صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
٣٠
مقدمة المترجم

الادراك واستنارت بصيرته وقويت ارادته واشتدت عزيمته وعلم ان الحياة لا تقوم الا بالمثابرة على العمل والسعى المستمر في طلب الكمال ومن سنن الله في خلقه ان يسود العلم على الجهل و ان تعلو القوة على الضعف وان يبدد النور الظلات . وعلم ذلك الرجل نور انبعثت اشعته وراء عزيمتـه تضئ جوانب الجهل فمالت من الغرب الى الشرق وانكشف الستار عن رجلين احدها عالم مقدام ومدرك هام عزيز الجانب بهمته رفيع الشأن بفطنته والثاني جاهل قد استولى الجبن عليه فاستكان لحكم الزمان وأن تحت اثقال الخمول

هذا هو الداء الذي تتألم منه وتلك هي الأمراض التي تنهك جسم امتنا و بديهي أن معرفة الدواء صارت سهلة على القراء

دواءنا التربية وسلامتنا في نشر المعارف والعلوم فعلينا بها بما بقى فينا من الشعور وما ترك لنا من الاختيار في العمل قبل ان يتم الانحلال ويتعـذر علينا القيام نعم لا انكر ان النداء بوجوب التربية والتعليم يشعر بان المنادي بعيد عنهما ومثل هذا النداء لا يروق للذين تمكنت من قلوبهم الاثرة وحب الذات وصار احب الناس اليهم من يهش لهم ويبش في وجوههم وان كان اقلهم رحمة بهم وحنانا عليهم - وكلنا ذاك الرجل – لكن الذي يسعي وراء الحقيقة ويطلب النفع لقومه مضطرا الى التخفيف من تلك العزة الباطلة والاقلاع عن حب ذاته وعدم الاسراع الى النفور من النداء حتى يتبين صوابه من خطائه ويميز بين ضاره و نافعه

وحب الاثرة هذا هو الذي ل كتاب حضرة صديقي الفاضل قاسم بك امين ( تحرير المرأة ) الذي نشره في الشهر الماضي لا يروق في عين بعض