صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/34

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ٣٤ -

فتح نيسابور:


أما عن نصر فإنه هرب من نيسابور إلى جرجان، وتمكن بذلك أبو مسلم من دخول مدينة نيسابور في شوال سنة ١٣٠هـ / يونيه ٧٤٨م. وبعد أن تحقق لأبي مسلم هذا النجاح الكبير تخلص من زعيمي اليمنية من العرب وهما: علي بن الكرماني وأخوه عثمان إذ قتلهما غدراً1.

فتح جرجان (وأخذ الري):


وعندما استغاث نصر بن سيار بوالي العراق، ابن هبيرة، أرسل إليه هذا جيشاً بجرجان، ولكن قحطبة خرج إليه وهزمه في ذي الحجة من نفس السنة، بعد أن فتح جرجان وأوقع الهزيمة بأهلها الذين حاولوا الثورة حتى قيل أنه قتل منهم ما يزيد على ثلاثين ألفاً. وبسبب تردد والي العراق ابن هبيرة ساء موقف نصر الذي مـات وهو يفر أمام قحطبة بالقرب من الري، "وكان مريضاً يحمل حملاً". وبعد وفـــــاة نصر أخذت مدينة الري، وصادر أبو مسلم أملاكهم لأنهم كانوا سفيانية كما تقــــــــــــول النصوص. وأحاط الحسن بن قحطبة ببقية جيوش أهل الشام في نهاوند. وعندما خرج جيش شامي كبير لفك حصارهم بقيادة عامر المري والي كرمان وداود بن يزيـد بن هبيرة، في أواخر سنة ١٣١هـ / ٧٤٩م، عزمه قحطبة وهو يتقدم قرب أصفهان. وتقول النصوص: "أمر قحطبة بمصحف فنصب على رمح ونادى، يا أهل الشام إنا ندعوكم إلى ما في هذا المصحف، فشتموه وأفحشوه في القول" وأنه هزم داود بن هبيرة وأصابوا عسكره، وأخذوا منه مالا يعلم قدره من السلاح والمتاع والرقيـــق والخيل، وما رؤي عسكر قط كان فيه من أصناف الأشياء ما في هذا العسكر كأنه مدينة، وكان فيه من البرابط، والطنابير، والمزامير والخمر ما لا يحصى2.

حصار نهاوند:


واستراح قحطبة بعض الوقت بأصفهان ثم قدم على ابنه الحسن بنهاوند. وبعد


  1. ابن الاثير، الكامل، ج ٤، ص ٣١٢.
  2. انظر، ابن الاثير، الكامل، ج ٤، ص ٣١٦ – ۳۱۷، ۳۱۸، ۳۱۹.