مجلة المقتبس/العدد 48/سيرة العلم والاجتماع

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة المقتبس/العدد 48/سيرة العلم والاجتماع

ملاحظات: بتاريخ: 1 - 2 - 1910



تربية صغار العملة

في السويد الآن 72 معملاً لصغار الأولاد منها 16 في استوكهلم والمخترعة لهذه المدارس العقيلة كوستاف سيستا رتزويس التي أنشأت أول معمل من هذا النمط منذ عشرين سنة تذكاراً لأمها وهذه المعامل هي عبارة عن ملجأ لأولاد الشعب الذين لا تفتح لهم المدارس أبوابها إلا صباحاً من الساعة الثامنة إلى الواحدة أو بعد الظهر من الساعة الثانية إلى السادسة فيعلم فيها الأولاد صنع الخشب وتطريق الحديد وإصلاح الثياب وخياطتها وخصف النعال وصنع الأحذية. وقد تبين لهذه المعامل أن الأولاد يعنون كثيراً بالثياب التي يخيطونها بأنفسهم ولا يقصد من هذه المعامل إعداد عملة ماهرين خبيرين بل يكتفى بتمرين ما خصوا به من الحذق والنظر والاجتهاد وتقوية ميلهم الحسن إلى الاعتياد على العمل ولا يسمح لولد أن يتخلى عن صنعة قبل أن يعمل بنفسه شيئاً فيها يرضى عنه معلموه ومعلوم أن الحذق في العمل اليدوي يكون قبل الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة هذا مع ما في عملهم من التأثير الأدبي النافع ويزيد ذلك سهر الأساتذة على تلامذتهم ومعاملتهم لهم بالحب والحرية ولا تعطيهم هذه المعامل لقاء عملهم سوى طعامهم وهم يهيئونه بأنفسهم معظم الأحايين.

أترابنا العميان

تحت هذا العنوان كتبت معلمة إنكليزية من العميان في إحدى المجلات العلمية مقالاً أثبتت فيه أن العميان ليسوا كما يتوهم الناس عاجزين إلا عن استعمال قسم قليل جداً من القوى التي يستخدمها المبصرون وأوردت على ذلك أمثلة من التعليم الخاص بالعمي في بيوتهم أو في المدارس الابتدائية والعالية فقالت أن هذه المدارس التي يديرها العمي في الأكثر مثل مدرسة المعلمين العميان في إنكلترا تعلم تعليماً موافقاً لحاجات الطلبة بحيث يغادرها هؤلاء وهم يعرفون القراءة والكتابة والخياطة باليد أو الآلة وطباعة اللنتوتيب والكتابة على الآلة الكاتبة واللعب. وتعليمهم اللعب من أصعب الأمور هذا ما يحرض عليه أساتذة مدرسة المعلمين المذكورة حتى غدا تلاميذهم يعرفون اللعب بالشطرنج والداما ويركبون الدراجة ويحسنون التجديف والعوم ولعبة الفوتبول.

تعلم اللغات الحية

نشر أحد ضباط الإنكليز في الجيش الهندي مقالة في المجلة المدرسية ذكر فيها أن حكومته أرسلته مع الحامية إلى تخوم الشمال الشرقي من مستعمرة الهند بين قبائل متوحشة تتكلم بلهجة هندية صينية ليس لها قواعد ولا معجم مفردات مكتوبة فقاده الاتفاق إلى أن صارت له صلة مع أحد شيوخ ذاك الصقع يستعمل السحر والكهانة فأنشأ بادئ بدء يستمع لما يلقيه ذاك الساحر من القصص مشفوعاً بإشارات ورموز واضحة تجلب النظر فلم يمض زمن طويل إلا وقد توصل إلى إدراك المعاني التي يريدها الساحر وما هو إلا قليل أيضاً حتى دهش من نفسه وقد أخذ يألف الكلمات التي يدمدم بها الشيخ المتوحش وأصبحت له من هذه اللغة البربرية معرفة واسعة لم يتعب في تحصيلها كأنه تعلمها من كتاب. واستنتج بعد ذلك بأن خير طريقة يجب اتباعها في تعليم الأحداث لغة لا يعرفونها أن يسير العلمون لها على الطريقة التي تعلم بها صاحبنا الإنكليزي لغة الهند الصينية.

الأخلاق بالطعام

يرى بعضهم أنه يستدل على أخلاق المرء من خطوط يده أو من تفلطح رأسه أو من استعماله القهوة أو غير ذلك ولكن أحد أطباء الإنكليز قال: قل لي ما تأكل لأقول لك من أنت واستدل بأن الإغتذاء بلحم البقر يورث نشاطاً وقوة. واستعمال لحم الخنزير يورث النفس انقباضاً ويسود المستقبل في النظر. ولحم الخروف يورث السويداء والإكثار من لحم العجل كثيراً مدة طويلة يضعف كل نشاط ومقاومة. وتناول اللبن الحليب والبيض يولي قوة ذهن ولا سيما في النساء والزبدة تكثر البلغم والتفاح يوافق العاملين بعقولهم والخردل من باعثات الذهن ومنشطاته.

المباحث الليمنولوجية

اللينمولوجيا من العلوم الحديثة وهو يبحث عن الظواهر والتراكيب التي تبدو البحيرات وعلى سطوحها وفي داخلها وتدل هذه الظواهر على الخصب الذي لا يتناهى في جوف الأرض ولهذا العلم شأن عظيم في أميركا. ففي نيكاراغا مثلاً بحيرة اسمها نجيابا هي في الحقيقة حوض ماء من الصابون تحتوي كميات وافرة من محلول بيكاربونات البوتاس والصودا وسلفات المنغنيزيا إذا ثار الهواءُ تحدث منه أمواج يتكون منها زبد يستعمله سكان ضفاف البحيرة في غسل رؤوسهم والتداوي من الأمراض الجلدية. وفي وسط ولاية الالاسكا بحيرة أغرب من هذه يكون سطح مائها حلواً وسمكها أبيض اللون أما الماءُ في داخلها فأملح من ماء البحر وتوجد فيه الأسماك التي لا تصاد إلا من البحار. ومن البحيرات الصغرى في ولاية أوتاح ما تجد ماءه مركباً من توابل مملحة متبلورة يمشي عليها الفارس ولا يسقط وفي ذاك الصقع أيضاً بحيرة لون مائها وردي وتنبعث منها رائحة بنفسج ولونها ورائحتها صادران من وجود الخث نبات الماء فيها وبالقرب من سانتا في كولورادو بحيرة تحتوي كمية وافرة من الكبريت. ومثل ذلك تجده في كثير من أقطار الأرض وهو ناشئ من نوع الحيوانات والنباتات التي تعيش في تلك البحيرات ومن طبيعة أرضها بركانية كانت أو غيرها. قالت المجلة التي عربنا عنها وربما علل بذلك ما وجد في بحيرة اكتشفت حديثاً في آسيا من الغليان الدائم في مياهها بحيث لا تنزل حرارتها عن 120 درجة بالميزان المئوي.

