انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 87/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 87/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 04 - 03 - 1935



وصية بارتو الأدبية

نذكر أن مسيو لوي بارتو السياسي الفرنسي الكبير الذي قتل في أكتوبر الماضي في مرسيليا إلى جانب الملك اسكندر الربي، قد أوصى بمعظم تركته إلى الأكاديمية الفرنسية التي كان من أعضائها. وفي الأنباء الأخيرة أن الأكاديمية قد قررت بصفتها منفذة لوصية مسيو بارتو، أن تخصص من ريع التركة ثلاث جوائز أدبية كبرى الأولى باسم الفقيد نفسه، وتمنح لأعظم كاتب في العام، والثانية باسم مدام بارتو وتمنح لأعظم كاتبة، والثالثة باسم مكس بارتو ولد الفقيد الذي قتل في الحرب دون الثلاثين، وتمنح لأعظم كاتب من الشبان دون الثلاثين

هذا ومن جهة أخرى فقد تقرر أن تعرض المجموعات الأدبية والفنية التي تركها بارتو للبيع بالمزاد. وتحتوي هذه المجموعات التي أنفق بارتو في جمعها طول حياته على تحف نادرة من مخطوطة ومطبوعة وصور وتماثيل وغيرها

بين الخالدين

توفي أخيراً أحد (الخالدين) أعني عضواً من أعضاء الأكاديمية الفرنسية، وهو المؤرخ الكبير لينوتر توفي في التاسعة والسبعين من عمره بعد حياة حالفة بالبحث والتأليف والكتابة؛ وكان حتى آخر لحظة يقوم بتحرير فصله التاريخي الممتع في جريدة (الطان) تحت عنوان (التاريخ الصغير). وظهر فصله الأسبوعي كالعادة بعد يوم وفاته. ولينوتر اسم مستعار للمؤرخ، واسمه الأصلي هو لوزان تيودور جوسلان. وكان لينوتر من أعلام تلك المدرسة التاريخية الحديثة التي عنيت بالتحقيق والاستقصاء في الدقائق والتفاصيل الشخصية والاجتماعية لأنها ترى فيها أهم ما يلقي الضياء على طبيعة الحوادث والأشخاص، ومن زملائه في تلم المدرسة فونك برنتانو عضو المجمع العلمي، وبيير دي نولهاك عضو الأكاديمية. واشتهر لينوتر بالأخص بكتاباته عن الثورة الفرنسية وعن الشعب الفرنسي والحياة الفرنسية في ذاك العصر، وله في ذلك عدة مؤلفات ورسائل قيمة. منها (أسر ماري انتوانيت وموتها) (المقصلة ومنفذو الأحكام أيام الثورة) (الملك وثورة لافندي) (دي شاربت) وله مجموعة عنوانها (القصور القديمة والوثائق القديمة). وكان لينوتر أيضاً صحفياً بارعاً جم الإنتاج يكتب في اشهر الصحف والمجلات. ولبث أعواماً طويلة يكتب مباحثه في (الطان) بعنوان (التاريخ الصغير) وقد انتخب عضواً بالأكاديمية في ديسمبر سنة 1932. واستقبلت الأكاديمية نبأ وفاته بالمراسيم المعتادة، وألقي مديرها العامل المسيو هنري بوردو خطاب التأبين للمؤرخ الرال؛ ومما قاله: (إن لينوتر قد تبوأ في عالم المباحث التاريخية مركزاً خاصاً، فهو يتعلق بالأشخاص، والنوادر، والحياة الخاصة، والتفاصيل المغرية أكثر ما يعني بالحوادث وملحقاتها؛ ولقد كان يتمتع بموهبة يحسده عليها كثير من القصصيين: هي موهبة الحياة)

جائزة جر نجوار

لمجلة جر نجوار الفرنسية جائزة سنوية قدرها خمسة آلاف فرنك تمنح كل عام لأحسن أثر (إخباري) (ريبورتاج) يصدر في العام. وقد منحت هذه الجائزة خلال مأدبة عشاء أقيمت جرياً على العادة السنوية لمسيو مارسل جريول عن كتابه الذي ظهر أخيراً عن الحبشة وعنوانه (حارقو الإنسان). ومسيو جريول من العلماء الشبان، تلقى دراسة علمية عالية، وتخصص في مباحث الأجناس البشرية، وساهم في عدة بعثات علمية رسمية أرسلت إلى السنغال والحبشة وغيرهما؛ وله أسلوب علمي جذاب بما يسبغه عليه من البساطة والطابع الصحفي

عيد الربيع القومي في سورية

عقد فريق كبير من طلبة الجامعة السورية والمدرسة التجارية والمدارس الثانوية العالية اجتماعاً بحثوا فيه مشروع إقامة عيد قومي في الربيع، وقد أطلقوا عليه اسم (عيد الربيع القومي)

وسيكون هذا اليوم من الأيام التاريخية، إذ يسير الشباب بشكل مواكب تمثل أزاهير دمشق، وبعض مواكب تمثل مجد العرب الغابر على شاكلة أعياد الربيع في فرنسا

وسيقوم الشاب الأديب السيد أحمد القباني الطالب في مدرسة التجارة العليا برحلة إلى المنطقة الشمالية للاجتماع بإخوانه الشباب والطلبة في الشهباء والبحث معهم في هذا الصدد لجعل هذا العيد عيداً قومياً شاملاً تشترك فيه سائر المناطق السورية في ربيع كل عام (عن الجزيرة)

