انتقل إلى المحتوى

وقفت على ربع لمية ناقتي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

وقفتُ على ربعٍ لميَّة َ ناقتي

​وقفتُ على ربعٍ لميَّة َ ناقتي​ المؤلف ذو الرمة



وقفتُ على ربعٍ لميَّة َ ناقتي
 
فَمَا زِلْتُ أَبْكِي عِنْدَهُ وأُخَاطِبُهْ
وَأُسْقِيهِ حَتَّى كَادَ مِمَّا أَبِثُّهُ
 
تُكلِّمُني أحجارُهُ وملاعبهْ
بأجرعَ مقفارٍ بعيدٍ منَ القُرى
 
فَلاَة ٍ وَحُفَّتْ بِالْفَلاَة ِ جَوَانِبُهْ
بِهِ عَرَصَاتُ الْحَيِّ قَوَّبْنَ مَتْنَهُ
 
وَجْرَّدَ أَثْبَاجَ الْجَرَاثِيمِ حَاطِبُهْ
تُمَشِّي بِهِ الثّيِرَانُ كُلَّ عَشِيَّة ِ
 
كما اعتادَ بيتَ المرزُبانِ مرازبُهْ
كَأَنَّ سَحِيقَ الْمِسْكِ رَيَّا تُرَابِهِ
 
إذا هضبتهُ بالطِّلالِ هواضبهْ
إذا سيَّرَ الهيفُ الصَّهيلَ وأهلَهُ
 
مِنَ الصَّيْفِ عَنْهُ أَعْقَبَتْهُ نَوَازِبُهْ
نَظَرْتُ إِلَى أَظْعَانِ مَيّ كَأَنَّهَا
 
مولّية ً ميسٌ تميلُ ذوائبهْ
فأبديتُ منْ عينيَّ والصدرُ كاتمٌ
 
بِمُغْرَوْرِقٍ نَمَّتْ عَلَيْهِ سَوَاكِبُهْ
هَوَى آلِفٍ جآءَ الْفِرَاقُ فَلَمْ تُجِلْ
 
جوَآئِلَهَا أَسْرَارُهُ وَمَعَاتِبُهْ
ظَعَآئِنُ لَمْ يَحْلُلْنَ إِلاَّ تَنُوفَة ً
 
عَذَاة ً إِذَا مَا الْبَرْدُ هَبَّتْ حَنَائِبُهْ
تعرَّجنَ بالصَّمّانِ حتَّى تعذَّرتْ
 
عَلَيْهِنَّ أَرْبَاعُ اللّوَى وَمَشَارِبُهْ
وَحَتَّى رَأَيْنَ الْقِنْعَ مِنْ فَاقِىء ِ السَّفَا
 
قدِ انتسجتْ قريانهُ ومذانبهُ
وَلاَ زَالَ فِي أَرْضِي عَدُوٌّ أُحَارِبُهْ
 
أساريعُ معروفٍ وصرَّتْ جنادبهْ
فأصبحنْ بالجرعاءِ جرعاءِ مالكٍ
 
وآلُ الضُّحى تزهى الشُّبوحَ سبائبهْ
فَلَمَّا عَرَفْنَا آيَة َ البَيْنِ بَغْتَة ً
 
ورُدَّتْ لأحداجِ الفراقِ ركائبهْ
وَقَرَّبْن لِلأَظْعَانِ كُلَّ مُوَقَّعٍ
 
مِنَ الْبُزْلِ يُوفِي بالْحَوِيَّة ِ غَارِبُهْ
ولم يستطعْ إلفٌ لإلفٍ تحيَّة ً
 
منَ الناسِ إلاّ أنْ يسلِّمَ حاجبهْ
تراءى لنا منْ بينِ سجفينِ لمحة ً
 
غزالٌ أحمُّ العينِ بيضٌ ترائبهْ
إِذَا نَازَعَتْكَ الْقَوْلَ مَيَّة ُ أَو بَدَا
 
لكَ الوجهُ منها أو نضا الدَّرعَ سالبهْ
فيا لكَ من خدٍّ أسيلٍ ومنطقٍ
 
رخيمٍ ومنْ خلقٍ تعلَّلَ جادبُهْ
أَلاَ لاَ أَرَى مِثْلَ الْهَوَى دَآءَ مُسْلِمٍ
 
كَرِيمٍ وَلاَ مِثْلَ الْهَوَى لِيْمَ صَاحِبُهْ
مَتَى يَعْصِهِ تُبْرِحْ مُعَاصَاتُهُ بِهِ
 
وَإِنْ يَتَّبِعْ أَسْبَابَهُ فَهْوَ غَالِبُهْ
مَتَى تَظْعَنِي يَا مَيُّ عَنْ دَارِ جِيرَة ٍ
 
لَنَا وَالْهَوَى بَرْحٌ عَلَى مَنْ يُغَالِبُهْ
أَكُنْ مِثْلَ ذِي الأُلاَّفِ لُزَّتْ كُرَاعُهُ
 
إلى أختها الأخرى وولَّى صواحبهُ
تَقَاذَفْنَ أَطْلاَقاً وَقَارَبَ خَطْوَهُ
 
عنِ الذَّودِ تقييدٌ وهنَّ حبائبهْ
نأينَ فلا يسمعنَ إنْ حنَّ صوتهُ
 
وَلاَ الْحَبْلُ مُنْحَلٌّ وَلاَ هُوَ قَاضِبُهْ
وأشعثَ قدْ قايستهُ عرضَ هوجلٍ
 
سَوَآءٌ عَلَيْنَا صَحْوُهُ وَغيَاهِبُهْ
ومُخترَقٍ خاوي الممرِّ قطعتهُ
 
بِمُنْعَقِدٍ خَلْفَ الشَّرَاسِيْفِ حَالِبُهْ
يَكَادُ مِنَ التَّصْدِيرِ يَنْسَلُّ كُلَّمَا
 
