش بدرهم والجمل بأربعة دوانيق والتمر ستون رطلا بدرهم، قال الفضل بن دكين: كان ينادي على لحم البقر في جبانة كندة تسعون رطلا بدرهم ولحم الغنم ستون رطلا بدرهم والعسل عشرة أرطال بدرهم، قال: وكان بين كل باب من أبواب المدينة والباب الاخر ميل وفي كل ساف من أسواف البناء مائة ألف لبنة واثنان وستون ألف لبنة من اللبن الجعفري، وعن ابن الشروي قال: هدمنا من السور الذي يلي باب المحول قطعة فوجدنا فيها لبنة مكتوب عليها بمغرة وزنها مائة وسبعة عشر رطلا فوزناها فوجدناها كذلك، وكان المنصور كما ذكرنا بنى مدينته مدورة وجعل داره وجامعها في وسطها وبنى القبة الخضراء فوق إيوان وكان علوها ثمانين ذراعا وعلى رأس القبة صنم على صورة فارس في يده رمح وكان السلطان إذا رأى أن ذلك الصنم قد استقبل بعض الجهات ومد الرمح نحوها علم أن بعض الخوارج يظهر من تلك الجهة فلا يطول عليه الوقت حتى ترد عليه الأخبار بأن خارجيا فد هجم من تلك الناحية، قلت أنا: هكذا ذكر الخطيب وهو من المستحيل والكذب الفاحش وإنما يحكى مثل هذا عن سحرة مصر وطلسمات بليناس التي أوهم الأغمار صحتها تطاول الأزمان والتخيل أن المتقدمين ما كانوا بني ادم فأما الملة الإسلامية فإنها تجل عن هذه الخرافات فإن من المعلوم أن الحيوان الناطق مكلف الصنائع لهذا التمثال لا يعلم شيئا مما ينسب إلى هذا الجماد ولو كان نبيا مرسلا وأيضا لو كان كلما توجهت إلى جهة خرج منها خارجي لوجب أن لا يزال خارجي يخرج في كل وقت لأنها لا بد أن تتوجه إلى وجه من الوجوه و الله أعلم، قال: وسقط رأس هذه القبة سنة 329 وكان يوم مطر عظيم ورعد هائل وكانت هذه القبة تاج البلد وعلم بغداد ومأثرة من ماثر بني العباس وكان بين بنائها وسقوطها مائة ونيف وثمانون سنة، ونقل المنصور أبوابها من واسط وهي أبواب الحجاج وكان الحجاج أخذها من مدينة بازاء واسط تعرف بزندورد يزعمون أنها من بناء سليمان بن داود عليه السلام وأقام على باب خراسان بابا جيء به من الشام من عمل الفراعنة وعلى باب الكوفة بابا جيء به من الكوفة من عملى خالد القسري وعمل هو بابا لباب الشام وهو أضعفها وكان لا يدخل أحد من عمومة المنصور ولا غيرهم من شيء من الأبواب إلا راجلا إلا داود بن علي عمه فإنه كان متفرسا وكان يحمل في محفة وكذلك محمد المهدي ابنه، وكانت تكنس الرحاب في كل يوم ويحمل التراب إلى خارج فقال له عمه عبد الصمد: يا أمير المؤمنين أنا شيخ كبير فلو أذنت لي أن أنزل داخل الأبواب فلم يأذن له فقال يا أميرالمؤمنين: عدني بعض بغال الروايا التي تصل إلى الرحاب فقال: يا. ربيع بغال الروايا تصل إلى رحابي تتخذ الساعة قني بالساج من باب خراسان حتى تصل إلى قصري ففعل ومد المنصور قناة من نهر دجيل الآخذ من دجلة وقناة من نهر كرخايا الآخذ من الفرات وجرهما إلى مدينته في عقود وثيقة من أسفلها محكمة بالصاروج والآجر من أعلاها فكانت كل قناة منها تدخل المدينة وتنفذ في الشوارع والدروب والأرباض تجري صيفا وشتاء لا ينقطع ماؤها في شيء من الأوقات، ثم أقطع المنصور أصحابه القطائع فعمروها وسميت بأسمائهم، وقد ذكرت من ذلك ما بلغني في مواضعه حسب ما قضى به ترتيب الحروف وقد صنف في بغداد وسعتها وعظم رفعتها وسعة بقعتها وذكر أبو بكر الخطيب في صدر كتابه ذلك ما فيه كفاية لطالبه.

فلنذكر الآن ما ورد في مدح بغداد.

ومن عجيب ذلك ما ذكره أبوسهل بن نوبخت قال: أمرني المنصور لما أراد بناء بغداد بأخذ الطالع ففعلت فإذا الطالع في الشمس وهي في القوس فخبرته بما تدل النجوم عليه من طول بقائها وكثرة عمارتها وفقر الناس إلى ما فيها ثم قلت وأخبرك خلة أخرى أسرك بها يا أمير المؤمنين قال: وما هي? قلت: نجد في أدلة النجوم أنه لا يموت بها خليفة أبدا حتف أنفه قال: فتبسم وقال: الحمد لله على ذلك هذا من فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم، ولذلك يقول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير بن الخطفي:

أعاينت في طول من الأرض أو عرض ** كبغداد من دار بها مسكن الخفض

صفا العيش في بغداد واخضر عوده ** وعيش سواها غير خفض ولا غض

تطول بها الأعمار إن غذاءها ** مرىء وبعض الأرض أمرأ من بعض

قضى ربها أن لا يموت خليفة ** بها إنه ماشاء في خلقه يقضي

تنام بها عين الغريب ولا ترى ** غريبا بأرض الشام يطمع في الغمض

فإن جزيت بغداد منهم بقرضها ** فما أسلفت إلا الجميل من القرض

وإن رميت بالهجر منهم وبالقلى ** فما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض

وكان من أعجب العجب أن المنصور مات وهو حافي والمهدي ابنه خرج إلى نواحي الجبل فمات بما سبذان بموضع يقال له: الرد والهادي ابنه مات بعيساباذ قرية أو محلة بالجانب الشرقي من بغداد والرشيد مات بطوس والأمين أخذ في شبارته وقتل بالجانب الشرقي والمأمون مات بالبذندون من نواحي المصيصة بالشام والمعتصم والواثق والمتوكل والمنتصر وباقي الخلفاء ماتوا بسامرا ثم انتقل الخلفاء إلى التاج من شرقي بغداد كما ذكرناه في التاج وتعطلت مدينة المنصور منهم، وفي مدح بغداد، قال بعض الفضلاء: بغداد جنة الأرض ومدينة السلام وقبة الإسلام ومجمع الرافدين وغرة البلاد وعين العراق ودار الخلافة ومجمع المحاسن والطيبات ومعدن الظرائف واللطائف وبها أرباب الغايات في كل فن وآحاد الدهر في كل نوع، وكان أبو إسحاق الزجاج يقول: بغداد حاضرة الدنيا وما عداها بادية، وكان أبو الفرج الببغا يقول هي مدينة السلام بل مدينة الإسلام فإن الدولة النبوية والخلافة الإسلامية بها عششتا وفرختا وضربتا بعروقهما وبسقتا بفروعهما وان هواءها أغذى من كل هواء وماءها أعذب من كل ماء وإن نسيمها أرق من كل نسيم وهي من الإقليم الإعتدالي بمنزلة المركز من الدائرة ولم تزل بغداد موطن الأكاسرة في سالف الأزمان ومنزل الخلفاء قي دولة الإسلام، وكان ابن العميد إذا طرأ عليه أحد من منتحلي العلوم والآداب وأراد امتحان عقله سأله عن بغداد فإن فطن بخواصها وتنبه على محاسنها وأثنى عليها جعل ذلك مقدمة فضله وعنوان عقله ثم سأله عن الجاحظ فإن وجد أثرا لمطالعة كتبه والاقتباس من نوره والاغتراف من بحره وبعض القيام بمسائله قضى له بأنه غرة شادخة في أهل العلم والآداب وإن وجده ذاما لبغداد غفلا عما يحب أن يكون موسوما به من الانتساب إلى المعارف التي يختص بها الجاحظ لم ينفعه بعد ذلك شيء من المحاسن، ولما رجع الصاحب عن بغداد سأله ابن العميد عنها فقال: بغداد في البلاد كالأستاذ في العباد فجعلها مثلا في الغاية في الفضل، وقال ابن زريق الكاتب الكوفي:

سافرت أبغي لبغداد وساكنها ** مثلا قد اخترت شيئا دونه الياس

هيهات بغداد والدنيا بأجمعها ** عندي وسكان بغداد هم الناس وقال اخر:

بغداد يا دار الملوك ومجتنى ** صنوف المنى يا مستقر المنابر

ويا جنة الدنيا ويا مجتنى الغنى ** ومنبسط الآمال عند المتاجر وقال أبو يعلى محمد بن الهبارية: سمعت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزاباذي يقول من دخل بغداد وهو ذو عقل صحي وطبع معتدل مات بها أو بحسرتها، وقال عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:

مامثل بغداد في الدنيا ولا الدين ** على تقلبهافي كل ماحين

ما بين قطربل فالكرخ نرجسة ** تندي ومنبت خيري ونسرين

تحيا النفوس برياها إذا نفحت ** وخرشت بين أوراق الرياحين

سقيا لتلك القصور الشاهقات وما ** تخفي من البقر الأنسية العين

تستن دجلة فيما بينها فترى ** دهم السفين تعالا كالبراذين

مناظر ذات أبواب مفتحة ** أنيقة بزخاريف وتزيين

فيها القصور التي تهوى بأجنحة ** بالزائرين إلى القوم المزورين

من كل حراقة تعلو فقارتها ** قصر من الساج عال ذو أساطين وقدم عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن عباس إلى بغداد فرأى كثرة الناس بها فقال: ما مررت بطريق من طرق هذه المدينة إلا ظننت أن الناس قد نودي فيهم، ووجد على بعض الأميال بطريق مكة مكتوبا:

أيا بغداد يا أسفي عليك ** متى يقضى الرجوع لنا إليك

قنعنا سالمين بكل خير ** وينعم عيشنا في جانبيك ووجد على حائط بجزيرة قبرص مكتوبا:

فهل نحو بغداد مزار فيلتقي ** مشوق ويحظى بالزيارة زائر

إلى الله أشكو لا إلى الناس إنه ** على كشف ما ألقى من الهم قادر وكان القاضي أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن نصر المالكي قد نبا به المقام ببغداد فرحل إلى مصر فخرج البغداديون يودعونه وجعلوا يتوجعون لفراقه فقال: والله لو وجدت عندكم في كل يوم مدا من الباقلي ما فارقتكم ثم قال:

سلام على بغداد من كل منزل ** وحق لها مني السلام المضاعف

فوالله ما فارقتها عن قلى لها ** وإني بشطي جانبيها لعارف

ولكنها ضاقت علي برحبها ** ولم تكن الأرزاق فيهاتساعف

وكانت كخل كنت أهوى دنوه ** وأخلاقه تنأى به وتخالف ولما حج الرشيد وبلغ زرود الفت إلى ناحية العر اق، وقال:

أقول وقد جرنا زرود عشية ** وكادت مطايانا تجوز بنا نجدا

على أهل بغداد السلام فإنني ** أزيد بسيري عن ديارهم بعدا وقال ابن مجاهد المقري: رأيت أبا عمرو بن العلاء في النوم فقلت له: ما فعل الله بك فقال: دعني مما فعل الله بي من أقام ببغداد على السنة والجماعة ومات نقل من جنة إلى جنة وعن يونس بن عبد الأعلى، قال: قال لي محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: أيا يونس دخلت بغداد فقلت: لا، فقال أيا يونس: ما رأيت الدنيا ولا الناس، وقال طاهر بن المظفر بن طاهر الخازن:

سقى الله صوب الغاديات محلة ** ببغداد بين الخلد والكرخ والجسر

هي البلدة الحسناء خضت لأهلها ** بأشياءلم يجمعن مذ كن في مصر

هواء رقيق في اعتدال وصحة ** وماء له طعم ألذ من الخمر

ودجلتها شطان قد نظما لنا ** بتاج إلى تاج وقصر إلى قصر

ثراها كمسك والمياه كفضة ** وحصباؤها مثل اليواقيت والدر قال أبو بكر الخطيب أنشدني أبو محمد الباقي قول الشاعر:

دخلنا كارهين لها فلما ** ألفناها خرجنا مكرهينا فقال: يوشك هذا أن يكون في بغداد، قيل: وأنشد لنفسه في المعنى وضمنه البيت:

على بغداد معدن كل طيب ** ومغنى نزهة المتنزهينا

سلام كلما جرحت بلحظ ** عيون المشتهين المشتهينا

دخلنا كارهين لها فلما ** ألفناها خرجنا مكرهينا

وما حب الديار بنا ولكن ** أمر العيش فرقة من هوينا قال محمد بن علي بن حبيب الماوردي: كتب إلي أخي من البصرة وأنا ببغداد:

طيب الهواء ببغداد يشوقني ** قدما إليها وإن عاقت معاذير

وكيف صبري عنها بعدما جمعت ** طيب الهواءين ممدود ومقصور وقلد عبد الله بن عبد الله بن طاهر اليمن فلما أراد الخروج قا ل:

أيرحل آلف ويقيم إلف ** وتحيا لوعة ويموت قصف

على بغداد دار اللهو مني ** سلام ماسجا للعين طرف

وما فارقتها لقلى ولكن ** تناولني من الحدثان صرف

ألا روح ألا فرج قريب ** ألا جار من الحدثان كهف

لعل زماننا سيعود يوما ** فيرجع آلف وشر إلف فبلغ الوزير هذا الشعر فأعفاه، وقال شاعر يتشوق بغداد:

ولما تجاوزت المدائن سائرا ** وأيقنت يا بغداد أني على بعد

علمت بأن الله بالغ أمره ** وأن قضاء الله ينفذ في العبد

وقلت وقلبي فيه ما فيه من جوى ** ودمعي جار كالجمان على خدي

هل الله يا بغداد يجمع بيننا ** فألقى الذي خلفت فيك على العهد وقال محمد بن علي بن خلف البيرماني:

فدى لك يا بغداد كل مدينة ** من الأرض حتى خطتي ودياريا

فقد طفت في شرق البلاد وغربها ** وسيرت خيلي بينها وركابيا

فلم أر فيها مثل بغداد منزلا ** ولم أر فيها مثل دجلة واديا

ولا مثل أهليها أرق شمائلا ** وأعذب ألفاظا وأحلى معانيا

وقائلة لو كان ودك صادقا ** لبغداد لم ترحل فقلت جوابيا

يقيم الرجال الموسرون بأرضهم ** وترمي النوى بالمقترين المراميا

في ذم بغداد قد ذكره جماعة من أهل الورع والصلاح والزهاد والعباد ووردت فيها أحاديث خبيثة وعلتهم في الكراهية ما عاينوه بها من الفجور والظلم والعسف وكان الناس وقت كراهيتهم للمقام ببغداد غير ناس زماننا فأما أهل عصرنا فأجلس خيارهم في الخيش وأعطهم فلسافما يبالون بعد تحصيل الحطام أين كان المقام، وقد ذكر الحافظ أبو بكر أحمد بن علي من ذلك قدرا كافيا، وكان بعض الصالحين إذا ذكرت عنده بغداد يتمثل:

قل لمن أظهر التنسك في النا ** س وأمسى يعد في الزهاد

إلزم الثغر والتواضع فيه ** ليس بغداد منزل العباد

إن بغداد للملوك محل ** ومناخ للقارىء الصياد ومن شائع الشعر في ذلك:

بغداد أرض لأهل المال طيبة ** وللمفاليس دار الضنك والضيق

أصبحت فيها مضاعا بين أظهرهم ** كأنني مصحف في بيت زنديق ويروى للطاهر بن الحسين، قال:

زعم الناس أن ليلك يا بغ ** داد ليل يطيب فيه النسيم

ولعمري ما ذاك إلا لأن خا ** لفها بالنهار منك السموم

وقليل الرخاء يتبع الش ** دة عند الأيام خطب عظيم. وكتب عبد الله بن المعتز إلى صديق له يمدح سرمن رأى ويصف خرابها ويذم بغداد: كتبت من بلدة قد أنهض الله سكانها وأقعد حيطانها، فشاهد اليأس فيها ينطق وحبل الرجاء فيها يقصر، فكأن عمرانها يطوى وخرابها ينتشر، وقد تمزقت بأهلها الديار، فما يجب فيها حق جوار، فحالها تصف للعيون الشكوى، وتشير إلى ذم الدنيا، على أنها وإن جفيت معشوقة السكنى، رجية المثوى، كوكبها يقظان، وجوها عريان، وحصباؤها جوهر، ونسيمها معطر، وترابها أذفر، ويومها غداة وليلها سحر، وطعامها هنيء وشرابها مريء لا كبلدتكم الوسخة السماء، الومدة الماء والهواء، جوها غبار، وأرضها خبار، وماؤها طين، وترابها سرجين، وحيطانها نزوز، وتشرينها تموز، فكم من شمسها من محترق، وفي ظلها من غرق، ضيقة الديار، وسيئة الجوار، أهلها ذئاب، وكلامهم سباب، وسائلهم محروم، ومالهم مكتوم، ولا يجوز إنفاقه، ولا يحل خناقة، حشوشهم مسايل، وطرقهم مزا بل، وحيطا نهم أخصاص، وبيوتهم أقفاص، ولكل مكروه أجل، وللبقاع دول، والدهر يسير بالمقيم، ويمزج البؤس بالنعيم، وله من قصيدة:

كيف نومي وقد حللت ببغد ** اد مقيما في أرضها لا أريم

ببلاد فيها الركايا عليه ** ن أكاليل من بعوض تحوم

جوها في الشتاء والصيف دخا ** ن كثيف وماؤها يحموم

ويح دار الملك التي تنفح المس ** ك إذا ما جرى عليه النسيم

كيف قد أقفرت وحاربها الده ** ر وعين الحياة فيها البوم

نحن كنا سكانها فانقضى ذ ** لك عنا وأي شيء يدوم وقال أيضا:

أطال الهم في بغداد ليلي ** وقد يشقى المسافر أو يفوز

ظللت بها على زعمي مقيما ** كعنين تعانقه عجوز

وقال محمد بن أحمد بن شميعة البغدادي شاعر عصري فيها:

ود أهل الزوراء زور فلا ** تغترر بالوداد من ساكنيها

هي دار السلام حسب فلا ** تطمع منها إلا بما قيل فيها وكان المعتصم قد سأل أبا العيناء عن بغداد وكان سيئ الرأي فيها فقال: هي يا أمير المؤمنين كما قال عمارة بن عقيل:

ما أنت يا بغداد إلأسلح إذا اعتراك مطر أو نفح وإن خففت فتراب برح وكما قال آخر:

هل الله من بغداد يا صاح مخرجي ** فأصبح لا تبدو لعيني قصورها

وميدانها المذري علينا ترابها ** إذا شمخت أبغالها وحميرها وقال آ خر:

أذم بغداد والمقام بها ** من بعد ما خبرة وتجريب

ما عند سكانها لمختبط ** خير ولا فرجة لمكروب

يحتاج باغي المقام بينهم ** إلى ثلاث من بعد تتريب

كنوز قارون أن تكون له ** وعمر نوح وصبر أيوب

قوم مواعيدهم مزخرفة ** بزخرف القول والأكاذيب

خلوا سبيل العلى لغيرهم ** ونافسوا في الفسوق والحوب وقال بعض الأعراب:

لقد طال في بغداد ليلي ومن يبت ** ببغداد يصبح ليله غيرراقد

بلاد إذا ولى النهار تنافرت ** براغيثها من بين مثنى وواحد

ديازجة شفب البطون كأنها ** بغال بريد أرسلت في مذاود

وقرأت بخط عبد الله بن أحمد جخجخ. قال أبو العالية:

ترحل فما بغداد دار إقامة ** ولا عند من يرجى ببغداد طائل

محل ملوك سمتهم في أديمهم ** فكلهم من حلية المجد عاطل

سوى معشر جلو وجل قليلهم ** يضاف إلى بذل الندى وهو باخل

ولا غرو إن شلت يد الجود والندى ** وقل سماح من رجال ونائل

إذا غطمط البحر الغطامط ماؤه ** فليس عجيبا أن تفيض الجداول و قال آخر:

كفى حزنا والحمد لله أنني ** ببغداد قد اعيت علي مذاهبي

أصاحب قوما لا ألذ صحابهم ** وآلف قوما لست فيهم براغب

ولم أثو في بغداد حبا لأهلها ** ولا أن فيها مستفادا لطالب

سأرحل عنها قاليا لسراتها ** وأتركها ترك الملول المجانب

فإن ألجأتني الحادثات إليهم ** فأير حمار في حرام النوائب وقال بعضهم يمدح بغداد ويذم أهلها:

سقيا لبغداد ورعيا لها ** ولا سقى صوب الحيا أهلها

يا عجبا من سفل مثلهم ** كيف أبيحوا جنة مثلها وقال آخر:

اخلع ببغداد العذارا ** ودع التنسك والوقارا

فلقد بليت بعصبة ** ما إن يرون العار عارا

لا مسلمين ولا يهو ** د ولا مجوس ولا نصارى وقدم بعض الهجريين بغداد فاستوبأها. وقال:

أرى الريف يدنو كل يوم وليلة ** وأزداد من نجد وساكنه بعدا

ألا إن بغدادا بلاد بغيضة ** إلي وإن أمست معيشتها رغدا

بلاد ترى الأرواح فيها مريضة ** وتزداد نتنا حين تمطر أو تندا وقال أعرابي مثل ذلك:

ألا يا غراب البين مالك ثاويا ** ببغداد لا تمضي وأنت صحيح

ألا إنما بغداد دار بلية ** هل الله من سجن البلاد مريح وقال أبو يعلى بن الهبارية أنشدني جدي أبو الفضل محمد بن محمد لنفسه:

إذا سقى الله أرضا صوب غادية ** فلا سقى الله غيثا أرض بغداد

أرض بها الحر معدوم كأن لها ** قد قيل في مثل لا حر بالوادي

بل كل ما شئت من علق وزانية ** ومستجد وصفعان وقواد وقال أيضا أبو يعلى بن الهبارية أنشدني معدان التغليي لنفسه:

بغداد دار طيبها آخذ ** نسيمها مني بأنفاسي

تصلح للموسر لا لامرىء ** يبيت في فقر وإفلاس

لو حلها قارون رب الغنى ** أصبح ذا هم ووسواس

هي التي توعد لكنها ** عاجلة للطاعم الكاس

حور وولدان ومن كل ما ** تطلبه فيها سوى الناس بغراز: اخره زاي. قال بعضهم: بطرسوس وأحسبه المذكور بعده.

بغراس: بالسين مكان الزاي. مدينة في لحف جبل اللكام بينها وبين أنطاكية أربعة فراسخ على يمين القاصد إلى أنطاكية من حلب في البلاد المطلة على نواحي طرسوس. قال البلاذرى وكانت أرض بغراس لمسلمة بن عبد الملك ووقفها على سبيل البر وكانت بيد الأفرنج ففتحها صلاح الدين يوسف بن أيوب في سنة 584، وقد ذكره البحتري في شعر مدح به أحمد بن طولون:

سيوف لها في كل دار غدا ردى ** وخيل لها في كل دار غدا نهب

علت فرق بغراس فضاقت بما جنت ** صدور رجال حين ضاق بها درب

ينسب اليها أبو عثمان سعيد بن حرب البغراسي يروي عن عثمان بن خرزاد الأنطاكي وكان حافظا، وأحمد بن إبراهيم البغراسي روى عن أبي بكر الآجري كتب عنه محمد بن بكر بن أحمد وغيره، وقال الحافظ أبوالقاسم محمد بن ابراهيم بن القاسم أبوبكر البغراسي الحضرمي قدم دمشق وحدث في سنة 414 عن أبي علي المحسن بن هبة الله الرملي سمع منه خلف بن مسعود الأندلسي.

بغروند: بفتح الواو وسكون النون والدال كذا وجدته مضبوطا بخط ابن برد الخيار، وهو بلد معدود في أرمينية الثالثة.

بغشور: بضم الشين المعجمة وسكون الواو وراء. بليدة بين هراة ومرو الروذ شربهم من آبار عذبة وزروعهم ومباطخهم أعذاء وهم في برية ليس عندهم شجرة واحدة ويقال لها بغ أيضا رأيتها في شهور سنة 616 والخراب فيها ظاهر، وقد نسب إليها خلق كثير من العلماء والأعيان. منهم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابوربن شاهنشاه بن بنت أحمد بن منيع بغوي الأصل ولد ببغداد سمع علي بن الجعد وخلف بن هشام البزاز وعبيد الله بن محمد بن عائشة وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني في خلق من الأئمة روى عنه يحيى بن محمد بن صاعد وعبدالباقي بن قانع ومحمد بن عمر الجعابي والدارقطني وابن شاهين وابن حيوية وخلق كثير وكان ثقة ثبتا مكثرا فهما عارفا وقيل انما قيل له البغوي لأجل جده أحمد بن منيع وأما هو فولد ببغداد وكان محدث العراق في عصره وإليه الرحلة من البلاد وعمر طويلا وكانت ولادته سنة 213 ومات سنة 317، وأبو الأحوص محمد بن حيان البغوي سكن بغداد روى عن مالك وهشيم روى عنه أحمد بن حنبل و غيره. وتوفي سنة 327، والإمام أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الفقيه العالم المشهور صاحب التصانيف التي منها التهذيب في الفقه على مذهب الشافعي وشرح السنة وتفسير القرآن وغير ذلك وكان يلقب محيي السنة وكان بمرو الروذ وبنج ده مات في شوال سنة 516ومولده في جمادى الأولى سنة 433، وأخوه الحسن وكان أيضا عن أهل العلم ذكر. في التحبير وقال كان رحمه الله رقيق القلب. أنشد رجل:

ويوم تولت الأظعان عنا ** وقوض حاضر وأرن حادي

ممدت الى الوداع يدي وأخرى ** حبست بها الحياة على فؤادي

فتواجد الحسن والفراء وخلع ثيابه التي عليه ومات سنة 529 بغ: هي الي قبلها ويقال لها بغ وبغشور والنسبة إليها بغوي على غير قياس على إحداهما. روى عن أبي محمد الحسين بن بدر بن عبد الله مولى الموفق أنه قال، قال لي عبد الله بن محمد البغوي أنا من قرية بخراسان يقال لها بغاوة. قلت وهذا ليس بصحيح فإن بغاوة بخراسان لأ تحرف وقد رأيت بغشور ورأيت أهلها وهم ينتسبون بغوين.

بغلان: آخره نون. قال أبو سعد بغلان. بلدة بنواحي بلخ وظني أنها من طخارستان وهي العليا والسفلى وهما من أنزه بلاد الله على ما قيل بكثرة الأنهار والتفاف الأشجار وقيل بين بغلان وبلخ ستة أيام. منها قتيبة بن سعد بن جميل بن طريف بن عبد الله أبو رجاء الثقفي مولاهم. قال أحمد بن سيار بن أيوب كان قتيية مولى الحجاج بن يوسف قال الخطيب إنه من أهل بغلان قرية من قرى بلخ ذكر ابن عدي الجرجاني أن اسمه يحيى ولقبه قتيبة، وقال أبو عبد الله محمد بن مندة اسمه علي رحل إلى المدينة ومكة والشام والعراق ومصر سمع مالك بن أنس والليث بن سعد وعبد الله بن لهيعة وحماد بن زيد وأبا عوانة وسفيان بن عيينة وغيرهم روى عنه أحمد بن حنبل وأبو خيثمة زهير بن حرب وأبو بكر بن أبي شيبة والحسن بن عرفة وأبو زرعة وأبو حاتم والبخاري ومسلم في صحيحيهما وخلق غير هؤلاء وقدم بغداد وحدث بها سنة 216 فجاء أحمد ويحيى وقال قتيبة وكان أول خروجي سنة 172 وكنت يومئذ ابن ثلاث وعشرين سنة وكان قتيبة من الأئمة والثقات والمكثرين من المال والبقر والغنم والإبل والجاه وحسن الخلق ثبتا فيما يروى صاحب سنة وجماعة وكان قد كتب الحديث عن ثلات طبقات وكل أثنى عليه بالجميل ووثقه وكان ينشد:

لولا القضاء الذي لا بد مدركه ** والرزق يأكله الانسان بالقدر

ما كان مثلي في بغلان مسكنه ** ولا يمر بها إلا على سفر

وقال عبد الله بن محمد البغوي مات قتيبة بن سعيد بخراسان بقرية من رستاق بلخ تدعى بغلان وكان أقام بها ونزل بلخ وكانت وفاته في سنة 240 لليلتين خلتا من شعبان ومولده سنة 148 وقال غيره سنة 50.

بغوخك: الخاء معجمة مفتوحة وكاف، من قرى نيسابور. منها أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن سليمان البغوخكي النيسابوري توفي سنة 329.

بغولن: بضم الغين وسكون الواو وفتح اللام ونون. قال أبو سعد وظني أنها من قرى نيسابور. منها أبو حامد أحمد بن إبراهيم بن محمد الفقيه الزاهد البغولني من أصحاب أبي حنيفة وشيخهم في عصره درس بنيسابور فقه أبي حنيفة نيفا وستين سنة سمع بنيسابور والعراق وتوفي في سابع عشر شهر رمضان سنة 383.

بغيبغة: بالضم ثم الفتح وياء ساكنة وباء موحدة مكسورة وغين أخرى كأنه تصغير البغبغة وهو ضرب من الهدير والبغيبغة البئر القريبة الرشاء. قال الراجز:

يا رب ماء لك بالأجبال ** بغيبغ ينزع بالعقال

أجبال طي الشمخ الطوال ** طام عليه ورق الهدال وقال ابن الأعرابي البغيبغ ماء كان قامة أو نحوها. قال محمد بن يزيد في كتاب الكامل رووا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما أوصى إلى ابنه الحسن في وقف أمواله وأن يجعل فيها ثلاثة من مواليه وقف فيها عين أبي نيزر والبغيبغة قال وهذا غلط لان وقفه هذين الموضعين كان لسنتين من خلافته. قلت أنا وسنذكر عين أبي نيزر في باب العين من كتابنا هذا ونذكر صورة الكتاب الذي كتب في وقفها وتحدث النيزريون أن معاوية كتب إلى مروان بن الحكم وهو والي المدينة أما بعد فإن أمير المؤمنين قد أحب أن يرد الإلفة ويسل السخيمة ويصل الرحم فإذا وصل إليك كتابي فاخطب إلى عبد الله بن جعفر ابنته أم كلثوم على يزيد ابن أمير المؤمنين وارغب له في الصداق. فوجه مروان إلى عبد الله بن جعفر فقرأ عليه كتاب معاوية وعرفه ما في الألفة من إصلاح ذات البين. قال عبد الله أن خالها الحسين بينبع وليس ممن يفتات عليه فأنظزني إلى أن يقدم. وكانت أمها زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فلما قدم الحسين ذكر له ذلك عبد الله بن جعفر فقام من عنده ودخل على الجارية وقال يا بنية إن ابن عمك القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب أحق بك ولعلك ترغبين في كثرة الصداق وقد نحلتك البغيبغات فلما حضر القوم للاملاك تكلم مروان فذكر معاوية وما قصده من صلة الرحم وجمع الكلمة فتكلم الحسين وزوجها من القاسم بن محمد فقال له مروان أغدرا يا حسين فقال أنت بدأت خطب أبومحمد الحسن بن علي عائشة بنت عثمان بن عفان فاجتمعنا لذلك فتكلمت أنت وزوجتها من عبد الله بن الزبير فقال مروان ما كان ذاك فالتفت الحسين إلى محمد بن حاطب وقال أنشدك الله أكان ذاك فقال اللهم نعم. فلم تزل هذه الضيعة في يدي عبد الله بن جعفر من ناحية أم كلثوم يتوارثونها حتى استخلف المأمون فذكر ذلك له فقال كلا هذه وقف علي بن أبي طالب على ولد فاطمة فانتزعها من أيديهم وعوضهم عنها وردها إلى ما كانت عليه.

بغيث: بلفظ تصغير بغث آخره ثاء مثلثة والأبغث المكان الذي فيه رمل وهو أيضا مثل الأغبر في الألوان وبغث وبغيث. اسم واديين في ظهر خيبر لهما ذكر في بعض الأخبار وهناك قريتان يقال لهما برق وتعنق في بلاد فزار ة.

بغيديد: تصغير بغداد في ثلاثة مواضع. أحدها من نواحي بغداد فيما أحسب كان منها شاعر عصري يقيم بالحنة المزيدية والنيل وتلك النواحي كان جيدا في الهجاء، وبغيديد: بليد بين خوارزم والجند من نواحي تركستان مشهور عندهم، وبغيديد: من قرى حلب.

بغية: كأنه تصغير البغية وهي الحاجة. عين ماء.

باب الباء والقاف وما يليهما

بقابوس: بالفتح وبعد الألف باء أخرى مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة. من قرى بغداد ثم من نهر الملك. منها أبو بكر عبد الله بن مبادر بن عبد الله الضرير البقابوسي إمام مسجد يانس بالريحانيين ببغداد سمع عبد الخالق بن يوسف وسعيد بن البناء وأبا بكر الزعفراني سمع منه أقرانه ومات سنة 604 وقد نيف على السبعين.

بقار: بفتح أوله وتشديد ثانيه يقال بقر الرجل يبقر إذا حسر وأعيا فكأن هذا المعنى يعني سالكه. قيل هو، واد وقيل رملة معروفة وقيل موضح برمل عالج قريب من جبلي طيئ. قال لبيذ.

فبات السيل يركب جانبيه ** من البقار كالعمد الثفال وقال الحازمي البفار رمل بنجد وقيل بناحية اليمامة. قال الأعشى:

تصيف رملة البقار يوما ** فبات بتلك يضربه الجليد وقال الأبيرد بن هرثمة العذري وكان تزوج امرأة وساق إليها خمسين من الإبل:

وإني لسمح إذ أفرق بيننا ** بأكثبة البقار يا أم هاشم

فأفنى صداق المحصنات إفالها ** فلم يبق إلا جلة كالبراعم وقنة البقار جبيل لبني أسد، وينشد:

................... كأنهم ** تحت السنور قنة البقار البقاع: جمع بقعة. موضع يقال له بقاع كلب قريب من دمشق وهو أرض واسعة بين بعلبك وحمص ودمشق فيها قرى كثيرة ومياه غزيرة نميرة وأكثر شرب هذه الضياع من عين تخرج من جبل يقال لهذه العين عين الجر وبالبقاع هذه قبر الياس النبي عليه السلام وفي ديوان الأدب للغوري بقاع أرض بوزن قطام.

البقال: بالتشديد موضع بالمدينة. قال الزبير بن بكار في ذكر طلحة بن عبد الرحمن القرشي من ولد البحتري بن هشام وكان في صحابة أبي العباس السفاح قال وداره بالمدينة إلى جنب بقيع الزبير بالبقال.

بقدس: بالفتح ثم السكون وفتح الدال والسين مهملة. مدينة بجزيرة صقلية.

بقران: بثلاث فتحات وقد تكسر القاف وربما سكنت من مخاليف اليمن لبني نجيد يجتلب منه الجزع البقراني وهو أجود أنواعه قالوا وقد يبلغ الفص منه مائة دينار. قلت لعل هذا كان قديما فأما في زماننا فما رأيت ولا سمعت فص جزع بلغ دينارا قط ولو انتهت غايته في الحسن إلى أقصى مداها وقد ذكر في مخاليف الطائف بقران.

بقر: بالتحريك موضع قرب خفان، وقرون تقر في ديار بني عامر المجاورة لبني الحارث بن كعب كانت فيه وقعة، وذو بقر واد بين أخيلة الحمى حمى الربذة.

قال الشاعر:

الأ كداركم بذي بقر الحمى ** هيهات ذو بقر من المزدار وقال القحيف العقيلي:

فيا عجبا مني ومن طارق الكرى ** إذا منع العين الرقاد وسهدا

ومن عبرة جاءت شابيب إن بدا ** بذي بقرآيات ربع تأبدا بقرة: بالتحريك ماءة عن يمين الحواب لبني كعب بن عبد من بني كلاب وعندها الهروة وبها معدن الذهب.

بقطاطس: من قرى حمص لها ذكر في التاريخ.

بقطر: بسكون القاف قرية بالصعيد من كورة الأسيوطية.

بقطر: بضم أوله والقاف موضع بالصعيد وهو على شاطىء مدينة قفط على شرقي النيل.

بقعآء: بالمد وأوله مفتوح يقال سنة بقعاء أي مجدبة وبقعاء اسم قرية من قرى اليمامة لاتدخله الألف واللام. وقيل بقعاء ماء مر لبني عبس، وقال أبو عبيدة البقعاء والجوفاء وتلعة مياه لبني سليط و اسم سليط كعب بن الحارث بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. قال جرير:

وقد كان في تفعاء ري لشائكم ** وتلعة والجوفاء يجري غديرها وتزوجت امرأة من بني عبس في بني أسد ونقلها زوجها إلى ماء يقال له لينة وهو موصوف بالعذوبة والطيب وكان زوجها عنينا ففركته واجتوت الماء فاختلعت منه وتزوجها رجل من أهل بقعاء فأرضاها. فقالت:

فمن يهد لي من ماء بقعاء شربة ** فإن له من ماء لينة أربعا

لقد زادني وجدا ببقعاء أنني ** وجدت مطايانا بلينة ظلعا

فمن مبلغ تربي بالرمل أنني ** بكيت فلم أترك لعيني مدمعا وبقعاء الموضع الذي خرج إليه أبو بكر الصديق رضي الله عنه لتجهيز المسلمين لقتال أهل الردة وهو تلقاء نجد على أربعة وعشرين ميلا من المدينة. قال الواقدي وبقعاء هو ذو القصة، وبقعاء المسالح موضع آخر ذكره ابن مقبل فقال:

رأينا ببقعاء المسالح دوننا ** من الموت جون ذو غوارب أكلف

وقال مخيس بن أرطاة الأعرجي لرجل من بني حنيفة يقال له يحيى وكان أبصر امرأة في قرية من قرى اليمامة يقال لها بقعاء.

عرضت نصيحة مني ليحيى ** فقال غششتني والنصح مر

وما بي أن أكون أعيب يحيى ** ويحيى طاهر الأثواب بر

ولكن قد أتاني أن يحيى ** يقال عليه في بقعاء شر

فقلت له تجنب كل شيء ** يقال عليك إن الحر حر وقال أبو زياد في نوادره ولبني عقيل. بقعاء وبقيع يخالطن مهرة في ديارها قال وبين ذنب الحليف الذي سميت لك إلى بقعاء من بلاد مهرة في بلادعقيل لم يخالطها أحد في ديارها مسيرة شهر ونصف، وقال الأصمعي في كتاب الجزيرة ولبني نصر بن معاوية بجانب ركبة، بقعاء بين الحجاز وبين ركبة وهي من أرض ركبة، والبقعاء كورة كبيرة من أرض الموصل وهي بين الموصل ونصيبين قصبتها برقعيد فيها قرى كثيرة بناؤها كلها قباب، وبقعاء العيس من كورة منبج وهي من بداية على الفرات إلى نهر الساجور، وبقعاء ربيعة من كورمنبج أيضا وهي من نهر الساجور إلى أن تتصل بأعمال حلب، وقال أبو عبيد السكوني. بقعاء قرية بأجاء لجديلة طيىء ثم لبني قرواش منهم.

بقعان: بالضم وآخره نون، اسم موضع وقيل قرية، وقال عدي بن زيد:

تصيف الحزن فانجابت عقيقته ** فيها خناف وتقريب بلا يتم

ينتاب بالعرق من بقعان معهده ** ماء الشريعة أو غيضا من الأجم بقع: بالضم موضع بالشام من ديار كلب بن وبرة وهناك استقر طليحة بن خويلد الأسدي المتنبي لما هرب يوم بزاخة، والبقع أيضا اسم بئر بالمدينة، وقال الواقدي البقع من السقيا التي بنقب بني دينار كذا قيده غير واحد من الأئمة.

بقلار: بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وراء موضع بثغر أذربيجان. قال أبو تمام:

ولم يبق في أرض البقلار طائر ** ولا سبع إلا وقد بات مولما بقلان: بالضم ثم السكون وآخره نون. صقع دون زبيد وحده من قباء إلى سهام من ناحية الكدراء وكان ابن الزبير قد ولى عبد الله بن عبد الرحمن بن الوليد المخزومي ويعرف بالأزرق بلاد اليمن فوفد عليه أبودهبل الجمحي فمدحه فأفضل عليه ثم بلغه أنه عزل. فقال:

يا حار إني لما بقعتني أصلا ** مرنح من ضمير الوجد معمود

نخاف عزل امرئ كنا نعيش به ** معروفه إن طلبنا العرف موجود

حتى الذي بين عسفان إلى عدن ** لحب لمن يطلب المعروف أخدود

إن تغد من منقلي بقلان مرتحلا ** يرحل عن اليمن المعروف والجود بقنس: بثلات كسرات والنون مشددة من قرى البلقاء من أرض الشام كانت لأبي سفيان صخر بن حرب أيام كان يتجر إلى الشام ثم صارت لولده بعده كذا في كتاب نصر.

بقة: بالفتح وتشديد القاف واحدة البق اسم موضع قريب من الحيرة، وقيل حصن كان على فرسخين من هيت كان ينزله جذيمة الأبرش ملك الحيرة وإياه أراد قصير وقد استشاره جذيمة بعد فوات الأمر وكان أشار عليه أن لا يمضي إلى الزباء فلم يطعه فلما قرب منها وأحاط به عساكرها قال جذيمة ما الرأي يا قصير فقال له ببقة خلفت الرأي فضربت العرب ذلك مثلا. قال نهشل بن حري.

ومولى عصاني واستبد برأيه ** كما لم يطع بالبقتين قصير

فلما رأى ماغب أمري وأمره ** وناءت بأعجاز الأمور صدور

تمنى نئيشا أن يكون أطاعني ** وقد حدثت بعد الأمور أمور يقال فعل ذلك-نئيشا- أي أخيرا بعد ما فات والتنوش التأخر. قال عدي بن زيد:

ألا يا أيها المثري المزجي ** ألم تسمع بخطب الأولينا

دعا بالبقة الأمراء يوما ** جذيمة عام ينجوهم ثبينا

فلم ير غير ما ائتمروا سواه ** فشد لرحلة السفر الوضينا

فطاوع أمره وعصى قصيرا ** وكان يقول لو نفع اليقينا وذكر قصة جذيمة والزباء بطولها: بقيرة: بالفتح ثم الكسر مدينة في شرقي الأندلس معدودة - في أعمال تطيلة بينهما أحد عشر فرسخا وبقيرة أيضاحصن من أعمال رية.

بقيع الغرقد: بالغين المعجمة. أصل البقيع في اللغة الموضع الذي فيه أروم الشجر من ضروب شتى وبه سمي بقيع الغرقد- والغرقد- كبار العوسج. قال الراجز:

ألفن ضالا ناعما وغرقدا وقال الخطيم العكلي:

أواعس في برث من الأرض طيب ** وأودية ينبتن سدراوغرقدا وهو مقبرة أهل المدينة وهي داخل المدينة. قال عمرو بن النعمان البياضي يرثي قومه وكانوا قد دخلوا حديقة من حدائقهم في بعض حروبهم وأغلقوا بابها عليهم ثم اقتتلوا فلم يفتح الباب حتى قتل بعضهم بعضا. فقال في ذلك.

خلت الديار فسدت غير مسود ** ومن العناء تفردي بالسودد

أين الذين عهدتهم في غبطة ** بين العقيق إلى بقيع الغرقد

كانت لهم أنهاب كل قبيلة ** وسلاح كل مدرب مستنجد

نفسي الفداء لفتية من عامر ** شربوا المنية في مقام أنكد

قوم همو سفكوا دماء سراتهم ** بعض ببعض فعل من لم يرشد

يا للرجال لعثرة من دهرهم ** تركت منازلهم كأن لم تعهد وهذه الأبيات في الحماسة منسوبة إلى رجل من خثعم وفي أولها زيادة على هذا، وقال الزبير أعلا أودية العقيق البقيع، وأنشد لأبي قطيفة:

ليت شعري وأين مني ليث ** أعلى العهد يلبن فبرام

أم كعهدي العقيق أم غيرته ** بعدي الحادثات والأيام وبقيع الزبير أيضا بالمدينة فيه دور ومنازل، وبقيع الخيل بالمدينة أيضا عند دار زيد بن ثابت، وبقيع الخبجبة بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة وفتح الجيم وباء أخرى ذكره في سنن أبي داود- والخبجبة - شجر عرف به هذا الموضع قال ذلك السهيلي في شرح السيرة وهو غريب لم أجده لغيره والرواة على أنه بجيمين.

بقيع: بلفظ التصغير، موضع من ديار بني عقيل وراء اليمامة متاخم لبلاد اليمن له ذكر في أشعارهم وبقيع أيضا ماء لبني عجل.

بقيقا: من قرى الكوفة. كانت بها وقعة للخوارج وكان مصعب قد استخلف على الكوفة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة القباع فبلغه أن قطري بن الفجاءة سار إلى المدائن فخرج إلى القباع فكان مسيره من الكوفة إلى باجوا شهرا فقال عند ذلك بعض الشعراء:

سار بنا القباع سيرا ملسا ** بين بقيقا وبديقا خمسا قال وفيما بينهما نحو ميلين، وقال أيضا:

سار بنا القباع سيرا نكرا ** يسير يوما ويقيم شهرا باب الباء والكاف وما يليهما

بكار: بالفتح وتشديد الكاف كأنه نسبة صانع البكر أو بائعها كعطار ونجار، قرية من قرى شيراز من أرض فارس.

بكاس: بتخفيف الكاف، قلعة من نواحي حلب على شاطىء العاصي ولها عين تخرج من تحتها بينها وبين ثغور المصيصة تقابلها قلعة أخري يقال لها: الشغر بينهما واد كالخندق يقال له: الشغر، وبكاس معطوف ولا يكادون يفردون واحدة منهما وهي في أيامنا هذه لصاحب حلب الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن أيوب.

بكراباذ: قال الاصطخري: جرجان قطعتان إحداهما المدينة والأخرى، بكراباذ وبينهما نهر يجري يحتمل أن تجري فيه السفن، ينسب إليه البكراوي والبكراباذي، منها أبو سعيد بن محمد البكراوي، وفي الفيصل سعيد بن محمد ويقال: البكراباذي سمع يعقوب بن حميد بن كاسب روى عنه الحافظ أبو أحمد بن عدي، وأبو الفتح سهل بن علي بن أحمد البكراباذي الجرجاني، وأبو جعفر كميل بن جعفر بن كميل الفقيه الجرجاني البكراباذي الحنفي رأس أصحاب أبي حنيفة في زمانه روى الحديث عن أحمد بن يوسف البحيري وغيره وتوفي سنة 336، و غيرهم.

البكرات: ذكرت مع البكرة بعد هذا.

البكران: بسكون الكاف، موضع بناحية ضرية وبين ضرية والمدينة سبع ليال.

بكرد: بالفتح ثم الكسر وسكون الراء ودال مهملة، قرية من قرى مرو منها على ثلاثة فراسخ، ينسب إليها سلام البكردي توارى يزيد النحوي في داره فأخرجه أبو مسلم منها وأمر بضرب عنقه مع يزيد النحوي.

بكر: بسكون الكاف، واد في ديار طيئ قرب رمان بكر: بضمتين، من مشهور قلاع صنعاء وبالقرب منها قلعة يقال لها: ظفروهما أبعد قلاع صنعاء عنها.

البكرة: بسكون الكاف، ماءة لبني ذويبة من الضباب وعندها جبال شمخ سود يقال لها: البكرات، وقال الأصمعي: في قول امرىء القيس:

عرفت ديار الحي بالبكرات ** فعارمة فبرقة العيرات أرانيها أعرابي فقال: هل لك في البكرات التي ذكرها امرؤ القيس فإذا قارات رؤوسها شاخصة، قال الأصعمي: بين عاقل وبين هذه الأرضين أيام وفراسخ ولم يعرفها ابن الكلبي، وقال ابن أبي حفصة: البكرات ماء لضبة بأرض اليمامة وهي قارات بأسفل الوشم، قال جرير:

هل رام جو سويقتين مكانه ** أو أبكر البكرات أو نعشار بكسرائيل: بكسر أوله وثانيه وسكون السين وراء وألف وهمزة وياء ولام، حصن من سواحل حمص مقابل جبلة في الجبل.

بكمزة: بالفتح والزاي، قرية بينها وبين بعقوبا نحو فرسخين كان بينها وبين بعيقبة الوقعة المشهورة بين المقتفي لأمر الله والبقش كون خر أحد الأمراء من قبل السلطان أرسلان شاه بن طغرل بن محمد بن ملك شاه فانهزم البقش وأرسلان شاه وحزبهم وغنم عسكر المقتفي معسكرهم ورجع المقتفي إلى بغداد غانما وذلك في سنة 549.

بكيون: لم يتحقق لنا ضبطه لكن أبا سعد كذا صوره، وقال البكيوني: هو أبو زكرياء يحيى بن جعفر بن أعين الأزدي البيكندي البكري، سكن قرية بكيون صاحب كتاب التفسير وغيره من المصنفات سمع سفيان بن عيينة وغيره روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري و غيره.

بكة: هي مكة بيت الله الحرام أبدلت الميم باء وقيل: بكة بطن مكة، وقيل: موضع البيت المسجد ومكة ما وراءه وقيل: البيت مكة وما ولاه بكة، وقال ابن الكلبي: سميت مكة لأنها بين جبلين بمنزلة المكوك، وقال أبو عبيدة: بكة اسم لبطن مكة وذلك أنهم كانوا يتباكون فيه أي يزدحمون وروي عن مغيرة عن إبراهيم قال: مكة موضع البيت وبكة موضع القرية وقال عمرو بن العاص: إنما سميت بكة لأنها تبك أعناق الجبابرة، وقال يحيى بن أبي أنيسة: بكة موضع البيت ومكة الحرم كله، وقال زيد بن أسلم: بكة الكعبة والمسجد ومكة ذو طوى وهو بطن مكة الذي ذكره الله تعالى في القرآن في صورة الفتح وقيل: بكة لتباك الناس بأقدامهم قدام الكعبة.

بكيل: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام، مخلاف بكيل من مخاليف اليمن يضاف إلى بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان ومن بطون بكيل، ثور واسمه زيد بن مالك بن معاوية بن دومان بن بكيل وأرحب و اسمه مرة ومرهبة. وذو الشاول بطون بني دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل كل هؤلاء بطون في بكيل، منهم أبوالسفر سعيد بن محمد الثوري البكيلي روى عن ابن عباس والبراء بن عازب وسعيد بن جبير وغيرهم، وينسب إلى هذا المخلاف الأديب علي بن سليمان الملقب بحيدرة له تصانيف في النحو والأدب عصري مات في سنة 599، قال عمارة في تاريخه: ومن بلاد بكيل يبتاع السم الذي يقتل به الملوك وفي بلاد بكيل وحاشد أقوام معروفون باتخاذه تنبت شجرة في بقعة من الأرض ليست إلا لهم وهي حصونهم وهم يحتفظون بها ويشحون عليها كما يحتفظ في الديار المصرية بالشجر الذي منه دهن البلسان وأوفى وكل من مات من ملوك بني نجاح ووزرائهم فمن سمهم مات.

باب الباء واللام وما يليهما

بلاباذ: بالباء الأخرى، قرية في شرقي الموصل من أعمال نينوى بينها وبين الموصل رحلة خفيفة تنزلها القفول وبها خان للسبيل وهي بين الموصل والزاب- البلاثق: بالفتح والثاء المكسورة مثلثة وقاف، موضع في بلاد بني سعد، قال مالك بن نويرة: وكان قد سابق بفرس يقال له: نصاب وكان سباقه في هذا الموضع قال:

جلا عن وجوه الأقربين غباره ** نصاب غداة النقع البلاثق بلاد: بوزن قطام وحذام ورواه بعضهم بكسر الباء، بلد قربب من حجر اليمامة، قال أبو عبيدة: أجود السهام التي وصفها العرب في الجاهلية سهام بلاد وسهام يثرب بلدان عند اليمامة، وأنشد للأعشى:

أنى تذكر ودها وصفاءها ** سفها وأنت بصوة الأثماد

منعت قياس الماسخية رأسه ** بسهام يثرب أو سهام بلاد وقال الحفصي: بلاد محارث باليمامة، وقال عمارة:

وغداة بطن بلاد كان بيوتكم ** ببلاد أنجد منجدون وغاروا

وبذي الأراكة منكم قد غادروا ** جيفا كأن رؤوسها الفخار بلاشابا ذ: بلاساغون: السين مهملة والغين معجمة، بلد عظيم في ثغور الترك وراء نهر سيحون قريب من كاشغر، ينسب إليه جماعة منهم أبو عبد الله محمد بن موسى البلاساغوني يعرف بالترك تفقه ببغداد على القاضي أبي عبد الله الدامغاني الحنفي وقصد الشام فولى قضاء البيت المقدس ثم قضاء دمشق ولم تحمد سيرته روى عن القاضي الدامغاني وكان غاليا في التعصب لمذهب أبي حنيفة والوقيعة في مذهب الشافعي قال الحافظ أبو القاسم: سمعت أبا الحسن بن قبيس الفقيه يسيء الثناء عليه ويقول: إنه كان يقول: لو كان لي ولا لأخذت من أصحاب الشافعي الجزية ومات بدمشق سنة 506 بلاسكرد: ويروى بالزاي مكان السين، قرية بين أربل وأذربيجان، بلاس: بالفتح والسين مهملة، بلد بينه وبين دمشق عشرة أميال، قال حسان بن ثابت:

لمن الدار أقفرت بمعان ** بين شاطىء اليرموك فالصمان

فالقريات من بلاس فدار ** يا فسكاء فالقصور الدواني بلاس أيضا ناحية بين واسط و البصرة يسكنها قوم من العرب لهم خيل موصوفة بالكرم والجودة: بلاشجرد: الشين معجمة والجيم مكسورة، من قرى مرو بينهما أربعة فراسخ أنشأها الملك بلاش بن فيروز أحد ملوك الفرس في الجاهلية.

بلاشكر: قرية بين البردان وبغداد لها ذكر في الشعر والأخبار.

بلاص: بالفتح وتشديد اللام والصاد مهملة، قرية بالصعيد تجاه قوص من الجانب الغريي ودير البلاص قرية إلى جانبها كذا يروى.

البلاط: يروى بكسر الباء وفتحها وهو في مواضع منها بيت البلاط، من قرى غوطة دمشق. ينسب إليها جماعة، منهم أبو سعيد مسلمة بن علي البلاطي سكن مصر وحدث بها ولم يكن عندهم بذاك في الحديث توفي بمصر قبل سنة 190 كان آخر من حدث عنه محمد بن رمح، وقال الحافظ أبو القاسم: في تاريخه مسلمة بن علي بن خلف أبوسعيد الخشني البلاطي من بيت البلاط من قرى دمشق بالغوطة روى عن الأوزاعي والأعمش ويحيى بن الحارث ويحيى بن سعيد الأنصاري وذكر جماعة روى عنه عبد الله بن وهب المصري وعبد الله بن عبد الحكم المصري وذكر جماعة أخرى، ويسرة بن صفوان بن حنبل اللخمي البلاطي من أهل قرية البلاط كذا قال أبو القاسم: ولم يقل بيت البلاط فلعلهما اثنتان من قرى دمشق روى عن إبراهيم بن سعد الزهري وعبد الرزاق بن عمر الثقفي وأبي عمرو حفص بن سليمان البزاز وحديج بن معاوية وأبي عقيل يحيى بن المتوكل وعبد الله بن جعفر المدائني وهشيم بن بشير وعثمان بن أبي الكتاب وفليح بن سليمان المدني وأبي معشر السندي وشريك بن عبد الله النخعي وفرج بن فضالة روى عنه ابنه سعدان البخاري وأبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وعباس بن عبد الله الترقفي وموسى بن سهل الرملي وأبو قرصافة محمد بن عبد الوهاب العسقلاني وغيرهم ومات في سنة 216 عن 104 سنين لأن مولده في سنة 112، ومنها البلاط، مدينة عتيقة بين مرعش وأنطاكية يشقها النهر الأسود الخارج من الثغور وهي مدينة كورة الحوار خربت وهي من أعمال حلب، ومنها البلاط، موضع بالقسطنطينية ذكره أبو فراس الحمداني و غير ه في أشعارهم لأنه كان محبس الأسراء أيام سيف الدولة بن حمدان وقد ذكره أبو العباس الصفري شاعر سيف الدولة وكان محبوسا وضربه مثلا:

أراني في حبسي مقيما كأنني ** ولم أغز في دار البلاط مقيم ومنها بلاط عوسجة، حصن بالأندلس من أعمال شنتبرية، ومنها البلاط، موضع بالمدينة مبلط بالحجارة بين مسجد رسول الله وبين سوق المدينة حدث إسحاق بن إبراهيم الموصلي عن سعيد بن عائشة مولى آل المطلب بن عبد مناف، قال: خرجت امرأة من بني زهرة في حق فرآها رجل من بني عبد شمس من أهل الشام فأعجبته فسأل عنها فنسبت له فخطبها إلى أهلها فزوجوه على كره منها وخرج بها إلى الشام مكرهة فسمعت منشدا لقول أبي تطيفة عمروبن الوليد بن عقبة بن أبي معيط وهويقول:

ألا ليت شعري هل تغير بعدنا ** جبوب المصلى أم كعهدي القرائن

وهل أدور حول البلاط عوامر ** من الحي أم هل بالمدينة ساكن

إذا برقت نحو الحجاز سحابة ** دعا الشوق منها برقها المتيامن

فلم أتركها رغبة عن بلادها ** ولكنه ما قدر الله كائن

أحن إلى تلك الوجوه صبابة ** كأني أسير في السلاسل راهن

قال: فتنفست بين النساء ووقعت فإذا هي ميتة، قال سعيد ابن عائشة: فحدثت بهذا الحديث عبد العزيز بن ثابت الأعرج فقال: أتعرفها قلت: لا، قال: هي والله عمتي حميدة بنت عمربن عبد الرحمن بن عوف، وهذا البلاط هو المذكور في حديث عثمان أنه أتي بماء فتوضأ بالبلاط، وقد ذكر هذا البلاط في غير شعر ولعلي آتي بشيء منه في ضمن ما يأتي.

بلاطنس: بضم الطاء والنون والسين مهملة، حصن منيع بسواحل الشام مقابل اللاذقية من أعمال حلب.

بلاطة: بالضم، قرية من أعمال نابلس من أرض فلسطين يزعم اليهود أن نمرود بن كنعان فيها رمى إبراهيم عليه السلام إلى النار وبها عين الخضر وبها دفن يوسف الصديق عليه السلام وقبره بها مشهور عند الشجرة، وأما إبراهيم والنمرود فالصحيح عند العلماء أنه كان بأرض بابل من أرض العراق وموضع النار هناك معروف و الله أعلم.

بلاق: بالكسر وآخره قاف. بلد في آخر عمل الصعيد وأول بلاد النوبة كالحد بينهما.

بلاكث: بالفتح وكسر الكاف والثاء المثلثة، قال محمد بن حبيب: بلاكث وبرمة. عرض من المدينة عظيم وبلاكث قريب من برمة، قال يعقوب: بلاكث قارة عظيمة فوق ذي المروة بينه وبين ذي خشب ببطن إضم وبرمة بين خيبر ووادي القرى وهي عيون ونخل لقريش، قال كثير:

نظرت وقد حالت بلاكث دونهم ** وبطنان وادي برمة وظهورها وقال أيضا:

بينما نحن من بلاكث بالقا ** ع سراعا والعيس تهوى هويا

خطرت خطرة على القلب من ذك ** راك وهنا فما استطعت مضيا

قلت لبيك إذ دعاني لك الشو ** ق وللحاديين حثا المطيا البلاليق: جمع بلوقة وهي فجوات في الرمل تنبت الرخامى وغيره وهو بقل، موضع بين تكريت والموصل ويقال لها: البلاليج بالجيم موضع القاف، والبلاليق أيضا، موضع فيه نخل وروض من نواحي اليمامة، قال الفرزدق

فرب ربيع بالبلاليق قد رعت ** بمستن أغياث بعاق ذكورها بلبال: بوزن سلسال. موضع.

بلبد: بالدال المهملة في آخره، مدينة بين برقة وطرابلس حيث قتل محمد بن الأشعث أبا الخطاب الأباضي كذا عن نصر.

بلبل: بتكرار الباء مفتوحتان واللام، موقف من مواقف الحاج، وقيل: جبل.

بلبول: بوزن ملمول، جبل بالوشم من أرض اليمامة، عن ابن السكيت وفيه روضة ذكرت في الرياض وشاهدها، وقال الحفصي: بلبول جبل، وقال أبو زياد: بلبول جبل باليمامة في بلاد بني تميم، ويوم بلبول من أيام العرب قال النميري:

سخرت مني التي لو عبتها ** لم تعد تسخر بعدي برجل

لو رأتني غاديا في صورتي ** بين بلبول فحزم المنتقل

ينفض الغدرة بي ذو ميعة ** سلس المجدل كالذئب الأزل بلبيس: بكسر الباءين وسكون اللام وياء وسين مهملة كذا ضبطه نصر الاسكندري، قال: والعامة تقول بلبيس، مدينة بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ على طريق الشام يسكنها عبس بن بغيض فتحت في سنة 18أو 19 على يد عمرو بن العاص، قال المتنبي:

جزى عربا أمست ببلبيس ربها ** بمسعى لها تقرر بذاك عيونها

كراكر من قيس بن عيلان ساهرا ** جفون ظباها للعلى وجفونها

بلجان: بالفتح ثم السكون وجيم وألف ونون، قرية كبيرة بين البصرة وعبادان رأيتها مرارا اخرها سنة 588 أو بحدها وهي فرضة مراكب كيش التي تحمل بضائع الهند وبها قلعة ووال من قبل ملك كيش ليس لمتولي البصرة معه فيها حكم ثم جرى بين صاحب كيش وصاحب البصرة خلف أدى إلى تحويل أصحاب ملك كيش إلى بليد في طرف جزيرة عبادان من جهة البصرة تسمى المحرزة وصارت فرضة المراكب وهي باقية على ذلك إلى هذا الوقت، وبلجان أيضا، من قرى مرو، ينسب إليها يعقوب بن يوسف بن أبي سهل بن أبي سعيد بن محمود البلجاني ثم الكمساني وبلجان وكمسان قريتان متصلتان كان فقيها واعظا وفيا ظريفا صحب أبا الحسن البستي سمع منه أبو سعد توفي في جمادي الأولى سنة 536بقرية كمسان، ومحمد بن عبد الله البلجاني من بلجان مرو مات سنة 276.

بلج: بالجيم أيضا، حمام بلج بالبصرة كان مذكورا بها ينسب إلى بلج بن كشبة التميمي وهو الذي ينسب إليه الساج البلجي وله ذكر، وبلج أيضا اسم صنم كانت العرب تعبده في الجاهلية سمي ببلج بن المحرق وكان في عميرة وغفيلة من عنزة بن ربيعة كذا وجدته ولم أجد عند ابن الكلبي في عنزة عميرة ولا غفيلة وإنما غفيلة بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار.

بلخاب: بوزن خزعال بالخاء المعجمة، موضع.

بلخان: بوزن سكران، مدينة خلف أبيورد.

