مجلة الرسالة/العدد 715/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 715/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 03 - 1947



تكريم الأستاذ خليل مطران:

تنبيهاً للأذهان، لا تقريراً لما يجب أن يكتب في هذا الحادث الأدبي العظيم، نقول إن طائفة من أثرياء السوريين واللبنانيين من محبي أدب شاعرهم الخالد الأستاذ خليل مطران اجتمعت فجمعت سبعة آلاف جنيه لطبع دواوين شعره وسائر مؤلفاته الأدبية، وقد اختارت منها لجنة مؤلفة من عشرين عضواً قررت ما يلي:

1 - طبع دواوين مطران السبعة منها (ديوان الخليل) الأول وقد طبع من زمن بعيد، وديوان للأراجيز في الأخلاق والآداب.

كذلك قررت طبع الروايات الأربع المترجمة عن شكسبير وهي هملت، ومكبث، وعطيل، وتاجر البندقية. والروايات الثلاث المنقولة عن كورناي وهي، السيد، وسنّا، وبوليوكيت وأيضاً طبع رواية (برينيس) المترجمة عن راسين (وهرناني) عن فكتور هيجو، (والغريب) عن بول بورجيه ورواية (القضاء والقدر) وقد عارض فيها الشاعر مطران رواية (قسمت) الإنجليزية التي رمى مؤلفها العرب بما هم براء منه، فأعاد الشاعر مطران بروايته (القضاء والقدر) الحق إلى نصابه ووصف العرب على حقيقتهم في أخلاقهم المعروفة، وآدابهم المأثورة

وللشاعر المحتفل به مؤلفات أخرى هي (الموجز في علم الاقتصاد) من خمسة أجزاء اشترك معه في ترجمتها المرحوم حافظ إبراهيم. وكتاب (مرآة الأيام في ملخص التاريخ العام) وكتاب (الإرادة) وهو مجموعة فصول في أدب النفس. وهذه الكتب لم تصدر اللجنة رأياً في إعادة طبعها بعد.

2 - قررت إقامة حفلة بدار الأوبرا الملكية تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك بجعلها تحت رعايته، وقبل رئاستها حضرة صاحب المعالي وزير المعارف وستقام في الساعة الخامسة بعد ظهر يوم السبت 29 مارس ويخطب فيها معالي السنهوري باشا وصاحبا السعادة علوية باشا وأنطون الجميل باشا وحضرة الشيخ المحترم عباس محمود العقاد وسينشد الأستاذ الأسمر قصيدة من شعره

3 - تقيم لجنة الاحتفال مساء الأحد 30 مارس حفلة عشاء بفندق شبرد وتدعو إليها المائة والسبعة والخمسين وجيهاً الذين تبرعوا بالسبعة آلاف جنيه لهذا الغرض ولفيفاً من أرباب العلم والأدب والوجاهة من أصدقاء المحتفل به يكون خطباؤها سعادة الدكتور محمد حسين هيكل باشا والأستاذ فؤاد صروف والشاعر محمد عبد الغني حسن.

4 - تلبية دعوة معالي وزير المعارف إلى نزهة نيلية تستقر في القناطر الخيرية نهار الاثنين 31 مارس.

5 - تلبية دعوة الأستاذ إدجار جلاد بك إلى حفلة غداء يقيمها في فندق شبرد لرجال السلك السياسي وأصحاب الصحف الأجنبية يوم أول أبريل.

6 - حفلة يقيمها النادي الشرقي بالاشتراك مع الأندية السورية واللبنانية الأخرى وهي نادي الشبيبة، ونادي لبنان، ونادي الاتحاد الأرثوذكسي يوم الأربعاء 2 أبريل.

7 - حفلة أخيرة تقيمها المفوضية اللبنانية يوم الخميس 3 أبريل

8 - ولا تزال اللجنة تدعو كل من يريد الاشتراك في هذا العمل ولم يعرب عن هذه الرغبة بعد، أن يتفضل بمخاطبة سكرتير اللجنة صموئيل بك عطيه أو أمين الصندوق السيد إلياس مرشاق

ومما يجدر ذكره أن لجنة الاحتفال كانت قررت إصدار الجزء الأول والثاني من (ديوان الخليل) قبل إقامة الحفلة الأولى ولكن بعض الموانع الفنية حالت دون ذلك.

وأن محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية وكذلك محطة الإذاعة اللندنية للمستمع الغربي , , , قد قبلتا مبدئياً إذاعة ملخص لما يقال في هذه الحفلات.

وأن السوريين واللبنانيين في مهاجرهم يشتركون أدبياً ومادياً في تكريم شاعر الأقطار العربية. كما أن الحكومة اللبنانية قد قررت الاشتراك في هذا الاحتفال وهو وفاء منها للشاعر الكبير

أما الأموال التي ستجمع لتكريم مطران، والفوائد التي تجنى من بيع مؤلفاته فستنفق على الجناح الخاص الذي سوف يحمل اسم الشاعر خليل مطران في المستشفى الذي شُرع في بنائه باسم دار الشفاء

ليطل الله بقاء مطران، لا ليقول للمحتفلين به ما قال فولتير العظيم يوم احتفلت أمته به (إنكم تريدون القضاء على حياتي من فرط الغبطة والسرور) بل ليسمع على مدى العمر شكر كل ناطق بالعربية على ما أعطاهم من أدب وفن.