بلاطة أثرية تكشفها السيول في نابلس

كان من جراء السيول التي اجتاحت نابلس أن شف التراب عن بلاطة تاريخية عظيمة الشأن

وقد اهتمت دائرة الآثار في فلسطين بها وأوفدت لجنة فنية فعاينتها وقررت نقلها إلى المتحف وتكليف رجال الفن بترجمة ما نقش عليها

وقد ظهر حتى الآن أن هذه البلاطة نقلت من مكانها الأصلي المجهول حتى الساعة لتبني في السور حيث وجدت، وقد صرح أحد السامريين أن الكتابة المنقوشة عليها هي الوصايا العشر، وقد كتبت بالغة الآرامية التي كتبت بها توراة السامريين

ولا يزال علماء الآثار يفدون المشاهدة هذه البلاطة التاريخية

التي ربما كشفت عن مدينة يهودية قديمة في شرقي نابلس

(عن الأرز)

هل للراغب الأصبهاني ترجمة وافية؟

احتجت إلى ترجمة الراغب الاصبهاني صاحب المفردات (وللمفردات شهرة ومكانة تداني شهرة القاموس ومكانته) و (الذريعة) و (تفصيل النشأتين) و (محاضرات الأدباء) وغيرها من المصنفات الجليلة، ففتشت فيما بين يدي من كتب التراجم، فلم أقف إلا على هذه النتف الصغيرة التي لا تروي غليلاً:

قال الزركلي في الأعلام:

هو أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل، أديب كبير من العلماء من أهل أصفهان (وتسمى أصبهان) مات سنة 502. من كتبه محاضرات الأدباء الخ. .

وقال بغية الوعاة:

(هو المفضل بن محمد الأصبهاني الراغب المصنفات؛ كان في أوائل المائة الخامسة، له مفردات القرآن، وأفانين البلاغة، والمحاضرات وقد وقفت على الثلاثة، وقد كان في ظني أن الراغب معتزلي حتى رأيت بخط الشيخ بدر الدين الزركشي الخ ما نصه: ذكر الإمام فخر الدين الرازي في تأسيس التقديس في الأصول، أن أبا القاسم الراغب من أئمة السنة وقرنه بالغزالي، قال: وهي فائدة حسنة فان كثيراً من الناس يظنون أنه معتزلي)

وأثبت مثل هذا في آخر الطبعة الميمنية للمفردات نقلاً عن كشف الظنون وغيره، وروي مثله السلطان محمد صديق خان في البلغة

ولم أجد أكثر من ذلك، فأرجو ممن وقف له على ترجمة وافية، أن يتفضل فيبعث بها إلى (الرسالة) أو يرشدنا اليها، ولست أظن أن مثل الراغب تنسى ترجمته أو تضيع!

دمشق

علي الطنطاوي

حول محطة الاذاعة اللاسلكية

. . . مدير مجلة (الرسالة) الغراء

. . . . . . . . . . . وبعد، لقد نشرتم تحت عنوان الإذاعة

اللاسلكية العربية بعدد 75 من مجلتكم فقرة تهم عالم الراديو،

فإنني أشكركم على اعتناكئم هذا، حيث نهتم الرأي العام

المصري لمسألة جديرة بالاهتمام. حقيقة أن المحطة المصرية

لا تفي بالمقصود لأنها على ما أظن محطة إسلامية قبل كل

شيء. وبما أن مصر هي اليوم حاملة لواء الأدب العربي فان

أنظار المسلمين قاطبة متجهة نحو ذلك الوطن المحبوب.

ليست القاهرة قاعدة لمصر فحسب، بل هي عاصمة العالم

الشرقي الباسط جناحيه على أفريقية وآسيا إذن ليست المحطة المصرية محطة محلية، بل هي محطة واسعة النطاق، وجدير بمصر أن تكون لها محطة إذاعة تباهي بها أرقى الأمم. وبها تتغلب موجاتها الفائضة بالفصحى على الموجات الأعجمية كي تنال الحظ الوافر من الأثير. إلا يكفي العالم الغربي استعماره الأرض حتى يبغي الاستحواذ على الأثير؟

لهذا كله أرغب من ولاة الأمور بتلك الديار الشاسعة تحسين محطتنا العربية كي يعم نفعها، فاقترح عليهم واحداً من اثنين

1 - تغيير طول موجة المحطة المصرية لأنها تشاركها في طول الموجة محطة بروكسيل ول من المحطتين لها 630 كيلو سيكلا، ويجب أن يكون بينهما تسعة ك. س على الأقل كيلا تمتزج الأصوات، فليختاروا لها مقياس محطة تكون أبعد من المحطة البلجيكية وأضعف منها قوة كمحطات النرويج مثلاً التي يوجد بينها من لا تزيد قوتها عن نصف كيلو وات كمحطة بودوي التي يبلغ طول موجتها 235. 1

2 - أو على المحطة المصرية إن أبت إلا طول موجتها أن تجاري محطة هويزه الهولندية التي تجعل قوتها 7 كيلووات نهاراً و50 كيلو وات ليلاً

هذا رأيي أبديته لعله يقع موقع استحسان لدى مصر الفتية وحكومتها النبيلة

بو سعادة - الجزائر

بسكر عيسى