مجلة المقتبس/العدد 66/مختصر تاريخ

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 66/مختصر تاريخ

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 8 - 1911



الطباعة والصحافة التركية العثمانية

- 1 -

الطباعة

أول كتاب طبع بالحروف العربية كتاب الأدعية السبعة طبع سنة 1514 ميلادية في (فانو) من أعمال إيطاليا. وطبع القرآن الكريم في إيطاليا أيضاً عل يد رجل يدعى ديبسكيا سنة 1518 ثم طبعت كتب مهمة بالحروف العربية بين سنة 1585 وسنة 1590 في مطبعة قصر كيرينال البابوي التي كانت أسست في زمن البابا سكنوس الخامس وقد كان (ميخائيل زمرمان) النمساوي الذي كان أسس مطبعة كبيرة في فينا أوفد رسولاً إلى سورية لدرس الحروف العربية وبعد عودته صنع قوالب لهذه الحروف وطبع عليها في سنة 1554 تعريب بعض مزامير من الزبور.

وفي خلال سني 1589 - 1611 أوصى (فرانسوا سافاري دربروف) سفير فرنسا في الأستانة على بعض قوالب حروف على قاعدة النسخ والتعليق فاستعملت هذه القوالب في باريز لطبع مقدمة كتاب نشر في ثماني لغات وبقي هذا الشكل من الحروف مستعملاً في مطابع فرنسا إلى الآن. وفي سنة 1657 طبع كتاب في مطبعة (روس كرافت) في إنكلترا في تسع لغات وفيه حروف عربية.

هذه فذلكة تاريخ الطباعة بالحروف العربية في أوربا. أما في المملكة العثمانية فإنها دخلت إليها على يد جلبي زاده سعيد محمد أفندي (باشا) تولى فيما بعد منصب الصدارة العظمى وإبراهيم آغا متفرقة من حراس القصر السلطاني وقد كان سعيد محمد أفندي قصد باريز مع أبيه جلبي محمد أفندي من كبار خواجكان الديوان السلطاني الذي كانت الدولة أوفدته إلى فرنسا بمهمة فوق العادة فلفتت مطابع العاصمة الفرنسوية أنظار هذا الشاب المدقق الذي أدرك في الحال فوائد فن الطباعة وأخذ يفكر في تأسيس مطبعة في الأستانة لطبع الكتب بالحروف العربية ورأى نفسه في حاجة إلى مشاور مدقق من أرباب الصناعة وأصحاب الأفكار النيرة فكاشف إبراهيم آغا متفرقة المشار إليه بما ينويه بعد عودته إلى فروق وكان إبراهيم على جانب عظيم من العلم والدراية وتذاكرا ملياً في هذه المسألة المهمة وقر رأيهما على فتح المطبعة وتم الاتفاق بينهما على أن يتعهد إبراهيم آغا إدارتها من الوجهة الفنية ووضع الثاني في الحال رسالة سماها (وسيلة الطباعة) شرح فيها فوائد صناعة الطبع وسهولة اقتناء الكتب المطبوعة بخلاف المخطوطات التي لا يقدر على اقتنائها إلا كبار الأغنياء وقدم هذه الرسالة إلى صدر أعظم ذاك الوقت فصادق على ما ورد فيها من الآراء الصائبة وألف لجنة من أفاضل العلماء العقلاء لدرس هذا المشروع والإقرار على فتح مطبعة تنفق عليها الحكومة من أموالها فقامت اللجنة بوظيفتها خير قيام وقررت استفتاء المشيخة الإسلامية قبل الشروع في العمل منعاً لتهيج العوام من دأبهم قاوم كل شيء جديد لم يألفوه قبلاً ظناً منهم أنه مغاير للشريعة السمحاء والمرء عدو ما جهل وهذه صورة الاستفتاء:

ما قولكم دام فضلكم فيما يقوله زيد ويدعيه من أنه يقدر على نقش صور كلمات وحروف المؤلفات في العلوم الآلية القواميس والمنطق والحكمة والفلك وجمعها في قالب وطبعها على الورق واستحصال نسخ كثيرة من هذه الكتب فهل يجوز له ذلك شرعاً أفتونا مأجورين. فأصدر عبد الله أفندي شيخ الإسلام إذ ذاك الفتوى الآتية بعد أن قرظ رسالة وسيلة الطباعة:

إن زيداً الذي برع في صناعة الطبع إذا نقش صحيحاً حروف كتاب مصحح وطبعه على الورق فإنه يحصل منه على نسخ كثيرة من غير وتعب ما يستوجب رخص أثمان الكتب والمؤلفات ومن ثم تداولها بين الأيدي وبذلك تعم الفائدة وتشمل كل طبقات الناس وعليه يجوز شرعاً الطبع على الوجه المذكور ويستحسن تأليف لجنة لتصحيح الكتب المراد نقش حروفها وطبعها والله أعلم.