بلخ: مدينة مشهورة بخراسان في كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس بلخ طولها مائة وخمس عشرة درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وهي في الأقليم الخامس طالعها إحدى وعشرون درجة من العقرب تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من السرطان، وقد ذكرنا فيما أجملناه من ذكر الإقليم أنها في الرابع، وقال أبو عون: بلخ في الاقليم الخامس طولها ثمان وثمانون درجة وخمس وثلاثون دقيقة وعرضها ثمان وثلاثون درجة وأربعون دقيقة، وبلخ من أجل مدن خراسان وأذكرها وأكثرها خيرا وأوسعها غلة تحمل غلتها إلى جميع خراسان وإلى خوارزم وقيل: إن أول من بناها لهراسف الملك لما خرب صاحبه بخت نضر بيت المقدس وقيل: بل الاسكندر بناها وكانت تسمى الإسكندرية قديما بينها وبين ترمذ اثنا عشر فرسخا ويقال لجيحون: نهر بلخ بينهما نحو عشرة فراسخ فافتتحها الأحنف بن قيس من قبل عبد الله بن عامر بن كريز في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال عبيد الله بن عبد الله الحافظ:

أقول وقد فارقت بغداد مكرها ** سلام على أهل القطيعة والكرخ

هواي ورائي والمسير خلافه ** فقلبي إلى كرخ ووجهي إلى بلخ وينسب اليها خلق كثير، منهم محمد بن علي بن طرخان بن عبد الله بن جياش أبو بكر ويقال أبو عبد الله: البلخي ثم البيكندي سمع بدمشق وغيرها محمد بن عبد الجليل الخشني ومحمد بن الفضل وقتيبة بن سعيد ومحمد بن سليمان لوينا وهشام بن عمار وزياد بن أيوب والحسن بن محمد الزعفراني روى عنه أبو علي الحسن بن نصر بن منصور الطوسي وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن الحسن الفارسي وابنه أبو بكر عبد الله بن محمد بن علي وأبو حرب محمد بن أحمد الحافظ وكان حافظا للحديث حسن التصنيف رحل إلى الشام ومصر وأكثر الكتابة بالكوفة والبصرة وبغداد وتوفي في رجب سنة 278، والحسن بن شجاع بن رجاء أبو علي البلخي الحافظ رحل في طلب العلم إلى الشام والعراق ومصر وحدث عن أبي مسهر ويحيى بن صالح الوحاظي وأبي صالح كاتب الليث وسعيد بن أبي مريم وعبيد الله بن موسى روى عنه البخاري وأبو زرعة الرازي ومحمد بن زكرياء البلخي وأحمد بن علي بن مسلم الأبار، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قلت لأبي: يا أبتي ما الحفاظ قال: يا بني شباب كانوا عندنا من أهل خراسان وقد تفرقوا قلت: ومن هم يا أبت، قال محمد بن إسماعيل: ذاك البخاري وعبيد الله بن عبد الكريم ذاك الرازي وعبد الله بن عبد الرحمن ذاك السمرقندي والحسن بن شجاع ذاك البلخي فقلت:

يا أبت من أحفظ هؤلاء، قال: أما أبو زرعة الرازي فأسردهم وأما محمد بن إسماعيل فأعرفهم وأما عبد الله بن عبد الرحمن فأتقنهم وأما الحسن بن شجاع فأجمعهم للأبواب، وقال أبو عمرو البيكندي: حكيت هذا لمحمد بن عقيل البلخي فأطرى ذكر الحسن بن شجاع فقلت له: لم لم يشتهر كما اشتهر هؤلاء الثلاثة فقال: لأنه لم يمتع بالعمر ومات الحسن بن شجاع للنصف من شوال سنة 244 وهو ابن تسع وأربعين سنة.

بلخع: قال أبو المنذر: هشام بن محمد اتخذت حمير صنما فسموه نسرا فعبدوه، بأرض يقال لها: بلخع. بلدح: اخره حاء مهملة والدال قبله كذلك يقال: بلدح الرجل إذا ضرب بنفسه الأرض وربما قالوا بلطح وبلدح الرجل إذا أعيا وإذا وعد ولم ينجز وبلدح واد قبل مكة من جهة المغرب وفيه المثل لكن على بلدح قوم عجفى قاله بيهس الملقب بنعامة لما رأى قتلة إخوته وقد نحروا ناقة وأكلوا وشبعوا فقال أحدهم: ما أخصب يومنا هذا وأكثر خيره فقال: نعامة ذلك فضرب مثلا في التحزن بالأقارب وفي قصته طول، قال ابن قيس الرقيات:

فمنى فالجمار من عبد شمس ** مقفرات فبلدح فحراء قال أبو الفرج الأصبهاني: حدثني أحمد بن عبيد الله قال: قال أحمد بن الحارث: حدثني المدائني حدثني أبو صالح الفزاري قال: سمع على مياه غطفان كلها ليلة قتل الحسين صاحب فخ هاتف يهتف ويقول:

ألا يا لقوم للسواد المصبح ** ومقتل أولاد النبي ببلدح

لبيك حسينا كل كهل وأمرد ** من الجن إن لم تبك للأنس نوح

فإني لجني وإن معرسي ** لبالبرقة السوداء من دون رحرح بلد: بالتحريك يقال لكركرة: البعير. بلدة لأنها تؤثر من الأرض والبلادة التأثير، وأنشد سيبويه:

أنيخت فألقت بلدة فوق بلدة ** قليل بها الأصوات الأ بغامها

وبذلك سميت البلدة لأنها موضع تأثير الناس، وبلد في مواضع كثيرة، منها البلد الحرام مكة وقد بسط القول في مكة، وبلد وربما قيل لها: بلط بالطاء، قال حمزة: بلد اسمها بالفارسية شهراباذ وفي الزيج طول بلد ثمان وستون درجة ونصف وربع وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلث وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ وبينها وبين نصيبين ثلاثة وعشرون فرسخا قالوا إنما سميت بلط لأن الحوت ابتلعت يونس النبي عليه السلام في نينوى مقابل الموصل وبلطته هناك وبها مشهد عمربن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال عبد الكريم بن طاوس: بها قبر أبي جعفر محمد بن علي الهادي باتفاق، وينسب إليها جماعة، منهم محمد بن زياد بن فروة البلدي سمع أبا شهاب الحناط وغيره روى عنه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، وأحمد بن عيسى بن المسكين بن عيسى بن فيروز أبو العباس البلدي روى عن هاشم بن القاسم ومحمد بن معدان وسليمان بن سيف الحرانيين وإسحاق بن زريق الرسعني والزبير بن محمد الزهاوي روى عنه أبو بكر الشافعي ومحمد بن إسماعيل الوراق وعلي بن عمر الحافظ وأبو حفص بن شاهين ويوسف بن عمر القواس وكان ثقة كثير الحديث مات بواسط سنة 323: وأبو العباس أحمد بن إبراهيم يعرف بالإمام البلدي صاحب علي بن حرب كثير الحديث روى عنه محمد وأحمد ابنا الحسن بن سهل وجماعة من العراقيين و غيرهم: والحسن وقيل: الحسين والأول أصح ابن المسكين بن عيسى بن فيروز أبو منصور البلدي حدث عن أبي بدر شجاع بن الوليد ومحمد بن بشر العبدي ومحمد بن عبيد الطنافسي وأسود بن عامر شاذان روى عنه يحيى بن صاعد والحسن بن إسماعيل المحاملي وعمربن يوسف الزعفراني وجماعة سواهم: وأبو منصور محمد بن الحسين بن سهل بن خليفة بن محمد يعرف بابن الصياح البلدي حدث عن أحمد بن إبراهيم أبي العباس الإمام وسمع أبا علي الحسن بن هشام البلدي في سنة 346، روى عنه أبو القاسم علي بن محمد المصيصي، وأخوه أبو عبد الله أحمد بن الحسين البلدي روى عن علي بن حرب روى عنه أبو القاسم المصيصي أيضا وماتا بعد الأربعمائة، وأبو منصور محمد بن علي بن محمد بن الحسن بن سهل بن خليفة بن الصياح البلدي حدث عن جده روى عنه أبو الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري القرشي، وعلي بن محمد بن علي بن عطاء أبوسعيد البلدي روى عن جعفر بن محمد بن الحجاج وثواب بن يزيد بن شوذب الموصليين عن يوسف بن يعقوب بن محمد الأزهري وغيرهم روى عنه محمد بن الحسن الخلال وجماعة سواه، وأبو الحسن محمد بن عمربن عيسى بن يحيى البلدي روى عن أحمد بن إبراهيم الإمام البلدي ومحمد بن العباس بن الفضل بن الخياط الموصلي روى عنه أحمد بن علي الحافظ مات في سنة 410، وعلي بن محمد بن عبد الواحد بن إسماعيل أبو الحسن البزاز البلدي سمع المعافى بن زكرياء الجريري روى عنه أبو بكر الخطيب وسأله عن مولده فقال: ولدت ببغداد سنة 373 قال: وولد أي ببلد ومات سنة 447، ومحمد بن زريق بن اسماعيل بن زريق أبو منصور المقري البلدي سكن دمشق وحدث بها عن أبي يعلى الموصلي ومحمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري، وأبو علي الحسن بن هشام بن عمرو البلدي روى عن أبي بكر أحمد بن عمر بن حفص القطراني بالبصرة عن محمد بن الطفيل عن شريك والصلت بن زيد عن ليث عن طاووس عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : أنتم الغر المحجلون الحديث روى عنه محمد بن الحسين البلدي. والبلد أيضا يقال: لمدينة الكرج التي عمرها أبو دلف وسماها البلد، ينسب إليها بهذا اللفظ جماعة، منهم أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن البلدي يعرف بعلان الكرجي روى عن الحسين بن إسحاق التستري وعبدان العسكري وسليمان بن محمد بن الحسين بن محمد القصاري البلدي أبو سعد المعروف بالكافي الكرجي قاضي كرج سمع أبا بكر محمد بن أحمد بن باحة وأبا سهل غانم بن محمد بن عبد الواحد وأبا المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل الروياني وغيرهم، والبلد نسف بما وراء النهر ينسب إليها هكذا أبو بكر محمد بن أبي نصرأحمد بن محمد بن أبي نصر البلدي الإمام المحدث المشهور من أهل نسف سمع أبا العباس جعفر بن محمد المستغفري وغيره روى عنه خلق كثير، وحفيده أبو نصر أحمد بن عبد الجبار بن أبي بكر محمد البلدي كان حيا سنة 551وأجداده يعرفون بالبلدي فإنما قيل لجده: ذلك لأن أكثر أهلي نسف زمن جده أبي نصر كانوا من القرى وكان أبو نصر من أهل البلد فعرف بالبلدي فبقي عليه وعلى أعقابه من بعده، والبلد أيضا يراد به مرو الروذ، نسب إليها هكذا أبو محمد بن أبي علي الحسن بن محمد البلدي شيخ صالح من أهل بنج ده. قيل لوالده: البلدي لأنه كان من أهل مرو الروذ وأهل بنج ده هم أهل القرى الخمس فلما سكنها قيل له: البلدي لذلك مات سنة 548أو 549كذا قال أبو سعد في النسب: وقال: في التحبير محمد بن الحسن بن محمد البلدي أبو عبد الله الصوفي من بلد مرو الروذ سكن بنج ده شيخ صالح راغب في الخير وأهله سمع القاضي أبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح الدباس كتبت عنه مات سنة 550، ولعله هو الأول فإنهما لم يختلفا إلا في الكنية والوفاة قريبة. وبلد أيضا بليدة معروفة من نواحي دجيل قرب الحظيرة وحربى من أعمال بغداد لا أعرف من ينسب إليها.د بن عبد الجبار بن أبي بكر محمد البلدي كان حيا سنة 551وأجداده يعرفون بالبلدي فإنما قيل لجده: ذلك لأن أكثر أهلي نسف زمن جده أبي نصر كانوا من القرى وكان أبو نصر من أهل البلد فعرف بالبلدي فبقي عليه وعلى أعقابه من بعده، والبلد أيضا يراد به مرو الروذ، نسب إليها هكذا أبو محمد بن أبي علي الحسن بن محمد البلدي شيخ صالح من أهل بنج ده. قيل لوالده: البلدي لأنه كان من أهل مرو الروذ وأهل بنج ده هم أهل القرى الخمس فلما سكنها قيل له: البلدي لذلك مات سنة 548أو 549كذا قال أبو سعد في النسب: وقال: في التحبير محمد بن الحسن بن محمد البلدي أبو عبد الله الصوفي من بلد مرو الروذ سكن بنج ده شيخ صالح راغب في الخير وأهله سمع القاضي أبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح الدباس كتبت عنه مات سنة 550، ولعله هو الأول فإنهما لم يختلفا إلا في الكنية والوفاة قريبة. وبلد أيضا بليدة معروفة من نواحي دجيل قرب الحظيرة وحربى من أعمال بغداد لا أعرف من ينسب إليها.

بلد: بالفتح وسكون اللام. جبل بحمى ضرية بينه وبين منشد مسيرة شهر كذا قال أبو الفتح نصر هذا كلام سقيم.

بلدود: موضع من نواحي المدينة فيما أحسب. قال ابن هرمة:

هل ما مضى منك يا أسماء مردود ** أم هل تقضت مع الوصل المواعيد

أم هل لياليك ذات البين عائدة ** أيام يجمعنا حلص فبلدود البلدة: في قوله تعالى: بلدة طيبة ورب غفور سبأ: 15، قالوا هي مكة. وبلدة من مدن ساحل بحر الشام قريبة من جبلة من فتوح عبادة بن الصامت، ثم خربت وجلا أهلها فأنشأ معاوية جبلة وكانت حصنا للروم. قال ذلك البلافري.

بلدة: مدينة بالأندلس من أعمال رية وقيل: من أعمال قبرة. منها أبوعثمان سعيد بن محمد بن سيد أبيه بن يعقوب الأموي البلدي كان من الصالحين متقشفا يلبس الصوف. رحل إلى المشرق في سنة 350 ودخل مكة في سنة 351 ولقي أبا بكر محمد بن الحسين الآجري، وقرأ عليه جملة من تآليفه ولقي أبا الحسن محمد بن رافع الخزاعي قرأ عليه فضائل الكعبة من تأليفه، وسمع بمصر الحسن بن رشيق وضمرة بن محمد الكناني وغيرهما، وكان لقي بالقيروان علي بن مسرور وتميم بن محمد. قال ابن بشكوال: وكان مولده في سنة 328 ومات سنة 397.

بلزم: بفتح أوله وثانيه وسكون الراء وميم معناه بكلام الروم المدينة، وهي أعظم مدينة في جزيرة صقلية في بحر المغرب على شاطىء البحر. قال ابن حوقل: بلرم مدينة كبيرة سورها شاهق منيع مبني من حجر، وجامعها كان بيعة، وفيها هيكل عظيم، وسمعت بعض المنطقيين. يقول:إن أرسطو طاليس معلق في خشبة في هيكلها، وكانت النصارى تعظم قبره. وتستشفي به لإعتقاد اليونان فيه فعلقوه توسلا إلى الله به. قال: وقد رأيت خشبة في هذا الهيكل معلقة يوشك أن يكون فيها. قال: وفي بلرم والخالصة والحارات المحيطة بها ومن وراء سورها من المساجد نيف وثلاثمائة مسجد. وفي محال كانت تلاصقها وتتصل بها، وبوادي عباس مجاورة المكان المعروف بالمعسكر، وهو في ضمن البلد إلى المنزل المعروف بالبيضاء، قرية تشرف على المدينة من نحو فرسخ مائتا مسجد. قال: وقد رأيت في بعض الشوراع من بلرم على مقدار رمنية سهم عشرة مساجد بعضها تجاه بعض، وبينهما عرض الطريق فقط فسألت عن ذلك فقيل لي: إن القوم لشدة انتفاخ رؤوسهم وقلة عقولهم يحب كل واحد منهم أن يكون له مسجد على حدة لايصلي فيه غيره ومن يختص به، وربما كان أخوان وداراهما متلاصقتان وقد عمل كل واحد منهما مسجدا لنفسه خاصا به يتفرد به عن أخيه، والأب عن ابنه. قال: ومدينة بلرم مستطيلة وسوقها قد أخذ من شرقها إلى غربها، وهو سوق يعرف بالسماط مفروش بالحجارة، وتطيف بالمدينة عيون من شرقها إلى غربها، وماؤها يدير رحى وشرب بعض أهلها من آبار عذبة وملحة على كثرة المياه العذبة الجارية عندهم والعيون، والذي يحملهم على ذلك قلة مروءتهم وعدم فطنتهم وكثرة أكلهم البصل فذاك الذي أفسد أدمغتهم وقلل حسهم. وذكر يوسف بن إبراهيم في كتاب أخبار الأطباء، قال بعض الأطباء وقد قال له رجل إني إذا أكلت البصل لا أحس بملوحة الماء فقال: إن خاصية البصل إفساد الدماغ فإذا فسد الدماغ فسدت الحواش، فالبصل إنما يقلل حسك لملوحة الماء لما أفسد من الدماغ. قال: ولهذا لا ترى في صقلية عالما ولا عاقلا بالحقيقة بفن من العلوم، ولا ذا مروءة ودين، بل الغالب عليهم الرقاعة والضعة وقلة العقل والدين. وقال أبو الفتح نصر الله بن عبد الله بن قلاقس الاسكندري:

وركب كأطراف الأسنة عرسوا ** على مثل أطراف السيوف الصوارم

لأمر على الإسلام فيه تحيف ** يخيف عليه إنه غير سالم

وقالوا برم عند إبرام أمرهم ** فنجمت أن قد صادفوا جود حاتم وقال:

قد سعى بي الوشاة نحو علاه ** فسعوا لي فلا عدمت الوشاتا

حركوا لي الشباة منهم وظنوا ** أنهم حركوا علي الشباتا

فدعا من بلرم حخي فلبي ** ت وكانت سرقوسة الميقاتا بلست: بضمتين وسكون السين المهملة والتاء فوقها نقطتان. من قرى الاسكندرية. منها: حسان بن علوان البلستي. روى عنه فارس بن عبد العزيز بن أحمد البلستي حكاية رواها عنه السلفي.

بلس. بالتحريك. جبل أحمر في بلاد محارب بن خصفة.

بلش: بالفتح وتشديد اللام والشين المعجمة. بلد بالأندلس. ينسب إليه يوسف بن جبارة البلشي رجل من أهل الصلاح والعلم ذكره ابن الفرضي.

بلشكر: من قرى بغداد ثم من ناحية الدجيل قرب البردان. قال إبراهيم بن المد بر:

طربت إلى قطربل وبلشكر ** وراجعت عما لست بمقصر وقال البحتري يمدح ابن المدبر:

وقد ساءني أن لم يهج من صبابتي ** سنا البرق في جنح من الليل أخضر

وأني بهجر للمرام وقد بدى ** لي الصبح من قطربل وبلشكر بلشند: بسكون اللام وفتح الشين وسكون النون..من نواحي سرقسطة بالأندلس وفيها حصن يعرف ببني خطاب.

بلشيج: بكسر الشين وياء ساكنة وجيم. من حصون لاردة بالأندلس.

بلطش: بفتح الطاء والشين معجمة. بلدة بالأندلس من نواحي سرقسطة له نهريسقي عشرين ميلا.

بلط: بالتحريك. اسم لمدينة بلد المذكورة آنفا فوق الموصل،وإليها ينسب عثمان بن عيسى البلطي النحوي. كان بمصر له تصانيف في الأدب ومات بمصر في صفر سنة 599، وهو مذكور في أخبار النحويين من جمعنا. ذكر هشام، عن أبيه قال: التقم الحوت يونس بن متى عليه السلام في بحر الشام ثم أخرجه في بحر مصر ثم إلى بحر إفريقية ثم أدخله في بحر المجاز عند طنجة حتى سلك به في بحر الأصم، ثم أخذ به مجرى الدبور حتى سلك به في البحر الذي يسقي البحار التي بالمشرق، ثم خرج به في بحر البصرة حتى أدخله دجلة، ثم لفظه بمكان من الحصنين على سبعة فراسخ فأبصره سرياني فقال: افلط أي اخرج من بطن الحوت. يقول: افلت فسمي ذلك الموضع فلط، نم بلط، ثم بلد. قلت: وهذا خبر عجاب بعيد من الصحة في العقل و الله أعلم. وقال أبو العباس أحمد بن عيسى التموزي، وكان قد تزوج امرأة من أهل بلط:

عجبت من زلتي ومن غلطي ** لما رأيت الزواج في بلط

ومن حماة تزيد شرتها ** على كريم حلف الكرام وطي

سميت زهراء يا ظلام ويا ** تاركة الجار غير مغتبط

في وجهها ألف عقدة غضبا ** علي حتى كأنني نبطي بلطة: بالضم، ثم السكون. قيل: هو موضع معروف بجبلي طيىء، وهو كان منزل عمرو بن درماء الذي نزل به امرؤ القيس بن حجر الكندي مستذما. وقال:

نزلت على عمرو بن درماء بلطة ** فيا حسن ما جار ويا كرم ما محل وقال امرؤ القيس أيضا:

وكنت إذا ما خفت يوما ظلامة ** فإن لها شعبا ببلطة زيمرا فعلى هذا نرى أن بلطة موضم يضاف إلى موضع آخر يقال له زيمر. وقال الأصمعي في تفسيره: بلطة هضبة بعينها. وقال أبو عمرو: بلطة أي فجخأة. وقال أبو عبيد السكوني: بلطة عين ونخل وواد من طلح لبني درماء في أجإ، وقد ذكرها امرؤ القيس لما نزل بها على عمرو بن درماء فقال:

ألا إن في الشعبين شعب بمسطح ** وشعب لنا في بطن بلطة زيمرا وقال سلام بن عمرو بن درماء الطائي:

إذا ما غضبت أو تقلدت منصلي ** فلأيا لكم في بطن بلطة مسرب

فإنكم والحق لو تدعونه ** كما انتحلت عرض السماوة أهيب

كسنبسنا المدلين في جو بلطة ** ألا بئس ما أدلوا به وتقربوا وحدث أبو عبد الله نفطويه قال: قدمت امرأة من الأعراب إلى مصر فمرضت فأتاها النساء يعللنها بالكعد والرمان وأنواع العلاجات فأنشأت تقول:

لأهل بلطة إذ حلوا أجارعها ** أشهى لعيني من أبواب سودان

جاؤا بكعك ورمان ليشفيني ** يا ويح نفسي من كعك ورمان بلعاس: كورة من كور حمص.

بلع: بوزن زفر. موضع في قول الراعي:

ماذا تذكر من هند إذا احتجبت ** بأبني عوار وأدنى دارها بلع بلعم: بالفتح، ثم السكون وفتح العين المهملة وميم. بلد في نواحي الروم. كذا ذكروا في نسب أبي الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى التميمي البلعمي وزير آل سامان بما وراء النهر وخراسان، وكان من الأد باء البلغاء ذكرته في أخبار الوزراء.

بلغار: بالضم والغين معجمة. مدينة الصقالبة ضاربة قي الشمال شديدة البرد لا يكاد الثلج يقلع عن أرضها صيفا ولا شتاء وقل ما يرى أهلها أرضا ناشفة، وبناؤهم بالخشب وحده وهو أن يركبوا عودا فوق عود ويسمروها بأوتاد من خشب أيضا محكمة، والفواكه والخيرات بأرضهم لا تنجب، وبين إتل مدينة الخزر وبلغار على طريق المفاوز نحو شهر، ويصعد إليها في نهر إتل نحو شهرين، وفي الحدود نحو عشرين يوما، ومن بلغار إلى أول حد الروم نحو عشر مراحل، ومنها إلى كويابة مدينة الروس عشرون يوما، ومن بلغار إلى بشجرد خمس وعشرون مرحلة. وكان ملك بلغار وأهلها قد أسلموا في أيام المقتدر بالله وأرسلوا إلى بغداد رسولا يعرفون المقتدر ذلك ويسألونه إنفاذ من يعلمهم الصلوات والشرائع لكن لم أقت على السبب في إسلامهم. وقرأت رسالة عملها أحمد بن فضلان بن العباس بن راشد بن حماد مولى محمد بن سليمان رسول المقتدر بالله إلى ملك الصقالبة ذكر فيها ما شاهده منذ انفصل من بغداد إلى أن عاد إليها. قال فيها: لما وصل كتاب ألمس بن شلكي بلطوار ملك الصقالبة إلى أمير المؤمنين المقتدر بالله يسأله فيه أن يبعث إليه من يفقهه في الدين، ويعرفه شرائع الإسلام، ويبني له مسجدا، وينصب له منبرا ليقيم عليه الدعوة في جميع بلده وأقطار مملكته، ويسأله بناء حصن متحصن فيه من الملوك المخالفين فأجيب إلى ذلك، وكان السفير له نذير الحزمي، فبدأت أنا بقراءة الكتاب عليه وتسليم ما أهدي إليه، والأشراف من الفقهاء والمعلمين، وكان الرسول من جهة السلطان سوسن الرسي مولى نذير الحزمي، قال: فرحلنا من مدينة السلام لإحدى عشرة ليلة خلت من صفر سنة 309، ثم ذكر ما مر له في الطريق إلى خوارزم، ثم منها إلى بلاد الصقالبة ما يطول شرحه، ثم قال: فلما كنا من ملك الصقالبة، وهو الذي قصدنا له على مسيرة يوم وليلة وجه لاستقبالنا الملوك الأربعة الذين تحت يديه، وإخوته وأولاده فاستقبلونا، ومعهم الخبز واللحم والجاورس، وساروا معنا، فلما صرنا منه على فرسخين تلقانا هو بنفسه، فلما رآنا نزل فخر ساجداشكرا لله وكان في كمه دراهم فنثرها علينا ونصب لنا قبابا فنزلناها، وكان وصولنا إليه يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من المحرم سنة 310، وكانت المسافة من الجرجانية، وهي مدينة خوارزم سبعين يوما فأقمنا إلى يوم الأربعاء في القباب التي ضربت لنا، حتى اجتمع ملوك أرضه وخواصه ليسمعوا قراءة الكتاب، فلما كان يوم الخميس نشرنا المطردين الذين كانوا معنا وأسرجنا الدابة بالسرج الموجه إليه وألبسناه السواد وعممناه وأخرجت كتاب الخليفة فقرأته وهو قائم على قدميه، ثم قرأت كتاب الوزير حامد بن العباس وهو قائم أيضا، وكان بدينا فنثر أصحابه علينا الدراهم وأخرجنا الهدايا وعرضناها عليه، ثم خلعنا على امرأته وكانت جالسة إلى جانبه وهذه سنتهم ودأبهم، ثم وجه إلينا فحضرنا قبته، وعنده الملوك عن يمينه وأمرنا أن نجلس عن يساره وأولاده جلوس بين يديه وهو وحده على سرير مغشى بالديباج الرومي، فدعا بالمائدة فقدمت إليه، وعليها لحم مشوي، فابتدأ الملك وأخذ سكينا وقطع لقمة فأكلها وثانية وثالثة، ثم قطع قطعة فدفعها إلى سوسن الرسول، فلما تناولها جاءته مائدة صغيرة، فجعلت بين يديه، وكذلك رسمهم لا يمد أحد يده إلى أكل حتى يناوله الملك، فإذا تناولها جاءته مائدة، ثم قطع قطعة وناولها الملك الذي عن يمينه، فجاءته مائدة، ثم ناول الملك الثاني، فجاءته مائدة وكذلك حتى قدم إلى كل واحد من الذين بين يديه مائدة وأكل كل واحد منا من مائدة لا يشاركه فيها أحد ولا يتناول من مائدة غيره شيئا، فإذا فرغ من الأكل حمل كل واحد منا ما بقي على مائدته إلى منزله، فلما فرغنا دعا بشراب العسل، وهم يسمونه السجو، فشرب وشربنا. وقد كان يخطب له قبل قدومنا اللهم اصلح الملك بلطوار، ملك بلغار فقلت له: إن الله هو الملك ولا يجوز أن يخطب بهذا أحد سيما على المنابر، وهذا مولاك أمير المؤمنين قد وصى لنفسه أن يقال على منابره في الشرق والغرب: اللهم اصلح عبدك وخليفتك جعفر الإمام المقتدر بالله أمير المؤمنين فقال: كيف يجوز أن يقال فقلت: يذكر اسمك واسم أبيك فقال: ان أبي كان كافرا وأنا أيضا ما أحب أن يذكر اسمي إذا كان الذي سماني به كافرا، ولكن ما اسم مولاي أمير المؤمنين فقلت: جعفر. قال: فيجوز أن أتسمى باسمه قلت: نعم. فقال: قد جعلت اسمي جعفرا، و اسم أبي عبد الله وتقدم إلى الخطيب بذلك فكان يخطب اللهم اصلح عبدك جعفر بن عبد الله أمير بلغار مولى أمير المؤمنين. قال: ورأيت في بلده من العجائب ما لا أحصيها كثرة من ذلك أن أول ليلة بتناها في بلده رأيت قبل مغيب الشمس بساعة أفق السماء وقد احمر احمرارا شديدا، وسمعت في الجو أصواتا عالية وههمة فرفعت رأسي فإذا غيم أحمر مثل النار قريب مني، فإذا تلك الهمهمة والأصوات منه، وإذا فيه أمثال الناس والدواب وإذا في أيدي الأشباح التي فيه قسي ورماح وسيوف وأتبينها وأتخيلها،وإذا قطعة أخرى مثلها أرى فيها رجالا أيضا وسلاحا ودواب، فأقبلت هذه القطعة على هذه كما تحمل الكتيبة على الكتيبة، ففزعنا من هذه وأقبلنا على التضرع والدعاء وأهل البلد يضحكون منا ويتعجبون من فعلنا. قال: وكنا ننظر إلى القطعة تحمل على القطعة فتختلطان جميعا ساعة، ثم تفترقان، فما زال الأمر كذلك إلى قطعة من الليل، ثم غابتا. فسألنا الملك عن ذلك، فزعم أن أجداده كانوا يقولون هؤلاء من مؤمني الجن وكفارهم يقتتلون كل عشية، وأنهم ما عدموا هذا منذ كانوا في كل ليلة. قال: ودخلت أنا وخياط كان للملك من أهل بغداد قبتي لنتحدث فتحدثنا بمقدار ما يقر الإنسان نصف ساعة ونحن ننتظر أذان العشاء، فإذا بالأذان، فخرجنا من القبة وقد طلع الفجر، فقلت للمؤذن: أي شيء أذنت قال: الفجر. قلت: فعشاء الأخيرة. قال: نصليها مع المغرب. قلت: فالليل، قال: كما ترى، وقد كان أقصر من هذا، وقد أخذ الآن في الطول، وذكر أنه منذ شهر ما نام الليل خوفا من أن تفوته صلاة الصبح، وذلك أن الإنسان يجعل القدر على النار وقت المغرب، ثم يصلى الغداة، وما آن لها أن تنضج. قال: ورأيت النهار عندهم طويلا جدا وإذا أنه يطول عندهم مدة من السنة ويقصر الليل، ثم يطول الليل ويقصر النهار، فلما كانت الليلة الثانية جلست فلم أر فيها من الكواكب إلا عددا يسيرا ظننت أنها فوق الخمسة عشر كوكبا متفرقة وإذا الشفق الأحمر الذي قبل المغرب لا يغيب بته، وإذا الليل قليل الظلمة يعرف الرجل الرجل فيه من أكثر من غلوة سهم. قال: والقمر إنما يطلع في أرجاء السماء ساعة، ثم يطلع الفجر، فيغيب القمر. قال: وحدثني الملك أن وراء بلده بمسيرة ثلاثة أشهر قوم يقال لهم ويسو الليل، عندهم أقل من ساعة. قال: ورأيت البلد عند طلوع الشمس يحمر كل شيء فيه من الأرض والجبال، وكل شيء ينظر الإنسان إليه حين تطلع الشمس كأنها غمامة كبرى فلا تزال الحمرة كذلك حتى تتكبد السماء، وعرفني أهل البلد أنه إذا كان الشتاء عاد الليل في طول النهار وعاد النهار في قصر الليل حتى أن الرجل منا ليخرج إلى نهر يقال له إتل بيننا وبينه أقل من مسافة فرسخ وقت الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى وقت طلوع الكواكب كلها حتى تطبق السماء ورأيتهم يتبركون بعواء الكلب جدا ويقولون تأتي عليهم سنة خصب وبركة وسلامة ورأيت الحيات عندهم كثيرة، حتى أن الغصن من الشجر ليلتف عليه عشرة منها وأكثر ولا يقتلونها ولا تؤذيهم، ولهم تفاح أخضر شديد الحموضة جدا تأكله الجواري فيسمن وليس في بلدهم أكثر من شجر البندق، ورأيت منه غياضا تكون أربعين فرسخا في مثلها. قال: ورأيت لهم شجرا لا أدري ما هو مفرط الطول وساقه أجرد من الورق ورؤوسه كرؤوس النخل له خوص دقاق إلا أنه مجتمع يعمدون إلى موضع من ساق هذه الشجرة يعرفونه فيثقبونه ويجعلون تحته إناء يجري إليه من ذلك الثقب ماء: أطيب من العسل وإن أكثر الإنسان من شربه أسكره كما تسكر الخمر، وأكثرأكلهم الجاورس ولحم الخيل. على أن الحنطة والشعير كثير في بلادهم وكل من زرع شيئا أخذه لنفسه، ليس للملك فيه حق، غيرأنهم يؤذون إليه من كل بيت جلد ثور، وإذا أمر سرية على بعض البلدان بالغارة كان له معهم حصة، وليس عندهم شيء من الأدهان غير دهن السمك، فإنهم يقيمونه مقام الزيت والشيرج فهم كانوا لذلك زفيرين وكلهم يلبسون القلانس، وإذا ركب الملك ركب وحده بغير غلام ولا أحد معه، فإذا اجتاز في السوق لم يبق أحد إلا قام وأخذ قلنسوته عن رأسه وجعلها تحت إبطه، فإذا جاوزهم ردوا قلانسهم فوق رؤوسهم، وكذلك كل من يدخل على الملك من صغير وكبير، حتى أولاده لإخوته ساعة يقع نظرهم عليه يأحذون قلانسهم فيجعلونها تحت آباطهم، ثم يومؤن إليه برؤسهم ويجلسون، ثم يقومون حتىيأمرهم بالجلوس وكل من جلس بين يديه، فإنما يجلس باركا ولا يخرج قلنسوته ولا يظهرها حتى يخرج من بين يديه فيلبسها عند ذلك.ها من الكواكب إلا عددا يسيرا ظننت أنها فوق الخمسة عشر كوكبا متفرقة وإذا الشفق الأحمر الذي قبل المغرب لا يغيب بته، وإذا الليل قليل الظلمة يعرف الرجل الرجل فيه من أكثر من غلوة سهم. قال: والقمر إنما يطلع في أرجاء السماء ساعة، ثم يطلع الفجر، فيغيب القمر. قال: وحدثني الملك أن وراء بلده بمسيرة ثلاثة أشهر قوم يقال لهم ويسو الليل، عندهم أقل من ساعة. قال: ورأيت البلد عند طلوع الشمس يحمر كل شيء فيه من الأرض والجبال، وكل شيء ينظر الإنسان إليه حين تطلع الشمس كأنها غمامة كبرى فلا تزال الحمرة كذلك حتى تتكبد السماء، وعرفني أهل البلد أنه إذا كان الشتاء عاد الليل في طول النهار وعاد النهار في قصر الليل حتى أن الرجل منا ليخرج إلى نهر يقال له إتل بيننا وبينه أقل من مسافة فرسخ وقت الفجر فلا يبلغه إلى العتمة إلى وقت طلوع الكواكب كلها حتى تطبق السماء ورأيتهم يتبركون بعواء الكلب جدا ويقولون تأتي عليهم سنة خصب وبركة وسلامة ورأيت الحيات عندهم كثيرة، حتى أن الغصن من الشجر ليلتف عليه عشرة منها وأكثر ولا يقتلونها ولا تؤذيهم، ولهم تفاح أخضر شديد الحموضة جدا تأكله الجواري فيسمن وليس في بلدهم أكثر من شجر البندق، ورأيت منه غياضا تكون أربعين فرسخا في مثلها. قال: ورأيت لهم شجرا لا أدري ما هو مفرط الطول وساقه أجرد من الورق ورؤوسه كرؤوس النخل له خوص دقاق إلا أنه مجتمع يعمدون إلى موضع من ساق هذه الشجرة يعرفونه فيثقبونه ويجعلون تحته إناء يجري إليه من ذلك الثقب ماء: أطيب من العسل وإن أكثر الإنسان من شربه أسكره كما تسكر الخمر، وأكثرأكلهم الجاورس ولحم الخيل. على أن الحنطة والشعير كثير في بلادهم وكل من زرع شيئا أخذه لنفسه، ليس للملك فيه حق، غيرأنهم يؤذون إليه من كل بيت جلد ثور، وإذا أمر سرية على بعض البلدان بالغارة كان له معهم حصة، وليس عندهم شيء من الأدهان غير دهن السمك، فإنهم يقيمونه مقام الزيت والشيرج فهم كانوا لذلك زفيرين وكلهم يلبسون القلانس، وإذا ركب الملك ركب وحده بغير غلام ولا أحد معه، فإذا اجتاز في السوق لم يبق أحد إلا قام وأخذ قلنسوته عن رأسه وجعلها تحت إبطه، فإذا جاوزهم ردوا قلانسهم فوق رؤوسهم، وكذلك كل من يدخل على الملك من صغير وكبير، حتى أولاده لإخوته ساعة يقع نظرهم عليه يأحذون قلانسهم فيجعلونها تحت آباطهم، ثم يومؤن إليه برؤسهم ويجلسون، ثم يقومون حتىيأمرهم بالجلوس وكل من جلس بين يديه، فإنما يجلس باركا ولا يخرج قلنسوته ولا يظهرها حتى يخرج من بين يديه فيلبسها عند ذلك.

والصواعق في بلادهم كثيرة جدا، وإذا وقعت الصاعقة في دار أحدهم لم يقربوه ويتركونه حتى يتلفه الزمان، ويقولون: هذا موضع مغضوب عليه، وإذا رأوا رجلا له حركة ومعرفة بالأشياء قالوا: هذا حقه أن يخدم ربنا فأخذوه وجعلوا في عنقه حبلا وعلقوه في شجرة حتى يتقطع، وإذا كانوا يسيرون في طريق وأراد أحدهم البول، فبال وعليه سلاحه انتهبوه وأخذوا سلاحه وجميع ما معه، ومن حط عنه سلاحه وجعله ناحية لم يتعرضوا له وهذه سنتهم وينزل الرجال والنساء النهر فيغتسلون جميعا عراة لا يستتر بعضهم من بعض، ولا يزنون بوجه ولا سبب، ومن زنا منهم كائنا من كان، ضربوا له أربع سكك، وشدوا يديه ورجليه إليها، وقطعوا بالفاس من رقبته إلى فخذه، وكذلك يفعلون بالمرأة، نم يعلق كل قطعة منه، ومنها على شجرة. قال: ولقد اجتهدت أن تستتر النساء من الرجال في السباحة، فما استوى إلي ذلك، ويقتلون السارق، كما يقتلون الزاني، ولهم أخبار اقتصرنا منها على هذا.

بلغي: بفتح أوله وثانيه وغين معجمة وياء مشددة، كذا ضبطه أبوبكربن موسى، وهو بلد بالأندلس من أعمال لاردة ذات حصون عدة. ينسب إليها جماعة: منهم أبو محمد عبد الحميد البلغي الأموي. قال أبو طاهر الحافظ: سمعت أبا العباس أحمد بن البني الأبدي بجزيرة ميورقة يقول: قدمت حمص الأندلس فاجتمعت مع شعرائهم في مجلس، فأرادوا امتحاني والقصة مذكورة في بنة. قال: وقدم البلغي الاسكندرية فسألته عن مولده فقال: ولدت سنة 487 في مدينة بلغي شرقي الأندلس، ثم انتقلت إلى العدوة بعد استيلاء العدؤ على البلاد فصرت خطيب تلمسان، وقرأت القران، وسعت الحديث، وأعرف با بن بربطير البلغي، ومحمد بن عيسى بن محمد بن بقاء أبوعبد الله الأنصاري الأندلسي البلغي المقري، أحد حفاظ القرآن المجودين. قدم دمشق، وقرأ بها السبعة على شيخه أبي داود سليمان بن أبي القاسم نجاح الأموكي البلنسي قرأ عليه جماعة، وكان شيخا قليل التكلف، وكان مولده سنة 454 ومات بدمشق سنة 512 البلقاء: كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القرى، قبتها عمان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة وبجودة حنطتها يضرب المثل. ذكر هشام بن محمد، عن الشرقي بن القطامي أنها سميت البلقاء لأن بالق من بني عمان بن لوط عليه السلام عمرها. ومن البلقاء: قرية الجبارين التي أراد الله تعالى بقوله: إن فيها قوما جبارين المائدة: 22،. وقال قوم، وبالبلقاء: مدينة الشراة شراة الشام أرض معروفة وبها الكهف والرقيم، فيما زعم بعضهم. وذكر بعض أهل السير أنها سميت ببلقاء بن سويدة من بني عسل بن لوط. وأما اشتقاقها، فهي من البلق، وهي سواد وبياض مختلطان، ولذلك قيل: أبلق وبلقاء. والبلق أيضا الفسطاط. وقد نسب إليها قوم من الرواة. منهم: حفص بن عمر بن حفص بن أبي السائب كان على قضاء البلقاء. سمع عامر بن يحيى سمع منه الهيثم بن خارجة ويحيى بن عبد الله بن أسامة القرشي البلقاوي. روى عن زيد بن أسلم. روى عنه أبو طاهر موسى بن محمد الأنصاري المقدسي. وموسى بن محمد بن عطاء بن أيوب، ويقال: ابن محمد بن طاهر. ويقال: ابن محمد بن زيد أبو طاهر الأنصاري. ويقال: القرشي البلقاوي ويعرف بالمقدسي. يروي عن حجر بن الحارث الغساني الرملي والوليد بن محمد الموقري وخالد بن يزيد بن صالح بن صبيح والهيثم بن حميد وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي ومالك بن أنس الفقيه وبقية بن الوليد وجماعة كثيرة. روى عنه عياش بن الوليد بن صبيح الخلال و موسى بن سهل الرملي ومحمد بن كثير المصيصي، وهو أقدم من روى عنه وغيرهم. وقال عبد العزيز الكناني موسى البلقاوي ليس بثقة.

بلقاء وبليق: ماآن لبني أبي بكر وبني قريظ.

بلقطر: بفتح أوله وثانيه وسكون القاف وضم الطاء. مدينة بمصر في كورة البحيرة قرب الأسكندرية.

بلق: بالفتح، ثم السكون وقاف: ناحية بغزنة من أرض زابلستان.

بلقينة: بالضم وكسر القاف وياء ساكنة ونون: قرية من حوف مصر من كورة بنا يقال لها البوب أيضا.

بلكثة: تقدم ذكرها في: بلاكث وكلاهما بالثاء المثلثة فأغنى.

بلكرمانية: إقليم من كورة قبرة با لأندلس.

بلكيان: من قرى مرو على فرسخ. منها أحمد بن عتاب البلكياني. روى المناكيرعن نوح بن أبي مريم. روى عنه يعلى بن حمزة.

البلمون: بالتحريك: من قرى مصر من نواحي الحوف الشرقي.

بلنياس: بضمتين وسكون النون وياء وألف وسين مهملة. كورة ومدينة صغيرة وحصن بسواحل حمص على البحر، ولعلها سميت باسم الحكيم بلنياس صاحب الطلسمات.

بلنجر: بفتحتين وسكون النون وجيم مفتوحة وراء: مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب قالوا فتحها عبد الرحمن بن ربيعة. وقال البلاذري سلمان بن ربيعة الباهلي وتجاوزها ولقيه خاقان في جيشه خلف بلنجر فاستشهد هو وأصحابه وكانوا أربعة آلاف، وكان في أول الأمر قد خافهم الترك وقالوا: إن هؤلاء ملائكة لا يعمل فيهم السلاح فاتفق أن تركيا اختفى في غيضة ورشق مسلما بسهم فقتله، فنادى في قومه أن هؤلاء يموتون كما تموتون فلم تخافوهم فاجترؤا عليهم وأوقعوهم حتى استشهد عبد الرحمن بن ربيعة وأخذ الراية أخوه، ولم يزل يقاتل حتى أمكنه دفن أخيه بنواحي بلنجر ورجع ببقية المسلمين على طريق جيلان. فقال عبد الرحمن بن جمانة الباهلي:

وإن لنا قبرين قبر بلنجر ** وقبرا بصين استان يا لك من قبر

فهذا الذي بالصين عمت فتوحه ** وهذا الذي يسقى به سبل القطر يريد أن الترك لما قتلوا عبد الرحمن بن ربيعة وقيل: سلمان بن ربيعة وأصحابه كانوا ينظرون في كل ليلة نورا على مصارعهم، فأخذوا سلمان بن ربيعة وجعلوه في تابوت فهم يستسقون به إذا قحطوا. وأما الذي بالصين فهو قتيبة بن مسلم الباهلي. وقال البحتري يمدح إسحاق بن كنداجيق:

شرف تزيد بالعراق إلى الذي ** عهدوه في خمليخ أو ببلنجرا بلنز: بالزي: ناحية من سرنديب في بحر الهند يجلب منها رماح خفيفة يرغب أهل تلك البلاد فيها ويغالون في أثمانها، والفساد مع ذلك يسرع إليها، قاله نصر.

بلنسية: السين مهملة مكسورة وياء خفيفة: كورة ومدينة مشهورة بالأندلس متصلة بحوزة كورة تدمير، وهي شرقي تدمير وشرقي قرطبة، وهي برية بحرية ذات أشجار وأنهار، وتعرف بمدينة التراب، وتتصل بها مدن تعد في جملتها والغالب على شجرها القراسيا ولا يخلو منه سهل ولا جبل، وينبت بكورها الزعفران وبينها وبين تدمير أربعة أيام، ومنها إلى طرطوشة أيضا أربعة أيام، وكان الروم قد ملكوها سنة 487 واستردها الملثمون الذين كانوا ملوكا بالغرب قبل عبد المؤمن سنة 95، وأهلها خير أهل الأندلس يسمون عرب الأندلس بينها وبين البحر فرسخ. وقال الأديب أبو زيد عبد الرحمن بن مقانا الأشبوني الأندلسي:

إن كان واديك نيلا لا يجاز به ** فما لنا قد حرمنا النيل والنيلا

إن كان ذنبي خروجي من بلنسية ** فما كفرت ولا بدلت تبديلا

دع المقادير تجري في أعنتها ** ليقضي الله أمرا كان مفعولا وقال أبو عبد الله محمد الرصافي:

خليلي ما للبلد قد عبقت نشرا ** وما لرؤوس الركب قد رجحت سكرا

هل المسك مفتوقا بمدرجة الصبا ** أم القوم أجروا من بلنسية ذكرا

بلادي التي راشت قويدمتي بها ** فريخا وآوتني قرارتها وكرا

أعيذكم أني بنيت لبيتكم ** وكل يد منا على كبد حرا

نؤمل لقياكم وكيف مطارنا ** بأجنحة لا نستطيع لها نشرا

فلو اب ريعان الصبا ولقاؤكم ** إذا قضت الأيام حاجتنا الكبرا

فإن لم يكن إلا النوى ومشيبنا ** فمن أي شيء بعد نستعتب الدهرا

وأنشدني بعض أهل بلنسية لأبي الحسن بن حريق المرسي:

بلنسية نهاية كل حسن ** حديث صح في شرق وغرب

فإن قالوا محل غلاء سعر ** ومسقط دمنتي طعن وضرب

فقل هي جنة حفت رباها ** بمكروهين من جوع وحرب وأنشد لابن حريق:

بلنسية بيني عن القلب سلوة ** فإنك زهر لا أحن لزهرك

وكيف يحب المرء دارا تقسمت ** على ضاربي جوع وفتنة مشرك وأنشدني لأبي العباس أحمد بن الزقاق يذكر أن البساتين محفوفة بها:

كأن بلنسية كاعب ** وملبسها السندس الأخضر

إذا جئتها سترت وجهها ** بأكمامها فهي لا تظهر

وأنشدني لابن الزقاق:

بلنسية جنة عاليه ** ظلال القطوف بها دانيه

عيون الرحيق مع السلسبي ** ل وعين الحياة بها جاريه وأنشدني غيره لخلف بن فرج اللبيري يعرف بابن السمسير:

بلنسية بلدة جنة ** وفيها عيوب متى تختبر

فخارجها زهر كله ** وداخلها برك من قذر وذلك لأن كنفهم ظاهرة على وجه الأرض لا يحفرون له تحت التراب وهو عندهم عزيز لأجل البساتين، وينسب إليها جماعة وافرة من أهل العلم بكل فن. منهم سعد الخيربن محمد بن سهل بن سعد أبو الحسن الأنصاري البلنسي فقيه صالح ومحدث مكثر سافر الكثير وركب البحر حتى وصل إلى الصين وانتسب لذلك صينيا وعاد إلى بغداد وأقام بها وسمع بها أبا الخطاب بن البطير وطراد بن محمد الزيني وغيرهما ومات ببغداد في محرم سنة 541.

بلنوبة: بتشديد اللام وفتحه وضم النون وسكون الواو وباء موحدة. بليدة بجزيرة صقلية. ينسب إلها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن وأخوه عبد العزيز الصقلي البلنوبي القائل:

بحق المحبة لا تجفني ** فإني إليك مشوق مشوق

ولا تنس حق الوداد القديم ** فذلك عهد وثيق وثيق

وكن ما حييت شفيقاعلي ** فإني عليك شفيق شفيق

ولا تتهمني فيما أقول ** فو الله إني صدوق صدوق بلوص: بضم اللام وسكون الواو وصاد مهملة. جيل كالأكراد ولهم بلاد واسعة بين فارس وكرمان تعرف بهم في سفح جبال القفص وهم أولوا بأس وقوة وعدد وكثرة ولا تخاف القفص وهم جيل أخر ذكروا في موضعهم مع شدة بأسهم من أحد إلا من البلوص وهم أصحاب نعم وبيت شعر إلا أنهم مأمونو الجانب لا يقطعون الطرق ولا يقتلون الأنفس كما تفعل الققص ولا يصل إلى أحد منهم أذى.

البلوط: بلفظ البلوط من النبات فحص البلوط. ناحية بالأندلس تتصل بجوف أوريط بين المغرب والقبلة من أوريط وجوف من قرطبة يسكنه البربر وسهله منتظم بجبال منها جبل البرانس وفيه معادن الزيبق ومنها يحمل إلى جميع البلاد وفيها الزنجفر الذي لا نظير له وأكثر أرضهم شجر البلوط. ينسب إليها المنذر بن سعيد البلوطي القاضي بالأندلس وكان أحد أعيان الأماثل ببلاده زهدا وعلما وأدبا ولسانا ومكانة من السلطان، وقلعة البلوط بصقلية حولها أنهار وأشجار وأثمار وأراضي كريمة تنبت كل شيء.

بلوقة: بسكون الواو وقاف. قيل أرض يسكنها الجن. قال أبو الفتح بلوقة. ناحية فوق كاظمة قريبة من البحر. وقال الحفصي بلوقة السرى وبلوقة الزنج من نواحي اليمامة.

بلومية: بتخفيف اللام وكسر الميم وياء خفيفة. من قرى بزخوار من نواحي أصبهان. منها أبو سعيد عصام بن زيد بن عجلان البلومي ويقال له البزخواري أيضا مولى مرة الطيب الهمداني وعجلان جده من سبي بلومية سباه الديلم، ولما وقع أبو موسى على الديلم وسباهم سبي عجلان معهم فوقع في سهم مرة الهمداني فأسلم وأقام بالكوفة ثم رجع إلى بلده روى عصام عن الثوري وشعبة ومالك و غيرهم روى عنه ابناه محمد وروح عن أبي سعد.

بلو: بالكسر ثم السكون. من مياه العرمة باليمامة

بلهيب: بالفتح ثم السكون وكسر الهاء وياء ساكنة وباء موحدة. من قرى مصر كان عمرو بن العاص حيث قدم مصر لفتحها صالح أهل بلهيب على الخراج والجزية وتوجه إلى الإسكندرية فكان أهل مصر أعوانا له على أهل الاسكندرية إلا أهل بلهيب وخيس وسلطيس وقرطسا وسخا فإنهم أعانوا الروم على المسلمين فلما فتح عمرو الإسكندرية سبى أهل هذه القرى وحملهم إلى المدينة وغيرها فردهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى قراهم وصيرهم وجميع القفط على ذمة. وينسب إليها أبو المهاجر عبد الرحمن البلهيبي من تابعي أهل مصر سمع معاوية بن أبي سفيان وجماعة من الصحابة، وفي كتاب موالي أهل مصر قال ومنهم أبو المهاجر البلهبي و اسمه عبد الرحمن وكان من سبي بلهيب حين انتقضت في أيام عمر فأعتقه بنو الأعجم بن سعد بن تحبيب وكان من مائتين من العطاء وكان معاوية قد عرفه على موالي تجيب وهو الذي خرج إلى معاوية بشيرا بفتح خربتا ذكر ذلك قديد عن عبد الله بن سعيد عن أبيه قال وبنى له معاوية دارا في بني الأعجم في الزقاق المعروف بالبلهيبي وكتب على الدار هذه الدار لعبد الرحمن سيد موالي تجيب ووهب له معاوية سيفا لم يزل عندهم ولما ولى عبد الله بن الحبحاب مصر قال لأبي المهاجر البلهيبي لأستعملنك ثم لأولينك على قريتك الخبيثة بلهيب فقال البلهيبي إذا أصل رحما وأقضي ذماما البلياء: بعد اللام الساكنة ياء: وألف ممدودة. من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي العلوي.

بليان: بالضم وتشديد اللام وفتحها وباء مخففة. موضع في شعر زهير ورواه أبو محمد الغندجاني بليان بكسر أوله وثانيه في قصة أبي سواج الضبي قالوا لصرد بن حمزة من أين أقبلت. قال: من ذي بليان وأريد ذا بليان وفي نعلي من أصت بعض القوم شراكان.

البليح: بالفتح ثم الكسروياء والحاء مهملة. قال الأصمعي. هو جبل أحمر في رأس حزم أبيض لبني أبي بكر بن كلاب قرب الستار.

البليخ: الخاء معجمة. اسم نهربالرقة يجتمع فيه الماء من عيون وأعظم تلك العيون عين يقال لها الدهبانية في أرض حران فيجرى نحو خمسة أميال ثم يسير إلى موضع قد بنى عليه مسلمة بن عبد الملك حصنا يكون أسفله قدر جريب وارتفاعه في الهواء أكثر من خمسين ذراعا وأجرى ماء تلك العيون تحته فإذا خرج من تحت الحصن يسمى بليخا ويتشعب من ذلك الموضع أنهار تسقي بساتين وقرى ثم تصب في الفرات تحت الرقة بميل. قال ابن دريد لا أحسب البليخ عربيا ولكن يقال بلخ إذا تكبر. قال أبو نواس:

على شاطىء البليخ وساكنيه ** سلام مسلم لقي الحماما وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:

حلق من بني كنانة حولي ** بفلسطين يسرعون الركوبا

ذاك خير من البليخ ومن صو ** ت ذئاب علي يدعون ذيبا وقد جمعها الأخطل وسماها بلخا. قال:

أقفرت البلخ من غيلان فالرحب ** فالمحلبيات فالخابور فالشعب بليد: تصغير بلد. ناحية قرب المدينة بواد يدفع في ينبع وهي قرية لال علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال كثير:

وقد حال من حزم الحماتين دونهم ** وأعرض من وادي بليد شجون وقال أيضا:

نزول بأعلى ذي البليد كأنها ** صريمة نخل إغطأل شكيرها وبليد أيضا لآل سعيد بن عنبسة بن سعيد بن العاص.

بليرة: بكسر اللام وراء مهملة. حصن بالأندلس من أعمال شنتبرية.

بليق: بالتصغير. وبلقاء لبني أبي بكر وبني قريط.

بليل: آخره لام أخرى. اسم لشريعة صفين في الشعر عن الحازمي.

بلينا: بسكون اللام وياء مفتوحة ونون والقصر. مدينة على شاطىء النيل من غربيه بصعيد مصر يقال: إن بها طلسما لا يمز بها تمساح إلا وينقلب على ظهره.

بليونش: بكسر أوله وتسكين ثانيه وياء مضمومة وشين معجمة. مدينة من نواحي سبتة بالمغرب.

بلية: بالضم ثم الفتح وياء مشددة. هضبة باليمامة في قول جرير يرثي امرأته وكان دفنها أسفل هذه الهضبة.

لولا الحياء لها جنى استعبار ** ولزرت قبرك والحبيب يزار

كنت القرين وأي علق مضنة ** وأرى بنغف بلية الأحجار وقال محمد بن إدريس بلية فم واحد وأنشد وأرى بنعف بلية الأحجار.

البليين: بالضم ثم الفتح كأنه تثنية، بلي المذكور بعده تثني الشعراء هذا وأمثاله كثيرا إما يعتقدون ضمه إلى موضع آخر ثم يثنونه كما قالوا القمران والعمران وإما لإقامة وزن الشعر. قال إبراهيم بن هرمة.

أهاجك ربع بالبليين كاثر ** أضر به ساف ملث وماطر بلي: بفتح أوله وكسر ثانية وتشديد الياء. ناحية بالأندلس من فحص البلوط، وقال الحازمي: في حديث خالد بن الوليد ذو بلي بكسر الباء وليس باسم موضع بعينه وإنما يقال لكل من بعد حتى لايعرف موضعه هو بذي بلى بتشديد اللام وقصر الألف وإنما ذكرناه لرفع الإلتباس.

بلي: بالضم ثم الفتح وياء مشددة في كتاب نصر البلي. تل قصير أسفل حاذة بينها وبين ذات عرق وربما ثنى في الشعر. وقال الحفصي من مياه عرمة بلو وبلي. قال الخطيم العكلي أحد اللصوص:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بأعلى بلي ذي السلام وذي السدر

وهل أهبطن روض القطا غير خائف ** وهل أصبحن الدهر وسط بني صخر

وهل أسمعن يوما بكاء حمامة ** تنادي حماما في ذرى تصب خضر

وهل أرين يوما جيادي أقودها ** بذات الشقوق أو بأنقائها العفر

وهل يقطعن الخرق بي عيدهية ** تجاه من العبدي تمرح للزجر وقال عمر بن أبي ربيعة:

سائلا الربع بالبلي وقولا ** هجت شوقا لنا الغداة طويلا باب الباء والميم وما يليهما

بمارش: بضم أوله وكسر الراء والشين معجمة. حصن منيع من أعمال رية بالأندلس على ثمانية عشر ميلا من مالقة.

بمجكث: بفتح الباء وكسر الميم وسكون الجيم وفتح الكاف وثاء مثلثة. من قرى بخارى. قال الإصطخري وأما بخارى فاسمها بومجكث وقال في موضع آخر أما بومجكث فإنها على يسار الذاهب إلى الطواويس على أربعة فراسخ من بخارى بينها وبين الطريق نصف فرسخ فزاد الواو بعد الباء واختلف كلامه فيها ونقلناه نقلا وما أظنها إلا المترجم بها و الله أعلم. منها أبو الحسن علي بن الحسن بن شعيب البمجكثي الأديب سمع أبا العباس الأصم روى الحديث ومات ليلة الفطر سنة 386.

بملان: بالفتح ثم السكون. من قرى مرو على فرسخ. منها أبو حامد أحمد بن محمد بن حيويه الأنماطي أكثر عن أبي زرعة الرازي وكان ثقة، والنعمان بن إسماعيل بن أبي حرب أبو حنيفة البملاني المروزي فقيه صالح تفقه على أبي منصور محمد بن عبد الجبار وسمع منه الحديث ومن أبي مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله البجلي الرازي أجاز لأبي سعد قال وكانت ولادته في حدود سنة 430 ومات سنة 510.

بم: بالفتح وتشديد الميم. مدينة جليلة نبيلة من أعيان مدن كرمان ولأهلها حذق وأكثرهم حاكة وثيابها مشهورة في جميع البلدان وشربهم من القني المستنبطة تحت الأرض وفي مائهم بعض الملوحة وفيها نهر جار ولها بساتين وأسواق حافلة وبينها وبين جيرفت مرحلة. قال الطرماح:

ألا أيها الليل الذي طال أصبحي ** ببم وما الإصباح فيك بأروح

بلى إن للعينين في الصبح راحة ** لطرحهما طرفيهما كل مطرح وممن ينسب إليها إسماعيل بن إبراهيم البمي وزير سنكري صاحب فارس وغيره.

باب الباء والنون وما يليهما

بنا: مخفف النون مقصور. بلدة قديمة بمصر وتضاف إليها كورة من فتوح عمير بن وهب. قال أبو الحسن المهلبي من الفسطاط إلى بنها ثمانية عشر ميلا وإلى صنهشت بن زيد ثمانية أميال وإلى مدينة بنا وهي مدينة قديمة جاهلية لها ارتفاع جليل ومنها إلى سمنود ميلان، وقد ذكرنا أن بمصر أيضا تتا وننا وببا وبيا فاعرفه. وبنا أيضا قرية من قرى اليمن وإليها يضاف وادي بنا.

بنا: بكسر أوله وتشديد ثانيه والقصر. قرية على شاطىء دجلة من نواحي بغداد بينهما نحو فرسخين وهي تحت كلواذى رأيتها. وفي بغداد أيضا أخرى يقال لها بنا لا أعرفها وإحداهما أراد أبو نواس حيث. قال:

ما أبعد الرشد من قلب تضمنه ** قطربل فقرى بتا فكلواذى وقال أيضا:

سقيا لبنا ولا سقيا لعانات ** سقيا لقطربل ذات اللذاذات

فإن فيها نبات الكرم ما تركت ** منها الليالي سوى باقي الحشاشات

كأنها دمعة في عين غانية ** مرهاء رقرقها مر المصيبات بنات: كأنه جمع بنت. ماء لبني دهمان وهي أطراف نجد.

بنات قين: بفتح القاف وسكون الياء ونون. اسم موضع بالشام في بادية كلب بن وبرة بالسماوة وهي عيون عدة وسميت بذلك لأن القين بن جسر بن شيع الله بن أسد من وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة كان ينزل بها ويقول هذه العيون بناتي وقيل سميت بقين ينزل عليها وكان إذا انكسرت ممن يستقي عليها آلة دفعها إليه ليصلحها فيقول هذه العيون بناتي لأنهن يكسرن آلات فيجلبن لي الرزق والأول هو الصحيح و الله أعلم. قال الراعي:

فسيري واشربي ببنات قين ** وما لك بالسماوة من معاد وكانت بنو فزارة أوقعت ببني كلب على هذا الماء في أيام عبد الملك بن مروان وقعة شهورة فأصابت فيهم على غرة وذلك بعد وقعة أوقعتها بهم كلب يوم العاه. كان حميد بن حريث بن بجدل الكلبي اختلق سجلا على لسان عبد الملك بن مروان على صدقات بني فزارة فقدم عليهم بالعاه فقتلهم فاجتمع بنو فزارة فاغتزوا كلبا على بنات قين فأكثروا القتل فيهم كذا ذكر ابن حبيب. قال القتال:

سقى الله حيا من فزارة دارهم ** بسبي كراما حيث أمسوا وأصبحوا

هم أدركوا في عبد ود دماءهم ** غداة بنات القين والخيل جنح

كأن الرجال الطالبين تراتهم ** أسود على ألبادها ففي تمنح

وقال عويف القوافي:

صبحناهم غداة بنات قين ** ململمة لها لجب طحونا بنار: بكسر أوله وآخره راء. من قرى بغداد مما يلي طريق خراسان من ناحية براز الروذ. ينسب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن بدر البناري حدث عن سعد الخير الأنصاري وسمع من أبي الوقت السجزي وأبي المعمر الأنصاري حدث عنه محمد بن أبي المكارم اليعقوبي وكان سماعه في سنة 560.

