صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/330

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۳۲۲ أحسن الحالات لتحصيل السعادة في كل يوم وساعة والنهر لا يزال يجرى ضد مقصده ومن كان هذا شأنه تعذر ان يكون خلى البال سعيدا هذه حال لا يأ من الضيم معها أولئك الذين صاروا من صف الموظفين انفسهم مع انهم قد خلصوا بذلك من متاعب كثيرة في الحياة لان غالبهم يعيش في ضيق وتقتير اضطراراً الى المعيشة هم وعائلاتهم والى تربية ابنائهم برزق قليل . ذلك هو الشقاء تحت الكسوة السوداء وهو أقسى شقاء في الوجود . ذلك بؤس لا يتمكن المرء معه من المحافظة على درجته بين الناس ولا هو يخلص من التألم به فهو جرح يتجدد في كل صباح . وزد على ذلك يعيش مسلوب الارادة مؤتمراً بغيره والآمال محصورة وللرجاء حد قريب ثم الحال اشد فى تلك الامم بالنظر لغير الموظفين الذين يضطرون الى العمل بانفسهم وهم عليه غير قادرين لانهم لم يتهيأوا اليه من قبل بالتربية والتعليم والكسب غير محقق فيوم يسر ويوم في اعسار . ولهم فوق ذلك أعين يبصرون بها وظائف الحكومة واطماع تمتد نحوها وهم على الدوام يرجعون من آمالهم خائبين أنه يتجرد عن وبالجملة فالحياة شاقة على الجميع والكل متأثر بنشأته الاتكالية وهى السبب في اعتقاد كل واحد ان مال الاب مال لجميع عائلته لذلك ترى الرجل املاكه فى حياته ويهها مهرا لاولاده متى حان وقت الزواج ووجب على كل والد أن يجمع من يجمع من المال ما يكفى الجميع أولاده مع أن من الصعب فى هذه الايام أن يحصل الانسان مالا يكفيه وحده . فلما رأى قومنا أن القيام بهذا الواجب متعذر لم يجدوا لهم بدا في الهرب منه الا