ترنَّمَ أو مسَّ العمامة َ راكبهْ
طويلِ النَّسا والأخدعينِ عُذافرٍ
 
مُضَبَّرَة ٍ أَوْرَاكُهُ وَمنَاكِبُهْ
كأنَّ يماميّاً طوى فوقَ ظهرهِ
 
صفيحاً يُداني بينهُ ويُقاربهْ
إِذَا عُجْتُ مِنْهُ أَوْ رَأَى فَوْقَ رَحْلِهِ
 
تَحَرُّكَ شَيءٍ ظَنَّ أَنِّيَ ضَارِبُهْ
كأنِّي ورحلي فوقَ سيِّدِ عانة ٍ
 
منَ الحقبِ زمامٍ تلوحُ مَلاحبُهْ
رَعَى مَوْقِع الْوَسْمِيِّ حَيْثُ تَبَعَّقَتْ
 
عزالي السَّواحي وارثعنَّتْ هواضبهْ
لهُ واحفٌ فالصُّلبُ حتى تقطَّعتْ
 
خلافَ الثُّريَّا منْ أريكٍ مآربُهْ
يُقلِّبُ بالصَّمانِ قوداً جريدة ً
 
ترامى به قيعانهُ وأخاشبهْ
وَيَوْمٍ يُزِيرُ الظَّبْيَ أَقْصَى كِنَاسِهِ
 
وتنزو كنزوِ المُعلقاتِ جنادبُهْ
أَغَرَّ كَلَوْنِ الْمِلْحِ ضَاحِي تُرَابِهِ
 
إِذَا اسْتَوْقَدَتْ حِزَّانُهُ وَسَبَاسِبُهْ
تلثَّمتُ فاستقبلتُ منْ عنفوانهِ
 
أُوَاراً إِذَا مَا أَسْهَلَ اسْتَنَّ حَاصِبُهْ
إذا جعلَ الحرباءُ يبيضُّ لونهُ
 
وَيَخْضَرُّ مِنْ لَفْحِ الْهَجِيرِ غَبَاغِبُهْ
وَيَشْبَحُ بِالْكَفَّيْنِ شَبْحاً كَأَنَّهُ
 
أَخُو فُجْرَة ٍ عَالَى بِهِ الْجِذْعَ صَالِبُهْ
عَلَى ذَاتِ أَلَوَاحٍ طِوَالٍ وَكَاهِلٍ
 
أنافتْ أعاليه ومارتْ مناكبهْ
وَأَعْيَس قَدْ كَلَّفْتُهُ بُعْدَ شُقَّة ٍ
 
تعقَّدَ منهُ أبيضاهُ وحالبهْ
متى يُبلني الدهر الذي يرجعُ الفتى
 
على بدئهِ أو تشتعبني شواعبهْ
ركبتُ بهِ عوصاءَ ذاتَ كريهة ٍ
 
وَزَوْرَآء حَتَّى يَعْرِفَ الضَّيْمَ جَانِبُهْ
وأزورَ يمطو في بلادٍ عريضة ٍ
 
تعاوى به ذؤبانهُ وثعالبهْ
إلى كلِّ ديّارٍ تعرَّفنَ شخصهُ
 
من القفرِ حتى تقشعِرَّ ذوائبهْ
تعسَّفتهُ أسري على كورِ نضوة ٍ
 
تُعاطي زمامي تارة ً وتُجاذبهْ
أَخُو قَفْرَة ٍ مُسْتَوْحِشٌ لَيْسَ غَيْرُهُ
 
ضعيفُ النِّداءِ أصحلُ الصَّوتِ لاغبهْ
 
منَ اللَّيلِ جوزٌ واسبطرَّتْ كواكبهْ
 
إِلَى كَوْكَبٍ يَزْوِي لَهُ الْوَجْهَ شَارِبُهْ
 
إِلَى الْمَآءِ حَتَّى انْقَدَّ عَنْهَا طَحَالِبُهْ
فجاءتْ بسَجلٍ طعمه منْ أُجونهِ
 
كما شابَ للمورودِ بالبولِ شائبهْ
وجاءتْ بنسجٍ منْ صناعٍ ضعيفة ٍ
 
تنوسُ كأخلاقِ الشَّفوفِ ذعالبهْ
هِيَ انْتَسَجَتْهُ وَحْدَهَا أَوْ تَعَاوَنَتْ
 
على نسجهِ بينَ المثابِ عناكبهْ
دفقناهُ في بادي النَّشيئة ِ داثرٍ
 
قَدِيمٍ بِعَهْدِ النَّاسِ بُقْعٍ نَصَآئِبُهْ
على ضُمَّرٍ هيمٍ فراوٍ وعائفٌ
 
ونائلُ شيءٍ سيِّءُ الشُّربِ قاصبهْ
سُحيراً وآفاقُ السَّماءِ كأنَّها
 
بِهَا بَقَرٌ أَفْتَآؤُهُ وَقَرَاهِبُهْ
تَؤُمُّ فَتى ً مِنْ آلِ مَرْوَانَ أُطْلِقَتْ
 
يداهُ وطابتْ في قريشٍ مضاربهْ
 
بِنَا مَصدَراً وَالْقَرْنُ لَمْ يَبْدُ حَاجِبُهْ
ألا ربَّ منْ يهوى وفاتي ولو أتتْ
 
وفاتي لذلَّتْ للعدوِّ مراتبهْ
وَقَآئِلَة ٍ تَخْشَى عَلَيَّ أَظُنُّهُ
 
سيودي بهِ ترحالهُ ومذاهبُهْ