بنارق: بالفتح وكسر الراء وقاف. قرية بين بغداد والنعمانية مقابل ديرقنى من أعمال نهر ماري على دجلة وهي الآن خراب وكان السبب في خرابها مداومة العساكر السلجوقية ومرورهم عليها ونزولهم فيها. حدثني صديقنا أبوبكر عتيف بن أبي بكر مظفر بن علي البنارقي المقري النحوي. قال حدثني جدي لأمي أبو الحسن دنينة وزوجته مباركة البنارقيان وجماعة كثيرة منأهل قريتنا بنارق أنه لما استمر تطرق العساكر لقريتنا أجمعناعلى الرحيل عنها واخلائها ونهيأ لذلك إلى الليل وكان قد بلغنا قرب العساكر منا فلما كان الليل عبرنا دجلة لنجيء الى دير قنى لأنه ذو سور منيع إلى أن تتجاوزنا العساكر ثم نمضي إلى حيث نريد من البلاد وقد أستصحبنا ما خف من أمتعتنا على أكتافنا ودوابنا فتأملنا فإذا نيران عظيمة ومشاعل جمة ملء البرية فظنناها مشاعل العساكر فندمنا وقلنا ما صنعنا شيئا لو أقمنا بقريتنا كان أرفق لنا لأنه كان يمكننا أن نخفي ما معنا هناك فالان قد جئناهم بأموالنا وسلمناها إليهم بأيدينا فبينما نحن نتشاور وإذ تلك النيران قد دهمتنا وغشيتنا فإذا هي سائرة بنفسها لا نرى لها حاملا وسمعنا من خلالها أصواتا كالنباحة بأشجى صوت يقول:

فلا بثقهم ينسد ولا نهرهم يجري ** وخلوا منازلهم وساروا مع الفجر وهم ملحون في موضعين فعلمنا أنهم الجن قال وكان الأمر كما ذكرنا فإن النهروان وأنهار كثيرة فسدت ولم تتفرع الملوك لإصلاحها فخربت البلاد إلى الآن. قال: وبتنا بدير قنى ثم تفرقنا في البلاد فمنا من قصد بغداد ومنا من قصد واسط ومنا من أستوطن غيرهما وكان ذلك في حدود سنة 545.

بناكت: بالفتح وكسر الكاف وآخره تاء فوقها نقطتان. مدينة بما وراء النهر في الإقليم الرابع طولها أربع وتسعون درجة وربع وعرضها ثمان وثلاثون درجة وسدس وهي مدينة كبيرة. خرج منها طائفة من أهل العلم. منهم أبو علي عبد الله بن مبد الرحمن البناكتي السمرقندي سمع أبا محمدعبد الله بن عبد الوهاب بن عبد الواحد الفارسي روى عنه أبو عصمة نوح بن نصر بن محمد بن أحمد بن عمرو بن الفضل بن العباس بن الحارث الأخسيكثي.

بنان: بالفتح مخفف واخره نون. موضع في ديار بني أسد بنجد لبني جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين قاله نصر وقال: غيره البنانة ماء لبني جذيمة بطرف بنان الذي قال فيه الشاعر:

فقلت لصاحبي وقل نومي ** أما يعنيكما ما قد عناني

أضاء البرق لي والليل داج ** بنانا والضواحي من بنان بنان: بالضم. قرية بمرو الشاهجان. ينسب إليها جماعة مذكورون في تاريخها. منهم أبو عبد الرحمن علي بن إبراهيم البناني المروزي صاحب عبد الله بن المبارك سمع خالد بن صبيح وخالد بن مصعب وقال: الحاكم أبو عبد الله أخبرنا العباس السياري بمرو حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى المروزي حدثنا العباس مصعب قال علي بن إبراهيم من ناحية بنان ولقبه أبو طينوس سمع من ابن المبارك عامة كتبه وكان ثقة روى عنه أهل مرو القليل وأكثر ما رأيت يروي بخوارزم وقد روى عنه أحمد بن حنبل وورد نيسابور وسمع من مشايخنا علي بن الحسن الهلالي ومحمد عبد الوهاب العبدي آخر كلام الحاكم. وذكره أبوسعد السمعاني المروزي فقال: وأما علي بن إبراهيم البناني صاحب عبد الله بن المبارك فقال أبو الفضل بن طاهر المقدس هو منسوب إلى ناحية بنان من نواحي مرو، وقال أبو سعد: ولا أعرف هذه الناحية، وذكره الأمير أبو نصر فقال: علي بن إبراهيم البتاني الباء موحدة مضمومة بعدها تاء فوقها نقطتان وذكر معه رجلين وقال: هي من قرى طريثيث كما ذكرناه في موضعه بنانة: بالهاء سكة بنانة. من محال البصرة القديمة اختطها بنو بنانة وهي أم ولد سعد بن لؤي بن غالب بن فهر مالك بن النصر بن كنانة، وقال الزبير بنانة كانت أمة لسعد بن لؤي حضنت بنيه عمارا وعامرا ومجذوما بعد أمهم فغلبت عليهم، وقد نسب إلى هذه السكة ثابت بن أسلم البصري البناني العابد تابعي صحب أنس بن مالك أربعين سنة وتوفي سنة 127 وقيل سنة 126 وقيل سنة 123 عن ست وثمانين سنة، ومنها عبد العزيز بن صهيب البناني تابعي مشهور بالرواية عن أنس بن مالك.

بنانة: بالفتح ذكر مع بنان آنفا وقال نصر بنانة. ماء لبني أسد بن خزيمة، وقال محمود بنانة ماء لبني. جذيمة بطرف بنان جبل. قال فيه الشاعر:

بنانا والضواحي من بنان وقال أبو عبيدة البنانة أرض في بلاد غطفان، وأنشد لنابغة بني شيبان:

أرى البنانة أقوت بعد ساكنها ** فذا سدير وأقوى منهم أقر بنبان: بالفتح ثم السكون وباء أخرى، قال الحفصي: بنبان منهل باليمامة من الدهناء به نخل لبني سعد وأنشد:

قد علمت سعد بأعلى بنبان ** يوم الفريق والفتى رغمان بنبلي: بالفتح ثم السكون وكسر الباء الأخرى ولام وألف مقصورة. أرض عند الخور نهر السند يعرفها البحريون عن أبي الفتح.

بنبميرة: بفتح الباء الثانية وكسر الميم وياء ساكنة وراء وهاء. قرية بالصعيد على شاطىء غربي النيل.

البنتان: بالفتح وتشديد النون وتاء فوقها نقطتان. موضع في قول الأخطل:

ولقد تشق بي الفلاة إذا طفت ** أعلامها وتغولت علكوم

غول النجاء كأنها متوجس ** بالبنتين مولع موشوم بنت: بالضم ثم السكون وتاء مثناة. بلد بالأندلس من ناحية بلنسية. ينسب إليها أبو عبد الله محمد البنتي البلنسي الشاعر الأديب.

بنتا هيدة: بنتا تثنية بنت وهيدة بفتح الهاء وياء ساكنة. هضبتان في بلاد بني عامربن صعصعة قتل عندهما توبة بن الحمير الخفاجي ومرت به ليلى الأخيلية فعقرت عليه جمل زوجها. وقالت:

عقرت على أنصاب توبة مقرما ** بهيدة إذ لم تحتقره أقاربه بنج: بالفتح ثم الضم وجيم. من قرى روذك من نواحي سمرقند وهي قصبة ناحية روذك. من هذه القرية كان أبو عبد الله الروذكي الشاعر.

بنج ديه: بسكون النون. معناه بالفارسية الخمس قرى وهي كذلك خمس قرى متقاربة من نواحي مرو الروذ ثم من نواحي خراسان عمرت حتى اتصلت العمارة بالخمس قرى وصارت كالمحال بعد أن كانت كل واحدة مفردة فارقتها في سنة 617 قبل استيلاء التتر على خراسان وقتلهم أهلها وهي من أعمر مدن خراسان ولا أدري إلى أي شيء ال أمرها، وقد تعرب فيقال لها فنج ديه وينسبون إليها فنجديهي، وقد ينسب إليها السمعاني خمقري من الخمس قرى نسبة وقد يختصرون فيقولون يندهي. وينسب إليها خلق. منهم أبوعبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود بن أحمد بن الحسيني بن مسعود المسعودي البنجديهي كان فاضلا مشهورا له حظ من الأدب شرح مقامات الحريري شرحا حشاه بالأخبار والنتف وكان معروفا بطلب الحديث ومعرفته سافر الكثير إلى العراق والجبال والشام والثغور ومصر والاسكندرية سمع أباه ببلده ومسعودا الثقفي بأصبهان وأبا طاهر السلفي بالإسكندرية وكتب عن الحافظ أبي القاسم الدمشقي وكتب هو عنه ووقف كتبه بدمشق بدويرة الشميساطي ومات بدمشق في تاسع عشر ربيع الأول سنة 584 ومولده سنة 521.

بنجخين: بعد الجيم خاء معجمة مكسورة وياء ساكنة ونون. محلة بسمرقند. ينسب إليها علي بن محمد بن حامد الكرابيسي الفقيه البنجخيني يروي عن عبد الله ابن محمد بن الحسن بن القاسم السمرقندي و غيره توفي سنة 360.

بنجهير: الهاء مكسورة وياء ساكنة وراء. مدينة بنواحي بلخ فيها جبل الفضة وأهلها أخلاط وبينهم عصبية وشر وقتل والدراهم بها واسعة كثيرة لا يكاد أحدهم يشتري شيئا ولو جزرة بقل بأقل من درهم صحيح والفضة في أعلا جبل مشرف على البلدة والسوق والجبل كالغربال من كثرة الحفر وإنما يتبعون عروقها يجدونها تدلهم على أنها تفضي إلى الجواهر وهم إذا وجدوا عرقا حفروا أبدا إلى أن يصيروا إلى الفضة فيتفق أن للرجل منهم في الحفر ثلاثمائة ألف درهم أو زائدا أو ناقصا فربما صادف ما يستغني به هو وعقبه وربما حصل له مقدار نفقته وربما أكدى وافتقر لغلبة الماء وغير ذلك وربما يتبع رجل عرقا ويتبع آخر شعبة أخرى منه بعينه فيأخذان جميعا في الحفر والعادة عندهم أن من سبق فاعترض على صاحبه فقد استحق ذلك العرق وما يفضي إليه فهم يعملون عند هذه المسابقة عملا لا تعمله الشياطين فإذا سبق أحد الرجلين ذهبت نفقة الآخر هدرا وإن استويا اشتركا وهم يحفرون أبدا ما حييت السرج واتقدت المصابيح فإذا صاروا في البعد إلى موضع لا يحيى السراج لم يتقدموا ومن تقدم مات في أسرع وقت فالرجل منهم يصبح غنيا ويسمي فقيرا أو يصبح فقيرا ويمسي غنيا، وينسب إليها شاعر يعرف بالبنجهيري معروف.

بنجيكت: بضم أوله وسكون ثانيه وكسر الجيم وياء ساكنة وفتح الكاف، وتاء مثناة. قال الإصطخري. بنجيكت أكبر مدينة بأشروسنة وهي التي يسكنها ولاة أشروسنة تحرز رجالها بعشرين ألفا ويشتمل خندقها على دور وبساتين وكروم وقصور وزروع، وقال أبو سعد بنجيكت قرية من قرى سمرقند على ستة فراسخ. منها أبومسلم مؤمن بن عبد الله البنجيكتي يروي عن محمد بن نصر البلخي.

بندجان: بالفتح ثم السكون وفتح الدال وجيم وألف ونون. مدينة بفارس ولست أدري أهو النوبندجان أم غيرها وموضعهما في الأخبار واحد.

بندسيان: من قرى نهاوند بها قبر النعمان بن مقرن استشهد هناك يوم نهاوند وهو أمير الجيوش وقبر عمرو بن معدي كرب الزبيدي فيما يزعم أهلها والمشهور أن عمرو بن معد يكرب مات بروذه قرب الري.

بندكان: بضم أوله. من قرى مرو على خسمة فراسخ منها. ينسب اليها أبو طاهر محمدبن عبد العزيز العجلي البندكاني كان إماما فاضلا مناظر عارفا بالتواريخ تفقه على الإمام أبي القاسم الفوراني وروى الحديث عن الحسين بن الحسن بن عبد الله الكاشغري روى عنه أبو الحسن الشهرمتاني بمكة وأبو القاسم علي بن محمد وحدثنا عنه أبو المظفر السمعاني رحمه الله عن أبي سعد السمعاني.

البندنيجين: لفظه لفظ التثنية ولا أدري ما بندنيج مفرده إلا أن أبا حمزة الأصبهاني قال بناحية العراق موضع يسمى وندنيكان وعرب على البندنيجين ولم يفسر معناه. وهي بلدة مشهورة في طرف النهروان من ناحية الجبل من أعمال بغداد يشبه أن تعد في نواحي مفرجانقذق. وحدثني العماد بن كامل البندنيجي الفقيه. قال البندنيجين اسم يطلق على عدة محال متفرقة غير متصلة البنيان بل كل واحدة منفردة لا ترى الأخرى لكن نخل الجميع متصلة وأكبر محلة فيها يقال لها باقطايا وبها سوق ودار الإمارة ومنزل القاضي. ثم بويقيا. ثم سوق جميل. ثم فلشت. وقد خرج منها خلق من العلماء محدثون وشعراء وفقهاءوكتاب.

بنديمش: بكسر الدال وياء ساكنة وميم مفتوحة وشين معجمة. من قرى سمرقند في ظن أبي سعد. منها القاضي أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار الحافظ البنديمشي توفي في شعبان سنة 524.

بنزرت: بفتح الزاي وسكون الراء وتاء فوقها نقطتان مدينة بإفريقية بينها وبين تونس يومان وهي من نواحي شطفورة مشرفة على البحر وتنفرد بنززت ببحيرة تخرج من البحر الكبير إلى مستقر تجاهها يخرج منها في كل شهر صنف من السمك لا يشبه السمك الذي خرج في الشهر الذي قبله إلى انقضاء الشهر ثم صنف آخر ويضمنه السلطان بمال وافر بلغني أن ضمانته اثنا عشر ألف دينار. قال أبو عبيد البكري وبشرقي طبرقة على مسيرة يوم وبعض آخر قلاع تسمى قلاع بنزرت وهي حصون يأوي إليها أهل تلك الناحية إذا خرج الروم غزاة إلى بلاد المسلمين فهي مفزع لهم وغوث وفيها رباطات للصالحين. قال وقال محمد بن يوسف في ذكر الساحل من طبرقة إلى مرسى تونس مرسى القبة عليه مدينة بنزرت وهي مدينة على البحر يشقها نهر كبير كثير الحوت ويقع في البحر وعليها سور صخر وبها جامع وأسواق وحمامات افتتحها معاوية بن خديج سنة 41 وكان معه عبد الملك بن مروان.

بنسارقان: السين مهملة وبعد الألف راء مفتوحة وقاف. قرية من قرى مرو على فرسخين من مرو يسميها العامة كوسارقان. منها أبو منصور الطيب بن أبي سعيد بن الطيب الخلال البنسارقاني كان يسكن البلد خرج إلى مكة وتوفي بهمذان في شعبان سنة 532وكان صالحا سمع الحديث ورواه.

بنطس: بضم الطاء والسين مهملة كذا وجدته بخط أبي الريحان البيروني. وقرأت بخط غيره بنطس كلمة يونانية وهو. خاص بالبحر الذي منه خليج قسطنطينية أوله في أطراف بلاد الترك في الشمال ويمتد إلى ناحية المغرب والجنوب حتى يتصل ببحر الشام وقبل اتصاله ببحر الشام يسمى بنطس.

بنفزوة: بفتح أوله وثانيه وسكون الفاء وضم الزاي وفتح الواو. مدينة بإفريقية من نواحي القيروان.

بنكت: بالكسر ثم السكون وفتح الكاف والتاء فوقها نقطتان. قرية من قرى إشتيخن من صغد سمرقند. منها أبو الحسن علي بن يوسف بن محمد البنكتي كان فقيها صالحا سمع بمكة أبا محمد عبد الملك بن محمد بن عبيد الله الزبيدي.

بنكث: هذه بالثاء المثلثة، ووجدته بخط البشاري بيكث بعد الباء وياء وقال الإصطخري بنكث. قصبة إقليم الشاش ولها قهندز ومدينة وقهندزها خارج عن المدينة وللمدينة ربض عليه سور وطول البلد من السور الثالث إلى أن تقطع عرضه كله مقدار فرسخ وتجري في المدينة الداخلة والربض جميعا المياه وفي الربض بساتين كثيرة ويمتد من الجبل المعروف بسابلع حائط في وجه القلاص حتى ينتهي إلى وادى الشاش يمنع الترك من الدخول بناه عبد الله بن حميد فإذا جزت هذا الحائط بمقدار فرسخ كان هناك خندق من الجبل إلى الوادي. وينسب إليها أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي البنكثي أصله من ترمذ وسكن بنكث فنسب إليها كان إماما حافظا رحالا أديبا قرأ الأدب على أبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة ببغداد روى عن عيسى بن أحمد العسقلاني وأبي عيسى الترمذي وغيرهما من أهل خراسان والجبال والعراق روى عنه أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد الخزاعي ومات بالشاش سنة 335 وله مسند في مجلدين ضخمين سمعناه بمرو على أبي المظفر عبد الرحيم بن أبي سعد الحافظ رحمه الله.

بنة: بالفتح ثم التشديد. مدينة بكابل. وفي كتاب الفتوح غزا المهلب بن أبي صفرة في سنة 44 أيام معاوية ثغر السند فأتى بنة ولاهور وهما بين الملتان وكابل فلقيه العدو فقتله المهلب ومن معه. فقال بعض الأزديين:

ألم تر أن الأزد ليلة بيتوا ** ببنة كانوا خير جيش المهلب بنة: بكسر أوله. قرية من قرى بغداد وهي بنه المقدم ذكرها. وبنة أيضا حصن بالأندلس من أعمال الفرج عمره محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام ينسب إليه أبو جعفر البني القائل في صفة قنديل:

وقنديل كأن الضوء فيه ** محاسن من أحب وقد تجلى

أشار إلى الدجى بلسان أفعى ** فشمر ذيله خوفا وولى وذكر أبو طاهر الحافظ بإسناده. قال أبو العباس أحمد بن البني الأبدي قال قدمت حمص الأندلس يعني إشبيلية فجمعني جماعة من شعرائها في مجلس فأرادوا امتحاني فقال من بينهم أبومحمد عبد الله بن سادة الشنتريني وكان مقدمهم.

هذي البسيطة كاعب أترابها ** حلل الربيع وحليها الأزهار فقلت:

وكأن هذا الجو فيها عاشق ** قد شفه التعذيب والإضرار

فإذا شكى فالبرق قلب خافق ** وإذا بكى فدموعه الأمطار

فلأجل ذلة ذا وعزة هذه ** يبكي الغمام ويبسم النوار بنورا: بالفتح ثم الضم والواو ساكنة وراء وألف مقصورة. قرية قرب النعمانية بين بغداد وواسط وبها كان مقتل المتنبي في بعض الروايات، وحدثني الشريف أبو الحسن علي بن أبي منصور الحسن بن طاوس العلوي أن بنورا من نواحي الكوفة ثم من ناحية نهر قورا قرب سورا بينهما نحو فرسخ. منها كان الشريف النسابة عبد الحميد بن التقي العلوي كان أوحد الناس في علم الأنساب والأخبار مات في سنة 597.

بنو عامر: من مخاليف اليمن.

بنو مغالة: بالغين معجمة. من قرى الأنصار بالمدينة. قال الزبير كل ما كان من المدينة عن يمينك إذا وقفت آخر البلاد مستقبل مسجد رسول الله فهو بنو مغالة والجهة الأخرى فهو جديلة وهم بنو معاوية.

بنو نجيد: مخلفت باليمن فيه معدن الجزع البقراني أجود أصناف الجزع.

بنها: بكسر أوله وسكون ثانية مقصور. من قرى مصر يسمونها اليوم بنها بفتح أوله. قال أبو الحسن المهلبي من الفسطاط إلى مدينة بنها وهي على شعبة من النيل وأكثر عسل مصر الموصوف بالجودة مجلوب منها ومن كورتها وهي عامرة حسنة العمارة ثمانية عشر ميلا، وعن العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين يقول روى الليث بن سعد عن ابن شهاب قال بارك رسول الله في عسل بنها. قال العباس: قلت ليحيى: حدثك به عبد الله بن صالح قال نعم قال يحيى بنها قرية من قرى مصر.

بنيان: بالضم كذا وجدته في شعر الأعشى ووجدته بخط الترمذي الذي نقله من خط ثعلب بنيان بالفتح في قول الحطيئة:

مقيم على بنيان يمنع ماءه ** وماء وشيع ماء عطشان مرمل وهي قرية باليمامة ينزلها بنو سعد بن زيد مناة بن تميم. قال الأعشى:

أجدوا فلما خفت أن يتفرقوا ** فريقين منهم مصعد ومصوب

طلبتهم تطوي بي البيد جسرة ** شويقية النابين وجناء ذغلب

مضبرة حرف كأن قتودها ** تضمنه من حمر بنيان أحقب -شقا-ناب البعير إذا طلع. وقال طفيل الغنوي:

وبنيان لم تورد وقد تم ظمؤها ** تراح إلى برد الحياض وتلمع وبنيان أيضا رستاق بين فارس وأصبهان وخوزستان وهو من نواحي خوزستان وليس في عملها عمل يعد من الصرود غيره وهي متاخمة للسردن.

بنيرقان: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وراء مفتوحة وقاف وألف ونون. من قرى مرو. منها عبد الله بن الوليد عفان البنيرقاني سمع قتيبة بن سعيد.

بنينور: لفظه لفظ بني نوربالنون في نور. قلعة مشهورة ومدينة من نواحي مكران.

البنية: بالضم وياء مشددة بلفظ التصغير ويروى البنينة بنونين بينهما ياء. موضع في قول الحادرة.

بني: بلفظ تصغير الابن. قال أبو زياد بني. أجرع االرمل لم أسمع شيئا من الرمل يسمى بنيا غيره وهو في جانب رمل عبد الله بن كلاب في الشق الذي يلي مطلع الشمس. وأنشد لربيعة بن عروة بن نفاثة:

ذهب الشباب وجاء شيء اخر ** وقعدت بعد ذهابه أتذكر

ولقد جلست على بني غدوة ** ونظرت صادرء وماء أخضر

ولقد سعيت على المكاره كلها ** وجمعت حربا لم يطقها عفزر البنية: من أسماء مكة حرسها الله تعالى: باب الباء والواو وما يليهما

بواء: بالفتح والمد. واد بتهامة وقد قصره بعض الشعراء بوادر: جمع بادرة. موضع في شعر سبيع بن الخطيم حيث. قال:

واعتادها لما تضايق شربها ** بلوى بوادر مربع ومصيف بوار: بالفتح بلفظ البوار بمعنى الهلاك بلد باليمن له ذكر في الأخبار عن نصر.

بوازن: بعد الألف زاي مكسورة ونون. قال زيد الخيل الطائي:

قضت ثعل دينا ودنا بمثله ** سلامان كيلا وازنا ببوازن

فأمسوا بين حر كريم وأصبحوا ** عبيد عنين رغم أنف ومازن البوازيج: بعد الزاي ياء ساكنة وجيم. بلد قرب تكريت على فم الزاب الأسفل حيث يصب في دجلة ويقال لها بوازيج الملك لها ذكر في الأخبار والفتوح وهي الان من أعمال الموصل. ينسب إليها جماعة من العلماءمنهم من المتأخرين منصوربن الحسن بن علي بن عاذل بن يحيى البوازيجي البجلي فقيه فاضل حسن السيرة تففه على أبي إسحاق الفيروذآبادي وسمع منه الحديث ورواه وتوفي سنة 501.

بوازيج الأنبار: موضع آخر. قال أحمد بن يحيى بن جابر فتح عبد الله بوازيج الأنبار وبها قوم من مواليه إلى الآن.

بواط: بالضم وآخره طاء مهملة. واد من أودية القبلية عن الزمخشري عن علي العلوي ورواه الأصيلي والعذري والمستملي من شيوخ المغاربة بواط بفتح أوله والأول أشهر وقالوا: هو جبل من جبال جهينة بناحية رضوى غزاه النبي في شهر ربيع الأول في السنة الثانية من الهجرة يريد قريشا ورجع ولم يلق كيدا. قال بعضهم

لمن الدار أقفرت ببواط بواعة: بالعين المهملة. صحراء عندها ردهة القرينين لبني جرم.

بون:. بالنون ذو بوان. موضع بأرض نجد. قال الزفيان.

ماذا تذكرت من الأظعان ** طوالعا من نحو ذي بوان وقد ذكر بعضهم أنه أراد بوانة المذكورة بعد فأسقط الهاء للقافية.

بوان: بالفتح وتشديد الواو وألف ونون في ثلاثة. مواضع أشهرها وأسيرها ذكرا شعب بوان بأرض فارس بين أرجان والنوبندجان وهو أحد متنزهات الدنيا. قال المسعودي وذكر اختلاف الناس في فارس. فقال ويقال: إنهم من ولد بوان بن إيران بن الأسود بن سام بن نوح عليه السلام وبوان هذا هو الذي ينسب إليه شعب بوان من أرض فارس وهو أحد المواضع المتنزهة المشتهرة بالحسن وكثرة الأشجار وتدفق المياه وكثرة أنوع الأطيار قال الشاعر:

فشعب بوان فوادي الراهب ** فثم تلقى أرحل النجائب وقد روى عن غير واحد من أهل العلم أنه من متنزهات الدنيا وبعض قال: جنان الدنيا أربعة مواضع غوطة دمشق وصغد سمرقند وشعب بوان ونهر الإيلة. قالوا: وأفضلها غوطة دمشق، وقال أحمد بن محمد الهمداني من أرجان إلى النوبندجان ستة وعشرون فرسخا وبينهما شعب بوان الموصوف بالحسن والنزاهة وكثرة الشجر وتدفق المياه وهو موضع من أحسن ما يعرف فيه شجر الجوز والزيتون وجميع الفواكه النابتة في الصخر، وعن المبرد أنه قال: قرأت على شجرة بشعب بوان:

إذا أشرف المحزون من رأس تلعة ** على شعب بوان استراح من الكرب

وألهاه بطن كالحريرة مسه ** ومطرد يجري من البارد العذب

وطيب ثمار في رياض أريضة ** على قرب أغصان جناها على قرب

فبالله يا ريح الجنوب تحملي ** إلى أهل بغداد سلام فتى صب وإذا في أسفل ذلك مكتوب:

ليت شعري عن الذين تركنا ** خلفنا بالعراق هل يذكرونا

أم لعل الذي تطاول حتى ** قدم العهد بعدنا فنسونا

وذكر بعض أهل الأدب أنه قرأ على شجرة دلب تظلل عينا جارية بشعب بوان:

متى تبغني في شعب بوان تلقني ** لدى العين مشدود الركاب إلى الدلب

وأعطي لإخواني الفتوة حقها ** بماشئت من جد وماشئت من لعب

يدير علينا الكأس من لو رأيته ** بعينك مالمت المحب على الحب وذكر لي بعض أهل فارس أن شعب بوان واد عميق والأشجار والعيون التي فيه إنما هي من جلهتيه وأسفل الوادي مضايق تجتمع فيها المياه وتجري وليس في أرض وطيئة النبت بحيث تبنى فيه مدينة ولا قرية كبيرة، وقد أجاد المتبي في وصفه فقال:

مغاني الشعب طيبا في المغاني ** بمنزلة الربيع من الزمان

ولكن الفتى العربي فيها ** غريب الوجه واليد واللسان

ملاعب جنة. لو سار فيها ** سليمان لسار بترجمان

طبت فرساننا والخيل حتى ** خشيت وإن كرمن من الحران

غدونا ننفض الأغصان فيها ** على أعرافها مثل الجمان

فسرت وقد حجبن الحر عني ** وجئن من الضياء بما كفاني

وألقى الشرق منها في ثيابي ** دنانيرا تفر من البنان

لها ثمر تشير إليك منها ** بأشربة وتفن بلا أواني

وأمواه تصل بها حصاها ** صليل الحلي في أيدي الغواني

ولو كانت دمشق ثنى عناني ** لبيق الثرد صيني الجفان

يلنجوجي ما رفعت لضيف ** به النيران ندي الدخان

تحل به على قلب شجاع ** وترحل منه عن قلب جبان

منازل لم يزل منها خيال ** يشيعني إلى النوبندجان

إذا غنى الحمام الورق فيها ** أجابته أغاني القيان

ومن بالشعب أحوج من حمام ** إذا غنى وناح إلى البيان

وقد يقارب الوصفان جدا ** وموصوفاهما متباعدان

يقول بشعب بوان حصاني ** أعن هذا يسار الى الطعان

أبوكم آدم سن المعاصي ** وعلمكم مفارقة الجنان

فقلت إذا رأيت أبا شجاع ** سلوت عن العباد وذا المكان وكتب أحمد بن الضحاك الفلكي إلى صديق له يصف شعب بوان بسم الله الرحمن الرحيم كتبت إليك من شعب بوان وله عندي يد بيضاء مذكورة. ومنة غراء مشهورة. بما أولانيه من منظر أعدا على الأحزان. وأقال من صروف الزمان. وسرح طرفي في جداول تطرد بماء معين منسكب أرق من دموع العشاق. مررتها لوعة الفراق. وأبرد من ثغور الأحباب. عند الالئتام والإكتئاب. كأنها حين جرى آذيها يترقرق. وتدافع تيارها يتدفق، وارتج حبابها يتكسر في خلال زهر ورياض ترنو بحدق تولد قصب لجين في صفائح عقيان. وسموط در بين زبرجد ومرجان. أثر على حكمة صانعه شهيد. وعلم على لطف خالقه دليل إلى ظل سجسج أحوى. وخضل ألمى. قد غنت عليه أغصان فينانة. وقضب غيدانة. تشورت لها القدود المهقهفة خجلا. وتقيلتها الخصور المرهفة تشبها. يستقيدها النسيم فتنقاد. ويعدل بها فتنعدل. فمن متورد يروق منظره. ومرتج يتهدل مثمره. مشتركة فيه حمرة نضج الثمار. ينفحه نسيم النوار. وقد أقمت به يوما وأنا لخيالك مسامر. ولشوقك منادم، وشربت لك تذكارا وإذا تفضل الله لإتمام السلامة إلى أن أوافي شيراز كتبت إليك من خبري بما تقف عليه إن شاء الله تعالى، وبوان أيضا شعب بوان واد بين فارس وكرمان يوصف أيضا بالنزاهة والطيب ليس بدون الأول أخبرني به رجل من أهل فارس. وبوان أيضا قرية على باب أصبهان. ينسب اليها جماعة. منهم القاضي أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن سليم البواني من أهل هذه القرية كان شيخا صالحا مكثرا سمع الحافظ أبا بكر مردويه بأصبهان والبرقاني ببغداد وغيرهما روى عنه الحافظ أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل الأصبهاني وغيره وولي القضاء ببعض نواحي أصبهان وتوفي في ذي القعدة سنة 484 وولد في صفر سنة 401.

بوانة: بالضم وتخفيف الواو. قال أبو القاسم محمود بن عمر قال السيد علي بوانة هضبة وراء ينبع قريبة من ساحل البحر وقريب منها ماءة تسمى القصيبة وماء آخر يقال له المجاز. قال الشماخ بن ضرار:

نظرت وسهب من بوانة دوننا ** وأفيح من روض الرباب عميق وهذا يريك أنه جبل. وقال آخر:

لقد لقيت شول بجنب بوانة ** نصيا كأعراف الكوادن أسحما وفي حديث ميمونة بنت كردم أن أباها قال للنبي : إني نذرت أن أذبح خمسين شاة على بوانة فقال : هناك شيء من هذه النصب? فقال: لا قال: فأوف بنذرك فذبح تسعا وأربعين وبقيت واحدة فجعل يعدوا خلفها ويقول: اللهم أوف بنذري حتى أمسكها فذبحها وهذا معنى الحديث لا لفظه. وبوانة أيضا ماء بنجد لبني جشم. وقال أبو زياد بوانة من مياه بني عقيل، وقال وضاح اليمن:

أيا نخلتي وادي بوانة حبذا ** إذا نام حراس النخيل جناكما

وحسناكما زادا على كل بهجة ** وزادا على طيب الغناء غناكما البوباة: بالفتح ثم السكون وباء أخرى. اسم لصحراء بأرض تهامة إذا خرجت من أعالي وادي النخلة اليمانية وهي بلاد بني سعد بن بكر بن هوازن. قال رجل من مزينة:

خليلي بالبوباة عوجا فلا أرى ** بها منزلا إلا جديب المقيد

نذق برد نجد بعدما لعبت بنا ** تهامة في حمامها المتوقد وقال ابن السكيت في شرح قول المتلمس:

لن تسلكي سبل البوباة منجدة ** ما عاش عمرو ومات عمرت قابوس قال البوباة ثنية في طريق نجد على قرن ينحدر منها صاحبها إلى العراق فيقول لا تأخذ بذلك الطريق إلى نجد وأنت تريد إلى الشام وأصل البوباة والموماة المتسع من الأرض.

البوب: بالضم ثم السكون وباء أخرى. قرية بمصر من كورة بنا من نواحي حوف مصر ويقال لها بلقينة أيضا بوتة: بالتاء فوقها نقطتان. من قرى مرو. ينسب إليها أبو تقي بزيادة القاف. وينسب إليها أبو الفضل أسلم بن أحمد بن محمد بن فراشة البوتقي يروي عن أبي العباس أحمد بن محمد بن محبوب المحبوبي وغيره روى عنه أبو سعيد النقاش توفي بعد سنة 350.

بوتيج: بكسر التاء وياء ساكنة وجيم. بليدة بالصعيد الأدنى من غربي النيل وهي عامرة نزهة ذات نخل كثير وشجر وفير.

بورنمذ: يلقي فيها ساكنان وفتح النون والميم والذال معجمة. قرية بين سمرقند وأشروسنة وهي من أعمال أشروسنة. منها أبو أحمد عبد الله بن عبد الرحمن البوزنمذي الزاهد سمع يحيى بن معاذ الرازي روى عنه عبد الله بن مسعود بن كامل السمرقندي.

بورة: مدينة على ساحل بحر مصر قرب دمياط. تنسب إليها العمائم البورية والسمك البوري. منها محمد بن عمر بن حفص البوري. قال عبد الغني بن سعيد حدثونا عنه.

بورى: بالقصر. قرية قرب عكبراء. قال أبو نواس.

ولا تركت المدام بين قرى ال ** كرخ فبورى فالجوسق الخرب وببغداد جماعة من الكتاب وغيرهم ينسبون إليها ولشعر أبي نواس تمام ذكرته في القفص بوزانة: بالزاي والألف والنون. قرية من قرى أسفرايين. منها أبومحمد عبد الله بن الحارث بن حفص بن الحارث بن عقبة القرشي الصنعانى ثم البوزاني من أهل صنعاء وسكن بوزانة وكان وضاعا للحديث عن الأئمة مثل عبد الرزاق وأحمد بن حنبل وغيرهما.

بوزجان: بالجيم. بليدة بين نيسابور وهراة وهي من نواحي نيسابور منها إلى نيسابور أربع مراحل وإلى هراة ست مراحل. كان منها جماعة كثيرة من أهل العلم منهم أبو منصور أحمد بن محمد بن حمدون بن مرداس الفقيه البوزجاني تفقه ببلخ على أبي القاسم الصفار ثم سكن نيسابور خمسين سنة إلى أن مات بها سمع عبد الله بن محمد بن طرخان البلخي وأبا العباس الدغولي و غيرهما سمع منه الحاكم أبو عبد الله وتوفي في ذي القعدة سنة 386.

بوزع: العين مهملة. اسم رملة في بلاد بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وفي قول جرير:

وتقول بوزع قد دببت على العصا فهو اسم امرأة. قال الأزهري: وكأنه فوعل من البزع وهو الظرف والملاحة.

بوزنجزد: الزاي والنون مفتوحتان والجيم مكسورة والراء ساكنة والدال مهملة. من قرى همذان على مرحلة منها من جهة ساوه. منها أبو يعقوب يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسن بن وهرة الهمذاني البوزنجردي كان إماما ورعا متنسكا عاملا بعلمه له أحوال وكرامات وكلام على الخواطر وإليه انتهت تربية المريدين تفقه على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي وسمع منه الحديث ومن غيره من العراقيين منهم أبو بكر الخطيب سمع منه أبو سعد وقال توفي ببامئين قصبة باذغيس سنة 535.

بوزنجزد: مثل الذي قبله إلا إنه بسكون النون والتي قبلها بفتحها وذكرهما معا أبو سعد وفرق بينهما بذلك وهذا. من قرى مروا على طرف البرية. منها أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن عمرو بن سياوش الهاشمي البوزنجردي وقيل ابن زادان بدل سياوش سمع علي بن الحسن بن شقيق وغيره روى عنه أحمد بن محمد بن العباس السوسقاني وغيره وتوفي سنة 289 بوزن شاه: الشين معجمة. من قرى مرو أيضا خربت قديما كانت على أربعة فراسخ من مرو. ينسب إليها ضرار بن عمرو بن عبد الرحمن البوزنشاهي من التابعين روى عن ابن عمر ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن يوسف الخلوقي أو عبد الله المكي الهلالي من أهل بوزن شاه الجديدة كان إماما عالما فاضلا حافظا للمذهب مفتيا من بيت العلم والحديث سمع الإمام أبا عبد الله محمد بن الحسن بن الحسين المهربندقشاني والسيد أبا القاسم علي بن موسى الموسوي العلوي وأبا المظفر السمعاني وأبا الخير محمد بن موسى الصفار وكتب عنه أبو سعد بمرو وبقريته بوزن شاه وكانت ولادته في صفر سنة 453 ببوزن شاه وبها توفي سنة 531في سابع شهر ربيع الأول وبوزن شاه هذه غير الأولى.

بوزن: من قرى نيسابور من خط النجاشي. قال أبو منصور الثعالبي عقيب ذكره قول السري الرفاء يصف الموصل:

فمتى أزور قباب مشرفة الدرى ** فأدور بين النسر والعيوق

وأرى صوامع في غوارب أكمها ** مثل الهوادج في غوارب نوق ما نظرت إلى الصوامع في قرية بوزن من نيسابور إلا تذكرت هذا البيت واستأنفت التعجب من حسن هذا التشبيه وبراعته وفصاحته.

بوزوز: بالفتح ثم السكون وزايين بينهما واو ساكنة. مدينة في شرقي الأندلس. منها أبو القاسم محمد بن عبد الله بن محمد الكلبي المقري الإشبيلي يعرف بابن البوزوزي كتب عنه السلفي شيئا من شعره وقال مقرىء مجود. قلت وقدم البوزوزي هذا حلب وأقام بها مدة يقرىء القرآن وقرأ عليه شيخنا أبو البقاء يعيش بن علي بن يعيش ورحل إلى الموصل وأقام بها وبها توفي فيما أحسب ولم يكن مرضي الدين على شيخوخته وعلمه وكان مشتهرا بالصبيان وأنشدني حسين بن مقبل بن أبي بكر الموصلي البهائي نسبة إلى بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم القاضي بحلب. قال أنشدني البوزوزي النحوي لنفسه في رجل يلقب بالذبيب وكان يتعشق صبيا اسمه أبو العلاء واصطحبا على ذلك زمانا طويلا:

بئس الذبيب لفقره من أمرد ** وأبو العلء لقبحه من عاشق

فكلاهما بالإضطرار موافق ** لرفيقه لا بالوداد الصادق

فالعلق لو ظفرت يداه بلائط ** يوما لما أضحى له بموافق

والدب لو ظفرت يداه بأمرد ** لأباته ببيات أطلق طالع بوس: بالفتح ثم السكون والسين مهملة. قرية بصنعاء اليمن يقال لها بيت بوس. ينسب إليها الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبد الله البوسي الصنعاني الأبناوي من أبناء فارس يروى عن عبد الرزاق بن هشام روى عنه الطبراني وغيره. وينسب إليها جماعة غيره رأيتهم في أخبار اليمن.

بوسنج: بالضم ثم السكون والسين مهملة والنون ساكنة وجيم. من قرى ترمذ.

بوشان: الشين معجمة وآخره نون. من مخاليف اليمن بوش: كورة ومدينة بمصر من نواحي الصعيد الأدنى في غربي النيل بعيدة عن الشاطىء. ينسب إليها أبو الحسن علي بن إبراهيم بن عبد الله البوشي حدث عن أبي الفضل أحمد وأبي عبد الله محمد بن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحضرمي سمع منه أبو بكر بن نقطة.

بوشنج: بفتح الشين وسكون النون وجيم. بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة بينهما عشرة فراسخ رأيتها من بعد ولم أدخلها حيث قدمت من نيسابور إلى هراة. قال أبو سعد: أنشدني أبو الفتوح سعيد بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن علي اليعقوبي الصوفي البوشنجي الواعظ ساكن هراة وكان من بيت العلم والحديث كتب الكثير منه بهراة ونيسابور. قال أنشدني: أبو سعد العاصمي قال: أنشدنا الإمام أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي لنفسه يخاطب أبا حامد الإسفراييني ببغداد فقال:

سلام أيها الشيخ الإمام ** عليك وقل من مثلي السلام

سلام مثل رائحة الخزامى ** إذا ما صابها سحرا غمام

رحلت إليك من بوشنج أرجو ** بك العز الذي لا يستضام

وقال أبو الفضل الدباغ الهروي يهجو بوشنج وأهلها:

إذا سقى الله أرض منزلة ** فلا سقى الله أرض بوشنج

كأنها في اشتباك بقعتها ** أخربها الله نطع شطرنج

قد ملئت فاجرا وفاجرة ** أكرم منهم خؤولة الزنج

كأن أصواتهم إذا نطقوا ** صوت قمد يدس في فرج وينسب إلى بوشنج خلق كثير من أهل العلم. منهم المختار بن عبد الحميد بن المنتضى بن محمد بن علي أبو الفتح الأديب البوشنجي سكن هراة وكان شيخا عالما أديبا حسن الخط كثير الجمع والكتابة والتحصيل جمع تواريخ وفيات الشيوخ بعدما جمعه الحاكم الكتبي سمع جده لأمه أبا الحسن الداودي وأجاز لأبي سعد مات بإشكيذبان في الخامس عشر من رمضان سنة 536 بوصرا: بفتح الصاد المهملة وراء. من قرى بغداد هكذا ذكره ابن مردويه فيما حكاه أبو سعد عنه. ونسب إليها أبا علي الحسن بن الفضل بن السمح الزعفراني المعروف بالبوصراني روى عن مسلم بن إبراهيم روى عنه أبو بكر محمد بن محمد الباغندي وتوفي أول جمادى الآخرة سنة 280 وهو متروك الحديث.

بوص: بالفتح. قال الأصمعي: بوص. جبل حذاء فيد. قال الفضل اللهبي:

فالهاوتان فكبكب فجتاوب ** فالبوص فالأفراع من أشقاب بوصان: موضع بأرض حولان من ناحية صعدة باليمن أهله بنو شرحبيل بن الأصفر بن هلال بن هانئ بن حولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.

بوصلابا: بالضم وبعد اللام ألف وباء وألف. قرية على الفرات قرب الكوفة مسماة بمنشئها صلابة بن مالك بن طارق بن همام العبدي.

بوصير: بكسر الصاد وياء ساكنة وراء. اسم لأربع قرى بمصر. بوصير قوريدس. وقال الحسن بن ابراهيم بن زولاق بها قتل مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الذي به انقرض ملك بني أمية وهو المعروف بالحمار والجعدي قتل بها لسبع بقين من ذي الحجة سنة 132، وقال أبو عمر الكندي: قتل مروان ببوصير من كورة الأشمونين وقال لي القاضي المفضل بن الحجاج بوصير قوريدس من كورة البوصيرية. وإلى بوصير قوريدس ينسب أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت بن غالب بن هاشم الأنصاري الخزرجي كتب إلى أبو الربيع سليمان بن عبد الله التميمي المكي في جواب كتاب كتبته إليه من حلب أسأله عنه فقال سألت ابن الشيخ البوصيري عن سلفه ونسبه وأصله فأخبرني أنهم من المغرب من موضع يسمى المنستير قال وبالمغرب موضعان يسميان المنستير أحدهما بالأندلس بين لقنت وقرطاجنة في شرق الأندلس والآخر بقرب سوسة من أرض إفريقية بينه وبينها اثنا عشر ميلا. قال ولم يعرفني والدي من أيهما نحن وكان أول قادم منا إلى مصر جد والدي مسعود فنزل بوصير قوريدس فأولد بها جدي عليا ودخل علي إلى مصر فأقام بها فأولد بها أبي القاسم ولم يخرج من الاقليم إلى سواه إلى أن توفي في ليلة الخميس الثامن من صفر سنة 598أخبرني بالوفاة الحافظ الزكي عبد العظيم المنذري وسألته عن مولد أبيه فلم يعرفه إلا أنه قال مات بعد أن نيف على التسعين بسنتين أوثلاث أخبرني الحافظ زكي الدين المنذري أنه ظفر بمولده محققا بخط أبيه وأنه يظن أنه في سنة 505أو 506. وبوصير السدر. بليدة في كورة الجيزة. وبوصير دفذنو. من كورة الفيوم. وبوصير بنا. من كورة السمنودية ولا أدري إلى أيها ينسب أبوحفص عمربن أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه المالكي وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن صدقة البوصيري مات سنة 519.

بوظة: هكذا وجدته بالظاء المعجمة. قال هو. نقب في عوارض اليما مة.

بوغ: الغين معجمة. من قرى ترمذ على ستة فراسخ منها. ينسب اليها الامام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي البوغي الضرير إمام عصر. صاحب كتاب الصحيح ذكر في ترمذ.

بوقاس: بالقاف وآخره سين مهملة. بلد بين حلب وثغر المصيصة وربما قيل له بوقا بإسقاط السين.

بوقان: آخره نون. قال الحازمي. بوقان بالباء من نواحي سجستان. ينسب إليها أبوعمر محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البوقاني صاحب التصانيف المشهورة روى عن أى حاتم بن حبان وأبي يعلى النسفي وأبي علي حامد بن محمد بن عبد الله الرفاء وأبي سليمان الخطابي روى عنه ابنه أبو سعيد عثمان وغيره. قلت وهذا غلط لاريب فيه إنما هو النوقاني بالنون في أوله والتاء المثناة من فوقها في آخره كذا قرأته بخط أبي عمر النوقاتي المذكور وكذاضبطه أبو سعد في تاريخ مرو الذي قرأته بخطه وقد ذكر موضعه. وأما بوقان فذكره في كتب الفتوح وهوبلد بأرض السند. قال أحمد بن يحيى البلاذري ولى زياد بن أبيه المنذر بن الجارود العبدي ويكنى بأ الأشعث ثغر الهند فغزا البوقان والقيقان فظفر المسلمون وغنموا ثم ولى عبيد الله بن زياد بن حري الباهلي ففتح الله تلك البلاد على يده وقاتل بها قتالا شديدا. وقيل إن عبيد الله بن زياد: ولى سنان سلمة بن المخيف الهذلي وكان حري بن حري معه على سراياه وفي حري. يقول الشاعر:

لولا طعاني بالبوقان ما رجعت ** منه سرايا ابن حري بأسلاب وأهل البوقان اليوم مسلمون وقد بنى عمران موسى بن يحيى بن خالد البرمكي بها مدينة سماها البيضاء في خلافة المعتصم ولعل الحازمي بهذا اغتر بوق: بالقاف نهر بوق. كورة بغداد نفسها في بعض وقد ذكرت في نهر. ومشهد البوق قرب رحبة مالك طوق به مات شيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل في سنة 580

بوقة: من قرى أنطاكية. وفي كتاب الفتوح بنى هشام عبد الملك حصن بوقا من عمل أنطاكية ثم جدد وأصلح حديثا. ينسب إليها أبو يعقوب إسحاق عبد الله الجزري البوقي روى عن مالك بن أنس وهشيم بن بشير وسفيان بن عيينة روى عنه هلال العلاء الرقي ومحمد بن الخضر مناكير قاله أبو عبد الله بن مندة ونسبه كذلك. وأبو سليمان داود بن أحمد البوقي سكن أنطاكية أبا عبد الرحمن معمر بن مخلد السروجي ذكره أبو أحمد في الكنى. وبوقة من قرى الصعيد عن الأمير شرف الدين يعقوب الهذياني أخبرني به من لفظه.

بولان: بفتح أوله. قاع بولان منسوب إلى بولان بن عمرو بن الغوث بن طييء واسم بولان غصين ولعله فعلان من البول وهذا الموضع قريب من النباج في طريق الحاج من البصرة. وقال العمراني هو موضع تسرق فيه العرب متاع الحاج، وقال محمد بن إدريس اليمامي بولان واد ينحدر على منفوحة باليمامة، وقال في موضع آخر ومن مياه العرمة بلو وبلي وبولان. وأنشد للأعشى:

فالعسجدية فالأبلاء فالرجل وقال مالك بن الزيب المازني بعدما أورذناه في رحا المثل:

إذا عصب الركبان بين عنيزة ** وبولان عاجوا المنقيات النواجيا

ألا ليت شعري هل بكت أم مالك ** كما كنت لو عالوا نعيك باكيا

إذا مت فاعتادي القبور فسلمي ** على الرسم أسقيت الغمام الغواديا

أقلب طرفي حول رحلي فلا أرى ** به من عيون المؤنسات مراعيا

وبالرمل منا نشوة لو شهدنني ** بكين وفدين الطبيب المداويا

فمنهن أمي وابنتاها وخالتي ** وجارية أخرى تهيج البواكيا

فما كان عهد الرمل عندي وأهله ** ذميما ولا ودعت بالرمل قاليا هذا آخر قصيدة مالك بن الريب وقد ذكرتها بتمامها في هذا الكتاب متفرقة ونبهت في كل موضع على ما يتلوه وأولها في خراسان.

بولة: بالضم. موضع في قول أبي الجويرية حيث. قال:

فسفحا حزرم فرياض قو ** فبولة بعد عهدك فالكلاب بومارية: بعد الألف راء مكسورة وياء مفتوحة خفيفة. بليد من نواحي الموصل قرب تل يعفر.

بونا: بفتح أوله وثانيه وتشديد نونه والقصر. ناحية قرب الكوفة يقال لها تل بونا ذكرها في الأشعار وقد ذكرت في تل بونا البونت: بالضم والواو والنون ساكنان والتاء فوقها نقطتان. حصن بالأندلس وربما قالوا البنت وقد ذكر. ينسب إليه أبو طاهر إسماعيل بن عمران بن إسماعيل الفهري البونتي قديم الإسكندرية حاجا ذكره السلفي وكان أديبا أريبا قارئا وعبد الله بن فتوح بن موسى بن أبي الفتح بن عبد الله الفهري البونتي أو محمد كان من أهل العلم والمعرفة وله كتاب في الوثائق والأحكام وله أيضا رواية توفي في جمادى الآخرة سنة 462.

بونفاط: بكسر النون وفاء وألف وطاء مهملة. مدينة في وسط جزيرة صقلية.

بون: مدينة باليمن. زعموا أنها ذات البئر المعطلة والقصر المشيد المذكورين في القرآن العظيم. قال معن بن أوس:

سرت من بوانات فبون فأصبحت ** بقوران قوران الرصاف تواكله وحدثني أبو الربيع سليمان المكي والقاضي المفضل بن أبي الحجاج أنهما بونان وهما كورتان ذات ترى البون الأعلى والبون الأسفل ولا يقوله أهل اليمن إلا بالفتح. قال اليمني يصف جبلا:

حتى بدت بسواد البون سامية ** يتبعن للحرب بوادا وروادا بون: بفتحتين ويروى بسكون الواو. بليدة بين هراة وبغشور وهي قصبة ناحية باذغيس بينها وبين هراة مرحلتان رأيتها وسمعتهم يسمونها ببنة. ينسب إليها أبو عبد الله محمد بن بشر بن بكر الفقيه البوني يروي عن أبي جعفر بن طريف البوني وأبي العباس الأصم وغيرهما.

بونة: بالضم ثم السكون. مدينة بإفريقية بين مرسى الخزر وجزيرة بني مزغناي وهي مدينة حصينة مقتدرة كثيرة الرخص والفواكه والبساتين القرينة وأكثر فاكهتها من باديتها وبها معدن حديد وهي على البحر. ينسب إليها جماعة. منهم أبو عبد الملك مروان بن محمد الأسدي البوني فقية مالكي من أعيان أصحاب أبي الحسن القابسي له كتاب في شرح الموطأ وأصله من الأندلس انتقل إلى إفريقية فأقام ببونة فنسب إليها ومات قبل سنة 440 ويطل على بونة جبل زغوغ.

بونة: بالضم ثم الفتح وتشديد النون. وادي بونة ذكره نصر.

بوهرز: بالضم ثم الفتح وسكون الهاء وكسر الراء وزاي. قرية كبيرة ذات بساتين وبها جامع ومنبر قرب بعقوبا بينها وبين بغداد نحو ثمانية فراسخ روى بها قوم الحديث.

البويب: بلفظ تصغير الباب. نقب بين جبلين. وقال يعقوب: البويب مدخل أهل الحجاز إلى مصر. قال كثير عزة:

إذا برقت نحو البويب سحابة ** جرى دمع عيني لا يجف سجوم

ولست براء نحومصر سحابة ** وإن بعدت إلا قعدت أشيم

فقد يوجد النكس الدني عن الهوى ** عزوفا ويصبو المرء وهو كريم والبويب أيضا نهر كان بالعراق موضع الكوفة فمه عند دار الرزق يأخذ من الفرات كانت عنده وقعة أيام الفتوح بين المسلمين والفرس في أيام أبي بكر الصديق وكان مجراه إلى موضع دار صالح بن علي بالكوفة ومصبه في الجوف العتيق وكان مغيضا للفرات أيام المدود ليزيدوا به الجوف تحصينا وقد كانوا فعلوا ذلك الجوف حتى كانت السفن البحرية ترفأ إلى الجوف.

البويرة: تصغير البئر التي يستقي منها الماء والبويرة. هو موضع منازل بني النضير اليهود الذين غزاهم رسول الله بعد غزوة أحد بستة أشهر فأحرق نخلهم وقطع زرعهم وشجرهم. فقال حسان بن ثابت في ذلك:

لهان على سراة بني لؤي ** حريق بالبويرة مستطير وفيه نزل قوله تعالى: ماقطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين الحشر: ه قال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب:

يعز على سراة بني لؤي ** حريق بالبويرة مستطير فأجابه حسان بن ثابت:

أدام الله ذلكم حريقا ** وضرم في طوائفها السعير

هم أوتوا الكتاب فضيعوه ** وهم عمي عن التوراة بور وقال جمل بن جوال التغلبي:

وأوحشت البويرة من سلام ** وسعد وابن أخطب فهي بور والبويرة أيضا موضع قرب وادي القرى بينه و بين بسيطة مر بها المتنبي وذكرها في شعره. فقال:

دوامي الكفاف وكبد الوهاد ** وجار البويرة وادي الغضا والبويرة أيضا موضع بحوف مصر. والبويرة قرية أو بئر دون أجإ. وفيها قال:

إن لنا بئرا بشرقي العلم ** عادية ما حفرت بعد إرم

ذات سجال حامش ذات أجم قال واسمها اللقيطة.

بويط: بالضم ثم الفتح. قرية بصعيد مصر قرب بوصير قوريدس وكان قد خرج في أيام المهدي دحية بن مصعب بن الإصبع بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ودعا إلى نفسه واستمر إلى أيام الهادي فولى مصر الفضل بن صالح بن علي بن عبد الله العباس فكاتبه وكانت نعم أم ولد دحية تقاتل في وقعة على بويط. فقال شاعرهم:

فلاترجعي يانعم عن جيش ظالم ** تقود جيوش الظالمين ويجنب

وكري بنا طردا على كل سانح ** إلينا منايا الكافرين تقرب

كيوم لنا لا زلت أذكر يومنا ** بفأو ويوم بويط عصبصب

ويوم بأعلى الدير كانت نحوسه ** على فيشة الفضل بن صالح تتعب

وبويط أيضا قرية في كورة سيوط بالصعيد أيضا وإلى إحداهما. ينسب أبو يعقوب يوسف بن يحيى البويطي المصري الفقيه صاحب الشافعي رضي الله عنه والمدرس بعده سمع الشافعي وعبد الله بن وهب روى عنه أبو إسماعيل الترمذي لإبراهيم بن إسحاق الحربي وقاسم بن مغيرة الجوهري وأحمد بن منصور الرمادي والقاسم بن هاشم السمسار وكان حمل إلى بغداد أيام المحنة وانتدب إلى القول بخلق القرآن فامتنع من الإجابة إليه ولم يزل محبوسا حتى توفي وكان إماما ربانيا كثير العبادة والزهد ومات في سنة 231 ذكره الخطيب، وأما محمد بن عمر بن عبد الله بن الليث أبو عبد الله الشيرازي الفقيه البويطي فليس من بويط ولكني أراه كان يدرس كتاب البويطي فنسب إليه.

البوين: بالنون. ماء لبني قشير. قال بشر بن عمرو بن مرثد:

أبلغ لديك أبا خليد وائلا ** أني رأيت العام شيئا معجبا

هذا ابن جعدة بالبوين مغربا ** وبنو خفاجة يقترون الثعلبا

فأنفت مما قد رأيت ورابني ** وغضبت لو أني أرى لي مغضبا بوينة: بضم الباء وسكون الواو وياء مفتوحة ونون. قرية على فرسخين من مرو يقال لها بوينك أيضا والنسبة إليها بوينجي. ينسب إليها جماعة. منهم أبو عبد الرحمن الحصين بن المثنى بن عبد الكريم بن راشد البوينجي المروزي رحل إلى العراق وكتب بالري عن جرير بن عبد الحميد وبالكوفة عن وكيع بن الجراح وحدث وروى الناس عنه توفي قبل سنة 300 في حدود سنة 250.

باب الباء والهاء وما يليهما

بهاباذ: بالفتح من قرى كرمان. فيها وفي قرية أخرى يقال لها كوبيان يعمل التوتيا ويحمل إلى سائر البلدان.

بهاران: بالراء. من قرى أصبهان من ناحية قهاب ذات جامع ومنبر كبير.

بهار: من قرى مرو ويقال لها بهارين أيضا. ينسب إليها رقاد بن إبراهيم البهاري مات سنة 246.

بهارزة: بتقديم الراء. من قرى بلخ. ينسب اليها أبو عبد الله بكر بن محمد بن بكر بن عطاء البهارزي يروي عن قتيبة بن سعيد مات في ذي الحجة سنة 294 بهاطية: من قرى بغداد.

بهائم: على وزن جمع بهيمة من الدواب. جبلان بحمى ضرية كلاهما على لون واحد كذا قال ثعلب، وقال غيره البهائم جبال وماؤها يقال له المنبجس وهي بئار في شعب. قال الراعي:

بكى خشرم لما رأى ذا معارك ** أتى دونه والهضب هضب البهائم بهجورة: بسكون الهاء وضم الجيم. من قرى الصعيد في غربي النيل وبعيدة عن شاطئه يكثر فيها زرع السكر بهداذين: بكسر أوله وسكون ثانيه ودال مهملة وألف وذال معجمة وياء ساكنة ونون. معناه بالفارسية أجود عطاء من قرى زوزان من أعمال نيسابور. يقول فيها أبو الحسن العبدلكاني والد أبي محمد عبد الله بن محمد العبدلكاني:

أشرف ببهداذين من قرية ** عن شائنات العيب في حرز

لكنها من لؤم سكانها ** حطت من الذل إلى العز

ما إن ترى فيها سوى خامل ** جلف دني أصله كز

لا تعجبوا منها ومن أهلها ** فالدر لا ينكر في الخرز بهدى: بوزن سكرى ويقال ذو بهدى. قرية ذات نخل باليمامة. قال جرير:

وأقفر وادي ثرمداء وربما ** تدانى بذي بهدى حلول الأصارم وقيل هما موضعان متقاربان ويوم ذي بهدى من أيامهم. قال ظالم بن البراء الفقيمي:

ونحن غداة يوم ذوات بهدى ** لدى الوتدات إذ غشيت تميم

ضربنا الخيل بالأبطال حتى ** تولت وهي شاملها الكلوم

بضرب يلقح الضبعان منه ** طروقته ويلجئه الأروم بهرزان: بالكسر ثم السكون وفتح الراء ثم زاي وألف ونون. بليدة بينها وبين شهرستان فرسخان من جهة نيسابور رأيتها في صفر سنة 617 وهي عامرة ذات خير واسع وعليها سور حصين وبها سوق حافل.

بهرسير: بالفتح ثم الضم وفتح الراء وكسر السين المهملة وياء ساكنة وراء من نواحي سواد بغداد قرب المدائن ويقال بهرسير الرومقان. وقال حمزة بهرسير إحدى المدائن السبع التي سميت بها المدائن وهي معربة من ده أردشير وقال في موضع آخر معربة من به أردشير كأن معناه خير مدينة أردشير وهي في غربي دجلة وقد خربت مدائن كسرى ولم يبق ما فيه عمارة غيرها وهي تجاه الإيوان لأن الإيوان في شرقي دجلة وهي في غربيه رأيتها غير مرة وبالقرب منها من جهة الجنوب زريران ومن جهة الغرب صرصر. وقال أبو مقرن أيام الفتوح:

تولى بنو كسرى وغاب نصيرهم ** على بهرسير فاستهد نصيرها

غداة تولت عن ملوك بنصرها ** لدى غمرات لا يبل بصيرها

مضى يزدجرد بن الأكاسر سادما ** وأدبر عنه بالمدائن خيرها والشعر في ذكرها كثير. وفي كتاب الفتوح لما فرغ سعد بن أبي وقاص من القادسية سار حتى نزل بهرسير ففتحها وأقام عليها تسعة أشهر وقيل ثمانية حتى أكلوا الرطب مرتين ثم عبر دجلة فهرب منهم يزدجرد وذلك في سنة خمس عشرة وست عشرة.

بهرة: بالفتح والراء. مدينة بمكران.

بهرة: بالضم. قال محمد بن إدريس البهرة أقصى ماء يلى قرقرى لبني أمرىء القيس ابن زيد مناة باليمامة وقد ذكره ابن هرمة غير مرة في شعره وما أظنه أراد غير الذي باليمامة لأنها لم تكن بلاده. قال:

كم أخ صالح وعم وخال ** وابن عم كالصارم المسنون

قد جلته عنا المنايا فأمسى ** أعظما تحت ملحدات وطين

رهن رمي ببهرة أو حزيز ** يالقومي للميت المدفون وبهرة الوادي وسطه وأرى ابن هرمة إياه أراد لاموضعا بعينه.

بهزان: بالكسر والزاي وألف ونون. موضع قرب الري. قالوا وهناك كانت مدينة الري فانتقل أهلها إلى موضعها اليوم وخربت واثارها إلى اليوم باقية وبينها وبين مدينة الري ستة فراسخ.

