على فيصل بحر الندى والمكارم

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة

على فيصل بحر الندى والمكارم

​على فيصل بحر الندى والمكارم​ المؤلف ابن مشرف


على فيصل بحر الندى والمكارم
بكينا بدمع مثل صوب الغمائم
إمام نفى أهل الضلالة والخنا
بسمر القنا والمرهفات الصوارم
فكم فل من جمع لهم جاء صائلا
وأفنى رؤوسا منها في الملاحم
يجر عليهم جحفلا بعد جحفل
ويرميهم في حربه بالقواصم
فما زال هذا دأبه في جهادهم
تغير بنجد خيله والتهائم
إلى أن أقيم الدين في كل قرية
وأصبح عرش الملك عالي الدعائم
وأخلى القرى من كل شرك وبدعة
وما زال ينهى عن ركوب المحارم
ويعطى جزيل المال محتقرا له
سماحا ويعفو عن كثير الجرائم
مناقب جود قد حواها جبلة
فحاز من الثنا عربها والأعاجم
تغمده المولى الكريم برحمة
واسكنه الفردوس مع كل ناعم
فلا جزع مما قضى الله فاصطبر
وإلا ستسلو مثل سلو البهائم
فلما تولى خلف الملك بعده
لنجل خليق بالإمامة حازم
فقام بعون الله بالأمر سائسا
رعيته مستيقظا غير نائم
فتابع أهل العدل في كف كفه
عن المكس أن المكس شر المظالم
وشابه في الأخلاق والده الذي
فشا ذكره بالخير بين العوالم
وقرب أهل الفضل والعلم والنهى
وجانب اتباع الهوى غير نادم
ومن يستشر في أمره كل ناصح
لبيب يكن فيما جرى غير نادم
على يده جل الفتوح تتابعت
فساوى القرى في الأمن مرعى السوائم
وأسلمت الأعراب كرها وجانبوا
حضورا لدى الطاغوت عند التحاكم
فذكرنا عبد العزيز وشيخه
وما كان في تلك الليالي القوادم
فلا زال منصور اللواء مؤيدا
على كل باع معتد ومخاصم
فدونك أبياتا حوت كل مدحة
فأضحت كمثل الدر في سلك ناظم
ونهدي صلاة الله خالقنا على
نبي عظيم القدر للرسل خاتم
محمد الهادي وأصحابه الألي
حموا دينه بالمرهفات الصوارم
صلاة وتسليما يدومان ما سرى
نسيم الصبا وانهل صوب الغمائم