وبعد صدور هذه الفتوى أفتى أكثر العلماء الأعلام نور الله مراقدهم أثر شيخ الإسلام في تقريظ الرسالة المار ذكرها ورفعت الفتوى مع قرار لجنة الاستشارة والتقاريظ إلى السلطان أحمد الثالث فصدر الخط السلطاني إلى سعيد محمد أفندي وشريكه إبراهيم آغا آذناً لهما بتأسيس مطبعة لطبع الكتب وتألفت لجنة من كل من إسحق أفندي قاضي دار الخلافة وصاحب محمد أفندي قاضي سلانيك وأسعد أفندي قاضي غلطة وموسى أفندي شيخ تكية قاسم باشا المولوية وعهد إليها مراجعة الكتب المراد طبعها وتصحيحها وعلى أثر ذلك شمر إبراهيم آغا متفرقة عن ساعد الجد والاجتهاد في إتمام معدات أول مطبعة في الملك العثماني التي افتتحت في سنة 1140 في دار إبراهيم آغا المشار إليه ولم تمض مدة قليلة على تأسيسها وافتتاحها حتى طبع كتاب وانقولي وهو قاموس صحاح الجوهري لمحمد مصطفة وهو أول كتاب طبع وإليك بعض المؤلفات التركية التي تم طبعها في المطبعة المذكورة:

1 - ترجمة صحاح الجوهري لمحمد مصطفى أفندي. طبع في 1141 وعدد ما طبع منه 1000 نسخة.

2 - تحفة الكبار في أسفار البحار. الكاتب جلبي. طبع في ذي القعدة 1141 وعدد ما طبع منه 1000 نسخة.

3 - ترجمة تاريخ السياح. طبع في غرة صفر 1141 وعدد ما طبع منه 1200 نسخة.

4 - تاريخ هند الغربية المسمى بالحديث الجديد (حديث نو) وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

5 - تاريخ تيمورلنك تأليف نظمي زاده البغدادي وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

6 - تاريخ مصر القديم والجديد المسمى بالدرة اليتيمة تأليف سهيلي. طبع في ذي الحجة وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

7 - كلشن خلفا تأليف نظمي زاده البغدادي. طبع في 1143 وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

8 - أصول الحكم في نظام الأمم. تأليف إبراهيم متفرقة. وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

9 - فيوضات مغناطيسية. تأليف إبراهيم متفرقة. وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

10 - جهاننما. تأليف جلبي. طبع في المحرم 1147. وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

11 - تاريخ نعيما (الجلد الأول). طبع يف المحرم 1147. وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

12 - تاريخ نعيما (الجلد الثاني). طبع في جمادى الأولى. وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

13 - تاريخ راشد (الجاد الأول والثاني). طبع في ذي الحجة 1153. وعدد ما طبع منه 500 نسخة.

وكانت المطبعة وقتئذٍ تدار بمعرفة إبراهيم آغا لاشتغال سعيد محمد أفندي بمهام منصبه إلى أن توفى الأول في سنة 1150 فقام بدلاً منه إبراهيم أفندي من القضاة السابقين الذي كان مساعداً لإبراهيم آغا في إدارة شؤون المطبعة وظل يديرها ويطبع الكتب النافعة إلى أن توفي هذا أيضاً في زمن السلطان مصطفى الثالث فتعطلت وتوقف الطبع لعدم وجود رجل قادر عل إدارتها ولكثرة مشاغل الدولة بأمور أخرى ذات بال وبقيت المطبعة معطلة أكثر من 20 سنة حتى قيض الله لها راشد محمد أفندي بكلسكجي الديوان العالي وواصف أفندي وقعه نويس أي مؤرخ الدولة فاشتريا المطبعة وآلاتها من ورثة إبراهيم آغا متفرقة فأصبحت خاصة بهما وقطع عنها الراتب الرسمي المخصص من الحكومة واحتفلا بافتتاحها ثانية وهو تاريخ سامي وشاكر وصبحي وذيله تاريخ عزي وأهم مطبعة تركية عثمانية أسست بعد هذه المطبعة هي المطبعة العامرة.

أما المطابع الأجنبية في المملكة العثمانية فإن أول مطبعة منها أنشئت في الأستانة مطبعة كاسترو افتتحت قبل 140 سنة في غلطة وهي باقية باسمها القديم إلى ايامنا هذه ويأتي بعدها في القدم مطبعة قائول المعروفة الآن بمطبعة (زوليج) وقاؤول هذا هو الذي أدخل فن طباعة الحجر (ليثوغرافيا) إلى الأستانة وقد عهدت الدولة إليه سنة 1242 بتأسيس مطبعة حجر لطبع كتب الطب اللازمة للمكتب الطبي الذي كان وقتئذٍ في مكتب غلط، سراي السلطاني الحالي.

هذا مختصر تاريخ مبدأ الطباعة في الأستانة أما في الولايات فإن أول مطبعة أسست في جبل لبنان سنة 1145 لطبع الكتب العربية قام بتأسيسها الراهب الماروني عبد الله طاهر وكان أغلب من يشتغل فيها من الرهبان وقد طبعت هذه المطبعة 34 مؤلفاً خلال ستين سنة.

