محاضرات في تاريخ الدولة العباسية/الباب الأول، الفصل التاسع: خلافة المأمون

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة


الفصل التاسع

خلافة المأمـــــــون

۱۹۸ - ۲۱۸هـ / ۸۱۳ – ۸۳۳م

وحسب السياسة التقليدية للخلفاء العباسيين عمل الخليفة الجديد على التخلص ممن يستشعر خطره من كبار الرجال الذين مهدوا له الطريق إلـى الملك فكان نصيب الفاتح الكبير طاهر بن الحسين أن أمر بالتخلي عن كل فتوحاته، من: كور الجبال والعراق وفارس والأهواز والحجاز واليمن للحسـن ابن سهل أخي الوزير الخطير الفضل، الذي استعمله المأمون - بإيحـاء الوزير من غير شك. ولم يفعل طاهر سوى مدافعته بتسليم الخراج حتى وفى الجند أرزاقهم، وبعد ذلك كان على طاهر أن يسير حسب أوامر الحسـن ابن سهل إلى الرقة على رأس قوات غير كافية لحرب أحد ثوار الشام مـن رجال الأمين، وهو ابن شبث (نصر بن سيار) الذي غلب على نواحي حلب وما جاورها من الجهات، وعبر الفرات إلى الجانب الشرقي يبغي التغلب عليه. وفي نفس الوقت ولى طاهر الولايات المضطربة، والتي لم تكن قـد دخلت في الطاعة بعد، وهي الموصل والجزيرة والشام والمغرب. أما عـن هرثمة بن أعين فسيكون مصيره الموت بعد قليل.

العلويون وثورة أبي السرايا:


انتهز أعداء الدولة عدم الاستقرار هذا وعملوا على الاستفادة من الاضطراب أو الصيد في الماء العكر، كما يقال، فظن العلويون ودعاتهـم أن الخلافة العباسية قد ضعضعها الصراع وأن الفرصة مواتية لقيام دولتهم المنتظرة. وفي ١٠ من جمادى الثانية سنة ١٤٩هـ أعلنوا إمامة أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بابن طباطبا بالكوفة، مركز العلويين ودعوا للرضا من آل محمد، والعمل بالكتاب والسنّة.

وربما كانت الظروف التي قامت أثناءها دعوة ابن طباطبا تدعو إلـى التفكير في موقف قواد المأمون مثل طاهر وهرثمة، وهل كان لهذا الموقـف تأثير غير مباشر على الأقل على سير الحوادث في ذلك الاتجاه. فتنحية طاهر عما كان إليه من الأعمال التي افتتحها والعهد بها إلى الحسن بن سهل أخي وزير المأمون القوي الذي أصبح يدعى ذا الرئاستين، كان من شأنه أن دارت الشائعات بأن الوزير غلب على المأمون، وكان من الطبيعي أن يثير ذلك بني هاشم ووجوه الناس وأن يهيج الفتن. وهذا عن طاهر، أما فيمـا يتعلق بهرثمة فإن الرجل الذي قام بأمر حرب العلوي أي بقيادة جيوشـه أبو السرايا الذي كان مخاطر أشبه ما يكون بزعماء العصابات والـذي كان يعمل تحت قيادة هرثمة أثناء الصراع بين الأمين والمأمون. فلما استتب الأمن عاد الرجل الى سيرته الأولى. هنا يمكن التساؤل عما إذا كانت علاقة هرثمة قد انقطعت نهائياً بهذا المغامر؟ وهل لم يكن من مال هرثمة أن تقوم أمام منافسة طاهر بعض المصاعب؟ من الصعب أن نجد أجوبة لهذه الأسئلة.

على كل حال التقى أبو السرايا بابن طباطبا وأصبح قائده، وعندما وجه الحسن بن سهل إليهما جيشاً تمكنا من هزيمة هذا الجيش في آخر جمادى الثاني. ولكن في الشهر التالي يموت ابن طباطبا، والظاهر أن أبا السرايا الذي كان يريد أن يكون صاحب الأمر الفعلي تخلص منه فسمه، وأقام مكانه غلاماً علوياً (محمد بن محمد بن زيد) فتحقق له ما كان يبغي. وعندما أرسل الحسن بن سهل جيشاً ثانياً تمكن أبو السرايا من القضاء عليه قضاءً تاماً.

وعندئذ أحس الطالبيون بقوتهم فانتشروا في البلاد يبشرون بدولتهم، ودعوا نصر بن شبث بالشام إلى بيعتهم فرفض، وقال: "إنما حاربتهم محاماة عن العرب لأنهم يقدمون عليهم العجم". وضرب أبو السرايا الدراهم بالكوفة، وسيّر قواته إلى البصرة وواسط ونواحيهما، بل وأكثر من هذا ظن أن أطراف الدولة قد دانت له أو على وشك أن تدين، فأرسل العمال والولاة إلـى مختلف الجهات: إلى البصرة وإلى مكة حيث فسد موسم الحج هذا العـام، وإلى اليمن وفارس والأهواز. وفعلاً غلب رجاله على البصرة والأهواز والمدائن واليمن، كما انسحبت أمام قائده جيوش الحسن بن سهل التي كانت بواسط إلى بغداد، حتى طمع في دخول بغداد نفسها.

