صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/49

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٨ -
الفصل الرابع

خلافة المنصور

١٣٦ - ١٥٨هـ / ٧٥٤ - ٧٧٥م

بعد أبي العباس تبوأ عرش الخلاقة أخوه أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الملقب بالمنصور بالله.

ويعتبر أبو جعفر المؤسس الحقيقي للدولة العباسية.

وأول المشاكل التي واجهها المنصور في أحقية ولايته لعهد أبي العباس إذ تذكر الرواية أنه في سنة ١٣٦هـ، أخذ أبو العباس البيعة بولاية عهد المسلميـن بالخلافة من بعده لأخيه أبي جعفر عبد الله بن محمد، ومن بعد أبي جعفر ولد أخيه عيسى بن موسى بن محمد بن علي، وأنه جعل العهد في ثوب وختمه بخاتمه وخواتيم أهل بيته.

رغم كل هذا فإن اعتلاوه العرش لم يتم دون نزاع فعندما. توفي أبو العبــاس السفاح، كان أخوه أبو جعفر أميراً للحج، وبصحبته أبو مسلم، وقام بأخذ البيعة، لأبي جعفر، عيسى بن موسى ولي العهد الثاني، الذي كان والياً للكوفة. وكتـب عيسى إلى أبي جعفر يعلمه بموت السفاح، والبيعة له، كما كتب الى الأمصار يطلب البيعة للخليفة الجديد1.

ثورة عبد الله بن علي العباس:


وفي ذلك الوقت كان عم الخليفة عبد الله بن علي، بطل وقعة الزاب، والذي كان والياً على بلاد الشام، وكان قد سار على رأس قواته من الشاميين والخراسانية علـى الصائفة وهو يقصد بيزنطة. وعندما وصله خبر وفاة أبو العباس وولاية المنصور توقف عن


  1. انظر، الطبري، تاريخ الرسل والملوك، ج ۷، ص ٤٧١، انظر، ابن الأثير، الكامل، ج ٤، ص ٣٤٧، وقارن خليفة بن خياط، تاريخ خليفة، ج ٢، ص ٢٩، المسعودي، مروج الذهب، ج ٤، ص ١٢٨.