وقبل أن أختم كلامي على الطباعة أرى إتماماً للفائدة أن أورد ملخص ترجمة الرجلين اللذين قاما بإدخال فن الطباعة إلى المملكة العثمانية فأقول:

سعيد محمد باشا - هو سعيد محمد أفندي ابن جلبي محمد أفندي المعروف بيكرمى يكز رافق والده الذي أوفد إلى باريز بمهمة رسمية فوق العادة سنة 1132

ولما عاد إلى فروق عين كاتباً في قلم مكتوبي الصدارة وأسس فن الطباعة مع إبراهيم متفرقة سنة 1140 كما مر ذكره آنفاَ وبعد ذلك بمدة قليلة رقي إلى رتبة خواجكان وعين كاتباً للسباهيين وفي سنة 1153 عين مندوباً ثالثاً في لجنة الصلح وفي شوال من السنة المذكورة عين كاتباً للسلحدار وفي 1154 أرسلته الدولة سفيراً إلى باريز وأنعمت عليه برتبة روم ايلي وفي 1156 صار وكيلاً لأمين الدفتر وبعد سنة أوفدته الدولة بمهمة إلى القطر المصري وصار في سنة 1158 أميناً للدفتر وبعدها بسنة رقي إلى منصب كتخذا الصدارة العظمى وفي سنة 1160 أعيد إلى أمانة الدفتر وبعد سنة صار توقيعياً للباب العالي وفي المحرم 1163 تولى مرة ثانية منصب كتخذا الصدارة وبعد ثلاثة أشهر عزل منها وفي شوال 1166 عين توقيعياً للمرة الثانية وفي 1168 تولى منصب رئيس المحاسبين (باش محاسبة جى) ثم نقل إلى منصب كتخذا للمرة الثالثة وفي المحرم 1169 تولى الصدارة العظمى ونال رتبة الوزارة ثم عزل منها في رجب ونفي إلى جزيرة استانكوي وفي 1174 عين والياً على مصر وبعد سنة نقل إلى ولاية اطنة ومنها إلى قونية فمرعش حيث توفي سنة 1175 ولهذا الوزير مؤلفات طبية وأدبية تدل على مكانته العلمية والأدبية.

إبراهيم آغا متفرقة - ولد في بلاد المجر وجاء البلاد العثمانية في عنفوان شبابه ودان بالإسلام وانتظم في عداد حراس القصر السلطاني فلقب بمتفرقة وقد توفي سنة 1150 كما مر ذكره آنفاً.

- 2 -

الصحافة

إن أول جريدة تركية عثمانية على ما أعلم هي تقويم وقائع الرسمية أسسها السلطان محمود الثاني سنة 1247 لنشر قرارات الدولة وما تصدره من القوانين وقد كانت بادئ أمرها غير يومية رديئة الطبع والورق ليس فيها إلا تافه الأخبار والحوادث مثل التمجيد والتعظيم الفارغ المخجل وذلك لقلة الملمين بصناعة الصحافة في المملكة العثمانية وقتئذٍ ولاختلال إدارتها وظلت على هذه الحال إلى أن نبغ من الرجال من يقدر الصحافة حق قدرها فأخذت تنتعش الجريدة شيئاً فشيئاً وقد اعترض سيرها عوارض جمة كانت عقبة كبيرة في سبيل تقدمها وكثيراً ما توقفت عن الانتشار لأسباب استبدادية وكان تعطيلها الأخير في زمن السلطان المخلوع لهفوة ارتكبها رشيد بك (والي بيروت الأسبق) مستشار نظارة الداخلية في ذاك الوقت الذي عزل من منصبه بصورة لم يسبق مثلها لأحد الموظفين من قبل وإن إلغاء هذه الجريدة الرسمية في الصحف وظلت معطلة إلى أن أعلن الدستور فنشرت من رمسها من جديد سنة 1326 وهي الآن تصدر كل يوم بانتظام مطبوعة على ورق صقيل وتحتجب أيام الجمع والأعياد والمواسم الرسمية وعدد صفحاتها أربع على الأقل وهو المقرر لها وإنما يزيد عدد صفحاتها زيادة كبيرة عندما يكون مجلس الأمة مجتمعاً لنشر محاضر المبعوثين والأعيان وثمن النسخة الواحدة 10 بارات أي متاليك واحد ولا ينشر فيها إلا الأخبار الرسمية ومنشورات الحكومة ودوائرها ومحاضر مجلسي الأعيان والمبعوثين والإعلانات الرسمية وتنقلات الولاة وتعيين الموظفين واللوائح الرسمية وقد كان لها في الدور السابق قسم خاص بالأخبار غير الرسمية وهو الذي سبب إلغاء الجريدة وعزل رشيد بك مستشار نظارة الداخلية المشار إليه آنفاً أما اليوم فإنها لا تنشر أخباراً وحوادث غير رسمية البتة وهي تابعة لنظارة الداخلية وتطبع في المطبعة العامرة ولها إدارة خاصة بها.