بهستان: بكسرتين وسكون السين وتاء مثناة وألف ونون. قلعة مشهورة من نواحي قزوين.

بهستون: بالفتح ثم الكسر قرية بين همذان وحلوان واسمها ساسانيان بينها وبين همذان أربع مراحل وبينها وبين قرميسين ثمانية فراسخ وجبل بهستون عال مرتفع ممتنع لا يرتقى إلى ذروته وطريق الحاج تحته سواء ووجهه من أعلاه إلى أسفله أملس كأنه منحوت ومقدار قامات كثيرة من الأرض قد نحت وجهه وملس فزعم بعض الناس أن بعض الأكاسرة أراد أن يتخذ حول هذا الجبل موضع سوق ليدل به على عزته وسلطانه وعلى ظهر الجبل بقرب الطريق مكان يشبه الغار وفيه عين ماء جار وهناك صورة دابة كأحسن ما يكون من الصور زعموا أنه صورة دابة كسرى المسماة شبديز وعليها كسرى وقد ذكرته مبسوطا في باب الشين.

بهشنا: بفتحتين وسكون السين ونون وألف. قلعة حصينة عجيبة بقرب مرعش وسميساط ورستاقها هو رستاق كيسوم مدينة نصر بن شبث الخارجي في أيام المأمون وقتله عبد الله بن طاهر وهو على سن جبل عالي وهي اليوم من أعمال حلب.

بهقباذ: بالكسر ثم السكون وضم القاف وباء موحدة وألف وذال معجمة. اسم لثلاث كور ببغداد من أعمال سقي الفرات منسوبة إلى قباذ بن فيروز والد أنوشروان بن قباذ العادل منها بهقباذ الأعلى سقيه من الفرات وهو ستة طساصيج طسوج خطرنية وطسوج النهرين وطسوج عين التمر والفلوجتان العليا والسفلى وطسوج بابل علا والبهقباذ الأوسط وهي أربعة طساسيج طوسج سورا وطسوج باروسما والجبة والبداة وطسوج نهر الملك. والبهقباذ الأسفل خمسة طساسيج الكوفة وفرات بادقلي والسيلحين وطسوج الحيرة وطسوج نستر وطسوج هرمزجرد.

بهلا: بلد علىسصاحل عمان.

بهلكجين: بالضم ثم الفتح وسكون اللام وفتح الكاف وكسر الجيم وياء ساكنة ونون. موضع وأنشد الخارزنجي.

أنعت من حيات بهلكجين ** صل صفا داهية درخمين بهمن أردشير: كورة واسعة بين واسط والبصرة منها ميسان والمذار وتسمى فرات البصرة. والبصرة منها تعد قال حمزة الأصبهاني بهمنشير تعريب بهمن أردشير وكانت مدينة مبنية على عبر دجلة العوراء في شرقيها تجاه الأبلة خربت ودرس أثرها وبقي اسمها.

بهندف: بفتحتين ونون ساكنة وبفتح الدال المهملة وتكسر وفاء بليدة من نواحي بغداد في آخر أعمال النهروان بين بادرايا وواسط وكانت تعد من أعمال كسكر وغزا المسلمون أيام الفتوح بهندف وكانت لهم بها وقعة في سنة 16. فقال ضرار بن الخطاب وكان صاحب الجيش:

ولما لقينا في بهندف جمعهم ** أناخوا وقالوا اصبروا آل فارس

فقلنا جميعا نحن أصبرمنكم ** وأكرم في يوم الوغا والتمارس

ضربناهم بالبيض حتى إذا أنثنت ** أقمنا لها مثلا بضرب القوانس

فما فتئت خيلي تقص طريقهم ** وتقتلهم بعد اشتباك الحنادس

فعادوا لنا دينا ودانوا بعهدنا ** وعدنا عليهم بالنهى في المجالس وقال أبو مرجانة بن تباه واسمه عيسى يذكرها:

ودجلة وا لفرات جارية ** والنهروانات لسن في اللعب

والمشرف العالي المحيط على ** بهندف ذي الثمار والحطب

وقصر شيرين حين ينظره ** بين عيون المياه والعشب وينسب إليهاا أحمد بن محمد.بن إبراهيم البهندفي يروي عن علي بن عثمان الحراني روى عنه أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ.

البهنسا: بالفتح ثم السكون وسين مهملة مقصورة. مدينة بمصر من الصعيد الأدنى غربي النيل وتضاف إليها كورة كبيرة وليست على ضفة النيل وهي عامرة كبيرة كثيرة الدخل وبظاهرها مشهد يزار يزعمون أن المسيح وأمه أقاما به سبع سنين وبها برابي عجيبة. ينسب إليها جماعة من أهل العلم منهم أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن محمد العطار البهنسي حدث عن يحيى بن نصر الخولاني توفي في شهر ربيع الأول سنة 314، وأبو الحسن علي بن القاسم بن محمد بن عبد الله البهنساي روى عن بكر بن سهل الدمياطي و غيره روى عنه أبو مطر علي بن عبد الله المعافري.

بهونة: بالفتح ثم السكون وفتح الواو والنون. اسم لإحدى القرى من بنج ديه. ينسب إليها أبو نصر أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن شمر البهوني كان إماما فاضلا أديبا شاعرا تفقه على أسعد الميهني وبي بكر السمعاني وأبي حامد الغزالي وسمع أبا القاسم هبة الله بن عبد الوارث الشيرازي وأبا نصر أحمد بن محمد بن الحسن البشاري السرخسي وأبا سعيد محمد بن علي بن أبي صالح واختل في آخر عمره ومات سنة 544ومولده سنة 466.

به: بالكسر والهاء محضة. من مدن مكران مجاورة لأرض السند.

باب الباء والياء وما يليه

بيار: بالكسر. مدينة لطيفة من أعمال قومس بين بسطام وبيهق بينها وبين بسطام يومان أسواقهم بيوتهم وبياعوهم النساء. خرج منها جماعة من أعيان العلماء. منهم من المتأخرين أبوالفتح إدريس بن علي بن إدريس الأديب الحنفي البياري من أهل نيسابور كان أديبا شاعرا مدرسا بمدرسة السلطان بنيسابور سمع أبا صالح يحيى بن عبد الله بن الحسين الناصحي وأبا الحسن علي بن أحمد المؤذن وأبا الموفق علي بن الحسين الدهان ذكره أبو سعد في التحبير وقال مات في ذي الحجة سنة 540، وأبو الفضل جعفر بن الحسن بن منصور بن الحسن بن منصور البياري الكثيري المعبر له شعر وبديهة سمع أسعد البارع الزوزني وعبد الواحد بن عبد الكريم القشيري ذكره أبو سعد في التحبير مولده في رجب سنة 471 ببيار ومات ببخارى سنة 553. قال أبو سعد: أنشدني أبو الفضل البياري من حفظه لنفسه ببخارى:

محن الزمان لها عواقب تنقضي ** لا بد فاصبر لانقضاء أوانها

إن المحالة في إزالة شرها ** قبل الأوان تكون من أعوانها وبيار أيضا من قرى نسا.

بياس: بالفتح وياء مشددة وألف وسين مهملة. مدينة صغيرة شرقي أنطاكية وغربي المصيصة بينهما قريبة من البحر بينها وبين الاسكندرية فرسخان قريبة من جبل اللكام. منها أبو عبد الله أحمد بن محمد بن دينار الشيرازي ثم البياسي يروى عن الحسن بن أبي الحسن الأصبهاني روى عنه محمد بن أحمد بن جميع. قال البحتري:

ولقد ركبت البحر في أمواجه ** وركبت هول الليل في بياس

وقطعت أطوال البلاد وعرضها ** ما بين سندان وبين سجاس

بياس: بتخفيف الياء. نهر عظيم بالسند مفضاه إلى المولتان.

بياسة: ياء مشددة. مدينة كبيرة بالأندلس معدودة في كورة جيان بينها وبين أبدة فرسخان وزعفرانها هو المشهور في بلاد الغرب دخلها الروم سنة 542وأخرجوا عنها سنة 552. نسب إليها الحافظ أبو طاهر أبا العباس أحمد بن يوسف بن تمام اليعمري البياسي، وقال: هو شاعر مفلق وأديب محقق وكان كثير الحفظ لشعر الأندلسيين المتأخرين خاصة وتزهد في آخر عمره قال وسمعته بالثغر يقول سمعت فاخر بن فاخر القرطبي يقول مدح عبد الجليل بن وهبون المرسي المعروف بالدمعة المعتمد بن عباد بقصيدة فيها تسعون بيتا فأجازه بتسعين دينارا فيها دينار مقروض فلم يعرف العلة في ذلك حتى أطال تأمل قصيدته وإذا هو قد خرج عن عروض الطويل في بيت منها إلى عروض الكامل فعرف حينئذ السبب.

البياض: ضد السواد. موضع باليمامة في موضع قريب من يبرين، وأنشد بعضهم:

ألم يكن أخبرني غلامي ** أن البياض طامس الأعلام والبياض أيضا حصن باليمن من أعمال الحقل قرب صنعاء. والبيضاء أرض بنجد لبني كعب من بني عامر بن صعصعة.

بيان: بالفتح والتخفيف. صقع من سواد البصرة الجانب الشرقي من دجلة عليه الطريق إلى حصن مهدي وهي قريبة منه وهو من نواحي الأهواز أعني حصن مهدي.

بيئان: بتشديد ثانيه. إقليم بيان من أعماد بطليوس بالأندلس ويقال له منت بيان. ينسب إليها قاسم محمد بن قاسم بن محمد بن سيار البياني مولى هشام بن عبد الملك يعرف بصاحب الوثائق أندلسي محدث شافعي المذهب صحب المزني روى محمد بن القاسم وأسلم بن عبد العزيز وأحمد خالد ذكر ابن يونس أنه توفي سنة 298.

بيانة: بزيادة الهاء وهي. قصبة كورة قبرة وهي كبيرة حصينة على ربنوة يكتنفها أشجار وأنهار بينها وبين قرطبة ثلاثون ميلا. منها قاسم بن أصبغ بن يوسف ناصح بن عطاء البتاني أبو محمد إمام مصنف محمد بن وضاح ومحمد بن عبد السلام الخشني وتقي بن مخلد رحل إلى الشرق في سنة 274 فسمع الحارث بن أبي أسامة وإسماعيل بن إسحاق القاضي وأحمد بن أبي خيثمة وأبا محمد بن قتيبة وابن أبي الدنيا وغيرهم روى عنه ابن ابنه قاسم محمد بن قاسم وعبد الوارث بن سليمان بن حبرون وكان عاد إلى قرطبة وطال عمره فألحق الأصاغر بالأكابر وكان مولده في سنة 247 ومات في سنة 340 البياو: قال الجسن بن يحيى الفقيه صاحب تاريخ صقلية. أحد أضلاع صقلية الثلاثة يمر على ساحل البحر من المغرب الى المشرق يتيامن قليلا الى القبلة وهذه الناحية تنظر الى جهة إفريقية وفي هذا الموضع من المواضع المشهورة أو قريبا منه مدينة البياو وهذا الموضع هو ذنب الجزيرة وأقلها خيرا وكان سجنا.

بيبرز: بكسر أوله وفتح ثانيه وسكون الباء وفتح الراء وزاي. محلة ببغداد وهي اليوم مقبرة بين عمارات البلد وأبنيته من جهة محلة الظفرية والمقتدرية بها قبور جماعة من الأئمة. منهم أبو إسحاق إبراهيمبن علي الفيرزآبادي الفقيه الإمام ومنهم من يسميها باب أبرز.

بيت الآبار: جمع بئر. قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق فيها عدة قرى خرج منها غير واحد من رواة العلم.

بينت الأحزان: جمع حرن ضد الفرح. بلد بين دمشق والساحل سمي بذلك لأنهم زعموا أنه كان مسكن يعقوب عليه السلام أيام فراقه ليوسف عليه السلام وكان الأفرنج عمروه وبنوا به حصنا حصينا. قال النشو بن نقادة:

هلاك الفرنج أتى عاجلا ** وقد آن تكسير صلبانها

ولو لم يكن قد أتى حينها ** لما عمرت بيت أحزانها فنزل عليه الملك الناصر يوسف بن أيوب في سنة 575ففتحه وأخربه. فقال أبوالحسن علي بن محمد الساعاتي الدمشقي:

أيسكن أوطان النبيين عصبة ** تمين لدى أيمانها حين تحلف

نصحتكم والنصح في الدين واجب ** ذروا بيت يعقوب فقد جاء يوسف

بيت أرانس: بفتح الهمزة والراء وبعد الألف نون مكسورة وسين مهملة. من قرى الغوطة بقربها قبر أبي مرثد دثار بن الحصين من الصحابة. قال الحافظ أبو القاسم في كتاب دمشق محمد بن المعمربن عثمان أبو بكر الطائي عن ساكني بيت أرانس من قرى الغوطة حدث عن محمد بن جعفر الراموزي ومحمد بن إسحاق بن يزيد الصيني وعاصم بن بشربن عاصم حدث عنه أبو الحسين الرازي وعبد الوهاب بن الحسن وأبو الحسن محمد بن زهير بن محمد الكلابيان مات في سنة 321. وقال أيضا محمد بن محمد بن طوق العسعس بن الجريش بن الوزير اليعمري أبو عمرو من أهل قرية من قرى دمشق يقال لها بيت أرانس حدث عنه أبو الحسين الرازي.

بيت أنعم: بضم العين. حصن قريب من صنعاء باليمن نازله الفارس قليب أتابك الملك المسعود بن الملك الكامل بن الملك العادل بن أيوب مدة طويلة حتى أمكنه أخذه. وبيت أنعم أيضا حصن أو قرية في مخلاف سنحان باليمن.

بيت البلاط: من قرى دمشق بالغوطة وقد ذكر في البلاط منها مسلمة بن علي بن خلف أبوسعيد الخشني روى عن الأوزاعي ويحيى بن الحارث وزيد بن واقد والأعمش ويحيى بن سعيد الأموي وخلق كثير روى عنه خلق آخركثير منهم عبد الله بن وهب وعبد الله بن عبد الحكم المصريان.

بنت بوس: قرية قرب صنعاء اليمن بفتح الباء الموحدة وسكون الواو وسين مهملة وقد نسب إليها بعضهم وقد ذكرتها في بوس لأن النسبة إليها بوسي.

بيت بني نعامة: ناحية باليمن.

بيت جبرين: لغة في جبريل. بليد بين بيت المقدس وغزة وبينه وبين القدس مرحلتان وبين غزة أقل من ذلك وكانت فيه قلعة حصينة خربها صلاح الدين لما استنقذ بيت المقدس من الأفرنج وبين بيت جبرين وعسقلان واد يزعمون أنه وادي النملة التي خاطبت سليمان بن داود عليه السلام، وقد نسب إليها من ذكرناه في جبرين البيت الحرام: هو مكة حرسها الله تعالى يذكر في المسجد الحرام مبسوطا محدودا إن شاء الله تعالى.

بيت الخردل: بلفظ الخردل من النبات. بلد باليمن من نواحي مخلاف سنحان.

بيت رأس: اسم لقريتين في كل واحدة منهما كروم كثيرة ينسب إليها الخمر. إحداهما بالبيت المقدس وقيل بيت رأس كورة بالأردن، والأخرى من نواحي حلب قال حسان بن ثابت:

كأن سبيئة من بيت رأس ** يكون مزاجها عسل وماء

فنشربها فنشربها ملوكا ** وأسدا ما ينهنهنا اللقاء وقال أبو نواس:

دثار من غنية أو سليمي ** أو الدهماء أخت بني الحماس

كأن معاقد الأوضاح منها ** بجيد أغن نوم في كناس

وتبسم عن أغر كأن فيه ** مجاج سلافة من بيت راس بيت رامة: قرية مشهورة بين غور الأردن والبلقاء قرأت في الكتاب الذي ألفه أبو محمد القاسم بن أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الحافظ الدمشقي في فضائل البيت المقدس أنبأنا أبو القاسم المقري أنبأنا إبراهيم الخطيب أنبأنا عبد العزيز النصيبيني إجازة أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا عمر بن الفضل أنبأنا أبو الوليد أنبأنا عبد الرحمن بن منصور بن ثابت بن استنباد حدثني أبي عن أبيه عن جده قال كانت الصخرة أيام سليمان بن داود عليه السلام ارتفاعها اثنا عشر ذراعا وكان الذراع ذراع الأمان ذراع وشبر وقبضة وكانت عليها قبة من البلنجوج وهو العود المندلي وارتفاع القبة ثمانية عشر ميلا وفوق القبة غزال من الذهب بين عينيه كرة حمراء يقعد نساء البلقاء ويغزلن في ضوئها ليلا وهي على ثلاثة أيام منها وكان أهل عمواس يستظلون بظل القبة إذا طلعت الشمس وإذا غربت استظل بها أهل بيت الرامة وغيرها من الغور بظلها هكذا وجدت هذا الخبر كما تراه مسندا وفيه طول وهو أبعد من السماء عن الحق و الله المستعان.

بيت ردم: من حصون صنعاء باليمن.

بيت ريب: حصن باليمن أيضا في جبل مسور. قال ابن أفنونة: هو أبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف بن أفنونة من أهل اليمن وكان قد ولي القضاء ببيت الريب

يا ليت شعري والأيام محدثة ** من طول غربتنا يوما لنا فرجا

أم هل نرى الشمل يضحي وهو ملتئم ** ويبهج الله صبا طالما حرجا

لا حبذا بيت ريب لا ولا نعمت ** عينا غريب يرى يوما بها بهجا

وحبذا أنت يا صنعاء من بلد ** وحبذا عيشك الغض الذي درجا

لولا النوائب والمقدور لم ترني ** عنها وعيشك طول الدهر منزعجا بيت سابا: بالباء الموحدة. قال الحافظ: أبو القاسم في كتاب دمشق هشام بن يزيد بن محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي كان يسكن بيت سابا من إقليم بيت الابار عند جرمانس وكان لجده يزيد بن معاوية ذكره ابن أبي العجائز.

بيت سبطا: بالتحريك والباء موحدة. من نواحي اليمن من حارة بني شهاب.

بيت سوا: بالفتح والقصر. قال الحافظ: سكنها يحيى بن محمد بن زياد أبو صالح الكلبي البغدادي حدث عن عمروبن علي القلاس ومحمد بن مثنى والحسن بن عرفة روى عنه أبو بكر محمد بن سليمان بن سفيان بن يوسف الربعي وأبو سليمان بن زبر وأبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم العبسي. قال أبو سليمان الربعي: مات أبو صالح يحيى بن محمد الكلبي البيت سواني في رجب سنة 313، ومحمد بن حميد بن معيوف بن بكربن أحمد بن معيوف بن يحيى بن معيوف أبوبكر الهمداني سمع أبا بكر محمد بن علي بن أحمد بن داود بن علان والمضاء بن مقاتل بإذنه والقاسم بن عيسى العطار ومحمد بن حصن الألوسي وأبا الحسن بن جوصا وأبا الدحداح و غيرهم روى عنه أبو نصر بن الجبان وأبو الحسن بن السمسار وعبد الوهاب الميداني وتمام بن محمد الرازي.

البيت العتيق: هو الكعبة وقيل هو اسم من أسماء مكة سمي بذلك لعتقه من الجبارين أي لا يتجبرون عنده بل يتذللون وقيل بل لأن جبارا لا يدعيه لنفسه وقد يكون العتيق بمعنى لا القديم وقد يكون معنى العتيق الكريم وكل شيء كرم وحسن قيل له عتيق. وذكر عن وهب وكعب فيه أخبار تذكر في الكعبة والعتيق و غيرهما.

بيت عذران: من نواحي صنعاء اليمن.

بيت العذن: بالذال المعجمة ساكنة ونون. حصن باليمن لحمير.

بيت عز: من حصون اليمن كان لعلي بن عواض.

بيت فارط: بالفاء والطاء المهملة. قرية إلى جانب الأنبار على شاطىء الفرات بينها وبين الأنبار نحو فرسخ.

بيت فايش: حصن باليمن لصعصعة أمير الحميريين باليمن.

بيت قوفا: بضم القاف وسكون الواو وفاء مقصورة. من دمشق. نسب إليها بعضهم قوفانيا ذكرت في قوفا لذلك.

بيت لاها: حصن عالي بين أنطاكية وحلب على جبل ليلون كان فيه ديدبان ينظر في أول النهار إلى نطاكية وفي آخره إلى حلب.

بيت لحم: بالفتح وسكون الحاء المهملة. بليد قرب البيت المقدس عامر حفل فيه سوق وبازارات ومكان مهد عيسى بن مريم.عليه السلام قال مكي بن عبد السلام الرميلي، ثم المقدسي: رأيت بخط مشرف بن مرجا بيت لخم بالخاء المعجمة وسمعت جماعة يروونه من شيوخنا بالحاء المهلمة وقد بلغني أن الجميع صحيح جائز. قال البشاري: بيت لحم قرية على نحو فرسخ من جهة جبرين بها ولد عيسى بن مريم عليه السلام وثم كانت النخلة وليس ترطب النخيل بهذه الناحية ولكن جعلت لها آية وبها كنيسة ليس في الكورة مثلها. ولما ورد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى البيت المقدس أتاه راهب من بيت لحم فقال له معي منك أمان على بيت لحم فقال له عمر ما أعلم ذلك فأظهره وعرفه عمر. فقال له الأمان صحيح ولكن لا بد في كل موضع للنصارى أن نجعل فيه مسجدا فقاد الراهب إن ببيت لحم حنية مبنية على قبلتكم فاجعلها مسجدا للمسلمين ولا تهدم الكنيسة فعفا له عن الكنيسة وصلى إلى تلك الحنية واتخذها مسجدا وجعل على النصارى إسراجها وعمارتها وتنظيفها ولم يزل المسلمون يزورون بيت لحم ويقصدون إلى تلك الحنية ويصلون فيها وينقل خلفهم عن سلفهم إنها حنية عمر بن الخطاب وهي معروفة إلى الآن لم يغيرها الفرنج لما ملكوا البلاد ويقال: إن فيها قبر داود وسليمان عليهما السلام

بيت لهيا: بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة كذا يتلفظ به والصحيح بيت الالهة وهي. قرية مشهورة بغوطة دمشق يذكرون أن ازر أبا إبراهيم الخليل عليه السلام كان ينحت بها الأصنام ويدفعها إلى إبراهيم ليبيعها فيأتي بها إلى حجر فيكسرها عليه والحجر إلى الان بدمشق معروف يقال له: درب الحجر. قلت أنا والصحيح أن الخليل عليه السلام ولد بأرض بابل وبها كان آزر يصنع الأصنام وفي التوراة أن آزر مات بحران وكان قد خرج من العراق فأقام بحران إلى أن مات بها ولم يرد في خبر صحيح أنه دخل الشام و الله أعلم. وللشعراء في بيت لهيا أشعار كثيرة. منها قول أحمد بن منير الإطرابلسي.

سقاها وروى من النيرين ** إلى الغيضتين وحمورية

إلى بيت لهيا إلى برزة ** دلاخ مكفكفة الأوعية والنسبة إليها بتلهي، وقد نسب إليها خلق كثير من أهل الرواية. منهم يحيى بن محمد بن عبد الحميد السكسكي البتلهي حدث عن أبي حسان الحسن بن عثمان الزيادي البصري ويحيى بن أكثم روى عنه ابنه أبوالفضل محمد بن يحيى، وعمروبن مسلمة بن الغمر أبوبكر السكسكي البتلهي روى عن نوح بن عمر بن حوي السكسكي روى عنه عبد الوهاب الكلابي والحسين الرازي وقال مات سنة 325 وغيرهما كثير. لإسماعيل بن أبان بن محمد بن حوي السكسكي البتلهي روى عن أبي مسهر وأحمدبن حنبل وأبي مصعب الزهري وخطاب بن عثمان ونوح بن عمر بن حوي وغيرهما روى عنه أحمد بن المعلى ومحمد بن جعفربن ملاس وأبوالحسن بن جوصا وأبو الجهم بن طلاب والعباس بن الوليد بن مزيد وهو عن أقرانه وغيرهم ومات ببيت لهيا لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة 263.

بيت ماما: قرية من قرى نابلس بفلسطين. قال: صاحب الفتوح وأهلها سامرة كانت الجزية على الرجل منهم عشرة دنانير فشكوا ذلك إلى المتوكل فجعلها ثلاثة دنانير.

بيت مامين: قرية من قرى الرملة. مات بها أبو عمير عيسى بن محمد بن إسحاق ويقال ابن محمد بن عيسى الرملي يعرف بابن النحاس روى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وتلك الطبقة وروى عنه يحيى بن معين ومات يحيى قبله بثلاث وعشرين سنة وسئل عنه يحيى فوثقه وكان من الصلحاء الأخيار وروى عنه البخاري أيضا. قال ابن زيد ومات سنة 256. في بيت مامين وحمل إلى الرملة فدفن بها لثمانية أيام مضت من المحرم.

بيت محرز: آخره زاي. حصن في جبل وضرة من جبال اليمن.

بيت النار: قرية كبيرة من قرى إربل من جهة الموصل بينها وبين إربل ثمانية أميال. أنشدني عبد الرحمن بن المستخف لنفسه فيها فقال:

إربل دار الفسق حقا فلا ** يعتمد العاقل تعزيزها

لو لم تكن دار فسوق لما ** أصبح بيت النار دهليزها بيت نوبا: بضم النون وسكون الواو وباء موحدة. بليدة من نواحي فلسطين.

بيت نقم: بالتحريك. من حصون صنعاء استحدثه عبد الله بن حسن الزيدي الخارج باليمن في حدود سنة ستمائة.

بيت يرام: من حصون اليمن أيضا.

بيجانين: بالفتح ثم السكون وجيم وألف ونون مفتوحة وياء ساكنة ونون أخرى. من قرى نهاوند. منها أبو العلاء عيسى بن محمد بن منصور الصوفي الهمداني البيجانيني سكن بيجانين فنسب إليها وسمع الحديث من أبي ثابت بنجير الصوفي الهمداني ذكر في التحبير.

بيج: بكسر أوله وسكون ثانيه وجيم. بليد على ساحل النيل في شرقيه أنشأ فيه الأمير بزكوج الناصري في أيام الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب معاصر للسكر وكان يرتفع له منه ارتفاع وافر.

بيجن كرد: بالفتح والنون. بلد وقلعة بين قرص وأرزن الروم من أرض أرمينية.

بيجان: بالحاء مهملة. مخلاف باليمن معروف. منه كان الفقيه البيجاني المقري نزيل مكة وكان صالحا دينا مقبولا مات قرابة سنة 595أو فيها.

البيداء: اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة وهي إلى مكة أقرب تعد من الشرف أمام ذي الحليفة. وفي قول بعضهم أن قوما كانوا يغزون البيت فنزلوا بالبيداء فبعث الله عز وجل جبرائيل فقال يا بيداء أبيديهم وكل مفازة لاشيء بها في بيداء. وحكى الأصمعي عن بعض العرب قال كانت امرأة تأتينا ومعها ولدان لها كالفهدين فدخلت بعض المقابر فرأيتها جالسة بين قبرين فسألتها عن ولديها فقالت قضيا نحبهما وهناك و الله قبراهماه أنشأت. تقول:

فلله جاراي اللذان أراهما ** قريبين مني والمزار بعيد

مقيمين بالبيداء لا يبرحانها ** ولا يسألان الركب أين تريد

أمر فأستقري القبور فلا أرى ** سوى رمس أحجار عليه لبود

كواتم أسرار تضمن أعظما ** بلين رفاتا حبهن جديد بيدان: بوزن ميدان. ماء لبني جعفر بن كلاب، وفي كتاب نصر بيدان جبل أحمر مستطيل من أخيلة حمى ضرية قال جرير:

كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني ** وكاد يقتلني يوما ببيدانا

لا بارك الله فيمن كان يحسبكم ** إلا على العهد حتى كان ما كانا وقال مالك بن خالد الخناعي ثم الهذلي:

جوار شظيات وبيدان أنتحي ** شماريخ شما بينهن ذوائب بيدح: موضع في. قول ابن هرمة.

قضى وطرا من حاجة فتروحا ** على أنه لم ينس سلمى ويبدحا بيد: موضع بفارس. وبيد أيضا من مدن مكران بيدرة: بالراء والهاء. من قرى بخارى. ينسب إليها أبو الحسن مقاتل بن سعد الزاهد البيدري البخارى يروي عن عيسى بن موسى. روى عنه سهل بن شاذويه البخاري.

بيران: بالراء. قرية من نظر دانية بالأندلس. ينسب إليها أبوحفص عمر بن الحسن بن عبد الرزاق البيراني النفزي قدم الشرق حاجا ولقى السلفي وأنشده. وقال: رأيت أبا الحسن علي بن عبد الغني الحصري القيرواني بدانية من مدن الأندلس وطنجة من مدن العدوة جميعا ومات بطنجة وسمع أبا حفص كثيرا وكان شيخا كبيرا فألفه السلفئ وقال نفزة قبيلة كبيرة من البربر.

بيران: بالكسر. من قرى نسف على فرسخ منها. ينسب إليهاعمر بن محمد بن عبد الملك بن بنكي بن مذكور بن حفص البيراني الفرخوزديزجي النسفي من أهل بيران. وقرية فرخوزديزه على فرسخ من نسف خربت ورد بخارى وسكنها وكان شيخا صالحا عالما متميزا جميل الأمرسمع بنسف أبا بكر محمد بن أحمد بن محمد البلدي سمع منه أبو سعد وحدثنا عنه ابنه أبو المظفر بن أبي سعد وكانت ولادته تقديرا في سنة 491 بقرية فرخوزديزة وتوفي ببخارى في سنة ست وخمسين وخمسمائة.

بيرجند: بكسر أوله وفتح الجيم وسكون النون. أحسبها من قرى قوهستان. ينسب إليها الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن محمد بن منازل البيرجندي أبو القاسم. وقيل: أبو عبد الله القايني أديب أصبهان وكان يذكر بالصلاح والعفة والسنة كثير الكتابة دقيق الخط وكان يسمى الأصمعي الصغير.

بيرحا: بوزن خيزلى. قال أبو القاسم بن عمر، ويقال: بئرحاء مضاف إليه ممدود ويقال بيرحا بفتح أوله والراء والقصر ورواية المغاربة قاطبة الإضافة وإعراب الراء بالرفع والجر والنصب وحاء على لفظ الحاء عن حروف المعجم. قال أبو بكر الباجي: وأنكر أبو بكر الأصم الإعراب في الراء وقيل: إنما هو بفتح الراء على كل حال. قال: وعليه أدركت أهل العلم بالمشرق. وقال أبو عبد الله الصوري: إنما هو بفتح الباء والراء في كل حال يعني أنه كلمة واحدة. قال عياض: وعلى رواية الأندلسيين ضبطنا هذا الحرف عن أبي جعفر في كتاب مسلم بكسر الباء وفتح الراء وبكسر الراء وفتح الباء والقصر ضبطناه في الموطإ عن أبي عتاب وابن حمدون و غيرهما وبضم الراء وفتحها معا قيدناه عن الأصيلي وقد رواه مسلم من طريق حماد بن سلمة بريحا هكذا ضبطناه عن الخنشي والأسدي والصدفي فيما قيدوه عن العذري والسمرقندي وغيرهما ولم أسمع فيه من غيرهما خلافا إلا أني وجدت أبا عبد الله الحميدي الأندلسي ذكر هذا الحرف في اختصاره عن حماد بن سلمة بيرحا كما قال الصوري: ورواية الرازي في حديث مسلم من حديث مالك بن أنس بريحا وهم إنما هذا في حديث حماد وأما في حديث مالك فهو بيرحا كما قيد الجميع على اختلافهم وذكر أبو داود في مصنفه هدا الحديث بخلاف ما تقدم فقال جعلت أرضي باريحا. وهذا كله يدل على أنها ليست ببئر. وقيل: هي أرض لأبي طلحة. وقيل هو موضع بقرب المسجد بالمدينة يعرف بقصر بني جديلة، وذكر ابن إسحاق أن حسان بن ثابت لما تكلم في الإفك بما تكلم به ونزل القران ببراءة عائشة رضي الله عنها عدا صفوان بن المعطل على حسان فضربه بالسيف فاشتكت الأنصار إلى رسول الله فعل صفوان فأعطاه رسول الله عوضا عن ضربته بيرحاء وهو قصر بني جديلة اليوم بالمدينة وكان مالا لأبي طلحة بن سهل تصدق به إلى رسول الله فأعطاه رسول الله حسانا وأعطاه سيرين أمة قبطية فولدت له عبد الرحمن بن حسان.

البير: ما: في ديارطيىء وبير بغير تعريف. بلد حصين من نواحي شهرزور.

بيرمس: الياء والراء ساكنان والميم مفتوحة والسين مهملة من قرى بخارى. ينسب إليها أبو محمد أحمد بن عمر البخاري البيرمسي يروي عن محمد بن أبي الليث البخاري.

بيروت: بالفتح ثم السكون وضم الراء وسكون الواو والتاء فوقها نقطتان. مدينة مشهورة على ساحل بحر الشام تعد من أعمال دمشق بينها وبين صيداء ثلاثة فراسخ. قال بطليموس بيروت طولها ثمان وستون درجه وخمس وأربعون دقيقة وعرضها ثلات وثلاثون درجة وعشرون دقيقة طالعها العواء بيت حياتها الميزان. وقال صاحب الزيج: طولها تسع وخمسون درجة ونصف وعرضها أربع وثلاثون درجة في الإقليم الرابع وقال الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان

إذا شئت تصابرت ** ولا أصبر إن شيت

ولا والله لا يصب ** ر في البرية الحوت

ألا يا حبذا شخص ** حمت لقياه بيروت

ولم تزل بيروت في أيدي المسلمين على أحسن حال حتى نزل عليها بغدوين الأفرنجي الذي ملك القدس في جمعه وحاصرها حتى فتحها عنوة في يوم الجمعة الحادي والعشرين من شوال سنة 503وهي في أيديهم إلى هذه الغاية وكان صلاح الدين قد استنقذها منهم في سنة 583. وقد خرج منها خلق كثير من أهل العلم والرواية. منهم الوليد بن مزيد العذري البيروتي روى عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز إسماعيل بن عياش ويزيد بن يوسف الصنعاني وعبد الرحمن بن يزيد بن جابر وأبي بكر بن عبد الله بن أبي صبرة القرشي وكلثوم بن زياد المحاربي ومحمد بن يزيد المصري وعبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون بن لهيعة وعبد الله بن هشام بن الغاز وعبد الله بن شوذب ومقاتل بن سليمان البلخي وعثمان بن عطاء الحراني روى عنه ابنه أبو الفضل العباس وأبو مسهر وهشام بن إسماعيل العطار وأبو الحمار محمد بن عثمان وعبد الله بن إسماعيل بن يزيد بن حجر البيروتي وعبد الغفار بن عفان بن صهر الأوزاعي وعيسى بن محمد بن النحاس الرملي وعبد الله بن حازم الرملي وكان مولده سنة 126، وكان الأوزاعي يقول ما عرضت فيما حمل عني أصح من كتب الوليد بن مزيد قال أبو مسهر وكان الوليد بن مزيد ثقة ولم يكن يحفظ وكانت كتبه صحيحة مات سنة 203 عن سبع وسبعين سنة، وابنه أبو الفضل العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي. روى عن أبيه وغيره وكان من خيار عباد الله ومات سنة 270 ومولده سنة 166، ومحمد بن عبدالله بن عبد السلام أبي أيوب أبو عبد الرحمن البيروتي المعروف بمكحول الحافظ روى عن أبي الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي وسليمان بن سيف ومحمد بن عبد الله عبد الحكم والعباس بن الوليد وغيرهم كثير روى جماعة أخرى كثيرة ومات سنة 320 وقيل سنة 321 بيروذ: بالذال معجمة. ناحية بين الأهواز ومدينة الطيب ذكرها أبو عبد الله البشاري، وقال: هي كبيرة بها نخل كثير حتى أنهم يسمونها البصرة الصغرى. ويقال: إنها كانت قصبة كورة قديما رأيتها وأنا سائر من المذار بصنا وينسب إليها أبو عبد الله الحسن بن بحر بن يزيد البيروذي حدث عن أبي زيد الهروي وغالب بن جليس الكلبي وجبارة بن مغلس روى عنه أبو عروبة الحراني وتوجه إلى الغزو في النفير فتوفي بمدينة ملطية في رمضان سنة إحدى وستين ومائتين.

بيروزكوه: بالكسر وياء ساكنة وراء وواو وزاي ساكنتين وضم الكاف وسكون الواو وهاء محضة ومعناه بالفارسية جبل أزرق. اسم لقلعتين حصينتين إحداهما في وسط جبال الغور بين هراة وغزنة عمرها بنو سام ملوك الغورية وحصنوها وجعلوها دار ملكهم ومعقل أموالهم وذلك قبل سنة 600. وبيروزكوه أيضا قلعة قرب دنباوند من أعمال الري مشرفة على بليدة يقال لها ويمة رأيتها في سنة 617 كالخراب ومقابلها في الوطء سمنان.

البيرة: في عدة مواضع منها. بلد قرب سميساط بين حد والثغور الرومية وهي قلعة حصينة ولها رستاق واسع وهي اليوم للملك الزاهر مجير الدين أي سليمان داود بن الملك الناصر يوسف بن أيوب أقطعه إياها أخوه الملك الظاهر غازي واستمرت بيده. والبيرة بين بيت المقدس ونابلس خربها الملك الناصر حين استنقذها من الأفرنج رأيتها وفي عدة مواضع وأما البيرة التي في الأندلس فألفها أصل والنسبة الإلبيري ذكر في حرف الألف.

بيرة: بالفتح كذا ضبطه الحميدى. وقال: هي. بليدة قريبة من ساحل البحر بالأندلس ولها مرسى ترسى فيه السفن ما بين مرسية والمرية. قال سعد الخير وأما الحميدي فإنه قال: هي بالأندلس ولم يزد. وقال ابن الفقيه: بيرة جزيرة فيها اثنتا عشرة مدينة وملكها مسلم يقال له في هذا الوقت سودان بن يوسف وهي في أيدي المسلمين منذ دهر وأهلها يغزون الروم والروم يغزونهم. ومنها يتوجه إلى القيروان هكذا قال ولا أعرف هذه الجزيرة ولا سمعت لها بذكر في غير هذا الموضع وكان ابن الفقيه في حدود سنة 330.

بيرين: من قرى حمص. قال القاضي عبد الصمد بن سعيد الحمصي: في تاريخ حمص كان النعمان بن بشير الأنصاري زبيريا فحدث عن سليمان بن عبد الحميد البهراني قال: لما صاح الناس في زمن ابن الزبير بالنعمان بن بشير خرج هاربا على وجهه من حمص فلحقه خالد بن خلي في شببة من الكلاعيين حتى أتى حربنفسا، فقال: أي قرية هذه فقالوا حربنفسا فقال حرب أنفسنا ثم مضى حتى أتى بيرين فقال أي قرية هذه فقالوا: بيرين فقال: فيها برنا فقتله خالد بن خلي فيها في سنة 65.

بيزان: بالكسر والزاي. جيل من الفرنج ولهم بلاد يعرفونهم بها في بر رومية وفيهم كثرة ورأيناهم بالشام تجارا ذوي ثروة.

بيزع: قرية بين دير العاقول وجبل بها قتل أبو الطيب المتنبي نقلته من خط أبي بكر محمد بن هاشم الخالدي الشاعر.

بيسان: بالفتح ثم السكون وسين مهملة ونون. مدينة بالأردن بالغور الشامي، ويقال: هي لسان الأرض وهي بين حوران وفلسطين وبها عين الفلوس يقال: إنها من الجنة وهي عين فيها ملوحة يسيرة جاء ذكرها في حديث الجساسة وقد ذكر حديث الجساسة بطوله في طيبة وتوصف بكثرة النخل وقد رأيتها مرارا فلم أر فيها غير نخلتين حائلتين وهو من علامات خروج الدجال. وهي بلدة وبئة حازة أهلها سمر الألوان جعد الشعور لشدة الحر الذي عندهم وإليها فيما أحسب ينسب الخمر. قالت ليلى الأخيلية في توبة:

جزى الله خيرا والجزاء بكفه ** فتى من عفنل ساد غيرمكلف

فتى كانت الدنيا تهون بأسرها ** عليه ولم ينفك جم التصرف

ينال عليات الأمور بهونة ** إذا هي أعيت كل خرق مشرف

هو الذوب أو أري الضحا لي شبته ** بدرياقة من خمر بيسان قرقف

وينسب إليها جماعة. منهم سارية البيساني. وعبد الوارث بن الحسن بن عمر القرشي يعرف بالترجمان البيساني قدم دمشق وسمع بها أبا أيوب سليمان بن عبد الرحمن وهشام بن عمار ثم قدمها وحدث بها عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وأبي حازم عبد الغفار بن الحسن وإسحاق بن بشر الكاهلي وإسماعيل بن أويس وعطاء بن همام الكندي ومحمد بن المبارك الصوري وآدم بن أبي إياس ومحمد بن يوسف الفريابي ويحيى بن حبيب ويحيى بن صالح الوحاظي وجماعة روى عنه أبو الدحداح وأبو العباس بن ملاس وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان ومحمد بن عثمان بن جملة الأنصاري وعامر بن خزيم العقيلي، وإليها أيضا ينسب القاضي الفاضل أبو علي عبد الرحيم بن علي البيساني وزير الملك الناصر يوسف بن أيوب والمتحكم في دولته وصاحب البلاغة والإنشاء التي أعجزت كل بليغ وفاق بفصاحته وبراعته المتقدمين والمتأخرين مات بمصر سنة 596. وبيسان أيضا. موضع في جهة خيبر من المدينة وإياه أراد كثير بقوله لأنها بلاده:

فقلت ولم أملك سوابق عبرة ** سقى أهل بيسان الدجان الهواضب وعن أبي منصور في الحديث. قال رسول الله في غزاة ذي قرد على ماء، يقال له: بيسان فسأل عن اسمه فقالوا يا رسول الله اسمه بيسان وهو ملح فقال : بل هو نعمان وهو طيب فغير رسول الله الاسم وغير الماء فاشتراه طلحة وتصدق به. قال الزبير: وبيسان أيضا. موضع معروف بأرض اليمامة والذي أراه أن هذا الموضع هو الموصوف بكثرة النخل لأنهم إنما احتجوا على كثرة نخل بيسان. بقول أبي دواد الإيادي:

نخلات من نخل بيسان أينع ** ن جميعا ونبتهن تؤام

وتدلت على مناهل برد ** وفليج من دونها وسنام

برد- قبيلة من الاد ولم تكن الشام منازل إياد وفليج- واد يصب في فلج بين البصرة وضرية وعليه يسلك من يريد اليمامة - وسنام- جبل لبني دارم بين البصرة واليمامة وقد كانت منازل إياد بأطراف العراق وفليج وسنام بين العراق واليمامة فلذلك قال أبو دواد. وفليج من دونها وسنام. وبيسان أيضا. قرية من قرى الموصل لها مزرعة كبيرة. وبيسان أيضا. من قرى مرو الشاهجان، وبين البصرة وواسط كورة واسعة كثيرة النخل والقرى يقال لها ميسان بالميم تذكر في موضعها إن شاء الله تعالى.

بيست: بالفتح ثم الضم وسكون السين المهملة وتاء مثناة. بلدة من نواحي برقة. قال السلفي أنشدني أبوعطية عطاء الله قائد بن الحسن بن عمر بن سعيد التميمي البيستي بالثغر أنشدني أبو داود مفرج بن موسى التميمي بيست من أرض برقة وبها مولد حاتم الطائي وذكر شعرا لحاتم وكان يحفظ الأشعار قال وسمعت أبا الفتح فارس بن عبد العزيز بن أحمد البيستي المالكي. قال: سمعت حسان بن علوان البيستي يقول: كنت أنا وجماعة من بني عمي في مسجد بيست ننتظر الصلاة فدخل أعرابي وتوجه إلى القبلة وكبر ثم قال: قل هو الله أحد قاعد على الرصد مثل الأسد لا يفوته أحد الله أكبر وركع وسجد ثم قام فقال مثل مقالته الأولى وسلم فقلت يا أخا العرب الذي قرأته ليس بقرآن وهذه صلاة لا يقبلها الله. فقال: حتى يكون سفلة مثلك إني آتي إلى بيته واقصده واتضرع إليه ويردني خائبا ولا يقبل لي صلاة لا إن شاء الله لا إن شاء الله ثم قام وخرج.

بيستي: بالكسر ثم السكون. قال أبو سعد: أظنها من. قرى الري. ينسب إليها أبو عبد الله أحمد بن مدرك البيستي روى عن عطاف بن قيس الزاهد.

بيس: بالفتح. ناحية بسرقسطة من نواحي الأندلس.

بيسكند: مدينة من وراء الشاش من نواحي تركستان وهي مجمع الأتراك.

بيش: بالشين المعجمة. من مخاليف اليمن فيه عدة معادن وهو واد فيه مدينة يقال لها أبو تراب سميت بذلك لكثرة الرياح والسوافي فيها وهي ملك للشرفاء بني سليمان الحسنيين، وقال ربيعة اليمني يمدح الصليحي:

قرنت إلى الوقائع يوم بيش ** فكان أجلها يوم السباق بيش: بكسر أوله. من بلاد اليمن قرب دهلك له ذكر في الشعر. قال أبو دهبل:

اسلمي أم دهبل قبل هجر ** وتفضي من الزمان ودهر

وأذكري كري المطي إليكم ** بعد ما قد توجهت نحو مصر

لا تخالي أني نسيتك لما ** حال بيش ومن به خلف ظفري

إن تكوني أنت المقدم قبلي ** وضع مثواي عند قبرك قبري وهذا الشعر يدل على أن بيشا موضع بين مكة ومصر أو تكون صاحبته المذكورة كانت باليمن والله أعلم.

بشك: بالكسر ثم السكون وشين معجمة مفتوحة وكاف. قصبة كورة رخ من نواحي نيسابور وبها سوق إلا أنه ليس بها منبر كذا. قال البيهقي: وإليها. ينسب أبو منصور عبد الرحمن بن محمد البيشكي كان من أهل الرياسة والجلالة والعظمة والئروة وكان أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري اللغوي صاحب كتاب الصحاح شريكه بنيسابور.

بيشة: بالهاء اسم قرية غناء في واد كثير الأبل من بلاد اليمن، وقال القاسم بن معن الهذلي بئشة وزئنة مهموزتان أرضان. وقال عقيل وجميع بني خفاجة يجتحعون ببنشة وزئنة وهما واديان بيشة تصب من اليمن وزينة تصب من سراة تهامة وبين بيشة وتبالة أربعة وعشرون ميلا وبيشة من جهة اليمن. وعن أبي زياد خير ديار بني سلول بيشة وهو واد يصب سيله من الحجاز حجاز الطانف ثم ينصب في نجد حتى ينتهي فى بلاد عقيل وفي بيثة بطون من الناس كثيرة من خثعم وهلال وسواءة بن عامر بن صعصعة وسلول وعقيل والضباب وقريش وهم بنو هاشم لهم المعمل نذكره في موضعه إن شاء الله تعالى: وبيشة من عمل مكة مما يلي اليمن من مكة على خمسة مراحل وبها من النخل والفسيل شيء كثير وفي وادي بيشة موضع مشجر كثير الأسد. قال السمهري:

وأنبئت ليلى بالغريين سلمت ** علي ودوني طخفة ورجامها

فإن التي أهدت علي نأي دارها ** سلاما لمردو عليها سلامها

عديد الحصى والأثل من بطن بيشة ** وطرفائها ما دام فيها حمامها

البيضاء: ضد السوداء، في عدة مواضع منها مدينة مشهورة بفارس. قال حمزة وكان اسمها في أيام الفرس درإسفيد فعربت بالمعنى، وقال الإصطخري البيضاء أكبر مدينة في كورة إصطخر إنما سميت البيضاء لأن لها قلعة تبين من بعد ويرى بياضها وكانت معسكرا للمسلمين يقصدونها في فتح اصطخر، وأما اسمها بالفارسية فهو نسايك وهي مدينة تقارب اصطخر في الكبر وبناؤهم من طين وهي تامة العمارة خصبة جدا ينتفع أهل شيراز بميرتها وبينها وبين شيراز ثمانية فراسخ، وينسب إليها جماعة. منهم القاضي أبو الحسن محمد بن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد البيضاوي الفقيه الشافعي ختن أبي الطيب الطبري على ابنته ولي القضاء بربع الكرخ ببغداد روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب وتوفي سنة 468 ومولده في شعبان سنة 392. وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الله بن إسحاق المقري أحد قراء فارس سمع من أبي الشيخ الحافظ وأبي بكر الجعابي وعبد الله بن محمد القتات مات في سنة 393 وهو ثقة، ومحمد بن علي بن الحسين أبو عبد الله السلمي البيضاوي روى عن أبي القاسم بن أبي محمد الوزان، وعلي بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم أبو الحسن الصوفي المعروف بالكردي البيضاوي سمع أبا الحسين أحمد بن محمد بن فادشاه وأبا بكر. بن رندة، ويوصف بن علي بن عبد الله بن يحيى البيضاوي أبو يعقوب المقري الصوفي روى عن أبي العباس أحمد بن عبد الله بن محمد الشاعر، وأحمد بن محمد بن بهنور أبو بكر البيضاوي يلقب بلبل الصوفي كان من أصحاب أبي الأزهر بن حيان قدم أصبهان وسمع من أبي عبد الله الجرجاني وأبي بكر بن مردويه روى عن محمد بن أحمد بن أبي المني البروجردي وغيره وكان رحل إلى العراق والشام ومات بشيراز وحمل إلى البيضاء في سنة 455، والبيضاء أيضا كورة بالمغرب، والبيضاء عقبة في جبل المناقب وقد ذكر المناقب في موضعه، والبيضاء ثنية التنعيم بمكة لها ذكر في كتاب السيرة، والبيضاء ماء لبني سلول بالضمرين وهما جبلان، والبيضاء اسم لمدينة حلب لبياض تربتها، والبيضاء دار عمرها عبيد الله بن زياد بن أبيه بالبصرة ولما تم بناؤها أمر وكلاءه أن لا يمنعوا أحدا من دخولها وأن يتحفظوا كلاما إن تكلم به أحد فدخل فيها أعرابي وكان فيها تصاوير ثم قال لاينتفع بها صاحبها ولايلبث فيها إلا قليلا فأتى به ابن زياد وأخبر بمقالته فقال له لم قلت هذا قال لأني رأيت فيها أسدا كالحا وكلبا نابحا وكبشا ناطحا فكان الأمر كما قال ولم يسكنها إلا قليلا حتى أخرجه أهل البصرة إلى الشام ولم يعد إليها، وفي خبر آخر أنه لما بنى البيضاء أمر أصحابه أن يستمعوا ما يقول الناس فجاؤه برجل فقيل له إن هذا قرأ وهو ينظر إليها أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون، الشعراء: 128،. فقال له ما دعاك إلى هذا فقال آية من كتاب الله عرضت لي فقال و الله لأكملن بك بالاية الثالثة وإذا بطشتم بطشتم جبارين، الشعراء: 130، ثم أمر فبنى عليه ركن من أركان القصر، والبيضاء أيضا عين ماء: قريبة من بومارية بين الموصل وتل يعفر، والبيضاء أيضا بيضاء البصرة وهو المخيس.

قال جحدر المحرزي اللص وهو حبس بها.

أقول للصحب في البيضاء دونكم ** محلة سودت بيضاء أقطاري

مأوى الفتوة للأنذال مذ خلقت ** عند الكرام محل الذل والعاري

كأن ساكنها من قعرها أبدا ** لدى الخروج كمنتاش من النار والبيضاء اسم لأربع قرى بمصر الأولى من كورة الشرقية والبيضاء ويقال لها منية الحرون قرب المحلة من كورة جزيرة قوسنيا، والبيضاء قرية من كورة حوف رمسيس بين مصر والإسكندرية في غربي النيل، والبيضاء أيضا قرية من ضواحي الإسكندرية، والبيضاء أيضا مدينة ببلاد الخزر خلف باب الأبواب. قال البحتري يمدح ابن كنداجيق الخزري:

إن يرم إسحاق بن كنداجيق في ** أرض فكل الصيد في جوف الفرا

قد ألبس التاج المعاور لبسه ** في الحالتين مملكا ومؤمرا

لم تنكر الخزرات إلف ذؤابة ** يحتل في الخزر الذوائب والذرى

شرف تزيد بالعراق إلى الذي ** عهدوه بالبيضاء أو ببلنجرا ويروى عهدوه في خمليخ، والبيضاء ماء لبني عقيل ثم لبني معاوية بن عقيل وهو المنتفق ومعهم فيها عامر بن عقيل. قال حاجب بن ذبيان المازني يرثي أخاه معاوية بالبيضاء. فقال:

تطاولبالبيضاء ليلي فلم أنم ** وقد نام قساها وصاح دجاجها

معاوي كم من حاجة قد تركتها ** سلوبا وقد كانت قريبا نتاجها السلوب في النوق التي ألقت ولدها لغير تمام، والبيضاء أيضا أرض ذات نخل ومياه دون ثاج والبحرين، والبيضاء أيضا قريات بالرملة في القطيف فيها نخل، والبيضاء موضع بقرب حمى الزبذة. قال بعضهم:

لقد مات بالبيضاء من جانب الحمى ** فتى كان زينا للمواكب والشرب

تظل بنات العم والخال عنده ** صوادي لا يروين بالبارد العذب

يهلن عليه بالاكف من الثرى ** ومامن قلى يحثى عليه من الترب بيضا: بالنون جبل لبني سليم بالحجاز. قال معن بن أوس المزني لبني الشريد من سليم:

وليلى حبيب في بغيض مجانب ** فلا أنت نائيه ولا أنت نائله

فدع عنك ليلى قد تولت بنفعها ** ومن أين معروف لمن أنت قائله

لآل الشريد إذ أصابوا لقاحنا ** ببيضان والمعروف يحمد فاعله وفي شعر هذيل بيضان الزروب ولا أدري أهي الأولى أم غيرها. قال أبو سهم الهذلي:

فلست بمقسم لوددت أني ** غدا تئذ ببيضان الزروب

أسوق ظعائنا في كل فج ** تبد مآبه الأجد الجنوب البيضتان: تثنية بيضة. موضع بين الشام ومكة على الطريق. قال الأخطل:

فهوبها سيئ: ظنا وليس لهبالبيضتين ولا بالغيض مدخر وفي كتاب نصر وعن أبي عمرو البيضتان بفتح الباء. موضع فوق زبالة، وعن غير ه. البيضتان بكسر الباء ما حول البحرين من البرية. قال الفرزدق:: أعيذكما الله الذي أنتما لهألم تسمعا بالبيضتين المناديا بيض: بالفتح ذو بيض. أرض بين جبلة وطخفة، وقال السكري ذو البيض جو من أسافل الدهناء- والجو- المكان المنخفض. قال جرير:

ولقد يرينك والقناة قويمة ** والدهر يصرف للفتى أطوارا

أزمان أهلك في الجميع تربعوا ** ذا البيض ثم تصيفوا دوارا وبيض أيضا من منازل بني كنانة بالحجاز. قال بديل بن عبد مناة الخزاعي يخاطب بني كنانة:

ونحن منعنا بين بيض وعتود ** إلى خيف رضوى من مجر القبائل

ونحن صبحنا بالتلاعة داركم ** بأسيافنا يسبقن لوم العواذل وبيض أيضا موضع في أول أرض اليمن يرحل منه إلى الراحة، وأ ما قول أبي صخر الهذلي:

فبرملتي فردى فذي عشر ** فالبيض فالبردان فالرقم فهو في كتاب أشعار هذيل من رواية السكري بكسرالباء ولعله غير الذي قبله.

بيضة: بفتح أوله ويكسر ومنهم من يجعل المفتوح غير المكسور كما نحكيه عنهم، وقد روي بالفتح في قول الفرزدق:

حبيب دعا والرمل يبني وبينه ** فأسمعني سقيا لذلك داعيا

أعيذكمابالله الذي أنتما له ** ألم تسمعا بالبيضتين المناديا قال أبو عبيدة أراد البيضة قثنى كما قالوا رامتان وإنما هي رامة، والبيضة بالصمان لبني دارم قاله أبو سعيد، وقال غيره البيضتان بكسر الباء، وقال هي أرض حول البحرين وهي برية والسودة ما حولها من النخل. قال أبو النجم:

تكسوه بالبيضة من قسطالها ** منتخل الترب ومن نخالها وقال أبو محمد الأعرابي الأسود البيضة بكسر الباء. ماء: بين واقصة إلى العذيب متصلة بالحزن لبني يربوع والبيضة بفتح الباء لبني دارم. قال الفرزدق ألم تسمعا بالبيضتين المناديا وقال رؤبة:

مرت تناضي خرقها مروت ** صحراءلم ينبت بهاتنبيت

يمسي بها ذو الشرة السبوت ** وهو من الأين حف نحيت

كأنني سيف بها أصليت ** ينشق عني الحزن والبريت والبيضة البيضاء والحبوت.

وفي كتاب نصر: البيضة بفتح الباء. موضع بجانب الصمان من ديار بني دارم بن مالك بن حنظلة، وأيضأ عند ماوان قرب الزبذة بئآر كثيرة من جبالها أديمة والشقذان وفي الشعر بالبيضتين بكسر الباء. جبل لبني قشير وأيضا. موضع بين العذيب وواقصة في أرض الحزن من ديار بني يربوع بن حنظلة.

بيطرة: بالفتح والطاء مهملة. اسم لثلاثة مواضع بالأندلس، وبيطرة شلج بالشين معجمة والجيم. حصن منيع من أعمال أشقة وهو اليوم بيد الفرنج، وبيطرة لش. حصن آخر من أعمال ماردة، وبيطرة بلدة وحصن من أعمال سرقسطة.

بيعة خالد: منسوبة إلى خالد بن عبد الله القسري أمير الكوفة كان بناها لأمه وكانت نصرانية وبنى حولها حوانيت بالآجر والجص ثم صارت سكة البريد.

بيعة عدي: هو عدي بن الدميك اللخمي. بالكوفة أيضا.

بيغو: بكسر الباء وسكون الياء والغين معجمة. بلدة بالأندلس من أعمال جيان كثيرة المياه والزيتون والفواكه. ينسب إليها أبو محمد يعيش بن محمد بن سعيد الأنصاري البيغي لقيه السلفي بالإسكندرية قدمها طالبا للعلم والحج وكان صالحا قرأ القران على محمد بن عمر البيغي ببيغو وكان قرأ على أبي عبد الله المغامي صاحب أم أبي عمرو الداني.

بيقر: بفتح أوله والقاف. ذكر قوم أن قول امرىء القيس حيث قال

ألا هل أتاها والحوادث جمة ** بأن امرأالقيس بن تملك بيقرا فقالوابيقر الرجل إذا أتى العراق، ويقال بيقر إذاترك البدو وسكن الحضر وقيل غير ذلك.

بيكند: بالكسر وفتح الكاف وسكون النون. بلدة بين بخارى وجيحون على مرحلة من بخارى لها ذكر في الفتوح وكانت بلدة كبيرة حسنة كثيرة العلماء خربت منذ زمان. قال صاحب كتاب الأقاليم كل بلدة بما وراء النهر لها مزارع وقرى إلا بيكند فإنها وحدها غير أن بها من الرباطات ما لا أعلم ببلد من البلدان مما وراء النهر أكثر منها بلغني أن عددها نحو ألف رباط ولها سور حصين ومسجد جامع قد تنوق في بنائه وزخرف محرابه فليس بما وراء النهر محراب مثله ولا أحسن زخرفة منه، وينسب إليها جماعة من الأعيان. منهم أبو أحمد محمد بن يوسف البيكندي روى عن أبي أسامة وابن عيينة روى عنه البخاري، وأبو الفضل أحمد بن علي بن عمر السليماني البيكدي كان من الحفاظ المكثرين رحل إلى العراق والشام ومصر وله أكثر من أربعمانة مصنف صغار مات سنة 412، واسماعيل بن حمدويه أبو سعيد البيكندي قال أبو القاسم قدم دمشق سنة 229 روى عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقري وقبيصة بن عقبة وأبي جابر محمد بن عبد الملك الواسطي وعبد الله بن الزبير الحميدي ومحمد بن سلام البيكندي وعبد الله بن مسلمة القعنبي ومسدد وأبي نعيم الفضل بن دكين وغيرهم روى عنه أبو الحسن بن جوصا وأبو الميمون بن راشد البجلي وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني وأحمد بن زكرياء بن يحيى بن يعقوب المقدسي وغير هؤلاء كثير. قال ابن يونس مات في سنة 273.

بيكنده: من قرى طبرستان على طرف باول وهو نهر كبير.

بيلقان: بالفتح ثم السكون وفتح القاف وألف ونون. مدينة قرب الدربند الذي يقال له باب الأبواب تعد في أرمينية الكبرى قريبة من شروان. قيل إن أول من استحدثها قباذ الملك لما ملك أرمينية، وقيل إن أول من أنشأها بيلقان بن أرمني بن لنطى بن يونان وقد عدها قوم من أعمال أران. قال أحمد بن يحيى بن جابر سار سلمان بن ربيعة في أيام عثمان بن عفان ولم يضبط التاريخ إلى أران ففتح البيلقان صلحا على دمائهم وأموالهم وحيطان مدينتهم واشترط عليهم أداء الجزية والخراج ثم سار إلى برذعة، وجاءها التتر سنة 617 فقتلوا كل من وجدوه بها قاطبة ونهبوها ثم أحرقوها فلما انفصلوا عنها تراجع إليها قوم كانوا هربوا عنها وانضم إليهم آخرون وهي الآن متماسكة، وقد ينسب إليها قوم منهم أبو المعالي عبد الملك بن أحمد بن عبد الملك بن عبد كان البيلقاني رحل في طلب الحديث إلى خراسان والعراق فسمع ببغداد أبا جعفر بن المسلمة وغيره وتوفي ببيلقان بعد سنة 496 بيل: بالكسر واللام. قال أبو سعد ظني أنها من قرى الري، وقال نصر، بيل ناحية بالري. ينسب إليها عبد الله بن الحسن بن أيوب البيلي الزاهد الرازي سمع سهل بن زنجلة وغيره روى عنه أبو عمرو بن نجيد، وأحمد بن الحسن البيلي روى عن محمد بن حميد الرازي روى عنه أبو جعفر العقيلي، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن عمرويه الشاهدي النيسابوري البيلي المعدل سمع علي بن الحسن الدارابجردي ومحمد بن عبد الوهاب روى عنه أبو أحمد بن الفضل وهو صهر أبي الحسن بن سهلويه المزكي ومات سنة 330 حكاه ابن ماكولا عن الحاكم، وبيل أيضا من قرى سرخس عن العمراني وأبي سعد. منها عصام بن الوضاح الزبيري البيلي السرخسي كان جليل القدر كبير الشأن سمع مالكا وابن عيينة وفضيل بن عياض وغيرهم وتوفي قبل سنة 300، وأبو بكر محمد بن حمدون بن خالد بن يزيد بن زياد النيسابوري البيلي المعروف بابن أبي حاتم كان من أعيان المحدثين الثقات الأثبات الجوالين في الأقطار سمع بخراسان والعراق والشام والجزيرة سمع محمد بن إسحاق الصاغاني ببغداد وإسحاق بن سيار بالجزيرة ومحمد بن يحيى الذهلي وأبا زرعة وابن دارة وأبا حاتم والدوري ومحمد بن عوف ويوسف بن سعيد بن مسلم وأبا أمية روى عنه علي بن جمشاد وأبو علي الحافظ ومحمد بن إسماعيل بن مهران وأبو علي الثقفي توفي سنة 320 في ربيع الآخر ذكره الحاكم في تاريخ نيسابور.

