صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/88

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٨٧ -

كانت تابعة له لنوابه وكان يستفيد من غلاتها فقط، ولكن صداقته للخليفة انتهت. وهناك عدة روايات تبين الأسباب التي أدت إلى حنق الخليفة عليه آخرها قصة حريم فتقول النصوص أنه لم يحترم الزواج الصوري الذي كان عقده الخليفة له على أخته العباسة وذلك لكي يتمتع الرشيد بمحضرهما1.

ومنذ سنة ١٧٣هـ وعند وفاة أم الخليفة أعفي جعفر من حمل الخاتم الـذي كان يحمله حتى ذلك الوقت، وعهد به وكذلك ببعض شئون الدولة إلى الفضل بن الربيع2.

وفي سنة ١٨٧هـ عندما قفل الرشيد من أداء فريضة الحج وكان حريصاً على القيام بها باستمرار قتل جعفر في أول صفر، وكان جعفر يبلغ من العمر حوالي ۳۷ عاماً، وعرض رأسه على الجسر الأوسط ببغداد، کما عرض نسفي جسده على الجسرين الآخرين حتى أمر بإحراقهما فيما بعد سنة ١٨٩هـ3.

أما عن والده وإخوته فإنه قبض عليهم وصودرت أملاكهم وأموالهم وسينتهـي الأمر بيحيى في أن يموت محبوساً سنة ١٩٠هـ وله من العمر ٧٠ عاماً وسيتوفى الفضـل في سنة ١٩٣هـ وله من العمر ٤٥ عاما4.

الأحوال الداخلية في الدولة:


لم تنقطع الاضطرابات الداخلية في الدولة على أيام هارون الرشيد كما نستبين من الروايات، فقد سرت هده الاضطرابات في دمشق والموصل والجزيرة وحتى مصـر أيضاً. واشترك فيها العلويون والخوارج جميعا.


  1. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ١١٤.
  2. نفس المصدر السابق، ص ۸۷.
  3. نفس المصدر، ص ١١٥ - ١١٦، ص ۱۲۱.
  4. انظر ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ١٢٤، ص ۱۲۸ – ١٢٩.