مجلة البيان للبرقوقي/العدد 4/الجمال والحب

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

مجلة البيان للبرقوقي/العدد 4/الجمال والحب

ملاحظات: بتاريخ: 20 - 12 - 1911



وأثرهما في الحياة (تابع)

هذه المحيطات بنا وما تحويه من الرواء والبهجة هي أكبر الأسباب في استدامتنا الحياة وإبقائنا على أنفسنا. والا فقل لعمرك ما معنى العيش على مابه من آلام وغصص إذا لم يكن حباً في الأرض والسماء والمخلوقات التي حولنا. . لم نريد من كل قلوبنا البقاء في هذا الوجود أطول زمن ممكن ونحن لا نفتر نضج من الأهوال التي ترهقنا إلا إذا كان في العالم الذي نعيش فيه من السحر ما يذهلنا عن متاعبنا وينسينا آلامنا وينفث فينا من السرور ما ينعشنا ويحيينا.

أو أن كل العرض من الحياة استبقاء النوع كما يرى شوبنهور وإن كل ما في الوجود إنما يخدم هاته الغاية فتقديرنا للجمال وميلنا إليه وحبنا وجهادنا ونصبنا وكل ما نعمل وما نحتمل إنما هو من أجل الأجيال القابلة وتحسينها وإذا صح هذا وكان غاية الطبيعة من كل الأجيال المتعاقبة هي هذه فأي شيء يكون نتيجة ذلك كله وما الذي سيحدث بعدما لا نهاية له من الأبناء وأبناء الأبناء.

إني أميل لأن أصدق إلى حد غير قليل بنظرية استبقاء النوع وتحسينه ولكني لا أستطيع أن أجعلها الغاية التي من أجلها كانت كل الوسائل كما جعلها شوبنهور. وعلى هذا فأني أعتقد أن الفرد يعيش لنفسه لا للنوع فقط وإن عواطفه وإحساساته إذا كان فيها شيء يميل بالطبيعة لجهة استمرار الإنسانية فإن فيها غير ها كثيراً جعل لأسعاده هو وتغلبه على مضض الأيام بأن يبعث إليه من العالم الذي حوله أريجاً منعشاً للآمال يزيد قوة الحياة فيه ويخدر أعصابه إذا اضر بها الألم كما أن قواه العاقلة كلها تعمل لهذه الغاية من غير ملل وتنجح دائماً في الوصول إليها.

من الأيام القديمة حين كانت الإنسانية لا تزال في طفولتها نرى في أقوال السالفين من التغني بالجمال أو تصويره وتمثيله ما يدلنا على إحساس هؤلاء الناس به وإذا كنا نقتصر في أمثلتنا على مشاهدات التاريخ فإن ما خلفه قدماء المصريين وراءهم من التماثيل يدلنا على هذا كما أن شعر المتقدمين كله يبين لنا عن حبهم لأشياء مخصوصة يصفونها بالجمال وكلما تقدمنا مع العصور تقدم ولع الناس زاد شغفهم ورق نظرهم واجتلوا من المكنون في الأشياء الصامتة فإذا ما أخذت مثلاً أشعار هوميروس وما تكنه من الخيال رأيت من خلالها ما كانت تحويه نفس الشاعر ونفوس أهل زمنه من البحث عن الجميل في الأشياء القدسية وما يلقبونه الإله. ثم إذا تقدمت مع الزمان وأخذت أسفار العرب في صدر الإسلام بل أخذت القرآن نفسه مثلاً ظهر لك أن الناس صاروا يفهمون الجمال في غير الأشياء القدسية وغير النساء: صاروا يفهمونه خارج هذه الدائرة الضيقة المحدودة التي تكاد لا تقع تحت الحواس ويختص بها الخيال فيما هو أكثر تحققاً في الواقع ووقوعاً تحت حكم النظر والسمع فإذا ماقلبت صفحات ديوان من دواوين الشعراء الأقدمين أو أي كتاب من كتبهم رأيتهم يذكرون المحيطات بهم بنوع من الأعظام ويعدون فيها من المعنى ما يدل على تقديرهم لها التقدير العالي. ولا أذهب بعيداً لآتيكم بمثل فهذه صحيفة بين صحائف القرآن الكريم الكثيرة ملأى بهذا المعنى جاءت تحت يدي لأول ما فتحت المصحف. قال تعالى في سورة النحل: {والله أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآية لقوم يسمعون. وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبناً خالصاً سائغاً للشاربين. ومن ثمرات النخيل والأعناب تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً إن في ذلك لآية لقوم يعقلون. وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتاً ومن الشجر ومما يعرشون. ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللاً يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس أن في ذلك لآية لقوم يتفكرون}.