والجريدة الثانية في القدم هي (جريدة حوادث) أسست في أواخر الحكم السلطان عبد المجيد في العاصمة ثم أخذت تكثر الجرائد من سياسية وفنية بعد تولية السلطان عبد العزيز فصدرت في سنة 1280 جريدة تصوير أفكار السياسة الأسبوعية لصاحبها ومحررها إبراهيم شناسي أفندي الكاتب التركي الشهير ومجلة (مخزن علوم) الفنية التي كانت تطبع وتنشر مرتين في الشهر بقلم بعض الكتبة المشاهير وتلا ذلك جريدة وقت وبصيرت وفي أواخر حكم السلطان عبد العزيز بدأت تصدر الجرائد الهزلية مثل جيلاق وقرة كوز وجانطة وغيرها وكلها في فروق وأخذت الصحافة التركية العثمانية بالتقدم وتترقى في أوائل حكم السلطان المخلوع لتأسيس الحكم النيابي الأول وصارت الجرائد تكتب ما تشاء بكل حرية واستمر الحال على هذا المنوال إلى أن وضعت الحرب الروسية أوزارها وصار عبد الحميد يمد يده فيتناول الجرائد التي تنتقد خطة الحكومة وأعمالها ويعطلها ليحلو له الجو فبدأت الصحافة التركية العثمانية تنحط من ذلك الوقت ولم يمض 20 سنة على حكم عبد الحميد إلا وكانت الجرائد العثمانية عامة مكمومة الفم مكسورة القلم يضغط عليها المراقب لا تجسر على النبس بنت شفة انتقاداً على ما تأتيه الحكومة من الأعمال بل أُجبرت على مدح الظلم والظلام وتعظيمهم بعبارات يمجها الذوق وتشمئز منها النفوس الأبية مما هو معلوم أمره للجميع لقرب العهد به.

ولما أعلن القانون الأساسي قبل ثلاث سنوات أظهرت الصحافة التركية في العاصمة ومطبوعاتها نهضة كبيرة وانتشرت جرائد كثيرة بأسماء مختلفة بين يومية وأسبوعية وسياسية وعلمية وفنية وكثر إقبال القراء عليها وصار الناس يتهافتون على هذه الجرائد تهافت الجياع على القصاع وراج سق المطبوعات عامة وأخذ كل من يملك بضع مئات من الليرات يؤسس مطبعة لكثرة ما تأتيه من الأرباح الطائلة فتعددت المطابع في الاستانة وارتفعت أجور العمال وأصبح العامل الذي كان يأخذ 10 قروش في اليوم في الدور البائد لا يرضى بأقل من نصف ليرة عثمانية فسبب ذلك ارتفاع أسعار الطبع والورق أيضاً ولم ينقض الحول حتى بدأ إقبال الناس على مطالعة الصحف والكتب يزول بالتدريج إلى أن أدى إلى إفلاس أكثر المطابع وتعطيل أغلب الجرائد الحديثة ولم يبق منها في عالم الوجود إلا القليل منها ومع ذلك فإن عددها اليوم وتنوعها يدهش الشرقي ويدل على انتشار المعارف بين إخواننا الأتراك.

تنقسم الصحافة التركية العثمانية إلى قسمين: صحافة العاصمة وحافة الولايات وتنقسم صحافة العاصمة أيضاً إلى قسمين: موالية ومخالفة. فالموالية تؤيد جمعية الاتحاد والترقي وحزبها في المجلس وتعضد وزارتها وتطري أعمال الحكومة وتطنب في مدح خطتها وتمجد سير رجالها تمجيداً غريباً وتتهجم على كل من تشتم مكنه رائحة المخالفة وتظنه مخالفاً للجمعية والحكومة وحزب الأكثرية. فتلص مثلاً بزيد من المخالفين الارتجاج وبعمرو خيانة الوطن وترمي بكراً بالتجرد من الشعور والعواطف العثمانية فهي أشبه بجرائد الدور السابق من حيث تعظيم الحكومة إلا أنها تمتاز عنها بالشدة ضد الجرائد والأحزاب المخالفة وثقل الوطأة عليها وأما الجرائد المخالفة فإنها تنتقد دائماً أعمال الحكومة المغايرة للقانون الأساسي (وما أكثر هذه الأعمال المغايرة) وروح الإصلاح وما يصدر من حزب الأكثرية من الأمور المغايرة للمبادئ النيابية وتحتج على تدخل الجمعية في شؤون الحكومة وسيطرة زعمائها الذين لا يتجاوزون عدد الأصابع على شؤون الحكومة وهيمنتهم على الأمة واحتكار الوظائف والمناصب لأنفسهم ولذويهم وترفع عقيرتها بالشكوى من تحكم هؤلاء الرؤساء بالنواب الذين يقاومون نياتهم ومشروعاتهم واحتقارهم للعناصر التي تطالب بحقوقها المهضومة. وهناك قسم آخر من الجرائد السياسية لا يعرف لها مبدأ تميل مع الهواء فتراها يوماً مع الحكومة والجمعية على المخالفين ويماً آخر مع المخالفين على الجمعية والحكومة فهي تسير حسبما تقتضيه الأحوال.

أما الجرائد في العاصمة فانه تقسم إلى قسمين: سياسية وفنية فالسياسية أيضاً تقسم إلى قسمين: سياسية جدية وسياسية هزلية وهذه أسماء الجرائد السياسة الجدية حسب قدمها:

1 - إقدام: جريدة رشيدة عاقلة يومية خطتها المخالفة اعتدال. صاحبها ورئيس تحريرها أحمد جودت بك. أسست قبل عشرين سنة وعطلت في الدور السابق مرة لهفوة صغيرة وردت في مقالة عيد الجلوس فحركت أشجان الاستبداد وتعطلت قبل سنتين مرة أخرى بسبب ما ورد في رسالة مكاتبها اليمني من الكلمات الجارحة عن الشعب العربي التي أوجبت هياج الطلبة العرب في الاستانة. وتصدر هذه الجريدة الآن باسم (بكى إقدام) أي إقدام الجريدة وعدد صفحاتها ثماني. يطبع منها ما يقرب من عشرة آلاف نسخة في اليوم.