التمثيل في الخلاء

ضاقت في الغرب بيوت التمثيل فهرع الناس إلى الخلاء يتخذون منه دوراً للتمثيل لا تضيق بالممثلين ولا بالحضور. وقد مثلت مدرسة هارفرد الجامعة في أميركا في المدة الأخيرة رواية جان دارك للفيلسوف الألماني شيلر فكان الممثلون ألفي شخص والحضور خمسة عشر ألفاً وهو أعظم اجتماع على هذه الحال.

الجيش العامل

على الرغم من احتجاج الملوك ومعارضة دعاة السلم ما برحت أوربا تزيد في جيوشها العاملة حتى بلغ الجيش العامل أربعة ملايين وربعاً من أصل 435 مليوناً من السكان أي عاملاً واحداً يؤخذ من كل ثلاثين عاملاً في أوربا ولألمانيا وحدها 634 ألفاً ولفرنسا زهاءُ 600 ألف وهكذا ازداد عدد هذه الجيوش زيادة كبرى فزادت أوربا جيشها العامل منذ سنة 1869 ضعفي ما كان وكذلك نفقاته. وفي الإحصاءات الأخيرة أن أوربا تنفق على جيشها مسانهة ستة مليارات و 725 مليون فرنك في السنة.

صفات السياسي

نشرت مجلة الاجتماع الدولية مقالة في الأخلاق التي يجب أن يكون عليها الساسة فمما قالته أن الناس يزعمون بأن أحسن سياسي أكثرهم جربذة واحتيالاً وقد أبان استورنل كونستان فساد هذا الرأي مؤكداً بأن الثقة والسلطة والاعتبار حليفة أهل الحشمة والوقار من الناس أما النجاح المؤقت الذي يأتي به بعض الظرف فهو من شأن الساسة السطحيين وولاة المنحطين. فمن يجيد السلام يسلم عليه ولكن لا يعد شيئاً عند التحقيق. ومن النقائص المضرة جداً في السياسي أن يكون واسع الفكر ورديء النية فعليه إذا أحب النجاح أن يتحامى إدهاش المجتمع بفضيلته. كما أن الواجب عليه أن لا يعيش عيش الفقراء بل أن يكون له مسكن في المدينة التي يقيم فيها وواحد في الضاحية وآخر في بلده الأصلي وأحياناً مسكن في إحدى الولايات والإنفاق على أربعة بيوت يحتاج إلى البذل كثيراً ولكن ذلك ضروري لمن يحب أن يقوم بوظيفته حق القيام على صورة محتشمة. وختم الكاتب مقالته بأن السياسة مثل سائر المسالك والأوضاع آخذة بالنشوء والابتعاد عن التقاليد القديمة من دس الدسائس واستعمال الشدة وغايتها الآن العمل لما فيه نشر السلام بين الأنام.

المعادن الشفافة

جبوا الذهب فظهر لهم أنه من المعادن الشفافة ومن المحتمل أن يكون النحاس والفضة كذلك. وإثبات أن هذه المعادن شفافة يحدث أواناً مدهشة وتغييراً في الصناعة.

خفقان القلب

يختلف خفقان القلب في الحيوان باختلافه في الطول فكلما كان نوع الحيوان صغيراً زادت ضربات القلب فقلب الفيل يخفق 30 مرة في الدقيقة والحصان 40 والحمار 50 والإنسان 70 والكلب 90 والأرنب من 150 إلى 200 والفأرة من 500 إلى 600. ولم يتيسر حتى الآن بالآلات الموجودة معرفة خفقان قلوب الحيوانات الصغيرة وغاية ما عرف أن الفأرة نفسها كلما كانت فتية زاد خفقان قلبها.

جمعية الموسيقيين

تألفت في فرنسا جمعية مهمة لتجمع جميع الجمعيات الموسيقية في فرنسا على اختلاف مقاصدها في نقابة واحدة. ففي فرنسا الآن 12 ألف جمعية موسيقية مؤلفة من 300 ألف إنسان على الأقل فإذا دفع الواحد فرنكاً في السنة لهذه النقابة أن تعمل أعمالاً مهمة ومنها إنشاء مكتبة موسيقية عامة.

التمثيل في إيطاليا

الشعب الإيطالي مولع من وراء الغاية بالتمثيل ولعه بالتصوير والنقش والموسيقى حتى بلغت عندهم أكثر من جميع البلاد المتمدنة بالنسبة ففي إيطاليا 1217 مسرحاً أي مسرح واحد لكل ثلاثة وعشرين ألف شخص ولولاية بروز المقام الأول حتى أن بليدة صغيرة اسمها كامبوناكورد في البندقية سكانها 350 شخصاً لها معهد تمثيل. ومعظم دور تمثيلهم تسمى بأسماء أعاظم رجالهم.

حوادث السكك الحديدية

على كثرة عناية الأميركان لاتقاء ما يحدث عن السكك الحديدية من المكدرات تزداد حوادثها يوماً بعد يوم وقد حسبوا أنه هلك من وقائع السكك الحديدية منذ شهر حزيران 1906 إلى مثله من سنة 1907 122885 أي أكثر مما هلك وجرح في معركة واترلو حيث بلغ مجموع من هلكوا 53 ألفاً وفي معركة موكدن حيث لم يتجاوز الهالكون مئة ألف. وقد اخترعوا في روسيا طريقة سموها طريقة التجسس وهو أن يداهم المفتش وقاد القاطرة والميكانيكي وغيرهما من عملة القطار أثناء السير فإذا صادف خللاً أو نقصاً يحكم على المتراخي في الحال. ويقضي على كل سائق ووقاد أن تفحص عيناه كل شهر فإذا شوهد فيها أدنى ضعف يمنع من الخدمة وقد جربوا هذه الطريقة في روسيا وأميركا فظهرت لهم فوائدها.

البريد الألماني

في إحصاء رسمي لسنة 1908 أنه كان عدد الرسائل وغيرها التي مرت بالبريد الألماني تلك السنة 14057 مليوناً وكانت سنة 1900 8840 مليوناً وعدد مستخدمي البريد 194256 سنة 1900 فأصبحوا في سنة 1908 288725 وتجيء بعد سويسرا ألمانيا بجودة بريدها في حين كانت إنكلترا الثانية منذ ثلاث سنين. ولكل 825 نفساً في سويسرا مكتب بريد ولكل 1495 نفساً في ألمانيا مكتب وفي إنكلترا لكل 1873 وفي البلجيك لكل 5119 وفي إيطاليا لكل 3940 وفي النمسا 2965 وفي فرنسا 3008 وفي إسبانيا 4143 وفي روسيا 10365 وفي الدولة العثمانية لكل 18215.

