انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 440/البريد الأدبي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 440/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 440
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 08 - 12 - 1941



يوم (مي)

في يوم الخميس الماضي حفلت دار الاتحاد النسائي بصفوة من رجال الفضل والعلم أجابوا دعوة السيدة هدى هانم شعراوي لتأبين المغفور لها الآنسة (ميّ) وكان الكلام لنخبة من أمراء البيان جلوا مآثر الفقيدة في نواحي الثقافة والصحافة والسياسة والإصلاح، فتكلمت رئيسة الاتحاد عن (فقيدة العروبة النابغة)، وتكلم معالي الدكتور هيكل باشا عن (مي والسياسة)، وتحدثمعالي الأستاذ مصطفى عبد الرزاق باشا عن (ذكريات مي)، والآنسة ابنة الشاطئ عن (مي الإنسانة)، والدكتور منصور فهمي بك عن (مي والعروبة والأمومة)، وألقى الأستاذان عباس محمود العقاد وخليل مطران بك قصيدتين من عيون الشعر. ثم تحدث الدكتور طه حسين بك عن (مي والأدب العربي)، والأستاذة عزيزة عصفور عن (رسالة مي)، والدكتورة نعيمة الأيوبي عن (مي والأبوة). ثم نهض الأستاذ أنطون الجميِّل بك فوجه الشكر عن أسرة الفقيدة إلى كل من شارك في هذا العرس الحزين بقلبه أو لسانه. ثم ارفض الحفل وفي قلب كل من شهده حسرة لاذعة على أفول هذا النجم الذي لمع في سماء الأدب حيناً ثم خبا والشرق أحوج ما يكون إلى وحيه وهديه. وفي العدد القادم سننشر جملة من مختار ما قيل. رحم الله الفقيدة الكريمة، وعوض الأدب من فقدها خير العوض.

هناء

أُعاود بعدما قال الأستاذ المكرّم علي الطنطاوي، فأقول: إني سئلت عن (الهناء) فأجبت بأنه مذكور في (تاج اللغة وصحاح العربية)، ولكن لا أدري الآن الحكم الصحيح، لأنه يجوز أن يكون في النسخة (المخطوطة) التي اطلع عليها الأستاذ سهوٌ، والعلم لله).

(وحيد)

تيسير الكتابة العربية

تجتمع في الأيام القريبة المقبلة لجنة الأصول بالمجمع اللغوي لإقرار مشروع (تيسير الكتابة العربية) في صورته الأخيرة بعد أن فرغت اللجنة التي كانت مؤلفة من بحثه ودراسته وإدخال التعديلات عليه. وأساس هذا المشروع اقتراح الأستاذ علي الجارم بك، ومبادئه الأساسية هي:

أولاً: يبقى للقرآن الكريم رسمه المأثور.

ثانياً: تبقى صور الحروف العربية كما هي:

ثالثاً: توضع علامات للحركات والسكون والتنوين، على أن تكون هذه العلامات داخلة في بنية الكلمات، لا هي فوقها ولا تحتها كما هو الآن، حتى لا يخطئ اللسان في بناء كلمة إعرابها.

رابعاً: الحرف المفتوح لا توضع له علامة اختصاراً، فترك العلامة دليل الفتحة، وقد اختيرت الفتحة لكثرة دورانها في الحروف، فترك علامتها اختصار كثير.

خامساً: لكل من الكسرة والضمة والسكون والتنوين علامة خاصة أشبه ما تكون بحرف جديد يتصل بالحرف الأصلي مباشرة.

وقد احتوى المشروع إلى جانب ذلك على قواعد تسهيل كتابة الهمزة والألف المتطرفة، وكذلك وضعت قواعد للتقليل من العلامات، وقواعد أخرى لمراعاة النطق في الكتابة.

ومما لاحظته اللجنة في دراستها للمشروع ما تقتضيه الناحيتان الخطية والطباعية، فروعي ذلك مراعاة عملية، توصلاً إلى إمكان تنفيذ المشروع في المطابع وفي الكتابة العامة.

