صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/83

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ۸۲ -
الفصـل السـادس

خلافة الهادي

١٦٩ - ١٧٠هـ/٧٨٥ - ٢٨٦م

بويع لموسى (الهادي) بالخلافة، في بغداد في نفس اليوم الذي مات فيه المهدي، وكان مقيما بجرجان، يحارب أهل طبرستان، "وكتب الرشيد إلـى الآفاق بوفاة المهدي وأخذ البيعة للهادي1. ونستشف من الروايات قيـــــــام نـزاع خفي بين ابني المهدي وهما: موسى (الهادي) الذي تنازل له عيس بـن موسى (الذي مات سنة ١٦٧هـ)2 عن ولاية العهد، وهارون الرشيد، الـذي أخذت له البيعة كولي ثان للعهد في سنة ١٦٦هـ3. والذي كانت أمه الخيزران تهتم بشئون الحكم منذ عهد زوجها المهدي. وأغلب الظن أنه مما ساعد

على دقة الموقف أن المهدي أشرك الأخوين في الحكم على أيامه فعهد بمشرق الدولة إلى ولي العهد موسى كما عهد بمغربها إلى ولي العهد الثاني هارون وكان لكل منهما ديوانه الخاص. ففي سنة ١٦٣هـ ولى المهدي هرون الرشيد المغرب كله، من الأنبار حتى إفريقية، وأضاف إلى ذلك أذربيجان وأرمينية، وجعل لهـارون كاتب على الخراج هو ثابت بن موسى، وعلى ديوان رسائله يحيى بن برمك4. وزاد في حرج الموقف أن المهدي كما تقول الروايات مال في آخر أيامه إلى عزل ابنه موسى الهادي والبيعة للرشيد بولاية العهد وتقديمه عليه، ويقـال أن المهدي مات وهو خارج للهادي وهو بمنطقة جرجان ليخلعه بعد أن بعـث إليه في القدوم عليه لهذا الغرض وامتنع الهادي. ولهذا تحاول بعض الروايات أن تفسر موت المهدي فتقول أنه لم يمت ميتة طبيعية وأنه مات في حالة صيـد


  1. ابن الأثير، ج ٥، ص ۷۳ - ٧٤.
  2. ابن الأثير، ج ٥، ص ٦٩.
  3. نفس المصدر السابق، ص ٦٦.
  4. نفس المصدر السابق، ص ٦٣.