صفحة:سر تقدم الانكليز السكسونيين.djvu/228

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۲۲۰ اهل السياسة فى فرنسا وفى انكلترا غير متأثرة أبدا لانها انما تتعلق بسوء حال الاجسام والامراض الطبيعية في الانسان لا بحسن حال الاجتماع. ومما يدهشنا أن يكون عدد الاطباء كثيراً الى هذا الحد في مجلس النواب مع ماتحتاجه تلك الصناعة من استمرار مزاولتها والعمل فيها واذا غاب الطبيب تركته الزبائن لان المريض لا يقوى على الاصطبار ومن هنا جاء أن أغلب الاطباء في مجلس النواب ليس لهم زبائن أما الذين كثر عملهم ففائدتهم في الاحتفاظ على زبائنهم اطنيهم ولا يفضلون عليهم اقتحام مخاطر الانتخاب وطلب النيابة من موا ولا يبيعون مرتزقا مأمونا كثير الربح بحالة قل كسبها وبعيد أن تدوم . أذن ليس أولئك النواب نخبة بنى حرفتهم وعليه فليسوا بعضد قوى للنيابة المالية ولكي نقف على سبب انتخاب هذا العدد العظيم منهم ينبغي أن نعرف الامرين الآتيين الاول ان أولئك النواب هم فى الغالب من حزب الشمال فمن الثلاثة وخمسين طبيبا وصيدلياً خمسون من الحزب المذكور وثلاثة فقط من حزب اليمين . ولا شك في أن صناعة الطب ليست هي التي غرست فيهم تلك الاميال حتى ضاعت النسبة كما ترى لاننا اذا رجعنا الى مجموع الاطباء لا نرى فيهم هذا الميل الى هذا الحد وسببه ظاهر لان صناعتهم ورغبتهم في تكثير عدد زبائنهم تجعلانهم لا يشتغلون بالسياسة الا قليلا . ولقد نسلم أن هذا النقد لا يصدق على أطباء من النواب الذين ليسواهم من خلاصة أهل الفن ولا ممن كثرت زبائنهم ولكنا لا نسلم بان تأخرهم في صناعتهم هاج خواطرهم وألقوا الاثم على الهيئة الاجتماعية فمالوا الى كلاهم