سر تقدم الانكليز السكسونيين هو الاستظهار على الحزبين الملوكي والديني بواسطة المدارس وهذه المطابقة تدل على ان الافكار واحدة في الجهتين وصيغ القول متحدة والغرض واحد اتخاذ المدارس سلما للتسلط السياسي . ولنرجع الى خطاب الامبراطور لنتبين حقيقة مراده قال «كان من الواجب على المدارس ان تلتفت الى المطلوب منها كما ينبغى فتنشر في الامة تعليما يجعل الشبان الذين من سنى أي الذين قاربوا الثلاثين على صفات تسهل لهم ان يهيئوا من أنفسهم ما أنا محتاج اليه من المعدات والوسائل في خدمة الدولة فأتمكن من الاشراف على حركة البلاد في وقت قريب » والحق يقال ان الملك لم يسلك في خطابه سبيل الابهام بل قوله واضح صريح . يريدان تعدله المدارس عمـالا وأعوانا يتمكن بهم من الاستيلاء على زمام الحركة في بلاده . هذا هو رأيه في التعليم . وهذا هو الشأن الذي يريد ان يكون للمدارس . وليس لنا ان نبحث فيهما اذا كان رأيه مقبولا عند المدرسين والعائلات في تلك البلاد . ثم أشار الى ان المدارس لم تقم بالواجب فقال « ولم تأت المدارس بما ذكر وليس من زمن نجحت فيه مدارسنا في جميع أدوار حياتنا الوطنية وساعدت على تقدمنا الا سنة 1864 وسنة 1866 و 1870 ففي ذلك الحين كانت المدارس البروسيانية والمكاتب مودع فكر الوحدة الالمانية ثم سرى هذا الفكر منها في الناس وشخص الكل الى غرض واحد وهو اعادة الامبراطورية الالمانية واسترداد بلاد الالزاس واللورين غير ان تلك الحركة بطلت من سنة 1871 لما أعيدت الامبراطورية ونلنا ما كنا نرجوه فوقفنا عنده وكان من اللازم علينا الآن ان نعلم الشبان طريق المحافظة على ما ٦١