مدرسة الخلية الخلية أو عش النحلة اسم وضعه أحد مفكري رجال التربية في فرنسا المسيو سباستيان فور لمدرسة له أوجدها في مدينة رمبوليه من مقاطعة الواز في شمالي فرنسا لتربية اليتامى أو الأطفال المهملين أو ذوي الحاجة يختارون من أبناء السادسة ويعلمون إلى الخامسة عشرة فيتلقى الطفل إلى السنة الثانية عشرة التعليم الابتدائي وبعد ذلك يضاف إليه قسم فني فيتعلم الطالب حرفة فإذا بلغ الخامسة عشرة يخير بالخروج من المدرسة أو أن يعمل فيها على أن يقسم أرباحه من صناعته ثلاثة أقسام ينفق الأول لطعامه ومسكنه والثاني يضاف إلى رأس مال الخلية والثالث يودع له في صندوق التوفير لحاجته الذاتية والخلية الآن مكان لطيف فيه 26 طالباً وأسرة المؤسس 14 يعيش هؤلاء الأربعون نسمة كأسرة واحدة ورأس مال هذه الخلية من ثمرة أعمال المؤسس وحسنات المحسنين وقد كانت نفقتها سنة 1909 نحو عشرة آلاف ليرة ودخلها أقل من ذلك بقليل وقد أسست منذ سنة 1906 وهي الآن تخسر وتسد العجز منه ويربي الطلبة على التربية البدنية والتربية العقلية ولا يعلمهم الدين ولا التاريخ ليختاروا متى شبوا لأنفسهم ديناً ومذهباً سياسياً لأنه يقول أن التاريخ كما هو الآن لا يخلو من زيادات كثيرة فمن نصفهم بأنهم عظماء كانوا في الحقيقة مخربين أشراراً ولذلك يكتفي بتلقينهم تاريخ الحضارة والمدنية إذ يلقنهم بذلك حقائق راهنة لا يتطرق إليها الفساد.

اكتناء عرب الشام

كتب الأمير شكيب أرسلان في النبراس فصلاً قال فيه تحت العنوان السالف ما يأتي: إنه لمعلوم أن لكل مبارز شعاراً ينادي به في ميدان الحرب، وهذا هو المسمى عند الماضيين بالاكتناء وعند المعاصرين بالنخوة، وهي في اللغة العظمة والفخر: يقولون انتخى عليه افتخر وتعظم. وحيث كان المنتخي أكثر ما ينتخي عَلَى طريق الكنية كأن يقول: أنا أبو فلان وأخو فلان جُعل هذا المذهب من الفخر في ساحة القتال اكتناء وسمي هذا الاكتناءُ انتخاء. ومنه قول الإمام علي رضي الله عنه: أنا أبو حسن القرم ومنه: أنا الغلام الغفاري. وقد ورد في الحديث: رأيت علجاً في القادسية وقد تكنى وتحجتى والتكني هو هذا والتحجي هو الزمزمة عَلَى عادة الفرس.

ولا ينحصر الاكتناء المذكور هنا بذكر الأب والأم بل هو تعريف الفارس بنفسه في ساحة الوغى بلقب من الألقاب أو وصف من الأوصاف يصير عليه علماً. فالشعلان شيوخ الرُّولا من عنزة من أعظم العشائر الضاربة في بلاد الشام ينتخي واحدهم بقوله: أنا راعي العليا وتى قيل راعي العليا عُلم أنهم الشعلان عند كل العرب. ولهم نخوة أخرى وهي أخوصيته ولا أدري ما أصل هذه التكنية ولكن الصيتة في اللغة هي بمعنى الصيت ومنه قول لبيد:

وكم مشترٍ من ماله حسن صيتةٍ ... لآبائه في كل مبدٍ ومحضرِ.

ثم أن ابن سمير شيخ ولد علي فخذ آخر من عنزة يكنى بقوله أخو عذرا وعذرا هذه قرية في مرهج راهط شرقي دومة الشام كان لأبناء سمير عليها أتاوة سنوية أو عَلَى رأيهم خوة فتكنوا بها فكأن قولهم أخو عذرا يشير إلى أن قرية عذرا تؤدي لهم الخوة.

ثم أن ابن الطيار شيخ الفرقة الثانية من ولد علي يتكنى بأخي ثنية ولا علم مإذا كانوا يريدون بهذه الثانية المحلى المسمى بثنية العقاب الواقع إلى الشرق من عذرا والذي هو المطلع من المرج إلى جبال القلمون.

ثم السردية وهم من العرب المعروفين في بلادنا بأهل الشمال ولهم قرية في حوران وإمارة في الأيام السابقة ويزعم بعضهم أنها بطن من تنوخ فهؤلاء ينتخون بقولهم أخوذية.

ثم بنو صخر النازلون شرقي البلقاء عَلَى طريق الحاج وهم فرقتان الطوقة والخرشان. فالطوقة ثلاث فرق: الغبين وشيوخهم الفايز وهم شيوخ سائر بني صخر أيضاً ومنهم المرحوم طلال باشا ابن فندي الفايز والحامد والزين. فالفايز كنيتهم في الحرب أخوبلها والحامد يقولون أخو عمشاء والزين أخو وضحا. وأما الخرشان إحدى فرقتي بني صخر فيقولون أخو فلوا والبلهاء في اللغة هي المرأة الكريمة الغريرة التي لا تعلم الشر، وود أيضاًَ أنها الناقة: قالوا ناقة بلهاء لا تنحاش من شيءٍ مكانةً ورزانةً كأنها حمقاء. ولم أعلم سبب قولهم أخو بلها. أما العمشاء فهي مؤنث الأعمش من العمش وهو ضعف البصر مع سيلان الدمع. ولم أر في فصح اللغة الفلواء وإنما قيل أن الفلو هو المهر يقال له فلو بالتشديد ثم يؤَنث فيقال فَلوة مثل عدوّ عدوَّة فهل ذاك تحريف أم تخفيف؟ لا أعلم. وجمع بني صخر يقال لهم البواسل وهو لقب يجمعهم فإذا قيل جاء البواسل فهمَ العرب من ذلك أنهم بنو صخر ومعناه مفهوم. ولهم لقب آخر وهو رعاة العرفاء والعرفاء مؤنث الأعرف وهو الطويل الذي عَرف: يقال ناقة عرفاء أي مشرفة السنام. ويقال أيضاً ناقة عرفاء أي مذكرَّة تشبه الجمال، ويقال أيضاً عرفاء للضبع لطول عرفها وكثرة شعرها وقد ورد العرفاء في شعر الشنفرى قال:

ولي دونكم أهلون سيد عماَّسٌ ... وأرقط زهلولٌ وعرفاءُ جيألُ

ثم أن العدوان وهم عشيرة ينزلون منذ نحو مائتي سنة بالبلقاء يشتون في الغور ويقيظون في حسبان يكتنون بأخوة شيخه. ومن القريب أن هذه الكنية في الحرب كنية المشايخ العوامرة من رؤساء الدروز في جبل حوران. عَلَى أن للعدوان أيضاً لقباً آخر وهو رعاة الضبطاء. أخبرني شيخهم وشيخ مشايخ البلقاء في هذا العهد وهو سلطان ابن علي بن ذياب أن الضبطاء اسم ناقة غنموها في حربهم مع الأمراء آل مهدي الذين كانوا في البلقاء قديماً وكانوا أمراء تلك الجهة وزحزحهم العدوان عنها بعد حرب عوان وأن آل مهدي كانوا قد حملوا عَلَى تلك الناقة أوقار كنوزهم من الحلي والذهب والفضة فهزمهم آل عدوان وغنموا الناقة بما عليها وتقاسموا فيما بينهم تلك الأموال فكانت بدء سعادتهم وحق لهم أن ينتسبوا إلى ناقة حملت سعدهم فوق متنها. وأما الضبطاء في اللغة فهي مؤنث الأضبط والأضبط هو الذي يعمل بكلتا يديه: يقال أسد أضبط أي يعمل بيساره كما يعمل بيمينه، وناقة ضبطاء ولبوة ضبطاء. قال الجميح الأسدي:

أما إذا أَحردت حردي فمجريةٌ ... ضبطاء تسكن غيلاً غير مقروب

ثم عشيرة عبادة من نزالة البلقاء أيضاً وهم يناظرون العدوان يقال لهم الطرائفة فتسمعهم في الهيجاء يصيحون أين ذهب الطرائفة؟ أين ذهب الطرائفة؟ وهم فرق ست منهم المناصير أخوة عوجاء ومنهم الخالتين (بدون تشديد) ومنهم الفقها ومنهم الرماضنة ومنهم غير ذلك. والطرائفة اسم جامع للكل.

ثم الحويطات النازلون بأطراف معان والعقبة عَلَى طريق الحاج هؤلاء يقال لهم أخوة صالحة وينتخون في الحرب بكلمة خيالة الصفحة. سمعت أنهم يعنون بذلك محلاً صعباً وعراً كثير الحجارة في بلادهم وفي اللغة الصفائح هي بهذا المعنى.

ثم العجارمة وهم من عشائر البلقاء أيضاً ولهم قدمة في التاريخ رأيت السائح ابن بطوطة يشير في رحلته إليهم إذ مرَّ من هناك قاصداً إلى الحجاز هؤلاء كنيتهم صبيان الصباح ولا أعلم الأصل في ذلك. وعشيرة أبي الغنم جيرانهم يقال لهم أخوة دلعب ولا أعلم وجه هذه التسمية ولم أرَ في الفصيح دلعباً فلعله مقلوب دعلب أو دعبل فإن الدعلبة والدعبلة هما بمعنى الناقة.

وبنو حميدة من عر بالكرك صبيان السياح والمجالية شيوخ عرب الكرك الذين منهم مبعوث ذلك اللواء في مجلس الأمة هؤلاء كنيتهم أخوة خضرا.

والصليت من عرب الكرك أيضاً يقال لهم رعاة الحيزا ولا أعلم للحيزا معنى إلا إن كان من الحيز وهو السير الروبد والسوق اللين أخوة شيرة ولعل شيرة مخفف شيرّه أي جميلة لأنه يقال امرأة شيرة أي حسنة الشارة.

والصقر من عرب غور بيسان يقال لهم رعاة الجدعا والجدعاء من الجدع وهو القطع وأكثر ما يستعمل في الأنف والشفة والأذن وقد رأيت في لسان العرب بنو جدعاء بطن من العرب.

ثم المساعيد النازلون بغور الفارغة في عدوة الأردن إلى الغرب عَلَى طريق نابلس أميرهم ضامن المسعودي لهذا العهد يقال لهم بنو عقبة وبلغني أنهم في الأصل أشراف واردون من الحجاز.

والسرحان من العرب الذين يقال لهم عرب الشمال اسمهم رعاة البويضا. والعيبر اسمهم رعاة الصغرا والدعجة من عرب مادبة يقال لهم أخوة خشفة. والمشالخة من عرب غور أبي عبيدة (رضي الله عنه) منهم الربيع أخوة عمشيا والفاعور أخو صبحا والشرارات وهم من عرب البادية الضاربة إلى الجوف يقال لهم الآن بنو مكلب وأظن أنهم بنو كلب لأن التاريخ ذكر نزول كلب بأطراف البلقاء من الشام.

ومن جملة الكنى المشهورة في حوران أخوة بلجاء وهي كنية بني الأطرش أشهر مشايخ الدروز بذلك الجبل. ولا أدعي أنني أتيت عَلَى جميع ما لعرب الشام من اصطلاحات النخوة والكنية واللقب إذ بقي هناك قبائل وبطون وأفخاذ لا يكاد يأخذها العدد ولكل منها كنية ومعرفة تتعرف بها وإنما نتبع القول السائر: ما لا يدرك كله لا يترك كله.

هلكي السل

ثبت أن الألكحول هي الباعث الأقوى للسل وإنه حيثما كثرت الحانات زادت الإصابات والوفيات بهذا الداءِ العياء. وإذ كان في فرنسا مثلاً نصف مليون حانة يصيب كل ثمانين إنساناً من أهلها حانة واحدة وفي بلاد الشمال يصيب كل 53 شخصاً حانة أصبح السل فيها أكثر انتشاراً من غيرها. وقد أكدوا أن بلاد نروج توصلت بالقواعد الصحية ومراقبة التلامذة والأساتذة في المدارس التي هي بؤرة العدوى إلى أن قلَّ فيها عدد المصابين بالسل وفي إحصاء ظهر منذ خمس سنين أن فرنسا يهلك فيها 31 نسمة من كل عشرة آلاف بهذا الداءِ وإيرلاندا 26 وإيكوسيا 20 وألمانيا 17 وإيطاليا 16 وإنكلترا 16.