2 - صباح. جريدة يومية أسست مذ 20 سنة لصاحبها مران أفندي الأرمني ورئيس تحريرها ديران كلكيان أفندي الشهير بأفكاره الصائبة. له مقالات شائقة تنشر في صدر الجريدة. يطبع منها كل يوم 10 - 12 ألف نسخة بقطع كبير ولا يعرف لهذه الجريدة خطة معينة فهي يوماً مع الحكومة ويوماً عليها ويعدها بعضهم لسان حال الشعب الأرمني.

3 - يكى غزته. جريدة يومية أدبية خطتها انتقاد مبدأ الجمعية وسير الحكومة والوزارة ومقاومة ما يصدر منها من الأمور المغايرة للقانون الأساسي. أسست قبل ثلاث سنوات وصاحبها وهجي بك ومديرها المسؤول شكري كامل بك. يطبع منها كل يوم ما يقرب من 8000 نسخة وقراؤها كثيرون في الأستانة وفي الولايات الأناضولية. ولكتاباتها وقع كبير في نفوس رجال الحكومة وفي المحافل الرسمية.

4 - سنين. جريدة يومية مفرطة في التعصب الجنسي مروجة أفكار القائلين بحاكمية الشعب التركي على بقية الشعوب العثمانية استناداً على حق تأسيس الدولة. أسست في الأيام الأولى من الدستور بأموال حسين كاظم بك والي حلب الحالي واشترك حسين جاهد بك مبعوث الأستانة معه في تأسيسها وكان اسمها وقتئذٍ (طنين). وقد هاجم الثائرون مطبعتها في ثورة 31 آذار ودمروا إدارتها بعد أن نهبوا ما فيها من الأثاث والعدد والحروف والأدوات المطبعية فتعطل صدورها مدة ثم عادت إلى الانتشار بعد عودة السكون إلى ربوع فروق وانطفاء نيران ثورتها العسكرية. وأراد حسين جاهد بك الذي استقل بها بعد الحادثة المذكورة وأصبح صاحبها الوحيد لا يشاركه فيها مشارك أن يؤلف لها شركة ذات أسهم فلم ينجح لعدم إقبال الناس على شراء سهامها. وقد اشتدت في المدة الأخيرة المناقشات القلمية بينها وبين تنظيمات لسان حال حزب الأحرار المعتدلين فتدخل الديوان العرفي وعطل الجريدتين فصدرت (جنين) بدلاً من طنين لصاحبها جاويد بك ناظر المالية السابق ولم تستمر في عالم الصحافة إلا بضعة أيام فلحقت بأختها طنين وقام مقامها سنين الحالية لصاحبها إسماعيل حقي بك بابان مبعوث بغداد. وهذه الجريدة التي نشر بقلم حسين جاهد بك مشهورة بإلقاء بذور الشقاق بيت العناصر العثمانية فهي التي أوقدت نيران العداوة والبغضاء بين العنصرين التركي والرومي بعد أن انطفأت وزالت في أوائل الدستور وهي التي أيقظت فتنة الأرناؤود النائمة وهي التي حركت أِجان البلغلر بمطاعنها عليهم وهي التي فتحت باب مسألة العرب والترك بطعنها على النواب العرب ونسبة الارتجاع سوء النية إليهم ووسعت الهوة بين الشعب العربي والحكومة بنشر مقالات إسماعيل حقي بك بابان مبعوث بغداد الذي طعن على البغداديين وطلب تجريد الكتائب على العراق لتأديب أهلها كما طلبت أخيراً صب (دوش) بارد على رؤوس أهل سورية وزادت الطين بلة بنشر مقالات أحمد شريف مخابرها المتجول في سورية. وتعد هذه الجريدة نصف رسمية ولسان حال جمعية الاتحاد والترقي لعلاقتها الشديدة برجال الحكومة والتصاق صاحبها جاهد بك بالجمعية ولنفوذ كلمته في الدوائر الرسمية. وهي مثل جريدة إقدام من حيث الحجم وعدد الصفحات ويطبع منها كل يوم 6 - 7 آلاف نسخة وأكثر رواجها في مدن الروم ايلي مثل سلانيك وادرنة ومناستر.

5 - ترجمان حقيقت. جريدة اتحادية طائشة مفرطة في التعصب الجنسي تصدر مساء كل يوم ولها راتب معين من الحكومة. صاحبها مختار سيد بك ورئيس تحريرها حسين كاظم أفندي خطتها كخطة جريدة (سنين) يطبع منها كل يوم ما يقرب من ألفي نسخة يروج أكثرها في الروم ايلي ولا شأن لهذه الجريدة في عالم الصحافة وقراؤها قليلون في الأستانة.

6 - ضياء. جريدة يومية شبه رسمية مفرطة في التعصب الجنسي لها مائة ليرة في الشهر مرتب من الحكومة. صاحبها ومحررها صفوتي ضيا بك وقد أسست قبل ثلاثة أشهر على نفقة الجمعية لتساند طنين في تأييد الوزارة الحاضرة وتقديس أعمالها. وخطتها ترويج حاكمية الشعب التركي وهيمنة الجمعية على شؤون الدولة والأمة وهي من المستميتة في الدفاع عن وزارة حقي باشا وتصدر على أربع صفحات بقطع وسط ويطبع منها كل يوم 3000 - 4000 نسخة وأكثر رواجها في الروم ايلي.

