انتقل إلى المحتوى

مفيد العلوم ومبيد الهموم/كتاب الغرائب/الباب الخامس

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


الباب الخامس في غرائب الاخبار

قال أبو ذر العقيلي يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق السموات قال في غمام فوقه هواء وتحته هواء يعني قبل خلق السماء كان الله ولم تكن الاشياء ولم يكن فوق ولا تحت وقيل في غمام ممدود وهو السحاب الرقيق وقال تعالى ﴿لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ أي عليها فلا يصح وصف الله بأنه في مكان يعني كان الله وغيره من الاشياء كان عدمًا محضًا قوله للجارية المنذور عتقها أين الله فأشارت إلى السماء فقال إعتقها فإنها مؤمنة وهذا سؤال عن المكانة لا عن المكان كما يقال أين فلان بن فلان يراد به المكانة والمنزلة لا المكان يعني عظمته في قلبي كعظمة السماء وقيل استراب النبي بأنها موحدة أو وثنية تعبد الأصنام فلما أشارت إلى السماء يعني خالقي الذي خلق السماء قال أعتقها قوله نحن أحق بالشك من إبراهيم ورحم الله لوطا إنه كان يأوي الي ركن شديد وهذا طعن على نفسه وعلى إبراهيم قوله أحق بالشك قال قوم شك إبراهيم ولم يشك نبي فقال أنا أحق بالشك من إبراهيم تواضعًا منه وتقديمًا له على نفسه يريد انا لا نشك ونحن دونه فكيف يشك هو ليطمئن قلبي أي يطمئن بتعيين النظر قوله لا عدوى ولا طيرة ثم قال لا يردن ذو عاهة على مصحح وفر من المجذوم تشتد رائحته حتى يسقم جليسه وأكيله والمرأة تكون تحت المجذوم فتسقم لرائحته (فصل) قال إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كأن الوالد أعتق نسمة قيل يا رسول الله وإن نظر ثلاثمائة نظرة فقال الله أكبر يعني عطاؤه أكبر وقال ان الله تعالى يحاسب العبد فيما ينفقه إلا في ثلاثة مواطن عند فطوره وعند سحوره وعند حضور ضيفه وقال ما من نبت إلا وبجنبه ملك موكل به حتى يحصد فأيما امرء وطيء ذلك النبت لعنه ذلك الملك وقال ما أنفق عبد درهمًا في زنا إلا فقد ستمائة درهم لا يعرف لها وجها وما أنعم رجل على رجل بنعم فلم يشكرها فدعا عليه إلا استجيب له وقال ما عجت الأرض إلى ربها عز وجل من شيء كعجها من ثلاثة من دم حرام سفك عليها أو غسل من زنا أو نوم قبل طلوع الشمس وما من امرأة تصدقت على زوجها بشيء من صداقها قبل أن يدخل بها إلا كتب الله لها بكل دينار عتق رقبة ما من خطيئة عند الله بعد الكبائر أعظم من خطيئة من يموت وعليه أموال الناس دينا في رقبته لا يجد له قضاء قال ما منكم من أحد يصيبه شيء إلا رآه في منامه قبل ذلك حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ما من مسلم يغرس غرسًا أو يزرع زرعًا فيأكل منه سبع ولا طير ولا إنس ولا جان إلا كان له بذلك صدقة ما من أحد إلّا ودّ أنه كان بما أوتي من الدنيا فوقاه من أهوال الساعة من ولد له مولود فسماه محمدًا تبركًا كان هو ومولوده في الجنة ومن غرس يوم الأربعاء فقال سبحان الوارث الباعث فإنه يأكلها ومن بلغ ابنه النكاح وعنده ما ينكحه ثم أحدث حدثًا فالاثم عليه من باع عقدة من داره بغير ضرورة سلط الله على ثمنه تالفًا يتلفه ومن جاوز أربعين سنة ولم يغلب خيره على شره فليتجهز إلى النار من كانت تجارته الطعام بات وفي صدره غل المسلمين ومن وقر عالمًا فقد وقر ربه من قلم أظفاره يوم الجمعة عوفي من السوء كله إلى الجمعة الأخرى من سره أن يحرم الله وجهه ولحمه ودمه على النار فليمت بقزوين من بني فوق عشرة أذرع نادى مناد من السماء يا عدو الله أين تريد ومن تختم بالعقيق ونقش فصه وما توفيقي إلا بالله وفقه الله لكل خير وأحبه الملكان الموكلان به من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الاسلام ومن زنى زني به ولو بحيطان داره لما كان الليلة التي ولد فيها أبو بكر الصديق رضي الله عنه أقبل ربكم عز وجل إلى جنة عدن فقال وعزتي وجلالي لا أدخلك إلا من أحب هذا المولود.