يثرب داري أهذي يثرب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

يثربٌ داري أهذي يثرب

​يثربٌ داري أهذي يثرب​ المؤلف زكي مبارك


يثربٌ داري أهذي يثرب
في حماها للأماني ملعبُ
بقعة طابت فطاب الأطيب
إنها للروح والقلب أب
إلى الحمى المكنون إلى
حمى الأنصار
ملائكٌ أبرار
لكنهم كالنار
يحمون بالسيف ارواح المطيف بهم
والسيف يصنع ما لا تصنع النار
طيف غريبٌ في شمائله
والنحل من زهرات الروض يشتارُ
إنزل هنا يا فتىً ضاق المقام به
في بلدةٍ هجرها في اللَه وصلان
لا تشتموا بلداً أشقيت مهجتهُ
بغربتي عنه وهو مسرور وحزنان
وتمدح داراً باء بالشرك أهلها
فأضحوا وأمسوا في ضلال وخسران
أقول إني هجرت الدار معتصماً
بالصبر والصبرُ للأحزان ترياق
هجرتها وفؤادي من لواعجه
في ثورة الحزن بالأحزان دفاق
وتشرك باللَه العظيم حجَيرةً
بها السوس والجرذان من أهلها أهل
ما بال مكة تستهويك يا رجلاً
له إلى اللَه أنصارٌ وخلّان
بمكة كان الوحي فلتعذروا فتىً
له عند هاتيك المناسك قرآن
أكاد أجهل أني هائمٌ أبداً
بواحة ذبحها للقلب قربان
معاهد آبائي ومهد صبابتي
ومشرع حب كان لي فيه أخدان
إذا قلت هذه الدار قالت عواطف
بأني غريب في المنازل حيران
يا دار يثرب قد طال المقام بنا
ولي بمكة أجانب وجيران
لا بدّ من رجعة للبيت ثانيةً
إن الصخور بدت لي وهي أزهار
إن الذي في أمان اللَه غايتهُ
تخاف منه الدياجي السود والنار