صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/18

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٨ -

للخليفة مروان1. ولكن الحارث بن سريج الذي كان قد سبق أن حصل له نصر على الأمان من الخليفة يزيد بن الوليد، عاد من بلاد ماوراء النهر - وكان متحالفاً مع الترك - إلى خراسان حيث استقر مع أتباعه في منطقة مرو - رفض مبايعة مروان وخـرج على نصر الذي أرسل إليه "يدعوه إلى الجماعة وينهاه عن الفرقة وأطماع العدو"2. وطلب الحارث من نصر أن يعمل بكتاب الله وسنة نبيه وأن يعزل عماله ويقلد عمــــــــــالاً نزهاء3، وتمكن داعيته جهم بن صفوان (رأس الجهمية) من لم الجموع حوله.

وفي نفس الوقت كان الكرماني يدعو إلى عزل نصر وتعيين والي آخر عوضــــــــــــه، فالتقت مصالحهما واتفقا أي الحارث والكرماني - على حرب نصر. وقد حاقت الهزيمـة بالحارث إلا أن نصراً اضطر بعد تقدم أنصار الكرماني إلى الانسحاب إلى نيسابـــــــور، ودخل الكرماني والحارث مدينة مرو. ولكن وقع الخلاف بينهما وقتل الكرماني الحارث في سنة ١٢٨هـ / ٧٤٦م "وصفت مرو لليمن"4. إلا أن الكرماني لم يهنأ طويلاً بانتصاره، فقد بدأ نصر يجمع قواته لاعادة استخلاص مرو من منافسه الكرماني والقضاء عليـه.

ولقد كانت كل هذه الظروف في صالح الدعوة الشيعية العباسيـة.

الدعوة العباسيـة:


المعروف أن الدعوة العباسية شيعية الأصل، وأن الدعوة الشيعية التي قامت باسم آل البيت والتي نادت بأن العلويين هم الورثة الطبيعيون لخلافة النبي وجـدت في خراسان أرضاً سالمة لهذر بذورها5.

والحقيقة أن عرب الفتوح الأولى الذين توغلوا في خراسان، التي تمثل كل الهضبة


  1. انظر، تاريخ خليفة بن خياط ۲، ص ٦٩٧، ابن الأثير، ج ٤، ص ۰۲۱۲
  2. انظر، ابن الأثير، ج ٤، ص ٢٩٢.
  3. انظر، ابن الأثير، ج ٤، ص ٢٩٢.
  4. انظر، ابن الأثير، ج ٤، ج ٢٩٢ - ٢٩٤.
  5. انظر، سعد زغلول، تاريخ الدولة العربية، طبع بيروت سنة ۱۹۷۷، ص ١٦.