انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 572/نقل الأديب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 572/نقل الأديب

ملاحظات: بتاريخ: 19 - 06 - 1944



للأستاذ محمد إسعاف الشاشيبي

565 - لكنه أسد

(إخبار العلماء بأخبار الحكما) للقفطي: تفاخر ابرخس الشاعر اليوناني وأوميرس، ففخر على أوميرس بكثرة الشعر وسرعة عمله وعيره ببطاء عمله وقلة شعره. فقال أوميروس: بلغنا أن خنزيرة بإنطاكية عيرت لبوة بطول زمن الحمل وقلة الولد وافتخرت عليها بضد ذلك. فقالت اللبوة: لقد صدقت؛ إني ألد الولد بعد الولد لكنه أسد. . .

566 - واستمرض الله يمرضك

في العقد:

قال الأعمش: أتاني عبد الله بن سعيد بن أبي بكر فقال لي: ألا تعجب، جاءني رجل فقال: دلني على شئ إذا أكلته أمرضني، فقد استبطأت العلة، وأحببت أن أعتل فأوجر

فقلت له: سل الله العافية، واستدم النعمة؛ فإن من شكر على النعمة كمن صبر على البلية، فألح على، فقلت له: كل السمك واشرب نبيذ الزبيب، ونم في الشمس، واستمرض الله يمرضك إن شاء الله

567 - لرخص فيه حفنة حفنة

في (تاريخ بغداد) عبد الله بن هلال البزاز: أكل أشعب مع سالم بن الجعد تمراً، فجعل يأكل زوجاً زوجاً، فقال سالم: إن النبي () قد نهى عن القران في التمر

فقال: اسكت، والله لو رأى النبي () رداءة هذا التمر لرخص فيه حفنة، حفنة. . .

568 - وأنت أنت وطنبورك طنبورك

في (مسالك الأبصار) للعمري: قال جحظة البرمكي: كنت بحضرة إسماعيل بن بلبل (الوزير) بواسط فلما انصرفت رافقني البحتري، وكان قد زاره، فلما وصلنا إلى (دير قُنَّى) قال لي: ويحك يا جحظة! هذا دير قنى، وهو من الحسن والطيب على ما ترى، وأنت وأنت، وطنبورك طنبورك، فهل لك أن تقيم به اليوم فنشرب ونطرب وننعم ونلعب؟ فقلت: نعم، ولم يكن معنا نبيذ، فسألنا عمن يقرب منا من العمال (الولاة)، فكتب إليه البحتري:

يا ابن عيسى بن فرّخان وللفرس بعيسى بن فرّخان افتخار قد حللنا بدير قنى وما نبغي قرى غير أن يكون عقار

فاسق من حيث كان يشرب كسرى ... عصبة كلُّهم ظماء حرار

من كُميت تولت الشمس منها ... ما تولته من سواها النار

فوجه إليه عشرين دنّا شراباً، ومائة دجاجة، وعشرين حملا، وفاكهة. وعملت في الأبيات لحناً، فلم نزل نشرب عليه يومنا وليلتنا

569 - استنباط

قال السبكي (صاحب الطبقات) استنبط كمال الدين القليوبي شارح (التنبيه) من قوله تعالى: (يا أيها النبي، قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين: يدنين عليهن من جلابيبهنَّ، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) - أن ما يفعله علماء هذا الزمان في ملابسهم من سعة الأكمام، وكبر العمامة، ولبس الطيالس حسن، وإن لم يفعله السلف، لأن فيه تمييزاً لهم يعرفون به، ويلتفت إلى فتاويهم وأقوالهم