وإنه ليخيل لي أن إحساس الناس بالجمال سار كغيره من كل الأشياء أو على الأقل من أكثرها على سنة النشء والارتقاء. فكان أول ما أخذ بنظرهم جمال المرأة من جانب الرجال وجمال الرجل من جانب النساء. ولم يكونوا في ذلك إلا كبقية الحيوان مدفوعين بقوة الطبيعة وعامل الانتخاب الجنسي لأدخال شيء من العزاء لنفوسهم عن شدائد الحياة ولاستبقاء النوع أيضاً وتحسينه. والذي يحملني على هذا الاعتقاد ليس هو فقط ماجاء في التاريخ فإن أقدم ما نعرف منه لا يكفي لذلك تمام الكفاية وإن أظهره لحد كبير. ولكن الأمم الحاضرة التي لا تزال في حالة البربرية وتحكي بتكونها تكون الأمم البائدة والأمم القديمة جداً تعطينا فكرة تكمل ما نأخذه عن التاريخ. وهاته الأمم ينحصر الجمال أمام أنظارها في المرأة وفي أشياء أخرى قليلة جداً مما يستعمل للزينة.

وإذا تقرر لدينا أن هذا التزين من جانب الرجال إنما حرض عليه حبهم التقرب من النساء كما تفعل الذكور من الطيور مثلاً أمام إناثها إذ تنشر ذات الريش الجميل ريشها (راجع دارون. تسلسل الإنسان صحيفة 141) وتصدح مغنيات الطيور بأغانيها البديعة أيام فصل الحب لتجتذب الأنات علمنا أن أول من أحب كل فرد من أفراد الجنس هو فرد من أفراد الجنس الثاني من الفصيلة بعينها وفقد جماله.

ثم صارت تنسب الأشياء في جمالها بعد ذلك إلى المرأة. ومن هذا نعلم السبب الذي من أجله كان كل جميل في العصور السالفة يأخذ حسنه نتيجة شبهه بها أو قربه منها. أي أن الإنسان حين ابتدأ يؤمن بجمال الأشياء مما حوله لم يؤمن به إلا بواسطة تداخل محبوبه فيما بينها: فإذا ما جلس الصب ذاكر دار محبوبته لبست الأشياء التي فيها ثوباً يجعلها عزيزة عنده مهما كانت صغيرة ضئيلة في نفسه. فتراه يندب الأطلال والأماكن التي أقامت فيها ويتشوق إلى حيث هي الآن ويذكر من توابعها ما كانت تلبس أو تتزين به أو تميل إليه ثم إذا جنه الليل ورأى الكواكب التي أمامه تطل عليها والبدر يرنو إليه واليها وذلك الظلام الهائل يلفه ويلفها أحب تلك الأشياء وصحبتها فأوحت هي إليه من جمالها ما يزيده بها تعلقاً وشغفاً. وأي منا قرأ شعر العرب قبل الإسلام وبعده في العصر الأول منه أي أيام الدولة الأموية يجده مملوأ بهذا المعنى وما يؤيد ما نقول. كما أن الكتب السماوية: وكلنا يعلم مبلغ فناء أصحابها في حب الله: إنما يحب أصحابها من الجمال والعظمة والسر الخفي في كل الخلوقات لأن فيها من أثر محبوبهم المقدس ما يجعلها عزيزة عليهم ذات قيمة كبيرة أمامهم.

