قال قال رسول الله ﷺ « أكمل المؤمنين إيمــانًا
أحسنهم خلقا » فجعل كمال الإيمان في كمال حسن الخلق.
ومعلوم أن الإيمان كله تقوى الله ، وتفصيل أصول
التقوى وفروعها لا يحتمله هذا الموضع ، فانها الدين كله ،
لكن ينبوع الخير وأصله : إخلاص العبد لربه عبادة
واستعانة كما في قوله ( إياك نعبد وإياك نستعين ) وفي
قوله ( فاعبده وتوكل عليه ) وفي قوله ( عليه توكلت
وإليه أنيب ) وفي قوله (فابتغوا عند الله الرزق واعبدوه
واشكروا له ) بحيث يقطع العبد تعلق قلبه من المخلوقين
انتفاعًا بهم أو عملا لأجلهم ، ويجعل همته ربه تعالى ،
وذلك بملازمة الدعاء له في كل مطلوب من فاقة وحاجة
ومخافة وغير ذلك ، والعمل له بكل محبوب . ومن أحكم
هذا فلا يمكن أن يوصف ما يعقبه ذلك .
وأما ما سألت عنه من أفضل الأعمال بعد الفرائض . فإنه يختلف باختلاف الناس فيما يقدرون عليه وما يناسب أوقاتهم ، فلا يمكن فيه جواب جامع مفصل