صفحة:عبقرية المسيح (1953) - العقاد.pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

تاريخ الميلاد والشعائر التي ظلت قبل ذلك مئات السنين متواترة على الالسنة وكان تواترها قديما أقوى وأشيع من تواترها بعد تقادم العهد وتتابع السنين . وكل ما يفهم من سكوت المؤرخين المعاصرين على سبيل الجزم أن المؤرخين لم يدركو اخطرها ولم يميزوها من الحركات المتفرقة التي كانت تختلج بها طوائف اليهود على صفة عامة ، ويعزز هذا أن الطائفة الجديدة لم تذكر باسم خاص في الاناجيل جميعا غير ثلاث مرات ، فذكر اتباع السيد المسيح باسم المسيحيين في الاصحاح الحادى عشر من أعمال بولس الرسول حيث قيل ان التلاميذ دعوا ) مسيحيين لاول مرة فى مدينة « انطاكية » ثم جاء فى الاصحاح السادس والعشرين على لسان الملك اغريباس انه قال محتجا : « اهون بما تقنعنى به أن أصير مسيحيا » وجاء في الاصحاح الرابع من رسالة بطرس : « ان عيرتم باسم المسيح فطوبى لكم ان أحدكم لا يتألم لانه قاتل او سارق أو فاعل شر او صاحب فضول ، فان تألم لانه مسيحى فلا يخجل » وجملة ما يؤخذ من الكلمة فى هذه المواضع الثلاثة انها كانت نسبة ازدراء وتعيير على السنة أعداء المسيحيين ، وليس من الصعب أن يضيع الكلام عن طائفة لا عنوان لها بين ما يكتب عن جماهير ذلك الزمن فى غمار التواريخ ، وبخاصة اذا كانت لم تبلغ من الخطر ما يدركه مؤرخ الحوادث الكبرى ، وكان من هم أولئك المؤرخين أن يستصغر واشأنها لأنها طائفة مغضوب عليها في مراجع الدين ومراجع الدولة، فالهيكل ينكرها والحكومة الرومانية تترفع عنها ، ولم يحدث قبل ذلك أن طائفة طوائف فلسطين جمعت بين غضب السلطتين ، وهى مع غير معروفة بعنوان تدور عليه الاخبار ! من ذلك -10-