انتقل إلى المحتوى

قيثارتي

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

قيثارتي

​قيثارتي​ المؤلف علي محمود طه


بدّدت يا قيثارتي أنغامي
و نسيت لحن صبابتي و غرامي
مرّت ليل كنت مؤنستي بها
و عزاء نفس جمّت الآلام
تروين من طرب الصّبا و حنينه
و تذهبّين حواشي الأحلام
كالبلبل الشّاكي رويت صبابتي
لحنا تمشّى في دمي و عظامي
أنشودة الوادي و لحن شبابه
ذابت على صدر الغدير الطّامي
شاق الطّبيعة من قديم ملاحني
أصداؤك الحيرى على الآكام
و شجا البحيرة و استخفّ ضفافها
لحن كفئر موجها المترامي
ياربّة الألحان غنّي و ابعثي
من كل ماض عائر الأيّام
هل من نشيدك ما يجدد لي الصّبا
و يعيد لمحة ثغره البسّام
و يصوّر الأحلام فتنة شاعر
توحي الخيال لريشة الرّسّام
وادي الهوى ولّت بشاشة دهره
و خلت مغانيه من الآرام
طارت صوادحه و جفّ غديره
و ذوى بشطّيه النّضير النامي
و اعتاض بهمس النّسيم بعاصف
داو يشقّ جوانب الأظلام
و هو الصّدى الحاكي لضائع صرختي
و صداك بين الغور و الآكام
قد كن ألاّفي و نزهة خاطري
و سماء وحي الشّعر و الإلهام
مالي بهنّ سكتن عن آلامي؟
أنسين عهد مودّتي و ذمامي؟
يا ربّة الألحن هل من رجعة
لقديم لحنك أو قديم هيامي؟
فاروي أغانيّ القدامى، و انفثي
في اللّيل من نفثات فلبي الدّامي
علّ الذي غنيت عرش جماله
و طفقت أرقب أفقه المتسامي
تشجيه ألحاني فيسعدني به
طيف يضنّ عليّ بالإلمام
مالي أراك جمدت بين أناملي
و عصيت أنّاتي و دنعي و إلهامي
خرساء لا تتلو النّشيد و لا تعي
سرّ الغناء و لا تعيد كلامي
يغري الكآبة بي و يكسف خاطري
أنّي أراك حبيسة الأنغام