التنزيه في الفرصة

بدأت الشركات في سويسرا منذ عشرات من السنين بجلب الأولاد من بلادها وغيرها وتنزيههم مدة الفرصة فجرت عَلَى إثرها شركات أخرى في أكثر ممالك أوربا حتى بلغ عدد من تنزههم الشركات من التلامذة في ألمانيا 35 ألفاً في السنة وفي إنكلترا 30 ألفاً وفي فرنسا 25 ألفاً ومن التلامذة من يرسلون تحت حماية معلميهم إلى نزل للشركة ومنهم من تكتري لهم دوراً خاصة وفريق منهم تبتاع أو تبني لهم دوراً من أرض لها لينزلوها خلال فصل الصيف.

الاستشفاء في الشمس

كتب الدكتور تريمولير في مجلة مطالعاتنا في البيوت ما مثاله معرباً: جاءت الشهور التي يستشفى بها بالشمس العجيبة فلنفتح لها أبوابنا ونوافذنا ولا يكفي تسخين المساكن بأشعتها وإنارة زواياها بحرارتها فإن الشمس في تلك الحالة لا تزيد الجراثيم التي تنمو في الرطوبة والظلمة إلا نضوجاً ولا يقتصر عَلَى الاستحمام بنورها المحرق المذهب خلال الارتياض والخروج للنزهة بل الواجب إدخال أشعتها إلى جسمنا وهو عريان لتطهر أشعتها جثماننا وتحيي أنسجتنا وتحول المادة الحية المكتئبة إلى مواد حيوية طاهرة تحوي في مطاويها النشاط والقوة.

فقد أوصى اسكولاب المشهور في الأساطير القديمة الذي احترم الأطباء في كل عصر أقواله_كل من ضعفت وظائفهم أن يعيشوا عراة في الشمس بوقاية رؤوسهم من ضربات الشمس. وكان الرومان يقتطعون منن مساكنهم أو مدنهم أماكن يختصونها بحمامات الشمس والهواء الطلق يدعونها سولاريوم بذلك حسن نسل اليونان واللاتين. قصد الإسكندر الكبير ديوجنس الكلبي ذات يوم وهو خارج من برميله يستحم عَلَى مهل بنور الشمس فسأله الملك أي غرض تريد أن أقضيه يا فيلسوف فأجابه هذا أريد أن تبعد من طريق شمسي.

وقد اتفق الأطباء في عصرنا عَلَى هذه المسألة وجاءت من كل مكان أخبار فوائد أشعة الشمس. وحدث أن رجل كان مصاباً بخراجين نغارين من الخنازير فعرض أحدهما للشمس فشفي أما الثاني فلما لم يحسن مداواته بأشعة الشمس بقيت بحالها تنز. وهكذا الحال في كثير من الرضوض والقروح السلية والنواسير والبثور وجروح الجلد فإنها كلها تتحول بتأثير المداواة بالشمس.

وأشعة الشمس لا تؤثر فقط في ظاهر الجلد بل تخترق البشرة والأدمة (الطبقة الغائرة من الجلد) وتسري إلى الداخل وتعدل الحواس الداخلية فالحرارة المنبعثة منها تجلب التعريق فتلين الأعصاب وترخص المفاصل ويزول الشعور بالملل والثقل بتأثير الأشعة وما يتبعها من ارتفاع درجة الحرارة ويحسن الهضم شيئاً فشيئاً ويسكن القلق والاضطراب الحادثان من أوجاع مجهولة. ويرتفع التأثير الشديد الناشئ من وجع الكلى والرحم والمبيض والآلام العصبية ووجع الأضلاع أو يقل تناوبه عَلَى المصاب به فتنبسط نفسه وترتاح روحه وتتعدل حالة البول بإدراره تارة وتجمعه أخرى وتحسن موازنة الوظائف العديدة في تركيب الإنسان وأكل الأحشاء التي تقاوم كل تأثير تنتهي بها الحال إلى الخروج عن ضعفها. ويقف السمن عن النمو أو يرجع القهقرى وذلك بدون عقاقير ولا تعاطي أدوية ولا حاجة للوصول إلى هذه الغاية إلى أكثر من التشمس عَلَى طريقة منظمة بتوجيه الأشعة إلى البطن السمين والعنق والخاصرة حتى تعود إلى اعتدالها وحالتها الطبيعية وبعد المداواة بالشمس أشهراً يعود الصدر إلى سالف طبيعته.

وإن الحركات الرياضية التنفسية اللازمة للبالغين من ضاقت صدورهم وكل من لهم استعداد للسل لتقضي بأن يعري المرء نصفه الفوقي ويعرضه للشمس وهذه المداواة تنفع جميع الضعفاءِ والهزالى والمنهوكين والمتعبين. وأكثر المستشفين انتفاعاً بأشعة الشمس من اسودت بشرتهم فإذا لم يكتب لهم ذلك فالواجب أن يعمدوا إلى طريق آخر في الاستشفاءِ. ويجب أن يعرض الجزء اللازم شفاؤُه للشمس مباشرة بدون حاجز اللهم إلا سجف يقي الجسم من النظر وهبوب الهواء فلا يحم المستحم عَلَى هذه الصورة ولذلك رأى بعضهم أن خير استشفاء ما يكون في الشتاء ورأى آخرون أي الواجب الاستياط ووضع رفادات ندية أو مثلجة عَلَى الرأس والنقرة والقلب ولذلك يجب مراجعة الطبيب.

السجناء

ما برح الناس في الغرب يسعون إلى تخفيف عذاب السجون والرفق بالسجناء حتى أصبح السجن بهيجاً كالمعمل أو الثكنة بل إن بعض السجناءِ قال لمفتش أحد السجون أنهم لا يعطوننا خبزاً مثل خبز الجند كأنه يظن نفسه أرقى منهم طبقة ويحق له أن يطالب بأكثر مما نال فليس عجيباً من ثم أن تزيد الجرائم. واختلف الباحثون في الجرائم والعقوبات فمنهم من رأى الاستعاضة عن الحبس بغرامة مالية ولكن ما كل الناس في سعة يستطيعون معها بذل المال وقال آخر يجب تشهير الجاني بالإعلانات ورد عليه غيره بأن ذلك مناط بعقل المجرم. وذهب آخرون إلى وضع المجرمين في بيوت أهلها من أهل العرض والشرف ثم عاد عن هذا الفكر وارتضاه فقط لصغار الأولاد. وأحسن السجون سجن لوفان في البلجيك حيث يفصل المحكوم عليهم عن أخوانهم ويزورهم أناس من أرباب الشرف والحشمة يسلونهم ويعطونهم عملاً ويستمعون لمطالبهم وينصحون لهم سراً بنصائح صالحة وقد ارتأى أحد العلماء أن المحكوم عليه يجب أن يفصل ما أمكن عن أقرانه ويكون قريباً ما أمكن من المجتمع.