بيلمان: بالفتح موضع تنسب إليه السيوف البيلمانية ويشبه أن يكون من أرض اليمن. ينسب إليه محمد بن عبد الرحمن البيلماني حدث عنه عبيد الله بن العباس بن الربيع النجراني نجران اليمن، وفي كتاب فتوح البلدان للبلاذري البيلماني من بلاد السند والهند تنسب إليها السيوف البيلمانية.

بيما: بالكسر ثم الفتح والقصر. قال نصر. هو صقع من بلاد الكفر متاخم لصعيد مصر فتح في دولة بني العباس في أيام المعتضد أو قبيلها.

بيمان: بسكون الثاني من قرى مرو. ينسب إليها صالح بن يحيى البيماني كان عارفا بالنحو واللغة.

بيمند: وهو ميمند. بلد بكرمان. وقيل بفارس ذكر في الميم.

بين السورين: تثنية سور المدينة. اسم لمحلة كبيرة كانت بكرخ بغداد وكانت من أحسن محالها وأعمرها وبها كانت خزانة الكتب التي وقفها الوزير أبو نصر سابور بن أردشير وزير بهاء الدولة بن عضد الدولة ولم يكن في الدنيا أحسن كتبا منها كانت كلها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحررة واحترقت فيما أحرق من محال الكرخ عند ورود طغرل بك أول ملوك السلجوقية إلى بغداد سنة 447، وينسب إلى هذه المحلة أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى بن خالد السوري المعروف بالمكي حدث عن أبي العيناء وغيره روى عنه أبو عمر بن حيوية الخزاز والدارقطني ومات 322 بين القصرين: اسم لمحلة كبيرة كانت ببغداد بباب الطاق بالجانب الشرقي بين قصر أسماء بنت المنصور وقصر عبد الله بن المهدي، وبين القصرين أيضا محلة بالقاهرة بمصر وهي بين قصرين عمرهما الملوك المتعلوية في وسط المدينة خرب الغربي وجعل مكانه سوق الصيارف ودور.

البين: بالفتح ذات البين. موضع في شعر أبي صخر الهذلي حيث قال:

لليلى بذات البين دار عرفتها ** وأخرى بذات الجيش آياتها عفر

كأنهما ملآن لم يتغيرا ** وقد مر للدارين بعدهما عصر البين: بكسر الباء وسكون الياء، والبين في لغة العرب قطعة من الأرض قدر مد البصر. موضع قرب نجران، وأنشد أبو محمد الأعرابي للضحاك بن عقيل الخفاجي:

مررت على ماء الغمار فماؤه ** نجوع كما ماء السماء نجوع

وبالبين من نجران جازت حمولها ** سقى البين رجاف السحاب هموع

لقد كنت أخفي حب سمراء منهم ** ويعلم قلبي أنه سيشيع

إذا أمرتك العاذلات بهجرها ** هفت كبد عما يقلن صديع

أظل كأني واجم لمصيبة ** ألمت وأهلي وادعون جميع

يقولون مجنون بسمراء مولع ** أجل زيد لي جن بها وولوع

وما زال بي حبك حتى كأنني ** من الأهل والمال التلاد خليع

بين رما: موضع آخر في قول ابن مقبل حيث قال:

أحقا أتاني أن عوف بن عامر ** ببين رما يهدي إلي القوافيا وبين أيضا موضع قريب من الحيرة، وأنشد قائله: سار إلى بين بها راكب وبين أيضا في قول نصر واد قرب المدينة في حديث إسلام سلمة بن حبيش. قال وقيل فيه بالتاء ونهر بين من نواحي بغداد ذكر في نهر.

بين النهرين: تثنية نهر، كورة ذات قرى ومزار ع من نواحي شرقي دجلة بغداد، وبين النهرين أيضا كورة كبيرة بين بقعاء الموصل تارة تكون من أعمال نصيبين وتارة من أعمال الموصل وهي الآن للموصل ولها قلعة تسمى الجديدة على جبل متصلة الأعمال بأعمال حصن كيفا.

بينون: بضم النون وسكون الواو ونون أخرى. اسم حصن عظيم كان باليمن قرب صنعاء اليمن يقال إنه من بناء سليمان بن داود عليه السلام والصحيح أنه من بناء بعض التبابعة وله ذكر في أخبار حمير وأشعارهم. قال ذو جدن الحميري.

لا تهلكن جزعا في إثر من ماتا ** فإنه لا يرد الدهر ما فاتا

أ بعد بينون لا عين ولا أثر ** وبعد سلحين يبني الناس أبياتا

وبعد حمير إذ شالت نعامتهم ** حتتهم ريب هذا الدهر ختاتا وقال ذو جدن أيضا واسمه علقمة من شعب ذي رعين:

يا بنت قيل معافير لا تسخري ** ثم أعذريني بعد ذلك أو ذرى

أولا ترين وكل شيء هالك ** بينون هالكة كأن لم تعمر

أولا ترين وكل شيء هالك ** سلحين مدبرة كظهر الأدبر

أولا ترين ملوك ناعط أصبحوا ** تسفي عليهم كل ريم صرصر

أو ما سعت بحميير وبيوتهم ** أمست معطلة مساكن حمير

فابكيهم أو ما بكيت لمعشر ** لله درك حميرا من معشر

وقال عبد الرحمن الأندلسي بينون وسلحين مدينتان أخربهما أرياط الحبشي المتغلب على اليمن من قبل النجاشي، وحكي عن أبي عبيد البكري في كتاب معجم ما استعجم سميت بينون لأنها كانت بين عمان والبحرين. قلت أنا وهم البكري. بينون من أعمال صنعاء إنما التي بين عمان والبحرين. بينونة بالهاء في إذا على قوله فعلون من البين والياء أصلية وقياس النحوين يمنع هذا لأن الأعراب إذا كان في النون لزمت الياء الاسم في جميع أحواله كقنسرين وفلسطين ألا ترى كيف قال في اخر البيت وبعد ساحين فكذلك كان القياس أن يقول أبعد بينين وعلى مذهب من جعله من المعرب في الرفع بالواو وفي النصب والخفض بالياء أيضا أبعد بينين وليس يعرف فيه مذهب ثالث فثبت أنه ليس من البين إنما هو فيعول والياء زائدة من أبن بالمكان وبن إذا قام به لكنه لا ينصرف للتأنيث والتعريف غير أن أبا سعد ذكر وجها ثالثا للمعرب في التسمية بالجمع السالم فأجاز أن يكون الإعراب في النون و،،تثبت الواو وقال في زيتون إنه فعلون من الزيت وأجاز أبو الفتح بن جني أن يكون الزيتون فيعولا لا من الزيت ولكن من قولهم زيت المكان إذا أنبت الزيتون. قلت أنا وهذا من قول أبي الفتح واه جدا وذاك أنه لم يقل للموضع زيت إلا بعد إنباته الزيتون ولولا إنبات لم يصح أن يقال له زيت فكيف يقال إن الزيتون من زيت والزبتون الأصل والمعلوم أن الفعل بعد الفاعل. قال وفي المعروف من اسم اسماء الناس وإن لم يكن في كلام العرب القدماء سحنون وعبدون ودير فيتون غير أن فيتون يحتمل أن يكون فيعولا فلا يكون من هذا الباب كما قلنا في بينون وهو الأظهر وأما حلزون وهو دود يكون في العشب وأكثر ما يكون في الرمث فليس من باب فلسطين وقنسرين ولكن النون فيه أصليه كزرجون ولذلك أدخله أو عبيد في باب فعلول وأدخله صاحب كتاب العين في الرباعي فدل على أن النون عنده أصلية وأنه فعلول بلا مين وقوله وبعد سلحين يقطع على أن بينون فيعول على كل حال لأن الذي ذكره السيرافي من المذهب الثالث إن صح فإنما هي لغة أخرى من غير ذي جدن الحميري إذ لو كان من لغته لقال سلحون وأعرب النون مع بقاء الواو فلما لم يفعل علمنا أن المعتقد عندهم في بينون زيادة الياء وأن النونين أصليتان كما تقدم.

بينونة: بزيادة الهاء، موضع سمي بالمصدر من قولهم بان، يبين وبينونة إذا بعد وهو موضع بين عمان والبحرين وبينه وبين البحرين ستون فرسخا قاله أبو على الفسوي النحوي، وأنشد في الشيرازيات:

يا ريح بينونة لا تذمينا ** جئت بأرواح المصفرينا يقال ذمته الريح تذميه قتلته وأصله أذهبت ذماه وهو بقية الروح، وقال الأصعي بينونة آخر حدود اليمن من جهة عمان، وقال غيره: بينونة أرض فوق عمان تتصل بالشحر، وقال الراعي في رواية ثعلب:

عميرية حلت برمل كهيلة ** فبينونة يلقى لها الدهر مربعا وقال في تفسيره هما بينونتان بينونة الدنيا وبينونة القصوى في شق بني سعد، وأما أبو عبد الله محمد بن عبد الله البينوني البصري قال أبو سعد أظنه منسوبا إلى قرية من قرى البصرة يقال لها بينون حدث ببغداد عن المبارك بن فضالة روى عنه محمد بن غالب تمتام، قلت أنا ولا يبعد أن يكون منسوبا إلى بينون أو بينونة المقدم ذكرهما سكن البصرة و الله أعلم.

البينة: بالكسر ثم السكون ونون، ومنهم من رواه بتقديم النون على الياء. منزل على طريق حاج اليمامة بين الشيح وشقيراء.

بينة: بالفتح، موضع من الجي والجي وادي الرويثة الذي ذهب بأهله وهم نيام والرويثة متعشى بين العرج والروحاء. قال كثير:

أهاجك برق اخر الليل خافق ** جرى من سناه بينة فالأبارق

قعدت له حتى علا الأفق ماؤه ** وسال بفعم الوبل منه الدوافق وقال أيضا:

أللشوق لما هيجتك المنازل ** بحيث التقت من بينتين العياطل

تذكرت فانهلت لعينك عبرة ** يجود بها جار من الدمع وابل

بيوار: بالفتح ثم السكون وآخره راء. مدينة هي قصبة ناحية غزسشان ولاية بين غزنة وهراة ومرو الروذ والغور في وسط الجبال كذا كتبته عن رجل من أهل هذه المدينة.

البيوان: بالتحريك، موضع يعرف برأس البيوان في بحيرة تنيس على ميل منها وهو موقف الملاحين وهي تنزع من بحر الشام عن نصر.

بيوزنبارة: بالكسر ثم الفتح وسكون الواو والراء وفتح النون والباء وألف وراء والعامة تقول بار نبارة، بليدة من نواحي مصر قرب دمياط على نهر أشمموم بين البسراط وأشموم يعمل فيها الشراب الفائق الجيد العريض.

بيوقان: بالكسر ثم السكون وضم الواو وفتحها وقاف وألف ونون، من قرى سرخس، منها أبو نصر أحمد بن أبي علي عبد الكريم البيوقاني السرخسي سمع الحاكم أبا عبد الله روى عنه وعن غيره وتوفي سنة 466.

بيويط: بالفتح ثم السكون وكسر الواو وياء ساكنة وطاء، من قرى البصرة بالبحيرة وليست بويط ولا مسماة باسمها فاعرف ذلك.

بيهق: بالفتح أصلها بالفارسية بيهه يعني بهاءين ومعناه بالفارسية الأجود، ناحية كبيرة وكورة واسعة كثيرة البلدان والعمارة من نواحي نيسابور تشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين قرية بين نيسابور وقومس وجوين بين أول حدودها ونيسابور ستون فرسخا وكانت قصبتها أولا خسروجرد ثم صارت سابزوار والعامة تقول سبزور، وأول حدود بيهق من جهة نيسابور آخر حدود ريوند إلى قرب دامغان خمسة وعشرون فرسخا طولا وعرضها قريب منه، قال الحريش بن هلال السعدي يرثي قطن بن عمرو بن الأهتم:

إذا ذكرت قتلى الكرام تبادرت ** عيون بني سد على قطن دما

أتاه نعيم يبتغيه فلم يجد ** ببيهق إلا جفن سيف وأغظما

وغير بقايا رمة لعبت بها ** أعاصير نيسابور حولا مجرما وقد أخرجت هذه الكورة من لا يحصى من الفضلاء والعلماء والفقهاء والأدباء ومع ذلك فالغالب على أهلها مذهب الرافضية الغلاة، ومن أشهر أئمتهم الامام أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي من أهل خسروجرد صاحب التصانيف المشهورة وهو الإمام الحافظ الفقيه الاصولي الدين الورع أوحد الدهر في الحفظ والإتقان مع الدين المتين من أجل أصحاب أبي عبد الله الحاكم والمكثرين عنه ثم فاقه في فنون من العلم تفرد بها رجل من العراق وطوف الأفاق وألف من الكتب ما يبلغ قريبا من ألف جزء مما لم يسبق إلى مثله استدعي إلى نيسابور لسماع كتاب المعرفة فعاد إليها في سنة 441 ثم عاد إلى ناحيته فأقام بها إلى أن مات في جمادى الأولى من سنة 454، ومن تصانيفه كتاب المبسوط وكتاب السنن وكتاب معرفة علوم الحديث وكتاب دلائل النبوة وكتاب مناقب الشا فعي وكتاب البعث والنشور وكتاب الآداب وكتاب فضائل الصحابة وكتاب الاعتقاد، وكتاب فضائل الأوقات، وغيرها من الكتب، وينسب إليها أيضا الحسين بن أحمد بن علي بن الحسين بن فطيمة البيهقي من أهل خسروجرد أيضا وكان شيخا مسنا كثير السماع من تلاميذ الامام أبي بكر بن الحسين المذكور قبله وأصابته علة في يده فقطع أصابعه فكان يمسك بيده ويضع الكاغد على الأرض ويمسك برجله ويكتب خطا مقروءا وينسخ، ذكره أبو سعد في التحبير، وقال قدم مرو وتفقه على والدي ثم مضى إلى كرمان وأثرى بها ثم رجع إلى قريته وتولى بها القضاء. قال: ولقيته في طريقي إلى العراق وقرأت عليه كثيرا من مسموعاته ورعى لي حق والدي وذكر خبره معه بطوله، قال وكان مولده في سنة 450 ومات بخسروجرد في سنة 536.

البييضة: تصغير البيضة، اسم ماء في بادية حلب بينها وبين تدمر، قال أبو الطيب:

وقد نزح العوير فلا عوير ** ونهيا والبييضة والجفار

تم حرف الباء من كتاب معجم البلدان

حرف التاء

باب التاء والألف وما يليهما

التاج:اسم لدار مشهورة جليلة المقدار واسعة الأقطار ببغداد من دور الخلافة المعظمة كان أول من وضع أساسه وسماه بهذه التسمية أمير المؤمنين المعتضد ولم يتم في أيامه فأتمه ابنه المكتفي وأنا أذكر ها هنا خبر الدار العزيزة وسبب اختصاصها بهذا الاسم بعد أن كانت دور الخلافة بمدينة المنصور إلى أن أذكر قصة التاج وما يضامه من الدور المعمورة المعظمة، كان أول ما وضع من الأبنية بهذا المكان قصر جعفر بن يحيى بن خالد بن برمك وكان السبب في ذلك أن جعفرا كان شديد الشغف بالرب والغناء والتهتك فنهاه أبوه يحيى فلم ينته فقال إن كنت لا تستطيع الاستتار فاتخذ لنفسك قصرا بالجانب الشرقي واجمع فيه ندماءك وقيانك وقض فيه معهم زمانك وابعد عن عين من يكره ذلك منك، فعمد جعفر فبنى بالجانب الشرقي قصرا موضع دار الخلافة المعظمة اليوم وأتقن بناءه وأنفق عليه الأموال الجمة فلما قارب فراغه سار إليه في أصحابه وفيهم مؤنس بن عمران وكان عاقلا فطاف به واستحسنه وقال كل من حضر في وصفه ومدحه وتقريظه ما أمكنه وتهيأ له هذا ومؤنس ساكت فقال له جعفر: مالك ساكت لا تتكلم وتدخل معنا في حديثنا فقال: حسبي ما قالوا: فعلم أن تحت قول مؤنس شيئا فقال: وأنت إذأ فنك فقد أقسمت لتقولن فقال: أما إذا أبيت الا أن أقول فيصير علي الحق قال نعم واختصر فقال: أسألك بالله إن مررت الساعة بدار بعض أصحابك وهي خير من دارك هذه ما كنت صانعا قال حسبك فقد فهمت فما الرأي قال إذا صرت إلى أمير المؤمنين وسألك عن تأخرك فقل سرت إلى القصر الذي بنيته لمولاي المأمون فأقام جعفر في القصر بقية ذلك اليوم ثم دخل على الرشيد فقال له: من أين أقبلت وما الذي أخرك إلى الآن فقال: كنت في القصر الذي بنيته لمولاي المأمون بالجانب الشرقي على دجلة فقال له الرشيد وللمأمون بنيته? قال: نعم يا أمير المؤمنين لأنه في ليلة ولادته جعل في حجري قبل أن يجعل في حجرك واستخدمني أبي له فدعاني ذلك إلى أن أتخذت له بالجانب الشرقي قصرا لما بلغني من صحة هوائه ليصح مزاجه ويقوى ذهنه ويصفو وقد كتبت إلى النواحي باتخاذ فرش لهذا الموضع وقد بقي شيء لم يتهيأ اتخاذه وقد عولنا على خزائن أمير المؤمنين إما عارية أو هبة قال: بل هبة وأسفر إليه بوجهه ووقع منه بموقع وقال أبى الله أن يقال عنك إلا ما هو لك، أو يطعن عليك إلا يرفعك ووالله لا سكنه أحد سواك ولم تمم ما يعوزه من الفرش إلا من خزائننا وزال من نفس الرشيد ما كان خامره وظفر بالقصر بطمأنينة فلم يزل جعفر يتردد إليه أيام فرحه ومتنزهاته إلى أن أوقع بهم الرشيد وكان إلى ذلك الوقت يسمى القصر الجعفري ثم انتقل إلى المأمون فكان من أحب المواضع إليه وأشهاها لديه واقتطع جملة من البرية عملها ميدانا لركض الخيل واللعب بالصوالجة وحيزا لجميع الوحوش وفتح له بابا شرقيا إلى جانب البرية وأجرى فيه نهرأ ساقه من نهر المعلى وابتنى مثله قرييا منه منازل برسم خاصته وأصحابه سميت المأمونية وهي إلى الآن الشارع الأعظم فيما بين عقدي المصطنع والزرادين وكان قد أسكن فيه الفضل والحسن ابني سهل ثم توفي المأمون واليا بخراسان والمقام بها وفي صحبته الفضل والحسن ثم كان الذي كان من إنفاذ العساكر ومقتل الأمين على يد طاهر بن الحسين ومصير الأمر إلي المأمون فأنفذ الحسن بن سهل خليفة له على العراق فوردها في سنة 198 ونزل في القصر المذكور وكان يعرف بالمأموني وشفع ذلك أن تزوج المأمون ببوران بنت الحسن بن سهل بمرو بولاية عمها الفضل فلما قدم المأمون من خراسان في سنة 203 دخل إلى قصور الخلافة بالخلد وبقي الحسن مقيما في القصر المأموني إلى أن عمل على عرس بوران بفم الصلح ونقلت إلى بغداد وأنزلت بالقصر وطلبه الحسن من المأمون فوهبه له وكتبه باسمه وأضاف إليه ما حوله وكتب عليه اسم الحسن فعرف به مدة وكان يقال له القصر الحسني، فلما طوت العصور ملك المأمون والقصور وصار الحسن بن سهل من أهل القبور بقي القصر لابنته بوران إلى أيام المعتمد على الله فاستنزلها المعتمد عنه وأمر بتعويضها منه فاستمهلته ريثما تفرغ من شغلها وتنقل مالها وأهلها وأخذت في إصلاحه وتجديده ورمه وأعادت ما دثر منه وفرشته بالفرش المذهبة والنمارق المقصبة وزخرفت أبوابه بالستور وملأت خزائنه بأنواع الطرف مما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج إليه من الجواري والخدم الخصيان ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاه وصار من أحب البقاع إليه وكان يتردد فيما بينه وبين سر من رأى فيقيم هنا تارة وهناك أخرى، ثم توفي المعتمد وهو أبو العباس أحمد بن المتوكل على الله بالقصر الحسني سنة 279 وكانت خلافته ثلاثأ وعشرين سنة وثلاثة أيام وحمل إلى سامراء فدفن بها ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل فاستضاف إلى القصر الحسني ما جاوره فوسعه وكبره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء، التاج وجمع الرجال لحفر الأساسات ثم اتفق خروجه إلى آمد فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثريا ووصل بناء الثريا بالقصر الحسني وابتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه وسراريه وما زال باقيا إلى الغرق الأول الذي صار ببغداد فعفا أثره، ثم مك المعتضد ب الله في سنة 289 وتولى ابنه المكتفي بالله فآتم عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر المعروف بالكامل ومن القصر الأبيض الكسروي الذي لم يبقى منه الآن بالمدائن سوى الايوان ورد أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى فكان الاجر ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسناة التاج وهي طاعنة إلى وسط دجلة وفي قرارها ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسرى فبنى به أعالي التاج وشرفاته فبكى أبو عبد الله النقري وقال إن فيما نراه لمعتبرا نقضنا شرفات القصر الأبيض وجعلناها في مسناة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصرآخر فسبحان من بيده كل شيء حتى الآجر، وبذيل منه أكلدت حوله الأبنية والدور من جملتها قبة الحمار وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف وهي عالية مثل نصف الدائرة، وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع ووقعت في أيام المقتفي سنة 549 صاعقة فتأججت فيها وفي القبة وفي دارها التي كانت القبة إحدى مرافقها وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام ثم أطفئت وقد صيرته كالفحمة وكانت آية عظيمة ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الأولى ولكن بالجص والآجر دون الأساطين الرخام وأهمل إتمامه حتى مات وبقي كذلك إلى سنة 574فتقدم أمير المؤمنين المستضيء بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج فشق أساسها ووضع البناء فيه على خط مستقيم من مسناة التاج واستعملت أنقاض التاج مع ما كان أعد من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الأثمة للمبايعة وهو الذي يدعى اليوم التاج.ما يحسن موقعه عند الخلفاء ورتبت في خزائنه ما يحتاج إليه من الجواري والخدم الخصيان ثم انتقلت إلى غيره وراسلت المعتمد باعتماد أمره فأتاه فرأى ما أعجبه وأرضاه واستحسنه واشتهاه وصار من أحب البقاع إليه وكان يتردد فيما بينه وبين سر من رأى فيقيم هنا تارة وهناك أخرى، ثم توفي المعتمد وهو أبو العباس أحمد بن المتوكل على الله بالقصر الحسني سنة 279 وكانت خلافته ثلاثأ وعشرين سنة وثلاثة أيام وحمل إلى سامراء فدفن بها ثم استولاه المعتضد بالله أبو العباس أحمد بن الموفق الناصر لدين الله أبي أحمد بن المتوكل فاستضاف إلى القصر الحسني ما جاوره فوسعه وكبره وأدار عليه سورا واتخذ حوله منازل كثيرة ودورا واقتطع من البرية قطعة فعملها ميدانا عوضا من الميدان الذي أدخله في العمارة وابتدأ في بناء، التاج وجمع الرجال لحفر الأساسات ثم اتفق خروجه إلى آمد فلما عاد رأى الدخان يرتفع إلى الدار فكرهه وابتنى على نحو ميلين منه الموضع المعروف بالثريا ووصل بناء الثريا بالقصر الحسني وابتنى تحت القصر آزاجا من القصر إلى الثريا تمشي جواريه فيها وحرمه وسراريه وما زال باقيا إلى الغرق الأول الذي صار ببغداد فعفا أثره، ثم مك المعتضد ب الله في سنة 289 وتولى ابنه المكتفي بالله فآتم عمارة التاج الذي كان المعتضد وضع أساسه بما نقضه من القصر المعروف بالكامل ومن القصر الأبيض الكسروي الذي لم يبقى منه الآن بالمدائن سوى الايوان ورد أمر بنائه إلى أبي عبد الله النقري وأمره بنقض ما بقي من قصر كسرى فكان الاجر ينقض من شرف قصر كسرى وحيطانه فيوضع في مسناة التاج وهي طاعنة إلى وسط دجلة وفي قرارها ثم حمل ما كان في أساسات قصر كسرى فبنى به أعالي التاج وشرفاته فبكى أبو عبد الله النقري وقال إن فيما نراه لمعتبرا نقضنا شرفات القصر الأبيض وجعلناها في مسناة التاج ونقضنا أساساته فجعلناها شرفات قصرآخر فسبحان من بيده كل شيء حتى الآجر، وبذيل منه أكلدت حوله الأبنية والدور من جملتها قبة الحمار وإنما سميت بذلك لأنه كان يصعد إليها في مدرج حولها على حمار لطيف وهي عالية مثل نصف الدائرة، وأما صفة التاج فكان وجهه مبنيا على خمسة عقود كل عقد على عشرة أساطين خمسة أذرع ووقعت في أيام المقتفي سنة 549 صاعقة فتأججت فيها وفي القبة وفي دارها التي كانت القبة إحدى مرافقها وبقيت النار تعمل فيه تسعة أيام ثم أطفئت وقد صيرته كالفحمة وكانت آية عظيمة ثم أعاد المقتفي بناء القبة على الصورة الأولى ولكن بالجص والآجر دون الأساطين الرخام وأهمل إتمامه حتى مات وبقي كذلك إلى سنة 574فتقدم أمير المؤمنين المستضيء بنقضه وإبراز المسناة التي بين يديه إلى أن تحاذى به مسناة التاج فشق أساسها ووضع البناء فيه على خط مستقيم من مسناة التاج واستعملت أنقاض التاج مع ما كان أعد من الآلات من عمل هذه المسناة ووضع موضع الصحن الذي تجلس فيه الأثمة للمبايعة وهو الذي يدعى اليوم التاج.

تاجرفت: بتشديد الجيم وكسر الراء وسكون الفاء وتاء مثناة مثل التي في أوله، اسم مدينة آهلة في طرف إفريقية بين ودان وزويلة وبينها وبين كل واحدة منهما أحد عشر يوما متوسطة بينهما زويلة غربتها وودان شرقيها وبين تاجرفت وفسطاط مصر نحو شهر.

تاجرة: بفتح الجيم والراء. بلدة صغيرة بالمغرب من ناحية هنين من سواحل تلمسان بها كان مولد عبد المؤمن بن علي صاحب المعرب.

تاجنة: بفتح الجيم وتشديد النون، مدينة صغيرة بإفريقية بينها وبين تنس مرحلة وبين سوق إبراهيم مرحلة.

تاجونس: بضم الجيم وسكون الواو وكسر النون، اسم قصر على البحر بين برقة وطرابلس، ينسب إليها أبو محمد عبد المعطي مسافر بن يونس التاجونسي الخناعي ثم القودي روى عنه السلفي، وقال: كان من الصالحين وكان سمع بمصر على أبي إسحاق الموطأ رواية القعنبي وصحب الفقيه أبا بكر الحنفي قال: وأصله من ثغر رشيد وكان حنفي المذهب وسألته عن مولده فقال: سنة 460 تخمينا لا يقينا.

التاجية: منسوبة، اسم مدرسة ببغداد ملاصق قبر الشيخ أبي إسحاق الفيروزآبادي نسبت إليها محلة هناك ومقبرة والمدرسة منسوبة إلى تاج الملك أبي الغنائم المرزبان بن خسرو فيررز المتولي لتدبير دولة ملكشاه بعد الوزير نظام الملك، والتاج أيضأ نهر عليه كور بناحية الكوفة.

تادلة: بفتح الدال واللام، من جبال البربر بالمغرب قرب تلمسان وفاس، منها أبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي التادلي كان شاعرا أديبا له مدح في أبي القاسم الزمخشري.

تادن: بالدال والذال وهي، من قرى بخارى، منها أبو محمد الحسن بن جعفر بن غزوان السلمي التادني يروي عن مالك بن أنس وجماعة سواه روى عنه أبو بكر محمد بن عبد الله بن إبراهيم البنجيكتي وحاشد بن مالك البخاري وغيرهما.

تاديزة: بكسر الدال المهملة وياء ساكنة وزاي، من قرى بخارى منها أبو علي الحسن بن الضحاك بن مطر بن هناد التاديزي البخاري يروي عن أسباط بن اليسع وروى عنه أبو بكر محمد بن الحسن المقري توفي في شعبان سنة 326.

تاذف: بالذال المعجمة مكسورة وفاء، قرية بين حلب وبينها أربعة فراسخ من وادي بطنان من ناحية بزاعة، ذكره امرؤ القيس في شعره، فقال:

ويا رب يوم صالح قد شهدته ** بتاذف ذات التل من فوق طرطرا ينسب إليها أبو الماضي خليفة بن مدرك بن خليفة التميمي التاذفي كتب عنه السلفي بالرحبة شعرا وكان من أهل الأدب.

تاراء: بالراء، قال ابن إسحاق وهو يذكر مساجد النبي بين المدينة وتبوك فقال ومسجد الشق شق تاراء قال نصر تاراء، موضع بالشام.

تاران: جزيرة في بحر القلزم بين القلزم وأيلة يسكنها قوم من الأشقياء يقال لهم بنو جدان يستطعمون الخبز ممم يجتاز بهم ومعاشهم السمك وليس لهم زرع ولا ضرع ولا ماء عذب وبيوتهم السفن المكسرة ويستعذبون الماء ممن يمر بهم في الديمة وربما أقاموا السنين الكثيرة ولا يمر بهم إنسان وإذا قيل لهم ماذا يقيمكم في هذا البلد قالوا: البطن البطن أي الوطن الوطن، قال أبو زيد في بحر القلزم ما بين أيلة والقلزم مكان يعرف بتاران وهو أخبث مكان في هذا البحر وذاك أن به دوران ماء في سفح جبل إذا وقع الريح على ذروته انقطعت الريح قسمين فتلقي المركب بين شعبتين في هذا الجبل متقابلتين فتخرج الريح من كليهما كل واحدة مقابلة للاخرى فيثور البحر على كل سفينة تقع في ذلك الدوران باختلاف الريحين فتنقلب ولا تسلم أبدا وإذا كان الجنوب أدنى مهب فلا مبيل إلى سلوكه مقدار طوله نحو ستة أميال وهو الموضع الذي غرق فيه فرعون وجنوده.

تارم: بفتح الراء، كورة واسعة في الجبال بين قزوين وجيلان فيها قرى كثيرة وجبال وعرة وليس فيها مدينة مشهورة، ينسب إليها أحمد بن يحيى التارمي المقري ذكره أحمد بن الفضل الباطرقاني في طبقات القراء، وتارم أيضا بليدة أخرى وهي آخر حدود فارس من جهة كرمان وأهل شيراز يقولون تارم بسكون الألف والراء تعمل فيها أكسية خز يبلغ ثمن الكساء قيمة وافرة وبين تارم وشيراز اثنان وثمانون فرسخا.

تاسن: السين مهملة مفتوحة ونون، من قرى غزنة، نسب إليها بعض العلماء.

تاشكوط: بسكون الألف والشين المعجمة والكاف والواو ساكنة وطاء، بلد بالمغرب.

تاكرنى: بفتح الكاف وسكون الراء وضبطه السمعاني بضم الكاف والراء وتشديد النون وهو الصحيح، وهي كورة كبيرة بالأندلس ذات جبال حصينة يخرج منها عدة أنهار ولا تدخلها وفيها معقل رندة، ينسب إليها جماعة، منهم أبو عامر محمد بن سعد التاكرني الكاتب الأندلسي كان من الشعراء البلغاء ذكره ابن ماكولا عن الحميدي عن ابن عامر بن شهيد.

تاكرونة: بالواو الساكنة، ناحية من أعمال شذونة بالأندلس متصلة بإقليم مغيلة.

تاكيان: بعد الكاف المكسورة ياء. بلد بالسند.

تاكيس: بالسين المهملة، قلعة في بلاد الروم في الثغور غزاها سيف الدولة، فقال أبو العباس الصفري:

فما عصمت تاكيس طالب عصمة ** ولا طمرت مطمورة شخص هارب تالشان: باللام المفتوحة والشين المعجمة، من أعمال جيلان.

تامدفوس: اسم مرسى وجزيرة ومدينة خربة بالمغرب قرب جزائر بني مزغناي.

تامدلت: بلد من بلاد المغرب شرقي لمطة، وقيل تامدنت بالنون، مدينة في مضيق بين جبلين في سند وعر ولها مزارع واسعة وحنطة موصوفة من نواحي إفريقية ولعلهما واحد والله أعلم.

تامرا: بفتح الميم وتشديد الراء والقصر وليس في أوزان العرب له مثال وهو طسوج من سواد بغداد بالجانب الشرقي وله نهر واسع يحمل السفن في أيام المدود ومخرج هذا النهر من جبال شهرزور والجبال المجاورة لها وكان في مبدأ عمله خيف أن ينزل من الأرض الصخرية إلى الترابية فيحفرها ففرش سبعة فراسخ وسيق على ذلك الفرش سبعة أنهار كل نهر منها لكورة من كور بغداد وهي جلولاء، مهروذ طابق، برزى، براز الروز، النهروان، الذنب، وهو نهر الخالص وقال هشام بن محمد تامرا والنهروان ابنا جوخي حفرا هذين النهرين فنسبا إليهما، وقال عبيد الله بن الحر:

ويوما بتامرا ولو كنت شاهدا ** رأيت بتامرا دماءهم تجري

أحفيت بشرا يوم ذلك طعنة ** دوين التراقي فاستهلوا على بشر وتامرا وديالى اسم لنهر واحد.

تامركيدا: بلد بالمغرب بينه وبين المسيلة مرحلتان.

تامست: قرية لكتامة وزناتة قرب المسيلة وأشير بالمغرب.

تامكنت: بعد الكاف نون، بلد قرب برقة بالمغرب وكل هذه الألفاظ بربرية.

تامور: اسم رمل بين اليمامة والبحرين والتامور في اللغة الدم وأكلنا الشاة فما تركنا منها تامورا أي شيئا.

تانكرت: بسكون النون، بلدة بالمغرب بينها وبين تلمسان مرحلتان.

تاهرت: بفتح الهاء وسكون الراء وتاء فوقها نقطتان، اسم لمدينتين متقابلتين بأقصى المغرب يقال لاحداهما: تاهرت القديمة وللأخرى تاهرت المحدثة بينهما وبين المسيلة ست مراحل وهي بين تلمسان وقلعة بني حماد وهي كثيرة الأنداء والضباب والأمطار حتى أن الشمس بها قل أن ترى ودخلها أعرابي من أهل اليمن يقال له: أبو هلال ثم خرج إلى أرض السودان فأتى عليه يوم له وهج وحر شديد وسموم في تلك الرمال فنظر إلى الشمس مضحية راكدة على قمم الرؤوس وقد صهرت الناس فقال مشيرأ إلى الشمس: أما و الله لئن عززت في هذا المكان لطالما رأيتك ذليلة بتاهرت. وأنشد:

ما خلق الرحمن من طرفة ** أشهى من الشمس بتاهرت وذكر صاحب جغرافيا أن تاهرت في الإقليم الرابع وأن عرضها ثمان وثلاثون درجة وهي مدينة جليلة وكانت قديما تسمى عراق المغرب ولم تكن في طاعة صاحب إفريقية ولا بلغت عساكر المسودة إليها قط ولا دخلت في سلطان بني الأغلب وإنما كان آخر ما في طاعتهم مدن الزاب، وقال أبو عبيد: مدينة تاهرت مدينة مسورة لها أربعة أبواب باب الصفا وباب المنازل وباب الأندلس وباب المطاحن وهي في سفح جبل يقال له جزول ولها قصبة مشرفة على السوق تسمى المعصومة وهي على نهر يأتيها من جهة القبلة يسمى مينة وهو في قبلتها ونهر آخر يجري من عيون تجتمع يسمى تاتش ومنه شرب أهلها وأرضها وهو في شرقيها وفيها جميع الثمار يفوق سفرجلها الآفاق حسنا وطعما وهي شديدة البرد كثيرة الغيوم والثلج وقال بكر بن حماد أبو عبد الرحمن: وكان بتاهرت من حفاظ الحديث وثقات المحدثين المأمونين سمع بالشرق ابن مسدد وعمرو بن مرزوق وبشر بن حجر وبإفريقية ابن سحنون وغيرهم وسكن تاهرت. وبها توفي، وهو القائل:

ما أخشن البرد وريعانه ** وأطرف الشمس بتاهرت

تبدو من الغيم إذا ما بدت ** كأنها تنشر من تخت

فنحن في بحر بلا لجة ** تجري بنا الريح على سمت

نفرح بالشمس إذا ما بدت ** كفرحة الذمي بالسبت قال ونظر رجل إلى توقد الشمس بالحجاز فقال احرقي ما شئت و الله إنك بتاهرت لذليلة، قال: وهذه تاهرت الحديثة وهي على خمسة أميال من تاهرت القديمة وهي حصن ابن بخاثة وهي شرقي الحديثة ويقال: إنهم لما أرادوا بناء تاهرت القديمة كانوا يبنون بالنهار فإذا جن الليل وأصبحوا وجدوا بنيانهم قد تهدم فبنوا حينئذ تاهرت السفلى وهي الحديثة وفي قبلتها لواتة وهوارة في قرارات وفي غربيها زواغة وبجنوبيها مطماطة وزناتة ومكناسة، وكان صاحب تاهرت ميمون بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم بن بهرام وبهرام هو مولى عثمان بن عفان وهو بهرام بن بهرام جور بن شابور بن باذكان بن شابور ذي الأكتاف ملك الفرس وكان ميمون هذا رأس الاباضية وإمامهم ورأس الصفرية والواصلية وكان يسلم عليه بالخلافة وكان مجمع الواصلية قريبا من تاهرت وكان عددهم نحو ثلاثين ألفا في بيوت كبيوت الأعراب يحملونها وتعاقب مملكة تاهرت بنو ميمون وإخوته ثم بعث إليهم أبو العباس عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب أخاه الأغلب ثم قتل من الرستمية عددا كثيرا وبعث برؤسهم إلى أبي العباس أخيه وطيف بها في القيروان ونصبت على باب رقادة وملك بنو رستم تاهرت مائة وثلاثين سنة، وذكر محمد بن يوسف بن عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم وكان خليفة لأبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح بن عبيد بن حرملة المعافري أيام تغلبه على إفريقية بالقيروان فلما قتل محمد بن الأشعث أبا الخطاب في صفر سنة 144، هرب عبد الرحمن بأهله وما خف من ماله وترك القيروان فاجتمعت إلي الإباضية واتفقوا على تقديمه وبنيان مدينة تجمعهم فنزلوا موضع تاهرت اليوم وهو غيضة أشبة ونزل عبد الرحمن منه موضعا مربعأ لا شعراء فيه فقالت البربر: نزل تاهرت تفسيره الدف لتربيعه وأدركتهم صلاة الجمعة فصلى بهم هناك فلما فرغ من الصلاة ثارت صيحة شديدة على أسد ظهر في الشعراء فأخذ حيا واتي به إلى الموضع الذي صلى فيه وقتل فيه فقال عبد الرحمن بن رستم: هذا بلد لا يفارقه سفك دم ولا حرب أبدأ وابتدأوا من تلك الساعة وبنوا في ذلك الموضع مسجدا وقطعوا خشبة من تلك الشعراء وكل على ذلك إلى الآن وهو مسجد جامعها وكان موض تاهرت ملكا لقوم مستضعفين من مراسة وصنهاجة فأرادهم عبد الرحمن على البيع فأبوا فوافقهم على أن يؤدوا إليهم الخراج من الأسواق ويبيحوا لهم أن يبنوا المساكن فاختطوا وبنوا وسموا الموضع معسكر عبد الرحمن بن رستم إلى اليوم، وقال المهلبي: بين أشير وتاهرت أربع مراحل وهما تاهرتان القديمة والحديثة ويقال للقديمة: تاهرت عبد الخالق، ومن ملوكها بنو محمد بن أفلح بن عبد الرحمن بن رستم وممن ينسب إليها أبو الفضل أحمد بن القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله التيمي البزاز التاهرتي روى عن قاسم بن أصبع وأبي عبد الملك بن أبي دكيم وأبي أحمد بن الفضل الدينوري وأبي بكر محمد بن معاوية القرضي ومحمد بن عيسى بن رفاعة روى عنه أبو عمر بن عبد البر وغيره.

تاياباذ: بعد الألف الثانية باء موحدة وألف وذال معجه من قرى، بوشنج من أعمال هراة، ينسب إلي أبو العلاء إبراهيم بن محمد التاياباذي فقيه الكرامية ومقدمهم روى عنه الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي وغيره.

باب التاء والباء وما يليهما

تبالة: بالفتح قيل: تبالة التي جاء ذكرها في كتاب مسلم بن الحجاج، موضع ببلاد اليمن وأظنها غير تبالة الحجاج بن يوسف فإن تبالة الحجاج بلدة مشهورة من أرض تهامة في طريق اليمن، قاد المهلبي: تبالة في الاقليم الثاني عرضها تسع وعشرون درجة وأسلم أهل تبالة وجرش من غير حرب فأقرهما رسول الله في أيدي أهلهما على ما أسلموا عليه وجعل على كل حالم ممن بهما من أهل الكتاب دينارا واشترط عليهم ضيافة المسلمين وكان فتحها في سنة عشر وهي مما يضرب المثل بخصبها، قال لبيد:

فالضيف والجار الجنيب كأنما ** هبطا تبالة مخصبا أهضامها وفيها قيل: أهون من تبالة على الحجاج، قال أبو اليقظان: كانت تبالة أول عمل وليه الحجاج بن يوسف الثقفي فسار إليها فلما قرب منها قال: للدليل أين تبالة وعلى أي سمنت هي فقال: ما يسترها عنك إلا هذه الأكمة فقال: لا أراني أميرا على موضع تستره عني هذه الأكمة أهون بها ولاية وكر راجعا ولم يدخلها ضيل: هذا المثل، وبين تبالة ومكة اثنان وخمسون فرسخا نحو مسيرة ثمانية أيام وبينها وبين الطائف ستة أيام وبينها ويين بيشة يوم واحد قيل: سميت بتبالة بنت مكنف من بني عمليق وزعم الكلبي أنها سميت بتبالة بنت مدين بن إبراهيم ولو تكلف متكلف تخرج معاني كل الأشياء من اللغة لساغ أن يقول: تبالة من التبل وهو الحقد، وقال القتاله:

وما مغزل ترعى بأرض تبالة ** أراكا وسدرا ناعما ما ينالها

وترعى بها البردين ثم مقيلها ** غياطل ملتف عليها ظلالها

بأحسن من ليلى وليلى بشبهها ** إذا هتكت في يوم عيد حجالها وينسب إليها أبو أيوب سليمان بن داود بن سالم بن زيد التبالي روى عن محمد بن عثمان بن عبد الله بن مقلاص الثقفي الطائفي سع منه أبو حاتم الرازي.

تبان: بالضم والتخفيف ويقال لها: توبن أيضا، من قرى سوبخ من ناحية خزار من بلاد ما وراء النهر من نواحي نسف، ينسب إليها أبو هارون موسى بن حفص بن نوح بن محمد بن موسى الثباني الكسي رحل في طلب العلم إلى الحجاز والعراق، روى عن محمد بن عبد الله بن زيد المقري روى عنه حماد بن شاكر النسفي.

تبت: بالضم وكان الزمخشري يقوله بكسر ثانيه وبعض يقوله بفتح ثانيه، ورواه أبو بكر محمد بن موسى بفتح أوله وضم ثانيه مشدد في الروايات كلها، وهو بلد بأرض الترك، قيل: هي في الإقليم الرابع المتاخم لبلاد الهند طولها من جهة المغرب ماثة وثلاثون درجة وعرضها سبع وثلاثون درجة وقرأت في بعض الكتب إن تبت سلكة متاخمة لمملكة الصين ومتاخمة من إحدى جهاتها لأرض الهند ومن جهة الشرق لبلاد الهياطلة ومن جهة المغرب لبلاد الترك ولهم مدن وعمائر كثيرة ذوات سعة وقوة ولأهلها حضر وبدو وبداويهم ترك لا تدرك كثرة ولا يقوم لهم أحد من بوادي الأتراك وهم معظمون في أجناس الترك لأن الملك كان فيهم قديما وعند أحبارهم أن الملك سيعود إليهم، وفي بلاد التبت خواص في هوائها ومائها وسهلها وجبلها ولا يزال الانسان بها ضاحكا مستبثرأ لا تعرض له الأحزان والأخطار والهموم والغموم يتساوى في ذلك شيوخهم وكهولهم وشبانهم ولا تحصى عجائب ثمارها وزهرها ومروجها وأنهارها وهو بلد تقوى فيه طبيعة الدم على الحيوان الناطق وغيره وفي أهله رقة طبع وبشاشة وأريحية تبعث على كثرة استعمال الملاهي وأنواع الرقص حتى إن الميت إذ مات لا يداخل أهله كثير الحزن كما يلحق غيرهم ولهم تحنن بعضهم على بعض والتبسم فيهم عام حتى إنه ليظهر في وجوه بهائمهم وإنما سميت تبت ممن ثبت فيه ووبث من رجال حمير ثم أبدلت الثاء تاة لأن الثاء ليست في لغة العجم، وكان في حديث ذلك أن تبع الأقرن سار من اليمن حتى عبر نهر جيحون وطوي مدينة بخارى وأتى سمرقند وهي خراب فبناها وأقاه عليها ثم سار نحو الصين في بلاد الترك شهرا حتى أتى بلادا واسعة كثيرة المياه والكلإ فابتنى هناك مدينة عظيمة وأسكن فيها ثلاثين ألفا من أصحابه ممن لم يستطع السير معه إلى الصين وسماها ثبت، وقد افتخر دعبل بن علي الخزاعي بذلك في قصيدته التي عارض بها الكميت، فقال:

وهم كتبوا الكتاب بباب مرو ** وباب الصين كانوا الكاتبينا

وهم سموا قديما سمرقندا ** وهم كرسوا هناك النبتينا

وأهلها فيما زعم بعضهم على زي العرب إلى هذه الغاية ولهم فروسية وبأس شديد وقهروا جميع من حولهم من أصناف الترك وكانوا قديما يسمون كل من ملك عليهم تبعا اقتداء بأولهم ثم ضرب الدهر ضربه فتغيرت هيآتهم ولغتهم إلى ما جاورهم من الترك فسموا ملوكهم بخاقان، والأرض التي بها ظباء المسك التبتي والصيني واحدة متصلة وإنما فضل التبتي على الصيني لأمرين أحدهما أن ظباء التبت ترعى سنبل الطيب وأنواع الأفاوية وظباء الصين ترعى الحشيش والأمر الآخر أن أهل التبت لا يعرضون لإخراج المسك من نوافجه وأهل الصين يخرجونه من النوافج فيتطرق عليه الغش بالدم وغيره والصيني يقطع به مسافة طويلة في البحر فتصل إليه الأنداء البحرية فتفسده وإن سلم المسك التبتي من الغش وأودع في البراني الزجاج وأحكم عفاصها ورد إلى بلاد الإسلام من فارس وعمان وهو جيد بالغ، وللمسك حال ينقص خاصيته فلذلك يتفاضل بعضه على بعض وذلك أنه لا فرق بين غزلاننا وبين غزلان المسك في الصورة ولا الشكل ولا اللون ولا القرون وإنما الفارق بينهما بأنياب لها كأنياب الفيلة فإن لكل ظبي نابين خارجين من الفكين منتصببن نحو الشبر أو أقل أو أكثر فينصب لها في بلاد الصين وتبت الحبائل والشرك والشباك فيصطادونها وربما رموها بالسهام فيصرعونها ثم يقطعون عنها نوافجها والدم في سررها خام لم يبلغ الأنضاج فيكون لرائحته زهوكة تبقى زمانا حتى تزول وسبيل ذلك سبيل الثمار إذا قطعت قبل النضج فإنها تكون ناقصة الطعم والرائحة وأجود المسك وأخلصه ما ألقاه الغزال من تلقاء نفسه وذلك أن الطبيعة تدفع سواد الدم إلى سرته فإذا استحكم لون الدم فيها ونضج آذاه ذلك وأحدث له في سرته حكة فيندفع إلى أحد الصخور الحادة فيحتك بها فيلتذ بذلك فينفجر ويسيل على تلك الأحجار كانفجار الجراح والدماميل إذا نضجت فيجد الغزال بخروج ذلك لذة حتى إذا فرغ ما في نافجته وهي سرته وهي لفظة فارسية اندملت وعادت فدفعت إليه مواد من الله فتجتمع ثانية كما كانت أولا فتخرج رجال التبت فيتبعون مراعيها بين تلك الأحجار والجبال فيجدوا الدم قد جف على تلك الصخور وقد أمكن الانضاج فيأخذونه ويودعونه نوافج معهم فذلك أفضل المسك وأفخره فذلك الذي تستعمله ملوكهم ويتهادونه بيني وتحمله التجار في النادر من بلادهم، ولتبت مدن كثير وينسبون مسك كل مدينة إليها ويقال: إن وادي النمل الذي مر به سليمان بن داود عليه السلام خلف بلاد التبت وبه معدن الكبريت الأحمر، قالوا: والتبت جبل يقال له: جبل السم إذا مر به أحد تضيق نفسه فمنهم من يموت ومنهم من يثقل لسانه.

تبراك: بالكسر ثم السكون وراء وألف وكاف، موضع بحذاء تعشار وقيل: ماء لبني العنبر، وفي كتاب الخالع تبراك من بلاد عمرو بن كلاب فيه روضة ذكرت مع الرياض، وحكى أبو عبيدة عن عمارة أن تبراك من بلاد بني عمير قال: وهي مسبة لا يكاد أحد منهم يذكرها لمطلق، قول جرير:

إذا جلست نساء بني عمير ** على تبراك أخبثن الترابا فإذا قيل لأحدهم: أين تنزل? يقول: على ماء ولا يقول على تبراك، قال: وتبراك أيضا ماء في بلاد بني العشر، قال أبو جعفر: جاءت عن العرب أربعة أسماء. مكسورة الأول تقصار للقلادة اللازقة بالحلق وتعشار، موضع لبني ضنة وتبراك ماء لبني العنبر وطلحام موضع حكى أبو نصر رجل تمساح ورجل تنبال وتبيان، وقال أبو زياد: مياه الماشية تبراك التي ذكرها جرير وقد ذكرت الماشية في موضعها من هذا الكتاب، قال ابن مقبل:

جزى الله كعبا بالأباتر نعمة ** وحيا بهبود جزى الله أسعدا

وحيا على تبراك لم أر مثلهم ** رجا قطعت منه الحبائل مفردا

بكيت بخضمي شنة يوم فارقوا ** على ظهر عجاج العشيات أجردا الخصم: الجانب، وقال أبو كدراء رزين بن ظالم العجلي:

الله نجاني وصدقت بعدما ** خشيت على تبراك ألا أصدقا

وأعيس إذا كلفته وهو لاغب ** سرى طيلسان الليل حتى تمزقا وقال نصر: تبراك ما: لبني نمير في أدنى المرزوت لاصق بالوركة، وينشد:

أعرفت الدار أم أنكرتها ** بين تبراك فشسي عنقر

التبر: بلاد من بلاد السودان تعرف ببلاد التبر وإليها ينسب الذهب الخالص وهي في جنوب المغرب تسافر التجار من سجلماسة إلى مدينة في حدود السودان يقال لها: غانة وجهازهم الملح وعقد خشب الصنوبر وهو من أصناف خشب القطران إلا أن رائحته ليست بكريهة وهو إلى العطرية أميل منه إلى الزفر وخرز الزجاج الأزرق وأسورة نحاس أحمر وحلق وخواتم نحاس لا غير ويحملون منها الجمال الوافرة القوية أوقارها ويحملون الماء من بلاد لمتونة وهم الملثمون وهم قوم من بربر المغرب في الروايا والأسقية وشيرون فيرون المياه فاسدة مهلكة ليس لها من صفات الماء إلا التميع فيحملون الماء من بلاد لمتونة ويشربون ويسقرن جمالهم ومن أول ما يشربونها تتغير أمزجتهم ويسقون خصوصا من لم يقدم له عادة بشربه حتى يصلوا إلى غانة بعد مشاق عظيمة فينزلون فيها ويتطيبون ثم يستصحبون الأدلءس ويستكثرون من حمل المياه ويأخذون معهم جهابذة وسماسرة لعقد المعاملات بينهم وبين أرباب التبر فيمرون بطريقهم علىحاري فيها رياح السموم تنشف المياه داخل الأسقية فيتحيلون بحمل الماء فيها ليرمفوا به وذلك أنهم يستصحبون جمالا خالية لا أوقار عليها يعطشونها قبل ورودهم على الماء نهارا وليلا ثم يسقونها نهلا وعللا إلى أن تمتلىء أجوافها ثم تسوقها الحداة فإذا نشف ما في أسقيتهم واحتاجوا إلى الماء نحروا جملا وترمقوا بما في بطنه وأسرعوا السير حتى إذا وردوا مياها أخر ملؤا منها أسقيتهم وصاروا مجدين بعناء شديد حتى يقدموا الموضع الذي يحجز بينهم وبين أصحاب التبر فإذا وصلوا ضربوا طبولا معهم عظيمة تسمع من الأفق الذي يسامت هذا الصنف من السودان ويقال: إنهم في مكامن وأسراب تحت الأرض عراة لا يعرفون سترا كالبهائم مع أن هؤلاء القوم لا يدعون تاجرا يراهم أبدا وإنما هكذا تنقل صفاتهم فإذا علم التجار أنهم قد سمعوا الطبل أخرجوا ما صحبهم من البضائع المذكورة فوضع كل تاجر ما يخصه من ذلك كل صنف على جهة ويذهبون عن الموضع مرحلة فيأتي السودان ومعهم التبر فيضعون إلى جانب كل صنف منها مقدارا من التبر وينصرفون ثم يأتي التجار بعدهم فيأخذ كل واحد ما وجد بجنب بضاعته من التبر ويتركون البضائع وينصرفون بعد أن يضربوا طبولهم، وليس وراء هؤلاء ما يعلم وأظن أنه لا يكون ثم حيوان لشدة إحراق الشمس وبين هذه البلاد وسجلماسة ثلاثة أشهر، قال ابن الفقيه: والذهب ينبت في رمل هذه البلاد كما ينبت الجزر وإنه يقطف عند بزوع الشمس قال: وطعام أهل هذه البلاد الذرة والحمص واللوبيا ولبسهم جلود النمور لكثرة ما عندهم.

تبر: بضمتين، ماء بنجد من ديار عمرو بن كلاب عند القارة التي تسمى ذات النطاق وبالقرب منه موضع يسمى نبرا بالنون.

تبريز: بكسر أوله وسكون ثانيه وكسر الراء وياء ساكنة وزاي كذا ضبطه أبو سعد وهو أشهر مدن أذربيجان وهي مدينة عامرة حسناء ذات أسوار محكمة بالآجر والجص وفي وسطها عدة أنهار جارية والبساتين محيطة بها والفواكه بها رخيصة ولم أر فيما رأيت أطيب من مشمشها المسمى بالموصل وشريته بها في سنة 615 كل ثمانية أمنان بالبغدادي بنصف حبة ذهب وعمارتها بالآجز الأحمر المنقوش والجص على غاية الاحكام وطولها ثلاث وسبعون درجة وسدس وعرضها سبع وثلاثون درجة ونصف درجة، وكانت تبريز قرية حتى نزلها الرواد الأزدي المتغلب على أذربيجان في أيام المتوكل ثم إن الوجناء بن الرواد بنى بها هو وإخوته قصورأ وحصنها بسور فنزلها الناس معه ويعمل فيها من الثياب العباثي والسقلاطون والخطائي وا لأطلس والنسج ما يحمل إلى سائر البلاد شرقأ وغربا ومر بها التتر لما خربوا البلاد في سنة 618 فصالحهم أهلها ببذول بذلوها لهم فنجت من أيديهم وعصمها الله منهم، وقد خرج منها جماعة وافرة من أهل العلم، منهم إمام أهل الأدب أبو زكرياء يحيى بن علي الخطيب التبريزي قرأ على أبي العلاء- المعري بالسام وسمع الحديث عن أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي وغيرهما روى عنه أبو بكر الخطيب ومحمد بن ناصر السلامي قال: وسمعته يقول: تبريز بكسر التاء وأبو منصور موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقي صنف التصانيف المفيدة وتوفي ببغداد في جمادى الآخرة سنة 502، والقاضي أبو صالح شعيب بن صالح بن شعيب التبريزي حدث عن أبي عمران موسى بن عمران بن هلال روى عنه حداد بن عاصم بن بكران النشوي وغيرهما.

تبسة: بالفتح ثم الكسر وتشديد السين المهملة، بلد مشهور من أرض إفريقية بينه وبين قفصة ست مراحل في ققر سبيبة وهو بلد قديم به آثار الملوك وقد خرب الان أكثرها ولم يبق بها إلا مواضع يسكنها الصعاليك لحب الوطن لأن خيرها قليل وبينها وبين سطيف ست مراحل في بادية تسكنها العرب يعمل بها بسط جليلة محكمة النسج يقيم البساط منها مدة طويلة.

تبشع: بالفتح ثم السكون وشين معجمة، بلد بالحجاز في ديار فهم، قال قيس بن العيزارة الهذلي:

أبا عامر إنا بغينا دياركم ** وأوطانكم بين السفير وتبشع تبعة: بالتحريك، اسم هضبة بجلذان من أرض الطائف فيه نقب كل نقب قدر ساعة كانت تلتقط فيها السيوف العادية والخرز ويزعمون أن ثمة قبور عاد وكانوا يعظمون هذا الموضع وساكنه بنو نصر بن معاوية، وقال الزمخشري: تبعة موضع بنجد.

تبغر: بالفتح ثم السكون والغين معجمة مفتوحة وراء، قال محمود بن عمر: موضع.

. تبل: بالضم ثم الفتح والتشديد ولام. من قرى حلب ثم من ناحية عزاز بها سوق ومنبر.

تبل: بالتخفيف قال نصر: تبل، واد على أميال يسيرة من الكوفة وقصر بنى مقاتل أسفل تبل وأعلا. متصل بسماوة كلب، وتبل أيضا اسم مدينة فيما قيل: قال لبيد:

ولقد يعلم صحبي كلهم ** بعد أن السيف صبري ونقل

ولقد أغدو وما يعدمني ** صاحب غير طويل المحتبل

كل يوم منعوا حاملهم ** ومربات كارام تبل

قدموا إذ قال قيس قدموا ** واحفظوا المجد بأطراف الأسل تبنان: بسكون ثانية ونونين بينهما ألف، قال تبنان: واد باليمامة.

تبن: بوزن زفر، قال نصر: موضع يمان من مخلاف لحج وفيه، يقول السيد الحميري:

هلآ وقفت على الأجراع من تبن ** وما وقوف كبير السن في الدمن تبنين: بكسر أوله وتسكين ثانيه وكسر النون وياء ساكنة ونون أخرى، بلدة في جبال بني عامر المطلة على بلد بانياس بين دمشق وصور.

تبنى: بالضم ثم السكون وفتح النون والقصر، بلدة بحوران من أعمال دمشق، قال النابغة:

فلا زال قبر بين تبنى وجاسم ** عليه من الوسمي جود ووابل

فينبت حوذانا وعوفأ منورا ** سأهدي له من خير ما قال قائل قصد الشعراء بالاستسقاء للقبور وإن كان الميت لا ينتفع بذلك أن ينزله الناس فيمروا على ذلك القبر فيرحموا من فيه، وقال ابن حبيب: تبنى قرية من أرض البثنية لغسان قال ذلك في تفسير، قول كثير:

أكاريس حلت منهم مرج راهط ** فأكناف تبنى مرجها فتلالها

كأن القيان الغر وسط بيوتهم ** نعاج بجو من رماح حلالها تبوك: بالفتح ثم الضم وواو ساكنة وكاف، موضع بين وادى القرى والشام، وقيل: بركة لأبناء سعد من بني عذرة، وقال أبو زيد: تبوك بين الحجر وأول الشام على أربع مراحل من الحجر نحو نصف طريق الشام وهو حصن به عين ونخل وحائط ينسب إلى النبي ، ويقال: إن أصحاب الأيكة الذين بعث إليهم شعيب عليه السلام كانوا فيها ولم يكن شعيب منهم وإنما كان من مدين ومدين على بحر القلزم على ست مراحل من تبوك وتبوك بين جبل حسمى وجبل شرورى وحسمى غربيها وشرورى شرقيها، وقاله أحمد بن يحيى بن جابر: توجه النبي في سنة تسع للهجرة إلى تبوك من أرض الشام وهي آخر غزواته لغزو من انتهى إليه أنه قد تجمع من الروم وعاملة ولخم وجذام فوجدهم قد تفرقوا فلم يلق كيدا ونزلوا على عين فأمرهم رسول الله أن لا أحد يمس من مائها فسبق إليها رجلان وهي تبض بشيء من ماء فجعلا يدخلان فيها سهمين ليكثر ماؤها فقال لهما رسول الله : ما زلتما تبوكان منذ اليوم فسميت بذلك تبوك والبوك إدخال اليد في شيء وتحريكه ومنه باك الحمار الأتان إذا نزا عليها يبوكها بوكا وركز النبي عنزته فيها ثلاث ركزات فجاشت ثلاث أعين فى تهمي بالماء إلى الان، وأقام النبي بتبوك أياما حتى. صالحه أهلها وأنفذ خالد بن الوليد إلى دومة الجندل وقال له: ستجد صاحبها يصيد البقر فكان كما قال فأسره وقدم به على النبي فقال بجير بن بجرة الطائي يذكر ذلك:

تبارك سابي البقرات إني ** رأيت الله يهدي كل هاد

فمن يك حائدا عن ذي تبوك ** فإنا قد أمرنا بالجهاد وبين تبوك والمدينة اثنا عشرة مرحلة وكان ابن عريض اليهودي قد طوى بئر تبوك لأنها كانت تنطم في كل وقت وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمره بذلك.

تبيل: بفتح أوله وكسر ثانيه وياء ساكنة ولام، كفر تبيل قرة في شرقي الفرات بين الرقة وبالس.

باب التاء والتاء وما يليهما

تتا: كل واحد من التاءين مفتوح وفوق كل واحد نقطتان، بليد بمصر من أسفل الأرض وهي كورة يقال لها: كورة تمي وتتا، وبمصر أيضا بنا وببا وننا وسأذكر كل واحده في موضعها.

تتش: التاآان مضمومتان والشين معجمة وهو اسم رجل ينسب إليه مواضع ببغداد وهي مواضع قرب المدرسة النظامية يقال له: العقار التتشي ومدرسة بالقرب منه لأصحاب أبي حنيفة يقال لها: التتشية وبيمارستان بباب الأزج يقال له: التتشي والجميع منسوب إلى خادم يقال له: خمارتكين كان للملك تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان بن داود بن سلجوق قالوا: وكان ثمن خمارتكين هذا في أول شرائه حملأ ملحا وعظم قدره عند السلطان محمد بن ملك شاه ونفذ أمره وكثرت أمواله وبنى ما بناه مما ذكرناه في بغداد وبنى بين الري وسمنان رباطا عظيما لنفع الحاج والسابلة وغيرهم وأمضى السلطان محمد ذلك كله وجميع ما ذكرناه في بغداد موجود معمور الان جار على أحسن نظام عليه الوكلاء يجبون أمواله ويصرفرنها في وجوهها ومات خمارتكين هذا في رابع صفر 508.