تقدمت الأيام وسارت الفكرت العامة في تقدير الجمال هي الأخرى للأمام ولم يكن عصر العباسيين عند العرب حتى ابتدأ الكتاب والشعراء يقدرون في الأشياء جمالاً خاصاً بها يحسونه من غير واسطة ولا وسيلة. ومن أجل هذا ابتداء أبو نواس يعيب على المتقدمين أكثر من مرة في قصائده المختلفة كثرة النوح على الأطلال والدمن وإذا كنا لا نستطيع أن نقول أن هذا يقوم حدا دقيقاً بين تقدير الجمال لذاته ولعلاقته بالمحبوب فأنه من العلائم الهامة التي تدلنا على تقدم الشعور تقدماً محسوساً نحو اجتلاء الجمال من كل شيء يدلنا على ذلك كثير من كلام أبي نواس نفسه كقوله مثلاً: واغدُ على اللهو غير متئد ... عنه فهذا أوان مقتبله

أما ترى جدة الزمان وما ... أبدع فيه الربيع من عمله

وافي وجدة الزمان غادية ... عند اقتراب الشتاء من أجله

فاحتل أرجاءها فأدركها ... من زهر نواره ومن حلله

أدركت في أخريات شتوته ... ما كان عز الربيع في أوله

وأدركته السحاب ترضعه ... درة وقدٍ تحي على بلله

فاشرب على جدة الزمان فقد ... وافى بطيب الهوى ومعتدله

وقوله يصف نزول المطر:

همت السماء برذاذ ثم بطش ثم برش ثم بوابل ثم هتنت حتى إذا تركت الربى كالوهاد ريا تقشعت فأقلعت الخ الخ.

يجد الإنسان في هذا الكلام وفي كلام المعاصرين وبعض من سبق ابا نواس وعصره تقدير الناس لجمال الطبيعة في ذاته مجرداً من نسبته للمحبوب وإذا ما أردنا الأمثلة من الأزمان التي تلت وخصوصاً إذا وصلنا عصر الأندلس وجدناها كثيرة تفوق الحصر. فإذا دخلنا في القرن الثالث عشر والربع عشر والخامس عشر أي حين ابتدأت حياة الفن في إيطاليا تأخذ رونقها دخلنا في عالم هائل تظهر فيه متتالية الأوصاف الكبيرة الكثيرة وحب الناس للجمال وإظهاره على صورهم والتغني به في شعرهم. ففي أول هاته القرون الثلاثة ظهرت قصة دانتي

ثم ظهرت في القرن الخامس عشر (غنوة) رولاند للاييت وفي القرن السادس عشر كنا نرى شكسبير في انكلترة وكتاب ذلك القرن الكثيرين في فرنسة. وبقي ذلك الارتقاء في الإحساس بالجمال يتقدم حتى أيامنا هذه حين أصبح له حظ كبير جداً في الحياة العامة عند كل الأمم الراقية وصارت طبقة جماعة المشتغلين بالفنون تشغل المحل العظيم الذي تشغل.