شركات المطاط

كان يستخرج المطاط إلى العهد الأخير من أشجار برية معرشة اسمها ليان ثم أصبحوا يغرسون شجرة ويزرعونها فصارت غلاته عَلَى طريقة منظمة وأجود وأغزر من قبل وانتشرت هذه الزراعة في المستعمرات الإنكليزية فأنشئت سنة 1909_89 شركة إنكليزية برأس مال قدره عشرة ملايين جنيه كما أنشئ من أول كانون الثاني 1910 إلى 1 آذار 45 شركة أخرى رأس مالها خمسة ملايين ونصف من الجنيهات وكل يوم تنشأ شركات جديدة وقد كانت رؤوس الأموال الموضوعة سنة 1906 مليونين ونصفاً من الجنيهات فأصبحت اليوم ثلاثين مليوناً وأهم تلك الشركات تملك 2. 700. 000 شجرة يستخرج منها المطاط.

مدرسة التربية

يذهب كثير من الباحثين إلى أن المدرسة إذا علمت الأولاد قليلاً أو كثيراً فهي لا تربيهم وقد كتب أحد علماء الطليان بحثاً في هذا الشأن قال فيه أن المدارس تفرط في تدريس التعليم المسيحي عَلَى حين ليس هو نافعاً في تربية أخلاق الأولاد وذلك لأنهم لا يفهمون منه شيئاً فالواجب أن يعمد إلى تربية الطفل عَلَى العمل حتى تصبح المدرسة مربية حقيقية في ساعتين تكفيانه في اليوم لتعليم اللغات والمعارف الابتدائية فينبغي تخصيص بقية الوقت أي ساعتين أو ثلاث للأعمال اليدوية بحسب ميل الطفل وذوقه لأن الاستعداد للعمل أمتن أساس في الخلاق وبذلك لا تكون المدرسة سجن الطفل تتبرم نفسه من الجلوس عَلَى دكات المدارس خمساً أو ست ساعات في اليوم وتضطرهم المدرسة إلى حضور التعليم الديني بلا فم والفطرة تدعوهم إلى الحياة العملية التي تهيئ مستقبلهم في المجتمع.

سماد الفوسفات

انتشرت صناعة السماد الكيماوي ولاسيما الفوسفات فقد ظهر هذا السماد لأول مرة سنة 1867 في كارولين ثم جاء سماد البلجيك والجزائر وتونس وجزائر المحيط وفلوريدا وغيرها وكان المستخرج منه سنة 1886 ثمانمائة ألف طن فأصبح هذه السنة خمسة ملايين طن والولايات المتحدة أكثر الممالك إخراجاً للفوسفات أي نصف ما يستخرج من آسيا وأوربا وأفريقية وزاد المصروف من هذا السماد 79 مرة خلال العشر السنين الأخيرة.

القرى والمدن الأنكلوسكسونية

قابل احدهم بين نمو المدن في إنكلترا ونموها في ألمانيا فقال أن الألمان أشد ميلاً إلى سكنى المدن من الإنكليز في حين بدأ الإنكليز بالتحضر في المدن قبل الألمان بكثير فقد كان 5 في المئة من سكان المملكة الجرمانية سنة 1871 يعيشون في المدن التي تضم كل واحدة منها بين جوانحها مئة ألف نسمة فبلغ عدد ساكني المدن 19 في المئة من مجموع من مجموع السكان سنة 1905 وكان عدد المدن التي تحوي كل منها مئة ألف نسمة 14 مدينة في إنكلترا سنة 1871 فيها 6. 250. 000 ساكن أو 27 ونصف في المئة من مجموع السكان فأصبحت سنة 1901 33 مدينة كبرى تحتوي كل واحدة منها عَلَى مئة ألف نسمة ومجموع سكانها 11. 500. 000 فزاد سكان المدن ضعفين خلال هذه المدن في إنكلترا وزادت في ألمانيا ثلاثة أضعاف. والسبب في نمو المدن الألمانية كثر أراضي ألمانيا وكثرة الولادات بل هجرة الناس من القرى ومعظم سكان المدن الحديثة هم شبان تختلف سنهم بين 20 إلى 45 سنة.

عملة الطليان

يبلغ عدد العاملين في إيطاليا 7. 787. 166 عاملاً منهم ثلاثة ملايين و126. 500 يعملون في الصناعات و467. 666 في الزراعة وقد أنشأ الراقون من العملة مؤتمراً للاتحاد بينهم منذ أربع سنين فبلغ عدد الداخلين فيه إلى هذه السنة زهاء ثلثمائة ألف وغايتهم أن تكون حركة طبقة المساكين تحت إدارتهم مباشرة وأن يساعدوا عَلَى تأسيس غرف للعمل والاتحاد الوطني وينشطوا عَلَى وضع القوانين الاجتماعية النافعة للعاملين فخطتهم إصلاحية سلمية.

التعليم الحديث في الصين

أخذت الصين منذ سنة 1900 تعنى كل العناية بإصلاح التعليم في الصين فنظمت كلية بكين وقسمتها إلى ثمانية أقسام ثم أسست مدرسة للغات الغربية وفي سنة 1903 وضعت مشروع قانون لجعل التعليم عصرياً محضاً فأخذ الطالب يشرع في الدرس في السنة السادسة ولا يخرج من المدرسة الثانوية إلا في سن العشرين وبعد ذلك يتمرن ثلاث سنين في المدرسة العليا في عواصم الولايات قبل أن يخصي في مدرسة بكين في علم واحد وهذه المدرسة تعد رجالاً أكفاء لستة وأربعين مسلكاً. ويصرفون جزءاً مهماً من الوقت في المدرسة الابتدائية لتعليم اللغة الصينية وقراءة كتب الأقدمين من كتاب الصين أما في المدارس الأخرى فيدرسون العلم واللغات الحية خاصة وهذه اللغات تعلم عَلَى الترتيب الآتي: اللغة الإنكليزية اللغة اليابانية اللغة الفرنسوية اللغة الألمانية اللغة الروسية. والتلامذة أنفسهم يلاحظون في كل مدرسة أمر مدرستهم ويحق لهم الإشراف عليها. ولم تكد تنشر اللوائح الجديدة في التعليم حتى وضعت موضع العمل وقام الصينيون كلهم يطلبون إنشاء مدارس لهم وقد فتحت في ولاية بتشيلي وحدها ثلاثة آلاف مدرسة في آن واحد وحولت كثيراً من المعابد البوذية إلى مدارس للتعليم عَلَى الصول الحديثة وقد أوعزهم المعلمون أولاً حتى أصبحوا يقبلون المتعلم بعض من لا يحسنونه إلا أن الصين لم تلبث أن بعثت إلى يابان سنة 1904 بألفي طالب يتعلمون في مدارسها العالية وزاد عددهم حتى بلغوا سنة 1906 عشرة آلاف طالب وكل من يعود منهم توظف إليه الوظائف السامية في التدريس وغيره (من مجلة العالمين الفرنسوية).

