انتقل إلى المحتوى

مجلة الرسالة/العدد 236/هي عيناك

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة الرسالة/العدد 236/هي عيناك

ملاحظات: بتاريخ: 10 - 01 - 1938



للأديب حلمي عطا الله

حرقة في القلب يذكيها الألم

صدمة للنفس يتلوها الندم

وأنا وحدي أسير الليل أطوي الظلماتِ

لا أبالي ما أرى في وحدتي من عقبات

أسدل الليل جناح الحلم فوق الفلوات

ألم الليل شديد الوطءِ مرّ العبرات

هي أشجاني التي توقظ فيَّ الحسرات

يا لعينيك التي تحرمني طعم السبات:

هي عيناك التي تحرقني فأهيم

هي عيناك التي تشعلني كالجحيم

قسوة الهجر على القلب العليل تقتله

كثرة التبريح بالجسم الهزيل تثقله

هذه شكواي من عينيك يا ذات الدلال

من يراعيها ويرعاني إذا طال النضال؟

هل أذوق الشهد أم أقضي حياتي في الخيال؟

أم أقاسي الصدَّ؟ كلا، إن هذا لمحال

أنا لا أطمع في النوح ففي النوح الزوال

أنا لا أبغي سوى الوصل، فذا الوصل الحلال

هي عيناك التي تأمرني فأطيع

هي عيناك التي تذهلني فأضيع

حيفا

حلمي عطا الل