والمنتظر أن تفرغ لجنة الأصول من إقرار هذه القواعد والعلامات، لتعرض على مجلس المجمع في جلساته الأولى المقبلة، حتى يعرض المشروع بعد ذلك بحذافيره على جمهور المشتغلين بالعلم والأدب والفن في مصر والبلاد العربية.

المؤتمر التعليمي العربي والأبحاث التمهيدية للدعوة إليه

اجتمعت في الأسبوع الماضي برياسة وزير المعارف اللجنة التي وكل إليها وضع منهاج لمؤتمر التعليمي الذي ستدعو إليه مصر الأقطار العربية، والذي تأمل وزارة المعارف أن تجعل منه فرصة مناسبة لتقريب الفكر العربي من المركز الثقافي في القاهرة، وأن نسعى به إلى تحقيق أمل قديم في جعل شباب الأقطار العربية يتلقون ثقافة متقاربة موحدة بقدر الإمكان.

وقد علمنا من بعض أعضاء هذه اللجنة أن أهم أعمال المؤتمر ستدور حول غرضين رئيسيين أولهما (الثقافة العامة) وثانيهما (المناهج المدرية). أما الغرض الأول فيقصد به ربط الشعوب العربية بلون ثقافي متجانس يستمد طابعه من المقومات المشتركة بين هذه الشعوب. وأما الغرض الآخر فمن السهل تحقيقه؛ وعند ذلك يمكن للطالب في أي قطر عربي أن يستكمل مراحل دراسته الثانوية أو العالية في أي قطر آخر - وخصوصاً الآن في مصر - من غير أن يواجه بسياسة تعليمية مضادة لما نشأ عليه.

وسيعني المؤتمر في الموضوعات التي سيتعرض لها بالمشاكل التعليمية التي تشغل البال اليوم في جميع البلاد العربية ومنها مصر وأهمها طرق التدريس، وفي هذا الشأن قد تنتفع الأقطار العربية من خبرة المصريين بطرق التدريس الحديثة؛ ولكن من المشكوك فيه الآن أن نحصل على اتفاق في توحيد المناهج في الوقت الذي راجت فيه عندنا فكرة التعليم الإقليمي أي وضع مناهج خاصة لكل إقليم على حدة بحسب ظروفه وحاجاته.

أسرة الشعر بكلية الآداب

حددت أسرة الشعر بكلية الآداب برنامجها هذا العام فيما يلي

1 - ترحب الأسرة بكل دراسة تحليلية للشعر في مختلف أوضاعه وللشعراء في شتى نزعاتهم ويتناشد الأدباء والشعراء في مصر والأقطار الشقيقة لهذه الغاية.

2 - ستقوم الأسرة بتنظيم حفلات نصف شهرية في أحد مدرجات الكلية لإلقاء هذه الدراسات وعرض الأشعار المنتجة وسماع الموسيقى والأغاني وستعطي للمستمعين فرصة للنقد والتعليق.

3 - ستصدر الأسرة مجلة (الشعراء) شهرية مؤقتاً تضم البحوث الفنية في الشعر وروائع الشعر الحديث والقديم.

4 - ستقيم الأسرة في نهاية العام (ليلة للشعر).

5 - المكاتبات تكون باسم حضرة سكرتير أسرة الشعر بكلية الآداب.

تحقيق تاريخي

قال الأستاذ أحمد أمين بك في مقال نشرته مجلة (الثقافة) بعددها 130: أن الشيخ يوسف الشربيني مؤلف كتاب: (هز القحوف في شرح قصيدة أبي شادوف) من أعيان القرن الحادي عشر الهجري، وقد تعرض لكتابة (هز القحوف) بالتحليل في هذا المقال، ولا يعنيني الرد عليه في صورته التحليلية وإنما الذي يعنيني أن أذكر أن (الشربيني) من أعيان القرن الثاني عشر، لا من أعيان القرن الحادي عشر، وأنه كان من العلماء الأعلام، فلقد وقفت بخزانة كتب مولانا العلامة المؤرخ الشيخ محمد محمد حامد المراغي الجرجاوي على ما كتبه بخطه على نسخة (هز القحوف).