7 - حكمت. جريدة أسبوعية تصدر كل يوم خميس عل ثماني صفحات بقطع متوسط خطتها انتقاد أعمال الحكومة ومخالفة الجمعية والطعن على ما يأتيه رؤساء حزب الأكثرية من الأمور الشاذة والاحتجاج على أنانيتهم وغرورهم وتحكمهم بالمبعوثين المخالفين صاحبها فليه لي أحمد حلمي أفندي وعدد ما يطبع منها في الأسبوع يقرب من الألفين فقط وقد أسست قبل سنتين.

8 - شهراء. جريدة يومية عاقلة حكيمة أسست قبل شهرين صاحبها ورئيس تحريرها محمد خير الدين باشا التونسي الصدر الأسبق الشهير ومديرها المسؤول أخوه طاهر خير الدين بك. وتنشر هذه الجريدة كل يوم مقالة افتتاحية بتوقيع ج. ناظم المستعار عن أمور الدولة الاجتماعية والإدارية والسياسية تدل على وقوف كاتبها على أحوال الدولة وقوفاً تاماً وقد بلغني أن هذا الكاتب هو أحد ولاة حلب السابقين رشيد بك. أما خطة شهراء فهي المخالفة وانتقاد ما تأتيه الوزارة والحكومة والجمعية وحزب الأكثرية من الأمور المغايرة للدستور ولكتاباتها تأثير كبير في الأندية السياسية وأكثر قرائها من أهل الأستانة وسواحل البحر الأسود العثمانية وتطبع كل يوم 6000 - 8000 نسخة على أربع صفحات بقطع متوسط.

9 - تضمينات. جريدة يومية عاقلة صاحبها داود بك يوسفاني مبعوث الموصل ورئيس تحريرها ومديرها المسؤول لطفي فكري بك مبعوث درسم الشهير وهي لسان حال حزب الأحرار المعتدلين وقد أسست قبل شهرين باسم تنظيمات التي عطلتها الإدارة العرفية من أجل المناقشة الشديدة بينها وبين طنين فصدرت بدلاً منه جريدة زهرة ولم تعش هذه أيضاً في عالم الصحافة إلا قليلاً حتى صدر الأمر بمنع نشرها فقامت تضمينات الحالية مقامها ومن الكتبة البارعين الذين يحررون فيها المقالات الشائقة فريد بك مبعوث كوتاهية الشهير بهجماته على الوزارة في المجلس. ويطبع من هذه الجريدة كل يوم 8000 نسخة يباع منها 6000 في العاصمة فقط وهي رائجة رواجاً كبيراً وأكثر قرائها في فروق وأواسط الأناضول وبلاد الأرناؤود. خطتها المخالفة للحكومة الحاضرة.

10 - أرناؤود. جريدة أسبوعية أرناؤودية لها قسم تركي. صاحبها درويش بك هيما الأرناؤودي المشهور وهو من الذين اشتغلوا للحرية في الدور السابق. وخطة هذه الجريدة المخالفة الشديدة للحكومات بعبارة قاسية قارضة جداً. أكثر قرائها من الأرناؤود ومنتشرة في الولايات الأرناؤودية انتشاراً كبيراً.

هذه هي الجرائد التركية السياسية الجدية من موالية ومخالفة وإليك أسماء الجرائد السياسية الهزلية حسب قدمها أيضاً:

1 - قرة كوز. صاحبها ومصورها علي فؤاد بك ورئيس تحريرها محمود نديم بك وتصور هذه الجريدة الوقائع السياسية من إدارية واجتماعية وحربية ونيابية برسوم جميلة مضحكة وتصدر في يومي السبت والأربعاء على أربع صفحات بقطع صغير من حجم جريدة الراوي. خطتها موالاة الحكومة والوزارة الحاضرة وقد كانت هذه الجريدة في مقدمة الطاعنين على المرحوم حمادة باشا ناظر الأوقاف الأسبق وعلى أعماله بإيعاز من رجال جمعية الاتحاد والترقي لإسقاط فقيد الشعب العربي من منصبه.

2 - قلم. صاحبها صلاح جيموجوز بك صديق حسين جاهد بك وأحد أصحاب معدن (بروم) الذي استوضح ناظر المعادن من أجله في المجلس. تصدر هذه الجريدة كل يوم خميس بقطع صغير على 16 صفحة وفيها من الرسوم ما يسر الناظر ويضحك الثكلى وهي أحسن الجرائد الهزلية طبعاً وأصقلها ورقاً وأكثرها مادة وأوفرها رسوماً ولها قسم فرنسوي. وخطتها موالاة الحكومة وتأييد الجمعية والوزارة الحاضرة واستحسان قرارات حزب الأكثرية. ويطبع منها كل أسبوع ما يقرب من الخمسة آلاف نسخة وقد أنشئت منذ سنتين.

3 - يكي كوه زه. تصدر هذه الجريدة الهزلية التصويرية مرتين في الأسبوع وهي أقل انتشاراً من بقية الجرائد الهزلية. صاحبها كيرقور أفندي الأرمني ومديرها المسؤول أحمد مختار بك ولا يعلم لها خطة معينة فهي تسير حسب ما تقتضيه الوقائع والأحوال وقد أسست منذ سنتين.