ويختلف تقدير الجمال إلى يومنا هذا ما بين أمة وأمة وبالحرى ما بين جنس وجنس. ولقد أفرد دارون للتدليل على ذلك قسماً من كتابه تسلسل الإنسان واستشهد عليه بأقوال جماعة العلماء من السياح. فالهنود الشماليون يقدرون الجمال عند ذي وجه عريض مسطوح وعيون ضيقه واصداغ عالية وجبهة منحدرة وذقن عريضة واسعة. وتمتدح الآذان الهائلة عند جماعة الصينيين. وعند أهل سيام يحب الأنف الصغير والفم الواسع والشفاه الغليظة والوجه الكبير. أما عند جماعة السودان فجمال المرأة في عظم أردافها حتى أنه إذا أرادوا زوجة صفوا النساء صفاً واختاروا منهن من تغلب عندها هذه الصفة. (واحسب ذلك كان محبوباً عند العرب بدليل ما جاء في أخبار عمر بن أبي ربيعة عن جمال عائشة بنت طلحة) - أما عن اللون فإن من أجناس العبيد من يعقد حواجبه اشمئزاز أن يرى اللون الأبيض والجميل الجميل عندهم من يزيد في السواد على أقصى الدرجات حتى لقد كان الأطفال ينادون وراء اوزلى (انظر إلى الرجل الأبيض ألا تراه كالقرد) وفي الهند الصينية كانوا يشيرون إلى أسنان سيدة أوربية منتقدين بياضها بحيث تظهر كأسنان الكلب وعابوا عليها تورد خدودها لأن ذلك يشبه زهر البطاطس وغير هذا من الأمثال التي جاء بها دارون كثير.

ولعل ذلك هو مادفع بعض من كتب عن الجمال كرالف والدوامرسن الأمريكاني على الامتناع عن تعريفه والاكتفاء بالإعجاب به وإظهار آثاره.

وعندي أن اختلاف الأذواق راجع إلى تأثير الوسط على الناس إذ أن الطقس والمحيطات تشكل الأفراد بشكل مخصوص وتعطى لسحناتهم من الملاءمة للطبيعة التي يعيشون فيها ما يجعلهم يرون الأشياء بعين تخالف نظراتها نظرات سكان الأقاليم الاخرى. وكل امتياز في الصفات التي تميز إقليمه بدقتها أو تناسبها عد جميلاً. وبذلك يستطيع الفرد من أهل هذه الديار أن يجد على مقربة منه ما يوافق ذوقه وطبعه ويدخل بذلك السرور إلى نفسه ويعزيه عن متاعب العيش وفي الوقت عينه ما يدفعه لاستبقاء النوع وتحسينه وترقيته من الوجهة التي حدتها له الطبيعة. وهذان أهم وظائف الجمال من الوجهة الاجتماعية.

أما لو كانت المحيطات بنا لاتعزينا بل تضايقنا. لو أنا وجدنا أنفسنا بين أشياء لا نقلب أنظارنا فيها حتى تنقبض قلوبنا وتشمئز لمرآها وكنا لا نجد جمالاً في الخيال الذي لا يتحقق فاحسب مؤكداً أنا نفضل الانفراد والوحدة وأن نعيش في أنفسنا لأنفسنا ثم يعرونا من ذلك ضيق وهم لانجد له مفرجاً فيما حولنا فتناوبنا فرة التخلص من الحياة ونهم بأنجازها وتكون الطبيعة لم تكمل بذلك شيئاً من أغراضها. أما وكل مايحيط بنا قد أودع فيه من السحر ما يجذبنا ويستوقفنا أمامه وأعطي من الجمال ما يحببه إلينا ويجعلنا نود البقاء إلى جانبه فأنا مستبقين حياتنا حريصين عليها. كذلك وجود المرأة على رأس هذا الجمال كله يدفعنا بالغريزة للأبقاء على النوع والعمل لتحسينه.

هذا أثر الجمال في الحياة العامة للوجود. وله إلى جانب ذلك من الآثار ما يقوم أخلاق الأمم ويبعث إلى نفوس الأفراد أرقى الاحساسات وأشرفها ويخلق من كل إنساناً رقيق الطبع عالي الهمة محباً للخير والسلام العام. أو لو رأيت إنساناً يرقب أمامه غروب الشمس وقد تورد القرص وأحر الأفق وانتشر في السماء ذلك اللون الذهبي السريع ثم تنحدر الغزالة مسرعة إلى غياباتها وهي تزداد احمراراً كأنما تختنق ويزحف الليل يطارد كل ما في السماء وينشر عليها غطاءه الأسود الهائل: لو رأيته تلك الساعة وهو يرقب فناء هاته الأشياء كلها وفتح لك نفسه كم تجد متأثراً عمل فيه ذلك المنظر الساكن الحزين. ثم كم يبتهج إذا رأى النجوم تعدت كلها لامعة من خلال الظلمة فبعثت مكان ذلك الموت المطلق أملاً يحي للغبراء ومن عليها.

