صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/109

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

لو صح هــذا ما محضت الوفاء لغائب عنك وطفل رضيع got 11.01 ولكم تمنيت لو خلت هذه القطعة الشجية الآسية الودود من بيتين اثنين . ذلك قوله :

أنتم خبيرون بنهش القـــــــاب یا آل قطمير هـــــــواكم عجيب - فهذه لفتة ذهنية في سياق شعوری . توقظ القارىء من الجو الشجي الحزين - إلى التاريخ مرة وإلى تورية كانها الدعابة مرة ... وتلقى ظلا لا يتسق مع ظل الأسى الكامد الكثيب – واتساق الظلال هو الشعر في كثير من الأحوال – ثم لا تزيد بعد إخلالها بتناسق الظلال شيئاً ! فنهش الكلاب للقلوب لا علاقة له » ينهش من الحزن قلب الشاعر . وكونه من « آل قطمير » إطلاقا بأن « ليس عاملا في هـذا الموقف . وما هي إلا اللفتة الذهنية – لا الشعورية – واستطراد المشابهة الخارجية لا الداخلية . وللعقاد – في شعره – لفتات غارقة ، أو سبحة عالية ، أو اندفاع متدفق . فليته كان ينساها ، فيخلص الشعر الدافق الحار من هذه الحواجز التي تقف اندفاعه في وسط الطريق . من هذا القبيل ، توقظ القارىء من تهويمة 1 4

D ومقدمة الديوان بعد هذا كله – فصل من أبرع فصول العقاد وموضوعها قد دار حوله جدل بينه و بينى منذ ثمانية عشر عاما على صفحات البلاغ الأسبوعي . وإلى هذا الجدل أشار في المقدمة . وما يزال الموضوع قابلا للحديث ومجمل ما يصور رأى الأستاذ الكبير قوله :