4 - غيديق. جريدة هزلية تصويرية صاحبها ح. يوسف سيف الدين بك ومديرها المسؤول عارف حكمت تصدر مرة في الأسبوع على ثماني صفحات برسوم جميلة مضحكة أما خطتها فموالاة الجمعية والحكومة والوزارة الحاضرة وعدم مخالفة أعمالها وقد أسست قبل شهرين فقط.

5 - جم. أسست منذ سنة ونصف وهي أقوى الجراد الهزلية حجة وأجملها رسوماً وأدقها صنعة وأسماها منزلة وأكثرها انتشاراً لما حوته رسومها من المعاني البديعة والإشارات السياسية المضحكة وإقبال الناس على مطالعتها واقتناؤها عظيم جداً يصدرها صاحبها ومديرها المسؤول جميل بك في الأسبوع مرة وتطبع هذه الجريدة طبعاً جميلاً جداً على ورق صقيل بست عشرة صفحة لها قسم فرنسوي. أما خطتها فالمخالفة الشديدة فهي تنتقد أعمال الحكومة بكتاباتها الشائقة وتمثل هذه الأعمال برسومها الجميلة المضحكة.

6 - جادالوز. أسست قبل شهرين صاحبها (جادالوز) ومديرها المسؤول حيدر رشدي أفندي خطتها موالاة الجمعية واستحسان خطة حزب الاتحاديين في المجلس وعدم التعرض لأعمال الحكومة.

7 - قره سنان. صدرت هذه الجريدة قبل ثلاثة أشهر باسم (اشك) أي الحمار فعطلتها الإدارة العرفية بحجة عدم ملائمة اسمها للآداب أو طعنها على الوزارة في العدد الأول منها الذي بلغ ثمن النسخة الواحدة منه 20 قرشاً ويقال أن صاحبها طبع من هذا العدد 20 ألف نسخة بيعت كلها في أقل من ثلاث ساعات. ثم قام بدلاً منها (معلوم) فما عتم أن ألحق بأخيه الحمار بأمر الإدارة العرفية وعليه صدرت جريدة قره سنان لصاحبها ومديرها المسؤول مصطفى أفندي ورئيس تحريرها فؤاد طلعت بك. وهذه الجريدة تطعن على الوزارة الحاضرة طعناً شديداً وتنتقد خطة الجمعية انتقاداً مراً ورسومها جميلة مضحكة جداً تطبع على ورق جيد بقطع وسط وقراؤها كثيرون يباع منها ألوف في الأستانة عدا ما يباع منها في الولايات.

أما الجرائد والمجلات الأدبية والفنية فهي كثيرة أيضاً هذه أشهرها:

1 - مجموعة أبو الضيا. صاحبها أبو الضيا توفيق بك مبعوث أنطاكية. تصدر في الأسبوع مرة في 30 صفحة وتبحث في السياسة أيضاً. جيدة الطبع والورق كثيرة المواد. أسست قبل 30 سن فهي أقد المجلات الأدبية الموجودة عهداً ولصاحبها الذي أتقن فن الطباعة شهرة كبيرة في عالم الصحافة وكان له مطبعة في الدور البائد يضرب بها المثل في الانتظام وحسن الذوق في الطبع قضى عليها عبد الحميد قضاء مبرماً بعد أن نفى صاحبها وعذبه تعذيباً. أما خطتها فهي انتقاد أعمال الحومة إذا صدر منها ما يستوجب الانتقاد.

2 - ثروت فنون. مجلة علمية أدبية فنية تصويرية أسبوعية صاحبها ومديرها أحمد إحسان بك أسست قبل 21 سنة. تطبع على ورق جيد بحجم المقتبس جيدة الرسوم متقنة الطبع أكثر ما يرد فيها مقالات أدبية لغوية شعرية ولها قسم سياسي إخباري.

3 - صراط مستقيم. مجلة دينية فلسفية علمية حقوقية أدبية تاريخية تبحث في السياسة أيضاً وتصدر في الأسبوع مرة على ورق جيد لصاحبها أبي العلا زين العابدين أفندي وح. أشرف أديب أندي ويحرر فيها كبار العلماء مثل موسى كاظم أفندي شيخ الإسلام وإسماعيل حقي أفندي مناسترلي. أُسست هذه المجلة قبلا ثلاث سنوات وخطتها تأييد مبدأ الجمعية والرضى بكل ما تفعله الوزارة.

4 - شهبال. أجمل الجرائد الفنية التصويرية. كثيرة الرسوم غزيرة المواد تطبع على أجود ورق طبعاً نفيساً فهي أشبه من حيث الإتقان بالجرائد الإنكليزية والفرنسوية التصويرية ولا تقل عنها انتظاماً ورونقاً ونفاسة وقد أنشئت منذ سنتين لصاحبها ومديرها المسؤول حسين سعد الدين بك وتصدر مرتين في الشهر وأكثر قرائها الطبقة الراقية من أهل الفروق وأصحاب المكانة الرسمية والعلمية من الأتراك العثمانيين.

