صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/71

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٧٠ -

المنصور اهتم اهتماماً كبيراً بتأمين وصيانة حدود دولته فعمل على تعقب الخارجين والقضاء عليهم فإن هذه السياسة الحازمة لم تمنع قيام الثورات في كثير من الجهات. من ذلك، ثورة الخورج بالموصل سنة ١٥٨هـ والقلاقل التي أثارها الأكراد بهـذه الجهات مما جعل المنصور يستعمل خالد بن برمك على الموصل فقهر خالد المفسدين وكانت له هيبة في نفوس الناس1.

ثـورة أستـاذ سيس:


قامت بخراسان ثورة بقيادة رجل يعرف باسم أستاذ سيس وذلك في سنة ١٥٠هـ، وكانت هذه الثورة خطيرة مثلها في ذلك مثل الثورات المذهبية التي قامت بإيران. فيقال أن هذا الرجل ادعى النبوة وأن أصحابه أظهروا الفسق وقطـع السبيل، وانضم إلى جانب هذا الرجل كثير من الأتباع "وغلب على عامة خراسان" واستطاع أن يوقع الهزيمة بعدد من الجيوش العباسية، ولكن أمره انتهى بالهزيمـة بعد أن سبب للدولة متاعب شديدة2.

السياسة الخارجية:


الحرب ضد بيزنطــة:


أما عن السياسة الخارجية فإنها كانت تتلخص في الصراع الذي أصبح تقليدياً بين الإسلام وبين الدولة البيزنطية، ولقد طال الصراع ضد بيزنطة لمدة زادت علـى أربع قرون في التي بدأت بالتوسع الإسلامي وانتهت سنة ١١٩٥م بالحروب الصليبية. ورغم طول عذه الفترة كانت هذه الحرب سقيمة لم يستطع أحد طرفيهـا أن يحرز أثناءها انتصاراً حاسماً. وخلال هذه الفترة عرفت بيزنطة عصراً من القـــــــــوة على أيام الأباطرة الإيسوريين وكان هذا من أسباب رجحان كفة بيزنطـة ولكن أتـت مسألة النزاع الداخلي في بيزنطة من أجل عبادة الصور، ثم الاضطرابات التي تلتهـا


  1. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ٤١ - ٤٢.
  2. ابن الأثير، الكامل، ج ٥، ص ۲۸ – ۲۹.