صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/75

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سر تقدم الانكليز السكسونيين الجهة العلمية قليل النفع من الجهة العملية فلنبحث عن فائدته من الجهة السياسية علنا نراه يؤدى الى الغرض المقصود والا لذهبت أماني الامبراطور ادراج الرياح خصوصا اذا لوحظ انه لا يقصد من سعيه كله في الحقيقة و نفس الامر الى المنفعة السياسية أو ما يتصوره كذلك بدليل قوله « ومن الواجب علينا الآن ان نعلم الشبان طريق المحافظة على ما أحرزناه ولكننا لم نعمل شيئا من هذه الجهة بل أنا أشاهد منذ حين في الأمة في الأمة شخوصا الى الميل عنه » ۶۷ وعلى هذا يكون غرض الامبراطور من ذلك النظام هو التغلب على هذا الميل الذي يخشاه ولكن أمانيه لا يمكن تحقيقها الا اذا كانت المدارس كما يريدها . وهي ليست كذلك لأن غاية ما يريد استحداثه هو الزيادة فيما جرت عليه أمته من قبله تحت رعاية اسلافه وبأمرهم . وهم أيضا كانوا يقصدون الغاية التي يرمي عليها وهي اكبار شأن الدولة البروسيانية واعلاء كلمتها وقد جرب ذلك نفسه . لذلك ندد رجال المدارس في برلين على خطابه وأجمعوا على اظهار أسفهم واستيائهم من اللوم الذي وجهه اليهم وقالوا «أنهم كانوا يعتبرون على الدوام ان أقدس واجب عليهم هو غرس محبة الوحدة الألمانية في قلوب تلامذتهم واعدادهم لحفظ النظام الاجتماعي الحاضر ومقاومة أهـل الثورة ومن يسعى بالفساد » ومع كون هذه الطريقة لم تجد نفعا باعتراف الامبراطور نفسه نراه يميل الى تعزيزها والزيادة فيها . ولن ينال ما يرجوه منها بل من المحتمل القريب جداً انها تؤدى الى عكس ما يتمنى لأنها تزيد في ضعف