باب التاء والثاء وما يليهما

تثلث: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح اللام وثاء مثلثة أخرى، موضع عن الزمخشري.

تثليث: بكسر اللام وياء ساكنة وثاء أخرى مثلثة موضع بالحجاز قرب مكة، ويوم تثليث من أيام العرب بين بني سليم ومراد. قال محمد بن صالح العلوي:

نظرت ودوني ماء دجلة موهنا ** بمطروقة الانسان محسورة جدا

لتونس لي نارا بتثليث أوقدت ** وتالله ما كلفتها منظرا قصدا وقال غيره:

بتثليث ما ناصيت بعدي الأحامسا وقال الأعشى:

وجاشت النفس لما جاء فلهم ** وراكب جاء من تثليث معتمر تثنيث: بوزن الذي قبله إلا أن عوض اللام نون وأما آخره فيروى بالتاء والثاء، موضع بالسراة من مساكن أزد شنوءة قريب من الذي قبله.

باب التاء والجيم وما يليهما

تجنيه: بضم أوله وثانيه وسكون النون وياء مفتوحة وهاء. بلد بالأندلس. ينسب إليه قاسم بن أحمد بن أبي شجاع أبو محمد التجني له رحلة إلى المشرق كتب فيها عن أحمد بن سهل العطار وغيره حدث عنه أبو محمد بن ديني وقال: توفي في شهر ربيع الأول سنة 308 قاله ابن بشكوال.

تجيب: بالضم ثم الكسر وياء ساكنة وباء موحدة، اسم قبيلة من كندة وهم ولد عدي وسعد ابني أشرس بن شبيب بن السكون بن أضرس بن ثور بن مرثع وهر كندة وأمهما تجيب بنت ئوبان بن سليم بن رها من مذحج لهم خطة بمصر سميت بهم، نسب إليها قوم، منهم أبو سلمة أسامة بن أحمد التجيبي حدث عن مروان بن سعد وغيره من المصريين روى عنه عامة المصريين وغيرهم من الغرباء، وأبو عبد الله محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي كان يسكن محلة التجيب بمصر وكان من أثبات المصريين ومتقنيهم سمع الليث بن سعد روى عنه البخاري والحسن بن سفيان الثوري ومحمد بن ريان بن حبيب المصري وغيرهم ومات في أول سنة 243.

باب التاء والخاء وما يليهما

تخاران به: قال أبو سعد: أما حماد بن أحمد بن حماد بن رجاء العطاردي التخاري فكان يسكن سكة تخاران به، وهي بمرو على رأس الماجان يقال لها أيضا: طخاران به ويقال لها الان: تخاران ساد.

تخاوة: هكذا ضبطه الأمير بالفتح وضبطه أبو سعد بالضم وقال الأمير ابن ماكولا: أبو علي الحسن بن أبي طاهر عبد الأعلى بن أحمد السعدي سعد بن مالك التخاوي منسوب إلى قرية بين داروم غزة الشام شاعر أمي لقيته بالمحلة من ريف مصر وكان سريع الخاطر كثير الأصابع مرتجل الشعر.

تختم: يروى بضم التاء الأولى والتاء الثانية وكسرها، اسم جبل بالمدينة وقال نصر. تخنم، بالنون جبل في بلاد بلحرث بن كعب وقيل: بالمدينة، قال طفيل بن الحارث:

فرحت رواحا من أيا عشية ** إلى أن طرقت الحي في رأس تختم وليس في كلامهم خنم بالنون وفيه ختم بالتاء.

تخسانجكث: بالفتح ثم السكون وسين مهملة والألف والنون والجيم ساكنات والكاف مفتوحة والثاء مثلثة من قرى صغد سمرقند، منها أبو جعفر محمد التخسانجكثي يروي عن أبي نصر منصور بن شهرزاد المرزوي روى عنه زاهر بن عبد الله الصغدي.

تخسيج: بكسرالسين وياء ساكنة وجيم، قرية على خمسة فراسخ من سمرقند منها أبو يزيد خالد بن كردة السمرقندي التخسيجي كان عالما حافظا روى عن عبد الرحمن بن حبيب البغدادي روى عنه الحسين بن يوسف بن الخضر الطواوشي وكان يقول: حدثني خالد بن كردة بأبغر وهي بعض نواحي سمرقند وجماعة ينسبون إليها.

تخييم: بياءين، ناحية باليمامة.

باب التاء والدال وما يليهما

تدليس: مدينة بالمغرب الأقصى على البحر المحيط.

تدمر: بالفتح ثم السكون وضم الميم، مدينة قديه شهورة في برية الشام بينها وبين حلب خمسة أيام قال بطليموس: مدينة تدمر طولها إحدى وسبعون درجة وثلاثون دقيقة داخلة في الاقليم الرابع بيت حياتها السماك الأعزل تسع درجات من الجدي بيت ملكها مثلها من الحمل عاقبتها مثلها من الميزان، وقال صاحب الزيج: طول تدمر ثلاث وستون درجة وربع وعرضها أربع وثلاثون درجة وثلثان، قيل سميت بتدمر بنت حسان بن أذينة بن السميدع بن مزيد بن عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح عليه السلام وهي من عجائب الأدب موضوعة على العمد الرخام زعم قوم أنها مما بنته الجن لسليمان عليه السلام ونعم الشاهد على ذلك، قول الذبياني:

إلا سليمان إذ قال الإله له ** قم في البرية فاحددها عن الفند

وجيش الجن إني قد أمرتهم ** يبنون تدمر بالضفاح والعمد

وأهل تدمر يزعمون أن ذلك البناء قبل سليمان بن داود عليه السلام بأكثر مما بيننا وبين سليمان ولكن الناس إذا رأوا بناء عجيبا جهلوا بانيه أضافوه إلى سليمان وإلى الجن، وعن إسماعيل بن محمد بن خالد بن عبد الله القسري قال: كنت مع مروان بن محمد اخر ملوك بني أمية حين هدم حائط تدمر وكأنوا خالفوا عليه فقتلهم وفرق الخيل عليهم تدوسهم وهم قتلى فطارت لحومهم وعظامهم في سنابك الخيل وهدم حائط المدينة فأفضى به الهدم إلى جرف عظيم فكشفوا عنه صخرة فإذا بيت مجصص كأن اليد رفعت عنه تلك الساعة وإذا فيه سرير عليه امرأة مستلقية على ظهرها وعليها سبعون حلة وإذا لها سبع غدائر مشدودة بخلخالها قال: فذرعت قدمها فإذا ذراع من غير الأصابع وإذا في بعض غدائرها صحيفة ذهب فيها مكتوب باسمك اللهم أنا تدمر بنت حسان أدخل الله الذل على من يدخل بيتي هذا فأمر مروان بالجرف فأعيد كما كان ولم يأخذ مما كان عليها من الحلي شينا قال: فوالله ما مكثنا على ذلك إلا أياما حتى أقبل عبد الله بن علي فقتل مروان وفرق جيشه واستباحه وأزال الملك عنه وعن أهل بيته، وكان من جملة التصاوير التي بتدمر صورة جاريتين من حجارة من بقية صور كانت هناك فمر بها أوس بن ثعلبة التيمي صاحب قصر أوس الذي في البصرة فنظر إلى الصورتين فاستحسنهما، فقال:

فتاتي أهل تدمر خبراني ** ألما تسأما طول القيام

قيامكما على غير الحشايا ** على جبل أصم من الرخام

فكم قد مر من عدد الليالي ** لعصركما وعام بعد عام

وإنكما على مر الليالي ** لأبقى من فروع ابني شمام

فإن أهلك فرب مسومات ** ضوامر تحت فتيان كرام

فرائصها من الأقدام فزع ** وفي أرساغها قطع الخدام

هبطن بهن مجهولآ مخوفأ ** قليل الماء مصفر الجمام

فلما أن روين صدرن عنه ** وجئن فروع كاسية العظام

قال المدائني: فقدم أوس بن ثعلبة على يزيد بن معاوية فأنشده هذه الأبيات فقال يزيد: لله در أهل العراق هاتان الصورتان فيكم يا أهل الشام لم يذكرهما أحد منكم فمر بهما هذا العراقي مرة فقال ما قال، ويروى عن الحسن بن أبي سرح عن أبيه قال: دخلت مع أبي دلف إلى الشام فلما دخلنا تدمر وقف على هاتين الصورتين فأخبرته بخبر أوس بن ثعلبة وأنشدته شعره فيهما فأطرق قليلا ثم أنشد:

ما صورتان بتدمر قد راعتا ** أهل الحجى وجماعة العشاق

غبرا على طول الزمان ومره ** لم يسأما من ألفة وعناق

فليرمين الدهر من نكباته ** شخصيهما منه بسهم فراق

وليبليتهما الزمان بكرة ** وتعاقب الاظلام والاشراق

كي يعلم العلماء أن لا خالد ** غير الإله الواحد الخلاق

وقال محمد بن الحاجب يذكرهما:

أتدمر صورتاك هما لقلبي ** غرام ليس يشبهه غرام

أفكر فيكما فيطير نومي ** إذا أخذت مضاجعها النيام

أقول من التعجب أي شيء ** أقامهما فقد طال القيام

أملكتا قيام الدهر طبعا ** فذلك ليس يملكه الأنام

كأنهما معا قرنان قاما ** ألجهما لذي قاض خصام

يمر الدهر يوما بعد يوم ** ويمضي عامه يتلوه عام

ومكثهما يزيدهما جمالا ** جمال الدر زينه النظام

وما تعدوهما بكتاب دهر ** سجيته اصطلام واخترام

وقال أبو الحسن العجلي فيهما:

أرى بتدمر تمثالين زانهما ** تأنق الصانع المستغرق الفطن

هما اللتان يروق العين حسنهما ** يستعطفان قلوب الخلق بالفتن

وفتحت تدمر صلحا وذاك أن خالد بن الوليد رضي الله عنه مر بهم في طريقه من العراق إلى الشام- فتحصنوا منه فأحاط بهم من كل وجه فلم يقدر عليهم فلما أعجزه ذلك وأعجله الرحيل قال: يا أهل تدمر و الله لو كنتم في السحاب لاستنزلناكم ولأظهرنا الله عليكم ولئن أنتم لم تصالحوا لأرجعن إليكم إذا انصرفت من وجهي هذا ثم لأدخلن مدينتكم حتى أقتل مقاتليكم وأسبي ذراريكم، فلما ارتحل عنهم بعثوا إليه وصالحوه على ما أدوه له ورضي به.

تدملة: اسم واد بالبادية.

تدير: بالضم ثم السكون وكسر الميم وياء ساكنة وراء كورة بالأندلس تتصل بأحواز كورة جيان وهي شرقي قرطبة ولها معادن كثيرة ومعاقل ومدن ورساتيق تذكر في مواضعها وبينها وبين قرطبة سبعة أيام للراكب القاصد وتسير العساكر أربعة عشر يوما وتجاوز تدمير الجزيرتان وجزيرة يابسة، قال أبو عبد الله محمد بن الحداد الشاعر المفلق الأندلسي:

يا غائبا خطرات القلب محضره ** الصبر بعدك شي: ليس أقدره

تركت قلبي وأشواقي تفطره ** ودمع عيني اماقي تقطره

لو كنت تبصر في تدمير حالتنا ** إذا لأشفقت مما كنت تبصره

فالنفس بعدك لا تخلي للذتها ** والعيش بعدك لا يصفو مكدره

أخفي اشتياقي وما أطريه من أسف ** على البرية والأشواق تظهر. وقال الأديب أبو الحسن علي بن جودي الأندلسي:

لقد هيج النيران يا أم مالك ** بتدمير ذكرى ساعدتها المدامع

عشية لا أرجو لنأيك عندها ** ولا أنا إن تدنو مع الليل طامع وينسب إليها جماعة، منهم أبو القاسم طيب بن هارون بن عبد الرحمن التدميري الكناني مات بالأندلس سنة 328، وإبراهيم بن موسى بن جميل التدميري مولى بني أمية رحل إلى العراق ولقي ابن أبي خيثمة و غير ه وأقام بمصر إلى أن مات بها في سنة ثلاثمائة وكان من المكثرين.

تدورة: بفتح أوله وسكون ثانيه وكسر واوه، اسم موضع، قال ابن جنى يقال: هو من الدوران، وقال شاعر يذكره:

بتنا بتدورة تضيء وجوهنا ** دسم السليط على فتيل ذبال وهو من أبيات الكتاب، قال الزبيدي: التدورة دارة بين جبال وهي من دار يدور دورانا.

تدوم: موضع في شعر لبيد حيث، قال:

بما قد تحل الوادينن كليهما ** زنانير منها مسكن فتدوم وقال الراعي:

خبرت أن الفتى مروان يوعدني ** فاستبق بعض وعيدي أيها الرجل

وفي تدوم إذ اغبرزت مناكبه ** أو دارة الكور عن مروان معتزل تديانة: بالفتح ثم السكون وياء وألف ونون وهاء من قرى نسف، منها أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة بن السكن النسفي التدياني يروي عن محمد بن إبراهيم البوشنجي روى عنه الأمير أبو أحمد خلف بن أحمد السجزي ملك سجستان مات في المحرم سنة 366.

باب التاء والذال وما يليهما

تذرب: بالفتح ثم السكون وفتح الراء وباء موحدة، اسم مكان.

تذكر: بفتحتين وتشدديد الكاف وضمها، موضع قال فيه بعضهم:

تذكر قد عفا منها فمطلوب ** فالسقي من حرتي ميطان فاللوب باب التاء والراء وما يليهما

ترابة: بالضم بلفظ واحدة التراب، بلد باليمن، وقال الخارزنجي: ترا بة واد.

تراخة: الخاء معجمة وأوله مفتوح وقيل: تراخى، من قرى بخارى، منها أبو عبد الله محمد بن موسى بن حكيم بن عطية بن عبد الرحمن التراخي البخاري وروي عن أبي شعيب الحراني وغيره توفي في سلخ ذي الحجة سنة 350.

ترباع: بالكسر ثم السكرن والباء موحدة، وأنشد الفراء قال: أنشدني أبو ثروان:

ألمم على الربع بالترباع غيره ** ضرب الأهاضيب والنآجة العصف وهو في كتاب ابن القطاع ترنان بالنون ذكره في ألفاظ محصورة جاءت على تفعال بكسر أوله.

تربان: بالضم ثم السكون، قرية على خمسة فراسخ من سمرقند، منها أبو علي محمد بن يوسف بن إبراهيم الترزباني الفقيه المحدث يروي عن محمد بن إسحاق الصغاني توفي سنة 323 وتربان أيضا قال أبو زياد الكلابي: هو واد بين ذات الجيش وملل والسيالة على المحجة نفسها فيه مياه كثيرة مرتة نزلها رسول الله في غزوة بدر وبها كان منزل عروة بن أذينة الشاعر الكلابي، قال كثير:

ألم يحزنك يوم غدت حدوج ** لعزة قد أجد بها الخروج

يضاهي النقب حين ظهرن منه ** وخلف متون ساقيها الخليج

رأيت جمالها تعلو الثنايا ** كأن ذرى هوادجها البروج

وقد مرت على ترزبان تحدي ** بها بالجزع من ملل وسيج وقال في شرحة: تربان قرية من ملل على ليلة من المدينة قال ابن مقبل:

شقت قسيان وازورت وما علمت ** من أهل تربان من سوء ولا حسن وتربان أيضا في قول أبي الطيب المتنبي يخاطب ناقته حيث قال:

فقلت لها أين أرض العراق ** فقالت ونحن بتربان: ها

وهبت بحسمى هبوب الدبو ** ومستقبلات مهب الصبا قال شرزاح ديوان المتنبي: هو موضع من العراق غرهم قوله ها للإشارة وليس كذلك فإن شعره يدل على أنه قبل حسمى من جهة مصر وإنما أراد بقوله ها تقريبا للبعيد وهو كما يقول من بخراسان أين مصر أي هي بعيدة فكأن ناقته أجابته إني بسرعتي أجعلها منزلة ما تشير إليه وفي أخباره أنه رحل من ماء يقال له: البقع من ديار أبي بكر فصعد في النقب المعروف بتربان وبه ماء يعرف بعرندل فسار يومه وبعض ليلته ونزل وأصبح فدخل حسمى وحسمى فيما حكاه ابن السكيت بين أيلة وتيه بني إسرائيل الذي يلي أيلة وهذا قبل أرض الشام فكيف يقال: إنه قريب من العراق وبينهما مسيرة شهر وأكثر، وقال نصر: تربان صقع بين سماوة كلب والشام.

الترب: بالضم ثم السكون والباء موحدة، اسم جبل، تربل: يروى بفتح أوله وثالثه، عن العمراني، وعن غيره بضمهما وفي كتاب نصر بكسرهما، موضع.

تربولة: بالفتح، قلعة في جزيرة صقلية.

تربة: بالضم ثم الفتح، قال عرام: تربة، واد بالقرب من مكة على مسافة يومين منها يصب في بستان ابن عامر يسكنه بنو هلال وحواليه من الجبال السراة ويسوم وفرقد ومعدن البرم له ذكر في خبر عمر رضي الله عنه أنفذه رسول الله غازيا حتى بلغ تربة، وقال الأصمعي: تربة واد للضباب طوله ثلاث ليال فيه النخل والزرع والفواكه وشاركهم فيه هلال وعامر بن ربيعة، قال أحمد بن محمد الهمذاني: تربة وزبية وبيشة هذه الثلاثة أودية ضخام مسيرة كل واحد منها عشرون يومأ أسافلها في نجد وأعاليها في السراة وقال هشام: تربة واد يأخذ من السراة ويفرغ في نجران قال: ونزلت خثعم ما بين بيشة وتربة وما صاقب تلك البلاد إلى أن ظهر الاسلام وفي المثل عرف بطني بطن تربة قاله عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب أبو براء ملاعب الأسنة في قصة فيها طول غاب عن قومه فلما عاد إلى تربة وهي أرضه التي ولد بها ألصق بطنه بأرضها فوجد راحة فقال ذلك: وخبرني رجل من ساكني الجبلين أن تربة ماة في غربي سلمى.

ترج: بالفتح ثم السكون وجيم، جبل بالحجاز كثير الأسد، قال أبو أسامة الهذلي:

ألا يا بؤس للدهر الشعوب ** لقد أعيا على الصنع الطبيب

يحط الصخر من أركان ترج ** وينشعب المحب من الحبيب وهذا شاهد على أنه جبل وقيل: ترج وبيثة قريتان متقابلتان بين مكة واليمن في واد، قال أؤس بن مدرك:

يحدث من لاقيت أنك قاتلي ** قراقر أعلى بطن أمك أعلم

تبالة والعرضان ترج وبيشة ** وقومي تيم اللات والاسم خثعم وقالت أخت حاجز الأزدي ترثيه:

أحي حاجز أم ليس حي ** فيسلك بين خندف والبهيم

ويشرب شربة من ماء ترج ** فيصدر مشية السبع الكليم

وقيل: ترج واد إلى جنب تبالة على طريق اليمن وهناك أصيب بشر بن أبي خازم الشاعر في بعض غزواته فرماه. نعيم بن عبد مناف بن رياح الباهلي الذي قيل: فيه أجرأ من الماضي بترج فمات بالردة من بلاد قيس فدفن هناك ويحتمل أن يكون المراد بقولهم أجرأ من الماشي بترج الأسد لكثرتها فيه، قال:

وما من مخدر من أسد ترج ** ينازلهم لنابيه قبيب

يقال: قب الأسد قبيبا إذا صوت بأنيابه، ويوم ترج يوم مشهور من أيام العرب أسر فيه لقيط بن زرارة أسره الكميت بن حنظلة، فقال عند ذلك:

وأمكنني لساني من لقيط ** فراح القوم في حلق الحديد

ترجلة: بفتح الجيم واللام، قرية مشهورة بين أربل والموصل من أعمال الموصل كان بها وقعة بين عسكر زين الدين مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر وبين يوسف بن علي كوجك صاحب أربل في سنة 508 وكان الظفر فيها ليوسف وبترجلة عين كثيرة الماء كبريتية.

الترجمانية: محلة من محال بغداد الغربية متصلة بالمراوزة، تنسب إلى الترجمان بن صالح.

ترجيلة: بالضم ثم السكون وكسر الجيم وياء ساكنة ولام، مدينة بالأندلس من أعمال ماردة بينها وبين قرطبة ستة أيام غربأ وبينها وبين سمورة من بلاد الفرنج ستة أيام ملكها الفرنج سنة 560.

ترخم: بالفتح وضم الخاء المعجمة وقيل: بضم أوله وفتح الخاء، واد باليمن.

ترسخ: بالفتح وضم السين المهملة وخاء معجمة، قرية بين باكسايا والبندنيجين من أعمال البندنيجين وفيها ملاحة واسعة أكثر ملح أهل بغداد منها، منها أبو عبد الله عنان بن مردك الترسخي أقام ببغداد مؤذنا روى عن أبي بكر أحمد بن علي الطريثيثي وأبي منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط المقري كتب عنه أبو سعد ومات بعد سنة 537.

ترسة: بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه والسين مهملة، من قرى آلش من أعمال طليطلة بالأندلس، ينسب إليها ابن إدريس الترسي يعرف بابن القطاع، قال أبو طاهر: قال لي ذلك يوسف بن عبد الله بن أحمد الآليشي.

ترشيش: بالضم ثم السكون وكسر الشين الأولى معجمة وياء، ناحية من أعمال نيسابور وهي اليوم ييد الملاحدة وهي طريثيث وستذكر في حرف الطاء.

ترشيش: بالفتح، هو اسم مدينة تونس التي بإفريقية، قال الحسن بن رشيق القروي: ترشيش اسم مدينة تونس بالرومية، وقال أبو الحسن محمد بن أحمد بن خليفة التونسي الطريدي وكان قد خرج من تونس بسبب غلام هويه فكتبت إليه والدته:

وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا ** حياتك لا نفع وموتك فاجع قال: فتغفل أهله ودخل دارهم وكتب على حائطها:

سقيا لمن لم يكن ترشيش منزله ** ولا رأى دهره من أهلها أحدا

دارا إذا زرت أقواما أحبهم ** بها أزارتني الأحزان والكمدا

تالله إن أبصرت عيناي قرتها ** لا ملت عنها بوجه دونها أبدأ

فإن رضيت بها من بعده بلدا ** إذا فلا قيض الرحمن لي بلدا ترعب: بفتح العين والباء موحدة، موضع.

ترع عوز: العينان مهملتان والواو ساكنة وزاي، قرية مشهورة بحران من بناء الصابئة كان لهم بها هيكل وكانوا يبنون الهياكل على أسماء الكواكب وكان الهيكل الذي بهذه القرية باسم الزهرة ومعنى ترع عوز بلغة الصابئة باب الزهرة وأهل حران في أيامنا يسمونها ترعوز، وينسبون إليها نوعا من القثاء يزرعونه بها عذيا.

ترعة عامر: بالضم، موضع بالصعيد الأعلى على النيل يكثر فيه الصرايري وهو نوع من السمك صغار ليس في جوفه كثير أذى، وترعة أيضا موضع بالشام عن نصر ينسب إليه بعض الرواة.

ترف: مثال زفر، جبل لبني أسد، قال بعضهم:

أراحني الرحمن من قبل ترف ** أسفله جذدب وأعلاه قرف وضبطه الأصمعي بفتح أوله وثانيه.

أراحني الرحمن عن قبل ترف والقرف: داء يأخذ المغزى من أبوال الأروى إذا شمته ماتت ويقال لهذا الداء: الأباء.

ترفلأن: بفتح أوله وضم الفاء، موضع بالشام في شعر النعمان بن بشير الأنصاري حيث قال:

يا خليلي ودعا دار ليلى ** ليس مثلي يحل دار الهوان

إن قينية تحل حفيرا ** ومحبا فجتتي ترفلان

لا تؤاتيك في المغيب إذا ما ** حال من دونها فروع القنان

إن ليلى وإن كلفقت بليلى ** عاقها عنك عانق غير وان

ترقف: بضم القاف والفاء، قال الأزهري: بلد، قلت أنا وأظنه من نواحي البندنيجين من بلاد العراق. ينسب إليه أبو محمد العباس بن عبد الله بن أبي عيسى الترتفي الباكسائي أحد الأثمة الأعيان المكثرين ومن العباد المجتهدين كثير الحديث واسع الرواية ثقة صدوق حافظ رحل في طلب الحديث إلى الشام وسمع خلقا منهم محمد بن يوسف الفريابي روى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا واسماعيل بن محمد الضفار النحوي مات في سنة 268 أو 267، وقيل: إن ترقف اسم امرأة نسبت إليها.

تركان: بالضم، من قرى مرو معروفة، ذكرها أبو سعد ولم ينسب إليها أحدا.

تركسشتان: هو اسم جامع لجميع بلاد الترك، وفي الحديث أن النبي قال: الترك أول من يسلب أمتي ما خولوا وعن ابن عباس أنه قال: ليكونن الملك أو قال: الخلافة في ولدي حتى يغلب على عزهم الحمر الوجوه الذين كأن وجوههم المجان المطرقة وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: لا تقوم الساعة حتى يجىء قوم عراض الوجوه صغار الأعين فطس الأنوف حتى يربطوا خيولهم بشاطىء دجلة وعن معاوية لا تبعث الرابضين اتركوهم ما تركوكم الترك والحبشة، وخبرآخر عن النبي أنه قال: اتركوا الترك ما تركوكم، وقيل: إن الشاة لا تضع في بلاد الترك أقل من أربعة وربما وضعت خمسة أو ستة كما تضع الكلاب وأما اثنين أو ثلاثة فإنما يكون نادرا وهي كبار جدا ولها ألايا كبار تجرها على الأرض، وأوسع بلاد الترك بلاد التغزغز وحدهم الصين والتبت والخزلج والكيماك والغز والجفر والبجناك والبذكش وأذكس وخفشاق وخرخيز وأول حدمم من جهة المسلمين فاراب قالوا ومدائنهم المشهورة ست عشرة مدينة والتغزغز في الترك كالبادية أصحاب عمد يرحلون ويحلون والبذكشية اهل بلاد وقرى، وكان هشام بن عبد الملك بعث إلى ملك الترك يدعوه إلى الإسلام، قال الرسول: فدخلت عليه وهو يتخذ سرجا نجيده فقال للترجمان: من هذا? فقال: رسول ملك العرب، قال: كلامي قال: نعم قال: فأمر بي إلى بيت كثير اللحم قليل الخبز ثم استدعاني وقال لي: ما بغيتك فتلطفت له وقلت: إن صاحبي يريد نصيحتك ويراك على ضلال ويحب لك الدخول في الاسلام، قال: وما الاسلام? فأخبرته بشرائطه وحظره وإباحته وفروضه وعبادته فتركني أياما ثم ركب ذات يوم في عشرة أنفس مع كل واحد منهم لواء وأمر بحملي معه فمضينا حتى صعد تلأ وحول التل غيضة فلما طلعت الشمس أمر واحدا من أولئك أن ينشر لواءه ويليح به ففعل فوافى عشرة الاف فارس مسلح كلهم يقول: جاه جاه حتى وقفوا تحت التل وصعد مقدمهم فكفر للملك فما زال يأمر واحدا واحدا أن ينشر لواءه ويليح به فإذا فعل ذلك وافى عشرة آلاف فارس مسلح فيقف تحت التل حتى نشر الألوية العشرة وصار تحت التل مائة ألف فارس مدجج ثم قال للترجمان: قل لهذا الرسول يعرف صاحبه أن ليس في هؤلاء حجام ولا إسكاف ولا خياط فإذا أسلموا والتزموا شروط الاسلام من أين يأكون، ومن ملوك الترك كيماك دون ألفين وهم بادية يتبعون الكلأ فإذا ولد للرجل ولد رباه وعاله وقام بأمره حتى يحتلم ثم يدفع إليه فرسا وسهاما ويخرجه من منزله ويقول له: احتل لنفسك ويصيره بمنزله الغريب الأجنبي، ومنهم من يبيع ذكور ولده لاناثهم بما ينفقونه، ومن سنتهم أن البنات البكور مكشفات الرؤوس فإذا أراد الرجل أن يتزوج ألقى على رأس إحداهن ثوبا فإذا فعل ذلك صارت زوجته لا يمنعها منه مانع، وذكر تميم بن بحر المطوعي أن بلدهم شديد البرد وإنما يسلك فيه ستة أشهر في السنة وأنه سلك في بلاد خاقان التغزغزي على بريد أنفذه خاقان إليه وأنه كان يسير في اليوم والليلة ثلاث سكك بأشد سير وأحثه فسار عشرين يوما في بواد فيها عيون وكلإ وليس فيها قرية ولا مدينة إلا أصحاب السكك وهم نزول في خيام وكان حمل معه زادا لعشرين يوما ثم سافر بعد ذلك عشرين يوما في قرى متصلة وعمارات كثيرة وأكثر أهلها عبدة نيران على مذهب المجوس ومنهم زنادقة على مذهب ماني وأنه بعد هذه الأيام وصل إلى مدينة الملك وذكر أنها مدينة حصينة عظيمة حولها رساتيق عامرة وقرى متصلة ولها اثنا عشر بابا من حديد مفرطة العظم، قال: وهي كثيرة الأهل والزحام والأسواق والتجارات والغالب على أهلها مذهب الزنادقة وذكر أنه حزر ما بعدها إلى بلاد الصين مسيرة ثلاثمائة فرسخ قال: وأظنه أكثر من ذلك، قال: وعن يمين بلدة التغزغز بلاد الترك لا يخالطها غيرهم وعن يسار التغزغز كيماك وأمامها بلاد الصين، وذكر أنه نظر قبل وصوله إلى المدينة خيمة الملك من ذهب وعلى رأس قصره تسعمائة رجل، وقد استفاض بين أهل المشرق أن مع الترك حصى يستمطرون به ويجيئهم الثلج حين أرادوا، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني عن أبي العباس عيسى بن محمد المروزي قال: لم نزل نسمع في البلاد التي مر وراء النهر وغيرها من الكور الموازية لبلاد الترك الكفرة الغرية والتغزكزية والخزلجية وفيهم المملكة ولهم في أنفسهم شأن عظيم ونكاية في الأعداء شديدة أن مر الترك من يستمطر في السفارة وغيرها فيمطر ويحدث ما شاء من برد وثلج ونحو ذلك فكنا بين منكر ومصدق حتى رأيت داود بن منصور بن أبي علي الباذغيسي وكان رجلا صالحا قد تولى خراسان فحمد أمره بها وقد خلا بابن ملك الترك الغزية وكان يقال له: بالقيق بن حيويه فقال له: بلغنا عن الترك أنهم يجلبون المطر والثلج متى شاؤا فما عندك في ذلك فقال: الترك أحقر وأذل عند الله من أن يستطيعوا هذا الأمر والذي بلغك حق ولكن له خبر أحدثك به كان بعض أجدادي راغم أباه وكان الملك في ذلك العصر قد شذ عنه واتخذ لنفسه أصحابا من مواليه وغلمانه وغيرهم من يحب الصعلكة وتوجه نحو شرق البلاد يغير على الناصر ويصيد ما يظهر له ولأصحابه فانتهى به المسير إلى بلد ذكر أهله أن لا منفذ لأحد وراءهه وهناك جبل قالوا لأن الشمس تطلع من وراء هذا الجبل وهي قريبة من الأرض جدا فلا تقع على شيء إلا أحرقته، قال: أوليس هناك ساكن ولا وحش قالوا بلى قال: فكيف يتهيأ لي المقام على ما ذكرتم قالوا: أما الناس فلهم أسراب تحت الأرض و غير أن في الجبال فإذا طلعت الشمس بادروا إليها واستكنوا فيها حتى ترتفع الشمس عنهم فيخرجون وأما الوحوش فإنها تلتقط حصى هناك قد ألهمت معرفته فكل وخية تأخذ حصاة بفيها وترفع رأسها إلى السماء فتظللها وتبرز عند ذلك كمامة تحجب بينها وبين الشمس، قال: فقصد جدي تلك الناحية فوجد الأمر على ما بلغه فحمل هو وأصحابه على الوحوش حتى عرف الحصى والتقطه فحملوا منه ما قدروا عليه إلى بلادهم فهو معهم إلى الآن فإذا أرادوا المطر حركوا منه شيئا يسيرا فينشأ الغيم فيوافي المطر وإن أرادوا الثلج والبرد زادوا في تحريكه فيوافيهم الثلج والبرد فهذه قصتهم وليس ذلك من حيلة عندهم ولكنه من قدرة الله تعالى. قال أبو العباس: وسمعت إسماعيل بن أحمد الساماني أمير خراسان يقول: غزوت الترك في بعض السنين في نحو عشرين ألف رجل من المسلمين فخرج إلي منهم ستون ألفا في السلاح الشاك فواقعتهم أياما فإني ليوم في قتالهم إذ اجتمع إلي خلق من غلمان الأتراك و غيرهم من الأتراك المستأمنة فقالوا لي: إن لنا في عسكر الكفرة قرابات وإخوانا وقد أنذرونا بموافاة فلان، قال وكان هذا الذي ذكروه كالكاهن عندهم وكانوا يزعمون أنه ينشىء سحاب البرد والثلج و غير ذلك فيقصد بها من يريد هلاكه وقالوا: قد عزم يمطر على عسكرنا بردأ عظاما لا يصيب البرد إنسانا إلا قتله قال: فانتهرتهم وقلت لهم: ما خرج الكفر من قلوبكم بعد وهل يستطيع هذا أحد من البشر قالوا: قد أنذرناك وأنت أعلم غدا عند ارتفاع النهار، فلما كان من الغد وارتفع النهار نشأت سحابة عظيمة هائلة من رأس جبل كنت مستندا بعسكري إليه ثم لم تزل تتشر وتزيد حتى أظلت عسمكري كله فهالني سوادها وما رأيت منها وما سمعت فيها من الأصوات الهائلة وعلمت أنها فتنة فنزلت عن دابتي وصليت ركعتين وأهل العسكر يموج بعضهم في بعض وهم لا يشكون في البلاء فدعوت الله وعفرت وجهي في التراب وقلت: اللهم أغثنا فإن عبادك يضعفون عند محنتك وأنا أعلم أن القدرة لك وأنه لا يملك الضر والنفع إلا أنت اللهم إن هذه السحابة إن أمطرت علينا كانت فتنة للمسلمين وسطوة للمشركين فاصرف عنا شرها بحولك وقوتك يا ذا الجلال والحول والقوة، قال: وأكثرت الدعاء ووجهي على التراب رغبة ورهبة إلى الله تعالى وعلما أنه لا يأتي الخير إلا من عنده ولا يصرف السوء غيره فبينما أنا كذلك إذ تبادر إلي الغلمان وغيرهم من الجند يبشروني بالسلامة وأخذوا بعضدي ينهضوني من سجدتي ويقولون: انظر أيها الأمير فرفعت رأسي فإذا السحابة قد زالت عن عسكري وقصدت عسكر الترك. تمطر عليهم بردا عظاما لاذا هم يموجون وقد نفرت دوابهم وتقلعت خيامهم وما تقع بردة على واحد منهم إلا أوهنته أو قتلته فقال أصحابي: نحمل عليهم فقلت: لا لأن عذاب الله أدهى وأمر ولم يفلت منهم إلا القليل وتركوا عسكرهم بجميع ما فيه وهربوا فلما كان من الغد جئنا إلى معسكرهم فوجدنا فيه من الغنائم ما لا يوصف فحملنا ذلك وحمدنا الله على السلامة وعلمنا أنه هو الذي سهل لنا ذلك وملكناه، قلت: هذه أخبار سطرتها كما وجدتها و الله أعلم بصحتها.لأعداء شديدة أن مر الترك من يستمطر في السفارة وغيرها فيمطر ويحدث ما شاء من برد وثلج ونحو ذلك فكنا بين منكر ومصدق حتى رأيت داود بن منصور بن أبي علي الباذغيسي وكان رجلا صالحا قد تولى خراسان فحمد أمره بها وقد خلا بابن ملك الترك الغزية وكان يقال له: بالقيق بن حيويه فقال له: بلغنا عن الترك أنهم يجلبون المطر والثلج متى شاؤا فما عندك في ذلك فقال: الترك أحقر وأذل عند الله من أن يستطيعوا هذا الأمر والذي بلغك حق ولكن له خبر أحدثك به كان بعض أجدادي راغم أباه وكان الملك في ذلك العصر قد شذ عنه واتخذ لنفسه أصحابا من مواليه وغلمانه وغيرهم من يحب الصعلكة وتوجه نحو شرق البلاد يغير على الناصر ويصيد ما يظهر له ولأصحابه فانتهى به المسير إلى بلد ذكر أهله أن لا منفذ لأحد وراءهه وهناك جبل قالوا لأن الشمس تطلع من وراء هذا الجبل وهي قريبة من الأرض جدا فلا تقع على شيء إلا أحرقته، قال: أوليس هناك ساكن ولا وحش قالوا بلى قال: فكيف يتهيأ لي المقام على ما ذكرتم قالوا: أما الناس فلهم أسراب تحت الأرض و غير أن في الجبال فإذا طلعت الشمس بادروا إليها واستكنوا فيها حتى ترتفع الشمس عنهم فيخرجون وأما الوحوش فإنها تلتقط حصى هناك قد ألهمت معرفته فكل وخية تأخذ حصاة بفيها وترفع رأسها إلى السماء فتظللها وتبرز عند ذلك كمامة تحجب بينها وبين الشمس، قال: فقصد جدي تلك الناحية فوجد الأمر على ما بلغه فحمل هو وأصحابه على الوحوش حتى عرف الحصى والتقطه فحملوا منه ما قدروا عليه إلى بلادهم فهو معهم إلى الآن فإذا أرادوا المطر حركوا منه شيئا يسيرا فينشأ الغيم فيوافي المطر وإن أرادوا الثلج والبرد زادوا في تحريكه فيوافيهم الثلج والبرد فهذه قصتهم وليس ذلك من حيلة عندهم ولكنه من قدرة الله تعالى. قال أبو العباس: وسمعت إسماعيل بن أحمد الساماني أمير خراسان يقول: غزوت الترك في بعض السنين في نحو عشرين ألف رجل من المسلمين فخرج إلي منهم ستون ألفا في السلاح الشاك فواقعتهم أياما فإني ليوم في قتالهم إذ اجتمع إلي خلق من غلمان الأتراك و غيرهم من الأتراك المستأمنة فقالوا لي: إن لنا في عسكر الكفرة قرابات وإخوانا وقد أنذرونا بموافاة فلان، قال وكان هذا الذي ذكروه كالكاهن عندهم وكانوا يزعمون أنه ينشىء سحاب البرد والثلج و غير ذلك فيقصد بها من يريد هلاكه وقالوا: قد عزم يمطر على عسكرنا بردأ عظاما لا يصيب البرد إنسانا إلا قتله قال: فانتهرتهم وقلت لهم: ما خرج الكفر من قلوبكم بعد وهل يستطيع هذا أحد من البشر قالوا: قد أنذرناك وأنت أعلم غدا عند ارتفاع النهار، فلما كان من الغد وارتفع النهار نشأت سحابة عظيمة هائلة من رأس جبل كنت مستندا بعسكري إليه ثم لم تزل تتشر وتزيد حتى أظلت عسمكري كله فهالني سوادها وما رأيت منها وما سمعت فيها من الأصوات الهائلة وعلمت أنها فتنة فنزلت عن دابتي وصليت ركعتين وأهل العسكر يموج بعضهم في بعض وهم لا يشكون في البلاء فدعوت الله وعفرت وجهي في التراب وقلت: اللهم أغثنا فإن عبادك يضعفون عند محنتك وأنا أعلم أن القدرة لك وأنه لا يملك الضر والنفع إلا أنت اللهم إن هذه السحابة إن أمطرت علينا كانت فتنة للمسلمين وسطوة للمشركين فاصرف عنا شرها بحولك وقوتك يا ذا الجلال والحول والقوة، قال: وأكثرت الدعاء ووجهي على التراب رغبة ورهبة إلى الله تعالى وعلما أنه لا يأتي الخير إلا من عنده ولا يصرف السوء غيره فبينما أنا كذلك إذ تبادر إلي الغلمان وغيرهم من الجند يبشروني بالسلامة وأخذوا بعضدي ينهضوني من سجدتي ويقولون: انظر أيها الأمير فرفعت رأسي فإذا السحابة قد زالت عن عسكري وقصدت عسكر الترك. تمطر عليهم بردا عظاما لاذا هم يموجون وقد نفرت دوابهم وتقلعت خيامهم وما تقع بردة على واحد منهم إلا أوهنته أو قتلته فقال أصحابي: نحمل عليهم فقلت: لا لأن عذاب الله أدهى وأمر ولم يفلت منهم إلا القليل وتركوا عسكرهم بجميع ما فيه وهربوا فلما كان من الغد جئنا إلى معسكرهم فوجدنا فيه من الغنائم ما لا يوصف فحملنا ذلك وحمدنا الله على السلامة وعلمنا أنه هو الذي سهل لنا ذلك وملكناه، قلت: هذه أخبار سطرتها كما وجدتها و الله أعلم بصحتها.

ترمد: بالفتح ثم السكون وضم الميم والدال مهملة، موضع في بلاد بني أسد أقطعه النبي حصين بن نضلة الأسدي، وعن عمرو بن حزام قال: كتب رسول الله : بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من محمد رسول الله لحصين بن نضلة الأسدي أن له ترزمد وكثيفة لا يحاقه فيهما أحد، وكتب المغيرة قال أبو بكر محمد بن موسى: كذا رأيته مكتوبا في غير موضع وكذا قيده أبو الفضل بن ناصر وكان صحيح الضبط، وقد رأيته أيضا في غير موضع ثرمداء أوله ثاة مثلثة والميم مفتوحة وبعد الدال المهملة ألف ممدودة وهو الصحيح عندي غير أني نقلت الكل كما وجدته وسمعته والتحقيق فيه في زماننا متعذر، قلت: أنا وعندي أن ترمد غير ثرمداء لأن ثرمداء ماة لبني سعد بن زيد مناة بن. تميم بالستارين وآخر باليمامة، وترمد ماء لبني أسد.

ترمذ: قال أبو سعد: الناس مختلفون في كيفية هذه النسبة بعضهم يقول بفتح التاء وبعضهم يقول بضمها وبعضهم يقول: بكسرها والمتداول على لسان أهل تلك المدينة بفتح التاء وكسر الميم والذكر كنا نعرفه فيه قديمأ بكسر التاء والميم جميعا والذي يقوله: المتأنقون وأهل المعرفة بضم التاء والميم وكل واحد يقرل معنى لما يدعيه، وترمذ، مدينة مشهورة من أمهات المدن راكبة على نهر جيحون من جانبه الشرقي متصلة العمل بالصغانيان ولها قهندز وربض يحيط بها سور وأسواقها مفروشة بالآجر ولهم شرب يجري من الصغانيان لأن جيحون يستقل عن شرب قراهم، وقال نهار بن توسعة يذم قتيبة بن مسلم الباهلي ويرثي يزيد بن المهلب:

كانت خراسان أرضا إذ يزيد بها ** وكل باب من الخيرات مفتوح

فاستبدلت قتبا جعدا أنامله ** كأنما وجهه بالخل منضوح

هبت شمالا خريفا أسقطت ورقا ** واصفر بالقاع بعد الخضرة الشيح

فارحل هديت ولا تجعل غنيمتنا ** ثلجا تصفقه بالترمذ الريح

إن الشتاء عدو لا نقابله ** فارحل هديت وثوب الدفء مطروح وتروى الثلاثة أبيات الأخيرة لمالك بن الريب في سعيد بن عثمان بن عفان، والمشهور من أهل هذه البلدة أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي الضرير صاحب الصحيح أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث صنف الجامع والعلل تصنيف رجل متقن وبه كان يضرب المثل تلمذ لمحمد بن إسماعيل البخاري وشاركه في شيوخه قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر وابن بشار و غيرهم روى عنه أبو العباس المحبوبي والهيثم بن كليب الشاشي وغيرهما توفي بقرية بوغ سنة نيف وسبعين ومائتين، وأبو اسماعيل محمد بن إسماعيل بن يوسف الترمذي- السلمى سمع أبا نعيم الفضل بن دكين وطبقته وكان فهما متقنا مشهورا بمذهب السنة سكن بغداد وحدث بها وروى عنه ابن أبي الدنيا والقاضي أبو عبد الله المحاملي وأبو عيسى الترمذي وأبو عبد الله النسائي في صحيحيهما ومات ببغداد سنة 280، وينسب إليها غيرهما، وأحمد بن الحسن بن جنيدب أبو الحسن الترمذي الحافظ رحال طوف الشام والعراق وسمع بمصر سعيد بن الحكم بن أبي مريم وكثير بن عفير وبالشام آدم بن أبي إياس وبالعراق أبا نعيم وأحمد بن حنبل وطبقتهما، وروى عنه البخاري في صحيحه والترمذي في جامعه وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم.

ترمسان: بالضم ثم السكون وضم الميم والسين مهملة قال أبو سعد وظني أنها من قرى حمص. مني أبو محمد القاسم بن يونس الترمساني الحمصي روى. عن عصام بن خالد حدث عنه ابن أبي حاتم قال: وكان صدوقا.

ترمسى: موضع قرب القنان من أرض نجد، وقال نصر الترمس ماء لبني أسد.

ترم: بالفتح. قال نصر. اسم قديم لمدينة أوال بالبحرين.

ترناوذ: بالضم ثم السكون ونون وألف وواو مفتوحة وذال معجمة. من قرى بخارى. منها أبو حامد أحمد بن عيسى المؤدب الثرناوذي يروي عن أبي الليث نصر بن الحسين ومحمد بن المهلب ويحيى بن جعفر روى عنه أبو محمد عبد الله بن عامر بن أسد المستملي.

ترنجة: بلفظ واحدة الترنج من الثمر. بليدة بين آمل وسارية من نواحي طبرستان. منها محمد بن إبراهيم الترنجي.

ترنك: بالفتح ثم السكون وفتح النون وكاف. بلد بناحية بست له ذكر في الفتوح، وفي كتاب نصر ترنك واد بين سجستان وبست وهو إلى بست أقرب.

ترن: بوزن زفر بضم أوله وفتح ثانيه ونون. ناحية بين مكة وعدن ويليها موزع وهو المنزل الخامس لحاج عدن.

ترنوط: بالفتح ثم السكون وضم النون وواو ساكنة وطاء مهملة. قرية بين مصر والاسكندرية كان بها وقعة بين عمرو بن العاص والروم أيام الفتوح وهي قرية كبيرة جامعة على النيل فيها أسواق ومسجد جامع وكنيسة خراب كبيرة خربتها كتامة مع القاسم بن عبيد الله وبها معاصر للسكر وبساتين وأكثر فواكه الإسكندرية منها. قالوا لا تطول الأعمار كما تطول بترنوط وفزغانة.

تروجة: بالفتح ثم الضم وسكون الواو وجيم. قرية بمصر من كورة البحيرة من أعمال الاسكندرية أكثر ما يزرع بها الكمون وقيل اسمها ترنجة. ينسب إليها أبو محمد عبد الكريم بن أحمد بن فراج التروجي سمع السلفي وذكر في معجمه وقال أجل شيخ له أبو بكر محمد بن إبراهيم بن الحسين الرازي الحنفي وبه كان افتخاره.

تروغبذ: الواو والغين المعجمة ساكنتان والباء موحدة مفتوحة والذال معجمة أيضا. قرية من قرى طوس على أربعة فراسخ منها. خرج منها جماعة من المحدثين والزهاد. منهم أبو الحسن النعمان بن محمد بن أحمد بن الحسين بن النعمان الطوسي الثروغبذي سمع محمد بن إسحاق بن خزيمة وروى عنه الحاكم أبو عبد الله وهو من المكثرين وتوفي قبل 350.

تروق: بالقاف بلفظ المضارع من راقت المرأة تروق. اسم هضبة.

الترويح: من أيام العرب.

التروية: بمكة سمي بذلك لأنهم كانوا يتروون به من الماء أي يحملونه في الروايا منه إلى عرفة لأنه لم يكن بعرفة ماء قاله عياض.

تريادة: بالضم. قرية باليمن من مخلاف بعدان.

ترياع: بالكسر وآخره عين مهملة. قرأت بخط أحمد بن أحمد يعرف بأخي الشافعي في شعر جرير رواية السكري، والترياع ماء لبني يربوع. قال جرير:

خبز عن الحي بالترياع غيره ** ضرب الأهاضيب والنآجة العصف

كأنه بعد تحنان الرياح به ** رق تبين فيه اللام والألف

خبز عن الحي سرا أو علانية ** جادتك مدجنة في عينها وطف ترياق: بالكسر وهو بلفظ الدواء المركب النافع من السموم وغيرها من قرى هراة. منها أبو نصر عبد العزيز بن محمد بن ثمامة الترياقي روى عن أبي محمد عبد الجبار بن محمد بن عبد الله الجراحي المروزي وأبي القاسم إبراهيم بن علي وغيرهما من الهروفي روى عنه أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي وهو آخر من حدث عنه ببغداد وأبو جعفر حنبل بن علي بن الحسين الصوفي السجزى وغيره مات الترياقي في شهر رمضان سنة 483 بهراة ودفن بباب خشك. قاله أبو سعد.

تريك: بكسر الراء وياء ساكنة وكاف. موضع باليمن من أسافله وهو مياه ومغايض وفيه روضة ذكرت في الرياض.

تريم: اسم إحدى مدينتي حضرموت لأن حضرموت اسم للناحية بجملتها ومدينتاها شبام وتريم وهما قبيلتان سميت المدينة باسميهما. قال الأعشى:

طال الثواء على تريم ** وقد نأت بكر بن وائل تريم: بالكسر وفتح الياء. اسم واد بين المضايق ووادي ينبع. قال ابن السكيت ثم قريب من مدين. قال كثير:

أقول وقد جاوزت من صحن رابغ ** مهامه غبرا يفرع الأكم آلها

أألحي أم صيران دوم تناوحت ** بتريم قصرا واستحثت شمالها قال الفضل بن العباس اللهبي:

كأنهم ورقاق الريط تحملهم ** وقد تولوا لأرض قصدها عمر

دوم بتريم هزته الدبور على ** سوف تفرعه بالجمل محتضر باب التاء والزاي وما يليهما

تزاخي: بالفتح والخاء المعجمة. من قرى بخارى.

تزمنت: بالكسر ثم السكون وفتح الميم وسكون النون والتاء مثناة. قرية من عمل البهنسا على غربي النيل من الصعيد.

باب التاء والسين وما يليهما

تسارس: بالفتح والسينان مهملتان. خبرني الحافظ أبو عبد الله بن النجار قال ذكر لي أبو البركات محمد بن أبي الحسن علي بن عبد الوهاب بن حليف أن تسارس قصر ببرقة وأن أصل أجداده منه روى أبو البركات عن السلفي وكان أبوه أبو الحسن من الأعيان مدحه ابن قلاقس وله أيضا شعر وهو الذي جمع شعر ابن قلاقس و اسمه أبو الفتح نصر الله بن قلاقس، ومن هذا القصر أيضا أبو الحسين زيد بن علي التسارسي كان فقيها فاضلا، وابنه أبو الرضا علي بن زيد بن علي الخياط التسارسي روى عن السلفي أبي طاهر روى عنه جماعة منهم الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمود بن النجار البغدادي قال وقال لي كان جدي من تسارس وولد أبي بالاسكندرية، ولابن قلاقس الاسكندري في زيد أهاج منها:

رقق نجل التسارسي المعاني ** في الحديث الذي يضاف إليه

صار يجري على الجواري الجواري ** ويعاني اقتضاخها بيديه تستر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الأخرى وراء. أعظم مدينة بخوزستان اليوم وهو تعريب شوشتر، وقال الزجاجي سميت بذلك لأن رجلا من بني عجل يقال له تستر بن نون افتتحها فسميت به وليس بشيء والصحيح ما ذكره حمزة الأصبهاني. قال الشوشتر مدينة بخوزستان تعريب شوش- بإعجام الشينين قال ومعناه النزه والحسن والطيب واللطيف فبأي الأسماء وسمتها من هذه جاز قال وشوشتر معناه معنى أفعل فكأنه قالوا أنزه وأطيب وأحسن يعني أن زيادة التاء والراء بمعنى أفعل فإنهم يقولون للكبير بزرك فإذا أرادوا أكبر قالوا بزركتر مطرد. قال والسوس مختطة على شكل باز وتستر مختطة شكل فرس وجندي سابور مختطة على شكل رقعة الشطرنج، وبخوزستان أنهار كثيرة وأعظمها نهر تستر وهو الذي بنى عليه سابور الملك شافروان بباب تستر حتى ارتفع ماؤه إلى المدينة لأن تستر على مكان مرتفع من الأرض وهذا الشاذروان من عجائب الأبنية يكون طوله نحو الميل مبني بالحجارة المحكمة والصخر وأعمدة الحديد وبلاطه بالرصاص وقيل إنه ليس في الدنيا بناة أحكم منه. قال أبو غالب شجاع بن فارس الذهلي كتبت إلى أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن الحسين السكري وهو بتستر أتشوقه:

ريح الصباء إذا مررت بتستر ** والطيب خصيها بألف سلام

وتعرفي خبر الحسين فإنه ** مذ غاب أودعني لهيب ضرام

قولي له مذ غبت عني لم أذق ** شوقا إلى لقياك طيب منام

والله ما يوم يمر وليلة ** إلا وأنت تزور في الأحلام قال فأجابني من تستر:

مرت بنا بالطيب ثم بتستر ** ريح روائحها كنشر مدام

فتوقفت حسنى إلي وبلغت ** أضعاف ألف تحية وسلام

وسألت عن بغداد كيف تركتها ** قالت كمثل الروض غب غمام

فلكدت من فرح أطير صبابة ** وأصول من جذل على الأيام

ونسيت كل عظيمة وشديدة ** وظننتها حلما بن الأحلام

وبتستر قبر البراء بن مالك الأنصاري وكان يعمل بها ثياب وعمائم فائقة، ولبس يوما الصاحب بن عباد في عمامة بطراز عريض من عمل تستر فجعل بعض جلسائه يتأملها ويطيل النظر إليها فقال الصاحب ما عملت بتستر لتستر. قلت وهذا من نوادر الصاحب وقال ابن المققع أول سور وضع في الأرض بعد الطوفان سور السوس وسور تستر ولا يدرى من بناهما والأبلة وتفرد بعض الناس بجعل تستر مع الأهواز وبعضهم يجعلها مع البصرة، وعن ابن عون مولى المسور قال حضرت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد اختصم إليه أهل الكوفة والبصرة في تستر وكانوا حضروا فتحها فقال أهل الكوفة هي من أرضنا وقال أهل البصرة هي من أرضنا فجعلها عمر بن الخطاب أرض البصرة لقربها منها، وأما فتحها فذكر البلافرذري أن أبا موسى الأشعري لما فتح سرق سار منها إلى تستر وبها شوكة العدو وحدهم فكتب إلى عمر رضي الله عنه يستمده فكتب عمر إلى عمار بن ياسر يأمر بالمسير إليه في أهل الكوفة فقدم عمار جرير بن عبد الله البجلي وسار حتى أتى تستر وكان على ميمنة أبي موسى البراء بن مالك أخو أنس بن مالك رضي الله عنه وكان على ميسرته مجزأة بن ثور السدوسي وعلى الخيل أنس بن مالك وعلى ميمنة عمار البراء بن عازب الأنصاري وعلى ميسرته حذيفة بن اليمان العبسي وعلى خيله قرظة بن كعب الأنصاري وعلى رجاله النعمان بن مقرن المزني فقاتلهم أهل تستر قتالا شديدا وحمل أهل البصرة وأهل الكوفة حتى بلغوا باب تستر فضاربهم البراء بن مالك على الباب حتى استشهد ودخل الهرمزان وأصحابه إلى المدينة بشر حال وقد قتل منهم في المعركة تسعمائة وأسر ستمائة ضربت أعناقهم بعد وكان الهرمزان من أهل مهرجان قذق وقد حضر وقعة جلولاء مع الأعاجم ثم إن رجلا من الأعاجم استأمن إلى المسلمين فأسلم واشترط أن لا يعرض له ولولده ليدلهم على عورة العجم فعاقده أبو موسى على ذلك ووجه معه رجلا من بني شيبان يقال له أشرس بن عوف فخاض به على عرق من حجارة حتى علا به المدينة وأراه الهرمزان ثم رده إلى المعسكر فندب أبو موسى أربعين رجلا مع مجزأة بن ثور واتبعهم مائتي رجل وذلك في الليل والمستأمن تقدمهم حتى أدخلهم المدينة فقتلوا الحرس وكبروا على سور المدينة فلما سمع الهرمزان ذلك هرب إلى قلعته وكانت موضع خزائنه وأمواله وعبر أبو موسى حين أصبح حتى دخل المدينة واحتوى عليها وجعل الرجل من الأعاجم يقتل أهله وولده ويلقيهم في دجيل خوفا من أن تظفر بهم العرب وطلب الهرمزان الأمان فأبى أبو موسى أن يعطيه ذلك إلا.على حكم عمر رضي الله عنه فنزل على ذلك فقتل أبو موسى من كان في القلعة جهرا ممن لا أمان له وحمل الهرمزان إلى عمر فاستحياه إلى أن قتله عبيد الله بن عمر إذ اتهمه بموافقة أبي لؤلؤة على قتل أبيه، وينسب إلى تستر جماعة منهم سهل بن عبد الله بن يونس بن عيسى بن عبد الله التستري شيخ الصوفية صحب ذا النون المصري وكان له كرامات وسكن البصرة ومات سنة 283 وقيل سنة 273 وأما أحمد بن عيسى بن حتان أبو عبد الله المصري يعرف بالتستري قيل إنه كان يتجر في الثياب التسترية وقيل كان يسافر إلى تستر حدث عن مفضل بن فضالة المصري ورشيد بن سعيد المهري روى عنه مسلم بن الحجاج النيسابوري لإبراهيم الحربي وابن أبي الدنيا وعبد الله بن محمد البغوي وسمع يحيى بن معين يحلف بالله الذي لا إله إلا هو أنه كذاب وذكره أبو عبد الرحمن النسائي في شيوخه وقال لا بأس به ومات بسامزا سنة 243.

التستريون: جمع نسبة الذي قبله. محلة كانت ببغداد في الجانب الغربي بين دجلة وباب البصرة عن ابن نقطة يسكنها أهل تستر وتعمل بها الثياب التسترية، ينسب إليها أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري التستري المقري سمع أبا طالب العشاري وأبا إسحاق البرمكي وغيرهما وانفرد بالرواية عن ابن شيخ الحروري روى عنه خلق كثير اخرهم أبو اليمن الكندي مولده سنة 435، وشجاع بن علي الملاح التستري حدث عن أبي القاسم الحريري سمع منه محمد بن مشق، وعبد الرزاق بن أحمد بن محمد البقال التستري كان ورعا صالحا توفي في شهر رمضان سنة 468 حدثا، وبركة بن نزار بن عبد الواحد أبو الحسين التستري حدث عن أبي القاسم الحريري وغيره وتوفي سنة 600، وأخوه عبد الواحد بن نزار أبو نزار حدث عن عمر بن عبد الله الحريي وأبي الحسن علي بن محمد بن أبي عمر البزاز بالمجلس الأول من أهالي طراد سمع منه الإمام الحافظ ابن نقطة وذكر ذلك من شجاع إلى هنا.

التسرير: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وياء ساكنة وراء. قال أبو زياد الكلابي. التسرير ذو بحار وأسفله حيث انتهت سيوله سمي الشر. قال وقال أعرابي طاح في بعض القرى لمرض أصابه فسأله من يأتيه أي شيء تشتهي. فقال:

إذا يقولون ما يشفيك قلت لهم ** دخان رمث من التسرير يشفيني

مما يضم إلى عمران حاطبه ** من الجنينة جزلا غير موزون الرمث وقود وحطب حار ودخانه ينفع من الزكام، وقال أبو زياد في موضع آخر ذو بحار واد يصب أعلاه في بلاد بني كلاب ثم يسلك نحو مهب الصبا ويسلك بين الشريف شريف بني نمير وبين جبلة في بلاد بنى تميم حتى ينتهي إلى مكان يقال له التسرير من بلاد عكل. قال وفي التسرير أثناء وهي المعاطف فيه منها ثني لغني بن أعصر وثني نمير بن عامر وفيه ماء يقال له الغزيمة وجبل يقال له الغزيف وثن لبني ضبة لهم فيه مياه ودار واسعة ثم سائر التسرير إلى أن ينتهي في بلاد تميم. قال الراعي:

حي الديار ديار أم بشير ** بنويعتين فشاطى التسرير

لعبت بها صفة، النعامة بعدما ** زوارها من شمأل ودبور باب التاء والشين وما يليهما

تشكيدزه: بالضم ثم السكون وكسر الكاف وياء ساكنة ودال مهملة مفتوحة وزاي. من قرى سمرقند. منها أحمد بن محمد التشكيدزي حدثنا عنه الإمام السعيد أبو المظفر بن أبي سعد.

تشمس: بضمتين وتشديد الميم والسين المهملة. مدينة قديمة بالمغرب عليها سور من البناء القديم تركب وادي شفدد وبينها وبين البحر المغربي نحو ميل ويمد وادي شفدد شعبتين تقع إليه إحداهما من بلد دنهاجة من جبلي البصرة والثانية من بلد كتامة وكلاهما ماء كثير وفيه يحمل أهل البصرة تجاراتهم في المراكب ثم يخرجون إلى البحر المحيط ويردون إلى البحر الغربي فيسيرون حيث شاؤوا منه وبين مدينة تشمس هذه وبين البصرة دون مرحلة على الظهر وهي دون طنجة بأيام كثيرة.

باب التاء والصاد وما يليهما

تصلب: بالضم ثم السكون وفتح اللام والبأء موحدة. ماء بنجد لبني إنسان من جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن قال:

تذكرت مشربها من تصلبا ** ومن بريم قصبا مثقبا وقال أبو زياد الكلابي تصلب من مياه بني فزارة يسمى الحرث، وأنشد:

يا ابن أبي المضرب يا ذا المشعب ** تعلمن سقيها بتصلب تصيل: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة ولام. قال السكري تصيل بئر في ديار هذيل وقيل شعبة من شعب الوادي. قال المذال بن المعترض:

ونحن منعنا عن تصيل وأهلها ** مشاربها من بحد ظمإ طويل باب التاء والضاد وما يليهما

ضاع: بالضم. قال نصر. هو واد بالحجاز لثقيف وهوازن وقيل بالباء.