(حبيب)

حول اكتشاف واحة الكفرة:

جاء في (الرسالة) الغراء عدد 713 بتوقيع قارئ كلمة قصيرة رداً على ما نشرته أخبار اليوم بعدد 129 حول اكتشاف واحة الكفرة، ونحن بدورنا أردنا أن نثبت شيئاً عن هذه الواحة على ضوء ما كتبه حضرة القارئ المحترم والشيء بالشيء يذكر:

كانت واحة الكفرة المجهولة عند العامة ردحاً من الزمن محلاً يأويه الدعار وللصوص ومخبأ يلتجئ إليه العائثون الذين يشنون الغارة من مصر على السودان الفرنسي وبالعكس حيناً من الدهر، ولم تكن هذه الواحة معروفة عند الليبيين وقتذاك وقد سكنها في وقت من الأوقات (التبو) وهم قبيلة من القبائل السودانية وكانت هذه القبيلة غير متدينة بدين إلا بعد اتصالها بالسنوسي، ثم سكنها الكثير من العرب مثل قبائل (الجهمة) وقبائل (الجوازي) وأخيراً عمرت بأهلها الحاليين وهم قبائل (الزوية) وذلك سنة 1675م على وجه التقريب. ومن ذلك التاريخ أصبحت معروفة عند عرب برقة، وفي سنة 1854 وصل إلى تلك الواحة السيد عمر الفضيل موفداً من قبل الإمام الجليل السيد محمد السنوسي الكبير لبناء زاوية (الجوف) وبذلك أصبحت محط رحال القوافل السائرة بين ليبيا والسودان الفرنسي، وفي سنة 1874 اهتم خليفة السنوسي السيد محمد المهدي بهذه الواحة والطرق المؤدية إليها من الجهات الأربع فأرسل السيد محمد بن الشفيع (رئيس زاوية سرت) لحفر بئر (بشرى) الواقعة بين الكفرة والسودان الفرنسي، وفي سنة 1896 تحول السيد المهدي من زاوية الجغبوب إلى الكفرة فنسق بها الجنان وعمّر ما خرب منها وكثرت بها المباني وبنى بها معهداً لتحفيظ القرآن ودراسة علوم الشريعة وأمها السكان من جميع نواحي القطر الليبي، وفي نفس السنة زارها صادق بك (باشا) المؤيد العظم يحمل تحيات جلالة السلطان عبد الحميد إلى السيد المهدي وفي ذلك يقول الصادق:

مليك ملوك الأرض مذ كان في المهد ... توالت هداياه على السيد المهدي

هدايا عظيم أهديت لمعظم ... فمن هو كالمهدى إليه وكالمهدي كعبد الحميد الملك يحمي حماه من؟ ... وكالسيد المهدي فمن هديه يهدي؟

أتى (صادق) يطوي المهامه قاصداً ... إلى حرم المهدي المطايا له يهدي

يجوب الفيافي لا يميل إلى الكرى ... حليف السرى يهوى مواصلة المهدي

يرى الصعب سهلاً والمتاعب راحة ... وبُعد المدى قرباً وما مر كالشهد الخ

وقد زار صادق باشا سنة 1890 زاوية الجغبوب لنفس الغرض المذكور، وبعد وصول السيد المهدي إلى الكفرة كما سبق أرسل بكثير من البعثات الاستكشافية لبحث وتنقيب الطرق المؤدية من الكفرة إلى السودانين الفرنسي والمصري وإلى مصر ودراسة تلك الصحاري، ومن بين تلك البعثات تلك التي كان يرأسها السيد مصطفى السمالوسي كما جاء في كتاب أرسله العلامة الجليل السيد أحمد الريفي إلى السيد مصطفى المحجوب (رئيس زاوية الطليمون) فعثرت هذه البعثة على موقع واحة (العوينات) وواحة (مرقة) وكانت هاتان الواحتان إلى ذلك العهد مجهولتين، كما اكتشفت مواقع أخرى فلم يكن والحالة هذه المكتشف لواحة الكفرة أو العوينات صاحب السعادة أحمد باشا حسنين رحمه الله وجعل الجنة مثواه؛ ولكنه زار تلك الواحات وغيرها مصحوباً بالكثير من رجال السنوسي ولا يزال الكثير منهم على قيد الحياة.

محمد الطيب بن إدريس

برقية من صاحب (الأديب):

أشرت في عدد سابق من (الرسالة) إلى حديث نشرته مجلة (المعهد) التي تصدر في جنوب لبنان، وعزاه محرر تلك المجلة إلى الأستاذ ألبير أديب صاحب مجلة الأديب وزعم فيه أن الدكتور عبد الرحمن بدوي المدرس بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول إنما لبى دعوة كلية الآداب في لبنان لإلقاء المحاضرات التي ألقاها هناك لأمر يتصل بمركزه في الجامعة المصرية، وأن الفرنسيين وجهوا إليه هذه الدعوة ستراً لأساليبهم الاستعمارية.

وقد تلقينا برقية من الأستاذ ألبير أديب تأخر نشرها سهواً يقول فيها إنه لم (يتحدث إلى مجلة المعهد عن الدكتور عبد الرحمن بدوي) وأنه (نفى الحديث في مجلة الأديب عدد مارس).

ونحن نشكر للأستاذ صاحب (الأديب) هذه الغيرة على الحقيقة وبخاصة في جانب أستاذ مصري وجهت إليه دعوة علمية فلم يضن على أبناء لبنان بعلمه وأدبه، وننتظر من محرر (المعهد) أن ينصف الأستاذين بالاعتذار

(الجاحظ)