انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 952/رسالة الشعر

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 952/رسالة الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 01 - 10 - 1951



من روائع الشعر الغنائي:

حنين. .!

لصاحب السعادة عزيز أباظة باشا

خميلة في حواشي النيل مونقة ... يلفها الضاحكان، الروض والماء

منضورة طلقة الأعطاف رواحها ... بالضم صبح وبالتقبيل إمساء

كأنما من شعاع الراح نمنمها ... مجودا عبقري الفن وشاء

تمسي وتضحي بها سمراء لاعبة ... لأنها فتنة يقظى وإغراء

تمسي تهادى دلالاً خطو مترفة ... لقاء وهي هضيم الكشح هيفاء

إذا انتشت في صدور الليل فهي رشا ... وحين تهفو هواديه فرقطاء

وإن سكبت رجائي فاحتست عللاً=فالعقل مستيقظ والعين سجواء

تلقى الحديث خفيف الجرس منخزلاً ... كأنما يعتريها فيه إغفاء!!

وقد تساعف عيناها فتكمله ... إن البلاغة تكسير وإيماء

يا جارة النيل في عليا (زمالكه) ... حيث الضحى ذهب والليل لألاء

أبثك الشوق مشبوباً تساقطه ... على مغانيك أرواح وأنداء

ترى أعهدي مرعى أم انبعثت ... تعطو إلى لذة التغيير حواء؟!

وأن حواء والدنيا بفتنتها ... سحر وعزف وأنغام وصهباء

طلسم دهر، فلن تجلى له سجف ... ونحن للضعف والأهواء أنضاء

إليك أشكوك، والشكوى لذي جن - ف ضراعة يتحاماها الأعزاء

لم تهف لي منك مذ بدا محبرة ... كأنها من نشيد الخلد أجزاء

مخمورة الشوق جالت في رقائقها ... يد مقبلة القفاز بيضاء

مسكية الرقم تسنى في غلالتها ... كأن أحرفها السوداء أضواء

أطالع الصبح مطوياً على شجن ... فإن دجا الليل فالظلماء رمضاء

وأسأل البرق، هل وافت نوابضه؟ ... والطائرات أفيها عنك أنباء؟ حتى إذا الليل لفت بي جواشنه ... قلت الصباح، فإن الصبح جياء

وكم أهبت بقلبي أن يكف، وأن ... يسلو، فأعرض عني وهو أباء

وقال، ما القلب إلا رحمة وهوى ... فإن خلا منهما، فالقلب أشلاء

وقال فاختر. فقلت الصبر أجمل بي ... وربما حمد الرق الأرقاء

يا أبخل الناس بالحسنى وأن أسيت ... بها جراح وآلام وأدواء

أمعنت في الجور. شر الجور ما عملت ... ثقال أعبائه الصحب الأحباء

لمن خلائق أطلاع سطوت بها ... وقد نمتك المساميح الأجلاء؟

زيدي جفاء، وحسبي أنني رجل ... أنت الهواء له والشمس والماء

وأن عيني ترى الأيام محسنة ... إذا ترامتك، والأيام أعداء

وأن قلبي وإن صارمت مثله ... وأن أذني إذا تلحين صماء

زيورخ

عزيز أباظة