صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/66

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

التعليم في المدارس الالمانية ست ساعات في المدرسة وساعتان في الاكل والباقى من اليوم معلوم» وهو في الحقيقة تكليف شديد لم ينج الامبراطور من اضراره الا باستعمال طرق لا تتيسر لجميع الناس كما قال «ولولا أني كنت أركب جوادي و انطلق حرا في غير الاوقات لماعرفت شيئا من أحوال الدنيا» ۰۸ نعم ركوب الخيل يخفف ضرر الافراط في الدرس ولكنه لا يكفى لمعرفة أحوال الدنيا . ومهما كان في قوله من مواضع الانتقاد فأنه أصاب منشأ الضرر وحث على وجوب ملافاته فقال «وأرى من الواجب مداواة هذا الداء فقد بلغ السيل الزبى أيها السادة ولا قبل لنا على ترك الحال كما هي اذ تجاوزنا الحد الذي ينبغي لنا الوقوف عنده وأتت المدارس بما فوق طاقة البشر وتخرج منها من المتنورين مازاد على المطلوب زيادة لا تحتملها الأمة ولا تطيقها الافراد» هذا كلام يخالف رأى الذين يزنون عظمة الامم وقوتها تقدر عدد المتنورين من رجالها . قال الامبراطور «وقـد أصاب البرنس بسمارك في قوله ان لنا من حائزي الشهادات صعاليك . لأن السواد الاعظم ممن رشحهم الجوع وعلى الخصوص حضرات أرباب الجرائد من متخرجي المدارس الذين لم يفلحوا» . أما قوله «ممن رشحهم الجوع» فجاف وأما قوله «لم ينجحوا» فصواب من بعض الوجوه قال . «وفى هذا من الخطر مالا يخفى لان هذا الافراط الذي بلغ . حده قد جعل بلادنا شبيهة بأرض غصت - بالمياه فلم تعد تحتمل السقاية من جديد . لذلك لن أسمح من الآن بزيادة عدد المدارس العالية الا اذا قام الدليل على ضرورة تلك الزيادة أما الآن فعندنا منها عدد يكفينا ) . وهذا القول أيضا يخالف رأى الذين يزنون