وعندما استفحل الخطر، اضطر الحسن بن سهل إلى استدعاء هرثمة الذي كان قد سار نحو خراسان وهو مختلف مع الحسن. ورضي هرثمة بعد امتناع الذهاب لحرب أبي السرايا، وتمكن من هزيمته بسهولة قرب المدائن، فارتد أبو السرايا والطالبيون إلى الكوفة حيث قاموا بأعمال انتقامية ضد من بها من بني العباس، فهدموا دورهم وانتهبوها وخربوا ضياعهم، ولكن لم يلبث أبو السرايا أن خرج منها ودخلها هرثمة (في ١٦ من المحرم سنـة ٢٠٠هـ). وانتهى الأمر بالقبض على أبي السرايا وقتله وتسيير رأسه إلى المأمون.

في هذه الفترة القصيرة التي عرف فيها العلويون سطوة الحكـم والسلطان قاموا بأعمال انتقامية شنيعة، كما أساءوا السيرة. فكما حدث في الكوفة حدث في البصرة حتى سمي زيد بن موسى بن جعفر بزيد النار، لكثرة ما أحرق بالبصرة في دور العباسيين. وفي اليمن أطلق على إبراهيم بن موسى جعفر "الجزار"، لكثرة من قتل باليمن وسبى وأخذ من الأموال. وكذلك لم تسلم مكة والكعبة من فعالهم السيئة، فقام الأفطس (الحسين بن الحسن) عامل أبـي السرايا بالاستيلاء على ودائع بني العباس هناك وأخذ أموال الناس، ومـال أصحابه على شبابيك الكعبة وأخذوا ما كان عليها من أساطين الذهب اليسيرة وما كان بخزانتها من المال. ولما بلغه مـوت أبي السرايا ألح على محمـد ابن حفر المجوز في قبول الخلافة وأجبروا الناس على بيعته. وأخيراً تمادى الطالبيون في غيهم وانتهكوا الأعراض1. وأخيرا تمكنت جنود هرثمة مع جنود والي اليمن المطرود من هزيمتهم. واعتذر محمد بن جعفر بأنها كانت فتنة عمت الأرض، وخلع نفسه فسیر به إلی المأمون سنة ٢٠١هـ. هكذا قضى هرثمة تماماً على الفتنة العلوية التي ربما كان له ضلع في إثارتها، نكاية في إبني سهل اللذين غلبا على الخليفة أو هذا ما سيتهمه به أعداؤه هؤلاء، فيغضب عليه المأمون ويموت بعد أيام في حبس الفضل.

الاضطرابات في بغداد:


أما عن بغداد فكان من الصعب عليها أن تعيش مطمئنة بـدون خليفة. وألقيت تبعة عدم مجيء الخليفة إلى العاصمة على إبني سهل، وانتهز الجند تأخر أرزاقهم بعض الوقت، فثاروا ضد الحسن بن سهل، وتمكنوا من طرده هو وعماله (ونادوا بإسحق بن موسى الهادي نائباً للمأمون على بغداد). وحاول الحسن إرضاءهم بالمال بعد أن استعمل معهم العنف، ولكن وصـول خبر مقتل هرثمة2 وهروب بعض العلويين من سجن البصرة زاد من هياج الفتنة. وخرج قائد الحسن بن سهل عن بغداد، وسار الحسن نفسه من المدائـن إلى واسط في أوائل سنة ٢٠١هـ. وفكر الهاشميون وأهل بغداد الغاضبين على الحسن بن سهل في مبايعة منصور بن المهدي، وعرضوا عليه الخلافة ولكنه كان مخلصاً للمأمون فأبى. وأخيراً رضي أن يضبط الأمور باسـم المأمون أي أن يكون نائباً له ببغداد والعراق (كانوا يقولون لا نرضى بالمجوسي ابن المجوسي).
المطوعة في بغداد:


إزاء اضطراب بغداد هذا، وقيام الفتن بين الناس وانتشار السلب والنهب والمفاسد، من قطع الطريق إلى أخذ النساء أو الصبيان علانية، وقصور السلطات عن ضبط الأمور، قامت حركة شعبية تهدف إلى نشر الأمن والطمأنينة وحسن المعاملة بین الناس، واتخذ القائمون بهذه الحركة المبدأ الإسلامي الشهير وهو: "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" شعاراً لهم. معنـى ذلك أن الحركة كانت في أول أمرها عبارة عن دعوة إلى التقوى ولزوم أوامـر الدين. هذه الدعوة ستعطي أعمال الجماعة عندما تضرب على أيــــدي الفساد صفة شرعية، إذ أن هذا العمل من اختصاصات صاحب الأمر الشرعي.

