وانتم الفرقة الصغرى . ونحن فعلة الطبيعة. وشغلة الارض الوسيعة .
تحرث الارض ونشتغلها . ونسكن الرحاب ونأهلها ، فلا نحتاج اليكم
ولا للمثول لديكم . اذ تقتات من البيت والشجر . ونلبس الصوف
والوبر ونستضيء بالشمس والقمر . ونتوسد التراب والحجر ، على
البال ، وخلو البلبال، وصحة البدن ، وطيب الفدن . أما انتم
فماذا تعملون اذ لم نرقدكم . وكيف تعيشون اذا لم نفدكم. يانسل البليد
واهل التليد . فهل يغنيكم التبر عن التراب . والاكتان عن الرحاب .
والياقوت عن القوت ، والبحر عن الحوت - انما الدر من الصدف
.
والانتظام من الصدف . فاذا اطمعتمونا بمالكم . فلنيل امالكم . وإذا
عاملناكم باعمالنا . لتخفيف أحمالها . فانتم تحيون بنا ، ونحن نشتغل بكم
فلا تحيجونا لتلبكم او لسلبكم
الغنى . فنهض الفني على قدميه . وبسط جفون عينيه. وكثر
اسنانه ودلع لسانه . لماذا اكثرت شتمى ، واطلت رجمي ، وانت
تغيظني بخطاك . وتعدي عن الحدود خطاك . هاتكا حرمة الادب .
وفاتكا بسطوة النشب . فلا اعتين عليك، وإذ لا تهذيب لديك ·
على ان الفجور من شان الفاقة , وما افتح الفاقة والحماقة ، فلا يجود
الفقير، ولا يسود الاسير
الفقير الشتم بالشتم. والرجم بالرحم ، ولو لم تتخط الادب ، ما
استنطقتك العتب . فانت المبتدي . والمبتدي معتدي . والادب من
خلق النفس . كالنور من الشمش : لا ياتى بالكتاب . ولا بالحبد
صفحة:مشهد الأحوال.pdf/68
٦٤