صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/45

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

سر تقدم الانكليز السكسونيين من اقتصر هنا على بيان مقدمات هذه المسئلة وتوضيح عناصرها واشير على كثير الشبان الذين حضروا درسنا في العلم الاجتماعي ان يتوجهوا في هذا الصيف الى المانيا ليشاهدوا حالة تلك البلاد بأنفسهم تكثر الجبال في القسم الجنوبي من المانيا كما تكثر الرمال والمستنقعات والجدب في الشمال ولذلك كان أهلها على الدوام من الفقراء المتعودين على التدبير في حاجاتهم والبساطة في معيشتهم والاكتفاء بالاجر القليل ففضيلة البساطة المشهورة عن الالمانيين هي فضيلة الجأتهم اليها طبيعة بلادهم وذلك مما يضعف من شأنها ولقلة اجور الفعلة وقلة حاجات تلك الامة انحصرت المصنوعات الالمانية بحكم الطبيعة دائما في الاشياء المستعملة عند العموم ذات القيمة الزهيدة وهي حالة تستلزم في الحقيقة تأخر امتها الا انها صارت الآن مزية عند الالمانيين لسبب خارجي على انها لن تدوم ابدا . و بيانه ان اتساع نطاق وسائل النقل سهل الوصول الى البلاد الجديدة اوالمتأخرة في التمدن ومكن من الاختلاط بالامم البسيطة او الهمجية فكثر عدد الذين يشترون البضائع العادية الرخيصة ووجدت الامة الالمانية سوقاً جديدة لمبيع سلعها و استفادت من ذلك على قدر اموال تجارها واقتدارهم في الصناعة والبيع والشراء ولكنها فائدة صغيرة لقلة رأس مال كل تاجر على حدته وضعفه منفرداً . وطلبا للزيادة مال التجار الى عقد الشركات فجاءت لهم عونا على نشر متاجرهم وتوسيع نطافها وتوفر المال لديهم فاقاموا الاسواق الكبيرة لعرض متاجرهم ومعرفة الانواع التي يكثر الطلب فيها وهذا عمل نستفيد منه علا لدلالته على ان الشركات تسد جزءا ۳۷