وأول من فكر في تنظيم هذه الحركة رجل اسمه خالد الدريوش. دعا هذا الرجل جيرانه وأهل محلته إلى معاونته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو بوجه أصح على تحقيق النصف الثاني من هذا المبدأ: النهـي عن المنكر. وفعلاً قاتل الفساق وتمكن من هزيمتهم. كل هذا في حــــدود الاعتراف بسلطان ولي الأمر، وقام بعد ذلك رجل آخر اسمه سهل بن سلامة وعلق صحفاً في عنقه ودعا الناس لمناصرته في دعوته، ولكن لما كان كثيـر من أصحاب هذين الداعيين من عامة الناس وغوغائهم فإن منصور بن المهدي الذي دخل بغداد قاومهما وهزم أصحابهما. وفي هذا الوقت كانت هنـاك مفاوضات بين الحسن بن سهل وأهل بغداد، من أجل تأمينهم على أن يعطى لهم وللجند من الثوار الأرزاق. وفعلاً تم الاتفاق على ذلك وعاد الحسن بن سهل إلى بغداد (۱۳ من شوال سنة ٢٠١هـ)، إلا أن سهل ابن سلامة ظل على ما كان عليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

العهد للعلويين:


في غمرة الحوادث الدامية هذه وجد المأمون أن الفضل في ما وصلت إليه الدولة من حالة الاضطراب التي تكاد تودي بالأسرة العباسية، بل بالأسرة النبوية جميعا، يعود إلى مشكلة وراثة العرش، التي لم يستطع أسلافه إيجاد حل مرضٍ لها. وفكر هو في إيجاد حل لهذه المسألة. وربما كـان المأمون خيالياً بعض الشيء فيما فكر فيه، وربما كان فيلسوفاً يريد أن يصل إلى أصل الداء فعلى حين غرة أعلن العلوي علي بن موسى الرضا ولياً للعهد بعده، وكان قد خلع أخاه المؤتمن قبل ذلك سنة ١٩٨هـ.

ويمكن النظر إلى هذا الإجراء من وجهين:
     ١ - على أنه عمل سياسي سوف يرمي إلى إرضاء العلويين وأتباعهم ومن يعطفون عليهم في أنحاء الدولة المختلفة، وهؤلاء كانوا عديدين في العـراق والحجاز إرضاءً موقتاً، ورغم سياسة القمع التي كانت الأسرة العلوية هدفاً لها لم تزل الأسرة تتمتع بنصيب كبير من التعظيم، كما أن العباسيين كانــــــــــــوا يخشون أن يجلبوا لأنفسهم، عن طريق الشدة القاسية، كراهية الشعب التي كانت نحساً وشؤماً على الأمويين.

     ۲ - على أن المسألة أعمق من هذا، وأنها تتصل بشرعية ولي الأمر وأحقية الفرع العلوي من أسرة النبي هو الآخر في الاشتراك في الحكم اشتراكا فعليا، وهذه نظرة الفيلسوف الزاهد الذي يبحث عن الحقائق الصرفـة دون اعتبارات أخرى. ويمكن التفكير في أن المأمون كان متأثرا في ذلك بآراء وزيره الفضل بن سهل.

ويؤيد وجهة النظر الثانية هذه، أن المأمون زود العلوي ابنته أم حبيب، وزوج ابن الرضا وهو محمد ابنة أخرى وهي أم الفضل، وفي هـذا معنى تحقيق وحدة الفرعين العباسي والعلوي. ثم أنه غير اللون الأسـود، لون العباسيين للرايات والخلع، وأحل محله اللون الأخضر شعار العلوييـن (معنى ذلك حل المشكلة العلوية وقيام دولتهم المنتظرة)، وربما أيدهـا أيضاً تصرفات المأمون إزاء العلويين بعد وفاة الرضا.
نتائج بيعة الرضـا:


ولكن هذا العمل السياسي الغريب أتي بعكس ما كان يتوقع له في العراق، فبدلا من أن يؤدي الى الهدوء، أثار الغضب، إذ احتج جميع العباسيين على اعتزال أو تنحي رئيسهم (قالوا لا تخرج الخلافة من ولـد العباس)3. وفي بغداد رفضوا أداء البيعة للأمير العلوي وفكروا في خلـع المأمون نفسه (كان أشدهم فيه منصور وإبراهيم أبناء المهدي) وفعلاً تنازعوا هذا الأمر أثناء خطبة الجمعة (٢٧ ذي الحجة) وتفرق الناس دون صلاة، بعد أن نودي بعم المأمون، وهو المغني والموسيقي الهاوي إبراهيم بن المهدي، خليفة ولقبوه "بالمبارك".

