كيف ينبغي أن نربي أولادنا عظيمة فلا ينبغى افلاتها اذ التربية الجديدة التي يستصعبها الناس تربى الرجل على فضيلة الاعتماد على نفسه وتخلق فيه من الشجاعة ما يساعده على مقاومة تقلبات الاعصر الحاضرة . والفرق بيننا من حيث اعتمادنا على أهلنا وأصدقائنا وبين الامم التي تربت افرادها على القيام بشؤون أنفسهم بجدهم وعملهم كالفرق بيننا من حيث قوة التغلب وقابلية الاستظهار و بين تلك القبائل المتوحشة التي تدخل في ديننا تبعا لدخول رؤسائهم فيه تلك هي أسباب الانحطاط في التربية وغيرها . وهذه وجهته وغايتـه ولا بد لنا من تخطى هذه العقبة طالمين أو مكرهين . ولا بد من العمل على نقيض ما نحن فيه الآن ۱۱۲ في التجارب هاد يرشد الى الطريقة المثلى لنوال الغرض الذي ندعو اليه . فيها امان من التخبط والزلل . ومعلوم أنه لا تجارب عندنا لان كل شئ في بلدنا يجرى على نقيض المطلوب . وجب اذن ان نستعير تجـارب غيرنا من الامم التي اجتازت هذه العقبة . وصارت تربى شبانا قادرين على العمل بانفسهم من دون احتياج الى أهليهم أو أصدقائهم أو حكومتهم . وتلك الامم موجودة لا ينكرها الا الذين ليس لهم أعين يبصرون بها وهي التي اصبحت تغير على الدنيا وتستخرج مجهولاتها وتستعمرها وتقصى عناصرها الدنيـا القديمة في تقدمها وتأتى هذه المعجزات كلها بقوة الهمة الشخصية وسلطان رجال لا يعتمدون في عملهم الا على أنفسهم . ولنا في المقابلة بين ما فعله رجل التربية الجديدة في أمريكا الشمالية وما فعله رجل التربية القديمة التي لا تزال تربيتنا من سوء حظنا في أمريكا الجنوبية ما يكفى للاقتناع