في الفهرست لدار الكتب الأميرية ص 213 ج 6 ما لفظه (هز القحوف) بشرح قصيدة أبي شادوف، تأليف العلامة الشيخ يوسف بن محمد بن عبد الجواد بن خضر الشربيني من علماء آخر القرن الحادي عشر كان موجوداً سنة 1109

وقد علق على هذا العلامة المؤرخ المراغي الجرجاوي بقوله: رأيت مؤلفاً اسمه (السيف الصقيل، في عنقي من يرد المطلقة الثلاث من غير تحليل) صرح فيه بالرد على هذا الضال، وأنه شرع في تأليفه يوم الثلاثاء سابع عشر المحرم من شهور سنة 1109 هـ ولفظه:

وبعد، فيقول العبد الفقير إلى الله تعالى يوسف بن محمد بن عبد الجواد بن خضر الشربيني، كان الله له ورحم أباه وسلفه، لما كان يوم الثلاثاء المبارك سابع عشر المحرم من شهور سنة 1109 هـ، وأنا قاطن بثغر دمياط ومحل الخير والرباط. . . الخ

ففي أوائل القرن الثاني عشر كان المؤلف على قيد الحياة، فهو من علماء القرن الثاني عشر، وهو من العلماء الأعلام، لا كما يقول الأستاذ أحمد أمين بك أنه كان من المهرجين.

هذه إلمامة موجزة أزجيتها لخدمة التاريخ، والله ولي التوفيق.

(جرجا)

محمود عساف أبو الشباب

رسالة المعلم الإلزامي وكيف ينبغي أن تكون

في العد السابق من (الرسالة) الزاهرة أبان صديقي الأستاذ (محمد كامل حته) ماهية رسالة التعليم الإلزامي من حيث هو (مادة) وأجلى للقائمين بالأمر من أن التعليم الإلزامي أسمى مما يظنه البعض نحو قصوره على محو الأمية فحسب.

وإتماماً للفائدة رأيت بهذه المناسبة أن أتكلم عن رسالة الذي عهد إليه عملية هذا البناء والذي وكل إليه مستقبل هذه الأمة وعن الأمانة التي وضعت في عنقه فحملها عن طيب خاطر ألا وهو - المعلم الإلزامي -

المعلم الإلزامي له رسالة داخل المدرسة حيث الطفل لا يزال كالعجينة، فهو الذي يصهرها ويصيغها كيفما شاء. وله رسالة خارجها: حيث الشعب وسواد في القرية والمدينة

ومن هنا يجدر بنا أن تؤمن بأن المعلم الإلزامي له شأن آخر يختلف عن زميله الجامعي أو العالي من حيث الأهمية والخطر. . . فهو رسول الأمة في تعليم أبنائها داخل المدرسة وخارجها

ولذا يجب أن تكون حياته ملأى بالمثل الصالحة الجديرة بإنهاض الأمة وتثقيف عقول أبنائها وتقويم أخلاقهم.

وأن يكون هدفه المباشر مصلحة الطفل في المدرسة وخارجها، وأن ينظر في أمر إصلاح القرية من نواحيها المختلفة؛ فهناك فساد النفوس وإعراضها عن الحق، وعلل الأجسام والأمراض الفاشية، وسوء الحالة المادية وفساد النظام الصحي.

وإن من أهم ما يثير حيويته حين ينشد الحياة الصالحة أن يكون عارفاً لنفسه حقها وأن يكون رجلاً أبياً عيوفاً ذا إرادة حديدية لا تغلب، وعزيمة جبارة لا تقهر، وأن يؤمن بشرف رسالته فيكون خير مثال يحتذي به في القول والعمل جاعلاً نصب عينيه التفاني في الواجب وإنكار الذات.

ولكن هل المعلم الإلزامي يعرف رسالته؟ وهل هو جدير بها؟ وهل يؤديها على الوجه الأكمل؟ وإذا لم يكن فلماذا؟ وهل وجد اتحاد التعليم الإلزامي لتحقيق هذه الرسالة؟ أم أن جهوده قاصرة على تحسين حال المعلم المادية فقط؟

هذه أسئلة تدور على ألسنة كثير من الناس، وهي جديرة بالرد عليها - وموعدنا العدد القادم إن شاء الله

محمود محمد عيد

وكيل نقابة القاهرة للتعليم الإلزامي