وتمكن ابراهيم من الاستيلاء على الكوفة مركز العلويين، اذ أن هؤلاء في جانبهم لم يرضوا عن البيعة لعلي بن موسى الرضا بعد المأمون الا أن تكون البيعة للرضا فقط. واستولى كذلك على السواد جميعه، ثم أخذ قصـر ابن هبيرة بفضل اختلاف بعض قواد الحسن بن سهل (۱۰ ربیع) وسيـر إبراهیم جنوده الى واسط حيث كان عسكر الحسن متحصنين، ولكنهم انهزموا وفي بغداد نفسها قبض إبراهيم على سهل بن سلامة الذي كان يدعو علـى رأس رجاله إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (كان قائده عيسى بـن محمد بن أبي خالد يسميهم الفساق) فعاقبه وحبسه. وعندئذ عرف المامون أن بغداد لا تستطيع أن تعيش بدون خليفة، كما رأى عدم جدوى ولاية العـلـوي للعهد فقرر أن يعمل شخصياً. والظاهر أن وزيره أمده بمعلومات خاطئة عن الموقف بالعراق وأن صهره الطالبي هو الذي أوضع له الأمر (ابنا سهل أخفيا عنه بيعة ابراهيم). وكان هناك خطر جديد يهدده في المشرق، فالحركات المذهبية التي بدأت بتعاليم أبي مسلم، والتي تابعه فيها المقنع عن تناسخ الأرواح والحلول الإلهي كانت قد انتشرت في آذربيجان بفضل من يسمى بابك الذي اكتسب كثيرا من الأتباع، والذي ربما بلغت قوته إلى حد فصل الولايات الإيرانية عن الغرب لو قدر لحركته أن تتسع إلى أكثر من ذلك - فهم المأمون إذن خطـورة الموقف، وترك مرو وسار إلى بغداد ولحسن حظه تمكن من الخروج من المأزق الذي دبّره هو نفسه. ففي الطريق تحدث مآسٍ اشتهر بها التاريخ العباسي، إذ يغتال الفضل بن سهل، ذو الرئاستين، بسرخس - بتدبير من الخليفة على ما تدل الظواهر. واتجه المأمون نحو طوس لزيارة قبر والده، والتبـرك بالصلاة عليه. وفي طوس مات صهره العلوي مصاباً بسوء هضم، كما يقـال (أكل عنباً وكان يحب العنب)، ولكن من المحتمل أنه مات مسموماً (ابن الأثير لا يعتقد في ذلك)4، ودفن إلى جانب قبر هارون. ولما كان العـلـويـون سيعتبرونه شهيداً في القريب العاجل، بنيت حول قبره مدينة جديدة سميت المشهد الرضوي أو "مشهد" التي محت نهائياً مدينة طوس القديمة، والتـي تمثل الآن أكبر عتبات الشيعة المقدسة إلى جانب كربلاء.

ولما كان أخو الوزير وهو الحسن بن سهل بمنطقة واسط، وكان غريبـا بالنسبة للعراقيين فإنه سيجن بعد قليل، كما يقال، ويسجن بهذه الحجـة5، وبناء على ذلك فإن أهل بغداد بدأوا يهجرون المطالب بالخلافة (إبراهيم بن المهدي) الذي اضطر إلى الاختفاء، بعد أن تسلل قواده إلى قـــــــواد المأمون وفشل محاولاته للاحتفاظ بمركزه (في ١٦ ذي الحجة سنة ٢٠٣هـ)، كما اختفى الفضل بن الربيع أيضاً ثم إنه تحول إلى قائد المأمون، وسمحوا للمأمون بدخول بغداد.

عودة المأمون إلى بغداد:


دخل المأمون بغداد في صفر سنة ٢٠٤هـ / أغسطس ٨١٩م وبصحبتـه طاهر بن الحسين الذي كان المأمون قد استدعاه من الرقة (للقدوم عليـه بالنهروان). وكان المأمون يتخذ لون العلويين الأخضر شعاراً له، ولكنه لن يلبث أن يغيره بلون العباسيين الأسود (حسب نصيحة طاهر الذي أصبح رئيس شرطة بغداد، وعامل خراج السواد). وعمل المأمون على تهدئة العراقيين بأن خفف الأعباء المالية عن أهل السواد بعض الشيء (وهي نفس السياسة المالية التي اتخذها عندما اعتصم بخراسان أول أمره، فقد أمر بمقاسمة أهل السواد على الخمسين وكانوا يقاسمون على النصف ).

طاهر يلي خراسان:


