فهنا ترى في البيت الاخير حقيقة كل الفاظها طبيعية محضا وادبية معنى لان المراد هو عصاوة الميل المعبر عنها بفواد من حديد و الاستعطاف المعبر عنه بسحر من مغناطيس اي حسن البيان والوجه في هذه الحقيقة . هو الشبه الحاصل بين الحديد والقساوة وبين المغناطيس وحسن البيان ، على انه كما ان المغناطيس يجذب الحديد هكذا حسن البيان في التكلم يجذب الخواطر القاسيه .
أنه لما كانت الحقايق الادبية مشيدة على التصورات والأوهام او على الصواب والاستحسان . او على الحوادث الاجتماعية والمبادي العرفية ، كان جوقها خاضعا لأحكام العقل عليها وتصرف الزمان بها . ولذلك كان اغلبها يتقلب حسب تقلب اهراء البشر ويتغير تغير الظروف وينتقل تبعا لنقل الازمنة والاجيال . وهكذا فاننا نرى كثيرا من الحقايق الادبية التي كانت تعتبر قديما كحقايق صحيحة راهنة صارت تعتبر اليوم كخرافات وأراجيف ، وكذلك يوجد من هذه الحقايق ما يختلف اعتباره بين البشر اختلاف أجناسهم ونواميسهم وأذواقهم . ومن هذه الحقايق ما يختلف مقامه اختلاف عقول الافراد باحكامها . فما يراه الافرنج صحيحا يراه العرب عليلا رما