5 - طبابت حاضرة. مجلة فنية طبية تصدر في الشهر مرتين وتبحث في الطب العصري والاكتشافات صاحبها ومديرها المسؤول الدكتور شكري كامل بك وأكثر محرريها من الأطباء.

6 - جريدة عدلية. مجلة رسمية غزيرة المواد بحجم المقتبس اليومي تصدرها نظارة العدلية في الشهر مرتين تنشر فيها أوامرها ومنشوراتها والتنقلات القضائية والقوانين الجديدة ولها قسم غير رسمي يحرره كبار العلماء المتضلعين في علم الحقوق وقد أُسست قبل سنتين.

7 - دار الفنون. مجلة أدبية فنية مدرسية بحجم المقتبس الشهري طلية المباحث تطبع على نفقة الكلية العثمانية (دار الفنون) في الأسبوع مرة على ورق جيد وتحوي كل ما يلقى من الدروس في فروع الكلية المشار إليها. مديرها ساطع بك مدير دار المعلمين في الأستانة.

8 - تدريسات ابتدائية مجموعة سي. مجلة فنية أدبية مدرسية تطبع على نفقة نظارة المعارف وتصدر مرتين في الشهر يحررها معلمو دار المعلمين وهي بحجم المقتبس الشهري. مباحثها طلية جداً ولا دخل لها في السياسة.

9 - رسملي كتاب. مجلة أدبية فنية علمية تصويرية بحجم المقتبس الشهري تصدر مرة في الشهر متقنة الطبع جميلة الرسوم على نمط مجلة الفرنسوية. صاحبها ومديرها المسؤول عبيد الله أسعد أفندي ورئيس تحريرها محمد رؤوف أفندي وقد أُسست قبل ثلاث سنوات.

10 - تصوف. جريدة تبحث في التصوف والطرق الصوفية صاحبها ومحررها الشيخ صفوت أفندي مبعث أورفة تصدر مرة في الأسبوع وتميل إلى سياسة جمعية الاتحاد والترقي وتؤيد مبدأها وتأخذ بناصر الوزارة الحاضرة. وقد أُسست قبل ثلاثة شهور.

11 - قادين. مجلة نسائية تصويرية أدبية أسبوعية بحجم المقتبس اليومي وبست عشرة صفحة تبحث في شؤون النساء العثمانيات وما يستوجب تقدمهن ورقيهن. أسسها نظام الدين حسيب بك وعادل سليمان بك قبل شهرين. سياستها تعضيد الجمعية وشد أزر الوزارة الحاضرة.

12 - عثمانلي رساملر جمعيتي غزته سي. مجلة جمعية المصورين العثمانيين تطبع على نفقة هذه الجمعية وتصدر في الشهر مرة بقطع كبير وتنحصر مباحثها في التصوير على أنواعه. مديرها حسين هاشم بك ابن الشريف عبد القادر ورئيس تحريرها كمال أمين بك.

13 - بول مراقلينار ينه رهبر. أي دليل غواة الطوابع. مجلة تبحث عن طوابع البريد فقط وتصدر مرتين في الشهر لصاحبها ومديرها المسؤول استيان أفندي.

14 - يكي محيط المعارف غزته مي. مجلة علمية أدبية تبحث في السياسة أيضاً تصدرها لجنة دائرة المعارف التي أُلفت حديثاً لوضع قاموس كبير باللغة التركية على نمط دائرة المعارف الفرنسوية الكبيرة. يحررها أمر الله أفندي مبعوث قرق كليسا وناظر المعارف الأسبق وتصدر مرتين في الشهر على نفقة اللجنة المار ذكرها.

15 - مودا ملكه سي. مجلة تبحث في أزياء النساء وملابسهن تصدر مرتين في الشهر على ورق جيد باللغات التركية والرومية والفرنسوية. مديرها موسيو لقلر وقد أُسست قبل أربعة أشهر.

16 - رسالة موقوتة حربية. مجلة تبحث في الشؤون العسكرية تصدرها دائرة الأركان الحربية ويحررها ضباط هذه الدائرة.

17 - جريدة عسكرية. مجلة حربية رسمية تنفق عليها نظارة الحربية وتصدرها لنشر أوامرها وتنقلات القواد والضباط وترقيهم وإعلانات المناقصات والمزايدات والقوانين العسكرية الحديثة وكل ما يختص بالجندية. تحررها لجنة من الضباط ولها إدارة خاصة بها.

18 - موسيقى غزته سي. تبحث في الموسيقى فقط. تصدرها الجمعية الموسيقية العثمانية التي أُسست في العام الماضي تحت حماية الأمير ضياء الدين أفندي تجعل الحضرة السلطانية الفخيمة.

هذه هي جرائد الأستانة التركية السياسية ومجلاتها العلمية والفنية والأدبية فيعلم القراء منها ومن كثرة عددها وسمو موضوعاتها وإقبال الناس على مطالعتها ما قطعه إخواننا الأتراك من الأشواط في مضمار الرقي الفكري السياسي والعلمي فيجب علينا والحلة هذه نحن معشر العرب العثمانيين أن نسعى لمجاراتهم بذلك حتى لا نكون أحط منهم في هيئتنا الاجتماعية ولنكون عضواً حياً نامياً عاملاً في جسم أمتنا العثمانية والله الموفق لما فيه خير الأوطان.

الأستانة حقي العظم