التعليم في ألمانيا

لا شيءَ أدل عَلَى ارتقاء التعلم الابتدائي في ألمانيا من قلة عدد الأميين بين الجند من أبنائها فقد كان عند ألمانيا سنة 1887_1. 250 جندياً أمياً من الجنود الذين كانوا تحت السلاح فأصبحوا سنة 1897 مائتين وقد بلغا هذه السنة اثنين في المئة من مجموع المجندين وأكثر هؤلاء الجنود الأميين من البولونيين في بروسيا الشرقية أما عدد الأميين في فرنسا في السنة الماضية فقد بلغ 9825 من الجند ومعظم الدول تعلم جندها الأميين القراءة والكتابة بحيث لا يقضي الجندي الخدمة العسكرية إلا وقد تعلم الكتابة كما تعلم الرماية.

المطبوعات الأميركية

نشر إحصاء بحركة العلم والمطبوعات في الولايات المتحدة خلال السنة الماضية فشوهد أن القوم أخذوا يزهدون في قراءة القصص ويرغبون في تناول كتب الجد وأصبحت كتب الآداب في الدرجة الأولى من العناية بعد أن كانت في الدرة الخامسة. وقلت العناية بكتب الدين واللاهوت كما زادت في سائر فروع العلم مثل الفنون النافعة والجغرافيا وكتب الرحلات والسياسة والعلوم الاجتماعية والتربية. وقد طبع سنة 1909 في هذه البلاد 8308 كتب لمؤلف أميركي وكان عددهم في السنة التي قبلها 6349 وطبع 828 كتاباً لمؤلف إنكليزي أو أجنبي وكان عدد هذه الفئة في للسنة التي قبلها 1145.

اللغة الروسية

كانت اللغة الفرنسوية في روسيا منذ مئة سنة لغة الطبقة العالية والمجتمعات المنورة وما برح الروسيون يعملون عَلَى تحسين لغتهم ويحببونها إلى النفوس عَلَى كثرة شذوذها ويرققونها عَلَى غلظتها حتى نشروا أعلامها لا في بلادهم فقط بل في أوربا ووصلوا بها إلى أميركا ففي نيويورك وحدها حيٌّ للروس يبلغ المتكلمون بلغتهم 160 ألفاً هذا واللغة الروسية عَلَى ما فيها من الآداب منذ عهد بوشكين شاعر الروس الأول إلى عهد تولستوي آخر أئمة النثر عندهم لم تبرح عَلَى جفائها الأول وإن تسربت غليها ألفاظ كثيرة من اللغات المجاورة ولاسيما الألمانية.

أميركا الإسرائيلية

في إحدى المجلات الإفرنجية أن أميركا هي بلاد الإسرائيليين لو رجعنا إلى ما قاله بعض المؤرخين والإحصائيين. فقد دخل الإسرائيليون أميركا منذ اكتشافها وسها علماء إسرائيل في البرتقال بأعمالهم الرياضية والفلكية الطريق لسفر خريستوف كولمبس إلى أميركا بل إن مال اليهود هو الذي يسر له رحلته وكان معه في السفينة لويز دي تور الإسرائيلي وهو أول من داس الأرض الأميركية وأخذ المهاجرة من الإسرائيليين منذ افتتاح تلك البلاد يأتون زمراً زمراً فاليهود هم الذين استعمروا سان تومه حيث أسسوا معامل السكر وبهم نجحت برازيل إلى أن طردوا منها سنة 1654 وجزائر بارباد وجاماييك ارتقت بواسطة الإسرائيليين وقد طرح أحد حكام الإنكليز أن الإسرائيليين هم أحسن رعايا عظمة الملك. وما كانت الولايات المتحدة لتدخل في طور الفلاح لولا العنصر اليهودي فيها. وقد قال الرئيس يوم عيد الـ 250 لهجرة الإسرائيليين أن هؤلاء القوم قد شاركوا في عمران هذه البلاد ونشأتها. وقال الرئيس كلفلند لم يؤثر أحداً كاليهود في تأسيس معالم الحضارة الأميركية اليوم.

الرياضات اليابانية

يقول اليابانيون أن الأجسام بينهم أخذت بالضعف منذ تخلى الناس في يابان عن الارتياض واللعب عَلَى طريقتهم القديمة عَلَى خلاف ما يظن الأوربيون فإن كثرة المواصلات بالترمواي والسكك الحديدة قللت السير عَلَى الأقدام والمشي من أنفع الرياضات كالسباحة وقد نصحوا بأن الواجب عَلَى كل ياباني أن يحسن العوم ويتعلمه مكرهاً في المدارس وعلى الناس أن يرجعوا من تلقاء أنفسهم إلى تعاطي اللعب والرياضات والمشي فليس أدل عَلَى ضعف البنية اليابانية أكثر من أن حكومة الميكادو أخرت 178 ألفاً منن الجند وأعفتهم من الخدمة من أصل 414 ألفاً لضعف بنيتهم ولأنهم لم يستوفوا الشروط المطلوبة للخدمة العسكرية.

خريطة العالم

دعا المؤتمر الجغرافي في جنيف سنة 1908 مؤتمراً دولياً للتعاون عَلَى وضع خريطة للعالم من مقياس مليون فاجتمع المؤتمر في لندرا وقرر أن ترسم إنكلترا معالم أفريقية ومجاهلها وترسم الولايات المتحدة معالم أميركا الشمالية والجنوبية وألمانيا ترسم آسيا وستكون هذه الخريطة أصح مصوَّر للأقاليم والبلدان تنفق عليه النفقات العظيمة.