وفي السنة التالية سنة ٢٠٥ هـ سار طاهر إلى خراسان بأمر الخليفة الذي ولاه على المشرق من مدينة السلام إلى أقصى عمل المشرق، إذ كانـت الأحوال تنذر بالاضطراب والفتنة هناك وبعد قليل من الوقت أصبح السيد الذي لا ينازع للولاية جميعاً. وتمت ولاية طاهر لخراسان بفضل تدبيره هو نفسه، وذلك أن صديقه أحمد بن أبي خالد (الوزير) أثار شكوك المأمون حول مقدرة والي خراسان غسان بن عباد (ابن عم الحسن بن سهل منافس طاهـر)، فقال: "أخاف أن تخرج عليه خارجة من الترك فتهلكه". وربما كان أحمد ابن أبي خالد مغرضاً، فعندما توجه إلى خراسان في أيام طلحة بن طاهر ليقوم بأمره وهب له طلحة ٣ آلاف درهم وعروضاً بألفي ألف درهم لإبراهيم بن العباس كاتب أحمد ٥٠٠ ألف درهم وبعد مسير طاهر إلــى المشرق حل ابنه عبد الله بن طاهر الذي خلفه في قتال نصر بن شبث بالرقة محله ببغداد كصاحب الشرطة، كما ولاه المأمون من الرقة إلى مصر وكذلــــك الجزيرة. وبعد قليل سيشعر طاهر بقوته حتى أنه في (سنة ٢٠٧هـ - ٨٢٢م) لنفسه بإهمال ذكر اسم الخليفة في خطبة الجمعة. ورغم أن الإهمال أو السكوت كان معناه العصيان المكشوف أو إعلان الاستقلال عـن الخلافة، ومع أن الشكوك قالت عن طاهر الذي توفي عقب ذلك مباشرة أنـه مات مسموماً بتدبير من الخليفة، إلا أن المأمون عين ابنه طلحة واليـاً لخراسان. وسيظل أحفاد طاهر محتفظين بهذا المركز حوالي قرن - بينما يشغل أفراد الأسرة وظائف مهمة في الغرب منها شرطة بغداد. وهكذا فقدت الدولة، حقيقة، ولايتها الشرقية المتطرفة، كما سبق أن فقدت الولاية الغربيـة (ولاية الأغالبة).

حلب والموصـل:


ورغم عودة المأمون إلى بغداد فإن الولايات المختلفة كانت قد تعـودت على الاضطراب، وسيؤدي عبد الله بن طاهر خدمات عظيمة للدولة فيما يختص بإدارة الولايات الغربية. ففي منطقة حلب حيث كان نصر بن شبث، وهو تابع الأمين المخلص والمتعصب للعرب، قد رفض طاعة المأمون وغلب على الجهة، فان طاهرا قام بمحاربته، ولكنه لم يستطع قهره إلا سنة ٢٠٩هـ - ٨٢٥م6، وسير بابـن شبث إلى بغداد.

وانتهز أحد العباسيين من أتباع إبراهيم بن المهدي وهو المدعو "ابن عائشة" هذه الفرصة ودبر القيام بانقلاب في العاصمة، ولكن كشف أمره، وكـان جزاؤه القتل والصلب بعد الضرب والحبس (وهو أول عباسي صلب في الإسلام) وفي نفس هذه السنة (٢١٠هـ) قبض على إبراهيم بن المهدي نفسه (وكان متنقباً فـي زي امرأة)، ولكنه تمكن من نيل صفح المأمون وعفوه. أما عن منطقة الموصل فكانت مضطربة كالعهد بها. إذ قامت الحرب بين واليها السيد بن أنس وبين علي بن مدقة المعروف بزريق7 والي أرمينية واذربيجان وانتهت بقتل ابن أنس سنة ٢١١هـ. وفي السنة التالية أرسل المأمون أحد قواده (محمد بن حميد الطوسي) لحرب بابك وأمره في نفس الوقت أن يصلح أمر الموصل فتمكن من هزيمة زريق وأرسله للخليفة (وأصبح هو والياً للموصل ).

الحالـة في مصر:


أما عن مصر فإنها عرفت الاضطراب هي أيضاً على عهد المأمون، وكـان علي عبد الله بن طاهر أقامة الأمن واتباب النظام بها. إذ ثار النزاع القديم بين عرب الجنوب وعرب الشمال بمناسبة النزاع بين الأخوين: فانضم القيسيــون للأمين وأخذ الكلبيون جانب المأمون. وتحققت وحدة الإمبراطورية من جديد. ولكن مصر ظلت مضطربة حتى اضطر المأمون نفسه إلى القدوم إليها سنة ٢١٦هـ. ففي سنة ٢١٠هـ وبعد أن تخلص عبد الله بن طاهر من نصر بن شبث سار نحو مصر وكان قد تغلب عليها عبد الله بن سري. تمكن هذا الرجل من مقاومـة القائد الذي أرسله عبد الله بن طاهر. ولكن عندما توجه ابن طاهر نحو العاصمة المصرية انهزم ابن سري ودخل المدينة واعتصم بها. ولكن ابن طاهر شدد عليـه الحصار حتى استسلم وحمل إلى بغداد. ولكن حدث في نفس هذا الوقت أن غزا حشد من الأندلسيين (١٥ ألف رجل) الذين نفاهم الحكم صاحب الأندلس الأموي الإسكندرية واستولوا عليها وأثاروا الاضطراب من جديد. ولكن عبد الله تمكن بعد قليل من إرغامهم على الانسحاب إلى جزيرة كريت وتسيير دولاب الإدارة من جديد (هذا الحادث يدل على ما يشبه الوحدة الإسلامية في البحر المتوسط أيام الاضمحلال البيزنطي - سيظل الأندلسيون بكريت حتى يطردهم البيزنطيـــــــون منها سنة ٩٦١م). وعاد عبد الله بن طاهر إلى بغداد فاستقبله المأمون وأهل المدينة استقبال الفاتحين. وبعد موت أخيه طلحة سنة ٢١٣هـ تمكن من وضع يده على ممتلكات الطاهريين الوراثية في خراسان (قيل أنه ولي خراسان بعد أبيه ولكـنه كان قد عهد بها إلى أخيه طلحة). وقام ولي العهد أبو إسحق المعتصم بإمرة مصر ولكنه أظهر عدم كفاءة إذ وثبت العصبيات العربية من قيسية ويمنية بواليه وقتلوه (ربيع أول سنة ٢١٤هـ) فاضطر إلى السير بنفسه وقتال الثــــــوار وقمعهم بالقوة. ولكن الاضطرابات عادت من جديد (واشترك القبط في الثورة) حتى اضطر المأمون نفسه إلى المسير من دمشق إلى مصر في أواخر سنة ٢١٦هـ كمـا قدم القائد التركي الأفشين إليها من برقة. وأقام المأمون بمصر سنة ٢١٧هـ حتى هدأت الأحوال (إذ ظفر الأفشين بأهل الفرما وقتل عبدوس الفهري الذي كان قد وثب بعمال المعتصم، وقيل أن المأمون هو الذي أمر بحفر الثلمة التي في الهرم الأكبر.

