صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/72

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

التعليم في المدارس الالمانية مكان ضيق مسدود المنافذ بحيث لا تبصر عيناه من خارجه شيئا . فلا فرق بين هذين المعلمين في تعليمهما وبين الامبراطور فيما يريده من النظام لمدارسه وهو من المستغربات . لكن حتى أكون صادقا فيما أقول أذكر للقراء نص عبارته في هذا المطلب قال «يجب أن تكون اللغة الالمانية هي الاساس لجميع التعاليم الاخرى ومتى نجح التلامذة في امتحانها التحريرى كان ذلك دليلا على ذكائهم ومقدار استعدادهم . اما تعلم اللغة اللاتينية فانه يضيع علينا من الوقت ما نحن محتاجون اليه في تعليم اللغة الالمانية » وليلاحظ ان الامبراطور لا يريد بهذا تعليم الالمانيين لغتهم الالمانية فقط بل هو يريد ان لا يتعلم الالمانيون شيئا الا ما كان المانيا حتى لا يدخل بينهم شيء أجنبي من أي نوع كان . قال « ولقد يفرحنى ان لو استعملنا كلمة المانية للدلالة على مداولاتنا هذه بشأن المدارس بدل الكلمة الفرنساوية التي نستعملها الآن فلنقتصر على اللفظ الالماني الذي يدل عليها » ولقد تحمل هذا العداء حتى في الالفاظ على شدة وطنية الامبراطور ثم انه أفصح عن غرضه من المدارس بقوله « اني أريد أن يعرف الالمانيون تاريخ بلدنا وخططها وقصصها معرفة حقيقية اذ يجب علينا أن نبتدىء بمعرفة الدار التي نسكنها ، والدار التي يعنيها ليست البلاد الالمانية المعروفة منذ القدم بل هي الدار التي شادها ملوك البروسيا وضموا اليها طوعا أوكرها جميع الامة الالمانية . وعليه فالتاريخ الذي يشير اليه هو تاريخ الذي نهضت فيه الامة البروسيانية فادخلت تحت سلطتها رويداً رويداً جميع البلاد الالمانية حتى يتيسر للشبان الذين يتلقونه أن يتربوا منذ الزمن ٦٤