محصول الحنطة

ذكر أحد كبار الإحصائيين الاقتصاديين منذ عشر سنين أنه سيجيء وقت ليس ببعيد يظهر عجز كبير في محصول القمح فلا يعود يكفي الناس لأنهم في ازدياد كل يوم والمحصول لا يزيد عَلَى نسبتهم فقد أبان بعضهم أن محصول الحنطة في العالم سنة 1906_1906 كان 7. 812. 462 هكتولتراً (الهكتولتر مئة لتر) وما صرف منها 229. 773. 730 فبلغت الزيادة 7. 812. 462 هكتولتراً وبلغ المحصول في العالم سنة 1907_1908 2. 009. 736. 430 والمصروف 2. 33. 585. 900 أي بعجز 320. 849. 470 ولا يتأتى سد هذا العجز إلا بخزن القمح وخزنه لا يتيسر عَلَى ما ينبغي والمستقبل لا يخلو من خطر عَلَى غذاء البشر. وقد عاد الاقتصاديون فبحثوا عن الراضي التي تزرع قمحاً فأثبتوا بالأرقام أن كثيراً من الأصقاع في أميركا وآسيا آخذة بالنمو العجيب في زراعة الحنطة وأنه يمضي الجيل إثر الجيل والقرن بعد القرن والحنطة تكفي البشر وإنه إذا كانت بعض المطاحن والمخابز وقفت عن الطحن والعجن والخبز ولاسيما في العواصم الأميركية والإنكليزية فذلك ناشئٌ من مضاربة تجار الحنطة لا من قلة المحصول.

الصحافة في سويسرا

ظهر تقويم الصحافة السويسرية لهذه السنة فتبين منه أن سويسرا عَلَى قلة سكانها أكثر البلاد الراقية بصحفها ومجلاتها ففيها 262 جريدة سياسية وإخبارية تصدر باللغة الألمانية و101 باللغة الفرنسوية و21 باللغة الإيطالية و3 بلغة الرومانش (الرومانش من شعوب سويسرا الشرقية ينزلون اليوم في كريزون ولغتهم مشتقة من اللغة اللاتينية) وعندهم أربع مجلات فلسفية مهمة و40 مجلة فرنسوية برتستانتية و37 ألمانية و27 جريدة كاثوليكية و10 جرائد للمراسلين وجلتان إسرائيليتان وثلاث مجلات لا تقول بدين هذا عدا الجرائد الرسمية التي تصدر في المقاطعات والمجلات الحقوقية والاقتصادية والاجتماعية والفقهية ومجلات الضمان والنساء والفلسفة والعلوم والصناعات النفسية والرياضات والآداب فيكون مجموعها 766 مجلة وجريدة فحيا الله بلاد العلم والعمل.

منع التقبيل

اشتدت ولاية أيوا في الولايات المتحدة أكثر من غيرها من أصقاع الأرض منع التقبيل وقد صنعت ألوفاً من الشريط الأبيض والوردي كتبت عليه لا تقبل ووزعت مجاناً عَلَى تلامذة المدارس وأخذت إدارة الصحة تبعث بأطبائها إلى البلاد يخطبون القوم في مضار التقبيل وأساتذة المدارس يساعدونهم بما يبثونه من النصائح للتلامذة والطلبة.

حماية الجمال الطبيعي

في ألمانيا عدة جمعيات أخذت عَلَى نفسها حماية الجمال الطبيعي في أصقاعها البهجة وهي تبذل كل مرتخص وغال لحماية المصانع القديمة من سوء ينزل بها ومنذ عشر سنين ما برحت المؤتمرات لهذه الغاية تنعقد وتتوالى ومن هذه الجمعيات ما يبلغ إيراده مئة ألف فرنك في السنة تصرفها في هذا السبيل.

الحمة

هي تلك الراضي الفسيحة الواقعة في وادي اليرموك الجميل عَلَى الخط الحجازي الآتي من طريق حيفا في الكيلومتر و93 و95 الذي يشقه نهر الشريعة الشهير عَلَى جنوبي جبال مكيس ذات الآثار الجليلة المعروفة قديماً بمدينة (جدره) وفي الحمة ينبع ثلاثة ينابيع معدنية حارة تنبجس بغزارة وتجري حتى تنصب في نهر الشريعة عَلَى بعد قليل ويبعد النبع عن الآخر بضع دقائق يدعى إحداها المقلي أو حمام سليم ودرجة حرارته 119 والآخران (حمام الجرب) وحرارته 108 وحمام الريح وحرارته 82 بميزان فارنهيت ويلحق بهذه الحمامات ثمانمائة دونم كلها صالحة للزراعة ذات خصب وثراء وقد عرف الأقدمون مكانة هذه الينابيع فعمروها عَلَى أحسن طرز من البناء الروماني الضخم الجميل يدلنا عَلَى ذلك ما خلفوه لنا من الآثار الجليلة والأبنية لدائرة الفخمة التي تخاطبنا بأفصح لسان بما كانت عليه من الجلال والمنعة إبان مجد الرومانيين الدابر منها آثار تياترو من الحجر الصلد الأسود عَلَى غاية الرونق والإتقان.

وقد جرى تحليل هذه المياه في أدوار مختلفة لمعرفة خصائصها ومنافعها في الاستشفاء والمعالجة فأفصحت التجارب عن حقائق ذات شأن كبير منها شفاء أوجاع المفاصل المعروفة بالروماتيزم عَلَى أنواعها عضلية أو مفصلية وأمراض الجلد والقروح حادة أو مزمنة والرمل الكلوي وأمراض المعدة والكبد والأمراض الزهرية والأمراض المانعة للحبل والتوليد وغير ذلك وفيها أيضاً نبع غزير بارد له خاصية شفاء الإسهال إذا شرب منه المصاب ولهذه الحمامات شأت في كثير من جهات البلاد المجاورة لذلك يقصدها الكثيرون يستشفون بها ويمنعون النظر بمناظرها الطبيعية الجميلة بين ماء وكلأ وجبال شماء وأودية غناء ولا أبالغ إذا قلت أن معدل قاصديها في شهر نيسان لا يقل عن عشرين ألفاً يقيمون أياماً تحت حر الشمس وهبوب الريح لا بيت يؤويهم ولا نزل يكنهم فإن كان هؤلاء القاصدون يبلغون هذا العدد وهي قفراء خربة في شهر واحد فكم يكون عددهم لو تهيأت لهم حمامات منتظمة وأبنية وفنادق وما به يستتب لهم الراحة فيه أأبالغ إذا قلت أنهم يزيدون عن المائتي ألف؟

وقو لي هذا يقوله ألوف غيري ويضيق بي المقام لو قصدت الاستفاضة في وصف ما تجتنيه شركة مساهمة من الأرباح وما يحوزه الوطن من الفوائد المادية والمعنوية والشركة تحتاج إلى خمسين ألف ليرة منها خمسة وأربعون ألف ليرة للأبنية من الحمامات ونزل ومستشفيات وخمسين ألف ليرة لإصلاح الراضي المجاورة ونصب أشجار مثمرة من ليمون وبرتقال وغيره وحدث عن خصب هذه الأراضي ولا حرج فإن شجرة الباميا بلغت مترين فكم تكون غلة الشجار المثمرة وكم يكون نموها عجيباً وكم من الأرباح والفوائد التي تستغلها الشركة وتتمتع بها دون إعانات وعناء؟

عجلون:

نجيب فركوح.