مثل هذا الابتسام يطوق ثغور الناس عامة حين جدة الزمان ومقتبل الربيع حين تأخذ الأرض زينتها ويلبس كل شيء أبهى كسائه والسرور الذي يداخل نفوسهم ويظهر على وجوههم حتى لا ترى إلا سنا ضاحكاً وقلباً طروباً وفؤاداً يملأ الصدر فرحاً حين يبتسم الوجود وقد قام من رقدة الشتاء وغادره ذلك الرداء القاتم الذ يأتي على كل الموجودات في الفصل البارد. وليس بنو آدم وحدهم هم المنتشين بل لقد كنت أجس في شهر مايو من العام الماضي أن كل شيء حتى الجمادات الصامتة في نشوة بما حوله من الخلق الجديد. وأينا دخل حديقة من الحدائق الكثيرة هنا في ذلك الشهر لا بد رأى أوراقها ضاحكة بلونها الزاهي البديع وزهرها كذلك يتوج هاته الهامات الكبيرة الثملة تحت نور شمس الربيع.

وفي هذه الأيام العاشقة لا يستطيع الإنسان أن يحبس قلبه مهما جاهد عن أن يحب. تراه مدفوعاً بقوة أكبر منه نحو الجنس الآخر وكله العاطفة الشريفة المجردة من كل غرض وتهب الطبيعة للنساء من الحسن مالم يعرفن في غير ذلك الوقت فتراهن قد لبسن جمالاً. يروع العين وظهرن وسط الزخرف الهائل الذي يتزين به الكون ملكات ذلك الزخرف ورباته. ولا يفتأ الإنسان يسجع قلبه يصدح وحيداً في ظلمة القفص الذي يحيط به بأناشيد الغرام راجياً حبيباً يضمه إليه شاكياً الانفراد لأنه يريد أن يخبر حبيبه بمتاعه بكل ما حوله فإن في ذلك ضعف المتاع.

وحقاً إن الوحدة في هاته الأيام الناضرة الزاهرة بؤس وس النعيم وشقاء بين السعداء. . كان أولى أن يسرح الإنسان وسط الجنات التي تحيط به فرحاً هائماً في عوالم الخيال الواسعة. ولكن كأن لا خيال أكبر من الواقع يومئذ فالخارج عن الواقع خارج عن دائرة الموجودات السعيدة لذلك لا قلب ينصح صاحبه بالتعلق بالخيال أياً كان بل هو ينسى كل شيء وينسى الأنانية المركبة في الإنسان ويميل بجمعه طالباً قلباً آخر يطير معه وسط رياض الربيع الناضرة عالماً أن الحياة متاع وأن من فاته الشباب والربيع فقد ولت حياته.

الجمال رسول الحب كما قال أمرسن وقائد الأرواح الشابة المتقدة إلى محبوبها يجمعها معاً ليسعد كل صاحبه وليزيد في قوة حياتهما ويجلو نفوسهما ويعوض كلاً عن انفراده الأول سعادة مضاعفة بذلك الاجتماع الجديد.

والحب هو العاطفة الطبيعية التي تولد يوم يولد الإنسان وتنمو فيه حتى إذا جاءته أيام الشباب وتكاملت قواه لم تسطع هاته العاطفة القوية أن تبقى محبوسة في الصدر مستسلمة لسجنها ساكنة فيه بل هي تثور وتسوقنا رغماً عنا لنطلب شريكاً نجد فيه ما يكمل وجودنا وكل جهاد منا لإخماد نار الحب في نفوسنا جهاد ضائع (متلو)

محمد حسين هيكل