صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٤٥ -

التخلص من كبار الأتباع والعمال الذين يحس بخطورتهم.

الثورات على عهد أبي العباس:


وعلى عهد أبي العباس قامت بعض الثورات في خراسان، وفي إقليم مـــــــا وراء النهر، ولكن الجيوش العباسية الخراسانية استطاعت أن تقضي عليها بسهولة وكذلك استطاعت جيوش الدولة أن تحرز انتصارات في المشرق وأن تدفع بحـدود الدولة نحو أواسط آسيـة.

ثــــــــورة بخاری:


قام العرب بثورة في مدينة بخارى سنة ١٣٣هـ وكانت ثورة بخارى هذه خطيرة إذ تزعمها رجل اسمه شريك المهري من قبيلة مهرة. هذا الرجل كان يؤيد آل البيت في أول الأمر، ولكنه نقم على السياسة التي انتهجها أبو مسلم عندما توسع في استحلال سفك الدماء، والعمل بغير الحق، ورفع شريك راية العصيان ودعا للعلويين، والتف حوله أكثر من ٣٠ ألف رجل من منطقة بخارى ومنطقة خوارزم، وأرسل أبو مسلم جيشاً لقتال هذا الثائر على رأسه زياد بن صالح الخزاعي، وعاون ابن صالح ملك بحــاری وأخمدت الثورة بكثير من العنف والقسوة ويقال أن المدينة تركت طعمة للنيران لمدة ثلاثة أيام، كما صلب الأسرى على أبوابها1.

وظهر على أطراف الدولة خطر جديد، ذلك أن الصين بدأت تتدخل فـي شئون ما وراء النهر. ولكن زياد بن صالح بعد أن قضى على ثورة بخارى استطـاع أن يحرز نصراً عظيماً على القوات الصينية في وقعة تسمى طراز. وتبالغ الروايـات العربية في ذلك النصر فتقول أن المسلمين قتلوا حوالي خمسين ألفاً وأسروا نحـو عشرين ألفاً، وهرب باقي الجيش إلى الصين2.


  1. انظر، النرشخي، تاریخ بخارى، ترجمة الدكتور أمين عبد المجيد بدوي، نصر الله مبشر الطرازي، طبعة دار المعارف، مصر، ص ۱۱ - ۱۳.
    ابن الأثير، ج ٤، ص ٣٤١، ٣٤٢.
  2. ابن الأثير، ج ٤، ص ٣٤٢.