وعن اليمن، فقد قامت بها ثورة علوية، فرغم المعاملة الخاصة التـي حابى المأمون بها الطالبيين، دعا عبد الرحمن بن أحمد العلوي لنفسه بالخلافة هناك سنة ٢٠٧هـ (للرضا من آل محمد) منتهزاً تذمر أهل البلاد من العمال. ولكن ما أن وجه المأمون أحد قواده (دينار بن عبد الله) إلى هناك وخير الطالبي بين أمان الخليفة والحرب حتى أعلن الثائر الطاعة فاقتيد الى المأمون.

وكان لهذه الثورة أثرها في نفس المأمون فأمر بمنع الطالبيين من الدخول عليه، كما منعهم من ارتداء لونهم الأخضر وأمرهم بلبس السواد. وبدأ يكون حذراً بعض الشيء في معاملته لهم، حريصا على تعقب أبنائهم. فهو عندمـا تصله شائعات أنكرها عن ميل عبد الله بن طاهر إلى العلويين لا يتورع عن أن يدس عليه رجلا يتظاهر بالدعوة للعلويين حتى يتأكد من صحة رأيه في ابن طاهر.

ولكن لم يكن هذا تغييرا جوهريا في سياسته إزائهم همو دائم العطف عليهم والمحاباة لهم يفعل ذلك طبعاً لا تكلفاً، كما تقول النصوص. فهو في نفس السنة ۲۱۱هـ ينادي بالحط من شأن معاوية - عدو علي اللدود - ويلعن من ذکره بخیر أو فضله على أحد من أصحاب النبي. وفي السنة التالية ٢١٢هـ يعلن تفضيل علي بن أبي طالب على جميع الصحابة، وكما أنه قبل أن يموت ينص فـي وصيته لأخيه المعتصم على إحسان محبة بني عمه أولاد أمير المؤمنين علي والتجاوز عن مسيئهم.

بداية بابك الخرمي:


هذه الاضطرابات التي حلت بمختلف الولايات لم يكن لها خطورة الحركة المذهبية الخطيرة التي ترأسها بابك باذربيجان. هذه الحركة التي ظهرت سنة ۱۹۲هـ في أواخر أيام الرشيد، بداها رجل يسمى جاوبدان بن سهل وستظــل تقوى وتشتد طيلة عهدي الأمين والمأمون حتى تصبح خطرا داهما على عهـد المستعصم الذي سيتمكن بفضل قواده الترك من التغلب على الثوار. ولا شك في أن الانقسام الذي أضعف الدولة أيام الأمين والاضطرابات التي تلت موته كانت من الأسباب التي مكنت الثوار من الاعتصام بجهتهم ومقاومة الحملات الضعيفة التي كانت توجهها لهم الحكومة المركزية. والحقيقة أنه لو قدر للرشيد أن يعيـــش بعض الوقت لقضى على الحركة في مهدها. إذ أنه في نفس السنة التي بدأت فيهـا الحركة (١٩٢هـ) وجه إليهم قائداً على رأس ۱۰ آلاف رجل فنكل بهم. وكان الرشيد حازماً إزاء الثوار فأمر بقتل أسراهم وبيع سباياهم. وظلت الحركة ضعيفة حتى سنـة ۲۰۱هـ حین ظهر على رأسها رجل صعب المراس هو بابك الخرمي8 الذي أظهر إلى جانب كونه داعية سياسيا ودينيا كفاءة عسكرية ممتازة فدوخ الجيوش تلو الجيوش.