تضارع: بضم الراء على تفاعل عن ابن حبيب ولا نظير له في الأبنية ويروى بكسر الراء. جبل بتهامة لبني كنانة. وينشد قول أبي ذؤيب على الروايتين:

كأن ثقال المزن بين تضارع ** وشابة برك من جذام لبيج

وقال الواقدي تضارع جبل بالعقيق وفي الحديث إذا سأل تضارع فهو عام ربيع وقال الزبير الجماوات ثلاث فمنها جماء تضارع التي تسيل على قصر عاصم وبئر عروة وما وإلى ذلك، وفيها يقول أحيحة بن الجلاح:

إني والمعشر الحرام وما ** حجت قريش له وما شعروا

لا اخذ الخطة الدنية ما ** دام يرى من تضارع حجر تضرع: بفتح أوله وسكون ثانيه وضم الراء، ورواه بعضهم تضرع بكسر أوله وفتح رائه وهو جبل لكنانة قرب مكة. قال كثير:

تفرق أهواء الحجيج إلى منى ** وصدعهم شعب النوى مشي أربع

فريقان منهم سالك بطن نخلة ** ومنهم طريق سالك حزم تضرع تضروع: بزيادة واو ساكنة. موضع عقر به عامر بن الطفيل فرسه. قال:

ونعم أخو الصعلوك أمس تركته ** بتضروع يمري باليدين ويعسف تضلال: بالفتح. موضع في قول وعلة الجرمي:

يا ليت أهل حمى كانوا مكانهم ** يوم الصبابة إذ يقدعن باللجم

إن يحلف اليوم أشياعي فهمتهم ** ليقدعن فلم أعجر ولم ألم

إن يقتلوها فقد جرت سنابكها ** بالجزع أسفل من تضلال ذي سلم باب التاء والطاء وما يليهما

تطيلة: بالضم ثم الكسر وياء ساكنة ولام. مدينة بالأندلس في شرقي قرطبة تتصل بأعمال أشقة هي اليوم بيد الروم شريفة البقعة غزيرة المياه كثيرة الأشجار والأنهار اختطت في أيام الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية، وقال أبو عبيد البكري كان على رأس الأربعمائة بتطيلة امرأة لها لحية كاملة كلحية الرجال وكانت تتصرف في الأسفار كما يتصرف الرجال حتى أمر قاضي الناحية القوابل بامتحانها فتمنعت عن ذلك فأكرهنها فوجدنها امرأة فأمر بأن تحلق لحيتها ولا تسافر إلا مع ذي محرم، وبين تطيلة وسرقسطة سبعة عشر فرسخا، وينسب إليها جماعة منهم أبو مروان إسماعيل بن عبد الله التطيلي اليحصبي وغيره.

تطيه: بفتحتين وسكون الياء وهاء. بليدة بمصرفي كورة السمنودية. ينسب إليها جماعة بمصر التطائي.

باب التاء والعين وما يليهما

تعار: بالكسر ويروى بالغين المعجمة والأول أصح. جبل في بلاد قيس. قال لبيد:

إن يكن في الحياة خير فقد أن ** ظرت لو كان ينفع الانظار

عشت دهرا ولا يعيش مع ال ** أيام إلا يرمرم وتعار

والنجوم التي تتابع باللي ** ل وفيها عن اليمين ازورار قال عزام بن الأصبع في قبلي أبلى جبل يقال له برثم وجبل يقال له تعار وهما جبلان عاليان لا ينبتان شيئا فيهما النمران كثيرة وليس قرب تعار ماء وهو من أعمال المدينة. قال القتال الكلابي:

تكاد باثقاب اليلنجوج جمرها ** تضيء إذا ما سترها لم يحلل

ومن دون حوث استوقدت هضب شابة ** وهضب تعار كل عنقاء عيطل حوث- لغة في حيث.

التانيق: بالفتح وبعد الألف نون مكسورة وياء ساكنة وقاف. موضع في شق العالية. قال زهير:

صحا القلب عن سلمى وقد كاد لايسلو ** وأقفر من سلمى التعانيق فالثقل تعاهن: بالضم هو الموضع المذكور في تعهن. ذكره في شعر ابن قيس الرقيات حيث قال:

أقفرت بعد عبد شمس كداء ** فكدي فالركن فالبطحاء

موحشات إلى تعاهن فالسق ** يا قفار من عبد شمس خلاء تعز: بالفتح ثم الكسر والزاي مشددة. قلعة عظيمة من قلاع اليمن المشهورات.

تعشار: بالكسر ثم السكون والشين معجمة، وهو أحد الأسماء التي جاءت على تفعال وقد ذكرت في تبراك وتعشار موضع بالدهناء وقال هو ماء لبني ضبة. قال ابن الطثرية.

ألا لا أرى وصل المسفة راجعا ** ولا لليالينا بتعشار مطلبا

ويوم فراض الوشم أذريت عبرة ** كما صبغ السلك الفريد المثقبا وتروى قوافي هذين البيتين على لغتين الأولى مطمعا والثانية موضعا وهي قصيدة.

تعشر: بالفتح. موضع باليمامة. قال عمرو بن حنظلة بن عمرو بن يزيد بن الصعق:

ألا يا قل خير المرء أنى ** يرجى الخير والرجم المحار

ليخلد بعد لقمان بن عاد ** وبعد ثمود إذ هلكوا وباروا

وبعد الناقضين قصور جو ** وتعشر ثم دارهم قفار وتعشر أيضا من قرى عشر باليمن من جهة قبلتها، وقال محمد بن سعيد العشمي:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بتعشر بين الأثل والزكوان تعكر: بضم الكاف وراء. قلعة حصينة عظيمة مكينة باليمن من مخلاف جعفر مطلة على ذي جبلة ليس باليمن قلعة أحصن منها فيما بلغني. قال ابن القنيني شاعر علي بن مهدي المتغلب على اليمن:

أبلغ قرى تعكر ولاجرما ** أن الذي يكرهون قد دهما

وقل لجناتها سأنزلها ** سيلا كأيام مأرب عرما

وأشرب الخمر في ربى عدن ** والسمر والبيض في الحصيب ظما

وتلجم الدين في محافلها ** والخيل حولي تعلك اللجما

لست من القطب أو أسير بها ** شعواء تملا الوهاد والأكما وتعكر أيضا قلعة أخرى باليمن يقال لها تعكر، وفيها يقول أبو بكر أحمد بن محمد العيدي في قصيدة يصف عدن ويخاطبها ويصف ممدوحه:

شرفت رباك به فقد وردت لنا ** زهر الكواكب أنهن رباك

متنويا سامي حصونك طالعا ** فيها طلوع البدر في الأفلاك

بالتعكر المحروس أو بالمنظر أل ** مأنوس نجمي فرقد وسماك

وله الحصون الشم إلا أنه ** يخلو له بك طالعا حصناك وقال الصليحي:

قالت ذرى تعكر فيها بكونك في ** علبائها علما أوفى على علم تعمر: في وزن الذي قبله. موضع باليمامة، وتعمر أيضا قرية بالسواد.

تعنق: بالنون والقاف. قرية قرب خيبر.

تعهن: بكسر أوله وهائه وتسكين العين وآخره ونون. اسم عين ماء سمي به موضع على ثلاثة أميال من السقيا بين مكة والمدينة وقد روي فيه تعهن بفتح أوله وكسر هائه وبضم أوله. قال السهيلي في شرح حديث الهجرة حيث يقول ابن إسحاق ثم سلك بهما يعني الدليل برسول الله وأبي بكر رضي الله عنه ذا سلم من بطن أعدا مدلجة تعهن ثم على العثيانة قال تعهن بكسر التاء والهاء والتاء أصلية على قياس النحو ووزنها فعلل إلا أن يقوم دليل من اشتقاق على زيادة التاء وتصح رواية من روى تعهن بضم التاء فإن صحت فالتاء زائدة كسرت أو ضمت وبتعهن صخرة يقال لها أم عقى فحين مر رسول الله استسقاها فلم تسقه فدعا عليها فمسخت صخرة في تلك الصخرة كله عن السهيلي.

باب التاء والغين وما يليهما

تغلمان: بالفتح ثم السكون وفتح اللام بلفظ التثنية. موضع في شعر كثير. قال:

ورسوم الديار تعرت منها ** بالملا بين تغلمين فريم تغلم: واحد الذي قبله وقالوا هي أرض متصلة بتقيدة ورواه الزمخشري بالعين المهملة. قال المرقش:

لم يشج قلبي من الحوادث إل ** ا صاحبي المقذوف في تغلم تغن: بالتحريك واخره نون. موضع ذكره في رجز الأغلب العجلي.

تغوث: آخره ثاء مثلثة. موضع بأرض الحجاز عن الحازمي.

باب التاء والفاء وما يليهما

تفتازان: بعد الفاء الساكنة تاء أخرى وألف وزاي. قرية كبيرة من نواحي نسا وراء الجبل. خرج منها جماعة. منهم أبو بكر عبد الله بن إبراهيم بن أبي بكر التفتازاني إمام فاضل عالم بالتفسير والمذهب والأصول حسن الوعظ سمع بنيسابور أبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارسي ونصر الله الخشنامي وأبا سعد علي بن عبد الله بن أبي الحسن بن أبي صادق الحيري وتفقه بطوس على أبي حامد الغزالي والتفسير على سلمان بن ناصر.

التفرق: بالفتح وضم الراء. يوم التفرق من أيام العرب.

تفرنو: بفتحتين وسكون الراء وضم النون. بلد بالمغرب بين برقة والمحمدية.

تفسرا: بالفتح ثم السكون وفتح السين المهملة وتشديد الراء والقصر. موضع في قول شريح بن خليفة حيث قال:

تدق الحصى والمرو دقا كأنه ** بروضة تفسرا سمامة موكب

تفليس: بفتح أوله ويكسر. بلد بأرمينية الأولى وبعض يقول بأران وهي قصبة ناحية جرزان قرب باب الأبواب وهي مدينة قديمة أزلية طولها اثنتان وستون درجة وعرضها اثنتان وأربعون درجة. قال مشعر بن مهلهل الشاعر في رسالته وسرت من شروان في بلاد الأرمن حتى انتهيت إلى تفليس وهي مدينة لا إسلام وراءها يجري في وسطها نهر يقال له الكر يصب في البحر وفيها غروب تطحن وعليها سور عظيم وبها حمامات شديدة الحر لا توقد ولا يستقي لها ماء وعلتها عند أولي الفهم تغني عن تكلف الإبانة عنها يعني أنها عين تنبع من الأرض حارة وقد عمل عليها حمام فقد استغنت عن استسقاء الماء. قلت هذا الحمام حدثني به جماعة من أهل تفليس وهو للمسلمين لا يدخله غيرهم، وافتتحها المسلمون في أيام عثمان بن عفان رضي الله عنه كان قد صار حبيب بن مسلمة إلى أرمينية فافتتح أكثر مدنها فلما توسطها جاءه رسول بطريق جرزان وكان حبيب على عزم المسير إليها فجاءه بالطريق يسأله الصلح وأمانا يكتبه حبيب لهم. قال فكتب لهم أما بعد فإن رسو لكم قدم علي وعلى الذين معي من المؤمنين فذكر عنكم أنكم قلتم إننا أمة أكرمنا الله وفضلنا وكذلك فعل الله بنا والحمد لله كثيرا وصلى الله على سيدنا محمد نبيه خير البرية من خلقه وذكرتم أنكم أحببتم سلمنا وقد قومت هديتكم وحسبتها من جزيتكم وكتبت لكم أمانا واشترطت فيه شرطا فإن قبلتموه ووفيتم به وإلا فأنذنوا بحرب من الله ورسوله والسلام على من اتبع الهدى، وكتب لهم مع ذلك كتابا بالصلح والأمان وهو بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من حبيب بن مسلمة لأهل تفليس من رستاق منجليس من جرزان الهرمز بالأمان على أنفسهم وبيعهم وصوامعهم وصلواتهم ودينهم على الصغار والجزية على كل بيت دينار وليس لكم أن تجمعوا بين البيوتات تخفيفا للجزية ولا لنا أن نفرق بينها استكثارا لها ولنا نصيحتكم على أعداء الله ورسوله ما استطعتم وقرى المسلم المحتاج ليلة بالمعروف من حلال طعام أهل الكتاب لنا وإن يقطع برجل من المسلمين عندكم فعليكم أداؤه إلى أدنى فئة من المسلمين إلا أن يحال دونهم فإن أنبتم وأقمتم الصلاة فإخواننا في الدين وإلا فالجزية عليكم وإن عرض للمسلمين شغل عنكم فقهركم عدوكم فغير مأخوذين بذلك ولا هو فاقض عهدكم هذا لكم وهذا عليكم شهد الله وملائكته وكفى بالله شهيدا، ولم تزل بعد ذلك بأيدي المسلمين وأسلم أهلها إلى أن خرج في سنة 515 من الجبال المجاورة لتفليس يقال لها جبال أبخاز جيل من النصارى يقال لهم الكرج في جمع وافر وأغاروا على ما يجاورهم من بلاد الإسلام وكان الولاة بها من قبل الملوك السلجوقية قد استضعفوا لما تواتر عليهم من اختلاف ملوكهم وطلب كل واحد الملك لنفسه وكان في هذه السنة الاختلاف واقعا بين محمود ومسعود ابني محمد بن ملكشاه وجعلها الأمراء سوقا بالانتماء تارة إلى هذا وأخرى إلى هذا واشتغلوا عن مصالح الثغور فواقع الكرج ولاة أرمينية وقائع كان آخرها أن استظهر الكرج وهزموا المسلمين ونزلوا على تفليس فحاصروها حتى ملكوها عنوة وقتلوا من المسلمين بها خلقا كثيرا ثم ملكوها واستقروا بها وأجملوا السيرة مع أهلها وجعلوهم رعية لهم ولم تزل الكرج كذلك أولي قوة وغارات على المسلمين تارة إلى أوان ومرة إلى أذربيجان ومرة إلى خلاط وولاة الأمر مشتغلون عنهم لرب الخمور وارتكاب المحظور حتى قصدهم جلال الدين منكبرني بن خوارزم شاه في شهور سنة 623 وملك تفليس وقتل الكرج كل مقتلة وجرت له معهم وقائع انتصر عليهم في جميعها ثم رتب فيها واليا وعسكرا وانصرف عنها ثم أساء الوالي السيرة في أهلها فاستدعوا من بقي من الكرج وسلموا إليهم البلد وخرج عنه الخوارزمية هاربين إلى صاحبهم وخاف الكرج أن يعاودهم خوارزم شاه فلا يكون لهم به طاقة فأحرقوا البلد وذلك في سنة 624 وانصرفوا فهذا اخر ما عرفت من خبره، وينسب إلى تفليس جماعة من أهل العلم. منهم أبو أحمد حامد بن يوسف بن أحمد بن الحسين التفليسي سمع ببغداد وغيرها وسمع بالبيت المقدس أبا عبد الله محمد بن علي بن أحمد البيهقي وبمكة أبا الحسن علي بن إبراهيم العاقولي روى عنه علي بن محمد الساوي. قال الحافظ أبو القاسم حدثنا عنه أبو القاسم بن السوسي وخرج من دمشق سنة.483.

تفهنا: بالفتح ثم الكسر وسكون الهاء ونون. بليدة بمصر من ناحية جزيرة قوسنيا.

باب التاء والقاف وما يليهما

تقتد: بالفتح ثم السكون وتاء أخرى مفتوحة، وضبطه الزمخشري بضم الثانية، وهي ركية بعينها في شق الحجاز عن مياه بني سعد بن بكر بن هوازن. قال أبو وجزة الفقعسي:

ظلت بذاك القهر من سوائها ** وبين اقنين إلى رنقائها

فيما أقر العين من أكلائها ** عن عشب الأرض ومن ثمراتها

حتى إذا ماتم من إظمائها ** وعتك البول على أنسائها

تذكرت تقتد برد مائها ** فبدت الحاجز من رعائها

وصبحت أشعث من أبلائها وقال أبو الندى تقتد. قرية بالجاز بينها وبين قلهى جبل يقال له أديمة وبأعلى الوادي رياض تسمى الفلاج بالجيم جامعة للناس أيام الربيع ولها مسك كثير لماء السماء ويكتفون به صيفهم وربيعهم إذا مطروا وهي من ديار بني سليم عن نصر.

تقوع: بفتح أوله وضم ثانيه وسكون الواو والعين مهملة. من قرى بيت المقدس يضرب بجودة عسلها المثل.

تقيد: بالضم ثم الفتح وياء مكسورة مشددة ودال مهملة وقد يزاد في آخره هاء فيقولون تقيدة. ماء لبني ذهل بن ثعلبة، وقيل ماء بأعلى الحزن جامع لتيم الله وبني عجل و قيس بن ثعلبة ولها ذكر في الشعر.

تقيوس: بالفتح ثم السكون وياء مضمومة وواو ساكنة وسين مهملة. مدينة بإفريقية قريبة من توزر.

التقي: بالضم ثم الفتح وتشديد الياء بلفظ التصغير. موضع في قول الحسين بن مطير:

أقول لنفسي حين أشرفت واجفا ** ونفسي تد كاد الهوى يستطيرها

ألا حبذا ذات السلام وحبذا ** أجارع وعساء التقي فدورها باب التاء والكاف وما يليهما

تكاف: بالضم من قرى نيسابور، وقال أبو الحسن البيهقي تكاب بالباء وأصلها تك آب معناه منحدر الماء. كورة من كور نيسابور وقصبتها نوزاباذ تشتمل على اثنتين وثمانين قرية، وتكاب أيضا قرية بجوزجان.

تكت: بالضم وتشديد الكاف وآخره تاء مثناة من قرى إيلاق عن العمراني ويقال لها نكت أيضا بالنون.

تكتم: بالضم ثم السكون وفتح التاء. من أسماء زمزم سميت بذلك لأنها كانت مكتومة قد اندفنت منذ أيام جرهم حتى أظهرها عبد المطلب.

تكرور: براءين مهملتين. بلاد تنسب إلى قبيل من السودان في أقصى جنوب المغرب وأهلها أشبه الناس بالزنوج.

تكريت: بفتح التاء والعامة يكسرونها. بلدة مشهورة بين بغداد والموصل وهي إلى بغداد أقرب بينها وبين بغداد ثلاثون فرسخا ولها قلعة حصينة في طرفها الأعلى راكبة على دجلة وهي غربي دجلة، وفي كتاب الملحمة المنسوب إلى بطليموس مدينة تكريت طولها ثمان وتسعون درجة وأربعون دقيقة وعرضها سبع وثلاثون درجة وثلاث دقائق، وقال غيره طولها تسع وستون درجة وثلث وعرضها خمس وثلاثون درجة ونصف وتعديل نهارها ثمان عشرة درجة وأطول نهارها أربع عشرة ساعة وثلث، وكان أول من بنى هذه القلعة سابور بن أردشير بن بابك لما نزل الهد وهو بلد قديم مقابل تكريت في البرية يذكر إن شاء الله تعالى إن انتهينا إلى موضعه، وقيل سميت بتكريت بنت وائل، وحدثني العباس بن يحيى التكريتي وهو معروف بالعلم والفضل في الموصل قال مستفيض عند المحصلين بتكريت أن بعض ملوك الفرس أول ما بنى قلعة تكريت على حجر عظيم من جص وحصى كان بارزا في وسط دجلة ولم يكن هناك بناة غيره بالقلعة وجعل بها مسالح وعيونا وربايا تكون بينهم وبين الروم لئلا يدهمهم من جهتهم أمر فجأة وكان بها مقدم على من بها قائد من قواد الفرس ومرزبان من مرازبتهم فخرج ذلك المرزبان يوما يتصيد في تلك الصحارى فرأى حيا من أحياء العرب نازلا في تلك البادية فدنا منهم فوجد الحي خلوفا وليس فيه غير النساء فجعل يتأمل النساء وهن يتصرفن في أشغالهن فأعجب بامرأة منهن وعشقها عشقا مبرحا فدنا من النساء وأخبرهن بأمره وعرفهن أنه مرزبان هذه القلعة وقال إنني قد هويت فتاتكم هذه وأحب أن تزوجونيها فقلن هذه بنت سيد هذا الحي ونحن قوم نصارى وأنت رجل مجوسي ولا يسوغ في ديننا أن نزوج بغير أهل ملتنا فقال أنا أدخل في دينكم فقلن له إنه خير إن فعلت ذلك ولم يبق إلا أن يحضر رجالنا وتخطب إليهم كريمتهم فإنهم لا يمنعونك فأقام إلى أن رجع رجالهن وخطب إليهم فزوجوه فنقلها إلى القلعة وانتقل معها عشيرتها إكراما لها فنزلوا حول القلعة فلما طال مقامهم بنوا هناك أبنية ومساكن وكان اسم المرأة تكريت فسمي الربض باسمها ثم قيل قلعة تكريت نسبوها إلى الربض، وقال عبيد الله بن الحر وكان قد وقع بينه وبين أصحاب مصعب وقعة بتكريت قتل بها أكثر أصحابه ونجا بنفسه. فقال:

فإن تك خيلي يوم تكريت أحجمت ** وقتل فرساني فما كنت وانيا

وما كنت وقافا ولكن مبارزا ** أقاتلهم وحدي فرادى وثانيا

دعاني الفتى الأزدي عمرو بن جندب ** فقلت له لبيك لما دعانيا

فعز على ابن الحر إن راح راجعا ** وخلفت في القتلى بتكريت ثاويا

ألا ليت شعري هل أرى بعد ما أرى ** جماعة قومي نصرة والمواليا

وهل أزجرن بالكوفة الخيل شزبا ** ضوامر تردى بالكمأة عواديا

فألقى عليها مصعبا وجنوده ** فأقتل أعدائي وأدرك ثأريا وقال عبيد الله بن قيس الرقيات:

أتقعد في تكريت لا في عشيرة ** شهود ولا السلطان منك قريب

وقد جعلت أبناؤنا ترتمي بنا ** بقتل بوار والحروب حروب

وأنت امرؤ للحزم عندك منزل ** وللدين والإسلام منك نصيب

فدع منزلا أصبحت فيه فإنه ** به جيف أودت بهن خطوب وافتتحها المسلمون في أيام عمر بن الخطاب في سنة 16 أرسل إليها سعد بن أبي وقاص جيشا عليه عبد الله بن المعتم فحاربهم حتى فتحها عنوة، وقال في ذلك:

ونحن قتلنا يوم تكريت جمعها ** فلله جمع يوم ذاك تتابعوا

ونحن أخذنا الحصن والحصن شامخ ** وليس لنا فيما هتكنا مشايع

وقال البلاذري وجه عتبة بن فرقد من الموصل بعد ما افتتحها في سنة عشرين مسعود بن حريث بن الأبجر أحد بني تيم بن شيبان إلى تكريت ففتح قلعتها صلحا وكانت لامرأة من الفرس شريفة فيهم يقال لها داري ثم نزل مسعود القلعة فولده بها وابتنى بتكريت مسجدا جامعا وجعله مرتفعا من الأرض لأنه أمنهم على خنازيرهم فكره أن تدخل المسجد، وينسب إليها من أهل العلم والرواية جماعة منهم أبو تمام كامل بن سالم بن الحسين بن محمد التكريتي الصوفي شيخ رباط الزوزني ببغداد سمع الحديث من أبي القاسم الحسين توفي في شوال سنة 548 وغيره.

باب التاء واللام وما يليهما

تل أسقف: بلفظ واحد أساقف النصارى. قرية كبيرة من أعمال الموصل شرقي دجلتها.

تل أعرن: بفتح الألف وسكون العين المهملة وفتح الراء ونون. قرية كبيرة جامعة من نواحي حلب. ينسب إليها صنف من العنب الأحمر مدور وهي ذات كروم وبساتين و مز ا رع.

تل أعفر: بالفاء هكذا تقول عامة الناس، وأما خواصهم فيقولون تل يعفر، وقيل إنما أصله التل الأعفر للونه فغير بكثرة الإستعمال وطلب الخفة وهو اسم قلعة وربض بين سنجار والموصل في وسط واد فيه نهر جار وهي على جبل منفرد حصينة محكمة وفي ماء نهرها عذوبة وهو وبيء رديء وبها نخل كثير يجلب رطبه إلى الموصل، وينسب إليها شاعر عصري مجيد مدح الملك الأشرف موسى بن أبي بكر وتل أعفر أيضا بليدة قرب حصن مسلمة بن عبد الملك بين حصن مسلمة والرقة من نواحي الجزيرة وكان فيها بساتين وكروم هكذا وجدته في رسالة السرخسي.

التلاعة: بالفتح والتخفيف اسم ماء لبني كنانة بالحجاز ذكرها في كتاب هذيل. قال بديل بن عبد مناة الخزاعي:

ونحن صبحنا بالتلاعة داركم ** بأسيافنا يسبقن لوم العواذل وقال تأبط شرا:

أنهنه رحلي عنهم وأخالهم ** من الذل بغرا بالتلاعة أعفرا تل باشر: الشين معجمة. قلعة حصينة وكورة واسعة في شمالي حلب بينها وبين حلب يومان وأهلها نصارى أرمن ولها ربض وأسواق وهي عامرة آهلة.

تل بحرى: هو تل محرى يذكر بعد هذا إن شاء الله تعالى.

تل بشمة: بلد ذكر من نواحي ديار ربيعة ثم من ناحية شبختان.

تل بطريق: بلد كان بأرض الروم في الثغور خربه سيف الدولة بن حمدان، فقال المتنبي:

هندية أن تصغر معشرا صغروا ** بحدها أو تعظم معشرا عظموا

قاسمتها تل بطريق فكان لها ** أبطالها ولك الأطفال والحرم التلبع: بضم الباء الموحدة من قرى ذمار باليمن.

تل بلخ: قرية من قرى بلخ يقال لها التل. ينسب إليها إلياس بن محمد التلي و غيره وربما قيل له البلخي.

تل بني سيار: بليد بين رأس عين والرقة قرب تل مؤزن.

تل بليخ: بفتح الباء وكسر اللام وياء ساكنة وخاء معجمة وقيل هو تل بحرى وهو قرية على البليخ نهر بالرقة. ينسب إليه أيوب بن سليمان التلي الأعمدي سأل عطاء بن أبي رباح روى عنه عبد الملك بن وافد وقد ذكر في تل محرى بأتتم من ذلك.

تل بني صباح: بفتح الصاد وتشديد الباء. قرية كبيرة جامعة فيها سوق وجامع كبير من قرى نهر الملك بينها وبين بغداد عشرة أميال رأيتها.

تل بونا: بفتحتين وتشديد النون. من قرى الكوفة. قال مالك بن أسماء الفزاري:

حبذا ليلتي بتل بونا ** حيث نسقى شرابنا ونغنى

ومررنا بنسوة عطرات ** وسماع وقرقف فنزلنا

حيث ما دارت الزجاجة درنا ** يحسب الجاهلون أنا جننا حدثنا ابن كناسة أن عمر لما لقي مالكا استنشده شيئا من شعره فأنشده فقال له عمر ما أحسن شعرك لولا أسماء القرى التي تذكرها فيه قال مثل ماذا قال مثل قولك:

أشهدتني أم كنت غائبة ** عن ليلتي بحديثه القسب ومثل قولك:

حبذا ليلتي بتل بونا ** حين نسقى شرابنا ونغنى فقال مالك هي قرى البلد الذي أنا فيه وهي مثل ما تذكره أنت في شعرك من أرض بلادك قال مثل ماذا فقال مثل قولك هذا:

ماعلى الربع بالبليين لوب ** ين رجع السلام أو لو أجابا فأمسك ابن أبي ربيعة.

تلبين: بالضم ثم السكون وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة ونون. موضع في غوطة دمشق. قال أحمد بن منير:

فالقصر فالمرج فالميدان فالشرف ال ** أ على فسطرا فجرمانا فتلبين تل التمر: موضع على دجلة بين تكريت والموصل له ذكر.

تل توبة: بفتح التاء فوقها نقطتان وسكون الواو وباء موحدة. موضع مقابل مدينة الموصل في شرقي دجلة متصل بنينوى وهو تل فيه مشهد يزار ويتفرج فيه أهل الموصل كل ليلة جمعة قيل إنه سمي تل توبة لأنه لما نزل بأهل نينوى العذاب وهم قوم يونس النبي عليه السلام اجتمعوا بذلك التل وأظهروا التوبة وسألوا الله العفو فتاب عليهم وكشف عنهم العذاب وكان عليه هيكل للأصنام فهدموه وكسروا صنمهم وبالقرب منه مشهد يزار قيل كان به عجل يعبدونه فلما رأوا إشارات العذاب الذي أنذرهم به يونس عليه السلام أحرقوا العجل وأخلصوا التوبة، وهناك الآن مشهد مبني محكم بناؤه بناه أحد المماليك من سلاطين آل سلجوق وكان من أمرا الموصل قبل البرسق وتنذر له النذور الكثيرة وفي زواياه الأربع أربع شمعات تحزر كلى واحدة بخمسمائة رطل مكتوب عليها اسم الذي عملها وأهداها إلى الموضع.

تل جبير: تصغير جبر بالجيم. بلد بينه وبين طرسوس أقل من عشرة أميال. منسوب إلى رجل من فرس أنطاكية كانت له عنده وقعة.

تل جحوش: بفتح الجيم وسكون الحاء المهملة وفتح الواو والشين معجمة. بلد في الجزيرة في قول عدي بن زيد حيث قال:

ماذا ترجون أن أودي ربيعكم ** بعد الإله ومن أذكى لكم نارا

كلآ يمينا بذات الورع لو حدثت ** فيكم وقابل قبر الماجد الزارا

بتل جحوش ما يدعو مؤذنهم ** لأمر دهر ولا يحتث أنفارا تل جزر: بفتحتين وتقديم الزاي. حصن من أعمال فلسطين.

تل حامد: بالحاء المهملة. حصن في ثغور المصيصة.

تل حران: قرية بالجزيرة. ينسب إليها منصور بن إسماعيل التلي الحراني سمع مالك بن أنس و غيره وابنه أحمد بن منصور التلي حدث أيضا عن مالك بن أنس وغيره روى عنه أبو شعيب الحراني.

تل حوم: حصن في ثغر المصيصة أيضا.

تل خالد: قلعة من نواحي حلب.

تل خوسا: بفتح الخاء وسكون الواو والسين مهملة. قرية قرب الزاب بين إربل والموصل كانت بها وقعة.

ت دحي: بالدال المهملة المضمومة وفتح الحاء المهملة أيضا وياء ساكنة وميم. من قرى نهر الملك من نواحي بغداد.

تل زادذن: بالزاي والذال المعجمة. موضع قرب الرقة من أرض الجزيرة عن نصر.

تل زنجدى: بفتح الزاي والباء موحدة ودال مهملة مقصورة. قرية من قرى الجزيرة.

تل الزبيبية: منسوب إلى امرأة منسوبة إلى الزبيب يبس العنب. محلة في طرف بغداد الشرقي من نهر معلى وهي محلة دنيئة يسكنها الأراذل. نسب إليها بعض المتأخرين.

تل السلطان: موضع بينه وبين حلب مرحلة نحو دمشق وفيه خان ومنزل للقوافل وهو المعروف بالفنيدق كانت به وقعة بين صلاح الدين يوسف بن أيوب وسيف الدين غازي بن مودود بن زنكي صاحب الموصل سنة 571 في عاش شوال.

تل الصافية: ضد الكدرة. حصن من أعمال فلسطين قرب بيت جبرين من نواحي الرملة.

تل عبدة: قرية من قرى حران بينها وبين الفرات تنزلها القوافل وبها خان مليح عمره المجد بن المهلب البهنسي وزير الملك الأشرف موسى بن العادل.

تل عبلة: قرية أخرى من قرى حران بينها وبين رأس عين.

تل عقرقوف: بفتح العين وسكون القاف وفتح الراء وضم القاف الثانية وسكون الواو وفاء. قرية من نواحي نهر عيسى ببغداد إلى جانبها تل عظيم يظهر للرائين من مسيرة يوم ذكروا أنها سميت بعقرقوف بن طهمورت الملك والظاهر أنه اسم مركب مثل حضرموت، وإليها عنى أبو نواس حيث قال:

رحلن بنا من عقرقوف وقد بدا ** من الصبح مفتوق الأديم شهير وذكر ابن الفقيه قال بنى الأكاسرة بين المدائن التي على عقبة همذان وقصر شيرين مقبرة آل ساسان وعقرقوف كانت مقبرة الكيانيين وهو أمة من النبط كانوا ملوكا بالعراق قبل الفرس.

تل عكبرا: بضم العين وقد ذكر في موضعه. موضع عند عكبرا يقال له التل. ينسب إليه أبو حفص عمر بن محمد التلعكبري يعرف بالتلي وكان ضريرا غير ثقة روى عن هلال بن العلاء الزقي و غيره روى عنه أبو سهل محمود بن عمر العكبري.

تلعة: بالفتح ثم السكون. ماء لبني سليط بن يربوع قرب اليمامة. قال جرير:

وقد كان في بقعاء ري لشائكم ** وتلعة والجوفاء يجري غديرها تلعة النعم: موضع بالبادية. قال سعية بن عريض اليهودي:

يا دار سعدى بمفضى تلعة النعم ** حييت ذكرا على الإقواء والقدم

عجنا فما كلمتنا الدار إذ سئلت ** وما بها عن جواب خلنت من صمم تلفياثا: بكسرالفاء وياء وألف وثاء مثلثة. من قرى غوطة دمشق ذكرها في حديث أبي العميطر علي السفياني الخارج بدمشق في أيام محمد الأمين.

تلفيتا: بالتاء المثناة من فوق قبل الألف. من قرى سنير من أعمال دمشق. منها كان قسام الحارثي من بني الحارث بن كعب باليمن المتغلب على دمشق في أيام الطائع وكان في أول عمره ينقل التراب على الدواب ثم اتصل برجل يعرف بأحمد الحطار من أحداث دمشق وكان من حزبه ثم غلب على دمشق مدة فلم يكن للولاة معه أمر واستبد بملكها إلى أن قدم من مصر يلتكين التركي فغلب قساما ودخل دمشق لثلاث عشرة ليلة بقيت من محرم سنة 376 فاستتر أياما ثم استأمن إلى يلتكين فقيده وحمله إلى مصر فعفا عنه وأطلقه وكان مدحه عبد المحسن الصوري قال ذلك الحافظ أبو القاسم.

تل قباسين: بفتح القاف وتشديد الباء الموحدة والسين مكسورة مهملة وياء ساكنة ونون، قرية من قرى العواصم من أعمال حلب له ذكر في التواريخ.

تل قراد: حصن مشهور في بلاد الأرمن من نواحي شبختان.

تلقم: جبل باليمن فيه ريدة والبير المعطلة والقصر المشيد، وقال علقمة ذو جدن:

وذا القوة المشهور من رأس تلقم ** أزلن وكان الليث حامي الحقائق تل كشفهان: بفتح الكاف وسكون الشين المعجمة وفتح الفاء وهاء وألف ونون، موضع بين اللاذقية وحلب نزله الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب معسكرا فيه مدة.

تل كيسان: الكاف مفتوحة وياء ساكنة، موضع في مرج عكا من سواحل الشام.

تل ماسح: بالسين المهملة والحاء المهملة، قرية من نواحي حلب، قال امرؤ القيس:

يذكرها أوطانها تل ماسح ** منازلها من بربعيص وميسرا ينسب إليه القاسم بن عبد الله المكفوف التقي يروي عن ثور بن يزيد.

تل محرى: بفتح الميم وسكون الحاء المهملة والراء والقصر وهو تل بحرى بالباء الموحدة وتل البليخ، وهي بليدة بين حصن مسلمة بن عبد الملك والرقة في وسطها حصن وكان فيها سوق وحوانيت، وذكر أحمد بن محمد الهمذاني عن خالد بن عمير بن بد الحباب السلمي قال: كنا مع مسلمة بن عبد الملك في غزوة القسطنطينية فخرج إلينا في بعض الأيام رجل من الروم يدعو إلى المبارزة فخرجت إليه فلم أر فارسا مثله فتجاولنا عامة يومنا فلم يظفر واحد منا بصاحبه ثم تداعينا إلى المصارعة فصارعت منه أشد البأس فصرعني وجلس على صدري ليذبحني وكان رسن دابته مشدودا في عاتقه فبقيت أعالجه دفعا عن روحي وهو يعالجني ليذبحني فبينما هو كذلك جاضت دابته جيضة جذبته عني ووقع من على صدري فبادرت وجلست على صدره ثم نفست به عن القتل وأخذته أسيرا وجئت به إلى مسلمة فسأله فلم يجب بحرف وكان أجسم الناس وأعظمهم وأراد مسلمة أن يبعث به إلى هشام وهو يومئذ بحران فقلت: وأين الوفادة فقال: أنك لأحق الناس بذلك فبعث به معي فأقبلت أكلمه وهو لا يكلمني حتى انتهيت إلى موضع عن ديار مضر يعرف بالجريش وتل بحرى فقال لي ماذا يقال لهذا المكان? فقلت: هذا الجريش وهذا تل بحرى فأنشأ يقول:

نوى بين الجريش وتل بحرى ** فوارس من نمارة غير ميل

فلا جزعون إن ضراء نابت ** ولا فرحون بالخير القليل

فإذا هو أفصح الناس ثم سكت فكلمناه فلم يجبنا فلما صرنا إلى الرها قال: دعوني أصلي في بيعتها قلنا افعل فصلى فلما صرنا إلى حران قال: أما إنها لأول مدينة بنيت بعد بابل ثم قال: دعوني أستحم في حمامها وأصلي فتركناه فخرج إلينا كأنه برطيل فضة بياضا وعظما فأدخلته إلى هشام وأخبرته جميع قصته فقال له: ممن أنت فقال: أنا رجل من إياد ثم أحد بني حذافة قال له: أراك غريبا لك جمال وفصاحة فأسلم نحقن دمك فقال: إن لي ببلاد الروم أولادا قال: ونفك أولادك ونحسن عطاءك قال: ما كنت لأرجع عن ديني فأقبل به وأدبر وهو يأبى فقال لي: اضر ب عنقه فضربت عنقه، وينسب إلى تل محرى أيوب بن سليمان الأسدي السلمي سأل عطاء بن أبي رباح عن رجل ذكرت له امرأة فقال: يوم أتزوجها هي طالقة البتة فقال: لاطلاق لمن لايملك عقدته ولا عتق لمن لايملك رقبته روى عنه أحمد بن عبد الملك بن وافد الحراني.

تل المخالي: جمع مخلاة الفرس، موضع بخوزستان..

تلمسان: بكسرتين وسكون الميم وسين مهملة وبعضهم يقول تنمسان بالنون عوض اللام بالمغرب، وهما مدينتان متجاورتان مسورتان بينهما رمية حجر إحداهما قديمة والأخرى حديثة والحديثة اختطها المسلمون ملوك المغرب واسمها تافرزت فيها يسكن الجند وأصحاب السلطان وأصناف من الناس واسم القديمة أقادير يسكنها الرعية فهما كالفسطاط والقاهرة من أرض مصر ويكون بتلمسان الخيل الراشدية لها فضل على سائر الخيل وتتخذ النساء بها من الصوف أنواعا من الكنابيش لا توجد في غيرها ومنها إلى وهران مرحلة ويزعم بعضهم أنه البلد الذي أقام به الخضر عليه السلام الجدار المذكور في القرآن سمعته ممن رأى هذه المدينة، وينسب إليها قوم، منهم أبو الحسين خطاب بن أحمد بن خطاب بن خليفة التلمساني ورد بغداد في حدود سنة 520 كان شاعرا جيد الشعر قاله أبو سعد.

التلمص: بفتحتين وتشديد الميم وضمها، حصن مشهور بناحية صعدة من أرض اليمن.

تل منس: بفتح الميم وتشديد النون وفتحها وسين مهملة، حصن قرب معرة النعمان بالشام، قال ابن مهذب المعري في تاريخه: قدم المتوكل إلى الشام في سنة 244 ونزل بتل منس في ذهابه وعودته، وقال الحافظ أبو القاسم تل منس، قرية من قرى حمص، وينسب إليها المسيب بن واضح بن صرحان أبو محمد السلمي التل منسي الحمصي حدث عن أبي إسحاق الفزاري ويوسف بن إسباط وعبد الله بن المبارك وسفيان بن عيينة وإسماعيل بن عباد ومعتمر بن سليمان وأبي البختري وهب بن وهب القاضي وهذه الطبقة روى عنه أبو الفيض ذو النون بن إبراهيم المصري الزاهد وأبو بكر الباغندي والحسن بن سفيان وابن أبي داود وأبو عروبة الحراني وغيرهم سئل عنه أبو علي صالح بن محمد فقال: لا يدرى أي طرفيه أطول ولا يدري أيش يقول: وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سئل الدارقطني عن المسيب بن واضح فقال: ضعيف ومات سنة 246 وقيل: سنة 247 وقيل: سنة 248 عن تسع وثمانين سنة، وقال أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي المهذب المعري في تاريخه سنة 247: فيها قتل المتوكل ومات المسيب بن واضح التلمنسي غرة محرم وعمره تسع وثمانون سنة ودفن في تل منس وكان مسندا وله عقب نحاس.

تل موزن: بفتح الميم وسكون الواو وفتح الزاي وآخره نون وقياسه في العربية كسر الزاي لأن كل ما كان فاؤه معتلا من فعل يفعل فالمفعل مكسور العين كالموعد والموقد والمورد وقد ذكر بأبسط من هذا في مورق، وهو بلد قديم بين رأس عين وسروج وبينه وبين رأس عين نحو عشرة أميال، وهو بلد قديم يزعم أن جالينوس كان به وهو مبني بحجارة عظيمة سود يذكر أهله أن ابن التمشكي الدمستق خربه وفتحه عياض بن غنم في سنة 17 على مثل صلح الرها، قال بعض الشعراء يهجو تل موزن:

بتل موزن أقوام لهم خطر ** لو لم يكن في حواشي جودهم قصر

يعاشرونك حتى ذقت أكلهم ** ثم النجاء فلا عين ولا أثر تل هراق: من حصون حلب الغربية.

تل هفتون: بالفتح وسكون الفاء والتاء فوقها نقطتان وواو ساكنة ونون، بليدة من نواحي إربل تنزلها القوافل في اليوم الثاني من إربل لمن يريد أذربيجان وهي في وسط الجبال وفيها سوق حسنة وخيرات واسعة وإلى جانبها تل عال عليه أكثر بيوت أهلها يظن أنه قلعة وبه نهر جار وأهله كلهم أكراد رأيته غير مرة.

تل هوارة: بفتح الهاء من قرى العراق، قال أبو سعد: وما سمعت بهذه المدينة إلا في كتاب النسوي، قال أبو بكر أحمد بن محمد بن عبدوس النسوي: حدثنا أبوالحسين علي بن جامع الديباجي الخطيب بتل هوارة حدثنا إسماعيل بن محمد الوراق.

تليان: بالكسرتين وياء خفيفة وألف ونون، من قرى مرو، منها حامد بن آدم التلياني المروزي حدث عن عبد الله بن المبارك وغيره تكلموا فيه روى عنه محمد بن عصام المروزي وغيره توفي سنة 239.

التليان: بالضم ثم الفتح وياء مشددة وهو تثنية تلي، الموضع المذكور بعده ثناه الشاعر لإقامة الوزن على عادتهم، فقال:

ألاحبذا برد الخيام وظلها ** وقول على ما الثليين أمرش تل يعفر: هو تل أعفر وقد تقدم ذكره.

تليل: تصغير التل، جبل بين مكة والبحرين عن نصر.

تلي: بالضم ثم الفتح وتشديد الياء كأنه تصغير تلو الشيء وهو الذي يأتي بعده كما قيل: جرو وجري، اسم ما: في بلاد بني كلاب قريب من سجا، قال نصر: وبخط ابن مقلة الذي قرأه على أبي عبد الله اليزيدي يلي بالياء وهو تصحيف، والتلي أيضا موضع بنجد في ديار بني محارب بن خصفة، وقيل: هو ماء لهم.

باب التاء والميم وما يليهما

تمار: مدينة في جبال طبرستان من جهة خراسان.

التماني: بفتحتين وبعد الألف نون مكسورة منقوص، هضبات أو جبال، قال بعضهم:

ولم تبق ألواء التماني بقية ** من الرطب إلا بطن واد وحاجر ألؤاء: جمع لوى الرمل: تمتر: بالضم ثم السكون وفتح التاء الثانية، من قرى بخارى.

تمرتاش: بضمتين وسكون الراء وتاء أخرى وألف وشين معجمة، من قرى خوارزم، قال بعض فضلائها:

حللنا تمرتاش يوم الخميس ** وبتنا هناك بدار الرئيس تمر: بالتحريك، قرية باليمامة لعدي التيم، وأنشد ثعلب قال: أنشدني ابن الأعرابي:

يا قبح الله وقيلا ذا الحذر ** وأمه ليلة بتنا بتمر

باتت تراعي ليلها ضوء القمر قال: تمر موضع معروف.

تمرة: بلفظ واحدة التمر، من نواحي اليمامة لبني عقيل وقيل: بفتح الميم وعقيق تمرة عن يمين الفرط.

تمسا: بالتحريك وتشديد السين المهملة والقصر، مدينة صغيرة من نواحي زويلة بينهما مرحلتان.

تمشكث: بضمتين وسكون الشين المعجمة وفتح الكاف والثاء مثلثة، من قرى بخارى، منها أحمد بن عبد الله المقري أبو بكر التمشكثي روى عن بحير بن الفضل روى عنه حامد بن بلال قاله ابن مندة: تمعق: بفتحتين وتشديد العين المهملة وضمها، جبل بالحجاز ليس هناك أعلى منه.

تمني: بفتحتين وتشديد النون وكسرها. قال ابن السكيت في تفسير قول كثير:

كأن دموع العين لما تخلقلت ** مخارم بيضا من تمني جمالها قال تمني أرض إذا انحدرت من ثنية هرشى تريد المدينة صرت في تمني وبها جبال يقال لها: البيض..تمير: تصغير تمر، قرية باليمامة من قرى تمر.

تميتمندان: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وتاء أخرى وكسر الميم وسكون النون والدال مهملة وألف ونون، مدينة بمكران عندها جبل يعمل فيه النوشادر خبرني بها رجل من أهلها.

تمي: بالضم ثم الفتح وياء مشددة، كورة بحوف مصر يقال لها: كورة تتا وتمي وهما كورة واحدة.

باب التاء والنون وما يليهما

تناتضة: بالضم وبعد الألف تاء أخرى مكسورة والضاد معجمة، كذا هو في كتاب العمراني وقال: موضع.

تناصف: بالفتح وضم الصاد المهملة وفاء، موضع بالبادية في شعر جحدر اللص:

نظرت وأصحابي تغالى ركابهم ** وبالشر واد من تناصف أجمعا

بعين سقاها الشوق كحل صبابة ** مضيضا ترى إنسانها فيه منقعا

إلى بارق حاد اللوى من قراقر ** هنيئا له إن كان جد وأمرعا

إلى الثمد العذب الذي عن شماله ** وأجرعه سقيا لذلك أجرعا

التناضب: بالفتح وكسر الضاد المعجمة والباء موحدة، كذا وجدته بخط ابن أخي الشافعي وغيره يضمها في قول جرير:

بان الخليط فودعوا بسواد ** وغدا الخليط روافع الإصعاد

لا تسأليني ما الذي بي بعدما ** زوذتني بلوى التناضب زادي قال ابن إسحاق: في حديث هجرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: اتعدت لما أردت الهجرة إلى المدينة أنا وعياش بن أبي ربيعة وهشام بن العاصي بن وائل السهمي، التناضب من أضاة بني غفار فوق سرف وقلنا أينا لم يصبح عندها فقد حبس فليمض صاحباه قال: فأصبحت أنا وعياش بن أبي ربيعة عند التناضب وحبس هشام وفتن فافتتن وقدمنا المدينة وذكر الحديث.

تناضب: بالضم وكسر الضاد، كذا ضبطه نصر وذكره في قرينه الذي قبله وقال، هو شعبة من شعب الدوداء والدوداء واد يدفع في عقيق المدينة.

التنانير: جمع التنور الذي يخبز فيه ذات التنانير، عقبة بحذاء زبالة وقيل: ذات التنانير معشى بين زبالة والشقوق وهو، واد شجير فيه مزدرع ترعيه بنو سلامة وبنو غاضرة وفيه بركة للسلطان وكان الطريق عليه فصار المعشى بالرسم حياله، قال مضرس بن ربعي:

فلما تعالت بالمعاليق حلة ** لها سابق لايخفض الصوت سائره

تلاقين من ذات التنانير سربة ** على ظهر عادي كثير سوافره

تبينت أعناق المطي وصحبتي ** يقولون موقوف السعير وعامره قال الراعي من كتاب ثعلب المقروء عليه:

أسجم حنان من المرن ساقه ** طروقا إلى جنبي زبالة سائقه

فلما علا ذات التنانير صوبه ** تكشف عن برق قليل صواعقه التناهي: بالفتح، موضع بين بطان والثعلبية من طريق مكة على تسعة أميال من بطان فيه بركة عامرة وأخرى خراب وعلى ميلين من التناهي بركة أم جعفر وعلى ثلاثة أميال منها بركة للحسين الخادم وهو خادم الرشيد بن المهدي ومسجد الثعلبية منها على ثمانية أميال.

تنبغ: بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة والغين معجمة، موضع غزا فيه كعب بن مزيقياء جد الأنصار بكر بن وائل.

تنب: بالكسر ثم الفتح والتشديد وباء موحدة، قرية كبيرة من قرى حلب، منها أبو محمد عبد الله بن شافع بن مروان بن القاسم المقري التنبي العابد سمع بحلب مشرف بن عبد الله الزاهد وأبا طاهر عبد الرزاق بن إبراهيم بن قاسم الرقي وأبا أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التفليسي روى عنه أبو الحسن علي بن عبد الله بن جرادة الحلبي أفادنيه هكذا القاضي أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة، وينسب إلى هذه القرية غيره من الكتاب والأعيان بحلب ودمشق في أيا منا.

تنبوك: بالفتح ثم السكون وضم الباء الموحدة وسكون الواو وكاف، قال أبو سعد: وظني أنها، قرية بنواحي عكبراء، منها أبو القاسم نصر بن علي التنبوكي الواعظ العكبري سمع أبا علي الحسن بن شهاب العكبري وسمع منه هبة الله بن المبارك السقطي وقال نصر: تنبوك ناحية بين أرجان وشيراز.

تنتلة: التاء الثانية مفتوحة، موضع في بلاد غطفان عن نصر.

تنحيب: بالحاء المهملة المكسورة وياء ساكنة وباء موحدة. يوم تنحيب كان من أيام العرب.

تندة: الدال مهملة مفتوحة، قرية كبيرة في غربي النيل من الصعيد الأدنى.

تنس: بفتحتين والتخفيف والسين مهملة، قال أبو عبيد البكري: بين تنس والبحر ميلان وهي آخر إفريقية مما يلي المغرب بينها وبين وهران ثمانية مراحل وإلى مليانة في جهة الجنوب أربعة أيام وإلى تيهرت خمس مراحل أو ست، قال أبو عبيد:: هي مدينة مسورة حصينة داخلها قلعة صغيرة صعبة المرتقى ينفرد بسكناها العمال لحصانتها وبها مسجد جامع وأسواق كثيرة وهي على نهر يأتيها من جبال على مسيرة يوم من جهة القبلة ويستدير بها من جهة الشرق ويصب في البحر وتسمى تنس الحديثة وعلى البحر حصن ذكر أهل تنس أنه كان القديم المعمور قبل هذه الحديثة وتنس الحديثة أمسسها وبناها البحريون من أهل الأندلس منهم الكركدن وابن عائشة والصقر وصهيب و غيرهم وذلك في سنة 262 وسكنها فريقان من أهل الأندلس من أهل البيرة وأهل تدمير وأصحاب تنس من ولد إبراهيم بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب وكان هؤلاء البحريون من أهل الأندلس يشتون هناك إذا سافروا من الأندلس في مرس على ساحل البحر فيجتمع إليهم بربر ذلك القطر ويرغبونهم في الانتقال إلى قلعة تنس ويسألونهم أن يتخذوها سوقا ويجعلوها سكنى ووعدوهم بالعون وحسن المجاورة فأجابوهم إلى ذلك وانتقلوا إلى القلعة وانتقل إليهم من جاورهم من أهل الأندلس فلما دخل عليهم الربيع اعتلوا واستوبؤوا الموضع فركب البحريون من أهل الأندلس مراكبهم وأظهروا لمن بقي منهم أنهم يمتارون لهم ويردون فحينئذ نزلوا قرية بجاية وتغلبوا عليها ولم يزل الباقون في تنس في تزايد وثروة وعدد ودخل إليهم أهل سوق إبراهيم وكانوا في أربعمائة بيت فوسع لهم أهل تنس في منازلهم وشاركوهم في أموالهم وتعاونوا على البنيان واتخذوا الحصن الذي فيها اليوم ولهم كيل يسمونه الصحفة وهي ثمانية وأربعون قادوسا والقادوس ثلاثة أمداد بمد النبي ورطل اللحم بها سبع وستون أوقية ورطل سائر الأشياء اثنتان وعشرون أوقية ووزن قيراطهم ثلت درهم عدل بوزن قرطبة وقال سعد بن أشكل التيهرتي في علته التي مات منها بتنس:

نأى النوم عني واضمحلت عرى الصبر ** وأصبحت عن دار الأحبة في أسر

وأصبحت عن تيهرت في دار غربة ** وأسلمني مر القضا، من القدر

إلى تنسى دار النحوس فإنها ** يساق إليها كلى منتقص العمر

هو الدهر والسياف والماء حاكم ** وطالعها المنحوس صمصامة الدهر

بلاد بها البرغوث يحمل راجلا ** ويأوي إليها الذئب في زمن الحشر

ويرجف فيها القلب في كل ساعة ** بجيش من السودان يغلب بالوفر

ترى أهلها صرعى دوى أم ملدم ** يروحون في سكر ويغدون في سكر وقال غيره:

أيها السائل عن أرض تنس ** مقعد اللوم المصفى والدنس

بلدة لا ينزل القطر بها ** والندى في أهلها حرف درس

فصحاء النطق في لا أبدا ** وهم في نعم بكم خرس

فمتى يلمم بها جاهلها ** يرتحل عن أهلها قبل الغلس

ماؤها من قبح ما خصت به ** نجس يجري على ترب نجس

فمتى تلعن بلادا مرة ** فاجعل اللعنة دأبا لتنس وقال أبو الربيع سليمان الملياني: مدينة تنس خربها الماء وهدمها في حدود نيف وعشرين وستمائة وقال تراجع إليها بعض أهلها ودخلها في تلك المدة وهم ساكنون بين الخراب وقد نسبوا إلى تنس إبراهيم بن عبد الرحمن التنسي دخل الأندلس وسكن مدينة الزهراء وسمع من أبي وهب بن مسرة الحجازي وأبي علي القالي وكان في جامع الزهراء يفتي ومات في صدر شوال سنة 307.

تنضب: بالفتح ثم السكون وضم الضاد المعجمة والباء موحدة، قرية من أعمال مكة بأعلى نخلة فيها عين جارية ونخل.

تنعم وتنعمة: بضم العين المهملة، قريتان من أعمال صنعاء.

تنعة: بالكسر ثم السكون والعين مهملة وفي كتاب نصر بالغين المعجمة ووجدته بخط أبي منصور الجواليقي فيما نقله من خط ابن الفرات بالثاء المثلثة في أوله والصواب عندنا تنعة كما ترجم به، وروي عن الدارقطني أنه قال: تنعة هو بقيل بن هانىء بن عمرو بن ذهل بن شرحبيل بن حبيب بن عمير بن الأسود بن الضبيب بن عمرو بن عبد بن سلامان بن الحارث بن حضرموت وهم اليوم أو أكثرهم بالكوفة وبهم سميت، قرية بحضرموت عند وادي برهوت الذي تسمع منه أصوات أهل النار وله ذكر في الاثار، وقد نسب بهذه النسبة جماعة منهم إلى القبيلة ومنهم إلى الموضع، منهم أوس بن ضمعج التنعي أبو قتيبة، وعياض بن عياض بن عمرو بن جبلة بن هانىء بن بقيل الأصغر بن أسلم بن ذهل بن نمير بن بقيل وهو تنعة روى عن ابن مسعود حديثه عنه سلمة بن كهيل، وعمرو بن سويد التنعي الكوفي الحضرمي يروي عن زيد بن أرقم وأخوه عامر بن سويد يروي عن عبد الله بن عمر روى عنه جابر الجعفي وغيره.

التنعيم: بالفتح ثم السكون وكسر العين المهملة وياء ساكنة وميم، موضع بمكة في الحل وهو بين مكة وسرف على فرسخين من مكة وقيل: على أربعة وسمي بذلك لأن جبلا عن يمينه يقال له: نعيم وآخر عن شماله يقال له ناعم والوادي نعمان، وبالتنعيم مساجد حول مسجد عائشة وسقايا على طريق المدينة منه يحرم المكيون بالعمرة، وقال محمد بن عبد الله النميري:

فلم تر عيني مثل سرب رأيته ** خرجن من التنعيم معتمرات

مررن بفخ ثم رحن عشية ** يلبين للرحمن مؤتجرات

فأصبح ما بين الأراك فحذوه ** إلى الجذع جذع النخل والعمرات

له أرج بالعنبر الغض فاغم ** تطلع رياه من الكفرات

تضوع مسكا بطن نعمان إن مشت ** به زينب في نسوة عطرات تنغة: بضم أوله والغين معجمة، ماء من مياه طيء وكان منزل حاتم الجواد وبه قبره وآثاره، وفي كتاب أبي الفتح الإسكندري، قال: وبخط أبي الفضل تنغة منهل في بطن وادي حائل لبني عدي بن أخزم وكان حاتم ينزله.

تنكت: بضم الكاف وتاء مثناة، مدينة من مدن الشاش من وراء سيحون خرج منها جماعة من أهل العلم منهم أبو الليث نصر بن الحسن بن القاسم بن الفضل التنكتي ويكنى أبا الفتح أيضا رحل إلى المغرب وأقام بالأندلس يسمع ويسمع وكان من التجار المكثرين المشهورين بفعل الخير والبر اشتهر برواية صحيح مسلم بالعراق ومصر والأندلس عن عبد الغافر الفارسي وكان سمع بيسابور أبا الفتح ناصر بن الحسن بن محمد العمري وبمصر أبا الحسن محمد بن الحسين بن الطفال وإبراهيم بن سعيد الحبال وسمع بالشام نصرا الزاهد المقدسي وأبا بكر الخطيب الحافظ روى عنه أبو القاسم السمرقندي ونصر بن نصر العكبري وأبو بكر الزاغوني وغيرهم وكان مولده سنة 406 ومات في ذي القعدة سنة 486.

تنما: بالقصر، موضع من نواحي الطائف عن نصر.

تنمص: بفتحتين وتشديد الميم وضمها والصاد مهملة، بلد معروف، قال الأعشى يمدح ذا فائش الحميري:

قد علمت فارس وحمير وال ** أ عراب بالدشت أيهم نزلا

هل تعرف العهد من تنمص إذ ** تضرب لي قاعدا بها مثلا. كذا وجدته في تفسر قول الأعشى، والذي يغلب على ظني أن تنمص اسم امرأة و الله أعلم.

التنن: بالضم ثم الفتح وآخره نون أخرى، قرية باليمن من أعمال ذمار.

التنور: بالفتح وتشديد النون واحد التنانير، جبل قرب المصيصة يجري سيحان تحته.

تنوف: ثانيه خفيف وآخره فاء، موضع في جبال طيىء وكانوا قد أغاروا على إبل امرىء القيس بن حجر من ناحيته. فقال:

كأن دثارا حلقت بلبونه ** عقاب تنوف لا عقاب القواعل وقال أبو سعيد: رواه أبو عمرو وابن الأعرابي عقاب تنوف وروى أبو عبيدة تنوفي بكسر الفاء ورواه أبو حاتم تنوفى بفتحها وقال أبو حاتم: هو ثنية في جبال طيء مرتفعة وللنحويين فيه كلام وهو مما استدركه ابن السراج في الأبنية وقد ذكرت ما قالوا فيه مستوفى في كتابي الذي وسمته بنهاية العجب في أبنية كلام العرب.

تنوق: بالقاف، موضع بنعمان قرب مكة.

تنونية: من قرى حمص مات بها عبد الله بن بشر المازني صحابي في سنة ست وتسعين وقبره بها وكان منزله في دار قنافة بحمص.

تنوهة: بالهاء، من قرى مصر على النيل الذي يفضي إلى رشيد مقابل مخنان من الجانب الغربي وبازائها في الشرق من هذا النهر الذي يأخذ إلى شرقي الريف وبلاد الجنوب.

تنهاة: بالفتح ثم السكون، موضع بنجد، قالت صفية بنت خالد المازني مازن بن مالك بن عمرو بن تميم وهي يومئذ بالبشر من أرض الجزيرة تتشوق أهلها بنجد وكانت من أشعر النساء:

نظرت وأعلام من البشر دونها ** بنظرة أقنى الأنف حجن المخالب

سما طرفه وازداد للبرد حده ** وأمسى يروم الأمر فوق المراقب

لأبصر وهنا نار تنهاة أوقدت ** بروض القطا والهضب هضب التناضب

ليالينا إذ نحن بالحزن جيرة ** بأفيح حر البقل سهل المشارب

ولم يحتمل إلا أباحت رماحنا ** حمى كل قوم احرزوه وجانب تنهج: اسم قرية بها حصن من مشارف البلقاء من أرض دمشق سكنها شاعر يقال له: خالد بن عباد ويعرف بابن أبي سفيان ذكره الحافظ أبو القاسم.

