انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 456/المصريون المحدثون

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 456/المصريون المحدثون

ملاحظات: بتاريخ: 30 - 03 - 1942


29 - المصريون المحدثون

شمائلهم وعاداتهم

في النصف الأول من القرن التاسع عشر

تأليف المستشرق الإنجليزي ادورد وليم لين

للأستاذ عدلي طاهر نور

تابع الفصل التاسع - اللغة والأدب والعلوم

تتألف السنة الهجرية من أثني عشر شهرا قمريا، ويتأخر التقويم القمري عن التقويم الشمسي سنة في كل ثلاث وثلاثين سنة ونصف تقريباً، ولذلك لا يستعمل هذا التقويم إلا في تحديد الأعياد الدينية والمواسم السنوية؛ فلا يستعمل في حساب الفلك ولا في تحديد الفصول. وإنما يستخدم فيها التقويم القبطي.

وقد ذكرت فيما يلي الشهور القبطية بأسمائها الحديثة مع ما يقابلها من التقويم الميلادي

توت ويبدأ في العاشر أو الحادي عشر من سبتمبر

بابة ويبدأ في العاشر أو الحادي عشر من أكتوبر

هاتور ويبدأ في التاسع أو العاشر من نوفمبر

كيهك ويبدأ في التاسع أو العاشر من ديسمبر

طوبة ويبدأ في الثامن أو التاسع من يناير

أمشير ويبدأ في السابع أو الثامن من فبراير

برمهات ويبدأ في التاسع من مارس

برمودة ويبدأ في الثامن من إبريل

بشنس ويبدأ في الثامن من مايو

بؤونة ويبدأ في السابع من يونيو

أبيب ويبدأ في السابع من يوليو

مسري ويبدأ في السابع من أغسطس ويلحق بالسنة القبطية خمسة أيام أو ستة تسمى أيام النسيء

والشهر القبطي ثلاثون يوماً، ويضاف إلى كل سنة من السنوات الثلاث المتعالية خمسة أيام، وإلى السنة الرابعة ستة أيام. والسنة القبطية الكبيسة تليها مباشرة سنة ميلادية كبيسة. فالسنة القبطية تبدأ في الحادي عشر من سبتمبر فقط عندما يسبق هذا الشهر سنة قبطية كبيسة أو تلحقه سنة ميلادية كبيسة. ولذلك تتشابه الأيام المتقابلة في التقويمين القبطي والميلادي بعد شهر فبراير التالي. ويبدأ القبط تأريخهم من عصر دقلديانوس سنة 284م

ويقسم المصريون المحدثون السنة إلى ثلاثة فصول كما كان يقسمها أسلافهم وهي: الشتاء والصيف والنيل. ويستعمل الفلكيون تقويم الأبراج القمرية التي اعتاد أهل الجزيرة العربية تنظيم شؤونهم المتعلقة بالفصول عليها

ويبدأ الوقت المدني في مصر وغيرها من البلدان الإسلامية من غروب الشمس إلى الغروب التالي، فيحسب الليل السابق مع النهار التالي، وتسمى الليلة السابقة ليوم الجمعة مثلاً ليلة الجمعة ويوافق غروب الشمس الساعة الثانية عشرة، فتكون الساعة واحدة بعد غروب الشمس بساعة، والساعة الثانية بعده بساعتين، وعلى هذا المنوال يحسب الوقت حتى الثانية عشرة. وبعد الثانية عشرة صباحاً تبدأ الساعة واحدة مرة أخرى، ثم الساعة الثانية وهكذا. ويملأ المصريون ساعاتهم ويضبطونها عند الغروب عندما يسمعون آذان المغرب على العموم، وتضطرهم طريقة حسابهم الو من الغروب، إلى ضبط ساعاتهم كل مساء، إذ أن الأيام تختلف طولاً وقصراً

ويبين الجدول الآتي أوقات الصلاة عند المسلمين مع ما يقابلها من الوقت الأوربي الظاهر عند الغروب على خط عرض القاهرة في بدء كل منطقة من مناطق البروج

غروب

عشاء

فجر

ظهر

عصر

إسلامي س ق

أوربي

سق

إسلامي

س ق

إسلامي

س ق

إسلامي

س ق

إسلامي

س ق

يونيو 21

1200

74

134

8 6

456

831

يوليو 22 مايو 21

1200

6 53

130

830

57

843 أغسطس 23 إبريل20

1200

6 31

122

924

529

9 4

سبتمبر 23 مارس 20

1200

6 4

118

10 24

556

924

أكتوبر23 فبراير 18

1200

537

118

11 18

623

935

نوفمبر22 يناير20

1200

515

122 11 59

645

941

ديسمبر21

1200

5 4

124

12 15

656

943

يطبع في مطبعة الحكومة ببولاق تقويم صغير سنوي، ويشمل هذا التقويم السنة الشمسية منذ بدأ الاعتدال الربيعي إلى نهايته، وأيام الأسبوع والشهور الإسلامية والقبطية والسريانية والإفرنجية مع الإشارة إلى حركات الشمس في منطقة البروج وأوقات الشروق والظهر والعصر. ويصَّدر التقويم بنبذة في أهم المواسم والأعياد الإسلامية والقبطية وغيرهما وبعض الملاحظات والإرشادات المتعلقة بالفصول. ويلحق بالتقويم نتيجة طبية وزراعية لكل يوم من أيام السنة. ويشير التقويم إلى الخسوف والكسوف كما يشمل أموراً كثيرة تلائم خرافات الشعب وتتضمن آثاراً من التقويم المصري القديم. ويقوم بعمل هذا التقويم قسيس سوري مسيحي أعتنق الإسلام يسمى يحيى أفندي

وليس للمصريين معرفة بالجغرافيا إلا فئة قليلة أكثر ثقافة. ويكاد المصريون يجهلون موقع أكثر البلدان الأوربية الكبيرة جهلاً تاماً لعدم وجود الخرائط الجيدة. وقلما يجرؤ بعض المتعلمين منهم على إعلان كروية الأرض؛ إذ أن أكثر علمائهم على عكس هذا الرأي. والرأي السائد بين المسلمين على اختلاف طبقاتهم أن الأرض مهاد يحيط به المحيط الذي يحده جبال (قاف) كما يزعمون. ويعتقد هؤلاء أن هذه الجبال هي ذروة الأرض السابعة، كما يعتقدون أن السموات سبع طبقات تعلو إحداها الأخرى

فإذا كان هذا هو حال العلم عند المصريين المحدثين، فلا يعجب القارئ إذا وجد بعد هذا الفصل فصلاً ضافياً يصف خرافاتهم. والإلمام بهذه الخرافات لازم ليتبين القارئ أخطاءها وليستطيع أن يفهم طباع المصريين. وإنا لنتوقع لهذا الشعب تقدماً عظيماً من الناحية الفكرية والأخلاقية باقتباس العلوم الأوربية في عهد محمد علي، ذلك الاقتباس الذي قوّم إلى حد ما سلطته الجائرة، ولكن ليس من المحتمل أن يتحقق هذا الرجاء قريباً على مدى واسع

عدلي طاهر نور