ففي سنة ٢٠٤هـ كانت الحرب سجالاً بينه وبين قائد الخلافة يحيى بـن معاذ. وفي سنة ٢٠٦هـ هزم عيسى بن محمد بن أبي خالد، وفي سنة ٢٠٦هـ ولی المأمون زريق وهو علي بن صدقة على أرمينية واذربيجان وأمره بحرب بابك، ولكـن هذا اكتفى بأن أثار الاضطراب في الموصل والجزيرة - كما رأينا. وأرسل المأمون قائداً آخراً (هو محمد بن حميد) فتك بزريق وتوجه إلى أذربيجـان لملاقاة بابك. وتوغل ابن حميد في البلاد الجبلية نحو معاقل الثوار متخـذاً الحيطة في سلوك الدروب والمفاوز وحراستها، ولكن فاجأته قوات بابك فـي مضايق الجبال من كل وجه فانهزم الجيش وقتل ابن حميد. وظل الثائـر معتصماً بجبال أذربيجان حتى وفاة المأمون سنة ٢١٨هـ.

الى جانب الثورة المذهبية المسلحة هذه، عرف مركز الدولة حركة دينية أشبه ما تكون بحركة الزنادقة على عهد المهدي، وهي التي نسميها بمحنــة خلق القرآن. إذ اهتم المأمون بالمسائل الدينية، وتدخل في الجدل بين المعتزلة وأهل السنة. ومع أن العامة لم تهتم كثيراً بمسألة القضاء والقدر إلا إنها اهتمت اهتماماً بالغاً بمشكلة خلق القرآن. اذ اعتنق المأمون رأي المعتزلة في أن القرآن مخلوق وأظهر ذلك سنة ٢١٢هـ وبدأ يجبر القضاة والفقهـاء والأئمة على إعلان "خلق القرآن". واتخذ إجراءات شاذة ضد من لم يعتنق هذه الفكرة فترك الاستعانة به وربما ذهب إلى أبعد من ذلك فعاقبه.

وكان الهدف من هذه الحركة مزدوجاً كما هي العادة. فالخليفة إلـى جانب اهتمامه بالحياة الروحية لشعبه ورغبته في شغل رعيته بهذه المسألة واكتساب محبة الرعية أيضاً، كان يعمل على أن تكون هذه المشكلة الدينية وسيلة لأن يتخلص (من أعدائه السياسيين ممن لا يدينون بهذه الفكرة) وعرف المأمون كيف يربط بين الجهاد في سبيل الله ضد بيزنطة وبين هذه الحركة الدينية. فهو يهتم بها اهتماماً جدياً في أواخر أيامه أثناء وجوده سنة ٢١٨هـ في ثغور الروم، تماماً كما حدث أيام المهدي من اهتمامه بأمر الزنادقة أثنـاء توجهه لحرب الروم. فهو يكتب إلى بغداد في إمتحان الفقهاء والقضاة، وطلب إنفاذ بعضهم إليه ليمتحنهم شخصيا.

ومن المهم متابعة استجوابات هؤلاء الأشخاص المهرة الذين يبحثـون عن أجوبة لا تجرح ضمائرهم ولا تضر بمبادئهم. فعندما سئل بشر بن الوليد عن رأيه في القرآن قال: "قد عرفت مقالتي أمير المؤمنين غير مرة". فلما قيل له قد تجدد كتاب أمير المؤمنين، قال: "أقول القرآن كلام الله". وعندما رد عليه بأنه لم يسأل عن هذا وإنما المطلوب معرفة ما إذا كان القرآن مخلوقاً! قال: "الله خلق كل شيء". قيل له: فما القرآن شيء فقال "نعم"، قيل له: فمخلوق هو، قال: "ليس بخالق"…

ولما سئل أحمد بن حنبل، ما تقوله في القرآن، قال: "كلام الله "، قيل له "مخلوق هو"، كلام الله ما أزيد عليها، فامتحن.

وكتب إسحق بن ابراهيم (الممتحن - خليفة المأمون ببغداد) مقالات القوم واحدا واحدا، وأرسلها إلى المأمون فأجاب بأن ذمهم. ولكنه كتب إليه أن يمتحن بشر بن الوليد وإبراهيم بن المهدي (المدعي الخلافة ببغداد سابقاً) وأمره أن يضرب عنقهما إن لم يجيبا، أما عن سواهما فيحملون إلى معسكره موثقين بالحديد. وفعلا شدّ أحمد حنبل في الحديد ومعه آخر (محمد بن نوح) ووجها إلى طرسوس، في انتظار عودة المأمون إلا أن خبر موت المأمون وصلهم وهم بالرقة، فعادوا الى بغداد.

الحرب مع الروم:


أما عن سياسة المأمون إزاء بيزنطة. فرغم أنه لم يكن معتادا قيـادة الحملات العسكرية شخصياً إلا أنه اضطر في آخر أيامه إلى القيام بالعمليـات الحربية بنفسه ضد إمبراطورية القسطنطينية. فبعد انقطاع الغارات الإسلامية بمناسبة الصراع بين الأمين والمأمون، ربما كانت مساعدة البيزنطيين لبابـك، الذي ظل دائماً يرفع راية العصيان بأذربيجان والذي ازداد خطره أخيــــــــــراً سبباً في أن يقوم المأمون بغارة كبيرة على آسيا الصغرى سنة ٢١٥هـ - ٨٣٠م وخلال ٣ سنوات متتابعة استمر الخليفة في الاشتراك في الصوائف.