تنير: بكسرتين وتشديد النون وياء ساكنة والسين مهملة. جزيرة في بحر مصر قريبة من البر ما بين الفرما ودمياط والفرما في شرقيها. قال المنجمون: طولها أربع وخمسون درجة وعرضها إحدى وثلاثون درجة وثلث في الإقليم الثالث. قال الحسين بن محمد المهلبي أما تنيس فالحال فيها كالحال في دمياط إلا أنها أجل وأوسط وبها تعمل الثياب الملونة والفرش البوقلمون وبحيرتها التي هي عليها مقدار إقلاع يوم في عرض نصف يوم ويكون ماؤها أكثر السنة ملحا لدخول ماء بحر الروم إليه عند هبوب ريح الشمال فإذا انصرف نيل مصر في دخول الشتاء وكثر هبوب الريح الغربية حلت البحيرة وحلا سيف البحر الملح مقدار بريدين حتى يجاوز مدينة الفرما فحينئذ يخزنون الماء في جباب لهم ويعدونه لسنتهم، ومن حذق نواتي البحر في هذه البحيرة إنهم يقلعون بريح واحدة يريدون القلوع بها حتى يذهبوا في جهتين مختلفتين فيلقى المركب المركب مختلف السير في مثل لحظ الطرف بريح واحدة. قال وليس بتنيس هوام مؤذية لأن أرضها سبخة شديدة الملوحة. وقرأت في بعض التواريخ في أخبار تنيس قيل فيه إن مور تنيس ابتدىء ببنائه في شهر ربيع الأول سنة 230 وكان والي مصر يومئذ عيسى بن منصور بن عيسى الخراساني المعروف بالرافعي من قبل ايتاخ التركي في أيام الواثق بن المعتصم وفرغ منه في سنة 239 في ولاية عنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي الهروي في أيام المتوكل كان بينهما عدة من الولاة في هذه المدة بطالع الحوت اثنتا عشرة درجة في أول حد الزهرة وشرفها وهو الحد الأصغر وصاحب الطالع المشتري وهو في بيته وطبيعته وهو السعد الأعظم في أول الإقليم الرابع الأوسط الشريف وأنه لم يملكها من لسانه أعجمي لأن الزهرة دليلة العرب وبها مع المشتري قامت شريعة الإسلام فاقتضى حكم طالعها أن لا تخرج من حكم اللسان العربي. وحكي عن يوسف بن صبيح أنه رأى بها خمسمائة صاحب محبرة يكتبون الحديث وأنه دعاهم سرا إلى بعض جزائرها وعمل لهم طعاما يكفيهم فتسامع به الناس فجاءه من العالم ما لا يحصى كثرة لأن ذلك الطعام كفى الجماعة كلهم وفضل منه حتى فرقه بركة من الله الكريم حلت فيه بفضائل الحديث الشريف. وقيل: إن الأوزاعي رأى بشر بن مالك يلتبط في المعيشة فقال: أراك تطلب الرزق ألا أدلك على أم متعيش. قال وما أم متعيش قال تنيس ما لزمها أقطع اليدين إلا ربته. قال بشر فلزمتها فكسبت فيها أربعة آلاف وقيل: إن المسيح عليه السلام عبر بها في سياحته فرأى أرضا سبخة مالحة قفرة والماء الملح محيط بها فدعا لأهلها بإدرار الرزق عليهم. قال وسميت تنيس بإسم تنير بنت دلوكة الملكة وهي العجوز صاحبة حائط العجوز بمصر فإنها أول من بنى بتنيس وسمتها باسمها وكانت ذات حدائق وبساتين وأجرت النيل إليها ولم يكن هناك بحر فلما ملك دركون بن ملوطس وزمطرة من أولاد العجوز دلوكة فخافا من الروم فشقا من بحر الظلمات خليجا يكون حاجزا بين مصر والروم فامتد وطغى وأخرب كثيرا من البلاد العامرة والأقاليم المشهورة فكان فيما أتى عليها أجنة تنيس وبساتينها وقراها ومزارعها. ولما فتحت مصر في سنة عشرين من الهجرة كانت تنيس حينئذ خصاصا من قصب وكان بها الروم وقاتلوا أصحاب عمرو، وقتل بها جماعة من المسلمين وقبورهم معروفة بقبور الشهداء عند الرمل فوق مسجد غازي وجانب أكوام وكانت الوقعة عند قبة أبي جعفر بن زيد وهي الآن تعرف بقبة الفتح وكانت تنيس تعرف بذات الأخصاص إلى صدر من أيام بني أمية ثم إن أهلها بنوا قصورا ولم تزل كذلك إلى صدر من أيام بني العباس فبنى سورها كما ذكرنا ودخلها أحمد بن طولون في سنة 269 فبنى بها عدة صهاريج وحوانيت في السوق كثيرة وتعرف بصهاريج الأمير، وأما صفتها فهي جزيرة في وسط بحيرة مفردة عن البحر الأعظم يحيط بهذه البحيرة البحر من كل جهة وبينها وبين البحر الأعظم بر اخر مستطيل وهي جزيرة بين البحرين وأول هذا البر قرب الفرما والطينة وهناك فوهة يدخل منها ماء البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس في موضع يقال له القرباج فيه مراكب تعبر من بر الفرما إلى البر المستطيل الذي ذكرنا أنه يحول بين البحر الأعظم وبحيرة تنيس يسار في ذلك البر نحو ثلاثة أيام إلى قرب دمياط وهناك أيضا فوهة أخرى تأخذ من البحر الأعظم إلى بحيرة تنيس وبالقرب من

ذلك فوهة النيل الذي يلقي إلى بحيرة تنيس فإذا تكاملت زيادة النيل غلبت حلاوته على ماء البحر فصارت البحيرة حلوة فحينئذ يدخر أهل تنيس المياه في صهاريجهم ومصانعهم لسنتهم وكان لأهل الفرما قنوات تحت الأرض تسوق إليهم الماء إذا حلت البحيرة وهي ظاهرة إلى الأرض وهذه صورتها. فوهة النيل الذي يلقي إلى بحيرة تنيس فإذا تكاملت زيادة النيل غلبت حلاوته على ماء البحر فصارت البحيرة حلوة فحينئذ يدخر أهل تنيس المياه في صهاريجهم ومصانعهم لسنتهم وكان لأهل الفرما قنوات تحت الأرض تسوق إليهم الماء إذا حلت البحيرة وهي ظاهرة إلى الأرض وهذه صورتها.

هنا يوجد رسم بالصفحة رقم 421 قال صاحب تاريخ تنيس ولتنيس موسم يكون فيه من أنواع الطيور ما لا يكون في موضع آخر وهي مائة ونيف وثلاثون صنفا وهي السلوى. النفح. المملوح. النصطفير.ا لزرزور. الباز الرومي. الصفرى. الد بسي. البلبل، السقاء. القمري. الفا ختة.النواح. الزريق. النوني. الزاغ. الهدهد. الحسيني. الجرادي. الأبلق. الراهب. الخشاف. البزين. السلسلة. درد اري. الشماص. البصبص. الأخضر، الأبهق. الأزرق. الخضير. أبو الحناء. أبو كلب. أبو دينار. وارية الليل. وارية النهار. برقع أم علي. برقع أم حبيب. الدوري. الزنجي. الشا مي. شقراق. صدر النحاس. البلسطين. الستة الخضراء. الستة السود اء. الأطروش. الخرطوم. ديك الكرم. الضريس. الرقشة الحمراء. الرقشة الزرقاء. الكسر جوز. الكسرلوز. السما ني. ابن المرعة. اليونسة. الوروار الصرد ة. الحصية الحمر اء. القبرة. المطوق. السقسق. السلار. المرع. السكسكة. الأرجوجة. الخوخة. فرد قفص. الأورث. السلونية. السهكة. البيضاء. اللبس. العروس. الوطواط. العصفور. الروب. اللفات. الجرين. القليلة. العسر. الأحمر. الأزرق. البشر ير. البون. البرك. البرمسي. الحصاري. الزجاجي. البج. الحمر. الرومي. الملاعقي. البط الصيني. الغرناق. الأقرح. البلوى. السطرف. البشروش. وزالفرط. أبو قلمون. أبو قير. أبو منجل. البجع الكركي. الغطاس. البلجوب. البطميس. البجوبة الرقاد ة. الكروان البحري. الكروان الحرحي. القر ني. الخروطة الحلف. الأرميل. القلقوس. اللدد. العقعق. البوم. الورشان. القطار. الدراج. الحجل. البا زي. الصردي. الصقر. الهام. الغراب. الأبهق. البا شق. الشا هين. العقاب. الحداء. الرخمة، وقيل: إن البجع من طيور جيحون وماسوى هذا الجنس من طيور نهر جيحون وما سوى ذلك من طيور نهري العراق دجلة والفرات وإن البصبص يركب ظهر ما اتفق له من هذه الطيور ويصل إلى تنيس طير كثير لا يعرف اسمه صغار وكبار ويعرف بها من السمك تسعة وسبعون صنفا وهي. البوري. البلمو. البرو. اللبب. البلس. السكس. الأران. الشموس. النسا. الطوبان. البقسما ر. الأحناس. الأنكليس. المعينة. البني. الإبليل. الفريص. الد و نيس. المرتنوس. الأسقملوس. النفط. الخبا ر. البلطي. الحجف. القلارية. الرخف. العير. التون. اللت. القجاج. القروص. الكليس. الأكلس. الفراخ. القرقاج. الزلنج. اللاج. الأكلت. الما ضي. الجلاء. السلاء. البرقش. البلك. المسط. القفا. السور. حوت الحجر. البشين. الربوت. البساس. الرعا د. المخيرة. اللبس. السطور. الراي. الليف. اللبيس. الأبرميس. الأتونس. اللباء. العميان. المناقير. القلميدس. الحلبوة. الرقاص. القريدس. الجبر. وهو كباره. الصبح. المجزع. الدلينس. الأشبال. المساك الأبيض. الزقزوق. أم عبيد.

السلور. أم الأسنان. الأبسارية. اللجاة.

وينسب إليها خلق كثير من أهل العلم. منهم محمد بن علي بن الحسين بن أحمد أبو بكر التنيسي المعروف بالنقاش قال أبو القاسم الدمشقي سمع بدمشق محمد بن حريم ومحمد بن عتاب الزفتي وأحمد بن عمير بن جوصا وحمامة بن محمد وسعيد بن عبد العزيز والسلام بن معاذ التميمي ومحمد بن عبد الله مكحولا البيروتي وأبا عبد الرحمن السناني وأبا القاسم البغوي وزكرياء بن يحيى الساجي وأبا بكر الباغندي وأبا يعلى الموصلي وغيرهم روى عنه الدارقطني وغيره ومات سنة 369 في شعبانه ومولده في رمضان سنة 282، وأبو زكرياء يحيى بن أبي حسان التنيسي الشامي أصله من دمشق سكن تنيس يروي عن الليث بن سعد. وعبد الله بن الحسن بن طلحة بن إبراهيم بن محمد بن يحيى بن كامل أبو محمد البصري المعروف بابن النحاس من أهل تنيس قدم دمشق ومعه ابناه محمد وطلحة وسمع الكثير من أبي بكر الخطيب وكتب تصانيفه وعبد العزيز الكناني وأبي الحسن بن أبي الحديد وغيرهم ثم حدث بها وببيت المقدس عن جماعة كثيرة فروى عنه الفقيه المقدسي وأبو محمد بن الأكفاني ووثقه وغيرهما وكان مولده في سادس ذي القعدة سنة 404 ومات بتنيس سنة 461 وقيل 462.

تنيضبة: تصغير تنضبة بالضاد المعجمة والباء الموحدة شجريتخذ منه السهام وهوماء لبني سعيد بن قرط من أبي بكر بن كلاب قرب النير.

تنين: بكسرتين وتشديد النون وياء ساكنة ونون أخرى. جبل التنين مشهور قرب جبل الجودي من أعمال الموصل.

تنينير: تصغير تنور. اسم لبلدتين من نواحي الخابور تنينير العليا وتنينير السفلى وهما على نهر الخابور رأيت العليا غير مرة.

باب التاء والواو وما يليهما

توارن: بالضم وضم الراء وآخره نون. قرية في أجإ أحد جبلي طيء لبني شمر من بني زهير.

تؤام: بالضم ثم فتح الهمزة بوزن غلام. اسم قصبة عمان مما يلي الساحل وصحار قصبتها مما يلي الجبل ينسب إليها الدر. قال سويد:

لا ألاقيها وقلبي عندها ** غير إلمام إذا الطرف هجع

كالتؤامية إن باشرتها ** قزت العين وطاب المضطجع وبها قرى كثيرة والتؤام جمع توأم جمع عزيز. قال: ابن السكيت ولم يجيء شي: من الجمع على فعال إلا أحرف ذكر منها تؤام جمع تؤام وأصل ذلك من المرأة إذا ولدت اثنين في بطن ويقال هذا توأم هذا إذا كان مثله، وقال نصر: تؤام قرية بعمان بها منبر لبني سامة. وتؤام موضع باليمامة يشترك به عبد القيس والأزد وبنو حنيفة. وتؤام موضع بالبحرين كذا في كتاب نصر وما أظن الذي بالبحرين إلا هو الذي ينسب إليه اللؤلؤ لأن عمان لا لؤلؤ بها.

التوائم: جمع تؤام وهو القياس الصحيح. اسم جبال. قال قيس بن العيزارة الهذلي:

فإنك لو عاليته في مشرف ** من الصفر أومن مشرفات التوائم توباذ: بالفتح ثم السكون والباء موحدة وألف وآخره ذال معجمة. جبل بنجد، وقال نصر توباذ أبيرق أسد. قال بعضهم:

وأجهشت للتوباذ حين رأيته ** وسبح للرحمن حين رآني

وقلت له أين الذين عهدتهم ** بربك في خفض وعيش ليان

فقال مضوا واستودعوني بلادهم ** ومن ذا الذي يغتر بالحدثان

وإني لأبكي اليوم من حنري غدا ** وأقلق والحيان مؤتلفان توبن: بالضم ثم السكون وفتح الباء الموحدة في آخره نون. من قرى نسف بما وراء النهر منها الأمير الدهقان أبو بكر محمد بن محمد بن جعفر بن العباس التوبني سمع أبا يعلى عبد المؤمن بن خلف النسفي توفي سنة 380، وجماعة كثيرة ينسبون إلى توبن.

توبة: تل توبة. في شرقي الموصل خراب بنينوى وقد ذكر في تل توبة.

توث: بضم أوله وفي آخره ثاء مثلثة في عدة مواضع توث. من قرى بوشنج، وتوث من قرى اسفرائين على منزل إذا توجهت إلى جرجان. منها أبو القاسم علي بن طاهر كان حسن السيرة سمع ببغداد من أبي محمد الجوهري وتوفي بقريته سنة 408، ويوسف بن إبراهيم بن موسى أبو يعقوب التوثي من توث اسفرانين شيخ صالح فقيه من أهل العلم سمع أبا بكر الشيروي ونصر الله الخشنامي وأبا حامد أحمد بن علي بن محمد بن عندوس كتب عنه أبو سعد بتوث مولده سنة 479 ومات بها في رجب سنة 546، وتوث أيضا من قرى مرو. قال أبو سعد: ويقال: لهذه القرية التوذ بالذال المعجمة أيضا. ينسب إليها أبو الفيض بحر بن عبد الله بن بحر التوثي المروزي كان كثير الأدب وكان من تلاميذ أبي داود سليمان بن معبد السنجي، وجابر بن يزيد أبو الصلت التوثي من أهل المعرفة ولي الوادي أيام عمر بن عبد العزيز وكان له ابن يقال له الصلت وروى عن الصلت ابنه العلاء ورافع بن أشرس. والعلاء بن الصلت بن جابر التوثي روى عن أبيه الصلت روى عنه الحسين بن حريث، ومحمد بن أحمد بن حيان التوثي أبو جعفر سمع عبد الله بن أحمد بن شبويه وعبد الله بن عمرو ومنصور بن الشاه وعمير بن أفلح وغيرهم من المراوزة. وأبو منصور محمد بن أحمد بن عبد الله بن منصور التوثي المروزي كان صالحا عفيفا تفقه على الإمام عبد الرزاق الماخواني وكتب الحديث الكثير سمع أبا المظفر منصور بن محمد السمعاني وأبا القاسم إسماعيل بن محمد الزاهري والإمام أبا الفرج عبد الرحمن بن أحمد السرخسي الفقيه الشافعي المعروف بالزاز. وأبا سعد محمد بن الحارث الحارثي كتب عنه تاج الاسلام ومولده في حدود سنة 460 مات يوم السبت ثاني عشر ربيع الاخر سنة 535، وعبد الواحد بن محمد بن عبد الجبار بن عبد الواحد بن عبد الجبار أبو بكر التوثي المروزي كان فقيه قريته سمع منه أبو سعد وقال: إنه عمر حتى بلغ التسعين سمع أبا الفضل محمد بن الفضل بن جعفر الحرقي وأبا القاسم إسماعيل بن محمد بن أحمد الزاهري وأبا الفضل أحمد العارف وأبا المظفر السمعاني مات في عقوبة الغز في شعبان سنة 548.

توثة: بلفظ واحد التوث. محلة في غربي بغداد متصلة بالشونيزية مقابلة لقنطرة الشوك عامرة إلى الآن لكنها مفردة شبيهة بالقرية. ينسب إليها قوم. منهم أبو بكر محمد بن أحمد بن علي القطان التوثي كان أحد الزهاد وحفاظ القراءة روى عن أبي الغنائم محمد بن علي بن الحسن الدقاق روى عنه جماعة ومات سنة 528، وأبو بكر محمد بن عبد الله بن أبي زيد التوثي الأنماطي روى عنه أبو بكر الخطيب وصدقه ومات سنة 417. وأبو بكر محمد بن سعد بن أحمد بن تركان التوثي حدث عن نصر بن أحمد بن البطر حدث عنه أبو موسى محمد بن علي بن عمر الأصبهاني.

توج: بفتح أوله وتشديد ثانيه وفتحه أيضا وجيم وهي توز بالزاي وسنعيد ذكرها أيضا. مدينة بفارس قريبة من كازرون شديدة الحر لأنها في غور من الأرض ذات نخل وبناؤها باللبن بينها وبين شيراز اثنان وثلاثون فرسخا ويعمل فيها ثياب كتان تنسب إليها وأكثر من يعمل هذا الصنف بكازرون لكن اسم توج غالب عليه لأن أهل توج أحذق بصناعته وهي ثياب رقيقة مهلهلة النسج كأنها المنخل إلا أن ألوانها حسنة ولها طرز مذهبة تباع حزما بالعدد وكان أهل خراسان يرغبون فيها وتجلب إليهم كثيرا وقد يعمل منها صنف صفيق جيد ينتفع به وهي مدينة صغيرة واسمها كبير. وقد فتحت في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه في سنة 18 أو 19 وأمير المسلمين مجاشع بن مسعود فالتقوا أهل فارس بتوج فهزم الله أهل فارس وافتتح توج بعد حروب عنوة وأغنمهم عسكره ثم صالحهم على الجزية فرجعوا إلى أوطانهم وأقروا. فقال مجاشع بن مسعود في ذلك.

ونحن ولينا مرة بعد مرة ** بتوج أبناء الملوك الأكابر

لقينا جيوش الماهيان بسحرة ** على ساعة تلوي بأهل الحظائر

فما فتئت خيلي تكر عليهم ** ويلحق منها لاحق غير حائر

وقال أحمد بن يحيى وجه عثمان بن أبي العاصي الثقفي أخاه الحكم في البحر من عمان لفتح فارس ففتح مدينة بركاوان ثم صار إلى توج وهي أرض أردشير خره وفي رواية أبي مخنف أن عثمان بن أبي العاصي بنفسه قطع البحر إلى فارس فنزل توج ففتحها وبنى بها المساجد وجعلها دارا للمسلمين وأسكنها عبد القيس وغيرهم وكان يغير منها إلى أرجان وهي متاخمة لها ثم شخص منها وعن فارس إلى عمان والبحرين بكتاب عمر إليه في ذلك واستخلف أخاه الحكم وقال غيره إن الحكم فتح توج وأنزلها المسلمين عن عبد القيس وغيرهم وكان ذلك في سنة 19 ثم كانت وقعة ريشهر كما نذكرها في ريشهر وقتل سهرك مرزبان فارس حينئذ وكتب عمر إلى عثمان بن أبي العاصي أن يعبر إلى فارس بنفسه فاستخلف أخاه حفصا وقيل المغيرة وعبر إلى توج فنزلها وكان يغزو منها وكان بعض أهل توج يقول إن توج نصرت بعد قتل سهرك. وينسب إليها جماعة. منهم أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد بن مردشاد السيرافي التوجي سمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي الحافظ وغيره. وأما قول مليح الهذلي:

بعثنا المطايا فاستخفت كما هوت ** قوارب يزفيها وسيج سفنج

ليوردها الماء الذي نشطت له ** ومن دونه أثباج فلج فتوج يزفيها يسرع بها والوسيج ضرب من السير والسفنج الظليم وتوج. هو موضع بالبادية ينسب إليه الصقور. قال الشمردل:

قد اعتدى والليل في حجابه ** والليل لم يأو إلى مهابه

بتوج إذا صاد في شبابه ** معاود قد ذل في أصعابه

وقال الراجز:

أحمر من توج محض حسبه ** ممكن على الشمال مركبه

تود: بالضم ثم السكون والدال المهملة والتود شجر وذو التود. موضع. قال أبو صخر:

عرفت من هند أطلالا بذي التود ** قفرا وجاراتها البيض الرخاويد تود: بالذال المعجمة. قرية من قرى سمرقند على ثلاثة فراسخ منها. ينسب إليها محمد بن إبراهيم بن الخطاب التوذي الورسنيني كان يسكن ورسنين من قرى سمرقند أيضا فانتقل منها إلى توذ ويروي عن العباس بن الفضل بن يحيى ومحمد بن غالب وغيرهما. وابنه أبو الليث نصر بن محمد بن إبراهيم التوذي كان من فقهاء الحنفيين المناظرين توفي بسرقند وروى عن أبي إبراهيم الترمذي روى عنه محمد بن محمد بن سعيد السمرقندي. وتود أيضا من قرى مرو، وقال أبو سعد وأكثر الناس يسمونها توث بالثاء المثلثة عوض الذال وقد ذكر ممن نسب إليها فيما سلف.

توذيج: بكسر الذال المعجمة وياء ساكنة وجيم. من قرى روذبار الشاش من وراء نهر سيحون. ينسب إليها أبو حامد أحمد بن حمزة بن محمد بن إسحاق بن أحمد المطوعي التوذيجي سكن سمرقند وحدث عن أبيه حمزة وروى عنه أبو حفص عمر بن محمد النسفي الحافظ مات سنة 526 في ثاني عشر شهر رمضان.

توران: بالراء والألف والنون. بلاد ما وراء النهر بأجمعها تسمى بذلك. ويقال لملكها توران شاه. وفي كتاب أخبار الفرس أن افريدون لما قسم الأرض بين ولده جعل لسلم وهو الأكبر بلاد الروم وما والاها من المغرب وجعل لولده توج وهو الأوسط الترك والصين ويأجوج ومأجوج وما يضاف إلى ذلك فسمت الترك بلادهم توران باسم ملكهم توج وجعل للأصغر وهو إيرج ران شهر وقد بسطت القول في إيران شهر. وتوران أيضا قرية على باب حران. منها سعد بن الحسن أبو محمد العروضي الحراني له شعر حسن دخل خراسان سمع منه أبو سعد السمعاني وتأخرت وفاته مات في ذي القعدة سنة 580 قال ذلك الحافظ أبو عبد الله بن الدبيثي..

تورك: بالكاف. سكة ببلخ. ينسب إليها يوسف بن مسلم الثوركي الكوسج رأى الثوري.

توزر: بالفتح ثم السكون وفتح الزاي وراء. مدينة في أقصى إفريقية من نواحي الزاب الكبير من أعمال الجريد معمورة بينها وبين نفطة عشرة فراسخ وأرضها سبخة بها نخل كثير. قال أبو عبيد البكري في كتاب المسالك والممالك، أما قسطيلية فإن من بلادها توزر والحمة ونقطة وتوزر هي أمها وهي مدينة عليها سور مبني بالحجر والطوب ولها جامع محكم البناء وأسواق كثيرة وحولها أرباض واسعة وهي مدينة حصينة لها أربعة أبواب كثيرة النخل والبساتين ولها سواد عظيم وهي أكثر بلاد إفريقية تمرا يخرج منها في أكثر الأيام ألف بعير موقرة تمرا وشربها من ثلاثة أنهار تخرج من زقاق كالدرمك بياضا ورقة ويسمى ذلك الموضع بلسانهم تبرسي وإنما تنقسم هذه الثلاثة الأنهار بعد اجتماع تلك المياه بموضع يسقى وادي الجمال يكون قعر النهر هناك نحو مائتي ذراع ثم ينقسم كل نهر من هذه الأنهار على ستة جداول وتتشعب من تلك الجداول سواق لا تحصى تجري في قنوات مبنية بالصخر على قسمة عدل لايزيد بعضها على بعض شيئا كل صاقية سعة شبرين في ارتفاع فتر يلزم كل من يسقي منها أربعة أقداس مثقال في العام وبحساب ذلك في الأكثر والأقل وهو أن يعمد الذي له دولة السقي إلى قدس في أسفله ثقبة مقدار ما يسعها وتر قوس النداف فيملأه ماء ويعلقه ويسقي الحائط أو البستان من تلك الجداول حتى يفنى ماء القدس ثم يملأ ثانيا هكذا وقد علموا أن سقي اليوم الكامل مائة واثنان وتسعون قدسا. لا يعلم في بلاد مثل أترنجها جلالا وحلاوة وعظما وجباية قسطيلية مائتا ألف دينار وأهلها يستطيبون لحوم الكلاب ويربونها ويسمنونها في بساتينهم ويطعمونها التمر ويأكلونها. ولا يعلم وراء قسطيلية عمران ولا حيوان إلا الفنك وإنما هي رمال وأرضون سواخة. وينسب إلى تورز جماعة. منهم أبو حفص عمر بن أحمد بن عيسون الأنصاري التوزري لقيه السلفي بالإسكندرية.

توز: بالضم ثم السكون وزاي. منزل في طريق الحاج بعد فيد للقاصد إلى الحجاز ودون سميراء لبني أسد وهو جبل. قال أبو المسور:

فصبحت في السير أهل توز ** منزلة في القدر مثل الكوز

قليلة المآدوم والمخبوز ** شرا لعمري من بلاد الخوز

وقال راجز آخر:

يا رب جار لك بالحزيز ** بين سميراء وبين توز توز: بالفتح وتشديد ثانيه وفتحه أيضا وزاي. بلدة بفارس وهي توج وقد ذكرت قبل هذا وهي في الإقليم الرابع طولها سبع وسبعون درجة وثلثان وعرضها أربع وثلاثون درجة ونصف وربع. وينسب إليها بهذا اللفظ جماعة. منهم عبد الله بن محمد بن هارون التوزي اللغوي أخذ عن أبي عبيدة والأصمعي وأبي زيد وقرأ على أبي عمر الجرمي كتاب سيبويه وكان في طبقته ومات في سنة 238، وأبو حفص عمر بن موسى البغدادي التوزي روى عن عفان وعاصم بن على روى عنه ابن مخلد وأبو بكر الشافعي و غيرهما. وأبو الحسين أحمد بن علي بن الحسن التوزي القاضي سمع أبا الحسن بن المظفر الحافظ وخلقا كثيرا وهو ثقة. ومحمد بن داود التوزي حدث عن محمد بن سليمان روى عنه الطبراني. وأبو يعلى محمد بن الصلت التوزي و غيرهم.

توزين: ويقال تيزين. كورة وبلدة بالعواصم من أرض حلب.

توسكاس: بالضم ثم السكون وفتح السين المهملة وكاف وألف وسين أخرى. قرية من قرى سمرقند على خمسة فراسخ منها. ينسب إليها أبو عبد الله التوسكاسي السمرقندي روى عن يحيى بن زيد السمرقندي.

توضحان: بكسر الضاد المعجمة والحاء مهملة. جرعتان متقابلتان بذروة عالج لفزارة والجرعة الرملة المستوية لاتنبت شيئا.

توضح: كثيب أبيض من كثبان حمر بالدهناء قرب اليمامة عن نصر. وقيل توضح من قرى قرقرى باليمامة وهي زروع ليس لها نخل. وقال السكري سئل شيخ قديم عن مياه العرب فقيل له: هل وجدت توضح التي ذكرها امرؤ القيس، قال: أما والله لقد جئت في ليلة مظلمة فوقفت على فم طويها فلم توجد إلى اليوم. قلت أنا فهذه غير التي باليمامة. ويؤيد ذلك أن السكري قال في شرح قول امرىء القيس الدخول وحومل وتوضح والمقراة مواضع ما بين إمرة وأسود العين فأما التي باليمامة فيها يقول يحيى بن طالب الحنفي في غير موضع من شعره منه.

أيا أثلاث القاع من بطن توضح ** حنيني إلى أفيائكن طويل

ويا أثلاث القاع قلبي موكل ** بكن وجدوى خيركن قليل

في أبيات وقصة ممتعة أذكرها في قرقرى إن شاء الله تعالى: توقات: بالفتح ثم السكون وقاف وتاء فوقها نقطتان. بلدة في أرض الروم بين قونيا وسيواس ذات قلعة حصينة وأبنية مكينة بينها وبين سيواس يومان.

تولب: وهو الجحش- وهو فوعل عند سيبويه. موضع في قول الراعي:

عفت بعدنا أجراع برك فتولب ** فوادي الرداه ببن ملهى فملعب تولع: بالعين المهملة. قرية بالشام في قول عبد الله بن سليم:

لمن الديار بتولع فيبوس تولية: قال الكندي ولا أعرفه في طرف العمارة من ناحية الشمال. بحيرة عظيمة بعضها تحت القطب الشمالي وبقربها مدينة ليس بعدها عمارة يقال لها تولية.

توماء: بالضم والمد أعجمي معرب. اسم قرية بغوطة دمشق. وإليها ينسب باب توماء من أبواب دمشق. قال جرير:

لا ورد للقوم إن لم يعرفوا بردى ** إذا تجوب عن أعناقها السدف

صبحن توماء والناقوص يقرعه ** قس النصارى حراجيجا بناتجف قال السكري توماء من عمل دمشق ويروى تيماء.

وهو اليوم لطيء وأخلاط من الناس لبني بحتر خاصة وهو بين الحجاز والشام هكذا هو بخط أحمد بن أحمد بن أخي الشافعي وفيه تخبيط.

توما: بالتحريك. موضع بالجزيرة عن نصر.

توماثا: بالضم ثم السكون وثاء مثلثة. قرية قرب برقعيد من بقعاء الموصل. قال أبو سعد: ينسب إليها صاحبنا ورفيقنا أبو العباس الخضر بن ثروان بن أحمد بن أبي عبد الله التغلبي الموماثي ويقال له الفارقي والجزري لأنه ولد بالجزيرة ونشأ بميافارقين وأصله من توماثا مقرىء فاضل أديب بارع حسن الشعر كثير المحفوظ عالم بالنحو ضرير البصر قرأ اللغة على ابن الجواليقي والنحو على أبي السعادات بن الشجري والفقه على أبي الحسن الأبنوسي وكان ببغداد يسكن المسجد المعلق المقابل لباب النوبي من دار الخلافة وكان يحفظ شعر الهذليين والمجهلين وأخبار الأصمعي وشعر رؤبة وشعر ذي الرمة وغيرهم لقيته أولا ببغداد وسمع معنا غريب الحديث لأبي عبيد على أبي منصور الجواليقي ثم لقيته بنيسابور ومرو وسرخس غير مرة في سنة 544 وسألته عن مولده فقال في سنة 505 بجزيرة ابن عمر وكتبت عنه شيئا من أشعاره ومن أشعار غيره وأنشدنا لنفسه:

وذي سكر نبهت للشرب بعدما ** جرى النوم في أعطافه وعظامه

فهب وفي أجفانه سنة الكرى ** وقد لبست عيناه نوم مرامه ومن شعره أيضا:

كتبت وقد أؤدى بمقلتي البكا ** وقد ذاب من شوق إليكم سوادها

وما وردت لي نحوكم من رسالة ** وحقكم إلا وذاك سوادها توم: بالتحريك. موضع باليمامة به روضة عن الحفصي. توم: قرية بين أنطاكية ومرعش والمصيصة. ينسب إليها درب توم.

تومن: بالضم ثم السكون وفتح الميم ونون. قال أبو سعد أظنها من قرى مصر. منها أبو معاذ التومني وهو رأس الطائفة المعروفة بالتومنية وهم فرقة من المرجئة تزعم أن الإيمان ما عصم من الكفر وهو اسم لخصال إذا تركها التارك أو ترك خصلة منها كان كافرا وتلك الخصال التي يكفر بتركها أو ترك خصلة منها إيمان ولا يقال للخصلة منها إيمان ولا بعض إيمان وكل كبيرة لم يجتمع المسلمون على أنها كفر يقال لصاحبها فسق ولا يقال له: فاسق على الإطلاق.

تونس الغرب: بالضم ثم السكون والنون تضم وتفتح وتكسر. مدينة كبيرة محدثة بإفريقية على ساحل بحر الروم عمرت من أنقاض مدينة كبيرة قديمة بالقرب منها يقال لها قرطاجنة وكان اسم تونس في القديم ترشيش وهي على ميلين من قرطاجنة ويحيط بسورها أحد وعشرون ألف ذراع وهي الآن قصبة بلاد إفريقية بينها وبين سفاقس ثلاثة أيام ومائة ميل بينها وبين القيروان ونحو منه بينها وبين المهدية وليس بها ماء جار إنما ضربهم من آبار ومصانع يجتمع فيها ماء المطر في كل دار مصنع وابارها خارج الديار في أطراف البلد وماؤها ملح وعليها محترث كثير ولها غلة فائضة وهي من أصح بلاد إفريقية هواء وقال البكري: مدينة تونس في سفح جبل يعرف بجبل أم عمرو ويدور بمدينتها خندق حصين ولها خمسة أبواب باب الجزيرة قبلي ينسب إلى جزيرة شريك ويخرج منه إلى القيروان ويقابله الجبل المعروف بجبل التوبة وهو جبل عال لا ينبت شيئا وفي أعلاه قصر مبني شرف على البحر وفي شرقي هذا القصر غار محني الباب يسمى المعشوق وبالقرب منه عين ماء وفي غربي هذا الجبل جبل يعرف بجبل الصيادة فيه قرى كثيرة الزيتون والثمار والمزارع وفي هذا الجبل سبعة مواجل للماء أقباء على غرار واحد وفي غربي هذا الجبل أيضا أشراف بمزارع متصلة بموضع يعرف بالملعب فيه قصر بني الأكلب وقد غرس فيه جميع الثمار وأصناف الرياحين وفي شرقي مدينة تونس الميناء والبحيرة وباب قرطاجنة ودونه داخل الخندق بساتين كثيرة وسواق تعرف بسواقي المرج ويتصل بها جبل أجرد يقال له جبل أبي خفاجة في أعلاه آثار بنيان. وباب أرطة غربي تجاوره مقبرة يقال لها مقبرة سوق الأحد ودون الباب من داخل الخندق غدير كبير يعرف بغدير الفحامين وربض المرضى خارج عن المدينة وفي قبليه ملاحة كبيرة منها ملحهم وملح من يجاورهم وجامع تونس رفيع البناء مطل على البحر ينظر الجالس فيه إلى جميع جواريه ويرقى إلى الجامع من جهة الشرق على اثنتي عشرة درجة وبها أسواق كثيرة ومتاجر عجيبة وفنادق وحمامات ودور المدينة كلها رخام بديع ولها لوحان قائمان وثالث معرض مكان العتبة، ومن أمثالهم دور تونس أبوابها رخام وداخلها سخام، وهي دار علم وفقه وقد ولي قضاء إفريقية من أهلها جماعة ومع ذلك فهي مخصوصة بالتشغب والقيام على الأمراء والخلاف للولاة خالفت نحو عشرين مرة وامتحن أهلها أيام أبي يزيد الخارجي بالقتل والسبي وذهاب الأموال. قال صاحب الحدثان:

فويل لترشيش وويل لأهلها ** من الحبشي الأسود المتغاضب وقال بعض الشعراء:

لعمرك ما ألفيت تونس كاسمها ** ولكنني ألفيتها وهي توحش

ويصنع بتونس للماء من الخزف كيزان تعرف بالريحية شديدة البياض في نهاية الرقة تكاد تشف ليس يعلم لها نظير في جميع الأقطار وتونس من أشرف بلاد إفريقية وأطيبها ثمرة وأنفسها فاكهة. فمن ذلك اللوز الفريك يفرك بعضه بعضا من رقة قشره ويحت باليد وأكثره حبتان في كل لوزة مع طيب المضغة وعظم الحبة والرمان الضعيف الذي لا عجم له البتة مع صدق الحلاوة وكثرة المائية والأترج الجليل الطيب الذكي الرائحة البديع المنظر والتين الخارمي أسود كبير رقيق القشر كثير العسل لا يكاد يوجد له بزر والسفرجل المتناهي كبرا وطيبا وعطرا والعناب الرفيع في قدر الجوزة والبصل القلوري في قدر الأترج مستطيل سابري القشر صادق الحلاوة كثير الماء وبها من أجناس السمك ما لايوجد في غيرها يرى في كل شهر جنس من السمك لا يرى في الذي قبله يملح فيبقى سنين صحيح الجرم طيب الطعم منه جنس يقال له النقونس يضربون به المثل فيقولون لولا النقونس لم يخالف أهل تونس. قال البكري: بين تونس والقيروان منزل يقال له مجقة إذا كان أوان طيب الزيتون بالساحل قصدته الزرازير فباتت فيه وقد حمل كل طائر منها زيتونتين في مخلبيه فيلقيهما هناك وله غلة عظيمة تبلغ سبعين ألف درهم. ويقال لبحر تونس رادس وكذلك يقال: لمرساها مرسى رادس وأهلها موصوفون بدناءة النفس، وافتتحها حسان بن نعمان بن عدي بن بكر بن مغيت الأسدي في أيام عبد الملك نزل فيها فسأله الروم أن لا يدخل عليهم وأن يضع عليهم خراجا يقسطه عليهم فأجابهم إلى ذلك وكانت لهم سفن معدة فركبوها ونجوا وتركوا المدينة خالية فدخلها حسان فحرق وخرب وبنى بها مسجدا وأسكنها طائفة من المسلمين ورجع حسان إلى القيروان فرجعت الروم إلى المسلمين فاستباحوهم فأرسل حسان من أخبر عبد الملك بالقضية فأمده بجيش كثير قاتل بهم الروم في قصة طويلة حتى ملكها عنوة وذلك في سنة سبعين وأحكم بناءها ومد عليه سلسلة وجعلها رباطا للمسلمين تمنع الداخل إليها والخارج منها إلا بأمر الوالي، وذكر آخرون من أهل السير أن التي افتتحها حسان بن النعمان قرطاجنة ولم تكن تونس يومئذ مذكورة إنما عمرت بحجارة قرطاجنة وبأنقاضها وبينهما نحو أربعة أميال وفي سنة 114 بنى عبيد الله بن الحبحاب مولى بني سلول والي إفريقية من قبل هشام بن عبد الملك جامع مدينة تونس ودار الصناعة بها. وبتونس قبر المؤدب محرز يقسم به أهل المراكب إذا جاش عليهم البحر يحملون من تراب قبره معهم وينذرون له، والمنسوب إلى تونس من أهل العلم كثير. منهم أبو يزيد شجرة بن عيسى وقيل: ابن عبد الله التونسي قاضيها مات سنة 262، وعبد الوارث بن عبد الغني بن علي بن يوسف بن عاصم أبو محمد التونسي المالكي الأصويل الزاهد كان عالما بالكلام بصيرا به حسن الاعتقاد فيه له قدم في العبادة وكان يتردد بين دمشق وحمص وحلب وكان له أصحاب ومريدون. قال أبو القاسم الحافظ أنشدني أبو محمد الأصولي:

إذا كنت في علم الأصول موافقا ** بعقلك قول الأشعري المسدد

وعاملت مولاك الكريم مخالصا ** بقول الإمام الشافعي المؤيد

وأتقتت حرف ابن العلاء مجردا ** ولم تعد في الإعراب رأي المبرد

فأنت على الحق اليقين موافق ** شريعة خير المرسلين محمد ومات عبد الوارث سنة خمسين وخمسمائة بحلب.

تونكث: بسكون الواو والنون وفتح الكاف والثاء مثلثة.

من قرى الشاش عن أبي سعد. وقال الإصطخري تونكث قصبة إيلاق وهي أصغر من نصف بنكث قصبة الشاش ولها قهندز ومدينة وربض. ينسب إليها أبو جعفر حم بن عمر البخاري التونكثي من أهل بخارى سكن تونكث يروي عن أبي عبد الرحمن حذيفة بن النضر ومحمد بن إسماعيل البخاري روى عنه أبو منصور محمد بن جعفر بن محمد بن حنيفة الإيلاقي التونكثي ومات سنة 313.

تون: والتون في لغة الغرب البياض في الأظفار. مدينة من ناحية قهستان قرب قائن. ينسب إليها جماعة. منهم أحمد بن العباس التوني حدث عن إبراهيم بن إسحاق بن محمد التوني القائني كان فقيها مدرسا ورد هراة وسكنها إلى أن توفي في رجب سنة 459، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي سعد بن أبي الفضل التوني أبو طاهر خادم مسجد عقيل بنيسابور وكان يخدم أبا نصر محمد بن عبد الله الإمام وكان يلازمه سفرا وحضرا وسمع الحديث منه سمع أبا علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي وأبا عبد الله إسماعيل بن عبد الغافر الفارس ي وأبا بكر عبد الغفار بن الحسين النيسابوري وأبا جعفر محمد بن عبد الحميد الأبيوردي وأسعد بن أحمد بن حتان النسوي وأبا العلاء عبيد بن محمد بن عبيد القشيري وغيرهم. وأبو محمد أحمد بن محمد بن أحمد التوني روى عن أبي محمد أحمد بن محمد بن عبد الله الشروطي السجستاني روى عنه حنبل بن علي بن الحسين أبو جعفر الصوفي السجستاني و غيره.

تونة: جزيرة قرب تنيس ودمياط من الديار المصرية من فتوح عمير بن وهب يضرب المثل بحسن معمول ثيابها وطرزها. قال محمد بن عمر المطرز البغدادي الشاعر:

ومعذرين كأن نبت خدودهم ** أشراك ليل في أديم نهار

يتصيدون قلوبنا بلحاظهم ** كتصيد البازات للأطيار

لما رأيت عذاره في خده ** ناديت من شغفي وحرقة ناري

يا أهل تنيس وتونة قايسوا ** ما بين طرزكم وطرز الباري وينسب إليها عمر بن أحمد التوني حدث عنه أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة الحافظ، وسالم بن عبد الله التوني يروي عن عبد الله بن لهيعة قال أبو سعيد بن يونس هو معروف وله أهل بيت معروفون بتنيس.

التو: بفتح التاء وتشديد الواو. من قرى صنعاء اليمن من مخلاف صداء.

التويرة: بلفظ التصغير. من حصون النجاد باليمن.

تويك: بكسر الواو والكاف. موضع بمرو. منه أبو محمد أحمد بن إسحاق السكري النويكي كان رجلا صالحا عن أبي سعد.

التويمة: تصغير التومة وهي خرزة تعمل من الفضة كاللؤلؤة. هو ماء من مياه بني سليم.

توي: بالضم ثم الفتح ولا أدري كيف حديث الياء. ينسب إليها أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر الفقيه التويي الهمذاني روى عن أبي عمر بن حيويه البغدادي روى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب.

باب التاء والهاء وما يليهما

تهام: بكسر التاء واد باليمامة عن محمد بن إدريس الحفصي.

تهامة: بالكسر قد مر من تحديدها في جزيرة العرب جملة شافية اقتضاها ذلك الموضع ونقول ههنا. قال أبو المنذر: تهامة تساير البحر منها مكة قال والحجاز ما حجز بين تهامة والعروض. وقال الأصمعي إذا خلفت عمان مصعدا فقد أنجدت فلا تزال منجدا حتى تنزل في ثنايا ذات عرق فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر وإذا عرضت لك الحرار وأنت منجد فتلك الحجاز وإذا تصوبت من ثنايا العرج واستقبلك الأراك والمرخ فقد أتهمت وإنما سمي الحجاز حجازا لأنه حجز بين تهامة ونجد. وقال الشرقي بن القطامي تهامة إلى عرق اليمن إلى أسياف البحر إلى الجحفة وذات عرق. وقال عمارة بن عقيل ما سال من الحرتين حرة سليم وحرة ليلى فهو تهامة والغور حتى يقطع البحر. وقال الأصمعي في موضع آخر طرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج وأول تهامة من قبل نجد ذات عرق - المدارج - الثنايا الغلاظ. وقال المدائني تهامة من اليمن وهو ما أصحر منها إلى حد في باديتها ومكة من تهامة وإذا جاوزت وجرة وغمرة والطائف إلى مكة فقد أتهمت وإذا أتيت المدينة فقد جلست، وقال ابن الأعرابي وجرة من طريق البصرة فصل ما بين نجد وتهامة، وقال بعضهم نجد من حد أوطاس إلى القريتين ثم تخرج من مكة فلا تزال في تهامة حتى تبلغ عسفان بين مكة والمدينة وهي على ليلتين من مكة ومن طريق العراق إلى ذات عرق هذا كله تهامة. وسميت تهامة لشدة حرها وركود ريحها وهو من التهم وهو شدة الحر وركود الريح يقال تهم الحر إذا اشتد ويقال سميت بذلك لتغير هوائها يقال تهم الدهن إذا تغير ريحه. وحكى الزيادي عن الأصمعي قال: التهمة الأرض المتصوبة إلى البحر وكأنه مصدر من تهامة، وقال المبرد: إذا نسبوا إلى تهامة قالوا رجل تهام بفتح التاء وإسقاط ياء النسبة لأن الأصل تهمة فلما زادوا ألفا خففوا ياء النسبة كما قالوا رجل يمان وشام إذا نسبوا إلى اليمن والشام، وقال إسماعيل بن حناد: النسبة إلى تهامة تهامي وتهام إذا فتحت التاء لم تشدد الياء كما قالوا رجل يمان وشآم إلا أن فتحة الألف من تهام من لفظها والألف من شآم ويمان عوض من ياء النسبة. قال ابن أحمر:

وأكبادهم كابني سبات تفرقوا ** سبا ثم كانوا منجدا وتهاميا

وألقى التهامي منهما بلطاته ** وأخلط هذا لا أريم مكانيا وقوم تهامون كما يقال يمانون. وقال سيبويه منهم من يقول تهامي ويماني وشامي بالفتح مع التشديد. وقال زهير:

يحشونها بالمشرفية والقنا ** وفتيان صدق لاضعاف ولا نكل

تهامون نجديون كيدا ونجعة ** لكل أناس من وقائعهم سجل وأتهم الرجل إذا صار إلى تهامة. وقال بعضهم:

فإن تتهموا أنجد خلافا عليكم ** وإن تعمنوا مستحقبي الحرب أعرق والمتهام الكثير الإتيان إلى تهامة. قال الراجز:

ألا إتهماها إنها متاهيم ** وإننا مناجد متاهيم وقال حميد بن ثور الهلالي:

خليلي هبا عللاني وانظرا ** إلى البرق ما يفري سنا وتبسما

عروض تدلت من تهامة أهديت ** لنجد فتاح البرق نجدا وأتهما تهلل: بالفتح ثم السكون ولامين الأولى مفتوحة. موضع قريب من الريف وقد روى بالثاء المثلثة وقد ذكر هناك شاهده.

تهمل: ويروى بالثاء أيضا. موضع قرب المدينة مما يلي الشام.

تهوذة: بالفتح ثم الضم وسكون الواو والذال معجمة. اسم لقبيلة من البربر بناحية إفريقية لهم أرض تعرف بهم.

باب التاء والياء وما يليهما

تياسان: بالكسر والسين مهملة. اسم لعلمين يسمى كل واحد منهما تياسا وهما بشمالي قطن، وقال الأصمعي: تياسان علمان في ديار بني عبس. وقيل: بلد لبني أسد.

تياس: واحد الذي قبله. وقال أبو أحمد وقد يفتح وقيل: هو ماء للعرب بين الحجاز والبصرة وله ذكر في أيام العرب وأشعارها. قال أوس بن حجر:

ومثل ابن غنم أن دخول تذكرت ** وقتلى تياس عن صلاح تعرب قوله -تعرب - أي تفسر، وقال ابن مقبل:

أخلى عليها تياس والبراعيم

وقال نصر تياس جبل قريب من أجإ وسلمى جبلي طيىء وقيل: هو من جبال بني قشير. وقيل: جبل بين البصرة واليمامة وهو إلى اليمامة أقرب.

تياسة: بزيادة الهاء. ماء لبي قشير عن أبي زياد الكلابي. قال وإنما سميت التياسة من أجل جبل قريب منها اسمه تياس.

تيان: آخره نون. ماء في ديار بنى هوازن.

تيت: بالفتح ثم السكون وآخره تاء أخرى. اسم جبل قرب اليمامة ويروى. تيت بالياء المشددة. قال ابن إسحاق: وخرج أبو سفيان في غزوة السويق في مائتي راكب فسلك النجدية حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له تيت من المدينة على بريد أو نحوه، وفي كتاب نصر تيب بالتحريك وآخره باء موحدة. جبل قريب من المدينة على سمت الشام وقد يشدد وسطه للضرورة.

تيتد: ثالثه مثل أوله مفتوح ودال مهملة. اسم واد من أودية القبلية وهو المعروف بأذينة وفيه عرض فيه النخل من صدقة رسول الله عن الزمخشري عن السيد علي العلوي.

تيدد: بدالين أحسبها التي قبلها، وقال نصر: تيدد أرض كانت لجذام فنزلها جهينة بها نخل وماء. قال: وبخط ابن الأعرابي فيدر وتيدر وهما تصحيف، وكان بها رجل من جذام فظعن عنها ثم التفت فنظر إلى تيدد ونخلها فقال يا برى تيدر لا أبر لك قالوا بنات فريجنة من نوع النخل قال فريجنة اسم امرأة كانت بفناء بيتها نخلات وكانت تقول هن بناتي فنسب ذلك النوع من النخل والتمر إليها لا يعلمونها كانت بموضع قبل تيدد.

تيدة: عوض الدال الأخيرة هاء. بلد قديم بمصر ببطن الريف قرب سخا.

تيراب: بالراء وآخره باء موحدة. قال أبو يحيى زكرياء الساجي ومن خطه نقلته كتب زياد ابن أبيه إلى عثمان رضي الله عنه يستأذنه في حفر نهر الأبلة ووصفه له وعرفه احتياج أهل البصرة إليه فأذن له فترك نهر أبي موسى هو الإجانة على حاله واحتفر من دجلة إلى مسناة البصرة ثم قاده مع المسناة إلى التيراب فيض البصرة.

تيراتشاه: بالكسر وبعد الألف نون ساكنة وشين معجمة. مدينة من نواحي شهرزور.

تيرب: بالفتح. قال الزمخشري وتلميذه العمراني: تيرب. بلد قديم من حجر اليمامة ذكراه في باب التاء وأخاف أن يكون يترب أوله ياء فصحفاه.

تيركان: بالكسر. من قرى مرو. منها أبو عبد الله محمد بن عبد ربه بن سليمان المروزي التيركاني مات سنة 205.

تيرمردان: بليد بنواحي فارس بين نوبندجان وشيراز وهي كورة تشتمل على ثلاث وثلاثين قرية في الجبال وأعيان ضياعها التي هي كالقصبة لها ست قرى متصلة في واد يتخللها أنهر كثيرة وشجر وأسماء هذه الست استكان. ومهركان. ورونجان. وفيها خانقاه حسنة للصوفية وهي أميز هذه القرى وأجلها وخيرها وهي قصبة الجميع في القديم وكوجان. ومنها كان الظهير الفارسي وهو أبو المعالي عبد السلام بن محمود بن أحمد كان فقيها مجودا وحكيما معروفا فيلسوفا ولي التدريس في الموصل بالمدرسة وكان تاجرا ذا ثروة ظاهرة وجاه عريض في كل بلد يقدم عليه وكان قد طوف الدنيا وحضر محافل العلوم وظهر كلامه على الخصوم وكان في آخر مرة بمصر وبلغني أن نور الدين أرسلان شاه بن عز الدين مسعود بن زنكي صاحب الموصل استدعاه من مصر ليوليه وزارته فلما وصل إلى حلب جاءه أبو الفتح نصر بن عيسى بن علي بن جزري الموصلي صاب ديوان الإستيفاء بالموصل بحلواء فأكل منها هو وغلامان له فماتوا جميعا في سنة 526 وأخذ الملك الظاهر أمواله وكتبه وكان من عادته أنه يستصحب جميع أمواله وكتبه على جمال له بخاتي أينما توجه، والقرية السادسة فيرانشاه وفيها يسكن الرؤساء ومقدمو الناحية.

تيرا: مقصور. نهر تيرا من نواحي الأهواز ونذكره في نهر تيرا إن شاء الله تعالى. فتحت في سنة ثماني عشرة على يد سلمى بن القين وحرملة بن مريط من قبل عتبة بن غزوان، وقال غالب بن كلب:

ونحن ولينا الأمر يوم مناذر ** وقد أقمعت تيرا كليب ووائل

ونحن أزلنا الهرمزان وجنده ** إلى كور فيها قرى ووصائل وإليها فيما أحسب ينسب الأديب أبو الحسن علي بن الحسين التيروي وكان حسن الخط والضبط نحو عبد السلام البصري رأيت بخطه شعر قيس بن الخطيم وقد كتبه في سنة 393.

تيرم: بالفتح ثم السكون وكسر الراء وميم. موضع بالبادية أحسبه في بلاد نمر بن قاسط. قال دثار بن شيبان النمري:

فمن يك سائلا عنى فإني ** أنا النمري جار الزبرقاني

طريد عشيرة وطريد حزب ** بما اجترمت يدي وجنى لساني

كأني إذا نزلت به طريدا ** حللت على الممنع من أباني

أتيت الزبرقان فلم يضعني ** وضيعني بتيرم من دعاني تيرة: بالهاء. قلعة جليلة حصينة من نواحي قزوين من جهة زنجان..

تيزان: بالكسر ثم السكون وزاي وألف ونون. من قرى هراة. وتيزان أيضا من قرى أصبهان.

تيزر: بالفتح وآخره راء. قرية كبيرة من أعمال سرمين وأهلها إسماعيلية.

تيز: بالكسر. بلدة على ساحل بحر مكران أو السند وفي قبالتها من الغرب أرض عمان بينها وبين كيز مدينة مكران خمس مراحل. قال المنجمون التيز في الإقليم الثالث طولها اثنتان وثمانون درجة وثلثان وعرضها ثمان وعشرون درجة وثلثان.

تيزين: بعد الزاي ياء ساكنة ونون. قرية كبيرة من نواحي حلب كانت تعد من أعمال قنسرين ثم صارت في أيام الرشيد من العواصم مع منبج وغيرها.

التيس: بلفظ الواحد من التيوس فحل الشاة رجلة التيس. موضع بين الكوفة والشام. وتيس أيضا جبل بالشام فيه عدة حصون.

تيش: بالكسر ثم السكون والشين معجمة. جبل بالأندلس من كورة جيان كان عنده مدينة قديمة ودرست.

تيفارين: بكسر أوله وسكون ثانيه والفاء وكسر الراء، وياء ساكنة ونون. موضع عن العمراني.

تيفاش: بالشين معجمة. مدينة أزلية بإفريقية شامخة البناء وتسمى تيفاش الظالمة ذات عيون ومزارع كثيرة وهي في سفح جبل.

تيل: بكسر أوله ويفتح وثانيه ساكن ولام. جبل أحمر شاهق من وراء تربة من ديار عامر بن صعصعة وإليه تنسب دار تيل. قال ابن مقبل:

لمن الديار بجانب الأحفار ** فبتيل دمخ أو بسفح جرار تيماء: بالفتح والمد. بليد في أطراف الشام بين الشام ووادي القرى على طريق حاج الشام ودمشق والأبلق الفرد حصن السموأل بن عادياء اليهودي مشرف عليها فلذلك كان يقال لها تيماء اليهودي. وقال ابن الأزهري. المتيم المضلل ومنه قيل: للفلاة تيماء لأنها يضل فيها قال ابن الأعرابي: أرض واسعة. وقال الأصمعي التيماء الأرض التي لا ماء فيها ولا نحو ذلك. ولما بلغ أهل تيماء في سنة تسع وطؤ النبي وادي القرى أرسلوا إليه وصالحوه على الجزية وأقاموا ببلادهم وأرضهم بأيديهم فلما أجلى عمر رضي الله عنه اليهود عن جزيرة العرب أجلاهم معهم. قال الأعشى:

ولا عاديا لم يمنع الموت ماله ** وورد بتيماء اليهودي أبلق وقال بعض الأعراب:

إلى الله أشكو لا إلى الناس أنني ** بتيماء تيماء اليهود غريب

وأني بتهباب الرياح موكل ** طروب إذا هبت علي جنوب

وإن هبث علوي الرياح وجدتني ** كأني لعلوي الرياح نسيب وينسب إليها حسن بن إسماعيل التيماوي وهو مجهول: تيمار: بالكسر وآخره راء. جبل أظنه بنواحي البحرين قال عبدة بن الطبيب:

تداركت عبد الله قد ثل عرشه ** وقد عقلت في كفة الحابل اليد

سموت له بالركب حتى لقيته ** بتيمار يبكيه الحمام المغرد وقال لبيد:

وكلاف وضلفع وبضيع ** والذي فوق خبة تيمار تيمارستان: بلدة بفارس من كورة أرد.

تيمر: بالفتح ثم السكون وفتح الميم. قرية بالشام وقيل من شق الحجاز. قال امرؤ القيس:

بعيني ظغن الحي لما تحملوا ** لدى جانب الأفلاج من بطن تيمرا التيمرة: بضم الميم. قال الهيثم بن عدي كانت مساحة أصبهان ثمانين فرسخا في مثلها وهي ستة عشر رستاقا في كل رستاق ثلاثمائة وستون قرية قديمة سوى المحدثة وذكر فيها. التيمرة الكبرى والتيمرة الصغرى.

تيم: بالكسر. من قرى بلخ، وقال ابن الفقيه: تيم وكسف ونسف من قرى الصغد بسمرقند.

تيمك: بالكاف والتيم بلغة أهل خراسان الخان الذي يسكنه التجار والكاف في آخره للتصغير في معنى الخوين، وقد نسب بهذه النسبة أبو عبد الرحمن محمد بن إبراهيم بن مردويه بن الحسين الكرابيسي التيمكي نسب إلى خان بسمرقند في صف الكرابيسيين روى عن يعقوب بن يوسف اللؤلؤي ومحمد بن يوسف الكريمي والباغندي محمد بن سليمان وغيرهم مات في شهر ربيع الأول سنة 321.

تيمن: بالفتح وآخره نون. موضع بين تبالة وجرش من مخاليف اليمن. وتيمن أيضا هضبة حمراء في ديار محارب قرب الربذة. قال الحكم الخضري خضر محا رب:

أبكاك والعين يذري دمعها الجزع ** بنعف تيمن مصطاف ومرتبع

جرت بها الريح أذيالا وغيرها ** مر السنين وأنجلت أهلها النجع ولا أدري أيهما أراد ربيعة بقوله حيث. قال:

وأضحت بتيمن أجسادهم ** يشبهها من رآها الهشيما وقال ابن السكيت في قول عروة:

تحن إلى سلمى بحر بلادها ** وأنت عليها بالملا كنت أقدرا

تحل بواد من كراء مضلة ** تحاول سلمى أن أهاب وأحصرا

وكيف ترجيها وقد حيل دونها ** وقد جاورت حيا بتيمن منكرا قاد تيمن أرض قبل جرش في شق اليمن ثم كراء قال: والناس ينشدونها بتيماء منكرا وهذا خطأ لأن تيماء قبل وادي القرى وهذه المواضع باليمن. وقيل: تيمن أرض بين بلاد بني تميم ونجران والقولان واحد لأن نجران قرب جرش. قال وعلة الجرمي:

ولما رأيت القوم يدعوا مقاعسا ** ويقطع مني ثغرة النحر حائر

نجوت نجاء ليس فيه وتيرة ** كأني عقاب دون تيمن كاسر وتيمن ذي ظلال: واد إلى جنب فدك في قول بعضهم: والصحيح أنه بعالية نجد. قال لبيد يذكر البراض وفتكه بالرحال وهو عروة بن ربيعة بن جعفر بن كلاب بهذا الموضع وهاجت حرب الفجار:

وأبلغ إن عرضت بني كلاب ** وعامر والخطوب لها موالي

بأن الوافد الرخال أمسى ** مقيما عند تيمن ذي ظلال تينات: كأنه جمع تينة من الفواكه. فرضة على بحر الشام قرب المصيصة تجهز منها المراكب بالخشب إلى الديار المصرية. وقد سماها أبو الوليد بن الفرضي مدينة فقال في تاريخ إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد الديلمي الصوفي الخراساني قال لي أبو القاسم سهل بن إبراهيم سألت أبا إسحاق الخراساني عمن خلفه بالمشرق فمن لقيه ورآه فذكر جماعة ثم قال وبمدينة التينات أبو الخير الأقطع واسمه عباد بن عبد الله كان من أعيان الصالحين له كرامات سكن جبل لبنان وكان ينسج الخوص بيده الواحدة ولا يدرى كيف ينسجه وكان تأوي إليه السباع وتأنس به ويذكر أن ثغور الشام كانت في أيامه محروسة حتى مضى لسبيله حكى عنه أبو بكر الزابي، وكان ابنه عيسى بن أبي الخير التيناتي أيضا من الصالحين حكى عن أبيه وحكى عنه أبو ذر عبد بن أحمد الهروي وأبو بكر أحمد بن موسى بن عمار القرشي الأنطاكي القاضي وقيل كان أصل أبي الخير من المغرب.

تينان: تثنية التين من الفواكه. قال السكوني. تخرج من الوشل إلى صحراء بها. جبلان يقال لهما التينان لبني نعامة من بني أسد وفيهما. قيل:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة ** بأسفل ذات الطلح ممنونة رهبا

وهل قابل هاذاكم التين قد بدا ** كأن ذرى أعلامه عممت عصبا

ولا شارب من ماء زلفة شربة ** على العل مني أو مجير بها ركبا قال والتينان يسرة الجبل ويمنة الطريق. وأنشد أيضا:

أحب مغارب التينين إني ** رأيت الغوث يألفها الغريب

كأن الجار في شمجى بن جرم ** له نعماء أونسب قريب الغوث - أبو قبائل طيء. وقال الزمخشري: التينان جبلان لبني فقعس بينهما واد يقال له خو وأنشد غيره. يقول:

أرقني الليلة برق لامع ** من دونه التينان والربائع وقال العوام بن عبد الرحمن:

أحقا ذرى التينين أن لست رائيا ** فلا لكما إلا لعيني ساكب

وقد تفرد فيقال لكل واحد منهما التين كما نذكره بعد.

تينزرت: بالكسر ثم السكون وسكون النون أيضا وفتح الزاي وراء وتاء فوقها نقطتان. مدينة في جنوبي المغرب وشرقي نول قريبة من بلاد الملثمين يجتمع إليها تجار لمعاملة البربر.

تين ملل: الميم مفتوحة واللام الأولى مشددة مفتوحة. جبال بالمغرب بها قرى ومزارع يسكنها البرابر بين أولها ومراكش سرير ملك بني عبد المؤمن اليوم نحو ثلاثة فراسخ بها كان أول خروج محمد بن تومرت المسمى بالمهدي الذي أقام الدولة ومات فصارت لعبد المؤمن ثم لولده كما ذكرته في أخبارهم.

التين والزيتون: جبلان بالشام. وقيل التين جبال ما بين حلوان إلى همذان والزيتون جبال بالشام، وقيل: التين مسجد نوح عليه السلام والزيتون البيت المقدس وقيل التين مسجد دمشق، وقيل التين شعب بمكة يفرغ سيله في بلدح والتين واحد التينين المذكور ههنا هو جبل بنجد لبني أسد. قال الراجز:

وبين خوين زقاق واسع ** زقاق بين التين والربائع وبراق التين ومنسوبة إلى هذا الجبل. قال أبو محمد الخدامي الفقعسي الأسدي:

ترعى إلى جد لها مكين ** أكناف خو فبراق التين تيهرت: هي تاهرت وقد تقدم ذكرها.

التيه: الهاء خالصة وهو الموضع الذي ضل فيه موسى بن عمران وقومه وهي أرض بين أيلة ومصر وبحر القلزم وجبال السراة من أرض الشام. يقال: إنها أربعون فرسخا في مثلها وقيل: اثنا عشر فرسخا في ثمانية فراسخ وإياه أراد المتنبي. بقوله:

ضربت بها التيه ضرب القما ** ر إما لهذا وإما لذا والغالب على أرض التيه الرمال وفيها مواضع صلبة وبها نخيل وعيون مفترشة قليلة يتصل حد من حدودها بالجفار وحد بجبل طور سينا وحد بأرض بيت المقدس وما اتصل به من فلسطين وحد ينتهي إلى مفازة في ظهر ريف مصر إلى حد القلزم ويقال إن بني إسرائيل دخلوا التيه وليس منهم أحد فوق الستين إلى دون العشرين سنة فماتوا كلهم في أربعين سنة ولم يخرج منه ممن دخله مع موسى بن عمران عليه السلام إلا يوشع بن نون وكالب بن يوفنا وإنما خرج عقبهم.