ففي أول سنة ٢١٥هـ توجه على رأس حملة كبيرة الى ثغور الـروم واستصحب معه ابنه العباس، كما استدعى أخاه المعتصم من مصر، والتقـى هذا الأخير قرب الموصل. ومن الموصل اتجه الى منبج ثم دابق ثم أنطاكية ثم المصيصة وطرسوس. ومن طرسوس دخل الى الأراضي البيزنطية في جمـادى الأولى. هذه الغارة عمت كثيرا من نواحي آسيا الصغرى. فالعباس دخل من جهة ملطية يخرب ويدمر، وفتح المأمون حصن ماجدة بالأمان ثم حصن قرة عنوة وهدمه. ووجه القائد التركي أشناس إلى حصن سندس، ووجه قائدين آخرين إلى حصن سنان، فخضع قائدا الحصنين لشروط المسلمين. وعندما حل الشتاء عاد المأمون الى الشام (دمشق).

ولما تحسنت الأحوال الجوية في السنة التالية ٢١٦هـ رجع المأمون الى أرض الأعداء، وكان الإمبراطور قد قام بأعمال انتقامية ضد طرسوس، والمصيصة وتمكن المسلمون من الاستيلاء على عدد كبير من الحصون (۳۰ حصناً افتتحهـا المعتصم) لا سيما هرقلة التي خرج أهلها عنها بعد أن أخذوا الأمـان، وكذلك مطمورة. واستمرت الصائفة ٤ أشهر (جمادی الأولى ـ ١٤ شعبان)، ثم عاد المأمون من جديد الى الشام.

وفي سنة ٢١٧هـ حاصر الخليفة أكبر الحصون البيزنطية على الحـدود وهو حصن لؤلؤة طوال الصائفة تقريبا (١٠٠ يوم) ثم رحل عنه تاركا أحد قـواده (عجيف) على حصاره. واضطر الباسيليوس تيوفيل Théophilos إلى طلب السلم بعد سقوط الحصن صلحاً (أرسل ملك الروم يطلب المهادنة فلم يتم ذلك).

وفي سنة ٢١٨هـ سيعود المأمون الى أرض ثغور الروم ويوجه ابنــــــــه العباس إلى طوانة ليحصنها بـالحاميات. وتم بناء الحصن فعلا وأرسل الى البلدان في طلب المقاتلة للحصن، وأجرى لهم العطاء السخي (الفارس ۱۰۰ درهم والراجل ٤٠ درهماً) ولو أن هذا لم يتم. ففي هـذه الأثناء مرض المأمون مرضه الذي مات منه، إذ فاجأته المنية قرب طرسوس حيث دفن.


  1. إذ تقول الروايات التي ربما كانت متحيزة ضمد العلويين أن الأفطس وثب على امرأة جميلة فامتنعت فأخاف زوجها حتى توارى وأخذها مدة. ووثب علي بن محمد بن جعفر على غلام أسود وهو ابن القاضي فأخذه قهراً. انظر ابن الأثير، ج ٥، ص ١٧٧ - ١٧٨.
  2. الحسن بن سهل كان يريد أن يوجهه بعد ذلك إلى الشام والحجــاز فرفض هرثمة وسار دون استئذانه. انظر، ابن الأثير، ج ٥، ص ١٧٩.
  3. اتخذ الأمر شكل ما يعرف حالياً بالمناورة البرلمانية، قالوا نريد أن ندعو للمأمون، ومن بعده لإبراهيم. ووضعوا من يجيبه بأننا لا نرضى إلا أن تبايعوا لإبراهيم… وتخلعوا المأمون.
  4. قتل المأمون الذين اتهموا بقتله رغم أنهم قالوا له أنت أمرتنا بذلك. وبعـث برؤوسهم إلى الحسن بن سهل وأعلمه ما دخل عليه من المصيبة وصيـــــــره مكان الفضل وتزوج ابنته بوران، انظر، ابن الأثير، ج ٥، ص ۱۹۳.
  5. غلبت السوداء على الحسن بن سهل فتغير عقله حتی شد في الحديد وحبس.
  6. حصره بكيسوم، فطلب الأمان على شرط أن يطأ بساط المأمون، ورفـض المأمون فأذعن نصر أخيرا.
  7. زریق أزدي مثل ابن أنس وهو موصلي الأصل، وكان قد تغلب على المنطقة ما بين الموصل وآذربيجان.
  8. صاحب البذ، ادعى أن روح جاوبدان وتفسيرها "الدائم الباقي" دخلت فيه. ومعنى خرم "فرح" (لذة) والرجل منهم ينكح أمه وأخته وابنته ولهـذا يسمونه دين الفرح (شبه مع الزندقة المزدكـية).